أشعار أبي نواس فيه

- إعلام الورى ، عيون أخبار الرضا : أحمد بن يحيى المكتب ، عن أحمد بن محمد الوراق ، عن علي بن هارون الحميري ، عن علي بن محمد بن سليمان النوفلي قال : إن المأمون لما جعل علي بن موسى الرضا ولي عهده ، وإن الشعراء قصدوا المأمون ، ووصلهم بأموال جمة حين مدحوا الرضا وصوبوا رأي المأمون في الاشعار دون أبي نواس فإنه لم يقصده ولم يمدحه ، ودخل إلى المأمون فقال له : يا أبا نواس قد علمت مكان علي بن موسى الرضا مني ، وما أكرمته به ، فلماذا أخرت مدحه وأنت شاعر زمانك وقريع دهرك ؟ فأنشأ يقول :
قيل لي أنت أوحد الناس طرا   في فنون من كلام النبيه
لك من جوهر الكلام بديع   يثمر الدر في يدي مجتنيه
فعلى ما تركت مدح ابن موسى   والخصال التي تجمعن فيه

قلت :

     لا أهتدي لمدح إمام      كان جبريل خادما لأبيه

فقال له المأمون : أحسنت ، ووصله من المال بمثل الذي وصل به كافة الشعراء وفضله عليهم .

بيان : في منهاج الكرامة هكذا :

قيل لي أنت أفضل الناس طرا   في المعاني وفي الكلام البديه
  فلماذا تركت مدح ابن موسى     والخصال التي تجمعن فيه

قلت لا أستطيع مدح إمام آه ; والقريع السيد ، يقال فلان قريع دهره ذكره الجوهري .

- عيون أخبار الرضا : محمد بن الحسن بن إبراهيم ، عن محمد بن صقر الغساني ، عن الصولي قال : سمعت أبا العباس محمد بن يزيد المبرد يقول : خرج أبو نواس ذات يوم من داره فبصر براكب قد حاذاه فسأل عنه ولم ير وجهه فقيل إنه علي بن موسى الرضا فأنشأ يقول :

إذا أبصرتك العين من بعد غاية   وعارض فيه الشك أثبتك القلب
   ولو أن قوما أمموك لقادهم       نسيمك حتى يستدل بك الركب

- عيون أخبار الرضا : المكتب ، عن علي ، عن أبيه ، عن محمد بن يحيى الفارسي قال : نظر أبو نواس إلى أبي الحسن علي بن موسى الرضا ذات يوم وقد خرج من عند المأمون على بغلة له ، فدنا منه أبو نواس فسلم عليه ، وقال يا ابن رسول الله قد قلت فيك أبياتا فأحب أن تسمعها مني ، قال : هات فأنشأ يقول :

مطهرون نقيات ثيابهم   تجري الصلاة عليهم أينما ذكروا
من لم يكن علويا حين تنسبه   فما له من قديم الدهر مفتخر
فالله لما بدا خلقا فأتقنه   صفاكم واصطفاكم أيها البشر
     وأنتم الملأ الأعلى وعندكم      علم الكتاب وما جاءت به السور

فقال الرضا قد جئتنا بأبيات ما سبقك إليها أحد ثم قال : يا غلام هل معك من نفقتنا شئ ؟ فقال : ثلاث مائة دينار ، فقال : أعطها إياه ثم قال : لعله استقلها ، يا غلام سق إليه البغلة .

ولما كانت سنة إحدى ومائتين حج بالناس إسحاق بن موسى بن عيسى بن موسى ودعا للمأمون ولعلي بن موسى من بعده بولاية العهد ، فوثب إليه حمدويه ابن علي بن عيسى بن ( موسى بن عيسى بن ) ماهان فدعا إسحاق بسواد ليلبسه فلم يجده ، فأخذ علما أسود فالتحف به ، وقال : أيها الناس إني قد بلغتكم ما أمرت به ولست أعرف إلا أمير المؤمنين المأمون والفضل بن سهل ثم نزل .

ودخل عبد الله بن مطرف بن ماهان على المأمون يوما وعنده علي بن موسى الرضا فقال له المأمون : ما تقول في أهل البيت ؟ فقال عبد الله : ما قولي في طينة عجنت بماء الرسالة ، وغرست بماء الوحي ، هل ينفح منها إلا مسك الهدى ، وعنبر التقى ؟ قال : فدعا المأمون بحقة فيها لؤلؤ فحشا فاه .

- كشف الغمة : عن الفارسي ، عيون أخبار الرضا : الهمداني ، عن علي ، عن أبيه ، عن الهروي قال : سمعت دعبل ابن علي الخزاعي يقول : أنشدت مولاي علي بن موسى الرضا قصيدتي التي أولها :

مدارس آيات خلت من تلاوة   ومنزل وحي مقفر العرصات

فلما انتهيت إلى قولي :

خروج إمام لا محالة خارج   يقوم على اسم الله والبركات
  يميز فينا كل حق وباطل      ويجزي على النعماء والنقمات

بكى الرضا بكاء شديدا ثم رفع رأسه إلي فقال لي : يا خزاعي نطق روح القدس على لسانك بهذين البيتين ، فهل تدري من هذا الامام ؟ ومتى يقوم ؟ فقلت : لا يا مولاي ، إلا أني سمعت بخروج إمام منكم يطهر الأرض من الفساد ويملأها عدلا ، فقال : يا دعبل الإمام بعدي محمد ابني ، وبعد محمد ابنه علي وبعد علي ابنه الحسن ، وبعد الحسن ابنه الحجة القائم المنتظر في غيبته ، المطاع في ظهوره ، ولو لم يبق من الدنيا إلا يوم واحد لطول الله ذلك اليوم حتى يخرج فيملاها عدلا كما ملئت جورا ، وأما متى ؟ فإخبار عن الوقت ، ولقد حدثني أبي عن أبيه ، عن آبائه ، عن علي أن النبي قيل له يا رسول الله متى يخرج القائم من ذريتك ؟ فقال : مثله مثل الساعة لا يجليها لوقتها إلا هو ثقلت في السماوات والأرض لا تأتيكم إلا بغتة .

- كشف الغمة : عن الهروي ، أمالي الطوسي : الحفار ، عن أبي القاسم إسماعيل الدعبلي ، عن أبيه ، عن علي بن علي ابن أخي دعبل الخزاعي قال : حدثنا سيدي أبو الحسن علي بن موسى الرضا بطوس سنة ثمان وتسعين ومائة ، وفيها رحلنا إليه على طريق البصرة ، وصادفنا عبد الرحمان بن مهدي عليلا فأقمنا عليه أياما ومات عبد الرحمان بن مهدي وحضرنا جنازته صلى عليه إسماعيل بن جعفر ورحلنا إلى سيدي أنا وأخي دعبل فأقمنا عنده إلى آخر سنة مائتين ، وخرجنا إلى قم بعد أن خلع سيدي أبو الحسن الرضا على أخي دعبل قميص خز أخضر وخاتما فصه عقيق ، ودفع إليه دراهم رضوية وقال له : يا دعبل صر إلى قم فإنك تفيد بها ، وقال له : احتفظ بهذا القميص فقد صليت فيه ألف ليلة ألف ركعة ، وختمت فيه القرآن ألف ختمة .

- أمالي الطوسي : الحفار ، عن إسماعيل بن علي الدعبلي ، عن محمد بن إبراهيم بن كثير قال : دخلنا على أبي نواس الحسن بن هانئ نعوده في مرضه الذي مات فيه فقال له عيسى بن موسى الهاشمي : يا أبا علي أنت في آخر يوم من أيام الدنيا و أول يوم من أيام الآخرة ، وبينك وبين الله هناة ، فتب إلى الله عز وجل قال أبو نواس : سندوني فلما استوى جالسا قال : إياي تخوفني بالله ، وقد حدثني حماد بن سلمة ، عن ثابت البناني ، عن أنس بن مالك قال : قال رسول الله : " لكل نبي شفاعة وأنا خبأت شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي يوم القيامة " أفترى لا أكون منهم ؟ .

بيان : قال الجوهري : " في فلان هنات " أي خصلات شر .

العودة إلى الصفحة الرئيسية

www.mezan.net <‎/TITLE> ‎<META HTTP-EQUIV="Content-Type" CONTENT="text/html; charset=windows-1256">‎ ‎<META NAME="keywords" CONTENT=" السيد محمد حسين فضل الله في الميزان ">‎ ‎<META NAME="description" CONTENT=" مقولات السيد فضل الله في كتبه ">‎ ‎<META NAME="author" CONTENT=" مقولات السيد فضل الله بصوته ">‎ ‎<META NAME="copyright" CONTENT=" رأي المراجع العظام والعلماء ">‎ <‎/HEAD>