في حسن خلق النبي وضحكه من طريق الخاصة والعامة

1 - محمد بن يعقوب ، عن محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن معمر بن خلاد قال : سألت أبا الحسن فقلت : جعلت فداك ، الرجل يكون مع القوم فيجري بينهم كلام يمزحون ويضحكون ؟ فقال : لا بأس ما لم يكن ، فظننت أنه عنى الفحش ، ثم قال : إن رسول الله كان يأتيه الاعرابي فيهدي له الهدية ، ثم يقول مكانه : أعطنا ثمن هديتنا ، فيضحك رسول الله ، وكان إذا اغتم يقول : ما فعل الاعرابي ؟ ليته أتانا .

2 - وعنه بإسناده عن محمد بن علي ، عن يحيى بن سلام ، عن يوسف بن يعقوب ، عن صالح بن عقبة ، عن يونس الشيباني ، قال : قال أبو عبد الله : كيف مداعبة بعضكم بعضا ؟ قلت : قليل ، قال : فلا تفعلوا فإن المداعبة من حسن الخلق ، وإنك لتدخل بها السرور على أخيك ، ولقد كان رسول الله يداعب الرجل يريد أن يسره .

3 - ابن شهرآشوب قال : كان يمزح ولا يقول : إلا حقا . قال : قال لعجوز أشجعية : يا أشجعية لا تدخل العجوز الجنة ، فرآها بلال باكية ، فوصفها للنبي فقال : والأسود كذلك ، فجلسا يبكيان ، فرأهما العباس فذكرهما له ، فقال والشيخ كذلك ، ثم دعاهم وطيب قلوبهم ، فقال : ينشئهم الله كأحسن ما كانوا ، وذكر أنهم يدخلون الجنة شبانا منورين ، وقال : إن أهل الجنة جرد مرد مكحلون .

وقال له رجل : إحملني يا رسول الله ، فقال : إنا حاملوك على ولد ناقة فقال : وما أصنع بولد ناقة ؟ فقال وهل تلد الإبل إلا النوق ؟ قال : وقالت العجوز من الأنصار للنبي : أدع لي بالجنة ، فقال : إن الجنة لا يدخلها ، العجز ، فبكت المرأة ، فضحك وقال : أما سمعت قول الله : ( إنا أنشأناهن إنشاء فجعلناهن أبكارا ) الآية .

ومن طريق العامة ما رواه صاحب كتاب " الصفوة " قال : أخبرنا هبة الله بن محمد ، قال : أخبرنا الحسن بن علي ، قال : أخبرنا أحمد بن جعفر ، قال : حدثنا عبد الله بن أحمد ، قال : حدثني أبي ، قال : حدثنا عبد الرزاق ، قال : حدثنا معمر ، عن ثابت ، عن أنس أن رجلا من أهل البادية اسمه زاهر ، وكان يهدي للنبي الهدية من البادية ، فيجهزه رسول الله إذا أراد أن يخرج ، فقال النبي : إن زاهرا بادينا ونحن حاضروه ، وكان رسول الله يحبه ، وكان رجلا دميما فأتاه النبي يوما وهو يبيع متاعه ، فاحتضنه من خلفه ، ولا يبصره الرجل ، فقال : أرسلني ، من هذا ؟ فالتفت فعرف النبي فجعل لا يألوا ما ألصق ظهره بصدر رسول الله حين عرفه ، وجعل النبي يقول : من يشتري العبد ؟ فقال : يا رسول الله إذن والله تجدني كاسدا ، فقال النبي : لكن عند الله عز وجل لست بكاسد ، أو قال : لكن عند الله أنت غال .

قال المؤلف : قال لنا محمد بن أبي منصور : قال لنا أبو زكريا : الدميم ، بالدال المهملة في الخلق وبالذال المعجمة في الخلق .

العودة إلى الصفحة الرئيسية

www.mezan.net <‎/TITLE> ‎<META HTTP-EQUIV="Content-Type" CONTENT="text/html; charset=windows-1256">‎ ‎<META NAME="keywords" CONTENT=" السيد محمد حسين فضل الله في الميزان ">‎ ‎<META NAME="description" CONTENT=" مقولات السيد فضل الله في كتبه ">‎ ‎<META NAME="author" CONTENT=" مقولات السيد فضل الله بصوته ">‎ ‎<META NAME="copyright" CONTENT=" رأي المراجع العظام والعلماء ">‎ <‎/HEAD>