في المفردات

 1 - الشيخ في " أماليه " قال : أخبرنا أبو عبد الله محمد بن محمد ، يعني المفيد ، قال : حدثنا أبو الطيب الحسين بن محمد التمار  ، قال : حدثنا محمد بن أشكاب  ، قال : حدثنا مصعب بن المقدام بن شريح  ، عن أبيه ، عن عائشة : أن النبي صلى الله عليه وآله كان إذا رأى ناشيا ترك كل شئ ، وإن كان في صلاة ، وقال : اللهم إني أعوذ بك من شر ما فيه وإن ذهب ، حمد الله ، وإن أمطر قال : اللهم اجعله ناشئا نافعا . الناشئ السحاب ، والمخيلة أيضا السحابة  .

 2- وعنه ، قال : أخبرنا محمد بن محمد ، قال : أخبرنا أبو الحسين محمد بن المظفر البزاز ، قال : حدثنا أحمد بن عبيد العطاردي ، قال : حدثنا بشر بن بكر قال : حدثنا زياد بن المنذر ، قال : حدثني أبو عبد الله مولى بني هاشم ، قال : حدثنا أبو سعيد الخدري ، قال : لما كان يوم أحد شج النبي صلى الله عليه وآله في وجهه ، وكسرت رباعيته فقام صلى الله عليه وآله رافعا يديه ، يقول : إن الله اشتد غضبه على اليهود ، إذ قالوا : إن العزير ابن الله ، واشتد غضبه على النصارى ، إذ قالوا : المسيح ابن الله ، وإن الله تعالى اشتد غضبه على من أراق دمي وآذاني في عترتي  .

 3 - المفيد في " أماليه " قال : أخبرنا محمد بن علي  ، عن أبيه ، عن سعد بن عبد الله ، عن إبراهيم بن محمد الثقفي ، عن محمد بن مروان  ، عن زيد بن أبان بن عثمان ، عن أبي بصير ، عن أبي جعفر الباقر عليه السلام ، قال : لما حضر النبي صلى الله عليه وآله الوفاة ، نزل جبرئيل عليه السلام فقال : يا رسول الله هل لك في الرجوع ؟ قال : لا قد بلغت رسالات ربي ، ثم قال له : تريد الرجوع إلى الدنيا ؟ قال : لا بل الرفيق الاعلى .

ثم قال رسول الله صلى الله عليه وآله للمسلمين ، وهم مجتمعون حوله : يا أيها  الناس لا نبي بعدي ، ولا سنة بعد سنتي ، فمن ادعى ذلك فدعواه في النار ، ومن ادعى ذلك فاقتلوه ، ومن اتبعه فإنه في النار ، أيها الناس أحيوا القصاص ، وأحيوا الحق ، ولا تفرقوا وأسلموا وسلموا تسلموا ( كتب الله لأغلبن أنا ورسلي إن الله قوي عزيز .

4 - الشيخ في " أماليه " قال : أخبرنا أبو عبد الله محمد بن محمد ، قال : أخبرني أبو عبد الله محمد بن علي بن رياح القرشي إجازة ، قال : حدثنا أبي ، قال : حدثنا أبو علي الحسن بن محمد ، قال : حدثنا الحسن بن محبوب ، عن علي بن رئاب ، عن أبي بصير ، عن أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين عليهما السلام قال : إن أبا ذر وسلمان خرجا في طلب رسول الله صلى الله عليه وآله ، فقيل لهما : إنه توجه إلى ناحية قبا ، فاتبعاه فوجداه ساجدا تحت شجرة ، فجلسا ينتظرانه حتى ظنا أنه نائم ، فإذا هو باليقظان  فرفع رأسه إليهما ، ثم قال : رأيت مكانكما ، وسمعت مقالتكما ، ولم أكن راقدا ، إن الله بعث كل نبي قبلي إلى أمته بلسان قومه ، وبعثني إلى كل أسود وأحمر بالعربية ، وأعطاني في أمتي خمس خصال لم يعطها نبيا كان قبلي ، نصرني بالرعب ليسمع بي القوم ، وبيني وبينهم مسيرة شهر ، فيؤمنون بي ، وأحل لي المغنم ، وجعلت لي الأرض مسجدا وطهورا ، أينما كنت منها أتيمم من تربتها وأصلي عليها ، وجعل لكل نبي مسألة فسألوه إياها فأعطاهم ذلك في الدنيا وأعطاني مسألة فأخرت مسألتي لشفاعة المؤمنين من أمتي يوم القيامة ، ففعل ذلك ، وأعطاني جوامع العلم ، ومفاتيح الكلام ، ولم يعط ما أعطاني نبيا قبلي ، فمسألتي بالغة إلى يوم القيامة لمن لقي الله لا يشرك به شيئا ، مؤمنا بي ، مواليا لوصيي ، محبا لأهل بيتي  .

5 - محمد بن يعقوب ، عن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن معاوية بن عمار ، عن أبي عبد الله عليه السلام ، قال : كان رسول الله صلى الله عليه وآله في سفره إذا هبط سبح ، وإذا صعد كبر .

6 - عنه ، عن عدة من أصحابنا ، عن سهل بن زياد ، عن علي بن أسباط ، عن أبيه ، أن أبا عبد الله عليه السلام سئل أكان رسول الله صلى الله عليه وآله يقوت عياله قوتا معروفا ؟ قال : نعم إن النفس إذا عرفت قوتها قنعت ، وينبت عليه اللحم  .

7 - وعنه ، عن عدة من أصحابنا ، عن سهل بن زياد ، عن جعفر بن محمد  ، عن ابن القداح ، عن أبي عبد الله عليه السلام أن رسول الله صلى الله عليه وآله كانت له ملحفة مورسة  يلبسها في أهله ، حتى يردع على جسده قال : وقال أبو جعفر عليه السلام : كنا نلبس المعصفر في البيت  .

8 - وعنه ، عن محمد بن يحيى ، عن موسى بن جعفر البغدادي  ، عن عبيد الله بن عبد الله  ، عن واصل بن سليمان ، عن عبد الله بن سنان ، عن أبي عبد الله عليه السلام ، قال : كان للنبي صلى الله عليه وآله خليط في الجاهلية ، فلما بعث لقيه خليطه ، فقال للنبي : جزاك الله من خليط خيرا ، فقد كنت تواتي ولا تماري  ، فقال له النبي صلى الله عليه وآله : وأنت فجزاك الله من خليط خيرا ، فإنك لم تكن ترد ربحا ، ولا تمسك ضرسا  ،

9 - وعنه ، عن أحمد بن محمد العاصمي ، عن محمد بن أحمد النهدي  ، عن محمد بن علي ، عن شريف بن سابق ، عن الفضل بن أبي قرة ، عن أبي عبد الله عليه السلام ، قال : أتت الموالي أمير المؤمنين عليه السلام ، فقالوا : نشكوا إليك هؤلاء العرب ، إن رسول الله صلى الله عليه وآله كان يعطينا معها العطايا بالسوية ، وزوج سلمان ، وبلال ، وصهيبا ، وأبوا علينا هؤلاء ، وقالوا : لا نفعل ، فذهب إليهم أمير المؤمنين عليه السلام ، فكلمهم فيهم ، فصاح الأعاريب : أبينا ذلك يا أبا الحسن ، أبينا ذلك ، فخرج ، وهو مغضب يجر رداءه ، وهو يقول : يا معشر الموالي إن هؤلاء قد صيروكم بمنزلة اليهود والنصارى ، يتزوجون إليكم ، ولا يزوجونكم ، ولا يعطونكم مثل ما يأخذون ، فاتجروا بارك الله ، فإني سمعت رسول الله صلى  الله عليه وآله يقول : الرزق عشرة أجزاء ، تسعة أجزاء في التجارة  .

10 - وعنه ، عن محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن الحسين عن النضر بن سويد ، عن عبد الله بن سنان ، عن أبي عبد الله عليه السلام ، قال : كان رسول الله صلى الله عليه وآله يستحب إذا دخل وإذا خرج في الشتاء أن يكون ذلك في ليلة الجمعة . وقال أبو عبد الله عليه السلام : إن الله اختار من كل شئ شيئا ، فاختار من الأيام يوم الجمعة  .

11 - وعنه ، عن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن عمر بن أذينة  ، عن زرارة ، عن عبد الكريم بن عتبة الهاشمي  ، عن أبي عبد الله عليه السلام ، قال : كان رسول الله صلى الله عليه وآله يقسم صدقة أهل البوادي في أهل البوادي ، وصدقة أهل الحضر في أهل الحضر ، ولا يقسمها بينهم بالسوية ، إنما يقسمها على قدر ما يحضرها منهم ، وما يرى ، وليس في ذلك شئ مؤقت  .

12 - وعنه ، عن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن عنبسة بن مصعب ، عن أبي عبد الله عليه السلام ، قال : سمعته يقول : أتي النبي صلى الله عليه وآله بشئ ، فقسمه ، فلم يسع أهل الصفة جميعا ، فخص به أناسا منهم ، فخاف رسول الله صلى الله عليه وآله أن يكون قد دخل قلوب الآخرين شئ فخرج إليهم فقال : معذرة إلى الله وإليكم يا أهل الصفة ، إنا أوتينا بشئ فأردنا أن نقسمه فيكم ، فلم يسعكم فخصصنا به أناسا منكم ، خشينا جزعهم وهلعهم  .

13 - الحسين بن سعيد الأهوازي في كتاب " التمحيص " رفعه إلى أبي سعيد الخدري ، إنه وضع يده على رسول الله وعليه حمى ، فوجدها من فوق اللحاف ، فقال : ما أشد ما عليك يا رسول الله صلى الله عليه وآله ؟ قال : إنا كذلك يشتد علينا البلاء ، ويضعف لنا الاجر ، قال : يا رسول الله صلى الله عليه وآله أي الناس أشد بلاء ؟ قال : الأنبياء ، قال : ثم من ؟ قال : ثم الصالحون ، إن كان أحدهم ليبتلي بالفقر حتى لا يجد إلا العبادة ، وإن كان أحدهم ليفرح بالبلاء كما يفرح أحدكم بالرخاء  .

14 - محمد بن يعقوب ، عن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن هشام بن سالم ، عن أبي عبد الله عليه السلام ، قال : إن أشد الناس بلاء الأنبياء ، ثم الذين يلونهم ، ثم الأمثل فالأمثل  .

15 - وعنه ، عن محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن الحسن بن محبوب ، عن عبد الرحمن بن الحجاج ، قال : ذكر عند أبي عبد الله عليه السلام البلاء ، وما يخص الله عز وجل به المؤمن ، فقال : سئل رسول الله صلى الله عليه وآله من أشد الناس بلاء في الدنيا ؟ قال صلى الله عليه وآله : النبيون ، ثم الأمثل فالأمثل ، ويبتلي المؤمن على قدر إيمانه وحسن أعماله ، فمن صح إيمانه وحسن عمله اشتد بلاؤه ، وذلك أن الله تعالى لم يجعل الدنيا ثوابا لمؤمن ، ولا عقوبة لكافر  ، ومن سخف إيمانه وضعف عمله قل بلاؤه .

16 - وعنه ، عن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، ومحمد بن إسماعيل  ، عن الفضل بن شاذان جميعا ، عن حماد بن عيسى ، عن ربعي بن عبد الله ، عن الفضيل بن يسار ، عن أبي جعفر عليه السلام ، قال : أشد الناس بلاء الأنبياء ، ثم الأوصياء ، ثم الأماثل فالأماثل  .

17 - وعنه ، عن عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن عبد الله ، عن نوح بن شعيب ، عن أبي داود المسترق ، رفعه قال : قال أبو عبد الله عليه السلام : دعي النبي صلى الله عليه وآله إلى طعام ، فلما دخل منزل الرجل ، نظر إلى دجاجة ، فوق حائط قد باضت ، فتقع البيضة عل وتد في حائط ، فثبتت عليه ، ولم تسقط ، ولم تنكسر ، فتعجب النبي صلى الله عليه وآله منها ، فقال له الرجل : أعجبت من هذه البيضة ؟ فوالذي بعثك بالحق ما رزئت  شيئا قط ، فنهض رسول الله صلى الله عليه وآله ، ولم يأكل من طعامه شيئا ، وقال : من لم يزرء فما لله فيه من حاجة  .

18 - وعنه ، عن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن محبوب ، عن سماعة ، عن أبي عبد الله عليه السلام ، قال : إن في كتاب علي عليه السلام أن أشد الناس بلاءا النبيون ، ثم الوصيون ، ثم الأمثل فالأمثل ، وإنما يبتلي المؤمن على قدر أعماله الحسنة ، فمن صح دينه ، وحسن عمله ، اشتد بلاؤه ، وذلك أن الله عز وجل لم يجعل الدنيا ثوابا لمؤمن ، ولا عقوبة لكافر ، ومن سخف دينه ، وضعف عمله ، قل بلاؤه ، وإن البلاء أسرع إلى المؤمن التقي من المطر إلى قرار الأرض .

19 - وعنه ، عن عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد بن خالد ، عن عثمان بن عيسى ، عمن ذكره ، عن أبي عبد الله عليه السلام ، قال : جاء رجل موسر إلى رسول الله صلى الله عليه وآله ، نقي الثوب ، فجلس إلى رسول الله صلى الله عليه وآله ، فجاء رجل معسر ، درن الثوب ، فجلس إلى جنب الموسر ، فقبض الموسر ثيابه من تحت فخذيه ، فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله : أخفت أن يمسك من فقره شئ ؟ قال : لا ، قال : فخفت أن يصيبه من غناك شئ ؟ قال : لا ، قال : فخفت أن يوسخ ثيابك ؟ قال : لا ، قال : فما حملك على ما صنعت ؟ فقال : يا رسول الله صلى الله عليه وآله إن لي قرينا يزين لي كل قبيح ، ويقبح لي كل حسن ، وقد جعلت له نصف مالي ، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله للمعسر : أتقبل ؟ قال : لا ، فقال له الرجل : ولم ؟ قال : أخاف أن يدخلني ما دخلك  .

20 - وعنه ، عنه علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، وعدة من أصحابنا ، عن سهل بن زياد ، ومحمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، جميعا عن ابن محبوب ، عن محمد بن النعمان الأحول  ، عن سلام بن المستنير  ، قال : كنت عند أبي جعفر عليه السلام ، فدخل عليه حمران بن أعين ، وسأله عن أشياء ، فلما هم حمران بالقيام ، قال لأبي جعفر عليه السلام : أخبرك أطال الله تعالى بقاءك لنا ، وأمتعنا بك : إنا نأتيك فما نخرج من عندك حتى ترق قلوبنا ، وتسلو أنفسنا عن الدنيا ، ويهون علينا ما في أيدي الناس من هذه الأموال ، ثم نخرج من عندك ، فإذا صرنا مع الناس والتجار أحببنا الدنيا ، قال : فقال أبو جعفر عليه السلام : إنما هي القلوب ، مرة تصعب ومرة تسهل . ثم قال أبو جعفر عليه السلام : أما إن أصحاب محمد صلى الله عليه وآله قالوا : يا رسول الله صلى الله عليه وآله نخاف علينا النفاق ، قال : فقال : ولم تخافون ذلك ؟ قالوا : إذا كنا عندك فذكرتنا ورغبتنا ، وجلنا ، ونسينا الدنيا ، وزهدنا حتى كأنا نعاين الآخرة والجنة والنار ، ونحن عندك ، فإذا خرجنا من عندك ، ودخلنا هذه البيوت ، وشممنا الأولاد ، ورأينا العيال والأهل ، يكاد أن نحول عن الحالة التي كنا عليها عندك ، وحتى كأنا لم نكن على شئ ، أفتخاف علينا أن يكون ذلك نفاقا ؟ فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وآله : كلا إن هذه خطوات الشيطان ، فيرغبكم في الدنيا ، والله لو تدومون على الحالة التي وصفتم أنفسكم بها ، لصافحتكم الملائكة ، ومشيتم على الماء ، ولولا أنكم تذنبون فتستغفرون الله ، لخلق الله خلقا حتى يذنبوا ثم يستغفروا الله فيغفر لهم ، إن المؤمن مفتن تواب ، أما سمعت قول الله عز وجل : ( إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين )  وقال : ( استغفروا ربكم ثم توبوا إليه )  .

21 - وعنه ، عن محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن الحسين بن سعيد ، عن النضر بن سويد ، عن يحيى الحلبي ، عن معاوية بن وهب ، قال : قلت لأبي عبد الله عليه السلام : إنه ذكر لنا أن رجلا من الأنصار مات وعليه ديناران دينا : فلم يصل عليه النبي صلى الله عليه وآله وقال : صلوا على صاحبكم ، حتى ضمنها عنه بعض قرابته ، فقال أبو عبد الله عليه السلام : ذلك الحق . ثم قال : إن رسول الله صلى الله عليه وآله إنما فعل ذلك ليتعظوا ، وليرد بعضهم على بعض ، ولئلا يستخفوا بالدين ، وقد مات رسول الله صلى الله عليه وآله وعليه دين ، وقتل أمير المؤمنين عليه السلام وعليه دين ، ومات الحسن عليه السلام وعليه دين ، وقتل الحسين عليه السلام وعليه دين  .

22 - وعنه ، عن علي بن إبراهيم عن أبيه ، عن عمرو بن سعيد ، عن علي بن عبد الله  ، قال : سمعت أبا الحسن موسى عليه السلام ، يقول : لما قبض إبراهيم بن رسول الله صلى الله عليه وآله جرت فيه ثلاث سنن : أما واحدة فإنه لما مات انكسفت الشمس ، فقال الناس : انكسفت الشمس لفقد ابن رسول الله صلى الله عليه وآله فصعد رسول الله صلى الله عليه وآله المنبر ، فحمد الله وأثنى عليه ، ثم قال : أيها الناس إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله ، يجريان بأمر الله ، مطيعان لا ينكسفان لموت أحد ولا لحياته ، فإن انكسفتا ، أو واحدة منهما فصلوا . ثم نزل عن المنبر فصلى بالناس صلاة الكسوف ، فلما سلم قال : يا علي قم فجهز ابني ، فقام علي عليه السلام ، فغسل إبراهيم وحنطه وكفنه ثم خرج به ، ومضى رسول الله صلى الله عليه وآله حتى انتهى إلى قبره ، فقال الناس : إن رسول الله صلى الله عليه وآله نسي أن يصلي على إبراهيم لما دخله من الجزع عليه ، فانتصب قائما ثم قال : أيها الناس أتاني جبرئيل بما قلتم : زعمتم أني نسيت أن أصلي علي ابني لما دخلني من الجزع ، ألا وإنه ليس كما ظننتم ، ولكن اللطيف الخبير فرض عليكم خمس صلوات ، وجعل لموتاكم من كل صلاة تكبيرة ، وأمرني أن لا أصلي إلا على من صلى . ثم قال : يا علي إنزل فالحد ابني ، فنزل فألحد إبراهيم في لحده ، فقال الناس : إنه لا ينبغي لاحد أن ينزل في قبر ولده إذ لم يفعل رسول الله صلى الله عليه وآله ، فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وآله : يا أيها الناس إنه ليس عليكم بحرام أن تنزلوا في قبور أولادكم ، ولكني لست آمن إذا حل أحدكم الكفن عن ولده أن يلعب به الشيطان ، فيدخله عند ذلك من الجزع ما يحبط أجره ، ثم انصرف صلى الله عليه وآله  .

23 - وعنه ، عن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن عبد الرحمن بن سالم ، عن أبيه ، عن أبي جعفر عليه السلام ، قال : قلت له : هل يكره الجماع في وقت من الأوقات وإن كان حلالا ؟ قال : نعم ما بين طلوع الفجر إلى طلوع الشمس ، ومن مغيب الشمس إلى مغيب الشفق ، وفي اليوم الذي تنكسف فيه الشمس ، وفي الليلة التي ينخسف فيها القمر ، وفي الليلة واليوم اللذين تكون فيهما الريح السوداء ، أو الريح الحمراء ، أو الريح الصفراء ، واليوم والليلة اللذين تكون فيهما الزلزلة ، ولقد بات رسول الله صلى الله عليه وآله عند بعض أزواجه في ليلة انكسف فيها القمر ، فلم يكن منه في تلك الليلة ما كان يكون منه في غيرها حتى أصبح ، فقالت له : يا رسول الله البغض كان هذا منك في هذه الليلة ؟ ! قال : لا ، ولكن هذه الآية ظهرت في هذه الليلة ، فكرهت أن أتلذذ وألهو فيها ، فقد عير الله أقواما فقال عز وجل : ( وإن يروا كسفا من السماء ساقطا يقولوا سحاب مركوم فذرهم حتى يلاقوا يومهم الذي فيه يصعقون ) ثم قال أبو جعفر عليه السلام : وأيم الله لا يجامع أحد في هذه الأوقات التي نهى رسول الله صلى الله عليه وآله عنها ، وقد انتهى إليه الخبر فيرزق ولدا ، فيرى في ولده ذلك ما يحب  .

24 - الشيخ في " أماليه " قال : أخبرنا ابن مخلد ، قال ابن السماك  : أخبرنا أحمد بن بشر المرثدي  قال : حدثنا موسى بن محمد بن حسان البصري ، قال : حدثنا إبراهيم بن أبي العزيز ، عن عثمان بن أبي الكنان عن ابن أبي مليكة  ، عن عائشة ، قالت : لما مات إبراهيم بكى النبي صلى الله عليه وآله حتى جرت دموعه على لحيته ، فقيل له : يا رسول الله صلى الله عليه وآله تنهى عن البكاء وأنت تبكي ؟ فقال صلى الله عليه وآله : ليس هذا بكاء : إنما هذا رحمة من الله ، ومن لا يرحم لا يرحم  .

العودة إلى الصفحة الرئيسية

www.mezan.net <‎/TITLE> ‎<META HTTP-EQUIV="Content-Type" CONTENT="text/html; charset=windows-1256">‎ ‎<META NAME="keywords" CONTENT=" السيد محمد حسين فضل الله في الميزان ">‎ ‎<META NAME="description" CONTENT=" مقولات السيد فضل الله في كتبه ">‎ ‎<META NAME="author" CONTENT=" مقولات السيد فضل الله بصوته ">‎ ‎<META NAME="copyright" CONTENT=" رأي المراجع العظام والعلماء ">‎ <‎/HEAD>