في خروج محمد بن إبراهيم

- الكافي : الحسين ( بن أحمد ) عن أحمد بن هلال ، عن ياسر الخادم قال : قلت لأبي الحسن الرضا : رأيت في النوم كأن قفصا فيه سبعة عشر قارورة ، إذ وقع القفص وتكسرت القوارير ؟ فقال : إن صدقت رؤياك يخرج رجل من أهل بيتي يملك سبعة عشر يوما ثم يموت ، فخرج محمد بن إبراهيم بالكوفة مع أبي السرايا فمكث سبعة عشر يوما ثم مات .

- الكافي : أحمد بن مهران ، عن محمد بن علي ، عن أبي الحكم ، عن عبد الله بن إبراهيم الجعفري وعبد الله بن محمد بن عمارة ، عن يزيد بن سليط ، قال : لما أوصى أبو إبراهيم أشهد إبراهيم بن محمد الجعفري وإسحاق بن محمد الجعفري وإسحاق ابن جعفر بن محمد وجعفر بن صالح ومعاوية الجعفري ويحيى بن الحسين بن زيد بن علي وسعد بن عمران الأنصاري ومحمد بن الحارث الأنصاري ويزيد بن سليط الأنصاري ومحمد بن جعد بن سعد الأسلمي وهو كاتب الوصية الأولى .

أشهدهم أنه يشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأن محمدا عبده ورسوله وأن الساعة آتية لا ريب فيها ، وأن الله يبعث من في القبور ، وأن البعث بعد الموت حق ، وأن الوعد حق ، وأن الحساب حق ، والقضاء حق ، وأن الوقوف بين يدي الله حق ، وأن ما جاء به محمد حق ، وأن ما نزل به الروح الأمين حق على ذلك أحيى وعليه أموت ، وعليه ابعث إنشاء الله .

وأشهدهم أن هذه وصيتي بخطي وقد نسخت وصية جدي أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ووصية محمد بن علي ( قبل ) ذلك نسختها حرفا بحرف ، ووصية جعفر بن محمد على مثل ذلك ، وأني قد أوصيت إلى علي وبني بعد معه إن شاء وآنس منهم رشدا وأحب أن يقرهم فذلك له ، وإن كرههم وأحب أن يخرجهم فذاك له ولا أمر لهم معه ، وأوصيت إليه بصدقاتي وأموالي وموالي وصبياني الذين خلفت وولدي إلى إبراهيم والعباس وقاسم وإسماعيل وأحمد وأم أحمد ، وإلى علي أمر نسائي دونهم ، وثلث صدقة أبي وثلثي يضعه حيث يرى ، ويجعل فيه ما يجعل ذو المال في ماله .

فان أحب أن يبيع أو يهب أو ينحل أو يتصدق بها على من سميت له وعلى غير من سميت فذاك له وهو أنا في وصيتي في مالي وفي أهلي وولدي ، وإن رأى أن يقر إخوته الذين سميتهم في كتابي هذا أقرهم وإن كره فله أن يخرجهم غير مثرب عليه ولا مردود ، فان آنس منهم غير الذي فارقتهم عليه فأحب أن يردهم في ولاية فذلك له ، وإن أراد رجل منهم أن يزوج أخته فليس له أن يزوجها إلا باذنه وأمره : فإنه أعرف بمناكح قومه .

وأي سلطان أو أحد من الناس كفه عن شئ أو حال بينه وبين شئ مما ذكرت في كتابي هذا أو أحد ممن ذكرت فهو من الله ورسوله برئ ، والله ورسوله منه براء ، وعليه لعنة الله وغضبه ولعنة اللاعنين ، والملائكة المقربين والنبيين والمرسلين وجماعة المؤمنين ، وليس لاحد من السلاطين أن يكفه عن شئ وليس لي ( عنده ) تبعة ولا تباعة ، ولا لاحد من ولدي له قبلي مال ، وهو مصدق فيما ذكر ، فان أقل فهو أعلم وإن أكثر فهو الصادق كذلك وإنما أردت بادخال الذين أدخلت معه من ولدي التنويه بأسمائهم ، والتشريف لهم .

وأمهات أولادي من أقامت منهن في منزلها وحجابها فلها ما كان يجري عليها في حياتي إن رأى ذلك ، ومن خرجت منهن إلى زوج فليس لها أن ترجع محواي إلا أن يرى علي غير ذلك ، وبناتي بمثل ذلك ، ولا يزوج بناتي أحد من إخوتهن من أمهاتهن ولا سلطان ولا عم إلا برأيه ومشورته ، فان فعلوا غير ذلك فقد خالفوا الله ورسوله وجاهدوه في ملكه ، وهو أعرف بمناكح قومه ، فان أراد أن يزوج زوج وأن أراد أن يترك ترك ، وقد أوصيتهن بمثل ما ذكرت في كتابي هذا وجعلت الله عز وجل عليهن شهيدا وهو وأم أحمد ( شاهدان ) .

وليس لاحد أن يكشف وصيتي ولا ينشرها ، وهو منها على غير ما ذكرت و سميت ، فمن أساء فعليه ومن أحسن فلنفسه وما ربك بظلام للعبيد ، وصلى الله على محمد وآله ، وليس لاحد من سلطان ولا غيره أن يفض كتابي هذا الذي ختمت عليه الأسفل ، فمن فعل ذلك فعليه لعنة الله وغضبه ولعنة اللاعنين ، والملائكة المقربين وجماعة المرسلين والمسلمين ، وعلى من فض كتابي هذا وكتب وختم أبو إبراهيم والشهود وصلى الله على محمد وعلى آله .

قال أبو الحكم : فحدثني عبد الله بن آدم الجعفري عن يزيد بن سليط قال : كان أبو عمران الطلحي قاضي المدينة فلما مضى موسى قدمه إخوته إلى الطلحي القاضي فقال العباس بن موسى : أصلحك الله وأمتع بك إن في أسفل هذا الكتاب كنزا وجوهرا ويريد أن يحتجبه ويأخذه دوننا : ولم يدع أبونا رحمه الله شيئا إلا ألجأه إليه وتركنا عالة ، ولولا أني أكف نفسي لأخبرتك بشئ على رؤس الملا .

فوثب إليه إبراهيم بن محمد فقال : إذا والله تخبر بما لا نقبله منك ، ولا نصدقك عليه ، ثم تكون عندنا ملوما مدحورا نعرفك بالكذب صغيرا وكبيرا ، وكان أبوك أعرف بك ، لو كان فيك خير ، وإن كان أبوك لعارفا بك في الظاهر والباطن ، وما كان ليأمنك على تمرتين .

ثم وثب إليه إسحاق بن جعفر عمه فأخذ بتلبيبه فقال له : إنك لسفيه ضعيف أحمق أجمع هذا مع ما كان بالأمس منك وأعانه القوم أجمعون فقال أبو عمران القاضي لعلي : قم يا أبا الحسن حسبي ما لعنني أبوك اليوم وقد وسع لك أبوك ، ولا والله ما أحد أعرف بالولد من والده ، ولا والله ما كان أبوك عندنا بمستخف في عقله ولا ضعيف في رأيه . فقال العباس للقاضي : أصلحك الله فض الخاتم واقرأ ما تحته فقال أبو عمران لا أفضه حسبي ما لعنني أبوك منذ اليوم ، فقال العباس : فأنا أفضه فقال : ذاك إليك ففض العباس الخاتم فإذا فيه إخراجهم وإقرار علي بها وحده ، وإدخاله إياهم في ولاية علي إن أحبوا أو كرهوا ، وإخراجهم من حد الصدقة وغيرها ، وكان فتحه عليهم بلاء وفضيحة وذلة ، ولعلي خيرة ، وكان في الوصية التي فض العباس تحت الخاتم هؤلاء الشهود إبراهيم بن محمد وإسحاق بن جعفر وجعفر بن صالح ، وسعيد بن عمران . وأبرزوا وجه أم أحمد في مجلس القاضي وادعوا أنها ليست إياها حتى كشفوا عنها وعرفوها ، فقالت عند ذلك : قد والله قال سيدي هذا : إنك ستؤخذين جبرا وتخرجين إلى المجالس ، فزجرها إسحاق بن جعفر وقال اسكتي فان النساء إلى الضعف ما أظنه قال من هذا شيئا .

ثم إن عليا التفت إلى العباس فقال : يا أخي أنا أعلم إنه إنما حملكم على هذا الغرائم والديون التي عليكم فانطلق يا سعيد فتعين لي ما عليهم ثم اقض عنهم ، واقبض زكاة حقوقهم ، وخذ لهم البراءة ولا والله لا أدع مواساتكم وبركم ما مشيت على الأرض فقولوا ما شئتم .

فقال العباس : ما تعطينا إلا من فضول أموالنا وما لنا عندك أكثر فقال عليه السلام : قولوا ما شئتم فالعرض عرضكم فان تحسنوا فذاك لكم عند الله ، وإن تسيئوا فان الله غفور رحيم والله إنكم لتعرفون أنه مالي يومي هذا ولد ولا وارث غيركم ، ولئن حبست شيئا مما تظنون أو ادخرته فإنما هو لكم ومرجعه إليكم ; والله ما ملكت منذ مضى أبوك رضي الله عنه شيئا إلا وقد سيبته حيث رأيتم .

فوثب العباس فقال : والله ما هو كذلك وما جعل الله لك من رأي علينا ، ولكن حسد أبينا لنا وإرادته ما أراد مما لا يسوغه الله إياه ولا إياك ، وإنك لتعرف أني أعرف صفوان بن يحيى بياع السابري بالكوفة ولان سلمت لأغصصنه بريقه و أنت معه .

فقال علي : لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم أما إني يا إخوتي فحريص على مسرتكم ، الله يعلم .

" اللهم إن كنت تعلم أني أحب صلاحهم وأني بار بهم واصل لهم ، رفيق عليهم ، أعني بأمورهم ليلا ونهارا فأجزني به خيرا ، وإن كنت على غير ذلك فأنت علام الغيوب فأجزني به ما أنا أهله إن كان شرا فشرا ، وإن كان خيرا فخيرا اللهم أصلحهم وأصلح لهم ، واخسأ عنا وعنهم شر الشيطان ، وأعنهم على طاعتك ووفقهم لرشدك " .

أما أنا يا أخي فحريص على مسرتكم ، جاهد على صلاحكم ، والله على ما نقول وكيل ، فقال العباس : ما أعرفني بلسانك وليس لمسحاتك عندي طين ‹ صفحة 228 › فافترق القوم على هذا وصلى الله على محمد وآله .

بيان : قوله " وهو كاتب الوصية الأولى " أي وصية آبائه عليهم السلام كما سيشير إليه قوله " وقد نسخت " أي قبل ذلك في صدر الكتاب أو تحت الختم ، وقيل : المراد أن هذه الوصية موافقة لوصاياهم فالمعنى نسخت بعين كتابة هذه الوصية الوصايا التي وصيا به و " الوعد " الاخبار بالثواب للمطيع ، وكونه حقا أنه يجب الوفاء به أو لا يجوز تركه و " القضاء " الحكم بمقتضى الحساب من ثواب المطيع وعقاب العاصي بشروطهما و " بني " عطف على علي " بعد " أي بعد علي في المنزلة " معه " أي مشاركين معه في الوصية " أن يقرهم " أي في الوصية " أن يخرجهم " أي منها " وأموالي " أي ضبط حصص الصغار والغيب منها أو بناء على أن الامام أولى بالمؤمنين من أنفسهم و " موالي " أي عبيدي وإمائي أو عتقائي لحفظهم ورعايتهم أو أخذ ميراثهم .

قوله " وولدي إلى إبراهيم " أي مع ولدي أو إلى ولدي فيكون إلى إبراهيم بدلا من ولدي بتقدير إلى ولعل الأظهر " تقدم إلى علي ولدي " وأنه اشتبه على النساخ وقيل " وولدي " أي وسائر ولدي و " إلى " بمعنى حتى " وأم أحمد " عطف على صدقاتي انتهى .

" وإلى علي " أي مفوض إليه وهو خبر " أمر نسائي " أي اختيارهن وهو مبتدأ " دونهم " أي دون سائر ولدي " وثلث صدقة أبي " مبتدأ وضمير يضعه راجع إلى كل من الثلثين ، والمراد التصرف في حاصلهما بناء على أنهما حق التولية والمراد بيع أصلهما بناء على أنهما كانا من الأموال التي للامام التصرف فيها كيف شاء ، ولم يمكنها إظهار ذلك تقية فسماهما صدقة ، أو بناء على جواز بيع الوقف في بعض الصور ويحتمل أن يكون ثلث صدقة أبي عطفا على أمر نسائي ويكون " ثلثي " مبتدأ و " يضعه " خبره فالمراد ثلث غير الأوقاف .

" يجعل " أي يصنع " والنحلة " العطية بغير عوض والمهر ، وضمير " بها " راجع إلى الصدقة أو الثلث بتأويل . " وهو أنا " أي هو بعد وفاتي مثلي في حياتي " وإن رأى أن تقر " تأكيد لما مر وربما يحمل الأول على الاقرار في الدار ، وهذا على الاقرار في الصدقة .

والتثريب التعيير " فان آنس منهم " الضمير للمخرجين وفيه إيماء إلى أنهم في تلك الحال التي فارقهم عليها مستحقون للاخراج " في ولاية " أي تولية وتصرف في الأوقاف وغيرها " أخته " أي من أمه والمراد بالمناكح محال النكاح ، وما يناسب ويليق من ذلك " كفه عن شئ " أي منعه قهرا وكأنه ناظر إلى السلطان وقوله " أو حال " ناظر إلى قوله " أحد من الناس " ويحتمل إرجاع كل إلى كل " أو أحد " عطف على شئ " ممن ذكرت " أي من النساء والأولاد والموالي ، أو عطف على أحد من الناس ، فالمراد بالناس الأجانب وبمن ذكرت الاخوة " وليس لاحد " تكرار للتأكيد ، وفي القاموس " التبعة " كفرحة وكتابة الشئ الذي لك فيه تبعة ، شبه ظلامة ونحوها انتهى ، والتباعة بالفتح مصدر تبعه إذا مشى خلفه وهو أيضا مناسب " فان أقل " أي أظهر المال قليلا أو أعطى حقهم قليلا ، وكذا " أكثر " بالمعنيين " كذلك " أي كما كان صادقا عند الاقلال أو الامر كذلك ، وفي الصحاح نوهت باسمه رفعت ذكره ، وفي القاموس والحواء ككتاب والمحوى كالمعلى جماعة البيوت المتدانية .

" ولا يزوج بناتي " لعل ظاهر هذا الكلام على التقية لئلا يزوج أحد من الاخوة أخواتها بغير رضاها بالولاية المشهورة بين المخالفين وأما هو عليه السلام فلم يكن يزوجهن إلا برضاهن أو مبني على ما مر من أن الامام أولى بالأمر من كل أحد ، وحمله على تزويج الصغار بالولاية بعيد " وهو وأم أحمد " أي شهيدان أيضا أي شريكان في الولاية ، أو الواو فيه كالواو في " كل رجل وضيعته " فالمقصود وصيته بمراعاتها " أن يكشف وصيتي " أي يظهرها " وهو منها " الواو للحال ، ومن للنسبة كأنت مني بمنزلة هارون من موسى ، والضمير للوصية " ما ذكرت " أي ‹ صفحة 230 › أنه وصي وإليه الاختيار " أو سميت باسمه " أي أعليت ذكره " وما ربك بظلام للعبيد " لان من أعطى الجزاء خيرا أو شرا من لا يستحقه فهو ظلام في غاية الظلم " الأسفل " صفة كتابي ; وأنهما كانتا وصيتين طوي السفلى وختمهما ثم طوي فوقها العلياء .

" وعلى من فض " يمكن أن يقرأ علي بالتشديد اسما أي هو الذي يجوز أن يفض ، أو يكون حرفا والمعنى وعلى من فض لعنة الله ، ويكون هذا إشارة إلى الوصية الفوقانية ، ويمكن أن يقرأ الأول يفض على بناء الأفعال للتعريض أي يمكن من الفض فاللعنة الأولى على الممكن ، والثانية على الفاعل والفض كسر الخاتم " وكتب وختم " هذا كلامه على سبيل الالتفات أو كلام يزيد ، والمراد أنه عليه السلام كتب شهادته على هامش الوصية الثانية وهذا الختم غير الختم المذكور سابقا ويحتمل أن يكون الختم على رأس الوصية الثانية كالأولى .

" وأمتع بك " أي جعل الناس متمتعين منتفعين بك " في أسفل هذا الكتاب " أي الوصية الأولى المختوم عليها " كنزا وجوهرا " أي ذكر كنز أو جوهر ، وإن كان لا يبعد من حمقه إرادة نفسهما " إلا ألجأه " أي فوضه إليه ، والعالة جمع العائل وهو الفقير أو الكثير العيال " لأخبرتك بشئ " أي ادعاء الإمامة والخلافة ، وغرضه التخويف وإغراء الأعداء به " إذا " أي حين تخبر بالشئ و " المدحور " المطرود " نعرفك " استيناف البيان السابق " ولو " للتمني أو الجزاء محذوف " وإن " مخففة من المثقلة " ليأمنك " اللام المكسورة زائدة لتأكيد النفي " والتلبيب " مجمع ما في موضع اللب من ثياب الرجل " أجمع " بصيغة الامر للتهديد ، ويدل على أنه صدر منه بالأمس أمر شنيع آخر و " المستخف " على بناء المفعول من يعد خفيفا " منذ اليوم " إشارة إلى أنه لزم اللعن القاضي إما لاحضاره والتفتيش عنه ، ولم يكن له ذلك ، أو بناء على أنه لعن عليه السلام من فض الكتاب الأول أيضا كما مر احتمالا " فإذا فيه " الضمير لما تحته وضمير " لها " للوصية " في ولاية علي " أي في كونه وليا وواليا عليهم أو في كونهم تابعين له .

" عن حد الصدقة " أي عن حكمها وولايتها ، وكأن إبراز وجه أم أحمد لادعاء الاخوة عندها شيئا ثم إنكارهم أنها هي أو ادعائهم أنه ظلم أم أحمد أيضا وأحضروها فلما أنكرت قالوا إنها ليست هي .

" قال سيدي " أي الكاظم هذا إشارة إلى الكلام الذي بعده ، وإنما جرها لان في هذا الاخبار إشعارا بدعوى الإمامة وادعاء علم الغيب وهو ينافي التقية " إلى الضعف " أي مائلات إلى الضعف ، وضمير أظنه لموسى ، والغرائم : الديون " فتعين لي ما عليهم " أي حول ما عليهم على ذمتي وسيأتي تحقيق العينة وهي من حيل الربا ، وقد تطلق على مطلق النسيئة والسلف .

" زكاة حقوقهم " أي الصكوك التي تنمو أرباحها يوما فيوما " والبراءة " القبض الذي يدل على برائتهم من حقوق الغرماء . والمؤاساة بالهمز المشاركة والمساهمة في المعاش " فالعرض عرضكم " أي هتك عرضي يوجب هتك عرضك وفي بعض النسخ بالغين المعجمة أي غرضي ما هو غرضكم وهو رضاكم عني .

" إلا من فضول أموالنا " أي أرباحها ونمائها ، ولعل الحبس في ما يتعلق بنصيبهم بزعمهم والادخار فيما يتعلق بنصيبه فاعترافهم " فإنما هو لكم " أي إذا بقيت بلا ولد كما تزعمون ، وهذا كلام على سبيل التورية والمصلحة " فقد سيبته " أي أطلقته وصرفته وأبحته والسائبة التي لا ولاء لاحد عليها وفي بعض النسخ شتته أي فرقته .

" ما هو كذلك " أي ليس الامر كما قلت إن الأموال لك وأنت تبذلها لنا ولغيرنا " من رأي " أي اختيار وولاية " وحسد " خبر مبتدأ محذوف أي الواقع حسد والدنا ، ومن في " مما " للبيان أو حسده مبتدأ " ومما لا يسوغه " خبره و " من " للتبعيض ، والتسويغ التجويز ، والسابري بضم الباء ثوب رقيق يعمل بسابور موضع بفارس والاغصاص بريقه : جعله بحيث لا يتمكن من إساغة ريقه كناية عن تشديد الامر عليه وأخذ الأموال منه ، " لا حول آه " تفويض للامر إلى الله وتعجب من حال المخاطب ، " والله يعلم " بمنزلة القسم " أعني " على بناء المجهول أو المعلوم أي أعتني وأهتم بأمورهم " وأصلح " أي أمورهم لهم وخسأت الكلب كمنعت طردته وأبعدته " جاهد " أي جاد " وكيل " أي شاهد " ما أعرفني " صيغة التعجب " بلسانك " أي أنك قادر على تحسين الكلام وتزويقه لكن ليس موافقا لقلبك .

" وليس لمسحاتك عندي طين " هذا مثل سائر يضرب لمن لا تؤثر حيلته في غيره قال الميداني : لم يجد لمسحاته طينا مثل يضرب لمن حيل بينه وبين مراده . أقول : وفي كثير من العبارات اختلاف بين روايتي الكافي والعيون ، ولم تتعرض لها لسبق تلك الرواية فليرجع إليها .

- الكافي : العدة ، عن ابن عيسى ، عن علي بن الحكم ، عن سليمان بن جعفر قال : سمعت الرضا يقول : إن علي بن عبد الله بن الحسين بن علي بن الحسين ابن علي بن أبي طالب وامرأته وبنيه من أهل الجنة .

- الكافي : الحسين بن محمد ، عن معلى بن محمد ، عن علي بن أسباط قال : قلت للرضا : إن رجلا عنى أخاك إبراهيم فذكر له أن أباك في الحياة وأنك تعلم من ذلك ما لا يعلم ، فقال : سبحان الله يموت رسول الله ولا يموت موسى ؟ قد والله مضى كما مضى رسول الله ولكن الله تبارك وتعالى لم يزل منذ قبض نبيه هلم جرا يمن بهذا الدين على أولاد الأعاجم ، ويصرفه عن قرابة نبيه هلم جرا فيعطي هؤلاء ويمنع هؤلاء ، ولقد قضيت عنه في هلال ذي الحجة ألف دينار بعد أن أشفى على طلاق نسائه وعتق مماليكه ، ولكن قد سمعت ما لقي يوسف من إخوته .

- علل الشرائع : أبي عن الحميري ، عن الريان بن الصلت قال : جاء قوم بخراسان إلى الرضا فقالوا : إن قوما من أهل بيتك يتعاطون أمورا قبيحة ، فلو نهيتهم عنها فقال : لا أفعل فقيل : ولم ؟ فقال : لأني سمعت أبي يقول : النصيحة خشنة .

- عيون أخبار الرضا : أبي ، عن سعد ، عن ابن عيسى ، عن الوشاء ، عن الرضا عليه السلام أنه قال : إذا أهل هلال ذي الحجة ونحن بالمدينة لم يكن لنا أن نحرم إلا بالحج لأنا نحرم من الشجرة وهو الذي وقت رسول الله وأنتم إذا قدمتم من العراق وأهل الهلال فلكم أن تعتمروا لان بين أيديكم ذات عرق وغيرها مما وقت لكم رسول الله فقال له الفضل : فلي الآن أن أتمتع وقد طفت بالبيت ؟ فقال له : نعم فذهب بها محمد بن جعفر إلى سفيان بن عيينة وأصحاب سفيان فقال لهم : إن فلانا قال كذا وكذا فشنع على أبي الحسن .

قال الصدوق رحمه الله تعالى : سفيان بن عيينة لقي الصادق وروى عنه و بقي إلى أيام الرضا .

العودة إلى الصفحة الرئيسية

www.mezan.net <‎/TITLE> ‎<META HTTP-EQUIV="Content-Type" CONTENT="text/html; charset=windows-1256">‎ ‎<META NAME="keywords" CONTENT=" السيد محمد حسين فضل الله في الميزان ">‎ ‎<META NAME="description" CONTENT=" مقولات السيد فضل الله في كتبه ">‎ ‎<META NAME="author" CONTENT=" مقولات السيد فضل الله بصوته ">‎ ‎<META NAME="copyright" CONTENT=" رأي المراجع العظام والعلماء ">‎ <‎/HEAD>