1
- إكمال
الدين : أبو محمد الحسن بن أحمد المكتب قال : حدثنا أبو
علي بن همام بهذا الدعاء وذكر أن الشيخ قدس الله روحه
أملاه عليه ، وأمره أن يدعو به ، وهو الدعاء في غيبة
القائم
: اللهم عرفني نفسك فإنك إن لم تعرفني
نفسك لم أعرف رسولك ، اللهم عرفني رسولك ، فإنك إن لم
تعرفني رسولك ، لم أعرف حجتك ، اللهم عرفني حجتك فإنك إن
لم تعرفني حجتك ، ضللت عن ديني .
اللهم لا تمتني ميتة
جاهلية ، ولا تزغ قلبي بعد إذ هديتني ، اللهم فكما هديتني
بولاية من فرضت طاعته علي من ولاة أمرك بعد رسولك ، صلواتك
عليه وآله ، حتى واليت ولاة أمرك أمير المؤمنين ، والحسن
والحسين ، وعليا ومحمدا وجعفرا وموسى وعليا ومحمدا وعليا
والحسن والحجة القائم المهدي صلواتك عليهم أجمعين اللهم
فثبتني على دينك ، واستعملني بطاعتك ، ولين قلبي لولي أمرك
وعافني مما امتحنت به خلقك ، وثبتني على طاعة ولي أمرك
الذي سترته عن خلقك فبإذنك غاب عن بريتك ، وأمرك ينتظر ،
وأنت العالم غير معلم بالوقت الذي فيه صلاح أمر وليك في
الإذن له ، باظهار أمره وكشف سره ، وصبرني على ذلك حتى لا
أحب تعجيل ما أخرت ، ولا تأخير ما عجلت ، ولا أكشف عما
سترته ولا أبحث عما كتمته ، ولا أنازعك في تدبيرك ، ولا
أقول لم وكيف ؟ وما بال ولي أمر الله لا يظهر ؟ وقد امتلأت
الأرض من الجور ، وأفوض أموري كلها إليك .
اللهم إني
أسألك أن تريني ولي أمرك ظاهرا نافذا لأمرك ، مع علمي بأن لك السلطان ، والقدرة والبرهان ، والحجة والمشية ،
والإرادة والحول والقوة فافعل ذلك بي وبجميع المؤمنين حتى
ننظر إلى وليك ظاهر المقالة ، واضح الدلالة هاديا من
الضلالة ، شافيا من الجهالة ، أبرز يا رب مشاهده ، وثبت
قواعده واجعلنا ممن تقر عيننا برؤيته ، وأقمنا بخدمته ،
وتوفنا على ملته ، واحشرنا في زمرته .
اللهم أعذه من شر
جميع ما خلقت وبرأت وذرأت وأنشأت وصورت ، واحفظه من بين
يديه ومن خلفه وعن يمينه وعن شماله ومن فوقه ومن تحته ،
بحفظك الذي لا يضيع من حفظته به ، واحفظ فيه رسولك ووصي
رسولك .
اللهم ومد في عمره ، وزد في أجله ، وأعنه على ما
أوليته واسترعيته ، وزد في كرامتك له ، فإنه الهادي المهدي
، القائم المهتدي ، الطاهر ، التقي ، النقي الزكي ، الرضي
، المرضي ، الصابر ، المجتهد ، الشكور .
اللهم ولا تسلبنا
اليقين لطول الأمد في غيبته ، وانقطاع خبره عنا ، ولا
تنسنا ذكره وانتظاره والإيمان به ، وقوة اليقين في ظهوره ،
والدعاء له والصلاة عليه حتى لا يقنطنا طول غيبته من ظهوره
وقيامه ، ويكون يقيننا في ذلك كيقيننا في قيام رسول الله
، وما جاء به من وحيك وتنزيلك ، قو
قلوبنا على الإيمان به حتى تسلك بنا على يده منهاج الهدى ،
والمحجة العظمى ، والطريقة الوسطى ، وقونا على طاعته ،
وثبتنا على مشايعته ، واجعلنا في حزبه وأعوانه وأنصاره ،
والراضين بفعله ولا تسلبنا ذلك في حياتنا ، ولا عند وفاتنا
، حتى تتوفانا ، ونحن على ذلك غير شاكين ولا ناكثين ولا
مرتابين ولا مكذبين .
اللهم عجل فرجه ، وأيده بالنصر ،
وانصر ناصريه ، واخذل خاذليه ، ودمدم على من نصب له وكذب به ، وأظهر به الحق وأمت به الجور ، واستنقذ به عبادك
المؤمنين من الذل ، وانعش به البلاد ، واقتل به الجبابرة
الكفرة ، واقصم به رؤس الضلالة ، وذلل به الجبارين
والكافرين ، وأبر به المنافقين والناكثين ، وجميع
المخالفين والملحدين ، في مشارق الأرض ومغاربها ، وبحرها
وبرها ، وسهلها وجبلها ، حتى لا تدع منهم
ديارا ، ولا تبقي لهم آثارا ، وتطهر منهم بلادك .
واشف
منهم صدور عبادك ، وجدد به ما امتحا من دينك ، وأصلح به ما
بدل من حكمك ، وغير من سنتك ، حتى يعود دينك به وعلى يده
غضا جديدا صحيحا لا عوج فيه ، ولا بدعة معه ، حتى تطفئ
بعدله نيران الكافرين ، فإنه عبدك الذي استخلصته لنفسك ،
وارتضيته لنصرة دينك ، واصطفيته بعلمك ، وعصمته من الذنوب
وبرأته من العيوب ، وأطلعته على الغيوب ، وأنعمت عليه ،
وطهرته من الرجس ، ونقيته من الدنس .
اللهم فصل عليه وعلى
آبائه الأئمة الطاهرين ، وعلى شيعتهم المنتجبين وبلغهم من
آمالهم أفضل ما يأملون ، واجعل ذلك منا خالصا من كل شك
وشبهة ورياء وسمعة ، حتى لا نريد به غيرك ، ولا نطلب به
إلا وجهك .
اللهم إنا نشكو إليك فقد نبينا ، وغيبة ولينا ،
وشدة الزمان علينا ووقوع الفتن [ بنا ] ، وتظاهر الأعداء ،
وكثرة عدونا ، وقلة عددنا . اللهم فافرج ذلك بفتح منك
تعجله وبصبر منك تيسره ، وإمام عدل تظهره إله الحق رب
العالمين .
اللهم إنا نسألك أن تأذن لوليك في إظهار عدلك
في عبادك وقتل أعدائك في بلادك حتى لا تدع للجور دعامة إلا
قصمتها ولا بنية إلا أفنيتها ولا قوة إلا أوهنتها ،
ولا ركنا إلا هددته ، ولا حدا إلا فللته ، ولا سلاحا إلا
كللته ، ولا راية إلا نكستها ، ولا شجاعا إلا قتلته ، ولا
حيا إلا خذلته .
ارمهم يا رب بحجرك الدامغ ، واضربهم
بسيفك القاطع ، وببأسك الذي لا يرد عن القوم المجرمين ،
وعذب أعداءك وأعداء دينك وأعداء رسولك ، بيد وليك وأيدي
عبادك المؤمنين .
اللهم اكف وليك وحجتك في أرضك هول عدوه ،
وكد من كاده ، وامكر بمن مكر به ، واجعل
دائرة السوء على من أراد به سوءا ، واقطع عنه مادتهم وأرعب
به قلوبهم ، وزلزل له أقدامهم ، وخذهم جهرة وبغتة .
شدد
عليهم عقابك ، وأخزهم في عبادك ، والعنهم في بلادك ،
وأسكنهم أسفل نارك ، وأحط بهم أشد عذابك ، وأصلهم نارا ،
واحش قبور موتاهم نارا ، وأصلهم حر نارك ، فإنهم أضاعوا
الصلاة واتبعوا الشهوات ، وأذلوا عبادك .
اللهم وأحي بوليك
القرآن ، وأرنا نوره سرمدا لا ظلمة فيه ، وأحي به القلوب
الميتة ، واشف به الصدور الوغرة ، واجمع به الأهواء
المختلفة على الحق وأقم به الحدود المعطلة ، والأحكام
المهملة ، حتى لا يبقى حق إلا ظهر ، ولا عدل إلا زهر ،
واجعلنا يا رب من أعوانه ، وممن يقوي سلطانه ، والمؤتمرين
لأمره والراضين بفعله ، والمسلمين لأحكامه ، وممن لا حاجة
به إلى التقية من خلقك .
أنت يا رب الذي تكشف السوء ،
وتجيب المضطر إذا دعاك ، وتنجي من الكرب العظيم ، فاكشف
الضر عن وليك ، واجعله خليفتك في أرضك كما ضمنت له .
اللهم
ولا تجعلنا من خصماء آل محمد ، ولا تجعلنا من أعداء آل
محمد ، ولا تجعلني من أهل الحنق والغيظ على آل محمد ، فاني
أعوذ بك من ذلك ، فأعذني وأستجير بك فأجرني .
اللهم صل على
محمد وآل محمد ، واجعلني بهم فائزا عندك في الدنيا والآخرة
ومن المقربين .
2 - إكمال الدين : توقيع منه عليه السلام
كان خرج إلى العمري وابنه رضي الله عنهما رواه سعد بن عبد
الله قال الشيخ أبو جعفر رضي الله عنه : وجدته مثبتا بخط
سعد بن عبد الله رضي الله عنه .
وفقكما الله لطاعته ،
وثبتكما على دينه ، وأسعدكما بمرضاته ، انتهى إلينا ما
ذكرتما أن الميثمي أخبركما عن المختار ، ومناظرته من لقي ،
واحتجاجه بأن لا خلف غير جعفر بن علي ، وتصديقه إياه ،
وفهمت جميع ما كتبتما به مما قال أصحابكما عنه ، وأنا أعوذ
بالله من العمى بعد الجلاء ، ومن الضلالة بعد الهدى ومن موبقات الأعمال ، ومرديات الفتن ، فإنه عز وجل
يقول : " ألم أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا
يفتنون " .
كيف يتساقطون في الفتنة ، ويترددون في
الحيرة ، ويأخذون يمينا وشمالا فارقوا دينهم أم ارتابوا ،
أم عاندوا الحق أم جهلوا ما جاءت به الروايات الصادقة
والأخبار الصحيحة ، أو علموا ذلك فتناسوا ، أما تعلمون أن
الأرض لا تخلو من حجة إما ظاهرا ، وإما مغمورا ، أولم
يعلموا انتظام أئمتهم بعد نبيهم
واحدا
بعد واحد إلى أن أفضى الأمر بأمر الله عز وجل إلى الماضي -
يعني الحسن ابن علي - صلوات الله عليه ، فقام مقام آبائه
يهدي إلى الحق وإلى طريق مستقيم .
كان نورا
ساطعا وقمرا زهرا ، اختار الله عز وجل له ما عنده ، فمضى
على منهاج آبائه
حذو النعل بالنعل ، على عهد
عهده ، ووصية أوصى بها إلى وصي ستره الله عز وجل بأمره إلى
غاية ، وأخفى مكانه بمشيته ، للقضاء السابق والقدر النافذ
، وفينا موضعه ، ولنا فضله ، ولو قد أذن الله عز وجل فيما
قد منعه وأزال عنه ما قد جرى به من حكمه ، لأراهم الحق
ظاهرا بأحسن حلية ، وأبين دلالة ، وأوضح علامة ، ولأبان عن
نفسه ، وقام بحجته ، ولكن أقدار الله عز وجل لا تغالب ،
وإرادته لا ترد ، وتوفيقه لا يسبق .
فليدعوا عنهم اتباع
الهوى ، وليقيموا على أصلهم الذي كانوا عليه ، ولا يبحثوا
عما ستر عنهم فيأثموا ، ولا يكشفوا ستر الله عز وجل
فيندموا ، وليعلموا أن الحق معنا وفينا ، لا يقول ذلك
سوانا إلا كذاب مفتر ، ولا يدعيه غيرنا إلا ضال غوي
فليقتصروا منا على هذه الجملة دون التفسير ، ويقنعوا من
ذلك بالتعريض دون التصريح ، إنشاء الله . |