في قول النبي : يستضيئون بنور ولايته في غيبته كانتفاع الناس بالشمس ، وفيه بيان ووجوه

- إكمال الدين : غير واحد ، عن محمد بن همام ، عن الفزاري ، عن الحسن بن محمد بن سماعة ، عن أحمد بن الحارث ، عن المفضل ، عن ابن ظبيان ، عن جابر الجعفي عن جابر الأنصاري أنه سأل النبي هل ينتفع الشيعة بالقائم عليه السلام في غيبته ؟ فقال : إي والذي بعثني بالنبوة إنهم لينتفعون به ، ويستضيئون بنور ولايته في غيبته كانتفاع الناس بالشمس وإن جللها السحاب .

بيان : التشبيه بالشمس المجللة بالسحاب يومي إلى أمور : الأول : أن نور الوجود والعلم والهداية ، يصل إلى الخلق بتوسطه إذ ثبت بالأخبار المستفيضة أنهم العلل الغائية لايجاد الخلق ، فلولاهم لم يصل نور الوجود إلى غيرهم ، وببركتهم والاستشفاع بهم ، والتوسل إليهم يظهر العلوم و المعارف على الخلق ، ويكشف البلايا عنهم ، فلولاهم لاستحق الخلق بقبائح أعمالهم أنواع العذاب ، كما قال تعالى : " وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم " ولقد جربنا مرارا لا نحصيها أن عند انغلاق الأمور واعضال المسائل ، والبعد عن جناب الحق تعالى ، وانسداد أبواب الفيض ، لما استشفعنا بهم ، وتوسلنا بأنوارهم ، فبقدر ما يحصل الارتباط المعنوي بهم في ذلك الوقت ، تنكشف تلك الأمور الصعبة ، وهذا معاين لمن أكحل الله عين قلبه بنور الايمان ، وقد مضى توضيح ذلك في كتاب الإمامة .

الثاني : كما أن الشمس المحجوبة بالسحاب مع انتفاع الناس بها - ينتظرون في كل آن انكشاف السحاب عنها وظهورها ، ليكون انتفاعهم بها أكثر ، فكذلك في أيام غيبته عليه السلام ، ينتظر المخلصون من شيعته خروجه وظهوره ، في كل وقت و زمان ، ولا ييأسون منه .

الثالث : أن منكر وجوده مع وفور ظهور آثاره كمنكر وجود الشمس إذا غيبها السحاب عن الابصار .

الرابع : أن الشمس قد تكون غيبتها في السحاب أصلح للعباد ، من ظهورها لهم بغير حجاب ، فكذلك غيبته أصلح لهم في تلك الأزمان ، فلذا غاب عنهم .

الخامس : أن الناظر إلى الشمس لا يمكنه النظر إليها بارزة عن السحاب ، وربما عمي بالنظر إليها لضعف الباصرة ، عن الإحاطة بها ، فكذلك شمس ذاته المقدسة وبما يكون ظهوره أضر لبصائرهم ، ويكون سببا لعماهم عن الحق ، وتحتمل بصائرهم الايمان به في غيبته ، كما ينظر الانسان إلى الشمس من تحت السحاب ولا يتضرر بذلك .

السادس : أن الشمس قد يخرج من السحاب وينظر إليه واحد دون واحد فكذلك يمكن أن يظهر في أيام غيبته لبعض الخلق دون بعض .

السابع : أنهم عليهم السلام كالشمس في عموم النفع وإنما لا ينتفع بهم من كان أعمى كما فسر به في الاخبار قوله تعالى : " من كان في هذه أعمى فهو في الآخرة أعمى وأضل سبيلا " .

الثامن : أن الشمس كما أن شعاعها تدخل البيوت ، بقدر ما فيها من الروازن والشبابيك ، وبقدر ما يرتفع عنها من الموانع ، فكذلك الخلق إنما ينتفعون بأنوار هدايتهم بقدر ما يرفعون الموانع عن حواسهم ومشاعرهم التي هي روازن قلوبهم من الشهوات النفسانية والعلائق الجسمانية ، وبقدر ما يدفعون عن قلوبهم من الغواشي الكثيفة الهيولانية إلى أن ينتهي الامر إلى حيث يكون بمنزلة من هو تحت السماء يحيط به شعاع الشمس من جميع جوانبه بغير حجاب .

فقد فتحت لك من هذه الجنة الروحانية ثمانية أبواب ، ولقد فتح الله علي بفضله ثمانية أخرى تضيق العبارة عن ذكرها ، عسى الله أن يفتح علينا وعليك في معرفتهم ألف باب يفتح من كل باب ألف باب .

- إكمال الدين : أبي وابن الوليد معا ، عن سعد والحميري معا ، عن ابن عيسى عن ابن محبوب ، عن محمد بن النعمان قال : قال أبو عبد الله : أقرب ما يكون العبد إلى الله عز وجل وأرضى ما يكون عنه إذا افتقدوا حجة الله فلم يظهر لهم وحجب عنهم فلم يعلموا بمكانه ، وهم في ذلك يعلمون أنه لم تبطل حجج الله ولا بيناته ، فعندها فليتوقعوا الفرج صباحا ومساء ، وإن أشد ما يكون غضبا على أعدائه إذا أفقدهم حجته ، فلم يظهر لهم ، وقد علم أن أولياءه لا يرتابون ، ولو علم أنهم يرتابون ما أفقدهم حجته طرفة عين .

- إكمال الدين : ابن الوليد ، عن الصفار ، عن أحمد بن الحسين ، عن عثمان ابن عيسى ، عن خالد بن نجيح ، عن زرارة بن أعين قال : سمعت الصادق جعفر بن محمد يقول : إن للغلام غيبة قبل أن يقوم ، قلت : ولم ذاك ؟ قال : يخاف و أشار بيده إلى بطنه وعنقه ، ثم قال : وهو المنتظر الذي يشك الناس في ولادته فمنهم [ من ] يقول : إذا مات أبوه مات ولا عقب له ، ومنهم من يقول : قد ولد قبل وفات أبيه بسنتين لان الله عز وجل يجب أن يمتحن خلقه فعند ذلك يرتاب المبطلون .

- إكمال الدين : ابن المتوكل ، عن محمد العطار ، عن اليقطيني ، عن ابن أبي عمير عن سعيد بن غزوان ، عن أبي بصير ، عن أبي عبد الله قال : صاحب هذا الامر تعمى ولادته على [ هذا ] الخلق لئلا يكون لاحد في عنقه بيعة إذا خرج .

- إكمال الدين : أبي وابن الوليد معا ، عن سعد ، عن اليقطيني وابن أبي الخطاب معا ، عن ابن أبي عمير ، عن جميل بن صالح ، عن أبي عبد الله قال : يبعث القائم وليس في عنقه لاحد بيعة .

- إكمال الدين : أبي ، عن سعد ، عن ابن يزيد والحسن بن طريف معا ، عن ابن أبي عمير ، عن هشام بن سالم ، عن أبي عبد الله قال : يقوم القائم وليس لاحد في عنقه بيعة .

- إكمال الدين : الطالقاني ، عن ابن عقدة ، عن علي بن الحسن بن فضال ، عن أبيه ، عن أبي الحسن علي بن موسى الرضا [ قال : ] كأني بالشيعة عند فقدانهم الثالث من ولدي يطلبون المرعى فلا يجدونه ، قلت له : ولم ذلك يا ابن رسول الله ؟ قال : لان إمامهم يغيب عنهم ، فقلت : ولم ؟ قال : لئلا يكون لاحد في عنقه بيعة إذا قام بالسيف .

- إكمال الدين : عبد الواحد بن محمد العطار ، عن أبي عمرو الليثي ، عن محمد بن مسعود ، عن جبرئيل بن أحمد ، عن محمد بن عيسى ، عن ابن أبي عمير ، عن سعيد بن غزوان عن أبي بصير ، عن أبي عبد الله قال : صاحب هذا الامر تغيب ولادته عن هذا الخلق لئلا يكون لاحد في عنقه بيعة إذا خرج ، ويصلح الله عز وجل أمره في ليلة .

- إكمال الدين : المظفر العلوي ، عن ابن العياشي وحيدر بن محمد معا ، عن العياشي عن عبد الله بن محمد بن خالد ، عن أحمد بن هلال ، عن عثمان بن عيسى ، عن خالد ابن نجيح ، عن زرارة قال : قال أبو عبد الله : يا زرارة لابد للقائم من غيبة ، قلت : ولم ؟ قال : يخاف على نفسه وأومأ بيده إلى بطنه .

- إكمال الدين : بهذا الاسناد ، عن العياشي ، عن محمد بن إبراهيم الوراق ، عن حمدان بن أحمد ، عن أيوب بن نوح ، عن صفوان ، عن ابن بكير ، عن زرارة عن أبي جعفر مثله .

- إكمال الدين : ماجيلويه ، عن عمه ، عن البرقي ، عن أيوب بن نوح ، عن صفوان عن ابن بكير ، عن زرارة ، عن أبي عبد الله قال : للغلام غيبة قبل قيامه ، قلت : ولم ؟ قال : يخاف على نفسه الذبح .

العودة إلى الصفحة الرئيسية

www.mezan.net <‎/TITLE> ‎<META HTTP-EQUIV="Content-Type" CONTENT="text/html; charset=windows-1256">‎ ‎<META NAME="keywords" CONTENT=" السيد محمد حسين فضل الله في الميزان ">‎ ‎<META NAME="description" CONTENT=" مقولات السيد فضل الله في كتبه ">‎ ‎<META NAME="author" CONTENT=" مقولات السيد فضل الله بصوته ">‎ ‎<META NAME="copyright" CONTENT=" رأي المراجع العظام والعلماء ">‎ <‎/HEAD>