قصة حميد بن قحطبة والرشيد وافطاره في شهر رمضان وأنه قتل ستين نفسا من العلوية

- عيون أخبار الرضا : أحمد بن محمد بن الحسين البزاز ، عن أبي طاهر الشاماتي ، عن بشر ابن محمد بن بشر ، عن أحمد بن سهل بن ماهان ، عن عبيد الله البزاز النيسابوري - و كان مسنا - قال : كان بيني وبين حميد بن قحطبة الطائي الطوسي معاملة ، فرحلت إليه في بعض الأيام ، فبلغه خبر قدومي فاستحضرني للوقت وعلي ثياب السفر لم أغيرها ، وذلك في شهر رمضان وقت صلاة الظهر .

فلما دخلت إليه رأيته في بيت يجري فيه الماء فسلمت عليه وجلست فاتي بطست وإبريق فغسل يديه ، ثم أمرني فغسلت يدي وأحضرت المائدة وذهب عني أني صائم وأني في شهر رمضان ، ثم ذكرت فأمسكت يدي ، فقال لي حميد : مالك لا تأكل ؟ فقلت : أيها الأمير هذا شهر رمضان ، ولست بمريض ولا بي علة توجب الافطار ، ولعل الأمير له عذر في ذلك أو علة توجب الافطار ، فقال : ما بي علة توجب الافطار وإني لصحيح البدن ، ثم دمعت عيناه وبكى .

فقلت له بعد ما فرغ من طعامه : ما يبكيك أيها الأمير ؟ فقال : أنفذ إلي هارون الرشيد وقت كونه بطوس في بعض الليل أن أجب ، فلما دخلت عليه رأيت بين يديه شمعة تتقد وسيفا أخضر مسلولا وبين يديه خادم واقف فلما قمت بين يديه رفع رأسه إلي فقال : كيف طاعتك لأمير المؤمنين ؟ فقلت : بالنفس والمال ، فأطرق ثم أذن لي في الانصراف .

فلم ألبث في منزلي حتى عاد الرسول إلي وقال : أجب أمير المؤمنين ، فقلت في نفسي : إنا لله أخاف أن يكون قد عزم على قتلي وإنه لما رآني استحيا مني فعدت إلى بين يديه فرفع رأسه إلي فقال : كيف طاعتك لأمير المؤمنين ؟ فقلت : بالنفس والمال والأهل والولد ، فتبسم ضاحكا ، ثم أذن لي في الانصراف .

فلما دخلت منزلي لم ألبث أن عاد الرسول إلي فقال : أجب أمير المؤمنين فحضرت بين يديه وهو على حاله ، فرفع رأسه إلي فقال : كيف طاعتك لأمير المؤمنين فقلت : بالنفس والمال والأهل والولد والدين فضحك ، ثم قال لي : خذ هذا السيف وامتثل ما يأمرك به هذا الخادم .

قال : فتناول الخادم السيف وناولنيه وجاء بي إلى بيت بابه مغلق ففتحه فإذا فيه بئر في وسطه ، وثلاثة بيوت أبوابها مغلقة ففتح باب بيت منها فإذا فيه عشرون نفسا عليهم الشعور والذوائب شيوخ وكهول وشبان مقيدون ، فقال لي : إن أمير المؤمنين يأمرك بقتل هؤلاء ، وكانوا كلهم علوية من ولد علي وفاطمة فجعل يخرج إلي واحدا بعد واحد فأضرب عنقه حتى أتيت على آخرهم ، ثم رمى بأجسادهم ورؤوسهم في تلك البئر .

ثم فتح باب بيت آخر فإذا فيه أيضا عشرون نفسا من العلوية من ولد علي و فاطمة مقيدون فقال لي : إن أمير المؤمنين يأمرك بقتل هؤلاء ، فجعل يخرج إلي واحدا بعد واحد فأضرب عنقه ويرمي به في تلك البئر ، حتى أتيت على آخرهم ثم فتح باب البيت الثالث فإذا فيه مثلهم عشرون نفسا من ولد علي وفاطمة مقيدون عليهم الشعور والذوائب فقال لي : إن أمير المؤمنين يأمرك أن تقتل هؤلاء أيضا فجعل يخرج إلي واحدا بعد واحد فأضرب عنقه فيرمي به في تلك البئر ، حتى أتيت على تسعة عشر نفسا منهم ، وبقي شيخ منهم عليه شعر فقال لي : تبا لك يا مشوم أي عذر لك يوم القيامة إذا قدمت على جدنا رسول الله ، وقد قتلت من أولاده ستين نفسا ، قد ولدهم علي وفاطمة ، فارتعشت يدي وارتعدت فرائصي فنظر إلي الخادم مغضبا وزبرني ، فأتيت على ذلك الشيخ أيضا فقتلته ورمى به في تلك البئر ، فإذا كان فعلي هذا وقد قتلت ستين نفسا من ولد رسول الله فما ينفعني صومي وصلاتي وأنا لا أشك أني مخلد في النار .

العودة إلى الصفحة الرئيسية

www.mezan.net <‎/TITLE> ‎<META HTTP-EQUIV="Content-Type" CONTENT="text/html; charset=windows-1256">‎ ‎<META NAME="keywords" CONTENT=" السيد محمد حسين فضل الله في الميزان ">‎ ‎<META NAME="description" CONTENT=" مقولات السيد فضل الله في كتبه ">‎ ‎<META NAME="author" CONTENT=" مقولات السيد فضل الله بصوته ">‎ ‎<META NAME="copyright" CONTENT=" رأي المراجع العظام والعلماء ">‎ <‎/HEAD>