في رجوع جماعة من الواقفية وترجمتهم

- عيون أخبار الرضا : الوراق ، عن الأسدي ، عن الحسن بن عيسى الخراط ، عن جعفر ابن محمد النوفلي قال : أتيت الرضا وهو بقنطرة إبريق فسلمت عليه ثم جلست وقلت : جعلت فداك إن أناسا يزعمون أن أباك حي فقال : كذبوا لعنهم الله لو كان حيا ما قسم ميراثه ولا نكح نساؤه ، ولكنه والله ذاق الموت كما ذاقه علي بن أبي طالب ، قال : فقلت له : ما تأمرني ؟ قال : عليك بابني محمد من بعدي ، وأما أنا فاني ذاهب في وجه لا أرجع ، بورك قبر بطوس وقبران ببغداد قال قلت : جعلت فداك عرفنا واحدا فما الثاني ؟ قال : ستعرفونه ، ثم قال : قبري وقبر هارون هكذا وضم إصبعيه .

- رجال الكشي : خلف بن حماد ، عن أبي سعيد ، عن الحسن بن محمد بن أبي طلحة عن داود الرقي قال : قلت لأبي الحسن الرضا : جعلت فداك إنه والله ما يلج في صدري من أمرك شئ إلا حديثا سمعته من ذريح يرويه عن أبي جعفر قال لي : وما هو ؟ قال : سمعته يقول : سابعنا قائمنا إن شاء الله قال : صدقت ، وصدق ذريح ، وصدق أبو جعفر ، فازددت والله شكا ، ثم قال لي : يا داود بن أبي كلدة أما والله لولا أن موسى قال للعالم : " ستجدني إن شاء الله صابرا " ما سأله عن شئ ، وكذلك أبو جعفر لولا أن قال إن شاء الله لكان كما قال : فقطعت عليه .

- رجال الكشي : علي بن محمد ، عن محمد بن أحمد ، عن أبي عبد الله الرازي ، عن البزنطي ، عن محمد بن الفضيل ، عن أبي الحسن قال : قلت : جعلت فداك إني خلفت ابن أبي حمزة ، وابن مهران ، وابن أبي سعيد أشد أهل الدنيا عداوة لله تعالى قال : فقال لي : ما ضرك من ضل إذا اهتديت ، إنهم كذبوا رسول الله و كذبوا فلانا وفلانا وكذبوا جعفرا وموسى ، ولي بآبائي أسوة ، فقلت : جعلت فداك إنا نروي أنك قلت لابن مهران : أذهب الله نور قلبك وأدخل الفقر بيتك ؟ فقال : كيف حاله وحال بره ؟ فقلت : يا سيدي أشد حال ، هم مكروبون ببغداد لم يقدر الحسين أن يخرج إلى العمرة ، فسكت . وسمعته يقول في ابن أبي حمزة : أما استبان لكم كذبه ، أليس هو الذي روى أن رأس المهدي يهدى إلى عيسى بن موسى ؟ وهو صاحب السفياني ؟ وقال : إن أبا الحسن يعود إلى ثمانية أشهر ؟ .

- رجال الكشي : حمدويه ، عن الحسن بن موسى ، عن داود بن محمد ، عن أحمد ابن محمد ، قال : وقف علي أبو الحسن في بني زريق فقال لي : وهو رافع صوته : يا أحمد ! قلت : لبيك قال : إنه لما قبض رسول الله جهد الناس في إطفاء نور الله فأبى الله إلا أن يتم نوره بأمير المؤمنين فلما توفي أبو الحسن جهد علي بن أبي حمزة وأصحابه في إطفاء نور الله فأبى الله إلا أن يتم نوره ، وإن أهل الحق إذا دخل عليهم داخل سروا به ، وإذا خرج عنهم خارج لم يجزعوا عليه ، وذلك أنهم على يقين من أمرهم ، وإن أهل الباطل إذا دخل فيهم داخل سروا به وإذا خرج عنهم خارج جزعوا عليه ، وذلك أنهم على شك من أمرهم ، إن الله جل جلاله يقول : " فمستقر ومستودع " قال : ثم قال أبو عبد الله : المستقر الثابت ، والمستودع المعار .

- رجال الكشي : جعفر بن أحمد ، عن يونس بن عبد الرحمن ، عن الحسين بن عمر قال : قلت له : إن أبي أخبرني أنه دخل على أبيك فقال له : إني أحتج عليك عند الجبار أنك أمرتني بترك عبد الله وأنك قلت : أنا إمام ؟ فقال : نعم ، فما كان من إثم ففي عنقي فقال : وإني أحتج عليك بمثل حجة أبي على أبيك فإنك أخبرتني أن أباك قد مضى وأنك صاحب هذا الامر من بعده ؟ فقال : نعم ، فقلت له : إني لم أخرج من مكة حتى كاد يتبين لي الامر وذلك أن فلانا أقرأني كتابك يذكر أن تركة صاحبنا عندك فقال : صدقت وصدق ، أما والله ما فعلت ذلك حتى لم أجد بدا ، ولقد قلته على مثل جدع أنفي ، ولكني خفت الضلال والفرقة .

بيان : تركة صاحبنا أي ما تركه علي من علامات الإمامة ، كالسلاح والجفر وغير ذلك ، ويحتمل القائم على الإضافة إلى المفعول ، قوله : على مثل جدع أنفي : الجدع قطع الأنف أي كان يشق ذكر ذلك علي كجدع الانف للتقية ، ولكن قلته لئلا يضلوا .

- رجال الكشي : خلف بن حماد ، عن سهل ، عن الحسين بن بشار قال : لما مات موسى بن جعفر خرجت إلى علي بن موسى غير مؤمن بموت موسى ولا مقرا بامامة علي إلا أن في نفسي أن أسأله وأصدقه ، فلما صرت إلى المدينة انتهيت إليه وهو بالصوار فاستأذنت عليه ودخلت فأدناني وألطفني وأردت أن أسأله ، عن أبيه فبادرني فقال لي : يا حسين إن أردت أن ينظر الله إليك من غير حجاب وتنظر إلى الله من غير حجاب فوال آل محمد ووال ولي الأمر منهم قال : قلت أنظر إلى الله عز وجل ؟ قال : إي والله قال حسين : فجزمت على موت أبيه وإمامته ثم قال لي : ما أردت أن آذن لك لشدة الامر وضيقه ولكني علمت الامر الذي أنت عليه ، ثم سكت قليلا ثم قال : خبرت بأمرك ؟ قال : قلت له : أجل .

بيان : قد مر تأويل النظر إلى الله تعالى في كتاب التوحيد .

- رجال الكشي : محمد بن مسعود ومحمد بن الحسن البراثي ، عن محمد بن إبراهيم عن محمد بن فارس ، عن أحمد بن عبدوس الخلنجي أو غيره ، عن علي بن عبد الله الزبيري قال : كتبت إلى أبي الحسن أسأله عن الواقفة فكتب : الواقف حائد عن الحق ومقيم على سيئة ، إن مات بها كانت جهنم مأواه وبئس المصير .

جعفر بن معروف عن سهل بن بحر ، عن الفضل بن شاذان رفعه عن الرضا قال : سئل عن الواقفة فقال : يعيشون حيارى ويموتون زنادقة .

- رجال الكشي : وجدت بخط جبرئيل بن أحمد في كتابه حدثني سهل بن زياد الآدمي ، عن محمد بن أحمد بن الربيع الأقرع ، عن جعفر بن بكر ، عن يوسف ابن يعقوب قال : قلت لأبي الحسن الرضا أعطي هؤلاء الذين يزعمون أن أباك حي من الزكاة شيئا ؟ قال : لا تعطهم فإنهم كفار مشركون زنادقة .

- رجال الكشي : عدة من أصحابنا ، عن أبي الحسن الرضا قال : سمعناه يقول : يعيشون شكاكا ويموتون زنادقة ، قال : فقال بعضنا : أما الشكاك فقد علمنا فكيف يموتون زنادقة ؟ قال : فقال : حضرت رجلا منهم وقد احتضر قال : فسمعته يقول : هو كافر إن مات موسى بن جعفر قال : فقلت : هو هذا .

- رجال الكشي : أبو صالح خلف بن حماد الكشي ، عن الحسن بن طلحة ، عن بكر بن صالح قال : سمعت الرضا يقول : ما تقول الناس في هذه الآية ؟ قلت : جعلت فداك فأي آية ؟ قال : قول الله عز وجل " وقالت اليهود يد الله مغلولة غلت أيديهم ولعنوا بما قالوا بل يداه مبسوطتان ينفق كيف يشاء " قلت : اختلفوا فيها قال أبو الحسن : ولكني أقول : نزلت في الواقفة إنهم قالوا : لا إمام بعد موسى ، فرد الله عليهم : بل يداه مبسوطتان ، واليد هو الامام في باطن الكتاب وإنما عنى بقولهم لا إمام بعد موسى بن جعفر .

- رجال الكشي : خلف ، عن الحسن بن طلحة المروزي ، عن محمد بن عاصم قال : سمعت الرضا يقول : يا محمد بن عاصم بلغني أنك تجالس الواقفة ؟ قلت : نعم جعلت فداك أجالسهم وأنا مخالف لهم قال : لا تجالسهم فان الله عز وجل يقول " وقد نزل عليكم في الكتاب أن إذا سمعتم آيات الله يكفر بها ويستهزئ بها فلا تقعدوا معهم حتى يخوضوا في حديث غيره إنكم إذا مثلهم " يعني بالآيات الأوصياء الذين كفروا بها الواقفة .

- رجال الكشي : خلف ، قال حدثني الحسن بن علي ، عن سليمان بن الجعفري قال : كنت عند أبي الحسن بالمدينة إذ دخل عليه رجل من أهل المدينة فسأله عن الواقفة فقال أبو الحسن : " ملعونين أينما ثقفوا اخذوا وقتلوا تقتيلا * سنة الله في الذين خلوا من قبل ولن تجد لسنة الله تبديلا " والله إن الله لا يبدلها حتى يقتلوا عن آخرهم .

بيان : لعل المراد قتلهم في الرجعة .

- رجال الكشي : محمد بن الحسن البراثي ، عن أبي علي الفارسي ، عن عبدوس الكوفي ، عن حمدويه ، عمن حدثه ، عن الحكم بن مسكين ، قال : وحدثني بذلك إسماعيل بن محمد بن موسى بن سلام ، عن الحكم بن عيص قال : دخلت مع خالي سليمان بن خالد على أبي عبد الله فقال : يا سليمان من هذا الغلام ؟ فقال : ابن أختي فقال : هل يعرف هذا الامر ؟ فقال : نعم فقال : الحمد لله الذي لم يخلقه شيطانا ، ثم قال : يا سليمان عوذ بالله ولدك من فتنة شيعتنا ، فقلت : جعلت فداك وما تلك الفتنة ؟ قال : إنكارهم الأئمة عليهم السلام ووقوفهم على ابني موسى ، قال : ينكرون موته ويزعمون أن لا إمام بعده أولئك شر الخلق .

- رجال الكشي : محمد بن الحسن البراثي ، عن أبي علي ، عن يعقوب بن يزيد عن محمد بن أبي عمير ، عن رجل من أصحابنا قال : قلت للرضا : جعلت فداك قوم قد وقفوا على أبيك يزعمون أنه لم يمت قال : كذبوا وهم كفار بما أنزل الله عز وجل على محمد ، ولو كان الله يمد في أجل أحد من بني آدم لحاجة الخلق إليه لمد الله في أجل رسول الله .

بيان : لعلهم كانوا يستدلون على عدم موته بحاجة الخلق إليه فأجابهم بالنقض برسول الله ، فلا ينافي المد في أجل القائم لمصالح اخر ، أو يكون المراد المد بعد حضور الاجل المقدر .

- رجال الكشي : محمد بن الحسن البراثي ، عن أبي علي الفارسي ، عن ميمون النحاس عن محمد بن الفضيل قال : قلت للرضا : ما حال قوم وقفوا على أبيك موسى ؟ قال : لعنهم الله ما أشد كذبهم أما إنهم يزعمون أني عقيم ، وينكرون من يلي هذا الامر من ولدى .

- رجال الكشي : محمد بن الحسن البراثي ، عن أبي علي ، عن الحسين بن محمد بن عمر بن يزيد ، عن عمه ، عن جده عمر بن يزيد قال : دخلت على أبي عبد الله فحدثني مليا في فضائل الشيعة ثم قال : إن من الشيعة بعدنا من هم شر من النصاب ، قلت : جعلت فداك أليس ينتحلون حبكم ويتولونكم ويتبرؤون من عدوكم ؟ قال : نعم ، قال : قلت : جعلت فداك بين لنا نعرفهم فلسنا منهم ؟ قال : كلا يا عمر ما أنت منهم ، إنما هم قوم يفتنون بزيد ويفتنون بموسى .

البراثي ، عن أبي علي ، عن محمد بن إسماعيل ، عن موسى بن القاسم البجلي عن علي بن جعفر قال : رجل أتى أخي فقال له : جعلت فداك من صاحب هذا الامر ؟ فقال : أما إنهم يفتنون بعد موتي فيقولون : هو القائم وما القائم إلا بعدي بسنين . البراثي ، عن أبي علي ، عن الحسين بن محمد بن عمر بن يزيد ، عن عمه قال : كان بدء الواقفة أنه كان اجتمع ثلاثون ألف دينار عند الأشاعثة زكاة أموالهم وما كان يجب عليهم فيها فحملوا إلى وكيلين لموسى بالكوفة أحدهما حيان السراج والآخر كان معه ، وكان موسى في الحبس فاتخذوا بذلك دورا ، وعقدوا العقود ، واشتروا الغلات ، فلما مات موسى فانتهى الخبر إليهما أنكرا موته وأذاعا في الشيعة أنه لا يموت لأنه هو القائم ، فاعتمدت عليه طائفة من الشيعة وانتشر قولهما في الناس ، حتى كان عند موتهما أوصيا بدفع المال إلى ورثة موسى واستبان للشيعة أنهما قالا ذلك حرصا على المال .

البراثي ، عن أبي علي ، عن محمد بن رجا الحناط ، عن محمد بن علي الرضا أنه قال : الواقفة هم حمير الشيعة ثم تلا هذه الآية " إن هم إلا كالانعام بل هم أضل سبيلا .

البراثي ، عن أبي علي قال : حكى منصور ، عن الصادق محمد بن علي الرضا : أن الزيدية والواقفية والنصاب عنده بمنزلة واحدة .

البراثي ، عن أبي علي ، عن ابن يزيد ، عن ابن أبي عمير ، عمن حدثه قال : سألت محمد بن علي الرضا عن هذه الآية " وجوه يومئذ خاشعة عاملة ناصبة " قال : نزلت في النصاب والزيدية ، والواقفة من النصاب .

البراثي ، عن أبي علي ، عن إبراهيم بن عقبة قال : كتبت إلى العسكري عليه السلام جعلت فداك قد عرفت هؤلاء الممطورة فأقنت عليهم في صلواتي ؟ قال : نعم اقنت عليهم في صلواتك .

بيان : كانوا يسمونهم وأضرابهم من فرق الشيعة سوى الفرقة المحقة الكلاب الممطورة لسراية خبثهم إلى من يقرب منهم .

- رجال الكشي : البراثي ، عن أبي علي ، عن محمد بن الحسن الكوفي ، عن محمد بن عبد الجبار ، عن عمرو بن فرات قال : سألت أبا الحسن الرضا عن الواقفة قال : يعيشون حيارى ويموتون زنادقة . وبهذا الاسناد ، عن أحمد بن محمد البرقي ، عن جعفر بن محمد بن يونس قال : جاءني جماعة من أصحابنا معهم رقاع فيها جوابات المسائل إلا رقعة الواقف قد رجعت على حالها لم يوقع فيها شئ .

إبراهيم بن محمد بن عباس الختلي ، عن أحمد بن إدريس القمي ، عن محمد ابن أحمد بن يحيى ، عن العباس بن معروف ، عن الحجال ، عن إبراهيم بن أبي البلاد عن أبي الحسن الرضا قال : ذكرت الممطورة وشكهم فقال : يعيشون ما عاشوا على شك ثم يموتون زنادقة .

خلف بن حماد الكشي قال : أخبرني الحسن بن طلحة المروزي ، عن يحيى ابن المبارك قال : كتبت إلى الرضا بمسائل فأجابني ، وذكرت في آخر الكتاب قول الله عز وجل " مذبذبين بين ذلك لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء " فقال : نزلت في الواقفة ، ووجدت الجواب كله بخطه : ليس هم من المؤمنين ولا من المسلمين ، هم ممن كذب بآيات الله ، ونحن أشهر معلومات فلا جدال فينا ، ولا رفث ولا فسوق فينا .

انصب لهم يا يحيى من العداوة ما استطعت .

محمد بن الحسن ، عن أبي علي ، عن محمد بن صباح ، عن إسماعيل بن عامر ، عن أبان ، عن حبيب الخثعمي ، عن ابن أبي يعفور قال : كنت عند الصادق عليه السلام إذ دخل موسى فجلس فقال أبو عبد الله : يا ابن أبي يعفور هذا خير ولدي وأحبهم إلي ، غير أن الله عز وجل يضل قوما من شيعتنا ، فاعلم أنهم قوم لا خلاق لهم في الآخرة ، ولا يكلمهم الله يوم القيامة ، ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم قلت : جعلت فداك قد أزغت قلبي عن هؤلاء قال : يضل به قوم من شيعتنا بعد موته جزعا عليه فيقولون لم يمت ، وينكرون الأئمة من بعده ، ويدعون الشيعة إلى ضلالتهم ، وفي ذلك إبطال حقوقنا وهدم دين الله ، يا ابن أبي يعفور فالله ورسوله منهم برئ ونحن منهم براء .

وبهذا الاسناد عن أيوب بن نوح ، عن سعيد العطار ، عن حمزة الزيات قال : سمعت حمران بن أعين يقول : قلت لأبي جعفر أمن شيعتكم أنا ؟ قال : إي والله في الدنيا والآخرة ، وما أحد من شيعتنا إلا وهو مكتوب عندنا اسمه واسم أبيه إلا من يتولى منهم عنا ، قال : قلت : جعلت فداك أو من شيعتكم من يتولى عنكم بعد المعرفة ؟ قال : يا حمران نعم ، وأنت لا تدركهم ، قال حمزة : فتناظرنا في هذا الحديث قال : فكتبنا به إلى الرضا نسأله عمن استثنى به أبو جعفر فكتب : هم الواقفة على موسى بن جعفر .

- رجال الكشي : محمد بن مسعود ، عن جعفر بن أحمد ، عن حمدان بن سليمان ، عن منصور بن العباس ، عن إسماعيل بن سهل قال : حدثنا بعض أصحابنا وسألني أن أكتم اسمه قال : كنت عند الرضا فدخل عليه علي بن أبي حمزة وابن السراج وابن المكاري فقال له ابن أبي حمزة : ما فعل أبوك ؟ قال : مضى قال : مضى موتا قال فقال : نعم ، قال : فقال : إلى من عهد ؟ قال : إلي قال : فأنت إمام مفترض الطاعة من الله ؟ قال : نعم .

قال ابن السراج وابن المكاري : قد والله أمكنك من نفسه ، قال : ويلك وبما أمكنت أتريد أن آتي بغداد وأقول لهارون : إني إمام مفترض طاعتي والله ما ذاك علي ، وإنما قلت ذلك لكم عندما بلغني من اختلاف كلمتكم وشتت أمركم لئلا يصير سركم في يد عدوكم .

قال له ابن أبي حمزة : لقد أظهرت شيئا ما كان يظهره أحد من آبائك ولا يتكلم به ، قال : بلى والله لقد تكلم به خير آبائي رسول الله لما أمره الله أن ينذر عشيرته الأقربين جمع من أهل بيته أربعين رجلا وقال لهم : إني رسول الله إليكم فكان أشدهم تكذيبا وتأليبا عليه عمه أبو لهب ، فقال لهم النبي إن خدشني خدش فلست بنبي ، فهذا أول ما أبدع لكم من آية النبوة ، وأنا أقول : إن خدشني هارون خدشا فلست بامام ، فهذا أول ما أبدع لكم من آية الإمامة . قال له علي : إنا روينا عن آبائك أن الامام لا يلي أمره إلا إمام مثله فقال له أبو الحسن : فأخبرني عن الحسين بن علي كان إماما أو كان غير إمام ؟ قال : كان إماما ، قال : فمن ولي أمره ؟ قال علي بن الحسين ، قال : وأين كان علي ابن الحسين ؟ كان محبوسا في يد عبيد الله بن زياد ! قال : خرج وهم كانوا لا يعلمون حتى ولي أمر أبيه ثم انصرف .

فقال له أبو الحسن : إن هذا أمكن علي بن الحسين أن يأتي كربلا فيلي أمر أبيه فهو يمكن صاحب الامر أن يأتي بغداد فيلي أمر أبيه ثم ينصرف وليس في حبس ولا في أسار قال له علي : إنا روينا أن الامام لا يمضي حتى يرى عقبه قال : فقال أبو الحسن : أما رويتم في هذا غير هذا الحديث ؟ قال : لا ، قال : بلى والله لقد رويتم فيه إلا القائم وأنتم لا تدرون ما معناه ولم قيل ، قال فقال له علي : بلى والله إن هذا لفي الحديث ، قال له أبو الحسن ويلك كيف اجترأت على شئ تدع بعضه ثم قال : يا شيخ اتق الله ولا تكن من الذين يصدون عن دين الله تعالى .

بيان : التأليب التحريض والافساد .

العودة إلى الصفحة الرئيسية

www.mezan.net <‎/TITLE> ‎<META HTTP-EQUIV="Content-Type" CONTENT="text/html; charset=windows-1256">‎ ‎<META NAME="keywords" CONTENT=" السيد محمد حسين فضل الله في الميزان ">‎ ‎<META NAME="description" CONTENT=" مقولات السيد فضل الله في كتبه ">‎ ‎<META NAME="author" CONTENT=" مقولات السيد فضل الله بصوته ">‎ ‎<META NAME="copyright" CONTENT=" رأي المراجع العظام والعلماء ">‎ <‎/HEAD>