أحوال أصحابه وأهل زمانه

- مناقب ابن شهرآشوب : كان بابه محمد بن راشد ، ومن ثقاته أحمد بن محمد بن أبي نصر البزنطي ومحمد بن الفضل الكوفي الأزدي وعبد الله بن جندب البجلي ، وإسماعيل بن سعد الأحوص الأشعري ، وأحمد بن محمد الأشعري ، ومن أصحابه الحسن بن علي الخزاز ويعرف بالوشاء ، ومحمد بن سليمان الديلمي ، وعلي بن الحكم الأنباري ، وعبد الله ابن المبارك النهاوندي ، وحماد بن عثمان الناب ، وسعد بن سعد ، والحسن بن سعيد الأهوازي ، ومحمد بن الفضل الرخجي ، وخلف البصري : ومحمد بن سنان ، وبكر بن محمد الأزدي ، وإبراهيم بن محمد الهمداني ، ومحمد بن أحمد بن قيس بن غيلان ، وإسحاق بن معاوية الخضيبي .

وذكر ابن الشهرزوري في مناقب الأبرار أن معروف الكرخي كان من موالي علي بن موسى الرضا وكان أبواه نصرانيين ، فسلما معروفا إلى المعلم وهو صبي فكان المعلم يقول له : قل ثالث ثلاثة ، وهو يقول بل هو الواحد ، فضربه المعلم ضربا مبرحا فهرب ، ومضى إلى الرضا وأسلم على يده .

ثم إنه أتى داره فدق الباب ، فقال أبوه : من بالباب ؟ فقال : معروف ، فقال : على أي دين ؟ قال على دين الحنيفي فأسلم أبوه ببركات الرضا عليه السلام قال معروف : فعشت زمانا ، ثم تركت كل ما كنت فيه إلا خدمة مولاي علي بن موسى الرضا .

- قرب الإسناد : معاوية بن حكيم ، عن البزنطي قال : وعدنا أبو الحسن الرضا ليلة إلى مسجد دار معاوية فجاء فسلم فقال : إن الناس قد جهدوا على إطفاء نور الله حين قبض الله تبارك وتعالى رسوله وأبى الله إلا أن يتم نوره وقد جهد علي بن أبي حمزة على إطفاء نور الله ، حين مضى أبو الحسن فأبى الله إلا أن يتم نوره وقد هداكم الله لأمر جهله الناس فاحمدوا الله على ما من عليكم به .

إن جعفرا كان يقول " فمستقر ومستودع " فالمستقر ما ثبت من الايمان والمستودع المعار ، وقد هداكم الله لأمر جهله الناس فاحمدوا الله على ما من عليكم به .

- قرب الإسناد : الريان بن الصلت ، عيون أخبار الرضا : الهمداني ، عن علي ، عن أبيه ، عن الريان قال : قلت للرضا إن العباسي أخبرني أنك رخصت في سماع الغناء ؟ فقال : كذب الزنديق ، ما هكذا كان إنما سألني عن سماع الغناء فأعلمته أن رجلا أتى أبا جعفر محمد بن علي بن الحسين فسأله عن سماع الغناء فقال له : أخبرني إذا جمع الله تبارك وتعالى بين الحق والباطل مع أيهما يكون الغناء ؟ فقال الرجل : مع الباطل فقال له أبو جعفر : حسبك فقد حكمت على نفسك ، فهكذا كان قولي له .

- قرب الإسناد : الريان قال : دخلت على العباسي يوما فطلب دواة وقرطاسا بالعجلة فقلت : مالك ؟ فقال : سمعت من الرضا أشياء أحتاج أن أكتبها لا أنساها فكتبها فما كان بين هذا وبين أن جاءني بعد جمعة في وقت الحر وذلك بمرو ، فقلت : من أين جئت ؟ فقال : من عند هذا ، قلت : من عند المأمون ؟ قال : لا ، قلت : من عند الفضل بن سهل ؟ قال : لا ، من عند هذا ، فقلت : من تعني ؟ قال من عند علي بن موسى . فقلت : وبلك خذلت أيش قصتك ؟ فقال دعني من هذا متى كان آباؤه يجلسون على الكراسي حتى يبايع لهم بولاية العهد كما فعل هذا ، فقلت : ويلك استغفر ربك فقال : جاريتي فلانة أعلم منه ، ثم قال لو قلت برأسي هكذا لقالت الشيعة برأسها فقلت : أنت رجل ملبوس عليك إن من عقيدة الشيعة أن لو رأوه وعليه إزار مصبوغ وفي عنقه كبر يضرب في هذا العسكر لقالوا : ما كان في وقت من الأوقات أطوع لله عز وجل من هذا الوقت ، وما وسعه غير ذلك ، فسكت .

ثم كان يذكره عندي وقتا بعد وقت ، فدخلت على الرضا فقلت له : إن العباسي يسمعني فيك ، ويذكرك وهو كثيرا ما ينام عندي ويقيل ، فترى أني آخذ بحلقه وأعصره حتى يموت ثم أقول مات ميتة فجاءة ؟ فقال ونفض يديه ثلاث مرات فقال : لا يا ريان لا يا ريان لا يا ريان فقلت له : إن الفضل بن سهل هو ذا يوجهني إلى العراق في أمور له والعباسي خارج بعدي بأيام إلى العراق فترى أن أقول لمواليك القميين أن يخرج منهم عشرون أو ثلاثون رجلا كأنهم قاطعو طريق أو صعاليك فإذا اجتاز بهم قتلوه ، فيقال قتله الصعاليك ؟ فسكت فلم يقل لي نعم ولا ، لا .

فلما صرت إلى الحوان بعثت فارسا إلى زكريا بن آدم وكتبت إليه أن ههنا أمورا لا يحتملها الكتاب فان رأيت أن تصير إلى مشكاة في يوم كذا وكذا لأوافيك بها إن شاء الله ، فوافيت وقد سبقني إلى مشكاة فأعلمته الخبر وقصصت عليه القصة وأنه يوافي هذا الموضع يوم كذا وكذا .

فقال : دعني والرجل فودعته وخرجت ، ورجع الرجل إلى قم وقد وافاها معمر فاستشاره فيما قلت له فقال معمر : لا ندري سكوته أمر أو نهي ولم يأمرك بشئ فليس الصواب أن تتعرض له فأمسك عن التوجه إليه زكريا واجتاز العباسي بالجادة وسلم منه .

بيان : الكبر بالتحريك الطبل .

- قرب الإسناد : ابن عيسى ، عن البزنطي ، قال : كتبت إلى الرضا أني رجل من أهل الكوفة وأنا وأهل بيتي ندين الله عز وجل بطاعتكم ، وقد أحببت لقاءك لأسألك عن ديني وأشياء جاء بها قوم عنك بحجج يحتجون بها علي فيك ، وهم الذين يزعمون أن أباك حي في الدنيا لم يمت ميتتها ومما يحتجون به أنهم يقولون إنا سألناه عن أشياء فأجاب بخلاف ما جاء عن آبائه وأقربائه كذا وقد نفى التقية عن نفسه فعليه أن يخشى .

ثم إن صفوان لقيك فحكى لك بعض أقاويلهم الذي سألوك عنها فأقررت بذلك ولم تنفه عن نفسك ثم أجبته بخلاف ما أجبتهم وهو قول آبائك عليهم السلام وقد أحببت لقاءك لتخبرني لأي شئ أجبت صفوان بما أجبته وأجبت أولئك بخلافه ؟ فان في ذلك حياة لي وللناس ، والله تبارك وتعالى يقول : " ومن أحياها فكأنما أحيى الناس جميعا " فكتب بسم الله الرحمن الرحيم قد أوصل كتابك إلي وفهمت ما ذكرت فيه من حبك لقائي ، وما ترجو فيه ، يجب عليك أن أشافهك في أشياء جاء بها قوم عني وزعمت أنهم يحتجون بحجج عليكم ، ويزعمون أني أجبتهم بخلاف ما جاء عن آبائي ولعمري ما يسمع الصم ولا يهدي العمي إلا الله " من يرد الله أن يهديه يشرح صدره للاسلام ومن يرد أن يضله يجعل صدره ضيقا حرجا كأنما يصعد في السماء كذلك يجعل الله الرجس على الذين لا يؤمنون " " إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء وهو أعلم بالمهتدين .

قد قال أبو جعفر : لو استطاع الناس لكانوا شيعتنا أجمعين ، ولكن الله تبارك وتعالى وأخذ ميثاق شيعتنا يوم أخذ ميثاق النبيين وقال أبو جعفر : إنما شيعتنا من تابعنا ولم يخالفنا ومن إذا خفنا خاف ، وإذا أمنا أمن ، فأولئك شيعتنا ، وقال الله تبارك وتعالى : " فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون " وقال الله تعالى " وما كان المؤمنون لينفروا كافة فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون " فقد فرضت عليكم المسألة والرد إلينا ، ولم يفرض علينا الجواب ، قال الله عز وجل : " فإن لم يستجيبوا لكم فاعلموا أنما يتبعون أهواءهم ومن أضل ممن اتبع هواه بغير هدى من الله " يعني من اتخذ دينه رأيه بغير إمام من أئمة الهدى .

فكتبت إليه : إنه يعرض في قلبي مما يروي هؤلاء في أبيك ، فكتب : قال أبو جعفر : ما أحد أكذب على الله وعلى رسوله ممن كذبنا أهل البيت أو كذب علينا لأنه إذا كذبنا أو كذب علينا فقد كذب الله ورسوله لأنا إنما نحدث عن الله تبارك وتعالى وعن رسوله وقال أبو جعفر : وأتاه رجل فقال : إنكم أهل بيت الرحمة اختصكم الله بها ؟ فقال أبو جعفر : نحن كذلك ، والحمد لله لم ندخل أحدا في ضلالة ولم نخرجه عن هدى وإن الدنيا لا تذهب حتى يبعث الله منا أهل البيت رجلا يعمل بكتاب الله عز وجل لا يرى منكرا إلا أنكره .

فكتبت إليه : جعلت فداك إنه لم يمنعني من التعزية لك بأبيك إلا أنه كان يعرض في قلبي مما يروي هؤلاء فأما الآن فقد علمت أن أباك قد مضى فآجرك الله في أعظم الرزية ، وهناك أفضل العطية ، فاني أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله ، ثم وصفت له حتى انتهيت إليه .

فكتب : قال أبو جعفر : لا يستكمل عبد الايمان حتى يعرف أنه يجري لآخرهم ما يجري لأولهم في الحجة والطاعة ، والحلال والحرام سواء ، ولمحمد وأمير المؤمنين فضلهما ، وقد قال رسول الله : من مات وليس عليه إمام حي يعرفه مات ميتة جاهلية ، وقال أبو جعفر : إن الحجة لا تقوم لله عز وجل على خلقه إلا بامام حتى يعرفونه .

وقال أبو جعفر : من سره أن لا يكون بينه وبين الله حجاب حتى ينظر إلى الله وينظر الله إليه فليتول آل محمد ويبرء من عدوهم ويأتم بالامام منهم ، فإنه إذا كان كذلك ، نظر الله إليه ونظر إلى الله ، ولولا ما قال أبو جعفر حين يقول : لا تعجلوا على شيعتنا إن تزل قدم تثبت أخرى ، وقال : من لك بأخيك كله ، لكان مني من القول في ابن أبي حمزة وابن السراج وأصحاب ابن أبي حمزة .

أما ابن السراج فإنما دعاه إلى مخالفتنا والخروج من أمرنا أنه عدا على مال لأبي الحسن عظيم ، فاقتطعه في حياة أبي الحسن وكابرني عليه وأبى أن يدفعه ، والناس كلهم مسلمون مجتمعون على تسليمهم الأشياء كلها إلي فلما حدث ما حدث من هلاك أبي الحسن اغتنم فراق علي بن أبي حمزة وأصحابه إياي وتعلل ، ولعمري ما به من علة إلا اقتطاعه المال وذهابه به .

وأما ابن أبي حمزة فإنه رجل تأول تأويلا لم يحسنه ولم يؤت علمه ، فألقاه إلي الناس فلج فيه ، وكره إكذاب نفسه في إبطال قوله بأحاديث تأولها ، ولم يحسن تأويلها ولم يؤت علمها ، ورأي أنه إذا لم يصدق آبائي بذلك لم يدر لعل ما خبر عنه مثل السفياني وغيره أنه كان لا يكون منه شئ ، وقال لهم : ليس يسقط قول آبائه بشئ ولعمري ما يسقط قول آبائي شئ ولكن قصر علمه عن غايات ذلك وحقائقه ، فصار فتنة له وشبهة عليه ، وفر من أمر فوقع فيه .

وقال أبو جعفر : من زعم أنه قد فرغ من الامر فقد كذب لان لله عز وجل المشية في خلقه ، يحدث ما يشاء ، ويفعل ما يريد ، وقال : " ذرية بعضها من بعض " فآخرها من أولها وأولها من آخرها ، فإذا خبر عنها بشئ منها بعينه أنه كائن فكان في غيره منه ، فقد وقع الخبر على ما أخبروا ، أليس في أيديهم أن أبا عبد الله قال : إذا قيل في المرء شئ فلم يكن فيه ثم كان في ولده من بعده فقد كان فيه .

بيان : قوله : " ورأي أنه إذا لم يصدق " أي قال : إنه إن لم أصدق الأئمة فيما أخبروا به من كون موسى هو القائم فيرتفع الاعتماد عن أخبارهم فلعل ما أخبروا به من السفياني وغيره لا يقع شئ منها ، وحاصل جوابه يرجع تارة إلى أنه مما وقع فيه البداء ، وتارة إلى أنه مأول بأنه يكون ذلك في نسله وقد مر تأويل آخر لها حيث قال : كلنا قائمون بأمر الله .

وقوله : " وفر من أمر فوقع فيه " إشارة إلى أنه بعد هذا القول لزمه طرح كثير من الاخبار المنافية لكون موسى هو القائم .

- قرب الإسناد : محمد بن عيسى قال : أتيت أنا ويونس بن عبد الرحمان باب الرضا وبالباب قوم قد استأذنوا عليه قبلنا ، واستأذنا بعدهم ، وخرج الآذن فقال : ادخلوا ويتخلف يونس ومن معه من آل يقطين ، فدخل القوم وتخلفنا فما لبثوا أن خرجوا وأذن لنا فدخلنا فسلمنا عليه فرد السلام ثم أمرنا بالجلوس فسأله يونس عن مسائل أجيب فيها .

فقال له يونس : يا سيدي إن عمك زيدا قد خرج بالبصرة ، وهو يطلبني ولا آمنه على نفسي فما ترى لي ؟ أخرج إلى البصرة أو أخرج إلى الكوفة ؟ قال بل اخرج إلى الكوفة ، فإذا . . . فصر إلى البصرة ، قال : فخرجنا من عنده ولم نعلم معنى " فإذا " حتى وافينا القادسية حتى جاء الناس منهزمين يطلبون يدخلون البدو وهزم أبو السرايا ودخل هرثمة الكوفة واستقبلنا جماعة من الطالبيين بالقادسية متوجهين نحو الحجاز فقال لي يونس : " فإذا . . . " هذا معناه ، فصار من الكوفة إلى البصرة ولم يبده بسوء .

- قرب الإسناد : ابن عيسى ، عن البزنطي ، عيون أخبار الرضا : ابن الوليد ، عن الصفار ، عن ابن عيسى قال : بعث إلي الرضا بحمار له فجئت إلى صريا فمكثت عامة الليل معه ثم اتيت بعشاء ثم قال : افرشوا له ثم اتيت بوسادة طبرية ومرادع وكساء قياصري وملحفة مروي فلما أصبت من العشاء قال لي : ما تريد أن تنام ؟ قلت : بلى جعلت فداك فطرح علي الملحفة أو الكساء ثم قال : بيتك الله في عافية وكنا على سطح .

فلما نزل من عندي قلت في نفسي : قد نلت من هذا الرجل كرامة ما نالها أحد قط فإذا هاتف يهتف بي يا أحمد ، ولم أعرف الصوت حتى جاءني مولى له فقال : أجب مولاي ، فنزلت فإذا هو مقبل إلي فقال : كفك ! فناولته كفي فعصرها ثم قال : إن أمير المؤمنين أتى صعصعة بن صوحان عائدا له فلما أراد أن يقوم من عنده قال : يا صعصعة بن صوحان لا تفتخر بعيادتي إياك وانظر لنفسك فكأن الامر قد وصل إليك ، ولا يلهينك الامل أستودعك الله وأقرأ عليك السلام كثيرا .

بيان : قال الفيروزآبادي : ثوب مردوع : مزعفر ، ورادع ومردع كمعظم فيه أثر طيب .

- قرب الإسناد : الحسين بن بشار قال : قرأت كتاب الرضا إلى داود بن كثير الرقي وهو محبوس وكتب إليه يسأله الدعاء فكتب:

بسم الله الرحمن الرحيم

عافانا الله وإياك بأحسن عافية في الدنيا والآخرة برحمته ، كتبت إليك وما بنا من نعمة فمن الله ، له الحمد لا شريك له وصل إلى كتابك يا أبا سليمان ولعمري لقد قمت من حاجتك ما لو كنت حاضرا لقصرت ، فثق بالله العلي العظيم الذي به يوثق ، ولا حول ولا قوة إلا بالله .

- عيون أخبار الرضا : أبي ، عن محمد بن معقل القرميسيني ، عن محمد بن عبد الله بن طاهر قال : كنت واقفا على أبي وعنده أبو الصلت الهروي وإسحاق بن راهويه وأحمد ابن محمد بن حنبل فقال أبي : ليحدثني كل رجل منكم بحديث فقال أبو الصلت الهروي حدثني علي بن موسى الرضا وكان والله رضا كما سمي ، عن أبيه موسى بن جعفر عن أبيه جعفر بن محمد ، عن أبيه محمد بن علي ، عن أبيه علي بن الحسين ، عن أبيه الحسين ، عن أبيه علي قال : قال رسول الله : الايمان قول وعمل ، فلما خرجنا قال أحمد بن محمد بن حنبل : ما هذا الاسناد ؟ فقال له أبي : هذا سعوط المجانين إذا سعط به المجنون أفاق .

بيان : قال الفيروزآبادي : قرميسين بالكسر بلد قرب الدينور معرب كرمانشاهان .

- معاني الأخبار ، عيون أخبار الرضا : أبي وابن الوليد معا ، عن محمد العطار وأحمد بن إدريس معا عن الأشعري ، عن إبراهيم بن هاشم ، عن داود بن محمد النهدي ، عن بعض أصحابنا قال : دخل ابن أبي سعيد المكاري على الرضا فقال له : أبلغ الله من قدرك أن تدعي ما ادعى أبوك ؟ فقال له : مالك أطفأ الله نورك ، وأدخل الفقر بيتك ، أما علمت أن الله عز وجل أوحى إلى عمران أني واهب لك ذكرا فوهب له مريم ، ووهب لمريم عيسى ، فعيسى من مريم ومريم من عيسى ، و عيسى ومريم شئ واحد ، وأنا من أبي وأبي مني وأنا وأبي شئ واحد فقال له ابن أبي سعيد : فأسألك عن مسألة ؟ فقال : لا إخا لك تقبل مني ، ولست من غنمي هلمها .

فقال : رجل قال عند موته : كل مملوك لي قديم ، فهو حر لوجه الله عز وجل ، فقال : نعم ، إن الله تبارك وتعالى يقول في كتابه " حتى عاد كالعرجون القديم " فما كان من مماليكه أتى له ستة أشهر فهو قديم حر . قال : فخرج الرجل فافتقر حتى مات ولم يكن عنده مبيت ليلة لعنه الله .

- عيون أخبار الرضا : البيهقي ، عن الصولي ، عن عون بن محمد ، عن محمد بن أبي عباد قال : سمعت الرضا يقول يوما : يا غلام آتنا الغداء فكأن أنكرت ذلك فبين الانكار في فقرأ " قال لفتاه آتنا غداءنا " فقلت : الأمير أعلم الناس وأفضلهم .

- الاختصاص : أحمد بن محمد ، عن أبيه ، وأحمد بن إدريس ، عن الأشعري عن ابن عيسى ، عن الحسن بن علي ، عن المرزبان بن عمران القمي الأشعري قال : قلت لأبي الحسن الرضا : أسألك عن أهم الأشياء والأمور إلي أمن شيعتكم أنا ؟ فقال : نعم ، قال : قلت لأبي الحسن الرضا : اسمي مكتوب عندك ؟ قال : نعم .

- عيون أخبار الرضا : البيهقي ، عن الصولي ، عن أحمد بن محمد بن الفرات والحسين بن علي الباقطاني قالا : كان إبراهيم بن العباس صديقا لإسحاق بن إبراهيم أخي زيدان الكاتب المعروف بالزمن فنسخ له شعره في الرضا عليه السلام وقت منصرفه من خراسان وفيه شئ بخطه ، وكانت النسخة عنده إلى أن ولي إبراهيم بن العباس ديوان الضياع للمتوكل ، وكان قد تباعد ما بينه وبين أخي زيدان الكاتب ، فعزله عن ضياع كانت في يده ، وطالبه بمال وشدد عليه ، فدعا إسحاق بعض من يثق به وقال له : امض إلى إبراهيم بن العباس فأعلمه أن شعره في الرضا بخطه عندي وغير خطه ولئن لم يزل المطالبة عني لأوصلته إلى المتوكل ، فصار الرجل إلى إبراهيم برسالته فضاقت به الدنيا حتى أسقط عنه المطالبة ، وأخذ جميع ما عنده من شعره بعد أن حلف كل واحد منها لصاحبه .

قال الصولي : فحدثني يحيى بن علي المنجم ، قال : قال لي : أنا كنت السفير بينهما حتى أخذت الشعر فأحرقه إبراهيم بن العباس بحضرتي قال الصولي : وحدثني أحمد بن ملحان قال : كان لإبراهيم بن العباس ابنان اسمهما الحسن والحسين يكنيان بأبي محمد وأبي عبد الله فلما ولي المتوكل سمى الأكبر إسحاق وكناه بأبي محمد ، وسمى الأصغر عباسا وكناه بأبي الفضل فزعا .

قال الصولي : حدثني أحمد بن إسماعيل بن الخصيب قال : ما شرب إبراهيم ابن العباس ولا موسى بن عبد الملك النبيذ قط حتى ولي المتوكل ، فشرباه ، وكانا يتعمدان أن يجمعا الكراعات والمخنثين ، ويشربا بين أيديهم في كل يوم ثلاثا لتشيع الخبر بشربهما ، وله أخبار كثيرة في توقيه ليس هذا موضع ذكرها .

العودة إلى الصفحة الرئيسية

www.mezan.net <‎/TITLE> ‎<META HTTP-EQUIV="Content-Type" CONTENT="text/html; charset=windows-1256">‎ ‎<META NAME="keywords" CONTENT=" السيد محمد حسين فضل الله في الميزان ">‎ ‎<META NAME="description" CONTENT=" مقولات السيد فضل الله في كتبه ">‎ ‎<META NAME="author" CONTENT=" مقولات السيد فضل الله بصوته ">‎ ‎<META NAME="copyright" CONTENT=" رأي المراجع العظام والعلماء ">‎ <‎/HEAD>