في بطلان رواية : من فضلني على أبي بكر وعمر جلدته حد المفترى

- عيون أخبار الرضا : تميم القرشي ، عن أبيه ، عن أحمد بن علي الأنصاري ، عن إسحاق ابن حماد قال : كان المأمون يعقد مجالس النظر ويجمع المخالفين لأهل البيت فقال آخر : فان عليا قال : من فضلني على أبي بكر وعمر جلدته حد المفتري .

قال المأمون : كيف يجوز أن يقول علي : أجلد الحد من لا يجب الحد عليه فيكون متعديا لحدود الله عز وجل عاملا بخلاف أمره ، وليس تفضيل من فضله عليهما فرية ، وقد رويتم عن إمامكم أنه قال وليتكم ولست بخيركم فأي الرجلين أصدق عندكم ؟ أبو بكر على نفسه أو علي على أبي بكر ؟ مع تناقض الحديث في نفسه ، ولا بد له في قوله من أن يكون صادقا أو كاذبا فإن كان صادقا فأنى عرف ذلك ؟ أبوحي فالوحي منقطع ، أو بالنظر فالنظر متحير وإن كان غير صادق فمن المحال أن يلي أمر المسلمين ، ويقوم بأحكامهم ، ويقيم حدودهم ( وهو ) كذاب .

قال آخر : فقد جاء أن النبي قال : أبو بكر وعمر سيدا كهول أهل الجنة .

قال المأمون : هذا الحديث محال لأنه لا يكون في الجنة كهل ويروى أن أشجعية كانت عند النبي فقال : لا يدخل الجنة عجوز ، فبكت فقال النبي : إن الله عز وجل يقول : " إنا أنشأناهن إنشاء فجعلناهن أبكارا عربا أترابا " فان زعمتم أن أبا بكر ينشأ شابا إذا دخل الجنة فقد رويتم أن النبي قال للحسن والحسين : إنهما سيدا شباب أهل الجنة من الأولين والآخرين ، وأبوهما خير منهما .

قال آخر : قد جاء أن النبي قال : لو لم ابعث فيكم لبعث عمر .

قال المأمون : هذا محال لان الله عز وجل يقول : " إنا أوحينا إليك كما أوحينا إلى نوح والنبيين من بعده " وقال عز وجل : " وإذ أخذنا من النبيين ميثاقهم ومنك ومن نوح وإبراهيم وموسى وعيسى بن مريم " فهل يجوز أن يكون من لم يؤخذ ميثاقه على النبوة مبعوثا ومن اخذ ميثاقه على النبوة مؤخرا ؟ ! . قال آخر : إن النبي نظر إلى عمر يوم عرفة فتبسم وقال : إن الله تعالى باهى بعباده عامة ، وبعمر خاصة .

فقال المأمون : فهذا مستحيل من قبل أن الله تعالى لم يكن ليباهي بعمر ويدع نبيه فيكون عمر في الخاصة والنبي في العامة ، وليست هذه الرواية بأعجب من روايتكم أن النبي قال : دخلت الجنة فسمعت خفق نعلين ، فإذا بلال مولى أبي بكر قد سبقني إلى الجنة ، وإنما قالت الشيعة : علي خير من أبي بكر فقلتم : عبد أبي بكر خير من رسول الله لان السابق أفضل من المسبوق ، وكما رويتم أن الشيطان يفر من حس عمر وألقى على لسان النبي أنهن الغرانيق العلى ففر من عمر ، وألقى على لسان النبي صلى الله عليه وآله بزعمكم الكفر .

العودة إلى الصفحة الرئيسية

www.mezan.net <‎/TITLE> ‎<META HTTP-EQUIV="Content-Type" CONTENT="text/html; charset=windows-1256">‎ ‎<META NAME="keywords" CONTENT=" السيد محمد حسين فضل الله في الميزان ">‎ ‎<META NAME="description" CONTENT=" مقولات السيد فضل الله في كتبه ">‎ ‎<META NAME="author" CONTENT=" مقولات السيد فضل الله بصوته ">‎ ‎<META NAME="copyright" CONTENT=" رأي المراجع العظام والعلماء ">‎ <‎/HEAD>