بطلان : لو نزل العذاب ما نجا إلا عمر ، وشهادة النبي لعمر بالجنة في عشرة من الصحابة ، و : وضعت أمتي في كفة الميزان

- عيون أخبار الرضا : تميم القرشي ، عن أبيه ، عن أحمد بن علي الأنصاري ، عن إسحاق ابن حماد قال : كان المأمون يعقد مجالس النظر ويجمع المخالفين لأهل البيت قال آخر : فقد جاء أن النبي قال : أبو بكر وعمر سيدا كهول أهل الجنة .

قال المأمون : هذا الحديث محال لأنه لا يكون في الجنة كهل ويروى أن أشجعية كانت عند النبي فقال : لا يدخل الجنة عجوز ، فبكت فقال النبي : إن الله عز وجل يقول : " إنا أنشأناهن إنشاء فجعلناهن أبكارا عربا أترابا " فان زعمتم أن أبا بكر ينشأ شابا إذا دخل الجنة فقد رويتم أن النبي قال للحسن والحسين : إنهما سيدا شباب أهل الجنة من الأولين والآخرين ، وأبوهما خير منهما .

قال آخر : قد جاء أن النبي قال : لو لم ابعث فيكم لبعث عمر .

قال المأمون : هذا محال لان الله عز وجل يقول : " إنا أوحينا إليك كما أوحينا إلى نوح والنبيين من بعده " وقال عز وجل : " وإذ أخذنا من النبيين ميثاقهم ومنك ومن نوح وإبراهيم وموسى وعيسى بن مريم "فهل يجوز أن يكون من لم يؤخذ ميثاقه على النبوة مبعوثا ومن اخذ ميثاقه على النبوة مؤخرا ؟ ! . قال آخر : إن النبي نظر إلى عمر يوم عرفة فتبسم وقال : إن الله تعالى باهى بعباده عامة ، وبعمر خاصة .

فقال المأمون : فهذا مستحيل من قبل أن الله تعالى لم يكن ليباهي بعمر ويدع نبيه صلى الله عليه وآله فيكون عمر في الخاصة والنبي في العامة ، وليست هذه الرواية بأعجب من روايتكم أن النبي قال : دخلت الجنة فسمعت خفق نعلين ، فإذا بلال مولى أبي بكر قد سبقني إلى الجنة ، وإنما قالت الشيعة : علي خير من أبي بكر فقلتم : عبد أبي بكر خير من رسول الله لان السابق أفضل من المسبوق ، وكما رويتم أن الشيطان يفر من حس عمر وألقى على لسان النبي أنهن الغرانيق العلى ففر من عمر ، وألقى على لسان النبي صلى الله عليه وآله بزعمكم الكفر .

قال آخر : قد قال النبي : لو نزل العذاب ما نجا إلا عمر بن الخطاب .

قال المأمون : هذا خلاف الكتاب نصا لان الله عز وجل يقول : " وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم " فجعلتم عمر مثل الرسول .

قال آخر : فقد شهد النبي لعمر بالجنة في عشرة من الصحابة .

فقال : لو كان هذا كما زعمت كان عمر لا يقول لحذيفة نشدتك بالله أمن المنافقين أنا ؟ فإن كان قد قال له النبي : أنت من أهل الجنة ولم يصدقه حتى زكاه حذيفة وصدق حذيفة ولم يصدق النبي فهذا على غير الاسلام ، وإن كان قد صدق النبي فلم سأل حذيفة ؟ وهذان الخبران متناقضان في أنفسهما .

فقال آخر : فقد قال النبي : وضعت أمتي في كفة الميزان ، ووضعت في أخرى ، فرجحت بهم ، ثم وضع مكاني أبو بكر فرجح بهم ، ثم عمر فرجح ثم رفع الميزان .

فقال المأمون : هذا محال من قبل أنه لا يخلو من أن يكون من أجسامهما أو أعمالهما فان كانت الأجسام فلا يخفى على ذي روح أنه محال ، لأنه لا يرجح أجسامهما بأجسام الأمة ، وإن كانت أفعالهما فلم يكن بعد فكيف يرجح بما ليس وخبروني بما يتفاضل الناس ؟ فقال بعضهم : بالأعمال الصالحة قال : فأخبروني فمن فضل صاحبه على عهد النبي ثم إن المفضول عمل بعد وفاة النبي بأكثر من عمل الفاضل على عهد النبي أيلحق به ؟ فان قلتم نعم أوجدتكم في عصرنا هذا من هو أكثر جهادا وحجا وصوما وصلاة وصدقة من أحدهم ، قالوا : صدقت لا يلحق فاضل دهرنا فاضل عصر النبي .

قال المأمون : فانظروا فيما روت أئمتكم الذين أخذتم عنهم أديانكم في فضائل علي وقايسوا إليها ما رووا في فضائل تمام العشرة الذين شهدوا لهم بالجنة ، فان كانت جزءا من أجزاء كثيرة فالقول قولكم ، وإن كانوا قد رووا في فضائل علي أكثر فخذوا عن أئمتكم ما رووا ولا تعدوه قال : فأطرق القوم جميعا .

فقال المأمون مالكم سكتم ؟ قالوا : قد استقصينا .

العودة إلى الصفحة الرئيسية

www.mezan.net <‎/TITLE> ‎<META HTTP-EQUIV="Content-Type" CONTENT="text/html; charset=windows-1256">‎ ‎<META NAME="keywords" CONTENT=" السيد محمد حسين فضل الله في الميزان ">‎ ‎<META NAME="description" CONTENT=" مقولات السيد فضل الله في كتبه ">‎ ‎<META NAME="author" CONTENT=" مقولات السيد فضل الله بصوته ">‎ ‎<META NAME="copyright" CONTENT=" رأي المراجع العظام والعلماء ">‎ <‎/HEAD>