في أن أفضل الأعمال يوم بعث الله نبيه كان السبق إلى الاسلام ، وعلي سبق إلى الاسلام

- عيون أخبار الرضا : تميم القرشي ، عن أبيه ، عن أحمد بن علي الأنصاري ، عن إسحاق ابن حماد قال : كان المأمون يعقد مجالس النظر ويجمع المخالفين لأهل البيت قال المأمون : فاني أسألكم خبروني أي الأعمال كان أفضل يوم بعث الله نبيه ؟ قالوا : السبق إلى الاسلام لان الله تبارك وتعالى يقول : " السابقون السابقون أولئك المقربون " قال : فهل علمتم أحدا أسبق من علي إلى الاسلام ؟ قالوا : إنه سبق حدثا لم يجر عليه حكم ، وأبو بكر أسلم كهلا قد جرى عليه الحكم ، وبين هاتين الحالتين فرق .

قال المأمون : فخبروني عن إسلام علي أبالهام من قبل الله عز وجل أم بدعاء النبي فان قلتم بإلهام فقد فضلتموه على النبي لان النبي لم يلهم بل أتاه جبرئيل عن الله عز وجل داعيا ومعرفا وإن قلتم بدعاء النبي فهل دعاه من قبل نفسه أم بأمر الله عز وجل .

فان قلتم من قبل نفسه فهذا خلاف ما وصف الله عز وجل نبيه في قوله تعالى " وما أنا من المتكلفين " .

وفي قوله عز وجل " وما ينطق عن الهوى " وإن كان من قبل الله عز وجل فقد أمر الله سبحانه وتعالى نبيه بدعاء علي من بين صبيان الناس وإيثاره عليهم فدعاه ثقة به وعلما بتأييد الله تعالى إياه .

وخلة أخرى خبروني عن الحكيم هل يجوز أن يكلف خلقه ما لا يطيقون ؟ فان قلتم نعم كفرتم ، وإن قلتم لا فكيف يجوز إن يأمر نبيه بدعاء من لم يمكنه قبول ما يؤمر به لصغره وحداثة سنه وضعفه عن القبول .

وخلة أخرى هل رأيتم النبي دعا أحدا من صبيان أهله وغيرهم فيكون أسوة علي ؟ فان زعمتم أنه لم يدع غيره فهذه فضيلة لعلي على جميع صبيان الناس .

ثم قال : أي الأعمال أفضل بعد السبق إلى الايمان ؟ قالوا : الجهاد في سبيل الله ، قال فهل تحدثون لاحد من العشرة في الجهاد ما لعلي عليه السلام في جميع مواقف النبي من الأثر ؟ هذه بدر قتل من المشركين فيها نيف وستون رجلا قتل علي منهم نيفا وعشرين وأربعون لسائر الناس ، فقال قائل : كان أبو بكر مع النبي في عريشه يدبرها ، فقال المأمون : لقد جئت بها عجيبة أكان يدبر دون النبي أو معه فيشركه ، أو لحاجة النبي إلى رأي أبي بكر ؟ أي الثلاث أحب إليك ؟ فقال : أعوذ بالله من أن أزعم أنه يدبر دون النبي أو يشركه أو بافتقار من النبي إليه .

قال : فما الفضيلة في العريش ؟ فان كانت فضيلة أبي بكر بتخلفه عن الحرب فيجب أن يكون كل متخلف فاضلا أفضل من المجاهدين والله عز وجل يقول : " لا يستوي القاعدون من المؤمنين غير أولي الضرر والمجاهدون في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم فضل الله المجاهدين بأموالهم وأنفسهم على القاعدين درجة وكلا وعد الله الحسنى وفضل الله المجاهدين على القاعدين أجرا عظيما " .

العودة إلى الصفحة الرئيسية

www.mezan.net <‎/TITLE> ‎<META HTTP-EQUIV="Content-Type" CONTENT="text/html; charset=windows-1256">‎ ‎<META NAME="keywords" CONTENT=" السيد محمد حسين فضل الله في الميزان ">‎ ‎<META NAME="description" CONTENT=" مقولات السيد فضل الله في كتبه ">‎ ‎<META NAME="author" CONTENT=" مقولات السيد فضل الله بصوته ">‎ ‎<META NAME="copyright" CONTENT=" رأي المراجع العظام والعلماء ">‎ <‎/HEAD>