فيمن روى عنه وتعابيرهم

- مناقب ابن شهرآشوب : ينقل عن الصادق عليه السلام من العلوم ما لا ينقل عن أحد ، وقد جمع أصحاب الحديث أسماء الرواة من الثقاة على اختلافهم في الآراء والمقالات ، وكانوا أربعة آلاف رجل . بيان ذلك أن ابن عقدة صنف كتاب الرجل لأبي عبد الله عددهم فيه وكان حفص بن غياث إذا حدث عنه قال : حدثني خير الجعافر جعفر بن محمد ، وكان علي بن غراب يقول : حدثني الصادق جعفر بن محمد .

حلية أبي نعيم إن جعفر الصادق حدث عنه من الأئمة والاعلام : مالك ابن أنس ، وشعبة بن الحجاج ، وسفيان الثوري ، وابن جريج ، وعبد الله بن عمرو وروح بن القاسم ، وسفيان بن عيينة ، وسليمان بن بلال ، وإسماعيل بن جعفر ، وحاتم ابن إسماعيل ، وعبد العزيز بن المختار ، ووهيب بن خالد ، وإبراهيم بن طهمان في آخرين قال : وأخرج عنه مسلم في صحيحه محتجا بحديثه .

وقال غيره : روى عنه مالك ، والشافعي ، والحسن بن صالح ، وأبو أيوب السختياني ، وعمر بن دينار ، وأحمد بن حنبل ، وقال مالك بن أنس : ما رأت عين ولا سمعت اذن ولا خطر على قلب بشر أفضل من جعفر الصادق فضلا وعلما وعبادة وورعا .

وسأل سيف الدولة عبد الحميد المالكي قاضي الكوفة عن مالك ، فوصفه وقال : كان جره بنده جعفر الصادق أي الربيب ، وكان مالك كثيرا ما يدعي سماعه وربما قال : حدثني الثقة يعنيه .

وجاء أبو حنيفة إليه ليسمع منه ، وخرج أبو عبد الله يتوكأ على عصا فقال له أبو حنيفة : يا ابن رسول الله ما بلغت من السن ما تحتاج معه إلى العصا قال : هو كذلك ولكنها عصا رسول الله أردت التبرك بها ، فوثب أبو حنيفة إليه وقال له : اقبلها يا ابن رسول الله ؟ فحسر أبو عبد الله عن ذراعه وقال له : والله لقد علمت أن هذا بشر رسول الله وأن هذا من شعره فما قبلته وتقبل عصا ! .

أبو عبد الله المحدث في رامش أفزاي أن أبا حنيفة من تلامذته وأن أمه كانت في حبالة الصادق قال : وكان محمد بن الحسن أيضا من تلامذته ولأجل ذلك كانت بنو العباس لم تحترمهما قال : وكان أبو يزيد البسطامي طيفور السقاء خدمه وسقاه ثلاث عشرة سنة .

وقال أبو جعفر الطوسي : كان إبراهيم بن أدهم ومالك بن دينار من غلمانه ودخل إليه سفيان الثوري يوما فسمع منه كلاما أعجبه فقال : هذا والله يا ابن رسول الله الجوهر ، فقال له : بل هذا خير من الجوهر ، وهل الجوهر إلا حجر .

بيان : اعلم أن ما ذكره علماؤنا من أن بعض المخالفين كانوا من تلامذة الأئمة وخدمهم وأتباعهم ، ليس غرضهم مدح هؤلاء المخالفين أو إثبات كونهم من المؤمنين ، بل الغرض أن المخالفين أيضا يعترفون بفضل الأئمة وينسبون أئمتهم وأنفسهم إليهم لاظهار فضلهم وعلمهم ، وإلا فهؤلاء المبتدعين أشهر في الكفر والعناد من إبليس وفرعون ذي الأوتاد .

 مناقب ابن شهرآشوب : الترغيب والترهيب عن أبي القاسم الأصفهاني أنه دخل عليه سفيان الثوري فقال : أنت رجل مطلوب ، وللسلطان علينا عيون ، فاخرج عنا غير مطرود ، القصة . ودخل عليه الحسن بن صالح بن حي فقال له : يا ابن رسول الله ما تقول في قوله تعالى : " أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم " من أولو الامر الذين أمر الله بطاعتهم ؟ قال : العلماء ، فلما خرجوا قال الحسن : ما صنعنا شيئا ألا سألناه من هؤلاء العلماء ، فرجعوا إليه فسألوه فقال : الأئمة منا أهل البيت .

وقال نوح بن دراج لابن أبي ليلى : أكنت تاركا قولا قلته ، أو قضاء قضيته لقول أحد ؟ قال : لا إلا رجل واحد ، قلت : من هو ؟ قال : جعفر بن محمد .

الحلية قال عمرو بن أبي المقدام : كنت إذا نظرت إلى جعفر بن محمد علمت أنه من سلالة النبيين .

العودة إلى الصفحة الرئيسية

www.mezan.net <‎/TITLE> ‎<META HTTP-EQUIV="Content-Type" CONTENT="text/html; charset=windows-1256">‎ ‎<META NAME="keywords" CONTENT=" السيد محمد حسين فضل الله في الميزان ">‎ ‎<META NAME="description" CONTENT=" مقولات السيد فضل الله في كتبه ">‎ ‎<META NAME="author" CONTENT=" مقولات السيد فضل الله بصوته ">‎ ‎<META NAME="copyright" CONTENT=" رأي المراجع العظام والعلماء ">‎ <‎/HEAD>