في خشوعه وخوفه من الله سبحانه وتعالى

1 - الشيخ في " أماليه " قال : أخبرنا أحمد بن محمد بن الصلت ، قال : أخبرنا أحمد بن محمد بن سعيد بن عقدة ، قال : أخبرنا محمد بن عبد الملك ، قال : حدثنا هارون بن عيسى ، قال : حدثنا جعفر بن محمد ، قال : حدثني أبي ، قال : أخبرني علي بن موسى ، عن أبيه ، عن أبي عبد الله ، عن أبيه عن جابر بن عبد الله أن رسول الله قال في خطبته : إن أحسن الحديث كتاب الله ، وخير الهدى هدى محمد ، وشر الأمور محدثاتها ، وكل محدثة بدعة ، وكل بدعة ضلالة .

وكان إذا خطب في خطبته : أما بعد ، فإذا ذكر الساعة اشتد صوته واحمرت وجنتاه ، ثم يقول : صحبتكم الساعة ، أو مستكم ، ثم يقول : بعثت أنا والساعة كهذه من هذه ، ويشير بأصبعه .

2 - وعنه ، في " مجالسه " قال : أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضل ، قال : حدثنا إبراهيم بن حفص بن عمر العسكري ، بالمصيصة من أصل كتابه قال : حدثنا عبد الله بن الهيثم بن عبد الله الأنماطي البغدادي من ساكني حلب سنة ست وخمسين ومأتين ، قال : حدثني عمرو بن خالد الواسطي ، عن محمد وزيد ابني علي ، عن أبيهما ، عن أبيه الحسين ، قال : كان رسول الله يرفع يديه إذا ابتهل ودعاكما يستطعم المسكين .

3 - وعن أمير المؤمنين أن رسول الله كان إذا قام إلى الصلاة ، يسمع لصدره وجوفه أزيز كأزيز المرجل على الأثافي من شدة البكاء ، وقد آمنه الله عز وجل من عقابه ، فأراد أن يتخشع لربه ببكائه ، ويكون إماما لمن اقتدى به .

علي بن إبراهيم في " تفسيره " عن أبي ذر في تفسير قوله تعالى ( وإذا أخذنا ميثاقكم لا تسفكون دماءكم ) كان سبب نزولها في أبي ذر ، وعثمان بن عفان ، لما أمر عثمان بنفي أبي ذر رحمه الله إلى الربذة ، دخل عليه أبو ذر وكان عليلا متوكيا على عصاه ، وبين يدي عثمان مائة ألف درهم ، قد حملت إليه من بعض النواحي ، وأصحابه حوله ينظرون إليه ، ويطمعون أن يقسمها فيهم .

فقال أبو ذر ( ره ) لعثمان : ما هذا المال ؟ فقال عثمان : مائة ألف درهم حملت إلي من بعض النواحي أريد أن أضم إليها مثلها ثم أرى فيها رأيي ، فقال أبو ذر ( ره ) : يا عثمان أيما أكثر ، مائة ألف أو أربعة دنانير ؟ فقال عثمان : بل مائة ألف درهم ، فقال : أما تذكر أنا وأنت وقد دخلنا على رسول الله عشيا ، فرأيناه كئيبا حزينا فسلمنا عليه ، فلم يرد علينا السلام ، فلما أصبحنا أتيناه ، فرأيناه ضاحكا مستبشرا ، فقلنا له : بآبائنا وأمهاتنا دخلنا عليك البارحة فرأيناك كئيبا حزينا ، ثم عدنا إليك اليوم فرأيناك فرحا مستبشرا ؟ فقال : نعم كان قد بقي عندي من فئ المسلمين أربعة دنانير لم أكن قسمتها ، وخفت أن يدركني الموت وهي عندي ، وقد قسمتها اليوم فاسترحت منها .

والحديث طويل أخذنا موضع الحاجة .

5 - أبو جعفر أحمد القمي في كتاب " زهد النبي " ، أن جبرئيل جاءه عند الزوال في ساعة لم يأته فيها ، وهو متغير اللون ، وكان النبي يسمع حسه وجرسه فلم يسمعه يومئذ ، فقال له النبي : يا جبرائيل مالك جئتني في ساعة لم تكن تجيئني فيها ؟ وأرى لونك متغيرا ، وكنت أسمع حسك وجرسك فلم أسمعه ؟ فقال : إني جئت حين أمر الله بمنافخ النار فوضعت على النار .

فقال النبي : فأخبرني عن النار يا أخي جبرئيل حين خلقها الله تعالى ، فقال : إنه سبحانه أوقد عليها ألف عام فاحمرت ، ثم أوقد عليها ألف عام فابيضت ، ثم أوقد عليها ألف عام فاسودت ، فهي سوداء مظلمة لا يضئ جمرها ، ولا ينطفئ لهبها ، والذي بعثك بالحق نبيا ، لو أن مثل خرق إبرة خرج منها على أهل الأرض لاحترقوا عن آخرهم ، ولو أن رجلا دخل جهنم ثم أخرج منها لهلك أهل الأرض جميعا حين ينظرون إليه لما يرون به ، ولو أن ذراعا من السلسلة التي ذكرها الله في كتابه وضع على جميع جبال الدنيا لذابت عن آخرها ، ولو أن بعض خزان جهنم التسعة عشر نظر إليه أهل الأرض لماتوا حين ينظرون إليه ، ولو أن ثوبا من ثياب أهل جهنم أخرج إلى الأرض لمات أهل الأرض من نتن ريحه ، فانكب النبي صلى الله عليه وآله وأطرق يبكي ، وكذلك جبرئيل ، فلم يزالا يبكيان حتى ناداهما ملك من السماء : يا جبرئيل ويا محمد إن الله قد أمنكما من أن تعصياه فيعذبكما .

6 - وقال الصادق : بينا رسول الله ذات يوم قاعدا إذ نزل جبرئيل حزينا كئيبا فقال رسول الله : يا أخي جبرئيل ما لي أراك كئيبا حزينا ؟ فقال : وكيف لا أكون كذلك ، وقد وضعت منافيخ جهنم اليوم ، فقال رسول الله : وما منافيخ جهنم ؟ فقال : إن الله أمر النار فأوقد عليها ألف عام فاحمرت ثم أوقد عليها ألف عام فابيضت ، ثم أوقد عليها ألف عام فاسودت ، فهي سوداء مظلمة ، ظلمات بعضها فوق بعض ، فلو أن حلقة من السلسلة التي طولها سبعون ذراعا وضعت على الجبال لذابت من حرها ، ولو أن قطرة من الزقوم والضريع قطرت في شراب الدنيا لمات أهل الدنيا من نتنها ، قال : فبكى رسول الله صلى الله عليه وآله ، وبكى جبرئيل ، فأوحى الله إليهما : أني قد أمنتكما من أن تذنبا ذنبا تستحقان به النار ، ولكن كونا هكذا .

7 - وروى هذا الحديث محمد بن علي بن أحمد المعروف بابن الفارسي في " روضة الواعظين " عن الصادق ببعض التغيير ، وفي آخر روايته : قال : فبكى رسول الله وبكى جبرئيل ، فبعث الله ملكا فقال : إن ربكما يقرئكما السلام ، ويقول لكما : إني قد أمنتكما من أن تذنبا ذنبا أعذبكما عليه .

العودة إلى الصفحة الرئيسية

www.mezan.net <‎/TITLE> ‎<META HTTP-EQUIV="Content-Type" CONTENT="text/html; charset=windows-1256">‎ ‎<META NAME="keywords" CONTENT=" السيد محمد حسين فضل الله في الميزان ">‎ ‎<META NAME="description" CONTENT=" مقولات السيد فضل الله في كتبه ">‎ ‎<META NAME="author" CONTENT=" مقولات السيد فضل الله بصوته ">‎ ‎<META NAME="copyright" CONTENT=" رأي المراجع العظام والعلماء ">‎ <‎/HEAD>