قصة مصادف مولى الإمام الصادق وأنه اتجر بماله من ربح دينار دينارا ، فما أخذه إلا رأس ماله ولم يأخذ الربح ، وقال : يا مصادف مجالدة السيوف أهون من طلب الحلال ، وأنه أمر ببيع طعامه لما زاد السعر بالمدينة ، وقال لغلامه : اشتر مع الناس يوما بيوم
- الكافي : أبو علي الأشعري ، عن محمد بن عبد الجبار ، عن أحمد بن النضر عن أبي جعفر الفزاري قال : دعا أبو عبد الله مولى له يقال له : مصادف ، فأعطاه ألف دينار وقال له : تجهز حتى تخرج إلى مصر ، فان عيالي قد كثروا قال : فتجهز بمتاع ، وخرج مع التجار إلى مصر ، فلما دنوا من مصر استقبلهم قافلة خارجة من مصر ، فسألوهم عن المتاع الذي معهم ما حاله في المدينة ، وكان متاع العامة فأخبروهم أنه ليس بمصر منه شئ فتحالفوا وتعاقدوا على أن لا ينقصوا متاعهم من ربح دينار دينارا ، فلما قبضوا أموالهم انصرفوا إلى المدينة ، فدخل مصادف على أبي عبد الله ومعه كيسان في كل واحد ألف دينار فقال : جعلت فداك هذا رأس المال ، وهذا الاخر ربح فقال : إن هذا الربح كثير ، ولكن ما صنعتم في المتاع ؟ فحدثه كيف صنعوا وكيف تحالفوا ، فقال : سبحان الله تحلفون على قوم مسلمين ألا تبيعوهم إلا بربح الدينار دينارا ؟ ! ثم أخذ أحد الكيسين فقال : هذا رأس مالي ولا حاجة لنا في هذا الربح ، ثم قال : يا مصادف مجالدة السيوف ، أهون من طلب الحلال .

- الكافي : محمد بن يحيى ، عن علي بن إسماعيل ، عن علي بن الحكم ، عن جهم بن أبي جهم ، عن معتب قال : قال لي أبو عبد الله وقد تزيد السعر بالمدينة : كم عندنا من طعام ؟ قال : قلت : عندنا ما يكفينا أشهر كثيرة قال : أخرجه وبعه قال : قلت له : وليس بالمدينة طعام ! ! قال : بعه ، فلما بعته قال : اشتر مع الناس يوما بيوم وقال : يا معتب اجعل قوت عيالي نصفا شعيرا ونصفا حنطة ، فإن الله يعلم أني واجد أن أطعمهم الحنطة على وجهها ، ولكني أحب أن يراني الله قد أحسنت تقدير المعيشة .

- الكافي : علي بن محمد ، عن صالح بن أبي حماد ، عن أحمد بن حماد ، عن محمد بن مرازم ، عن أبيه أو عمه قال : شهدت أبا عبد الله وهو يحاسب وكيلا له والوكيل يكثر أن يقول : والله ما خنت فقال له أبو عبد الله : يا هذا خيانتك وتضييعك علي مالي سواء إلا أن الخيانة شرها عليك .

- تنبيه الخاطر : الفضل بن أبي قرة قال : كان أبو عبد الله يبسط رداءه وفيه صرر الدنانير فيقول للرسول : اذهب بها إلى فلان وفلان ، من أهل بيته ، وقل لهم : هذه بعث بها إليكم من العراق ، قال : فيذهب بها الرسول إليهم فيقول ما قال فيقولون : أما أنت فجزاك الله خيرا بصلتك قرابة رسول الله ، وأما جعفر فحكم الله بيننا وبينه ، قال : فيخر أبو عبد الله ساجدا ويقول : اللهم أذل رقبتي لولد أبي .

- أمالي الطوسي : الحسين بن إبراهيم القزويني ، عن محمد بن وهبان ، عن أحمد بن إبراهيم ، عن الحسن بن الزعفراني ، عن البرقي ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن هشام بن سالم ، عن أبي عبد الله قال : لوددت أني وأصحابي في فلاة من الأرض حتى نموت ، أو يأتي الله بالفرج .

- العدد : قال الثوري لجعفر بن محمد : يا ابن رسول الله اعتزلت الناس ! ! فقال : يا سفيان ، فسد الزمان ، وتغير الاخوان ، فرأيت الانفراد أسكن للفؤاد .

ثم قال :

ذهب الوفاء ذهاب أمس الذاهب        والناس بين مخاتل وموارب

يفشون بينهم المودة والصفا        وقلوبهم محشوة بعقارب

وقال الواقدي : جعفر من الطبقة الخامسة من التابعين .

أقول : روى البرسي في مشارق الأنوار أن فقيرا سأل الصادق فقال لعبده : ما عندك ؟ قال : أربعمائة درهم ، قال : أعطه إياها ، فأعطاه ، فأخذها وولى شاكرا فقال لعبده : أرجعه ، فقال : يا سيدي سألت فأعطيت فماذا بعد العطاء ؟ فقال له : قال رسول الله : خير الصدقة ما أبقت غنى ، وإنا لم نغنك ، فخذ هذا الخاتم فقد أعطيت فيه عشرة آلاف درهم ، فإذا احتجت فبعه بهذه القيمة .

- الحسين بن سعيد أو النوادر : ابن سنان ، عن ابن مسكان ، عن الصيقل قال : كنت عند أبي عبد الله جالسا فبعث غلاما له عجميا في حاجة إلى رجل ، فانطلق ثم رجع فجعل أبو عبد الله يستفهمه الجواب ، وجعل الغلام لا يفهمه مرارا قال : فلما رأيته لا يتعبر لسانه ولا يفهمه ظننت أنه سيغضب عليه ، قال : وأحد النظر إليه ثم قال : أما والله لئن كنت عيي اللسان فما أنت بعيي القلب ، ثم قال : إن الحياء والعفاف والعي - عي اللسان لا عي القلب - من الايمان ، والفحش والبذاء والسلاطة من النفاق .

- كتاب قضاء الحقوق للصوري : عن إسحاق بن إبراهيم بن يعقوب قال : كنت عند أبي عبد الله وعنده المعلى بن خنيس إذ دخل عليه رجل من أهل خراسان فقال : يا ابن رسول الله أنا من مواليكم أهل البيت ، وبيني وبينكم شقة بعيدة وقد قل ذات يدي ، ولا أقدر أن أتوجه إلى أهلي إلا أن تعينني قال : فنظر أبو عبد الله يمينا وشمالا وقال : ألا تسمعون ما يقول أخوكم ؟ إنما المعروف ابتداء ، فأما ما أعطيت بعد ما سأل ، فإنما هو مكافاة لما بذل لك من [ ماء ] وجهه ثم قال : فيبيت ليلته متأرقا متململا بين اليأس والرجاء لا يدري أين يتوجه بحاجته ، فيعزم على القصد إليك ، فأتاك وقلبه يجب وفرائصه ترتعد ، وقد نزل دمه في وجهه ، وبعد هذا فلا يدري أينصرف من عندك بكآبة الرد ، أم بسرور النجح فأن أعطيته رأيت أنك قد وصلته ، وقد قال رسول الله : والذي فلق الحبة وبرأ النسمة وبعثني بالحق نبيا ، لما يتجشم من مسألته إياك ، أعظم مما ناله من معروفك .

قال : فجمعوا للخراساني خمسة آلاف درهم ، ودفعوها إليه .

العودة إلى الصفحة الرئيسية

www.mezan.net <‎/TITLE> ‎<META HTTP-EQUIV="Content-Type" CONTENT="text/html; charset=windows-1256">‎ ‎<META NAME="keywords" CONTENT=" السيد محمد حسين فضل الله في الميزان ">‎ ‎<META NAME="description" CONTENT=" مقولات السيد فضل الله في كتبه ">‎ ‎<META NAME="author" CONTENT=" مقولات السيد فضل الله بصوته ">‎ ‎<META NAME="copyright" CONTENT=" رأي المراجع العظام والعلماء ">‎ <‎/HEAD>