في جود النبي

1 - محمد بن يعقوب ، عن محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن علي بن الحكم ، عن معاوية بن وهب ، عن أبي عبد الله قال : قال : إن رسول الله ما منع سائلا قط ، إن كان عنده أعطى ، وإلا قال : يأتي الله به ، ولا أعطى على الله عز وجل شيئا قط إلا أجازه الله ، إنه ليعطي الجنة فيجيز الله له ذلك .

2 - عنه ، عن علي بن محمد بن عبد الله ، عن أحمد بن أبي عبد الله ، عن إسماعيل بن مهران ، عن أيمن بن محرز ، عن أبي أسامة زيد الشحام ، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : ما منع رسول الله سائلا قط إن كان عنده أعطى وإلا قال يأتي الله به .

3 - الطبرسي في " الاحتجاج " عن الإمام موسى بن جعفر ، عن آبائه ، عن الحسين عليهم السلام ، عن أبيه ، قال له يهودي : فإن عيسى يزعمون أنه كان زاهدا ، قال له علي : لقد كان كذلك : ومحمد وآله أزهد الأنبياء كان له ثلاث عشر زوجة ، سوى من يطيف به من الإماء ، ما رفعت له مائدة قط وعليها طعام ، ولا أكل خبز بر قط ، ولا شبع من خبز شعير ثلاث ليال متواليات قط ، توفي رسول الله ودرعه مرهونة عند يهودي بأربعة دراهم ، ما ترك صفراء ولا بيضاء مع ما وطئ له من البلاد ، ومكن له من غنائم العباد ، ولقد كان يقسم في اليوم الواحد ثلاثمائة ألف وأربعمائة ألف ، ويأتيه السائل بالعشي فيقول : والذي بعث محمدا بالحق ما أمسى في آل محمد صاع من شعير ولا صاع من تمر ولا درهم ولا دينار .

قال له اليهودي : فإني أشهد أن لا إله إلا الله ، وأن محمدا رسول الله ، وأشهد أنه ما أعطى الله عز وجل نبيا درجة ولا مرسلا فضيلة إلا وقد جمعها لمحمد رسول الله وزاد محمدا على الأنبياء صلوات الله عليهم أجمعين أضعاف درجات .

فقال ابن عباس لعلي بن أبي طالب : أشهد يا أبا الحسن أنك من الراسخين في العلم ، فقال : ويحك ومالي ألا أقول : ما قلت في نفس من استعظمه الله عز وجل في عظمته جلت قدرته فقال : ( وإنك لعلى خلق عظيم ) .

4 - الشيخ في " مجالسه " قال : أخبرني الحسين بن إبراهيم القزويني ، قال : أخبرنا محمد بن وهبان ، عن محمد بن أحمد بن زكريا عن الحسن بن علي بن فضال ، عن علي بن عقبة ، عن سعيد بن عمرو الجعفي ، عن محمد بن مسلم : قال : دخلت على أبي جعفر ذات يوم ، وهو يأكل متكئا ، وقد كان يبلغنا أن ذلك يكره ، فجعلت أنظر إليه فدعاني إلى طعامه فلما فرغ قال : يا محمد لعلك ترى أن رسول الله رأته عين وهو يأكل متكئا ، منذ بعثه الله إلى أن قبضه ، ثم رد على نفسه ، فقال : لا والله ما رأته عين وهو يأكل متكئا ، منذ بعثه الله إلى أن قبضه ثم قال : يا محمد لعلك ترى أنه شبع من خبز البر ثلاثة أيام متوالية منذ أن بعثه الله إلى أن قبضه ؟ ثم أنه رد على نفسه ، ثم قال : لا والله ما شبع من خبز البر ثلاثة أيام متوالية إلى أن قبضه الله ، أما أني لا أقول : إنه لم يجد ، ولقد كان يجيز الرجل الواحد بالمائة من الإبل ، ولو أراد أن يأكل لاكل ، ولقد أتاه جبرئيل بمفاتيح خزائن الأرض ثلاث مرات ، فخيره من غير أن ينقصه مما أعد له يوم القيامة شيئا ، فيختار التواضع لربه ، وما سئل شيئا فقال : لا ، إن كان أعطى ، وإن لم يكن قال : يكون إنشاء الله ، وما أعطى على الله شيئا قط إلا سلم الله له ذلك ، حتى أنه كان ليعطي الرجل الجنة فيسلم الله ذلك .

ثم تناولني بيده ، فقال : وإن كان صاحبكم ليجلس جلسة العبد ، ويأكل أكل العبد ، ويطعم الناس الخبز واللحم ، ويرجع إلى رحله فيأكل الخل والزيت ، وإنه ليشتري القميصين السنبلانيين ثم يخير غلامه خيرهما ، ثم يلبس الآخر ، فإذا جاز أصابعه قطعه ، وإن جاز كعبيه حذفه ، وما ورد عليه أمران قط كلاهما لله رضا إلا أخذ أشدهما على بدنه ، ولقد ولي الناس خمس سنين ، ما وضع آجرة علي آجرة ولا لبنة على لبنة ، ولا أقطع قطيعة ، ولا أورث بيضاء ولا حمراء إلا سبعمائة درهم ، فضلت من عطائه ، أراد أن يبتاع بها لأهله خادما ، وما أطاق عمله منا أحد ، وأنه كان علي بن الحسين لينظر في كتاب من كتب علي فيضرب به الأرض ويقول : من يطيق هذا ؟

5 - محمد بن يعقوب ، عن علي بن إبراهيم ، عن هارون بن مسلم ، عن مسعدة بن صدقة ، عن الصادق قال : علم الله جل اسمه نبيه كيف ينفق ، وذلك أنه كانت عنده أوقية من الذهب ، فكره أن تبيت عنده فتصدق بها ، فأصبح وليس عنده شئ ، وجاءه من يسأله فلم يكن عنده ما يعطيه ، فلامه السائل ، واغتم هو حيث لم يكن عنده ما يعطيه ، وكان رحيما رقيقا فأدب الله عز وجل نبيه بأمره فقال له : ( ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك ولا تبسطها كل البسط فتقعد ملوما محسورا ) يقول : إن الناس قد يسألونك ولا يعذرونك ، وإذا أعطيت جميع ما عندك من المال قد كنت قد حسرت من المال .

6 - وعنه ، عن علي بن محمد ، عن أحمد بن أبي عبد الله ، عن أبيه ، عن النضر بن سويد ، عن موسى بن بكر ، عن عجلان ، قال : كنت عند أبي عبد الله فجاءه سائل ، فقام إلى مكتل فيه تمر ، فملا يده فناوله ، ثم جاء آخر فسأله ، فقام فأخذ بيده فناوله ، ثم جاء آخر فسأله ، فقام فأخذ بيده فناوله ثم جاء آخر فسأله فقام فأخذه بيده فناوله ثم جاء آخر ، فقال : الله رازقنا وإياك .

ثم قال : إن رسول الله كان لا يسأله أحد من الدنيا شيئا إلا أعطاه ، فأرسلت إليه امرأة ابنا لها فقالت : انطلق إليه فاسأله ، فإن قال : ليس عندنا شئ ، فقل أعطني قميصك ، قال فأخذ قميصه فرماه إليه .

فأدبه الله تبارك وتعالى على القصد ، فقال : ( ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك ولا تبسطها كل البسط فتقعد ملوما محسورا ) .

7 - وعنه ، عن علي بن إبراهيم ، عن أبيه عن إسماعيل بن مرار ، عن يونس ، عن عبد الله بن سنان ، عن أبي عبد الله ، قال : لا بأس بالرجل يمر على الثمرة ويأكل منها ولا يفسد ، قد نهى رسول الله أن تبني الحيطان بالمدينة لمكان المارة ، قال : وكان إذا بلغ نخلة أمر بالحيطان فخرقت لمكان المارة .

8 - سعد بن عبد الله القمي ، في " بصائر الدرجات " عن أحمد بن محمد بن عيسى ، ومحمد بن الحسين بن أبي الخطاب ، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر ، عن حماد بن عثمان ، عن الفضيل بن يسار ، عن أبي جعفر فإن رسول الله قد كان يتألف الناس بالمائة ألف درهم ليكفوا عنه .

9 - الشيخ في " مجالسه " قال : أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضل ، عن محمد بن جعفر الرزاز أبي العباس الكوفي ، قال : حدثنا أيوب بن نوح بن دراج ، قال : حدثنا محمد بن سعيد بن زائدة ، عن أبي الجارود زياد بن المنذر ، عن محمد بن علي ، وعن زيد بن علي ، كلاهما عن أبيهما علي بن الحسين ، عن أبيه الحسين بن علي بن أبي طالب ( في حديث مرض رسول الله وعرضه وصيته على عمه العباس والبيت مملو من المهاجرين والأنصار ) فقال له العباس : يا نبي الله أنا شيخ ذو عيال كثير ، غير ذي مال ممدود ، وأنت أجود من السحاب الهاطل ، والريح المرسلة ، فلو صرفت ذلك عني إلى من هو أطوق له مني ، فقال رسول الله : أما إني سأعطيها من يأخذها بحقها ومن لا يقول مثل ما تقول ، يا علي هاكها خالصة .

 10 - ابن شهرآشوب في " الفضائل " ، وعلي بن عيسى في " كشف الغمة " : روي عن النبي أنه أعطى يوم هوازن من العطايا ما ‹ صفحة 293 › قوم بخمسمائة ألف ألف .

11 - ابن شهرآشوب ، روي أنه بذل جميع ماله حتى قميصه ، وبقي في داره عريانا على حصير ، إذ أتاه بلال وقال : يا رسول الله الصلاة فنزل ( ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك ولا تبسطها كل البسط ) وأتاه بحلة فردوسية .

12 - وعن الباقر إن رسول الله لقد كان يجيز الرجل الواحد بالمائة من الإبل ، وما سئل شيئا قط فقال : لا ، فإن كان أعطى ، وإن لم يكن قال : يكون إنشاء الله .

بيت ما قال لا قط إلا في تشهده * لولا التشهد لم يسمع له لاء وعن أنس ، أن رجلا سأله فأمر بالصعود في سفح واختياره كيف شاء ، فلما صعد الرجل قال : كم أسوق ؟ قال : كله ، فامتلأت بين جبلين ، فلما رجع إلى قبيلته قال : يا قوم آمنوا بمحمد فإنه يعطي عطاء لا يخاف معه الفقر .

وروى أنه قسم غنائم حنين في المؤلفة قلوبهم ، فأعطى أبا سفيان وابنه معاوية ، وحكيم بن حزام ، والنضر بن حارث ، وعكرمة بن أبي جهل ، وصفوان بن أمية ، وسهيل بن عمرو ، وزهير بن أبي أمية ، وهشام بن المغيرة ، وأعطى كل واحد منهم مائة واحدة ويقال : أعطى الأقرع بن حابس ، وعيينة بن حصن مائة ، وأعطى العباس بن مرداس أربعا من الإبل فسخط ، وأنشأ يقول أتجعل نهبي ونهب الخميس * بين عيينة والأقرع فقد كنت في الحرب ذا تدرء * فلم أعط شيئا ولم أمنع فقال النبي : اقطعوا لسانه عني ، فقام رجل ليقطعه ، فقال : قم يا علي إليه فاقطع لسانه ، فأخذ علي بيده ، وأدخله الحظائر ، فقال : أعقل ما بين أربعة إلى مائة فقال العباس : ما أحكمكم وأكرمكم وأحلمكم وأعلمكم ؟ ! فقال : إن رسول الله أعطاك أربعا وجعلك مع المهاجرين ، فإن شئت خذها ، وإن شئت فخذ المائة .

العودة إلى الصفحة الرئيسية

www.mezan.net <‎/TITLE> ‎<META HTTP-EQUIV="Content-Type" CONTENT="text/html; charset=windows-1256">‎ ‎<META NAME="keywords" CONTENT=" السيد محمد حسين فضل الله في الميزان ">‎ ‎<META NAME="description" CONTENT=" مقولات السيد فضل الله في كتبه ">‎ ‎<META NAME="author" CONTENT=" مقولات السيد فضل الله بصوته ">‎ ‎<META NAME="copyright" CONTENT=" رأي المراجع العظام والعلماء ">‎ <‎/HEAD>