قوله بنيسابور عن آبائه عن رسول الله عن الله تعالى : " .. لا إله إلا الله .. " قد دخل حصني " وقصة شجرة اللوز

- أمالي الطوسي : جماعة عن أبي المفضل عن الليث بن محمد العنبري ، عن أحمد بن عبد الصمد بن مزاحم عن خاله أبي الصلت الهروي قال : كنت مع الرضا لما دخل نيسابور وهو راكب بغلة شهباء وقد خرج علماء نيسابور في استقباله فلما صار إلى المربعة تعلقوا بلجام بغلته وقالوا : يا ابن رسول الله حدثنا بحق آبائك الطاهرين حديثا عن آبائك صلوات الله عليهم أجمعين فأخرج رأسه من الهودج وعليه مطرف خز فقال : حدثني أبي موسى بن جعفر ، عن أبيه جعفر بن محمد عن أبيه محمد بن علي ، عن أبيه علي بن الحسين ، عن أبيه الحسين سيد شباب أهل الجنة ، عن أمير المؤمنين عن رسول الله قال أخبرني جبرئيل الروح الأمين عن الله تقدست أسماؤه وجل وجهه : إني أنا الله لا إله إلا أنا وحدي ، عبادي فاعبدوني وليعلم من لقيني منكم بشهادة أن لا إله إلا الله مخلصا بها أنه قد دخل حصني ، ومن دخل حصني أمن من عذابي ، قالوا يا ابن رسول الله وما إخلاص الشهادة لله قال : طاعة الله وطاعة رسول الله وولاية أهل بيته .

- عيون أخبار الرضا : أبو واسع محمد بن أحمد بن محمد بن إسحاق النيسابوري قال : سمعت جدتي خديجة بنت حمدان بن پسندة قالت : لما دخل الرضا نيسابور نزل محلة الغربي ناحية تعرف " بلاش آباد " في دار جدتي پسنده وإنما سمي پسنده لان الرضا ارتضاه من بين الناس ، وپسنده هي كلمة فارسية معناها مرضي فلما نزل دارنا زرع لوزة في جانب من جوانب الدار ، فنبتت وصارت شجرة وأثمرت في سنة ، فعلم الناس بذلك فكانوا يستشفون بلوز تلك الشجرة ، فمن أصابته علة تبرك بالتناول من ذلك اللوز ، مستشفيا به فعوفي ، ومن أصابه رمد جعل ذلك اللوز على عينه فعوفي ، وكانت الحامل إذا عسر عليها ولادتها تناولت من ذلك اللوز فتخف عليها الولادة ، وتضع من ساعتها . وكان إذا أخذ دابة من الدواب القولنج أخذ من قضبان تلك الشجرة فامر على بطنها ، فتعافى ، ويذهب عنها ريح القولنج ببركة الرضا عليه السلام فمضت الأيام على تلك الشجرة ويبست فجاء جدي حمدان وقطع أغصانها فعمي ، وجاء ابن لحمدان يقال له : أبو عمرو ، فقطع تلك الشجرة من وجه الأرض فذهب ماله كله بباب فارس ، وكان مبلغه سبعين ألف درهم إلى ثمانين ألف درهم ، ولم يبق له شئ .

وكان لأبي عمرو هذا ابنان كاتبان وكانا يكتبان لأبي الحسن محمد بن إبراهيم سمجور يقال لأحدهما أبو القاسم وللآخر أبو صادق ، فأرادا عمارة تلك الدار وأنفقا عليها عشرين ألف درهم ، وقلعا الباقي من أصل تلك الشجرة ، وهما لا يعلمان ما يتولد عليهما من ذلك ، فولى أحدهما ضياعا لأمير خراسان ، فرد إلى نيسابور في محمل قد اسودت رجله اليمنى فشرحت رجله ، فمات من تلك العلة بعد شهر .

وأما الآخر وهو الأكبر فإنه كان في ديوان السلطان بنيسابور يكتب كتابا وعلى رأسه قوم من الكتاب وقوف ، فقال واحد منهم : دفع الله عين السوء عن كاتب هذا الخط فارتعشت يده من ساعته ، وسقط القلم من يده ، وخرجت بيده بثرة ورجع إلى منزله ، فدخل إليه أبو العباس الكاتب مع جماعة فقالوا له : هذا الذي أصابك من الحرارة ، فيجب أن تفتصد فافتصد ذلك اليوم ، فعادوا إليه من الغد وقالوا له : يجب أن تفتصد اليوم أيضا ففعل فاسودت يده فشرحت ، ومات من ذلك وكان موتهما جميعا في أقل من سنة .

بيان : قال الفيروزآبادي : شرح كمنع كشف وقطع ، والشرحة القطعة من اللحم .

- عيون أخبار الرضا : محمد بن الفضل بن محمد بن إسحاق المذكر ، عن الحسن بن علي الخزرجي ، عن الهروي قال : كنت مع علي بن موسى الرضا حين رحل من نيسابور وهو راكب بغلة شهباء ، فإذا محمد بن رافع وأحمد بن الحارث ويحيى بن يحيى وإسحاق بن راهويه وعدة من أهل العلم قد تعلقوا بلجام بغلته بالمربعة فقالوا : بحق آبائك الطاهرين حدثنا بحديث سمعته من أبيك ، فأخرج رأسه من العمارية ، وعليه مطرف خز ذو وجهين ، وقال : حدثني أبي العبد الصالح موسى ابن جعفر قال : حدثني أبي الصادق جعفر بن محمد قال : حدثني أبي أبو جعفر محمد ابن علي باقر علم الأنبياء ، قال : حدثني أبي علي بن الحسين سيد العابدين قال : حدثني أبي سيد شباب الجنة الحسين قال : حدثني علي بن أبي طالب قال : سمعت النبي يقول : سمعت جبرئيل يقول : قال الله جل جلاله : إني أنا الله لا إله إلا أنا فاعبدوني من جاء منكم بشهادة أن لا إله إلا الله بالاخلاص دخل في حصني ومن دخل حصني أمن من عذابي .

- عيون أخبار الرضا : ابن المتوكل ، عن الأسدي ، عن محمد بن الحسين الصوفي ، عن يوسف ابن عقيل ، أمالي الطوسي : ابن المتوكل ، عن علي ، عن أبيه ، عن يوسف بن عقيل ، عن إسحاق بن راهويه قال : لما وافى أبو الحسن الرضا نيسابور وأراد أن يرحل منها إلى المأمون ، اجتمع إليه أصحاب الحديث فقالوا له : يا ابن رسول الله ترحل عنا ولا تحدثنا بحديث فنستفيده منك ؟ وقد كان قعد في العمارية ، فأطلع رأسه وقال : سمعت أبي موسى بن جعفر يقول : سمعت أبي جعفر بن محمد يقول : سمعت أبي محمد بن علي يقول : سمعت أبي علي بن الحسين يقول : سمعت أبي الحسين بن علي يقول : سمعت أبي أمير المؤمنين علي بن أبي طالب يقول : سمعت رسول الله يقول : سمعت جبرئيل يقول : سمعت الله عز وجل يقول : لا إله إلا الله حصني ، فمن دخل حصني أمن ( من ) عذابي ، فلما مرت الراحلة نادانا : بشروطها وأنا من شروطها .

- عيون أخبار الرضا : يقال : إن الرضا لما دخل نيسابور نزل في محلة يقال له : الفرويني فيها حمام وهو الحمام المعروف اليوم بحمام الرضا ، وكانت هناك عين قد قل ماؤها ، فأقام عليها من أخرج ماءها حتى توفر وكثر ، واتخذ خارج الدرب حوضا ينزل إليه بالمراقي إلى هذه العين فدخله الرضا واغتسل فيه ثم خرج منه فصلى على ظهره والناس ينتابون ذلك الحوض ، ويغتسلون فيه ويشربون منه التماسا للبركة ، ويصلون على ظهره ، ويدعون الله عز وجل في حوائجهم ، فتقضى لهم ، وهي العين المعروفة بعين كهلان يقصدها الناس إلى يومنا هذا .

العودة إلى الصفحة الرئيسية

www.mezan.net <‎/TITLE> ‎<META HTTP-EQUIV="Content-Type" CONTENT="text/html; charset=windows-1256">‎ ‎<META NAME="keywords" CONTENT=" السيد محمد حسين فضل الله في الميزان ">‎ ‎<META NAME="description" CONTENT=" مقولات السيد فضل الله في كتبه ">‎ ‎<META NAME="author" CONTENT=" مقولات السيد فضل الله بصوته ">‎ ‎<META NAME="copyright" CONTENT=" رأي المراجع العظام والعلماء ">‎ <‎/HEAD>