قصة محمد بن علي العلوي

- مهج الدعوات : أحمد بن محمد العلوي العريضي ، عن محمد بن علي العلوي الحسيني وكان يسكن بمصر قال : دهمني أمر عظيم وهم شديد من قبل صاحب مصر فخشيته على نفسي وكان قد سعى بي إلى أحمد بن طولون فخرجت من مصر حاجا وسرت من الحجاز إلى العراق فقصدت مشهد مولائي الحسين بن علي عائذا به ولائذا بقبره ومستجيرا به من سطوة من كنت أخافه فأقمت بالحائر خمسة عشر يوما أدعو وأتضرع ليلي ونهاري .

فتراءى لي قيم الزمان وولي الرحمان وأنا بين النائم واليقظان فقال لي : يقول لك الحسين : يا بني خفت فلانا ؟ فقلت : نعم ، أراد هلاكي فلجأت إلى سيدي وأشكو إليه عظيم ما أراد بي .

فقال : هلا دعوت الله ربك ورب آبائك بالأدعية التي دعا بها من سلف من الأنبياء فقد كانوا في شدة فكشف الله عنهم ذلك قلت : وبماذا أدعوه ؟ فقال : إذا كان ليلة الجمعة فاغتسل وصل صلاة الليل فإذا سجدت سجدة الشكر دعوت بهذا الدعاء وأنت بارك على ركبتيك فذكر لي دعاء .

قال : ورأيته في مثل ذلك الوقت يأتيني وأنا بين النائم واليقظان قال : وكان يأتيني خمس ليال متواليات يكرر علي هذا القول والدعاء حتى حفظته وانقطع عني مجيئه ليلة الجمعة .

فاغتسلت وغبرت ثيابي وتطيبت وصليت صلاة الليل وسجدت سجدة الشكر وجثوت على ركبتي ودعوت الله جل وتعالى بهذا الدعاء فأتاني ليلة السبت فقال لي : قد أجيبت دعوتك يا محمد وقتل عدوك عند فراغك من الدعاء عند من وشى بك إليه .

قال : فلما أصبحت ودعت سيدي وخرجت متوجها إلى مصر فلما بلغت الأردن وأنا متوجه إلى مصر رأيت رجلا من جيراني بمصر وكان مؤمنا فحدثني أن خصمي قبض عليه أحمد بن طولون فأمر به فأصبح مذبوحا من قفاه قال : وذلك في ليلة الجمعة وأمر به فطرح في النيل وكان ذلك فيما أخبرني جماعة من أهلها و إخواننا الشيعة أن ذلك كان فيما بلغهم عند فراغي من الدعاء كما أخبرني مولاي .

- الإرشاد : ابن قولويه ، عن الكليني ، عن علي بن محمد قال : حدثني بعض أصحابنا قال : ولد لي ولد فكتبت أستأذن في تطهيره يوم السابع فورد لا تفعل فمات يوم السابع أو الثامن ثم كتبت بموته فورد ستخلف غيره وغيره فسم الأول أحمد ومن بعد أحمد جعفرا فجاءا كما قال .

قال : وتهيأت للحج وودعت الناس وكنت على الخروج .

فورد : " نحن لذلك كارهون والامر إليك " .

فضاق صدري واغتممت وكتبت : أنا مقيم على السمع والطاعة غير أني مغتم بتخلفي عن الحج فوقع لا يضيق صدرك فإنك ستحج قابلا إنشاء الله فلما كان من قابل كتبت أستأذن فورد الاذن وكتبت أني قد عادلت محمد بن العباس وأنا واثق بديانته وصيانته فورد الأسدي نعم العديل فان قدم فلا تختر عليه فقدم الأسدي فعادلته .

الغيبة للشيخ الطوسي : جماعة ، عن ابن قولويه مثله إلى قوله كما قال .

- الكافي : علي بن محمد ، عن سعد بن عبد الله قال : إن الحسن بن النضر و أبا صدام وجماعة تكلموا بعد مضي أبي محمد فيما في أيدي الوكلاء وأرادوا الفحص فجاء الحسن بن النضر إلى أبي صدام فقال : إني أريد الحج فقال : أبو صدام أخره هذه السنة فقال له الحسن : إني أفزع في المنام ولا بد من الخروج وأوصى إلى أحمد ابن يعلى بن حماد وأوصى للناحية بمال وأمره أن لا يخرج شيئا إلا من يده إلى يده بعد ظهوره .

قال : فقال الحسن : لما وافيت بغداد اكتريت دارا فنزلتها ، فجاءني بعض الوكلاء بثياب ودنانير وخلفها عندي فقلت له : ما هذا ؟ قال : هو ما ترى ثم جاءني آخر بمثلها وآخر حتى كبسوا الدار ثم جاءني أحمد بن إسحاق بجميع ما كان معه .

فتعجبت وبقيت متفكرا فوردت علي رقعة الرجل : إذا مضى من النهار كذا وكذا فاحمل ما معك ، فرحلت وحملت ما معي وفي الطريق صعلوك يقطع الطريق في ستين رجلا فاجتزت عليه وسلمني الله منه فوافيت العسكر ونزلت فوردت علي رقعة أن احمل ما معك فصببته في صنان الحمالين .

فلما بلغت الدهليز فإذا فيه أسود قائم فقال : أنت الحسن بن النضر فقلت : نعم ، قال : ادخل فدخلت الدار ، ودخلت بيتا وفرغت صنان الحمالين وإذا في زاوية البيت خبز كثير فأعطى كل واحد من الحمالين رغيفين واخرجوا وإذا بيت عليه ستر فنوديت منه : يا حسن بن النضر احمد الله على ما من به عليك ولا تشكن فود الشيطان أنك شككت .

وأخرج إلي ثوبين وقيل لي : خذهما فتحتاج إليهما فأخذتهما وخرجت . قال سعد : فانصرف الحسن بن النضر ومات في شهر رمضان وكفن في الثوبين . بيان : كبس داره هجم عليه وأحاطه وكبست النهر والبئر : طممتها بالتراب والصنان شبه سلة يجعل فيها الخبز .

- الكافي : علي بن محمد ، عن الفضل الخزاز المدائني مولى خديجة بنت ( محمد ) أبي جعفر قال : إن قوما من أهل المدينة من الطالبيين كانوا يقولون بالحق فكانت الوظائف ترد عليهم في وقت معلوم فلما مضى أبو محمد رجع قوم منهم عن القول بالولد فوردت الوظائف على من ثبت منهم على القول بالولد وقطع عن الباقين فلا يذكرون في الذاكرين والحمد لله رب العالمين .

- الكافي : القاسم بن العلا قال : ولد لي عدة بنين فكنت أكتب وأسأل الدعاء فلا يكتب إلي لهم بشئ فلما ولد لي الحسن ابني كتبت أسأل الدعاء فأجبت : يبقى والحمد لله .

- الكافي : الحسن بن الفضل بن زيد اليماني قال : كتب أبي بخطه كتابا فورد جوابه ثم كتب بخطي فورد جوابه ، ثم كتب بخط رجل من فقهاء أصحابنا فلم يرد جوابه فنظرنا فكانت العلة أن الرجل تحول قرمطيا .

- الكافي : الحسن بن خفيف ، عن أبيه قال : بعث بخدم إلى مدينة الرسول ومعهم خادمان وكتب إلى خفيف أن يخرج معهم فخرج معهم .

فلما وصلوا إلى الكوفة شرب أحد الخادمين مسكرا فما خرجوا من الكوفة حتى ورد كتاب من العسكر برد الخادم الذي شرب المسكر وعزل عن الخدمة .

- الكافي : الحسين بن الحسن العلوي قال : كان رجل من ندماء روز حسني وآخر معه فقال له : هو ذا يجبي الأموال وله وكلاء ، وسموا جميع الوكلاء في النواحي وأنهى ذلك إلى عبيد الله بن سليمان الوزير فهم الوزير بالقبض عليهم ، فقال السلطان اطلبوا أين هذا الرجل فان هذا أمر غليظ فقال : عبيد الله بن سليمان نقبض على الوكلاء فقال السلطان : لا ولكن دسوا لهم قوما لا يعرفون بالأموال فمن قبض منهم شيئا قبض عليه .

قال : فخرج بأن يتقدم إلى جميع الوكلاء أن لا يأخذوا من أحد شيئا وأن يمتنعوا من ذلك ويتجاهلوا الامر فاندس بمحمد بن أحمد رجل لا يعرفه وخلا به فقال : معي مال أريد أن أوصله فقال له محمد : غلطت أنا لا أعرف من هذا شيئا فلم يزل يتلطفه ومحمد يتجاهل عليه ، وبثوا الجواسيس وامتنع الوكلاء كلهم لما كان تقدم إليهم .

- غيبة الشيخ الطوسي : معجزاته أكثر من أن تحصى غير أنا نذكر طرفا منها ما أخبرنا جماعة ، عن أبي القاسم جعفر بن محمد بن قولويه ، عن محمد بن يعقوب رفعه إلى محمد بن إبراهيم بن مهزيار قال : شككت عند مضي أبي محمد وكان اجتمع عند أبي مال جليل فحمله وركب في السفينة وخرجت معه مشيعا له فوعك وعكا شديدا فقال : يا بني ردني ردني فهو الموت ، واتق الله في هذا المال وأوصى إلي ومات .

فقلت في نفسي : لم يكن أبي يوصي بشئ غير صحيح ، أحمل هذا المال إلى العراق وأكتري دارا على الشط ولا أخبر أحدا فان وضح لي شئ كوضوحه أيام أبي محمد أنفذته وإلا تصدقت به .

فقدمت العراق واكتريت دارا على الشط وبقيت أياما فإذا أنا برسول معه رقعة فيها : يا محمد معك كذا وكذا في جوف كذا وكذا حتى قص علي جميع ما معي مما لم أحط به علما فسلمت المال إلى الرسول وبقيت أياما لا يرفع لي رأس ، فاغتممت فخرج إلي : قد أقمناك مقام أبيك فاحمد الله .

بيان : في الكافي مكان قوله : " وإلا تصدقت به " " وإلا قصفت به " والقصف اللهو واللعب وفي الارشاد : " وإلا أنفقته في ملاذي وشهواتي " وكأنه نقل بالمعنى وقوله : " لا يرفع لي رأس " كناية عن عدم التوجه والاستخبار فان من يتوجه إلى أحد يرفع إليه رأسه .

- غيبة الشيخ الطوسي : بهذا الاسناد عن الحسن بن الفضل بن زيد اليماني قال : كتبت في معنيين وأردت أن أكتب في الثالث وامتنعت منه مخافة أن يكره ذلك فورد جواب المعنيين والثالث الذي طويته مفسرا .

- غيبة الشيخ الطوسي : بهذا الاسناد عن بدر غلام أحمد بن الحسن ( عنه ) قال : وردت الجبل وأنا لا أقول بالإمامة أحبهم جملة إلى أن مات يزيد بن عبد الملك فأوصى إلي في علته أن يدفع الشهري السمند وسيفه ومنطقته إلى مولاه فخفت إن لم أدفع الشهري إلى إذكوتكين نالني منه استخفاف فقومت الدابة والسيف والمنطقة بسبعمائة دينار في نفسي ولم أطلع عليه أحدا فإذا الكتاب قد ورد علي من العراق أن وجه السبعمائة دينار التي لنا قبلك من ثمن الشهري السمند والسيف والمنطقة .

الإرشاد : ابن قولويه ، عن الكليني ، عن علي بن محمد ، عن عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن الحسن ، والعلاء بن رزق الله ، عن بدر مثله .

بيان : قال الفيروزآبادي : الشهرية بالكسر ضرب من البراذين .

( يظهر من الخبر الطويل الذي أخرجناه من كتاب النجوم ودلائل الطبري أن صاحب القضية هو أحمد لا بدر غلامه والبدر روى عن مولاه والعلاء عطف على العدة وهذا سند آخر إلى أحمد ولم يذكر أحمد في الثاني لظهوره أو كان " عنه " بعد قوله غلام أحمد بن الحسن فسقط من النساخ فتدبر ) .

- غيبة الشيخ الطوسي : بهذا الاسناد ، عن علي بن محمد ، عن أبي عقيل عيسى بن نصر قال : كتب علي بن زياد الصيمري يلتمس كفنا فكتب إليه : إنك تحتاج إليه في سنة ثمانين فمات في سنة ثمانين وبعث إليه بالكفن قبل موته .

( بيان : في سنة ثمانين أي من عمره أو المراد سنة ثمانين بعد المائتين وفي الكافي قبل موته بأيام ) .

- غيبة الشيخ الطوسي : محمد بن يعقوب ، عن علي بن محمد قال : خرج نهي عن زيارة مقابر قريش والحائر فلما كان بعد أشهر دعا الوزير الباقطاني فقال له : الق بني الفرات والبرسيين وقل لهم : لا تزوروا مقابر قريش فقد أمر الخليفة أن يتفقد كل من زار فيقبض عليه .

بيان : بنو الفرات رهط الوزير أبي الفتح الفضل بن جعفر بن فرات ، كان من وزراء بني العباس وهو الذي صحح طريق الخطبة الشقشقية ويحتمل أن يكون المراد النازلين بشط الفرات وبرس قرية بين الحلة والكوفة والمراد بزيارة مقابر قريش زيارة الكاظمين .

إكمال الدين : المظفر العلوي ، عن ابن العياشي ، عن أبيه ، عن علي بن أحمد الرازي قال : خرج بعض إخواني من أهل الري مرتادا بعد مضي أبي محمد عليه السلام فبينا هو في مسجد الكوفة متفكرا فيما خرج له ، يبحث حصا المسجد بيده ، إذا ظهرت له حصاة فيها مكتوب " محمد " فنظر فإذا هي كتابة ناتئة مخلوقة غير منقوشة .

- غيبة الشيخ الطوسي : المفيد والغضائري ، عن محمد بن أحمد الصفواني قال : رأيت القاسم بن العلاء وقد عمر مائة سنة وسبع عشرة سنة منها ثمانين سنة صحيح العينين لقي مولانا أبا الحسن وأبا محمد العسكريين وحجب بعد الثمانين وردت عليه عيناه قبل وفاته بسبعة أيام وذلك أني كنت مقيما عنده بمدينة الران من أرض أذربيجان وكان لا ينقطع توقيعات مولانا صاحب الزمان على يد أبي جعفر محمد ابن عثمان العمري وبعده على يد أبي القاسم الحسين بن روح قدس الله أرواحهما فانقطعت عنه المكاتبة نحوا من شهرين فغلق رحمه الله لذلك .

فبينا نحن عنده نأكل إذ دخل البواب مستبشرا فقال له : فيج العراق لا يسمى بغيره فاستبشر القاسم وحول وجهه إلى القبلة فسجد ودخل كهل قصير يرى أثر الفيوج عليه وعليه جبة مضربة وفي رجله نعل محاملي وعلى كتفه مخلاة .

فقام القاسم فعانقه ووضع المخلاة عن عنقه ، ودعا بطست وماء فغسل يده ، و أجلسه إلى جانبه ، فأكلنا وغسلنا أيدينا ، فقام الرجل فأخرج كتابا أفضل من النصف المدرج فناوله القاسم فأخذه وقبله ودفعه إلى كاتب له يقال له : ابن أبي سلمة فأخذه أبو عبد الله ففضه وقرأه حتى أحس القاسم بنكاية فقال : يا با عبد الله خير فقال خير فقال : ويحك خرج في شئ فقال أبو عبد الله : ما تكره فلا ، قال القاسم : فما هو قال نعي الشيخ إلى نفسه بعد ورود هذا الكتاب بأربعين يوما وقد حمل إليه سبعة أثواب فقال القاسم : في سلامة من ديني ؟ فقال : في سلامة من دينك ، فضحك رحمه الله فقال : ما أؤمل بعد هذا العمر ؟ فقال الرجل الوارد فأخرج من مخلاته ثلاثة أزر وحبرة يمانية حمراء وعمامة وثوبين ومنديلا فأخذه القاسم وكان عنده قميص خلعه عليه مولانا الرضا أبو الحسن وكان له صديق يقال له عبد الرحمان بن محمد السنيزي ، وكان شديد النصب وكان بينه وبين القاسم نضر الله وجهه مودة في أمور الدنيا شديدة وكان القاسم يوده وقد كان عبد الرحمان وافى إلى الدار لاصلاح بين أبي جعفر بن حمدون الهمداني وبين ختنه ابن القاسم .

فقال القاسم لشيخين من مشايخنا المقيمين معه أحدهما يقال له أبو حامد عمران ابن المفلس والآخر ( أبو ) علي بن جحدر : أن أقرئا هذا الكتاب عبد الرحمان بن محمد فاني أحب هدايته وأرجو أن يهديه الله بقراءة هذا الكتاب فقالا له : الله الله الله فان هذا الكتاب لا يحتمل ما فيه خلق من الشيعة ، فكيف عبد الرحمان بن محمد فقال : أنا أعلم أني مفش لسر لا يجوز لي إعلانه لكن من محبتي لعبد الرحمان ابن محمد وشهوتي أن يهديه الله عز وجل لهذا الامر هو ذا أقرئه الكتاب .

فلما مر ذلك اليوم وكان يوم الخميس لثلاث عشرة خلت من رجب دخل عبد الرحمان بن محمد وسلم عليه فأخرج القاسم الكتاب فقال له : اقرأ هذا الكتاب و انظر لنفسك فقرأ عبد الرحمان الكتاب فلما بلغ إلى موضع النعي رمى الكتاب عن يده ، وقال للقاسم : يا با محمد اتق الله فإنك رجل فاضل في دينك ، متمكن من عقلك ، والله عز وجل يقول : " وما تدري نفس ماذا تكسب غدا وما تدري نفس بأي أرض تموت " وقال : " عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدا " فضحك القاسم وقال له : أتم الآية " إلا من ارتضى من رسول " ومولاي هو المرتضى من الرسول وقال : قد علمت أنك تقول هذا ولكن ارخ اليوم فان أنا عشت بعد هذا اليوم المؤرخ في هذا الكتاب فاعلم أني لست على شئ وإن أنا مت فانظر لنفسك فورخ عبد الرحمان اليوم وافترقوا .

وحم القاسم يوم السابع من ورود الكتاب واشتدت به في ذلك اليوم العلة واستند في فراشه إلى الحائط وكان ابنه الحسن بن القاسم مدمنا على شرب الخمر وكان متزوجا إلى أبي جعفر بن حمدون الهمداني وكان جالسا ورداؤه مستور على وجه في ناحية من الدار وأبو حامد في ناحية وأبو علي بن جحدر وأنا وجماعة من أهل البلد نبكي إذا اتكأ القاسم على يديه إلى خلف وجعل يقول : يا محمد يا علي يا حسن يا حسين يا موالي كونوا شفعائي إلى الله عز وجل وقالها الثانية وقالها الثالثة .

فلما بلغ في الثالثة : يا موسى يا علي ، تفرقعت أجفان عينيه كما يفرقع الصبيان شقائق النعمان ، وانتفخت حدقته ، وجعل يمسح بكمه عينيه وخرج من عينيه شبيه بماء اللحم ثم مد طرفه إلى ابنه فقال : يا حسن إلي يا با حامد إلى يا با علي فاجتمعنا حوله ونظرنا إلى الحدقتين صحيحتين فقال له أبو حامد : تراني .

وجعل يده على كل واحد منا وشاع الخبر في الناس والعامة وأتاه الناس من العوام ينظرون إليه .

وركب القاضي إليه وهو أبو السائب عتبة بن عبيد الله المسعودي وهو قاضي القضاة ببغداد فدخل عليه فقال له : يا با محمد ما هذا الذي بيدي وأراه خاتما فصه فيروزج فقر به منه فقال : عليه ثلاثة أسطر فتناوله القاسم رحمه الله فلم يمكنه قراءته و خرج الناس متعجبين يتحدثون بخبره والتفت القاسم إلى ابنه الحسن فقال له : إن الله منزلك منزلة ومرتبتك مرتبة فاقبلها بشكر فقال له الحسن : يا أبه قد قبلتها قال القاسم : على ماذا ؟ قال : على ما تأمرني به يا أبه قال على أن ترجع عما أنت عليه من شرب الخمر ، قال الحسن : يا أبه وحق من أنت في ذكره لأرجعن عن شرب الخمر ومع الخمر أشياء لا تعرفها فرفع القاسم يده إلى السماء وقال : اللهم ألهم الحسن طاعتك ، وجنبه معصيتك ثلاث مرات ثم دعا بدرج فكتب وصيته بيده رحمه الله وكانت الضياع التي في يده لمولانا وقف وقفه .

وكان فيما أوصى الحسن أن قال : يا بني إن أهلت لهذا الامر يعني الوكالة لمولانا فيكون قوتك من نصف ضيعتي المعروفة بفرجيدة ، وسائرها ملك مولاي و إن لم تؤهل له فاطلب خيرك من حيث يتقبل الله ، وقبل الحسن وصيته على ذلك فلما كان في يوم الأربعين وقد طلع الفجر مات القاسم رحمه الله فوافاه عبد الرحمان يعدو في الأسواق حافيا حاسرا وهو يصيح وا سيداه فاستعظم الناس ذلك منه ، وجعل الناس يقولون : ما الذي تفعل بذلك ؟ فقال : اسكتوا فقد رأيت ما لم تروه وتشيع ورجع عما كان عليه ، ووقف الكثير من ضياعه .

وتولى أبو علي ابن جحدر غسل القاسم ، وأبو حامد يصب عليه الماء وكفن في ثمانية أثواب على بدنه قميص مولاه أبي الحسن وما يليه السبعة الأثواب التي جاءته من العراق ، فلما كان بعد مدة يسيرة ورد كتاب تعزية على الحسن من مولانا في آخر دعاء : ألهمك الله طاعته وجنب معصيته ، وهو الدعاء الذي كان دعا به أبوه وكان آخره : قد جعلنا أباك إماما لك وفعاله لك مثالا .

النجوم : نقلناه من نسخة عتيقة جدا من أصول أصحابنا لعلها قد كتب في زمن الوكلاء فقال فيها ما هذا لفظه : قال الصفواني وذكر نحوه .

ايضاح : قوله وحجب أي عن الرؤية والفيج بالفتح معرف پيك قوله لا يسمى بغيره أي كان هذا الرسول لا يسمى إلا بفيج العراق أو أنه لم يسمعه المبشر بل هكذا عبر عنه قوله " أفضل من النصف " يصف كبره أي كان أكبر من نصف ورق مدرج أي مطوي وقال الجزري : يقال نكيت في العدو أنكى نكاية إذا أكثرت فيهم الجراح والقتل فوهنوا لذلك ويقال نكأت القرحة أنكؤها إذا قشرتها وفي النجم ببكائه وهو أظهر .

- غيبة الشيخ الطوسي : الحسين بن إبراهيم ، عن أحمد بن علي بن نوح ، عن أبي نصر هبة الله بن محمد ابن بنت أم كلثوم بنت أبي جعفر العمري قال : حدثني جماعة من بني نوبخت منهم أبو الحسن بن كثير النوبختي وحدثتني به أم كلثوم بنت أبي جعفر محمد بن عثمان رضي الله عنهم أنه حمل إلى أبي جعفر رضي الله عنه في وقت من الأوقات ما ينفذه إلى صاحب الامر من قم ونواحيها فلما وصل الرسول إلى بغداد ودخل إلى أبي جعفر وأوصل إليه ادفع إليه وودعه وجاء لينصرف قال له أبو جعفر : قد بقي شئ مما استودعته فأين هو ؟ فقال له الرجل : لم يبق شئ يا سيدي في يدي إلا وقد سلمته فقال له أبو جعفر : بلى قد بقي شئ فارجع إلى ما معك وفتشه وتذكر ما دفع إليك فمضى الرجل فبقي أياما يتذكر ويبحث ويفكر فلم يذكر شيئا ولا أخبره من كان في جملته ورجع إلى أبي جعفر فقال له : لم يبق شئ في يدي مما سلم إلي إلا وقد حملت إلى حضرتك فقال أبو جعفر : فإنه يقال لك : الثوبان السردانيان اللذان دفعهما إليك فلان بن فلان ما فعلا ؟ فقال له الرجل : أي والله يا سيدي لقد نسيتهما حتى ذهبا عن قلبي ولست أدري الآن أين وضعتهما فمضى الرجل فلم يبق شئ كان معه إلا فتشه وحله وسأل من حمل إليه شيئا من المتاع أن يفتش ذلك فلم يقف لهما على خبر .

فرجع إلى أبي جعفر ره فأخبره فقال له أبو جعفر : يقال لك امض إلى فلان بن فلان القطان الذي حملت إليه العدلين القطن في دار القطن فافتق أحدهما وهو الذي عليه مكتوب كذا وكذا فإنهما في جانبه فتحير الرجل مما أخبر به أبو جعفر ومضى لوجهه إلى الموضع ففتق العدل الذي قال له افتقه فإذا الثوبان في جانبه قد اندسا مع القطن فأخذهما وجاء بهما إلى أبي جعفر فسلمهما إليه وقال له لقد أنسيتهما لأني لما شددت المتاع بقيا فجعلتهما في جانب العدل ، ليكون ذلك أحفظ لهما .

وتحدث الرجل بما رآه وأخبره به أبو جعفر من عجيب الامر الذي لا يقف عليه إلا نبي أو إمام من قبل الله الذي يعلم السرائر وما تخفي الصدور ، ولم يكن هذا الرجل يعرف أبا جعفر وإنما انفذ على يده كما ينفذ التجار إلى أصحابهم على يد من يثقون به ولا كان معه تذكرة سلمها إلى أبي جعفر ولا كتاب لان الامر كان حادا في زمان المعتضد والسيف يقطر دما كما يقال وكان سرا بين الخاص من أهل هذا الشأن وكان ما يحمل به إلى أبي جعفر لا يقف من يحمله على خبره ولا حاله وإنما يقال امض إلى موضع كذا وكذا فسلم ما معك من غير أن يشعر بشئ ولا يدفع إليه كتاب لئلا يوقف على ما يحمله منه .

- غيبة الشيخ الطوسي : جماعة ، عن الحسن بن حمزة العلوي ، عن علي بن محمد الكليني قال : كتب محمد بن زياد الصيمري يسأل صاحب الزمان كفنا يتيمن بما يكون من عنده فورد إنك تحتاج إليه سنة إحدى وثمانين فمات رحمه الله في الوقت الذي حده وبعث إليه بالكفن قبل موته بشهر .

- غيبة الشيخ الطوسي : جماعة ، عن أحمد بن محمد بن عباس قال : حدثني ابن مروان الكوفي قال حدثني ابن أبي سورة قال كنت بالحائر زائرا عشية عرفة فخرجت متوجها على طريق البر فلما انتهيت إلى المسناة جلست إليها مستريحا ثم قمت أمشي وإذا رجل على ظهر الطريق فقال لي : هل لك في الرفقة ؟ فقلت نعم فمشينا معا يحدثني وأحدثه وسألني عن حالي فأعلمته أني مضيق لا شئ معي وفي يدي فالتفت إلي فقال لي : إذا دخلت الكوفة فأت أبا طاهر الزراري فاقرع عليه بابه فإنه سيخرج إليك وفي يده دم الأضحية فقل له يقال لك أعط هذا الرجل الصرة الدنانير التي عند رجل السرير فتعجبت من هذا ثم فارقني ومضى لوجهه لا أدري أين سلك . ودخلت الكوفة وقصدت أبا طاهر محمد بن سليمان الزراري فقرعت عليه بابه كما قال لي وخرج إلي وفي يده دم الأضحية فقلت لها : يقال لك أعط هذا الرجل الصرة الدنانير التي عند رجل السرير فقال : سمعا وطاعة ودخل فأخرج إلي الصرة فسلمها إلي فأخذتها وانصرفت .

- غيبة الشيخ الطوسي : جماعة ، عن أبي غالب أحمد بن محمد الزراري قال حدثني أبو عبد الله محمد بن زيد بن مروان قال حدثني أبو عيسى محمد بن علي الجعفري وأبو الحسين محمد بن علي بن الرقام قالا حدثنا أبو سورة قال أبو غالب وقد رأيت ابنا لأبي سورة وكان أبو سورة أحد مشايخ الزيدية المذكورين قال أبو سورة : خرجت إلى قبر أبي عبد الله أريد يوم عرفة فعرفت يوم عرفة فلما كان وقت عشاء الآخرة صليت وقمت فابتدأت أقرأ من الحمد وإذا شاب حسن الوجه عليه جبة مسيفي فابتدأ أيضا من الحمد وختم قبلي أو ختمت قبله فلما كان الغداة خرجنا جميعا من باب الحائر فلما صرنا على شاطئ الفرات قال لي الشاب : أنت تريد الكوفة فامض فمضيت طريق الفرات وأخذ الشاب طريق البر .

قال أبو سورة : ثم أسفت على فراقه فاتبعته فقال لي : تعال فجئنا جميعا إلى أصل حصن المسناة فنمنا جميعا وانتبهنا فإذا نحن على العوفي على جبل الخندق فقال لي : أنت مضيق وعليك عيال فامض إلى أبي طاهر الزراري فسيخرج إليك من منزله وفي يده الدم من الأضحية فقل له : شاب من صفته كذا يقول لك صرة فيها عشرون دينارا جاءك بها بعض إخوانك فخذها منه قال أبو سورة : فصرت إلى أبي طاهر ابن الزراري كما قال الشاب ووصفته له فقال : الحمد لله ورأيته فدخل وأخرج إلي الصرة الدنانير فدفعها إلي وانصرفت .

قال أبو عبد الله محمد بن زيد بن مروان وهو أيضا من أحد المشايخ الزيدية حدثت بهذا الحديث أبا الحسين محمد بن عبيد الله العلوي ونحن نزول بأرض الهر فقال : هذا حق جاءني رجل شاب فتوسمت في وجهه سمة فصرفت الناس كلهم وقلت له من أنت ؟ فقال أنا رسول الخلف إلى بعض إخوانه ببغداد فقلت له : معك راحلة فقال نعم في دار الطلحيين فقلت له قم فجئ بها ووجهت معه غلاما فأحضر راحلته وأقام عندي يوم ذلك وأكل من طعامي وحدثني بكثير من سري وضميري قال : فقلت له على أي طريق تأخذ ؟ قال : أنزل إلى هذه النجفة ثم آتي وادي الرملة ثم آتي الفسطاط وأبتع الراحلة فأركب إلى الخلف عليه السلام إلى المغرب .

قال أبو الحسين محمد بن عبيد الله : فلما كان من الغد ركب راحلته وركبت معه حتى صرنا إلى قنطرة دار صالح فعبر الخندق وحده وأنا أراه حتى نزل النجف وغاب عن عيني . قال أبو عبد الله محمد بن زيد : فحدثت أبا بكر محمد بن أبي دارم اليمامي وهو من أحد مشايخ الحشوية بهذين الحديثين فقال : هذا حق جاءني منذ سنيات ابن أخت أبي بكر بن النخالي العطار ، وهو صوفي يصحب الصوفية فقلت : من أين وأين كنت ، فقال لي : أنا مسافر منذ سبع عشرة سنة فقلت له فأيش أعجب ما رأيت ؟ فقال : نزلت بالإسكندرية في خان ينزله الغرباء وكان في وسط الخان مسجد يصلي فيه أهل الخان وله إمام وكان شاب يخرج من بيت له غرفة فيصلي خلف الامام ويرجع من وقته إلى بيته ولا يلبث مع الجماعة .

قال فقلت : لما طال ذلك علي ورأيت منظره شاب نظيف عليه عباء : أنا والله أحب خدمتك والتشرف بين يديك فقال شأنك فلم أزل أخدمه حتى أنس بي الانس التام فقلت له ذات يوم من أنت أعزك الله قال أنا صاحب الحق فقلت له يا سيدي متى تظهر فقال ليس هذا أوان ظهوري وقد بقي مدة من الزمان فلم أزل على خدمته تلك وهو على حالته من صلاة الجماعة وترك الخوض فيما لا يعنيه إلى أن قال : أحتاج إلى السفر فقلت له أنا معك .

ثم قلت له يا سيدي متى يظهر أمرك قال علامة ظهور أمري كثرة الهرج و المرج والفتن وآتي مكة فأكون في المسجد الحرام فيقال : انصبوا لنا إماما ويكثر الكلام حتى يقوم رجل من الناس فينظر في وجهي ثم يقول يا معشر الناس هذا المهدي انظروا إليه فيأخذون بيدي وينصبوني بين الركن والمقام فيبايع الناس عند إياسهم عني قال : وسرنا إلى ساحل البحر فعزم على ركوب البحر فقلت له يا سيدي أنا والله أفرق من البحر قال : ويحك تخاف وأنا معك ؟ فقلت : لا ولكن أجبن قال فركب البحر وانصرفت عنه .

توضيح : قال : توسمت في وجهه الخير أي تفرست .

- غيبة الشيخ الطوسي : أخبرني جماعة عن أبي عبد الله أحمد بن محمد بن عياش عن أبي غالب الزراري قال : قدمت من الكوفة وأنا شاب إحدى قدماتي ومعي رجل من إخواننا قد ذهب على أبي عبد الله اسمه وذلك في أيام الشيخ أبي القاسم الحسين بن روح رحمه الله واستتاره ونصبه أبا جعفر محمد بن علي المعروف بالشلمغاني وكان مستقيما لم يظهر منه ما ظهر منه من الكفر والالحاد وكان الناس يقصدونه ويلقونه لأنه كان صاحب الشيخ أبي القاسم الحسين بن روح سفيرا بينهم وبينه في حوائجهم ومهماتهم .

فقال لي : صاحبي هل لك أن تلقى أبا جعفر وتحدث به عهدا فإنه المنصوب اليوم لهذه الطائفة فاني أريد أن أسأله شيئا من الدعاء يكتب به إلى الناحية قال : فقلت نعم ، فدخلنا إليه فرأينا عنده جماعة من أصحابنا فسلمنا عليه وجلسنا فأقبل على صاحبي فقال : من هذا الفتى معك ؟ فقال له : رجل من آل زرارة بن أعين فأقبل علي فقال : من أي زرارة أنت ؟ فقلت يا سيدي أنا من ولد بكير بن أعين أخي زرارة فقال : أهل بيت جليل عظيم القدر في هذا الامر ، فأقبل عليه صاحبي فقال له : يا سيدنا أريد المكاتبة في شئ من الدعاء فقال : نعم .

قال : فلما سمعت هذا اعتقدت أن أسأل أنا أيضا مثل ذلك وكنت اعتقدت في نفسي ما لم أبده لاحد من خلق الله حال والدة أبي العباس ابني وكانت كثيرة الخلاف والغضب علي وكانت مني بمنزلة فقلت في نفسي : أسأل الدعاء لي من أمر قد أهمني ولا اسميه فقلت : أطال الله بقاء سيدنا وأنا أسأل حاجة قال وما هي ؟ قلت الدعاء لي بالفرج من أمر قد أهمني قال فأخذ درجا بين يديه كان أثبت فيه حاجة الرجل فكتب والزراري يسأل الدعاء في أمر قد أهمه قال ثم طواه فقمنا وانصرفنا .

فلما كان بعد أيام قال لي صاحبي ألا نعود إلى أبي جعفر فنسأله عن حوائجنا التي كنا سألناه فمضيت معه ودخلنا عليه فحين جلسنا عنده أخرج الدرج وفيه مسائل كثيرة قد أجيبت في تضاعيفها فأقبل على صاحبي فقرأ عليه جواب ما سأل ثم أقبل علي وهو يقرأ فقال : وأما الزراري وحال الزوج والزوجة فأصلح الله ذات بينهما قال فورد علي أمر عظيم وقمنا فانصرفنا فقال لي : قد ورد عليك هذا الامر فقلت أعجب منه قال مثل أي شئ فقلت : لأنه سر لم يعلمه إلا الله تعالى وغيري فقد أخبرني به ، فقال : أتشك في أمر الناحية أخبرني الآن ما هو ؟ فأخبرته فعجب منه .

ثم قضي أن عدنا إلى الكوفة فدخلت داري وكانت أم أبي العباس مغاضبة لي في منزل أهلها فجاءت إلى فاسترضتني واعتذرت ووافقتني ولم تخالفني حتى فرق الموت بيننا . وأخبرني بهذه الحكاية جماعة عن أبي غالب أحمد بن محمد بن سليمان الزراري إجازة وكتب عنه ببغداد أبو الفرج محمد بن المظفر في منزله بسويقة غالب في يوم الأحد لخمس خلون من ذي القعدة سنة ست وخمسين وثلاث مائة قال : كنت تزوجت بأم ولدي وهي أول امرأة تزوجتها وأنا حينئذ حدث السن وسني إذ ذاك دون العشرين سنة فدخلت بها في منزل أبيها فأقامت في منزل أبيها سنين وأنا أجتهد بهم في أن يحولوها إلى منزلي وهم لا يجيبوني إلى ذلك فحملت مني في هذه المدة وولدت بنتا فعاشت مدة ثم ماتت ولم أحضر في ولادتها ولا في موتها ولم أرها منذ ولدت إلى أن توفيت للشرور التي كانت بيني وبينهم .

ثم اصطلحنا على أنهم يحملونها إلى منزلي فدخلت إليهم في منزلهم و دافعوني في نقل المرأة إلي وقدر أن حملت المرأة مع هذه الحال ثم طالبتهم بنقلها إلى منزلي على ما اتفقنا عليه فامتنعوا من ذلك فعاد الشر بيننا ، وانتقلت منهم وولدت وأنا غائب عنها بنتا وبقينا على حال الشر والمضارمة سنين لا آخذها .

ثم دخلت بغداد وكان الصاحب بالكوفة في ذلك الوقت أبو جعفر محمد بن أحمد الزجوزجي وكان لي كالعم أو الوالد ، فنزلت عنده ببغداد وشكوت إليه ما أنا فيه من الشرور الواقعة بيني وبين الزوجة وبين الأحماء فقال لي تكتب رقعة وتسأل الدعاء فيها .

فكتبت رقعة ذكرت فيها حالي وما أنا فيه من خصومة القوم لي وامتناعهم من حمل المرأة إلى منزلي ومضيت بها أنا وأبو جعفر إلى محمد بن علي وكان في ذلك الواسطة بيننا وبين الحسين بن روح رضي الله عنه وهو إذ ذاك الوكيل فدفعناها إليه وسألناه إنفاذها فأخذها مني وتأخر الجواب عني أياما فلقيته فقلت له : قد ساء ني تأخر الجواب عني فقال : لا يسوؤك فإنه أحب إلي لك وأومى إلي أن الجواب إن قرب كان من جهة الحسين بن روح رضي الله عنه وإن تأخر كان من جهة الصاحب .

فانصرفت فلما كان من بعد ذلك ولا أحفظ المدة إلا أنها كانت قريبة فوجه إلي أبو جعفر الزجوزجي يوما من الأيام فصرت إليه فأخرج لي فصلا من رقعة وقال لي : هذا جواب رقعتك فإن شئت أن تنسخه فانسخه ورده فقرأته فإذا فيه : والزوج والزوجة فأصلح الله ذات بينهما .

ونسخت اللفظ ورددت عليه الفصل ودخلنا الكوفة فسهل الله لي نفس المرأة بأيسر كلفة وأقامت معي سنين كثيرة ورزقت مني أولادا و أسأت إليها إساءات واستعملت معها كل مالا تصبر النساء عليه ، فما وقعت بيني وبينها لفظة شر ولا بين أحد من أهلها إلى أن فرق الزمان بيننا .

قالوا : قال أبو غالب : وكنت قديما قبل هذه الحال ، قد كتبت رقعة أسأل فيها أن تقبل ضيعتي ولم يكن اعتقادي في ذلك الوقت التقرب إلى الله عز وجل بهذه الحال وإنما كان شهوة مني للاختلاط بالنوبختيين والدخول معهم فيما كانوا من الدنيا فلم أجب إلى ذلك وألححت في ذلك فكتب إلي أن اختر من تثق به فاكتب الضيعة باسمه فإنك تحتاج إليها فكتبتها باسم أبي القاسم موسى بن الحسن الزجوزجي ابن أخي أبي جعفر لثقتي به وموضعه من الديانة والنعمة فلم يمض الأيام حتى أسروني الاعراب ونهبوا الضيعة التي كنت أملكها وذهب فيها من غلاتي ودوابي وآلتي نحو من ألف دينار وأقمت في أسرهم مدة إلى أن اشتريت نفسي بمائة دينار وألف وخمسمائة درهم ولزمني في أجرة الرسل نحو من خمسمائة درهم فخرجت واحتجت إلى الضيعة فبعتها .

ايضاح : المضارمة : المغاضبة من قولهم تضرم علي أي تغضب قوله : " وكان الصاحب " أي صاحبي أو ملجأ الشيعة وكبيرهم أو صاحب الحكم من قبل السلطان والأوسط أظهر .

- غيبة الشيخ الطوسي : أخبرني الحسين بن عبيد الله ، عن أبي الحسن محمد بن أحمد بن داود القمي ، عن أبي علي بن همام قال : أنفذ محمد بن علي الشملغاني العزاقري إلى الشيخ الحسين بن روح يسأله أن يباهله وقال : أنا صاحب الرجل وقد أمرت باظهار العلم وقد أظهرته باطنا وظاهرا فباهلني فأنفذ إليه الشيخ في جواب ذلك أينا تقدم صاحبه فهو المخصوم فتقدم العزاقري فقتل وصلب واخذ معه ابن أبي عون و ذلك في سنة ثلاث وعشرين وثلاث مائة .

قال ابن نوح : وأخبرني جدي محمد بن أحمد بن العباس بن نوح رضي الله عنه قال : أخبرنا أبو محمد الحسن بن جعفر بن إسماعيل بن صالح الصيمري قال : لما أنفذ الشيخ أبو القاسم الحسين بن روح رضي الله عنه التوقيع في لعن ابن أبي العزاقر أنفذه من مجلسه في دار المقتدر إلى شيخنا أبي علي بن همام في ذي الحجة سنة اثنتي عشرة وثلاثمائة وأملا أبو علي علي وعرفني أن أبا القاسم رضي الله عنه راجع في ترك إظهاره فإنه في يد القوم وفي حبسهم فأمر باظهاره وأن لا يخشى ويأمن فتخلص وخرج من الحبس بعد ذلك بمدة يسيرة والحمد لله .

قال : ووجدت في أصل عتيق كتب بالأهواز في المحرم سنة سبع عشرة وثلاثمائة أبو عبد الله ، قال : حدثنا أبو محمد الحسن بن علي بن إسماعيل بن جعفر بن محمد بن عبد الله بن محمد بن علي بن أبي طالب الجرجاني قال : كنت بمدينة قم فجرى بين إخواننا كلام في أمر رجل أنكر ولده فأنفذوا رجلا إلى الشيخ صيانة الله وكنت حاضرا عنده أيده الله فدفع إليه الكتاب فلم يقرأه وأمره أن يذهب إلى أبي عبد الله البزوفري أعزه الله ليجيب عن الكتاب فصار إليه وأنا حاضر فقال له أبو عبد الله : الولد ولده وواقعها في يوم كذا وكذا في موضع كذا وكذا فقل له : فيجعل اسمه محمدا فرجع الرسول إلى البلد وعرفهم ووضح عندهم القول وولد الولد وسمي محمدا .

قال ابن نوح : وحدثني أبو عبد الله الحسين بن محمد بن سورة القمي حين قدم علينا حاجا قال : حدثني علي بن الحسن بن يوسف الصائغ القمي ومحمد بن أحمد بن محمد الصير في المعروف بابن الدلال وغيرهما من مشايخ أهل قم أن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه كانت تحته بنت عمه محمد بن موسى بن بابويه فلم يرزق منها ولدا فكتب إلى شيخ أبي القاسم الحسين بن روح رضي الله عنه أن يسأل الحضرة أن يدعو الله أن يرزقه أولادا فقهاء فجاء الجواب إنك لا ترزق من هذه وستملك جارية ديلمية وترزق منها ولدين فقيهين .

قال : وقال لي أبو عبد الله بن سورة حفظه الله : ولأبي الحسن بن بابويه ثلاثة أولاد محمد والحسين فقيهان ماهران في الحفظ يحفظان مالا يحفظ غيرهما من أهل قم ولهما أخ اسمه الحسن وهو الأوسط مشتغل بالعبادة والزهد لا يختلط بالناس ولا فقه له .

قال ابن سورة كلما روى أبو جعفر وأبو عبد الله ابنا علي بن الحسين شيئا يتعجب الناس من حفظهما ويقولون لهما : هذا الشأن خصوصية لكما بدعوة الإمام عليه السلام لكما ، وهذا أمر مستفيض في أهل قم قال : وسمعت أبا عبد الله بن سورة القمي يقول : سمعت سرورا وكان رجلا عابدا مجتهدا لقيته بالأهواز غير أني نسيت نسبه يقول : كنت أخرس لا أتكلم فحملني أبي وعمي في صبائي وسني إذ ذاك ثلاث عشرة أو أربع عشرة إلى الشيخ أبي القاسم بن روح رضي الله عنه فسألاه أن يسأل الحضرة أن يفتح الله لساني فذكر الشيخ أبو القاسم الحسين بن روح أنكم أمرتم بالخروج إلى الحائر قال سرور : فخرجنا أنا وأبي وعمي إلى الحير فاغتسلنا وزرنا قال : فصاح بي أبي وعمي : يا سرور فقلت بلسان فصيح لبيك فقالا لي : ويحك تكلمت ، فقلت : نعم ، قال أبو عبد الله بن سورة : وكان سرور هذا رجلا ليس بجهوري الصوت .

بيان : يظهر منه أن البزوفري رحمه الله كان من السفراء ولم ينقل ويمكن أن يكون وصل ذلك إليه بتوسط أو بدون توسطهم في خصوص الواقعة .

- إكمال الدين : ابن الوليد ، عن سعد ، عن علان الكليني ، عن محمد بن شاذان بن نعيم قال : اجتمع عندي مال للغريم صلى الله عليه : خمسمائة درهم تنقص عشرين درهما فأبيت أن أبعثها ناقصة هذا المقدار فأتممتها من عندي وبعثت بها إلى محمد بن جعفر و لم أكتب مالي فيها فأنفذ إلى محمد بن جعفر القبض وفيه : وصلت خمس مائة درهم لك فيها عشرون درهما .

- إكمال الدين : أبي ، عن سعد ، عن إسحاق بن يعقوب قال : سمعت الشيخ العمري يقول : صحبت رجلا من أهل السواد ومعه مال للغريم فأنفذه فرد عليه وقيل له : أخرج حق ابن عمك منه وهو أربعمائة درهم فبقي الرجل باهتا متعجبا ونظر في حساب المال وكانت في يده ضيعة لولد عمه قد كان رد عليهم بعضها وزوى عنهم بعضها فإذا الذي نض لهم من ذلك المال أربعمائة درهم كما قال فأخرجه وأنفذ الباقي فقبل . الإرشاد : ابن قولويه ، عن الكليني ، عن علي بن محمد مثله .

- إكمال الدين : أبي ، عن سعد ، عن علي بن محمد الرازي ، عن جماعة من أصحابنا أنه بعث إلى أبي عبد الله بن الجنيد وهو بواسط غلاما وأمره ببيعه فباعه و قبض ثمنه فلما عير الدنانير نقصت في التعيير ثمانية عشر قيراطا وحبة فوزن من عنده ثمانية عشر قيراطا وحبة وأنفذها فرد عليه دينار وزنه ثمانية عشر قيراطا وحبة .

الخرائج : قال الكليني : أخبرنا جماعة من أصحابنا أنه بعث إلى آخر الخبر .

بيان : الضمير في قوله " أنه " راجع إلى القائم .

- إكمال الدين : ابن الوليد ، عن سعد ، عن علان ، عن محمد بن جبرئيل ، عن إبراهيم ومحمد ابني الفرج ، عن محمد بن إبراهيم بن مهزيار قال : وفدت العسكر زائرا فقصدت الناحية فلقيتني امرأة فقالت : أنت محمد بن إبراهيم ؟ فقلت ، نعم ، فقالت : انصرف فإنك لا تصل في هذا الوقت وارجع الليلة فان الباب مفتوح لك ، فادخل الدار ، واقصد البيت الذي فيه السراج ، ففعلت وقصدت الباب فإذا هو مفتوح و دخلت الدار وقصدت البيت الذي وصفته . فبينا أنا بين القبرين أنتحب وأبكي إذ سمعت صوتا وهو يقول : يا محمد اتق الله وتب من كل ما أنت عليه فقد قلدت أمرا عظيما .

- إكمال الدين : ابن الوليد ، عن سعد ، عن علي بن محمد الرازي ، عن نصر بن .

الصباح البلخي قال : كان بمرو كاتب كان الخوزستاني سماه لي نصر فاجتمع عنده ألف دينار للناحية فاستشارني فقلت : ابعث بها إلى الحاجز فقال : هو في عنقك إن سألني الله عنه يوم القيامة فقلت : نعم ، قال نصر : ففارقته على ذلك ثم انصرفت إليه بعد سنتين ، فلقيته فسألته عن المال فذكر أنه بعث من المال بمأتي دينار إلى الحجاز فورد عليه وصولها والدعاء له وكتب إليه كان المال ألف دينار فبعثت بمأتي دينار فان أحببت أن تعامل أحدا فعامل الأسدي بالري .

قال نصر : وورد علي نعي حاجز فجزعت من ذلك جزعا شديدا واغتممت له ، فقلت له : ولم تغتم وتجزع ؟ وقد من الله عليك بدلالتين قد أخبرك بمبلغ المال وقد نعي إليك حاجزا مبتدئا .

- إكمال الدين : أبي ، عن سعد ، عن علان ، عن نصر بن الصباح قال : أنفذ رجل من أهل بلخ خمسة دنانير إلى حاجز وكتب رقعة غير فيها اسمه فخرج إليه بالوصول باسمه ونسبه والدعاء .

- إكمال الدين : أبي ، عن سعد ، عن أبي حامد المراغي ، عن محمد بن شاذان بن نعيم قال : بعث رجل من أهل بلخ بمال ورقعة ليس فيها كتابة وقد خط فيها بأصبعه كما تدور من غير كتابة وقال للرسول : احمل هذا المال فمن أخبرك بقصته وأجاب عن الرقعة فأوصل إليه المال فصار الرجل إلى العسكر ، وقصد جعفرا وأخبره الخبر فقال له : جعفر : تقر بالبداء ؟ قال الرجل : نعم ، قال : فان صاحبك قد بدا له وقد أمرك أن تعطيني هذا المال فقال له الرسول : لا يقنعني هذا الجواب .

فخرج من عنده وجعل يدور أصحابنا فخرجت إليه رقعة هذا مال كان قد غدر به كان فوق صندوق فدخل اللصوص البيت فأخذوا ما كان في الصندوق وسلم المال وردت عليه الرقعة وقد كتب فيها كما تدور : وسألت الدعاء فعل الله بك وفعل .

بيان : قوله : " وقد كتب فيها " أي الرقعة التي كانت قد كتب السؤال فيها بالإصبع كما تدور .

- إكمال الدين : أبي ، عن سعد ، عن محمد بن صالح قال : كتبت أسأل الدعاء لبادا شاكه وقد حبسه ابن عبد العزيز واستأذن في جارية لي استولدها فخرج : استولدها ويفعل الله ما يشاء والمحبوس يخلصه ( الله ) فاستولدت الجارية فولدت فماتت وخلى عن المحبوس يوم خرج إلي التوقيع . قال : وحدثني أبو جعفر قال : ولد لي مولود فكتبت أستأذن في تطهيره يوم السابع أو الثامن فلم يكتب شيئا فمات المولود يوم الثامن ، ثم كتبت أخبر بموته فورد : سيخلف عليك غيره وغيره ، فسمه أحمد وبعد أحمد جعفرا فجاء ما قال .

قال : وتزوجت بامرأة سرا فلما وطئتها علقت وجائت بابنة فاغتممت و ضاق صدري فكتبت أشكو ذلك فورد : ستكفاها ، فعاشت أربع سنين ثم ماتت فورد " الله ذو أناة وأنتم تستعجلون " قال : ولما ورد نعي ابن هلال لعنه الله جاءني الشيخ فقال لي : أخرج الكيس الذي عندك فأخرجته فأخرج إلى رقعة فيها : وأما ما ذكرت من أمر الصوفي المتصنع يعني الهلالي بتر الله عمره .

ثم خرج من بعد موته " قد قصدنا فصبرنا عليه فبتر الله عمره بدعوتنا " .

النجوم : بإسنادنا إلى أبي جعفر الطبري وعبد الله بن جعفر الحميري قالا : حدثنا أبو جعفر إلى قوله : وأنتم تستعجلون .

دلائل الإمامة للطبري عن أبي المفضل الشيباني ، عن أبي جعفر قال : ولد لي مولود إلى آخر الخبر .

وعنه ، عن أبي المفضل ، عن الكليني ، عن أبي حامد المراغي ، عن محمد بن شاذان بن نعيم ، عن رجل من أهل بلخ قال : تزوجت امرأة سرا إلى آخر الخبر .

- إكمال الدين : أبي ، عن سعد ، عن علان ، عن الحسن بن الفضل اليماني قال : قصدت سر من رأى فخرج إلي صرة فيها دنانير وثوبان فرددتها وقلت في نفسي : أنا عندهم بهذه المنزلة فأخذتني العزة ، ثم ندمت بعد ذلك وكتبت رقعة أعتذر وأستغفر ودخلت الخلاء وأنا أحدث نفسي وأقول : والله لئن ردت الصرة لم أحلها ولم أنفقها حتى أحملها إلى والدي فهو أعلم مني .

فخرج إلى الرسول : أخطأت إذ لم تعلمه أنا ربما فعلنا ذلك بموالينا وربما سألونا ذلك يتبر كون به ، وخرج إلي : أخطأت بردك برنا وإذا استغفرت الله فالله يغفر لك وإذا كان عزيمتك وعقد نيتك أن لا تحدث فيها حدثا ولا تنفقها في طريقك فقد صرفناها عنك ، وأما الثوبان فلا بد منهما لتحرم فيهما .

قال : وكتبت في معنيين وأردت أن أكتب في معنى ثالث فقلت في نفسي : لعله يكره ذلك ، فخرج إلي الجواب في المعنيين والمعنى الثالث الذي طويته ولم أكتبه قال : وسألت طيبا فبعث إلي بطيب في خرقة بيضاء فكانت معي في المحمل فنفرت ناقتي بعسفان وسقط محملي وتبدد ما كان معي فجمعت المتاع وافتقدت الصرة و اجتهدت في طلبها حتى قال بعض من معنا : ما تطلب ؟ فقلت : صرة كانت معي ، قال : وما كان فيها ؟ فقلت : نفقتي قال : قد رأيت من حملها فلم أزل أسأل عنها حتى آيست منها فلما وافيت مكة حللت عيبتي وفتحتها فإذا أول ما بدا علي منها الصرة وإنما كانت خارجا في المحمل فسقطت حين تبدد المتاع .

قال : وضاق صدري ببغداد في مقامي فقلت في نفسي أخاف أن لا أحج في هذه السنة ولا أنصرف إلى منزلي وقصدت أبا جعفر أقتضيه جواب رقعة كنت كتبتها فقال : صر إلى المسجد الذي في مكان كذا وكذا فإنه يجيئك رجل يخبرك بما تحتاج إليه فقصدت المسجد و ( بينا ) أنا فيه إذ دخل علي رجل فلما نظر إلي سلم وضحك وقال لي : أبشر فإنك ستحج في هذه السنة ، وتنصرف إلى أهلك سالما إنشاء الله .

قال : وقصدت ابن وجناء أسأله أن يكتري لي ويرتاد لي عديلا فرأيته كارها ثم لقيته بعد أيام فقال لي : أنا في طلبك منذ أيام قد كتب إلي أن أكتري لك وأرتاد لك عديلا ابتداء فحدثني الحسن أنه وقف في هذه السنة على عشرة دلالات والحمد لله رب العالمين .

- إكمال الدين : أبي ، عن سعد ، عن علي بن محمد الشمشاطي رسول جعفر بن إبراهيم اليماني قال : كنت مقيما ببغداد وتهيأت قافلة اليمانيين للخروج فكتبت أستأذن في الخروج معها ، فخرج : لا تخرج معها فما لك في الخروج خيرة وأقم بالكوفة وخرجت القافلة فخرج عليها بنو حنظلة واجتاحوها .

قال : وكتبت أستأذن في ركوب الماء فخرج : لا تفعل . فما خرجت سفينة في تلك السنة إلا خرج عليها البوارج فقطعوا عليها . قال : وخرجت زائرا إلى العسكر فأنا في المسجد مع المغرب إذ دخل علي غلام فقال لي : قم فقلت : من أنا وإلى أين أقوم قال لي : أنت علي بن محمد رسول جعفر ابن إبراهيم اليماني قم إلى المنزل قال وما كان علم أحد من أصحابنا بموافاتي قال : فقمت إلى منزله واستأذنت في أن أزور من داخل فأذن لي .

الإرشاد : ابن قولويه ، عن الكليني ، عن علي بن محمد ، عن علي بن الحسين اليماني قال : كنت ببغداد وذكر مثله .

- إكمال الدين : أبي ، عن سعد ، عن علان ، عن الأعلم البصري ، عن أبي رجاء البصري قال : خرجت في الطلب بعد مضي أبي محمد عليه السلام بسنتين لم أقف فيهما على شئ فلما كان في الثالثة كنت بالمدينة في طلب ولد أبي محمد بصرياء وقد سألني أبو غانم أن أتعشى عنده فأنا قاعد مفكر في نفسي وأقول لو كان شئ لظهر بعد ثلاث سنين وإذا هاتف أسمع صوته ولا أرى شخصه وهو يقول : يا نصر بن عبد الله قل لأهل مصر آمنتم برسول الله حيث رأيتموه ؟ قال نصر ولم أكن عرفت اسم أبي وذلك أني ولدت بالمدائن فحملني النوفلي إلى مصر : وقد مات أبي فنشأت بها فلما سمعت الصوت قمت مبادرا ولم أنصرف إلى أبي غانم وأخذت طريق مصر .

قال : وكتب رجلان من أهل مصر في ولدين لهما فورد : أما أنت يا فلان فآجرك الله ودعا لآخر فمات ابن المعزى . قال : وحدثني أبو محمد الوجنائي قال : اضطرب أمر البلد وثارت فتنة فعزمت على المقام ببغداد ثمانين يوما فجاءني شيخ وقال : انصرف إلى بلدك ، فخرجت من بغداد وأنا كاره فلما وافيت سر من رأى أردت المقام بها لما ورد علي من اضطراب البلد فخرجت فما وافيت المنزل حتى تلقاني الشيخ ومعه كتاب من أهلي يخبروني بسكون البلد ويسألوني القدوم .

- إكمال الدين : أبي ، عن سعد ، عن محمد بن هارون قال : كان للغريم علي خمسمائة دينار فأنا ليلة ببغداد وقد كان لها ريح مظلمة ، وقد فزعت فزعا شديدا وفكرت فيما علي ولي ، وقلت في نفسي : لي حوانيت اشتريتها بخمسمائة وثلاثين دينارا وقد جعلتها للغريم بخمسمائة دينار . فجاءني من تسلم مني الحوانيت وما كتبت إليه في شئ من ذلك من قبل أن أنطق بلساني ولا أخبرت به أحدا .

- إكمال الدين : أبي ، عن سعد ، عن أبي القاسم بن أبي حابس قال : كنت أزور الحسين في النصف من شعبان فلما كان سنة من السنين وردت العسكر قبل شعبان ، وهممت أن لا أزور في شعبان فلما دخل شعبان قلت لا أدع زيارة كنت أزورها فخرجت زائرا ، وكنت إذا وردت العسكر أعلمتهم برقعة أو رسالة فلما كان في هذه الدفعة قلت لأبي القاسم الحسن بن أبي أحمد الوكيل لا تعلمهم بقدومي فاني أريد أن أجعلها زورة خالصة فجاءني أبو القاسم وهو يتبسم وقال : بعث إلي بهذين الدينارين وقيل لي أدفعهما إلى الحابسي وقل له : من كان في حاجة الله كان الله في حاجته .

قال : واعتللت بسر من رأى علة شديدة أشفقت فيها وظللت مستعدا للموت فبعث إلي بستوقة فيها بنفسجين وأمرت بأخذه فما فرغت حتى أفقت والحمد لله رب العالمين .

قال : ومات لي غريم فكتبت أستأذن في الخروج إلى ورثته بواسط وقلت : أصير إليهم حدثان موته لعلي أصل إلى حقي فلم يؤذن لي ثم كتبت أستأذن ثانيا فلم يؤذن لي فلما كان بعد سنتين كتب إلي ابتداء : صر إليهم فخرجت إليهم فوصلت إلى حقي .

قال أبو القاسم : وأوصل ابن رئيس عشرة دنانير إلى حاجز فنسيها حاجز أن يوصلها فكتب إليه : تبعث بدنانير ابن رئيس . قال : وكتب هارون بن موسى بن الفرات في أشياء وخط بالقلم بغير مداد يسال الدعاء لابني أخيه وكانا محبوسين ، فورد عليه جواب كتابه وفيه دعاء المحبوسين باسمهما .

قال : وكتب رجل من ربض حميد يسأل الدعاء في حمل له فورد : الدعاء في الحمل قبل الأربعة أشهر وستلد أنثى فجاء كما قال . قال : وكتب محمد بن محمد القصري يسأل الدعاء أن يكفي أمر بناته وأن يرزق الحج ويرد عليه ماله فورد عليه الجواب بما سأل فحج سنته ومات من بناته أربع وكان له ستة ، ورد عليه ماله .

قال : وكتب محمد بن يزداد يسأل الدعاء لوالديه فورد : غفر الله لك ولوالديك ولأختك المتوفاة المسماة كلكى وكانت هذه امرأة صالحة متزوجة بجوار . وكتبت في إنفاذ خمسين دينارا لقوم مؤمنين منها عشرة دنانير لابن عم لي لم يكن من الايمان على شئ فجعلت اسمه آخر الرقعة والفصول ألتمس ( بذلك ) الدلالة في ترك الدعاء له ، فخرج في فصول المؤمنين : تقبل الله منهم وأحسن إليهم وأثابك ولم يدع لابن عمي بشئ . قال : وأنفذت أيضا دنانير لقوم مؤمنين وأعطاني رجل يقال له محمد بن سعيد دنانير فأنفذتها باسم أبيه متعمدا ولم يكن من دين الله على شئ فخرج الوصول باسم من غيرت اسمه محمد .

قال : وحملت في هذه السنة التي ظهرت لي فيها هذه الدلالة ألف دينار بعث بها أبو جعفر ومعي أبو الحسين محمد بن محمد بن خلف وإسحاق بن الجنيد فحمل أبو الحسين الخرج إلى الدور واكترينا ثلاثة أحمرة ، فلما بلغنا القاطول لم نجد حميرا فقلت لأبي الحسين احمل الخرج الذي فيه المال واخرج مع القافلة حتى أتخلف في طلب الحمار لإسحاق بن الجنيد يركبه فإنه شيخ فاكتريت له حمارا ولحقت بأبي الحسين في الحير حير سر من رأى فأنا أسامره وأقول له : احمد الله على ما أنت عليه فقال : وددت أن هذا العمل دام لي .

فوافيت سر من رأى وأوصلت ما معنا فأخذه الوكيل بحضرتي ووضعه في منديل وبعث به مع غلام أسود .

فلما كان العصر جاءني برزيمة خفيفة ولما أصبحنا خلا بي أبو القاسم وتقدم أبو الحسين وإسحاق فقال أبو القاسم : الغلام الذي حمل الرزيمة جاءني بهذه الدراهم وقال لي : ادفعها إلى الرسول الذي حمل الرزيمة فأخذتها منه فلما خرجت من باب الدار قال لي أبو الحسين من قبل أن أنطق أو يعلم أن معي شيئا لما كنت معك في الحير تمنيت أن يجيئني منه دراهم أتبرك بها وكذلك عام أول حيث كنت معك بالعسكر فقلت له : خذها فقد أتاك الله بها والحمد لله رب العالمين .

قال : وكتب محمد بن كشمرد يسأل الدعاء أن يجعل ابنه أحمد من أم ولده في حل فخرج : والصقري أحل الله له ذلك فأعلم أن كنيته أبو الصقر .

الخرائج : عن أبي القاسم بن أبي حبيش قال : كتبت في إنفاد خمسين دينارا إلى قوله فقد أتاك الله بها .

بيان : الرزمة بالكسر ما شد في ثوب واحد قوله " جاءني " أي أبو الحسين .

- إكمال الدين : حدثني علي بن محمد بن إسحاق الأشعري قال : كانت لي زوجة من الموالي قد كنت هجرتها دهرا فجاءتني فقالت إن كنت قد طلقتني فأعلمني فقلت لها لم أطلقك ونلت منها في ذلك اليوم فكتبت إلي بعد شهر تدعي أنها حملت ( فكتبت ) في أمرها وفي دار كان صهري أوصى بها للغريم أسأل أن تباع مني وينجم علي ثمنها فورد الجواب في الدار قد أعطيت ما سألت وكف عن ذكر المرأة والحمل فكتبت إلي المرأة بعد ذلك تعلمني أنها كتبت باطلا وأن الحمل لا أصل له والحمد لله رب العالمين .

- إكمال الدين : أبي ، عن سعد ، عن أبي علي النيلي قال : جاءني أبو جعفر فمضى بي إلى العباسية وأدخلني إلى خربة وأخرج كتابا فقرأه على فإذا فيه شرح جميع ما حدث على الدار ، وفيه أن فلانة يعني أم عبد الله يؤخذ بشعرها وتخرج من الدار ويحدر بها إلى بغداد وتقعد بين يدي السلطان وأشياء مما يحدث ثم قال لي : احفظ ثم مزق الكتاب وذلك من قبل أن يحدث ما حدث بمدة .

قال : وحدثني أبو جعفر المروزي عن جعفر بن عمرو قال : خرجت إلى العسكر وأم أبي محمد في الحياة ومعي جماعة فوافينا العسكر فكتب أصحابي يستأذنون في الزيارة من داخل باسم رجل رجل فقلت لهم : لا تثبتوا اسمي ونسبي فاني لا أستأذن فتركوا اسمي فخرج الاذن : ادخلوا ومن أبى أن يستأذن .

قال : وحدثني أبو الحسن جعفر بن أحمد قال : كتب إبراهيم بن محمد بن الفرج الرخجي في أشياء وكتب في مولود ولد له يسأل أن يسمى فخرج إليه الجواب فيما سأل ولم يكتب إليه في المولود شئ فمات الولد والحمد لله رب العالمين .

قال : وجرى بين قوم من أصحابنا مجتمعين كلام في مجلس فكتب إلى رجل منهم شرح ما جرى في المجلس .

قال : وحدثني العاصمي أن رجلا تفكر في رجل يوصل له ما وجب للغريم عليه السلام وضاق به صدره فسمع هاتفا يهتف به : أوصل ما معك إلى حاجز .

قال : وخرج أبو محمد السروي إلى سر من رأى ومعه مال فخرج إليه ابتداء ليس فينا شك ولا فيمن قوم مقامنا ورد ما معك إلى حاجز .

قال : وحدثني أبو جعفر قال : بعثنا مع ثقة من ثقات إخواننا إلى العسكر شيئا فعمد الرجل فدس فيما معه رقعة من غير علمنا فردت عليه الرقعة بغير جواب .

وقال : قال أبو عبد الله الحسين بن إسماعيل الكندي : قال لي أبو طاهر البلالي : التوقيع الذي خرج إلي من أبي محمد فعلقوه في الخلف بعده وديعة في بيتك فقلت له : أحب أن تكتب لي من لفظ التوقيع ما فيه فأخبر أبا طاهر بمقالتي فقال له : جئني به حتى يسقط الاسناد بيني وبينه : خرج إلي من أبي محمد قبل مضيه بسنتين يخبرني بالخلف من بعده ثم خرج إلي قبل مضيه بثلاثة أيام يخبرني بذلك . فلعن الله من جحد أولياء الله حقوقهم وحمل الناس على أكتافهم والحمد لله كثيرا .

بيان : قوله : " قال أبو عبد الله " كلام سعد بن عبد الله ، وكذا قوله " فقلت له " وضمير " له " راجع إلى الحسين ، وكذا المستتر في قوله " فأخبر " والحاصل أن الحسين سمع من البلالي أنه قال : التوقيع الذي خرج إلي من أبي محمد في أمر الخلف القائم هو في جملة ما أودعتك في بيتك وكان قد أودعه أشياء كان في بيته فأخبر الحسين سعدا بما سمع منه فقال سعد للحسين : أحب أن ترى التوقيع الذي عنده وتكتب لي من لفظه فأخبر الحسين أبا طاهر بمقالة سعد فقال أبو طاهر : جئني بسعد حتى يسمع مني بلا واسطة فلما حضر أخبره بالتوقيع ، ويؤيد ما وجهنا به هذا الكلام أن الكليني روى هذا التوقيع عن البلالي .

- إكمال الدين : كتب علي بن محمد الصيمري يسأل كفنا فورد أنه يحتاج إليه سنة ثمانين أو إحدى وثمانين فمات في الوقت الذي حده وبعث إليه بالكفن قبل موته بشهر .

- إكمال الدين : محمد بن علي الأسود ره قال دفعت إلي امرأة سنة من السنين ثوبا وقالت : أحمله إلى العمرى ره فحملته مع ثياب كثيرة فلما وافيت بغداد أمرني بتسليم ذلك كله إلى محمد بن العباس القمي فسلمت ذلك كله ما خلا ثوب المرأة فوجه إلي العمري رضي الله عنه ( و ) قال : ثوب المرأة سلمه إليه ، فذكرت بعد ذلك أن امرأة سلمت إلي ثوبا فطلبته فلم أجده فقال لي : لا تغتم فإنك ستجده فوجدته بعد ذلك ولم يكن مع العمري نسخة ما كان معي .

- إكمال الدين : محمد بن علي الأسود ره قال : سألني علي بن الحسين بن موسى بن بابويه رحمه الله بعد موت محمد بن عثمان العمري أن أسأل أبا القاسم الروحي رحمه الله أن يسأل مولانا صاحب الزمان أن يدعو الله أن يرزقه ولدا ذكرا قال : فسألته فأنهى ذلك ثم أخبرني بعد ذلك بثلاثة أيام أنه قد دعا لعلي بن الحسين وأنه سيولد له ولد مبارك ينفع الله به وبعده أولاده .

قال أبو جعفر محمد بن علي الأسود : وسألته في أمر نفسي أن يدعو الله لي أن ارزق ولدا ذكرا فلم يجبني إليه وقال : ليس إلى هذا سبيل قال فولد لعلي بن الحسين رحمه الله تلك السنة ابنه محمد وبعده أولاد ولم يولد لي .

قال الصدوق رحمه الله : كان أبو جعفر محمد بن علي الأسود رضي الله عنه كثيرا ما يقول لي إذا رآني أختلف إلى مجلس شيخنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي الله عنه وأرغب في كتب العلم وحفظه : ليس بعجب أن تكون لك هذه الرغبة في العلم وأنت ولدت بدعاء الإمام . الغيبة للشيخ الطوسي : جماعة عن الصدوق مثله .

وقال : قال أبو عبد الله بن بابويه عقدت المجلس ولي دون العشرين سنة فربما كان يحضر مجلسي أبو جعفر محمد بن علي الأسود فإذا نظر إلى إسراعي في الأجوبة في الحلال والحرام يكثر التعجب لصغر سني ثم يقول : لا عجب لأنك ولدت بدعاء الإمام .

- إكمال الدين : محمد بن علي بن متيل قال : كانت امرأة يقال لها زينب من أهل آبه وكانت امرأة محمد بن عبديل الآبي معها ثلاث مائة دينار فصارت إلى عمي جعفر بن محمد بن متيل وقالت : أحب أن أسلم هذا المال من يدي إلى يد أبي القاسم بن روح قال : فأنفذني معها أترجم عنها فلما دخلت على أبي القاسم رحمه الله أقبل عليها بلسان فصيح فقال لها : زينب چونا چويدا كوايد چون أيقنه ومعناه كيف أنت و كيف مكثت وما خبر صبيانك ؟ قال فامتنعت من الترجمة وسلمت المال ورجعت . الغيبة للشيخ الطوسي : جماعة عن الصدوق مثله .

- إكمال الدين : محمد بن علي بن متيل قال : قال عمي جعفر بن محمد بن متيل دعاني أبو جعفر محمد بن عثمان السمان المعروف بالعمري وأخرج إلى ثويبات معلمة و صرة فيها دراهم فقال لي : تحتاج أن تصير بنفسك إلى واسط في هذا الوقت ، وتدفع ما دفعت إليك إلى أول رجل يلقاك عند صعودك من المركب إلى الشط بواسط .

قال : فتداخلني من ذلك غم شديد وقلت مثلي يرسل في هذا الامر ويحمل هذا الشئ الوتح قال فخرجت إلى واسط وصعدت من المركب فأول رجل تلقاني سألته عن الحسن بن محمد بن قطاة الصيدلاني وكيل الوقف بواسط فقال : أنا هو من أنت فقلت أنا جعفر بن محمد بن متيل قال فعرفني باسمي وسلم علي وسلمت عليه وتعانقنا فقلت له : أبو جعفر العمري يقرأ عليك السلام ودفع إلي هذه الثويبات و هذه الصرة لأسلمها إليك فقال الحمد لله فان محمد بن عبد الله العامري قد مات و خرجت لأصلح كفنه فحل الثياب فإذا بها ما يحتاج إليه من حبرة وثياب وكافور وفي الصرة كرى الحمالين والحفار قال : فشيعنا جنازته وانصرفت .

بيان : قال الجوهري شئ وتح ووتح أي قليل تافه وشئ وتح وعر أتباع له اي نزر .

- إكمال الدين : أخبرنا أبو محمد الحسن بن محمد بن يحيى العلوي ابن أخي طاهر ببغداد طرف سوق القطن في داره قال قدم أبو الحسن علي بن أحمد بن علي العقيقي ببغداد في سنة ثمان وتسعين ومأتين إلى علي بن عيسى بن الجراح وهو يومئذ وزير في أمر ضيعة له فسأله فقال له : إن أهل بيتك في هذا البلد كثير فان ذهبنا نعطي كلما سألونا طال ذلك أو كما قال .

فقال له العقيقي فاني أسأل من في يده قضاء حاجتي فقال له علي بن عيسى من هو هذا فقال : الله عز وجل وخرج مغضبا قال فخرجت وأنا أقول : في الله عزاء من كل هالك ، ودرك من كل مصيبة قال فانصرفت فجاءني الرسول من عند الحسين ابن روح رضي الله عنه وأرضاه فشكوت إليه فذهب من عندي فأبلغه .

فجاءني الرسول بمائة درهم عددا ووزنا ومنديل وشئ من حنوط وأكفان وقال لي : مولاك يقرؤك السلام ويقول لك إذا أهمك أمر أو غم فامسح بهذا المنديل وجهك فإنه منديل مولاك ، وخذ هذه الدراهم وهذا الحنوط وهذه الأكفان وستقضى حاجتك في ليلتك هذه وإذا قدمت إلى مصر مات محمد بن إسماعيل من قبلك بعشرة أيام ثم مت بعده فيكون هذا كفنك وهذا حنوطك وهذا جهازك .

قال : فأخذت ذلك وحفظته وانصرف الرسول فإذا أنا بالمشاعل على بابي والباب يدق فقلت لغلامي خير : يا خير انظر أي شئ هو ذا ؟ فقال خير : هذا غلام حميد بن محمد الكاتب ابن عم الوزير فأدخله إلى فقال قد طلبك الوزير يقول لك مولاي حميد اركب إلي .

قال فركبت وفتحت الشوارع والدروب وجئت إلى شارع الوزانين فإذا بحميد قاعد ينتظرني فلما رآني أخذ بيدي وركبنا فدخلنا على الوزير فقال لي الوزير يا شيخ قد قضى الله حاجتك واعتذر إلي ودفع إلي الكتب مختومة مكتوبة قد فرغ منها قال فأخذت ذلك وخرجت .

قال أبو محمد الحسن بن محمد فحدثنا أبو الحسن علي بن أحمد العقيقي بنصيبين بهذا وقال لي : ما خرج هذا الحنوط إلا لعمتي فلانة ولم يسمها وقد بغيته لنفسي وقد قال لي الحسين بن روح رضي الله عنه إني أملك الضيعة وقد كتب لي بالذي أردت فقمت إليه وقبلت رأسه وعينيه وقلت : يا سيدي أرني الأكفان والحنوط والدراهم فأخرج إلي الأكفان فإذا فيها برد حبرة مسهم من نسج اليمن وثلاثة أثواب مروي وعمامة وإذا الحنوط في خريطة وأخرج الدراهم فعددتها مائة درهم فقلت يا سيدي هب لي منهما درهما أصوغه خاتما قال : وكيف يكون ذلك خذ من عندي ما شئت فقلت أريد من هذه وألححت عليه وقبلت رأسه وعينيه فأعطاني درهما فشددته في منديلي وجعلته في كمي فلما صرت إلى الخان فتحت زنفيلجة معي وجعلت المنديل في الزنفيلجة وفيه الدرهم مشدود وجعلت كتبي ودفاتري فوقه وأقمت أياما ثم جئت أطلب الدرهم فإذا الصرة مصرورة بحالها ولا شئ فيها فأخذني شبه الوسواس فصرت إلى باب العقيقي فقلت لغلامه خير أريد الدخول إلى الشيخ فأدخلني إليه فقال لي مالك ؟ فقلت يا سيدي الدرهم الذي أعطيتني ما أصبته في الصرة فدعا بالزنفيلجة وأخرج الدراهم فإذا هي مائة درهم عددا ووزنا ولم يكن معي أحد أتهمه فسألته في رده إلي فأبى ثم خرج إلى مصر وأخذ الضيعة ثم مات قبله محمد بن إسماعيل بعشرة أيام ثم توفي رحمه الله وكفن في الأكفان التي دفعت إليه .

بيان : قوله " إلا لعمتي " أي ما خرج هذا الحنوط أولا إلا لعمتي ثم طلبت حنوطا لنفسي فخرج مع الكفن والدراهم ، واحتمال كون الحنوط لم يخرج له أصلا وإنما أخذ حنوط عمته لنفسه فيكون رجوعا عن الكلام الأول بعيد . وفي غيبة الشيخ : " إلا إلى عمتي فلانة ولم يسمها وقد نعيت إلي نفسي " فيحتمل أن تكون عمته في بيت الحسين بن روح فخرج إليها .

قوله " وقد كتب " على بناء المجهول ليكون حالا عن ضمير أملك أو تصديقا لما أخبر به أو على بناء المعلوم فالضمير المرفوع راجع إلى الحسين أي وقد كان كتب مطلبي إلى القائم عليه السلام فلما خرج أخبرني به قبل رد الضيعة والمسهم البرد المخطط .

- إكمال الدين : العطار ، عن أبيه ، عن محمد بن شاذان بن نعيم الشاذاني قال : اجتمعت عندي خمسمائة درهم تنقص عشرين درهما فوزنت من عندي عشرين درهما ودفعتها إلى أبي الحسين الأسدي رضي الله عنه ولم اعرفه أمر العشرين فورد الجواب : قد وصلت الخمس مائة درهم التي لك فيها عشرون درهما .

قال محمد بن شاذان : وأنفذت بعد ذلك مالا ولم أفسر لمن هو فورد الجواب : وصل كذا وكذا منه لفلان كذا ولفلان كذا .

قال : وقال أبو العباس الكوفي : حمل رجل مالا ليوصله وأحب أن يقف على الدلالة فوقع : إن استرشدت أرشدت وإن طلبت وجدت يقول لك مولاك : احمل ما معك قال الرجل فأخرجت مما معي ستة دنانير بلا وزن وحملت الباقي فخرج في التوقيع يا فلان رد الستة التي أخرجتها بلا وزن ، وزنها ستة دنانير وخمسة دوانيق وحبة ونصف ، قال الرجل : فوزنت الدنانير فإذا بها كما قال .

- إكمال الدين : أحمد بن هارون عن محمد الحميري عن أبيه عن إسحاق بن حامد الكاتب قال : كان بقم رجل بزاز مؤمن ، وله شريك مرجئ فوقع بينهما ثوب نفيس فقال المؤمن يصلح هذا الثوب لمولاي فقال شريكه لست أعرف مولاك ولكن افعل بالثوب ما تحب ، فلما وصل الثوب شقه بنصفين طولا فأخذ نصفه ورد النصف وقال : لا حاجة لي في مال المرجئ .

- إكمال الدين : عمار بن الحسين بن إسحاق الاشروسي رضي الله عنه قال : حدثنا أبو العباس أحمد بن الخضر بن أبي صالح الجحدري أنه خرج إليه من صاحب الزمان بعد أن كان أغري بالفحص والطلب ، وسار عن وطنه ليتبين له ما يعمل عليه ، فكان نسخة التوقيع : من بحث فقد طلب ، ومن طلب فقد دل ومن دل فقد أشاط ومن أشاط فقد أشرك ، قال فكف عن الطلب ورجع .

- إكمال الدين : محمد بن علي بن أحمد بن روح بن عبد الله بن منصور بن يونس بن روح صاحب مولانا صاحب الزمان قال : سمعت محمد بن الحسين الصيرفي المقيم بأرض بلخ يقول : أردت الخروج إلى الحج وكان معي مال بعضه ذهب وبعضه فضة فجعلت ما كان معي من ذهب سبائك وما كان من فضة نقرا وقد كان قد دفع ذلك المال إلي لأسلمه إلى الشيخ أبي القاسم الحسين بن روح قدس الله روحه قال : فلما نزلت سرخس ضربت خيمتي على موضع فيه رمل وجعلت أميز تلك السبائك والنقر ، فسقطت سبيكة من تلك السبائك مني وغاضت في الرمل وأنا لا أعلم .

قال : فلما دخلت همذان ميزت تلك السبائك والنقرة مرة أخرى اهتماما منى بحفظها ففقدت منها سبيكة وزنها مائة مثقال وثلاثة مثاقيل أو قال ثلاثة و تسعون مثقالا قال : فسبكت مكانها من مالي بوزنها سبيكة وجعلتها بين السبائك .

فلما وردت مدينة السلام قصدت الشيخ أبا القاسم الحسين بن روح قدس الله روحه وسلمت إليه ما كان معي من السبائك والنقر فمد يده من بين السبائك إلى السبيكة التي كنت سبكتها من مالي بدلا مما ضاع مني فرمى بها إلي وقال لي : ليست هذه السبيكة لنا سبيكتنا ضيعتها بسرخس حيث ضربت خيمتك في الرمل فارجع إلى مكانك وانزل حيث نزلت واطلب السبيكة هناك تحت الرمل فإنك ستجدها وتعود إلى هاهنا فلا تراني .

قال : فرجعت إلى سرخس ونزلت حيث كنت نزلت ، ووجدت السبيكة وانصرفت إلى بلدي ، فلما كان بعد ذلك حججت ومعي السبيكة .

فدخلت مدينة السلام وقد كان الشيخ أبو القاسم الحسين بن روح رضي الله عنه مضى ، ولقيت أبا الحسن السمري رضي الله عنه فسلمت إليه السبيكة .

- إكمال الدين : حدثنا الحسين بن علي بن محمد القمي المعروف بأبي علي البغدادي قال : كنت ببخارا فدفع إلى المعروف بابن جاوشير عشرة سبائك ذهبا وأمرني أن أسلمها بمدينة السلام إلى الشيخ أبي القاسم الحسين بن روح قدس الله روحه فحملتها معي .

فلما بلغت آموية ضاعت مني سبيكة من تلك السبائك ، ولم أعلم بذلك حتى دخلت مدينة السلام فأخرجت السبائك لأسلمها فوجدتها ناقصة واحدة منها فاشتريت سبيكة مكانها بوزنها وأضفتها إلى التسع سبائك ثم دخلت على الشيخ أبي القاسم الروحي قدس الله روحه ، ووضعت السبائك بين يديه فقال لي : خذ لك تلك السبيكة التي اشتريتها وأشار إليها بيده فان السبيكة التي ضيعتها قد وصلت إلينا وهو ذا هي ، ثم أخرج إلى تلك السبيكة التي كانت ضاعت مني بآموية فنظرت إليها وعرفتها .

وقال الحسين بن علي بن محمد المعروف بأبي علي البغدادي : ورأيت تلك السنة بمدينة السلام امرأة تسألني عن وكيل مولانا عليه السلام من هو ؟ فأخبرها بعض القميين أنه أبو القاسم الحسين بن روح وأشار لها إلي . فدخلت عليه وأنا عنده ، فقالت له : أيها الشيخ أي شئ معي ؟ فقال : ما معك فألقيه في دجلة ثم ائتيني حتى أخبرك قال فذهبت المرأة وحملت ما كان معها فألقته في دجلة ثم رجعت ودخلت إلى أبي القاسم الروحي قدس الله روحه فقال أبو القاسم رضي الله عنه لمملوكة له أخرجي إلي الحقة فقالت المرأة : هذه الحقة التي كانت معك ورميت بها في دجلة أخبرك بما فيها أو تخبريني فقالت له : بل أخبرني .

فقال : في هذه الحقة زوج سوار ذهب وحلقة كبيرة فيها جوهر وحلقتان صغيرتان فيهما جوهر وخاتمان أحدهما فيروزج والآخر عقيق وكان الامر كما ذكر لم يغادر منه شيئا ثم فتح الحقة فعرض علي ما فيها ونظرت المرأة إليه فقالت هذا الذي حملته بعينه ورميت به في دجلة فغشي على وعلى المرأة فرحا بما شاهدنا من صدق الدلالة .

( ثم ) قال الحسين لي من بعد ما حدثني بهذا الحديث : اشهد بالله تعالى أن هذا الحديث كما ذكرته لم أزد فيه ولم أنقص منه . وحلف بالأئمة الاثني عشر صلوات الله عليهم لقد صدق فيما حدث به ما زاد فيه ولا نقص منه .

- إكمال الدين : محمد بن عيسى بن أحمد الزرجي قال : رأيت بسر من رأى رجلا شابا في المسجد المعروف بمسجد زبيد ( ة ) وذكر أنه هاشمي من ولد موسى ابن عيسى فلما كلمني صاح بجارية وقال يا غزال أو يا زلال فإذا أنا بجارية مسنة فقال لها : يا جارية حدثي مولاك بحديث الميل والمولود ، فقالت : كان لنا طفل وجع فقالت لي مولاتي ادخلي إلى دار الحسن بن علي فقولي لحكيمة تعطينا شيئا نستشفي به مولودنا .

فدخلت عليها وسألتها ذلك فقال حكيمة : ائتوني بالميل الذي كحل به المولود الذي ولد البارحة يعني ابن الحسن بن علي فاتيت بالميل فدفعته إلي وحملته إلى مولاتي فكحلت المولود فعوفي وبقي عندنا وكنا نستشفي به ثم فقدناه

العودة إلى الصفحة الرئيسية

www.mezan.net <‎/TITLE> ‎<META HTTP-EQUIV="Content-Type" CONTENT="text/html; charset=windows-1256">‎ ‎<META NAME="keywords" CONTENT=" السيد محمد حسين فضل الله في الميزان ">‎ ‎<META NAME="description" CONTENT=" مقولات السيد فضل الله في كتبه ">‎ ‎<META NAME="author" CONTENT=" مقولات السيد فضل الله بصوته ">‎ ‎<META NAME="copyright" CONTENT=" رأي المراجع العظام والعلماء ">‎ <‎/HEAD>