أول ما أبدع من آية النبوة والإمامة

- رجال الكشي : حمدويه ، عن الحسن بن موسى ، عن علي بن عمر الزيات ، عن ابن أبي سعيد المكاري قال : دخل على الرضا فقال له : فتحت بابك للناس ؟ وقعدت تفتيهم ؟ ولم يكن أبوك يفعل هذا ، قال : فقال : ليس علي من هارون بأس فقال له : أطفأ الله نور قلبك وأدخل الفقر بيتك ويلك أما علمت أن الله تعالى أوحى إلى مريم أن في بطنك نبيا فولدت مريم عيسى ، فمريم من عيسى وعيسى من مريم وأنا من أبي وأبي مني قال فقال له : أسألك عن مسألة فقال له : ما إخالك تسمع مني ولست من غنمي ، سل فقال له : رجل حضرته الوفاة فقال : ما ملكته قديما فهو حر وما لم يملكه بقديم فليس بحر قال : ويلك أما تقرأ هذه الآية " والقمر قدرناه منازل حتى عاد كالعرجون القديم " فما ملك قبل الستة الأشهر فهو قديم ، وما ملك بعد الستة الأشهر فليس بقديم ، قال : فقال : فخرج من عنده قال فنزل به من الفقر والبلاء ما الله بن عليم .

بيان : ما إخالك أي ما أظنك من قولهم خلته كذا .

ولست من غنمي أي ممن يقول بإمامتي فان الامام كالراعي لشيعته .

- رجال الكشي : إبراهيم بن محمد بن العباس ، عن أحمد بن إدريس القمي ، عن محمد بن أحمد ، عن إبراهيم بن هاشم ، عن داود بن محمد النهدي ، عن بعض أصحابنا قال : دخل ابن المكاري على الرضا فقال له : بلغ الله من قدرك أن تدعي ما ادعى أبوك ؟ فقال له : مالك أطفأ الله نورك وأدخل بيتك من الفقر ، أما علمت أن الله جل وعلا أوحى إلى عمران أني أهب لك ذكرا فوهب له مريم ، فوهب لمريم عيسى ، وعيسى من مريم ثم ذكر مثله وذكر فيه أنا وأبي شئ واحد .

بيان : لعلهم لما تمسكوا في نفي إمامته بما رووا عن الصادق إن من ولدي القائم أو أن موسى هو القائم فبين بأن المعنى أنه يكون منه القائم لا أنه هو القائم .

- رجال الكشي : محمد بن الحسن ، عن أبي علي الفارسي ، عن محمد بن عيسى ، و محمد بن مهران ، عن محمد بن إسماعيل بن أبي سعيد الزيات قال : كنت مع زياد القندي حاجا ولم نكن نفترق ليلا ولا نهارا في طريق مكة ، وبمكة ، وفي الطواف ، ثم قصدته ذات ليلة فلم أره حتى طلع الفجر ، فقلت له : غمني إبطاؤك فأي شئ كانت الحال ؟ قال : ما زلت بالأبطح مع أبي الحسن يعني - أبا إبراهيم - وعلي ابنه على يمينه فقال : يا أبا الفضل أو يا زياد هذا ابني علي قوله قولي وفعله فعلي ، فان كانت لك حاجة فأنزلها به واقبل قوله ، فإنه لا يقول على الله إلا الحق .

قال ابن أبي سعيد : فمكثنا ما شاء الله ، حتى حدث من أمر البرامكة ما حدث فكتب زياد إلى أبي الحسن علي بن موسى الرضا يسأله عن ظهور هذا الحديث والاستتار ، فكتب إليه أبو الحسن : أظهر فلا بأس عليك منهم ، فظهر زياد : فلما حدث الحديث قلت له : يا أبا الفضل أي شئ يعدل بهذا الامر ؟ فقال لي : ليس هذا أوان الكلام فيه ، قال : فلما ألححت عليه بالكلام بالكوفة وبغداد وكل ذلك يقول لي مثل ذلك إلى أن قال لي في آخر كلامه : ويحك فتبطل هذه الأحاديث التي رويناها .

توضيح : قوله عن ظهور هذا الحديث أي إظهار النص عليه ، ولعل الأظهر ظهوره لهذا الحديث بأن يكون السؤال لظهوره بنفسه أو استتاره خوفا من الفتنة قوله : فلما حدث الحديث أي الامر الحادث وهو مذهب الواقفة قوله : أي شئ تعدل بهذا الامر أي لا يعدل باظهار أمر الامام وترويجه وإظهار النص عليه شئ في الفضل فلم لا تتكلم فيه فاعتذر أولا بالتقية ثم تمسك بمفتريات الواقفية .

- رجال الكشي : وجدت بخط أبي عبد الله محمد بن شاذان ، قال العبيدي محمد بن عيسى : حدثني الحسن بن علي بن فضال قال : قال عبد الله بن المغيرة كنت واقفا فحججت على تلك الحالة فلما صرت في مكة خلج في صدري شئ فتعلقت بالملتزم ثم قلت : اللهم قد علمت طلبتي وإرادتي فأرشدني إلى خير الأديان فوقع في نفسي أن آتي الرضا فأتيت المدينة فوقفت ببابه وقلت للغلام : قل لمولاك رجل من أهل العراق بالباب فسمعت نداءه : ادخل يا عبد الله بن المغيرة ، فدخلت فلما نظر إلي قال : قد أجاب الله دعوتك وهداك لدينك ، فقلت : أشهد أنك حجة الله وأمينه على خلقه .

- رجال الكشي : حمدويه ، عن الحسن بن موسى ، عن يزيد بن إسحاق شعر وكان من أدفع الناس لهذا الامر قال : خاصمني مرة أخي محمد وكان مستويا قال : فقلت له لما طال الكلام بيني وبينه : إن كان صاحبك بالمنزلة التي تقول فاسأله أن يدعو الله لي حتى أرجع إلى قولكم قال : قال لي محمد : فدخلت على الرضا فقلت له : جعلت فداك إن لي أخا وهو أسن مني وهو يقول بحياة أبيك ، وأنا كثيرا ما أناظره فقال لي يوما من الأيام : سل صاحبك إن كان بالمنزلة التي ذكرت أن يدعو الله لي حتى أصير إلى قولكم ، فأنا أحب أن تدعو الله له قال : فالتفت أبو الحسن نحو القبلة فذكر ما شاء الله أن يذكر ثم قال : اللهم خذ بسمعه وبصره ومجامع قلبه حتى ترده إلى الحق ، قال كان يقول هذا وهو رافع يده اليمنى ، قال : فلما قدم أخبرني بما كان فوالله ما لبثت إلا يسيرا حتى قلت بالحق .

- رجال الكشي : حمدويه وإبراهيم ، عن محمد بن عثمان ، عن أبي خالد السجستاني أنه لما مضى أبو الحسن وقف عليه ، ثم نظر في نجومه زعم أنه قد مات فقطع على موته وخالف أصحابه .

- رجال الكشي : نصر بن الصباح ، عن إسحاق بن محمد البصري ، عن القاسم بن يحيى عن حسين بن عمر بن يزيد قال : دخلت على الرضا وأنا شاك في إمامته وكان زميلي في طريقي رجل يقال له : مقاتل بن مقاتل وكان قد مضى على إمامته بالكوفة فقلت له : عجلت فقال : عندي في ذلك برهان وعلم ، قال الحسين : فقلت للرضا : مضى أبوك ؟ قال : إي والله وإني لفي الدرجة التي فيها رسول الله وأمير المؤمنين ومن كان أسعد ببقاء أبي مني ، ثم قال : إن الله تبارك وتعالى يقول " والسابقون السابقون أولئك المقربون " العارف للإمامة حين يظهر الامام .

ثم قال : ما فعل صاحبك ؟ فقلت من ! ؟ قال : مقاتل بن مقاتل المسنون الوجه الطويل اللحية الأقنى الأنف وقال : أما إني ما رأيته ولا دخل علي ولكنه آمن وصدق فاستوص به قال : فانصرفت من عنده إلى رحلي فإذا مقاتل راقد فحركته ثم قلت : لك بشارة عندي لا أخبرك بها حتى تحمد الله مائة مرة ، ففعل ثم أخبرته بما كان .

بيان : أقول قد ثبت بطلان مذهبهم زائدا على ما مر في سائر مجلدات الحجة وما سنثبت فيما سيأتي منها بانقراض أهل هذا المذهب ، ولو كان ذلك حقا لما جاز انقراضهم بالبراهين المحققة في مظانها وإنما أوردنا هذا الباب متصلا بباب شهادته لشدة ارتباطهما واحتياج كل منهما إلى الآخر .

العودة إلى الصفحة الرئيسية

www.mezan.net <‎/TITLE> ‎<META HTTP-EQUIV="Content-Type" CONTENT="text/html; charset=windows-1256">‎ ‎<META NAME="keywords" CONTENT=" السيد محمد حسين فضل الله في الميزان ">‎ ‎<META NAME="description" CONTENT=" مقولات السيد فضل الله في كتبه ">‎ ‎<META NAME="author" CONTENT=" مقولات السيد فضل الله بصوته ">‎ ‎<META NAME="copyright" CONTENT=" رأي المراجع العظام والعلماء ">‎ <‎/HEAD>