في اجتهاده  في العبادة

1 - محمد بن يعقوب ، عن حميد بن زياد ، عن الحسن بن محمد بن سماعة ، عن وهيب بن حفص ، عن أبي بصير ، عن أبي جعفر عليه السلام ، قال : كان رسول الله عند عايشة ليلتها ، فقالت : يا رسول الله لم تتعب نفسك ، وقد غفر لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر ؟ قال : يا عايشة ألا أكون عبدا شكورا ؟ قال : وكان رسول الله يقوم على أطراف أصابع رجليه ، فأنزل الله سبحانه ( طه ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى ) .

2 - علي بن إبراهيم في " تفسيره " قال : حدثني أبي ، عن القاسم بن محمد ، عن علي عن أبي بصير ، عن أبي عبد الله ، وأبي جعفر ، قالا : كان رسول الله إذا صلى قام على أصابع رجليه حتى تورم ، فأنزل الله تبارك وتعالى : بلغة يا محمد ، ( ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى إلا تذكرة لمن يخشى ) .

3 - الطبرسي في " الاحتجاج " عن الإمام موسى بن جعفر عليهما السلام ، عن أبيه ، عن آبائه ، عن الحسين ، قال : إن يهوديا من يهود الشام من أحبارهم ، كان قد قرأ التوراة والإنجيل والزبور وصحف الأنبياء ، وعرف دلائلهم ، جاء المسجد فجلس وفيه أصحاب رسول الله ، وفيهم علي بن أبي طالب ، وابن عباس ، وابن مسعود ، وأبو معبد الجهني ، فقال : يا أمة محمد ما تركتم لنبي درجة ولا لمرسل فضيلة ، إلا نحلتموها نبيكم ، فهل تجيبوني عما أسألكم عنه ؟ فكاع القوم عنه ، فقال علي بن أبي طالب : نعم ما أعطى الله عز وجل نبيا درجة ولا مرسلا فضيلة ، إلا وقد جمعها لمحمد وزاد محمدا الأنبياء أضعافا مضاعفا .

فقال له اليهودي : فهل أنت مجيبي ؟ قال له : نعم سأذكر لك اليوم من فضائل رسول الله ، ما يقر الله به أعين المؤمنين ، ويكون فيه إزالة لشك الشاكين في فضائله ، إنه كان إذا ذكر لنفسه فضيلة قال : " ولا فخر " ، وأنا أذكر لك فضائله غير مزر بالأنبياء ولا منتقص لهم ، ولكن شكرا لله عز وجل على ما أعطى محمدا مثل ما أعطاهم ، وما زاده الله وما فضله عليهم .

فقال له اليهودي : إني أسألك فأعد له جوابا ، قال له : هات .

قال له اليهودي . وساق الحديث بما ذكره اليهودي مما أعطاه الله سبحانه الأنبياء ، وأمير المؤمنين يسلم له ما أعطاه الأنبياء وأعطى محمدا مثل ما أعطاهم وما زاده الله تعالى إلى أن قال اليهودي : فإن هذا سليمان أعطي ملكا لا ينبغي لاحد من بعده . قال له علي : لقد كان كذلك ومحمدا أعطى الله تعالى ما هو أفضل من هذا ، إنه هبط إليه ملك لم يهبط إلى الأرض قبله وهو ميكائيل ، فقال له : يا محمد عش ملكا متنعما ، وهذه مفاتيح خزائن الأرض معك ، وتسير معك جبالها ذهبا وفضة ، ولا ينقص مما ادخر لك في الآخرة شئ ، فأومى إلى جبرئيل وكان خليله من الملائكة - فأشار إليه : أن تواضع ، فقال له : بل أعيش نبيا عبدا آكل يوما ولا آكل يومين ، وألحق بإخواني من الأنبياء ، فزاده الله تبارك وتعالى الكوثر ، وأعطاه الشفاعة وذلك أعظم من ملك الدنيا من أولها إلى آخرها سبعين مرة ، ووعده المقام المحمود فإذا كان يوم القيامة أقعده الله تعالى على العرش ، فهذا أفضل مما أعطي سليمان .

قال له اليهودي : فإن هذا داود بكى على خطيئته حتى سارت الجبال معه لخوفه ، قال له علي : لقد كان كذلك ومحمد أعطى ما هو أفضل من هذا إنه كان إذا قام إلى الصلاة سمع لصدره وجوفه أزيز كأزيز المرجل على الأثافي من شدة البكاء ، وقد آمنه الله عز وجل من عقابه ، فأراد أن يتخشع لربه ببكائه ويكون إماما لمن اقتدى به .

ولقد قام عشر سنين على أطراف أصابعه حتى تورمت قدماه واصفر وجهه يقوم الليل أجمع حتى عوتب في ذلك فقال الله عز وجل ( طه ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى ) بل لتسعد به .

ولقد كان يبكي حتى يغشى عليه ، فقيل له : يا رسول الله أليس الله عز وجل قد غفر لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر ؟ قال : بلى أفلا أكون عبدا شكورا .

4 - الشيخ في " أماليه " قال : أخبرنا أبو عبد الله حمويه بن علي بن حمويه البصري ، قال : حدثنا أبو الحسين محمد بن بكر الهذالي ، قال : حدثنا أبو خليفة الفضل بن الحباب الجمحي ، قال : حدثنا سلم ، قال : حدثنا أبو هلال ، قال : حدثنا بكر بن عبد الله : أن عمر بن الخطاب دخل على النبي وهو موقوذ أو قال محموم ، فقال له عمر : يا رسول الله ما أشد وعكك أو حماك ؟ قال : ما منعني ذلك أن قرأت الليلة ثلاثين سورة فيهن السبع الطوال فقال عمر : يا رسول الله غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر وأنت تجتهد هذا الاجتهاد ؟ فقال : يا عمر أفلا أكون عبدا شكورا .

5 - الشيخ في " مجالسه " قال : أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضل ، قال : حدثنا أبو عبد الله جعفر بن محمد بن جعفر بن حسن العلوي الحسني ، قال : حدثنا أبو نصر أحمد بن عبد المنعم بن الصيداوي ، قال : حدثنا حسين بن شداد ، عن أبيه شداد بن رشيد ، عن عمرو بن عبد الله بن هند الجملي ، عن أبي جعفر محمد بن علي : أن فاطمة بنت علي بن أبي طالب لما نظرت إلى ما يفعل ابن أخيها علي بن الحسين بنفسه من الدأب في العبادة ، أتت جابر بن عبد الله بن عمرو بن حرام الأنصاري .

فقالت له : يا صاحب رسول الله إن لنا عليكم حقوقا ، من حقنا عليكم أن إذا رأيتم أحدنا يهلك نفسه اجتهادا أن تذكروه الله وتدعوه إلى البقيا على نفسه ، وهذا علي بن الحسين ، بقية أبيه الحسين ، قد انخرم أنفه ، وثفنت جبهته وركبتاه وراحتاه إدآبا منه لنفسه في العبادة .

فأتى جابر بن عبد الله باب علي بن الحسين ، وبالباب أبو جعفر محمد بن علي في أغيلمة من بني هاشم قد اجتمعوا هناك ، فنظر جابر إليه مقبلا ، فقال : هذه مشية رسول الله وسجيته ، فمن أنت يا غلام ؟ قال : فقال : أنا محمد بن علي بن الحسين .

فبكى جابر رضي الله عنه ثم قال : أنت والله الباقر عن العلم حقا ، ادن مني بأبي أنت وأمي ، فدنا منه ، فحل جابر أزراره ، ووضع يده على صدره فقبله ، وجعل عليه خده ووجهه ، وقال له : أقرئك عن جدك رسول الله السلام ، وقد أمرني أن أفعل بك ما فعلت ، وقال لي : يوشك أن تعيش وتبقى حتى تلقى من ولدي من اسمه محمد ، يبقر العلم بقرا ، وقال لي : إنك تبقى حتى تعمى ثم يكشف لك عن بصرك . ثم قال لي : إئذن لي على أبيك ، فدخل أبو جعفر على أبيه فأخبره الخبر ، وقال : إن شيخا بالباب وقد فعل بي كيت وكيت ، فقال : يا بني ذلك جابر بن عبد الله ثم قال : أمن بين ولدان أهلك قال لك ما قال وفعل بك ما فعل ؟ قال : نعم ، قال : أبي الله أنه لم يقصدك فيه بسوء ولقد أشاط بدمك . ثم أذن لجابر فدخل عليه ، فوجده في محرابه قد أنضته العبادة ، فنهض علي فسأله عن حاله سؤالا حفيا ثم أجلسه بجنبه ، فأقبل جابر عليه يقول : يا بن رسول الله أما علمت أن الله تعالى إنما خلق الجنة لكم ولمن أحبكم ، وخلق النار لمن أبغضكم وعاداكم ، فما هذا الجهد الذي كلفته نفسك ؟ قال له علي بن الحسين : يا صاحب رسول الله أما علمت أن جدي رسول الله قد غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر فلم يدع الاجتهاد له ، وتعبد بأبي هو وأمي حتى انتفخ الساق وورم القدم ، وقيل له أتفعل هذا وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر ؟ قال : أفلا أكون عبدا شكورا . فلما نظر جابر إلى علي بن الحسين عليهما السلام وليس يغني فيه قول من يستميله من الجهد والتعب إلى القصد ، قال له : يا بن رسول الله البقياء على نفسك ، فإنك لمن أسرة بهم يستدفع البلاء ويسأل كشف اللاواء ، وبهم يستمطر السماء ، فقال : يا جابر لا أزال على منهاج أبوي مؤتسيا بهما صلوات الله عليهما حتى ألقاهما ، فأقبل جابر على من حضر فقال لهم : والله ما أرى في أولاد الأنبياء بمثل علي بن الحسين إلا يوسف بن يعقوب عليهما السلام والله لذرية علي بن الحسين أفضل من ذرية يوسف بن يعقوب ، إن منهم من يملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا .

6 - محمد بن يعقوب ، عن الحسين بن محمد ، عن معلى بن محمد ، عن الوشا ، عن حماد بن عثمان ، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : سمعته يقول : صام رسول الله حتى قيل : ما يفطر ، ثم أفطر حتى قيل : ما يصوم ، ثم صام صوم داود يوما ويوما لا ، ثم قبض على صيام ثلاثة أيام في الشهر وقال : يعدلن صوم الدهر ويذهبن بوحر الصدر .

قال حماد : فقلت ما الوحر ؟ قال : الوحر : الوسوسة .

قال حماد : فقلت : أي الأيام هي ؟ قال : أول خميس في الشهر ، وأول أربعاء بعد العشر ، وآخر خميس فيه ، فقلت : لم صارت هذه الأيام التي تصام ؟ فقال : إن من قبلنا من الأمم كان إذا نزل على أحدهم العذاب نزل في هذه الأيام المخوفة.

7 - الشيخ في " التهذيب " قال : أخبرني الشيخ أيده الله ، عن أحمد بن محمد ، عن أبيه ، عن محمد بن يحيى ، عن محمد بن أحمد بن يحيى ، عن علي بن إسماعيل ، عن صفوان ، عن عبد الله بن مسكان ، عن أبي عبد الله ، قال : كان رسول الله أشد الناس توقيا عن البول ، كان إذا أراد البول تعمد إلى مكان مرتفع من الأرض ، وإلى مكان من الأمكنة يكون فيه التراب الكثير ، كراهية أن ينضح عليه البول .

العودة إلى الصفحة الرئيسية

www.mezan.net <‎/TITLE> ‎<META HTTP-EQUIV="Content-Type" CONTENT="text/html; charset=windows-1256">‎ ‎<META NAME="keywords" CONTENT=" السيد محمد حسين فضل الله في الميزان ">‎ ‎<META NAME="description" CONTENT=" مقولات السيد فضل الله في كتبه ">‎ ‎<META NAME="author" CONTENT=" مقولات السيد فضل الله بصوته ">‎ ‎<META NAME="copyright" CONTENT=" رأي المراجع العظام والعلماء ">‎ <‎/HEAD>