بيان وتوضيح في أشعار دعبل

بيان :

قوله : " عجم اللفظ " أي لا يفهم معناه والأعجم الذي لا يفصح ولا يبين كلامه ، والمراد أصوات الطيور ونغماتها .

قوله : " أسارى هوى ماض " أي يخبرن عن العشاق الماضين والآتين .

قوله " فأسعدن " أي العشاق والاسعاد الإعانة ، والاسعاف الايصال إلى البغية ، والأصوب فأصعدن أو أسففن من أسف الطائر إذا دنا من الأرض في طيرانه فالضمير للنوائح أي كن يطرن تارة صعودا وتارة هبوطا و " تقوضت " الصفوف انتقضت وتفرقت " والمها " بالفتح جمع مهاة وهي البقرة الوحشية ورجل شج أي حزين ، ورجل صب : عاشق مشتاق .

وقوله " على العرصات " ثانيا تأكيد للأولى أو متعلق بشج وصب ، قوله " خضر المعاهد " أي كنت أعهدها خضرة أماكنها المعهودة ، والظاهر أنه من قبيل ضربي زيدا قائما أو عهدي مبتدأ وبها خبره ، باعتبار المتعلق ، وخضرا حال عن المجرور بها " ومألفا " أيضا حال منه أو من المعاهد ، ومن للتعليل متعلق بمألفا و " الخفر " بالتحريك شدة الحياء تقول منه رجل خفر بالكسر وجارية خفرة ومتخفره " ليالي " متعلقة بعهدي يغدين أي الليالي والعطرات أي يغدين فيها وأعداه عليه أعانه عليه و " القلى " بالكسر البغض أي ينصرن الوصال على الهجران ، ويعدي تدانينا أي يعدينا تدانينا وقربنا أو تعدي الليالي قربنا " على العزبات " أي المفارقات البعيدة من قولهم عزب عني فلان أي بعد وفي بعض النسخ باعجام الأول وإهمال الثاني من الغربة وهو أظهر " وإذهن " عطف على ليالي " يلحظن " أي ينظرن أي العطرات " العيون " أي بالعيون ، والمراد عيون الناظرين " وسوافرا " حال والصرف للضرورة و " الوجنة " ما ارتفع من الخدين ، و " كل يوم " منصوب ومتعلق بعامل الظرف بعده ، و " النشوة " بالفتح السكر .

قوله : " بمحسر " أي بوادي محسر بكسر السين المشددة وهو حد منى إلى جهة عرفة ، وفي القاموس يوم جمع يوم عرفة قوله : " ماجر " من الجريرة وهي الجناية أو الجر " من نقص " من للبيان ويحتمل التعليل ، والمراد نقض العهود في الإمامة ، والشتات التفرق ، " ومن دول المستهزئين " أي بالشرع والدين وبأئمة المسلمين ، وفي بعض النسخ المستهترين من استهتر أي اتبع هواه فلا يبالي بما يفعل .

قوله : " ومن غدا بهم " عطف على المستهزئين أو الدول أي من صار بهم في الظلمات طالبا للنور ، أي يطلبون الهداية منهم ، وهذا محال ويحتمل على الثاني أن يكون المراد بهم الأئمة وأتباعهم .

قوله : " بني الزرقاء " قال الطيبي : الزرقة أبغض الألوان إلى العرب لأنه لون أعدائهم الروم ، والمراد بهم بنو مروان ، فان أمه كانت زرقاء زانية كما روى ابن الجوزي أن الحسين قال لمروان : يا ابن الزرقاء الداعية إلى نفسها بسوق عكاظ وقال الجوهري : عبلة اسم أمية الصغرى وهم من قريش يقال لهم : العبلات بالتحريك ، وسمية أم زياد و " ما أدت " أي حصل منها ومن أبيها من الأولاد والأفعال " وأولو " خبر مبتدأ محذوف أي هم و " الفجرات " عطف على الكفر .

وفرضه عطف على أحد قوله : ولم تك إلا محنة أي لم يكن إلا امتحان أصابهم بعد النبي صلى الله عليه وآله فظهر كفرهم ونفاقهم بدعوى ضلال .

قوله : " من هن وهنات " كناية عن الشئ القبيح أي من شئ وأشياء من القبائح وبسبب الكفر والأغراض الباطلة ، والأحقاد القديمة ، والعقائد الفاسدة " تراث " بالرفع خبر مبتدأ محذوف أو بالجر بدلا من ضلال ، وكذا ملك وحكم يحتملهما و " التراث " الإرث والتاء بدل من الواو ، والملك السلطنة والخلافة أي ورثوا النبي بلا قرابة وملكوا الخلافة بلا هداية وعلم ، وحكموا في النفوس والأموال والفروج بغير مشورة من الهداة و " رزايا " أي تلك الأمور مصائب صارت بسببها خضرة أفق السماء حمرة ، و " ردت " أي صيرت تلك الرزايا " طعم كل فرات " أي عذب " أجاجا " أي مالحا و " بيعة الفلتات " إشارة إلى قول عمر كانت بيعة أبي بكر فلتة وقى الله المسلمين شرها كما مر وفي القاموس كان الامر فلتة أي فجاءة من غير تدبر وتردد ، وهما على الاستعارة ، أو أشار بهما إلى ما مر من أن بعد السقيفة انقطع ماء السماء وصار ماء أجاجا وأن اشتداد حمرة الأفق حصل بعد شهادة الحسين .

قوله : " وما قيل " مصدر بمعنى القول اسم ما وخبره قوله : نتات من نتا أي ارتفع ، وجهرة حال عن " قيل " وفي الضلال صفة أو متعلق بنتات وتقليد الولاة الأعمال : تفويضها إليهم ، وضمير " أمورها " للخلافة أو الأمة قوله : " لزمت " أي الأمور من الزمام كناية عن انتظامها و " أخي " بدل من مأمون .

وقوله : " شامخ الهضبات " صفة لاحد والشامخ المرتفع ، والهضبة الجبل المنبسط على وجه الأرض ، واللزبات بالسكون جمع اللزبة بالتحريك وهي الشدة والقحط " أدركته " ضمير المفعول للعز وفاعله مناقب ، وضمير بسبقها للمناقب .

قوله : " مؤتنفات " أي طريات مبتدعات لم يسبقه إليها أحد من قولهم روضة انف كعنق ومحسن لم ترع وكذلك كأس انف لم يشرب وأمر انف مستأنف قوله : بخير أي بمال وفي بعض النسخ بكيد ولعله أصوب .

نجي : أي كان يناجيه ويساره جبرئيل لأنه كان يسمع الوحي " وأنتم عكوف " أي والحال أنتم ، ملازمون ومحبوسون على عبادة الأصنام والخطاب لغاصبي الخلافة " معاومنات " فيه تقديم وتأخير أي و " منات معا " .

" بكيت " هذا مطلع ثان ، والمراد رسم دار أهل البيت و " الذرابة " الحدة و " الذرب " الحاد من كل شئ وسيف ذرب ، وقال الجوهري أذريت الشئ إذا ألقيته كالقائك الحب للزرع والذرى اسم الدمع المصبوب " وبان " أي افترق وبعد قوله " وهاجت " يقال هاج الشئ وهاجه غيره فعلى الأول فقوله : صبابتي فاعله .

وقوله : " رسوم " منصوب بنزع الخافض أي لرسوم وعلى الثاني فقوله رسوم فاعله .

قوله : " عفت " أي انمحت واندرست ، والوعر ضد السهل ، و " الصبابة " رقة الشوق وحرارته ، " مدارس " بالرفع مبتدأ و " لآل " خبره أو مجرور بدل ديار ، ولآل حينئذ يحتمل الوصفية للمدارس والمنزل ، وكونه خبرا لمحذوف ، ويحتمل أن يكون الظرف خبرا لديار المذكور بوضع الظاهر موضع المضمر ، والقفر مفازة لا نبات فيها ولا ماء ، وأقفرت الدار خلت ، و " الخيف " مسجد منى و " التعريف " وقوف عرفة والمراد هنا محله والصنوان نخلتان نبتتا من أصل واحد وفي الحديث عم الرجل صنو أبيه ، و " وارث " عطف على وصيه و " الربع " الدار والمحلة ، والفاتك الجرئ الشجاع ، وفتك به : انتهز منه فرصة فقتله ، وفي الامر لج ، والأظهر هاتك كما في بعض النسخ ، ونابذه الحرب كاشفه .

قوله : " قفا " قد شاع في الاشعار هذا النوع من الخطاب فقيل : إن العرب قد يخاطب الواحد مخاطبة الاثنين وقيل هو للتأكيد من قبيل لبيك أي قف قف ، وقيل خطاب إلى أقل ما يكون معه من جمل وعبد ، وقيل إنما فعلت العرب ذلك لان الرجل يكون أدنى أعوانه اثنين راعي إبله وغنمه ، وكذلك الرفقة أدنى ما يكون ثلاثة فجرى خطاب الاثنين على الواحد لمرون ألسنتهم عليه ، وقيل أراد قفن على جهة التأكيد فقلبت النون ألفا في حال الوصل ، لأن هذه النون تقلب ألفا في حال الوقف فحمل الوصل على الوقف و " نسأل " جواب الامر .

قوله " متى عهدها " الضمير للدار ، أي بعد عهدها عن الصوم والصلوات لجور المخالفين على أهلها وإخراجهم عنها . قوله : " وأين الأولى " أولى هنا اسم موصول قال الجوهري : وأما أولى بوزن العلى فهو أيضا جمع لا واحد له من لفظه واحده الذي " شطت " بتشديد الطاء أي بعدت ، والنوى الوجه الذي ينويه المسافر ، والأفانين الأغصان جمع أفنان ، وهو جمع فنن ، وهنا كناية عن التفرق " واعتزى " أي انتسب والمطاعيم جمع المطعام أي كثير الاطعام والقرى .

وتضاغن القوم واضطغنوا : انطووا على الأحقاد و " الإحنة " بالكسر الحقد والموتور الذي قتل له قتيل فلم يدرك بدمه ، تقول منه : وتره يتره وترا وترة .

إذا ذكروا أي منافقي قريش وأهل الكتاب معا ، ولو خص بالأول ، فذكر خيبر لأنهم انهزموا فيه وجرى الفتح على يد علي فبكائهم للحسد ، ولو كان مكان خيبر أحد كان أنسب و " الوغرة " شدة توقد الحر ومنه قيل " في صدره على وغر " بالتسكين أي ضغن وعداوة وتوقد من الغيظ .

قوله : " إلا بقربى محمد " إشارة إلى ما احتج به المهاجرون على الأنصار في السقيفة بكونهم أقرب من الرسول ولا يبعد أن يكون هن وهنات إشارة إلى قدح في أنسابهم أيضا و " غيثه " مفعول ثان لسقى " ونبي الهدى " بدل من الامن " مليكه " أي ربه ومالكه ، و " التحفات " مفعول ثان لبلغ .

وذر الشمس ( طلع ) والشرق الشمس ويتحرك وشرقت الشمس طلعت والشارق الشمس حين تشرق و " لاحت " أي ظهرت وتلالات " مبتدرات " أي يبتدرن طلوع الشمس أو كناية عن سرعتهن في الحركة " وجد له " صرعه على الجدالة وهي التراب .

قوله : " وأخرى بفخ " إشارة إلى القتلى بفخ في زمن الهادي وهم الحسين ابن علي بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب وسليمان بن عبد الله بن الحسن وأتباعهما .

قوله : و " أخرى بأرض الجوزجان " إشارة إلى قتل يحيى بن زيد بن علي بن الحسين عليهم السلام فإنه قتل بجوزجان وصلب بها في زمن الوليد وكان مصلوبا حتى ظهر أبو مسلم وأنزله ودفنه ، و " محلها " مبتدأ و " بأرض " خبره و " باخمرا " اسم موضع على ستة عشر فرسخا من الكوفة قتل فيها إبراهيم بن عبد الله بن الحسن .

قوله : " تضمنها " أي قبل ضمانها أو اشتمل عليه مجازا و " الممضات " من قولهم أمضه الجرح أي أوجعه والمضض وجع المصيبة ، قوله : " لست بالغا " أي لا أبلغ بكنه صفاتي أن أصف أنها بلغت مني أي مبلغ من الحزن ، ويحتمل أن يكون صفات بالتنوين أي صفات المبالغ فالتنوين بدل من المضاف إليه .

وقوله : " قبور " خبر للممضات حذفت الفاء منه للضرورة " ببطن النهر " أي بقربه ، والنهر هو الشعبة التي أجريت من الفرات إلى كربلاء وهو الذي منع الحسين منه والمراد بالفرات هنا أصل النهر العظيم ، والتعريس النزول آخر الليل وموضع معرس وهنا يحتمل المصدر والحاصل أن قبورهم قريبة من الفرات ، بحيث إذا لم ينزل المسافر بقربها يذهب اليوم إلى الفرات فهو نصف منزل ، والغرض تعظيم جورهم وشناعته ، بأنهم ماتوا عطشا مع كونهم بجنب النهر الصغير ، وبقرب النهر الكبير و " لوعة الحب " حرقته و " أزدار " أفتعل من الزيارة ويقال " شاقني حبها " أي هاجني وشاق الطنب إلى الوتد شده وأوثقه " والجزع " بالكسر منعطف الوادي ووسطه أو منقطعه أو منحناه أولا يسمى جزعا حتى تكون له سعة تنبت الشجر ، أو هو مكان بالوادي لا شجر فيه ، وربما كان رملا ومحلة القوم كذا في القاموس أي أخاف من زيارتهم أن يهيج حزني عند رؤية مصارعهم الواقعة بين الوادي وأشجار النخل وفي بعض النسخ " النحلات " بالحاء المهملة أي فتشدني رؤية مصارعهم إلى الجزع والنحول وهو بعيد تغشاهم أي أحاط ونزل بهم وفي بعض النسخ القديمة تقسمهم أي فرقهم والريب ما يقلق النفوس من الحوادث ، والمنون الدهر والموت ، والعقر بالضم والفتح محلة القوم ، ووسط الدار وأصلها ، أي ليس لهم دار ، وحجر القوم بالفتح ناحية دارهم ، وجمعها حجرات بالتحريك ، وساحة يأتي الناس حجراتها .

قوله : " مدينين " أي أذلاء " أقضاء " أي مهزولين أو مجردين وفي القاموس اللزبة الشدة والجمع اللزبات بالتسكين " إن زورا " أي أن لهم زائرين و " العقبان " جمع العقاب والرخمات جمع الرخمة أي لا يزور قبورهم سوى هذه الطيور ، " ثوت " أي أقامت والتنكيب العدول و " اللاواء " الشدة ، أي لا يجاورهم لأواء السنين لفراقهم الدنيا ، والمراد بالجمرات جمرات الجحيم ورجل " مغوار " : كثير الغارات ، و " غارهم الله بخير " : أصابهم بخصب ومطر ، والحمى كإلى ما حمي من شئ قوله " لم تزره المذنبات " أي لم تقربه إلا المطهرات من الذنوب ، والسمرة بين البياض والسواد " والقنا " جمع القناة وهي الرمح " والمسعر " بكسر الميم الخشب الذي تسعر به النار ومنه قيل للرجل إنه مسعر حرب أي تحمى به الحرب وهو بالنصب حال ، ويحتمل الرفع " أقحموا " : أي أدخلوا أنفسهم بلا روية والغمرة الشدة وغمرة البحر معظمه " ملقوح هند " أي لم يحصلوا من لقاحها ووطئها و " قوم نوكى " أي حمقى ويمكن أن يكون من النيك وهو الجماع ، لكن لا يساعده اللغة .

قوله " ملامك " بالنصب أي كف عني ملامك و " قوم عناة " أي أسارى أي كانوا معدين مرجون لفك الأسارى وحمل الديات عن القوم ، ولنجاة قوم من الركبان وقعوا في مخمصة فأشرفوا على الموت والقيد كأنه قيد خيولهم فأطلقتم وحللتم القيود عن الخيول بالقنا والسيوف الذربة الحديدة .

قوله " قصي الرحم " أي أحب من كان بعيدا من جهة الرحم إذا كان محبا لكم ، وأهجر زوجتي وبناتي إذا كن مخالفات لكم ، قوله " حبيكم " أي حبي إياكم و " المؤاتاة " المطاوعة والموافقة ، وقد نقلت الهمزة واوا و " التسكاب " الانصباب ، وهملت عينه : فاضت .

و " الحجة " بالكسر السنة ، و " الجوى " الحرقة وشدة الوجد من عشق أو حزن ، و " البلقع " الأرض القفر التي لا شئ بها و " ربة الحجلات " أي المربوبة فيها أو صاحبتها ، والحجلة بالتحريك موضع يزين بالثياب والستور للعروس ، و " فلان آمن في سربه " بالكسر أي في نفسه ، وفلان واسع السرب أي رخي البال " إذا وتروا " أي قتل منهم أحد لم يقدروا على القصاص وأخذ الدية ، بل احتاجوا إلى السؤال منهم ، ولم يقدروا على إظهار الجناية ، وقيل أي مدوا أيديهم لاخذ الدية ، ولم يقدروا على الاخذ ، والأول أبلغ وأظهر . و " المنصل " بضمتين السيف ، قوله " غير بتات " أي غير منقطع ، ويقال ارتاح الله لفلان أي رحمه . ويقال " باء بغضب " أي رجع به واللهوات اللحمات في أقصى الفم .

- العدد : قال صاحب الأغاني : قصد دعبل بن علي الخزاعي بقصيدته هذه علي بن موسى الرضا بخراسان فأعطاه عشرة آلاف درهم من الدراهم المضروبة باسمه ، وخلع عليه خلعة من ثيابه ، فأعطاه بها أهل قم ثلاثين ألف درهم ، فلم يبعها فقطعوا عليه الطريق فأخذوها ، فقال لهم : إنها تراد لله عز وجل وهي محرمة عليكم فحلف أن لا يبيعها أو يعطونه بعضها ، فيكون في كفنه فأعطوه فرد كم كان في أكفانه .

وكتب قصيدته " مدارس آيات " فيما يقال على ثوب وأحرم فيه ، وأمر بأن يكون في كفنه ، ولم يزل دعبل مرهوب اللسان ويخاف من هجائه الخلفاء .

قال ابن المدبر : لقيت دعبلا فقلت له : أنت أجسر الناس حيث تقول في المأمون :

إني من القوم الذين سيوفهم   قتلت أخاك وشرفتك بمقعد
   رفعوا محلك بعد طول خموله      واستنقذوك من الحضيض الأوهد

فقال لي : يا أبا إسحاق إني أحمل خشبتي مذ أربعين سنة ولا أجد من يصلبني عليها .

- رجال الكشي : قال أبو عمرو : قد بلغني أن دعبل بن علي الخزاعي وفد على أبي الحسن الرضا بخراسان فلما دخل عليه قال إني قد قلت قصيدة وجعلت في نفسي أن لا أنشدها أحدا أولى منك فقال هاتها فأنشد قصيدته التي يقول فيها :

ألم تر أني مذ ثلاثون حجة   أروح وأغدو دائم الحسرات
أرى فيئهم في غيرهم متقسما   وأيديهم من فيئهم صفرات

فلما فرغ من إنشاده قام أبو الحسن ودخل منزله وبعث بخرقة فيها ست مائة دينار ، وقال للجارية : قولي له يقول لك مولاي استعن بهذه على سفرك وأعذرنا ، فقال لها دعبل : لا والله ما هذا أردت ولا له خرجت ، ولكن قولي له : هب لي ثوبا من ثيابك ، فردها أبو الحسن وقال له خذها وبعث إليه بجبة من ثيابه ، فخرج دعبل حتى ورد قم فنظروا إلى الجبة فأعطوه فيها ألف دينار فأبى عليهم وقال : لا والله ولا خرقة منها بألف دينار ثم خرج من قم فاتبعوه وقد جمعوا عليه وأخذوا الجبة ، فرجع إلى قم وكلمهم فيها فقالوا : ليس إليها سبيل ولكن إن شئت فهذه ألف دينار ، فقال : نعم وخرقة منها فأعطوه ألف دينار وخرقة منها ..

العودة إلى الصفحة الرئيسية

www.mezan.net <‎/TITLE> ‎<META HTTP-EQUIV="Content-Type" CONTENT="text/html; charset=windows-1256">‎ ‎<META NAME="keywords" CONTENT=" السيد محمد حسين فضل الله في الميزان ">‎ ‎<META NAME="description" CONTENT=" مقولات السيد فضل الله في كتبه ">‎ ‎<META NAME="author" CONTENT=" مقولات السيد فضل الله بصوته ">‎ ‎<META NAME="copyright" CONTENT=" رأي المراجع العظام والعلماء ">‎ <‎/HEAD>