ما جرى بينه وبينهم

- الإحتجاج : سعيد بن أبي الخصيب قال : دخلت أنا وابن أبي ليلى المدينة فبينا نحن في مسجد الرسول إذ دخل جعفر بن محمد ، فقمنا إليه فسألني عن نفسي وأهلي ، ثم قال : من هذا معك ؟ فقلت : ابن أبي ليلى قاضي المسلمين ، فقال : نعم ، ثم قال له : تأخذ مال هذا فتعطيه هذا ؟ وتفرق بين المرء وزوجه ، لا تخاف في هذا أحدا ؟ قال : نعم ، قال : بأي شئ تقضي ؟ قال : بما بلغني عن رسول الله وعن أبي بكر وعمر ، قال : فبلغك أن رسول الله قال : أقضاكم علي ؟ قال : نعم ، قال : فكيف تقضي بغير قضاء علي وقد بلغك هذا ! ؟ قال : فاصفر وجه ابن أبي ليلى ، ثم قال : التمس زميلا لنفسك ، والله لا أكلمك من رأسي كلمة أبدا .

- الإحتجاج : الكليني ، عن إسحاق بن يعقوب قال : ورد التوقيع على يد محمد بن عثمان العمري : وأما أبو الخطاب محمد بن أبي زينبة الأجدع ملعون ، وأصحابه ملعونون ، فلا تجالس أهل مقالتهم ، فاني منهم برئ ، وآبائي منهم براء الخبر .

- قرب الإسناد : محمد بن عيسى ، عن إبراهيم بن عبد الحميد ، عن أبي عبد الله قال : قال : إذ سرك أن تنظر إلى خيار في الدنيا ، خيار في الآخرة ، فانظر إلى هذا الشيخ يعني عيسى بن أبي منصور .

- الاختصاص : ابن الوليد ، عن الصفار ، عن ابن عيسى ، عن موسى بن طلحة عن بعض الكوفيين رفعه قال : كنت بمنى إذ أقبل عمران بن عبد الله القمي ومعه مضارب للرجال والنساء ، وفيها كنف ، وضربها في مضرب أبي عبد الله إذ أقبل أبو عبد الله ومعه نساؤه فقال : مما هذا ؟ فقلت : جعلت فداك هذه مضارب ضربها لك عمران بن عبد الله القمي : فنزل بها ثم قال : يا غلام ! عمران بن عبد الله قال : فأقبل فقال : جعلت فداك هذه المضارب التي أمرتني أن أعملها لك فقال : بكم ارتفعت ؟ فقال له : جعلت فداك إن الكرابيس من صنعتي ، وعملتها لك ، فأنا أحب جعلت فداك أن تقبلها مني هدية ، وقد رددت المال الذي أعطيتنيه قال : فقبض أبو عبد الله على يده ثم قال : أسأل الله تعالى أن يصلي على محمد وآل محمد وأن يظلك يوم لا ظل إلا ظله .

بيان : الكنف بالضم جمع الكنيف .

- الاختصاص : ابن قولويه ، عن ابن العياشي ، عن أبيه ، عن علي بن محمد ، عن الحسين بن عبد الله ، عن عبد الله بن علي ، عن أحمد بن حمزة بن عمران القمي ، عن حماد الناب قال : كنا عند أبي عبد الله بمنى ونحن جماعة إذ دخل عليه عمران بن عبد الله القمي فسأله ، وبره ، وبشه فلما أن قام ، قلت لأبي عبد الله : من هذا الذي بررته هذا البر ؟ فقال : هذا من أهل البيت النجباء ما أراد بهم جبار من الجبابرة إلا قصمه الله .

- وبهذا الاسناد ، عن أحمد بن حمزة ، عن مرزبان بن عمران ، عن أبان ابن عثمان ، قال : دخل عمران بن عبد الله فقربه أبو عبد الله فقال : كيف أنت ؟ وكيف ولدك ؟ وكيف أهلك ؟ وكيف بنو عمك ؟ وكيف أهل بيتك ؟ ثم حدثه مليا ، فلما خرج قيل لأبي عبد الله : من هذا ؟ قال : نجيب قوم نجباء ، ما نصب لهم جبار إلا قصمه الله .

- قرب الإسناد : ابن سعد ، عن الأزدي قال : خرجنا من المدينة نريد منزل أبي عبد الله فلحقنا أبو بصير خارجا من زقاق من أزقة المدينة ، وهو جنب ونحن لا علم لنا ، حتى دخلنا على أبي عبد الله فسلمنا عليه فرفع رأسه إلى أبي بصير فقال له : يا أبا بصير أما تعلم أنه لا ينبغي للجنب أن يدخل بيوت الأنبياء ، فرجع أبو بصير ودخلنا .

- قرب الإسناد : السندي بن محمد ، عن صفوان الجمال قال قلت لأبي عبد الله : أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، ثم قلت له : أشهد أن محمدا رسول الله كان حجة الله على خلقه ، ثم كان أمير المؤمنين وكان حجة الله على خلقه ، فقال : رحمك الله ثم كان الحسن بن علي وكان حجة الله على خلقه ، فقال : رحمك الله ثم كان الحسين بن علي وكان حجة الله على خلقه ، فقال : رحمك الله ثم كان علي بن الحسين وكان حجة الله على خلقه وكان محمد بن علي وكان حجة الله على خلقه وأنت حجة الله عليه خلقه فقال : رحمك الله .

- قرب الإسناد : محمد بن الحسين ، عن صفوان بن يحيى ، عن عيسى شلقان ، عن موسى بن جعفر قال : إن أبا الخطاب ممن أعير الايمان ثم سلبه الله الخبر .

- أمالي الطوسي : المفيد ، عن المظفر بن أحمد البلخي ، عن محمد بن همام الإسكافي عن أحمد بن مابنداد بن منصور ، عن الحسن بن علي الخزاز ، عن علي بن عقبة عن سالم بن أبي حفصة قال : لما هلك أبو جعفر محمد بن علي الباقر قلت لأصحابي : انتظروني حتى أدخل على أبي عبد الله جعفر بن محمد فأعزيه به فدخلت عليه فعزيته ثم قلت : إنا لله وإنا إليه راجعون ذهب والله من كان يقول : قال رسول الله ، فلا يسأل عن من بينه وبين رسول الله ، لا والله لا يرى مثله أبدا قال : فسكت أبو عبد الله ساعة ، ثم قال : قال الله تعالى : إن من عبادي من يتصدق بشق تمرة فأربيها له كما يربي أحدكم فلوه حتى أجعلها له مثل جبل أحد ، فخرجت إلى أصحابي فقلت : ما رأيت أعجب من هذا ، كنا نستعظم قول أبي جعفر : " قال رسول الله " بلا واسطة ، فقال لي أبو عبد الله : " قال الله تعالى " بلا واسطة .

- أمالي الطوسي : أبو عمرو عبد الواحد بن محمد ، عن ابن عقدة ، عن أحمد بن يحيى قال : سمعت أبا عنان يقول : ما رأيت في جعفي أفضل من مسعود بن سعد ، وهو أبو سعد الجعفي .

- علل الشرائع : ابن إدريس ، عن أبيه ، عن الأشعري ، عن محمد بن عيسى ، عن الهيثم ، عن ابن أبي عمير ، عن حماد بن عثمان ، عن الوليد بن صبيح قال : جاء رجل إلى أبي عبد الله يدعي على المعلى بن خنيس دينا عليه قال : فقال : ذهب بحقي ، فقال : ذهب بحقك الذي قتله ، ثم قال للوليد : قم إلى الرجل فاقضه من حقه فاني أريد أن أبرد عليه جلده ، وإن كان باردا .

- معاني الأخبار : أبي ، عن محمد العطار ، عن سهل ، عن علي بن سليمان عن زياد القندي ، عن عبد الله بن سنان ، عن ذريح المحاربي قال : قلت لأبي عبد الله إن الله أمرني في كتابه بأمر فأحب أن أعلمه قال : وما ذاك ؟ قلت : قول الله عز وجل " ثم ليقضوا تفثهم وليوفوا نذورهم " قال : ليقضوا تفثهم لقاء الامام وليوفوا نذورهم تلك المناسك ، قال عبد الله بن سنان : فأتيت أبا عبد الله فقلت : جعلني الله فداك قول الله عز وجل " ثم ليقضوا تفثهم وليوفوا نذورهم " قال : أخذ الشارب وقص الأظفار وما أشبه ذلك ، قال : قلت : جعلت فداك فان ذريحا المحاربي حدثني عنك أنك قلت له : " ثم ليقضوا تفثهم " : لقاء الامام " وليوفوا نذورهم " : تلك المناسك فقال : صدق ذريح وصدقت إن للقرآن ظاهرا وباطنا ومن يحتمل ما يحتمل ذريح .

- معاني الأخبار : ابن الوليد ، عن الصفار ، عن ابن عيسى ، عن ابن أبي عمير ، عن بعض أصحابه ، عن أبي عبد الله قال : قيل له : إن أبا الخطاب يذكر عنك أنك قلت له : إذا عرفت الحق فاعمل ما شئت فقال : لعن الله أبا الخطاب والله ما قلت له هكذا .

- إكمال الدين : الهمداني ، عن علي بن إبراهيم ، عن اليقطيني ، عن إبراهيم بن محمد الهمداني رضي الله عنه قال : قلت للرضا : يا ابن رسول الله أخبرني عن زرارة هل كان يعرف حق أبيك ؟ فقال : نعم ، فقلت له : فلم بعث ابنه عبيدا ليتعرف الخبر : إلى من أوصى الصادق جعفر بن محمد ؟ فقال : إن زرارة كان يعرف أمر أبي ونص أبيه عليه ، وإنما بعث ابنه ليعرف من أبي هل يجوز أن يرفع التقية في إظهار أمره ونص أبيه عليه ، وإنه لما أبطا عنه ابنه طولب باظهار قوله في أبي فلم يحب أن يقدم على ذلك دون أمره فرفع المصحف وقال : اللهم إن إمامي من أثبت هذا المصحف إمامته من ولد جعفر بن محمد .

- إكمال الدين : أبي ، عن محمد العطار ، عن الأشعري ، عن أحمد بن هلال ، عن محمد بن عبيد الله بن زرارة ، عن أبيه قال : لما بعث زرارة عبيدا ابنه إلى المدينة ليسأل عن الخبر بعد مضي أبي عبد الله ، فلما اشتد به الامر أخذ المصحف وقال : من أثبت إمامته هذا المصحف فهو إمامي .

قال الصدوق - ره - : هذا الخبر لا يوجب أنه لم يعرف ، على أن راوي هذا الخبر أحمد بن هلال وهو مجروح عند مشايخنا رضي الله عنهم .

حدثنا شيخنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي الله عنه قال : سمعت سعد بن عبد الله يقول : ما رأينا ولا سمعنا بمتشيع رجع عن التشيع إلى النصب إلا أحمد بن هلال ، وكانوا يقولون : إن ما تفرد بروايته أحمد بن هلال فلا يجوز استعماله .

- إكمال الدين : ابن الوليد ، عن الصفار ، عن محمد بن عبد الجبار ، عن منصور ابن العباس ، عن مروك بن عبيد ، عن درست ، عن أبي الحسن موسى قال : ذكر بين يديه زرارة بن أعين فقال : والله إني سأستوهبه من ربي يوم القيامة فيهبه لي ويحك إن زرارة بن أعين أبغض عدونا في الله ، وأحب ولينا في الله .

- تفسير العياشي : عن ابن أبي عمير ، قال : وجه زرارة ابنه عبيدا إلى المدينة يستخبر له خبر أبي الحسن وعبد الله فمات قبل أن يرجع إليه ابنه ، قال محمد بن أبي عمير : حدثني محمد بن حكيم قال : قلت لأبي الحسن الأول فذكرت له زرارة وتوجيه ابنه عبيدا إلى المدينة فقال أبو الحسن : إني لأرجو أن يكون زرارة ممن قال الله " ومن يخرج من بيته مهاجرا إلى الله ورسوله ثم يدركه الموت فقد وقع أجره على الله " .

- الاختصاص : أبو غالب الزراري ، عن محمد بن سعيد الكوفي ، عن محمد ابن فضل بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن النعمان بن عمرو الجعفي ، عن محمد بن إسماعيل بن عبد الرحمان الجعفي قال : دخلت أنا وعمي الحصين بن عبد الرحمان على أبي عبد الله فأدناه وقال : من هذا معك ؟ قال : ابن أخي إسماعيل فقال : رحم الله إسماعيل وتجاوز عنه سيئ عمله كيف خلفتموه ؟ قال : بخير ما أبقى الله لنا مودتكم فقال : يا حصين لا تستصغروا مودتنا فإنها من الباقيات الصالحات قال : يا ابن رسول الله ما استصغرتها ولكن أحمد الله عليها .

- إكمال الدين : أبي وابن الوليد معا ، عن أحمد بن إدريس ، ومحمد العطار معا عن الأشعري ، عن ابن يزيد ، عن ابن أبي عمير ، عن الفضل بن عبد الملك ، عن أبي عبد الله إنه قال : أربعة أحب الناس إلي أحياءا وأمواتا : بريد العجلي ، و زرارة بن أعين ، ومحمد بن مسلم ، والأحول أحب الناس أحياءا وأمواتا .

- غيبة الشيخ الطوسي : الغضائري ، عن البزوفري ، عن أحمد بن إدريس ، عن ابن عيسى ، عن الحسين بن سعيد ، عن ابن أبي عمير ، عن الحسين بن أحمد ، عن أسد ابن أبي العلا ، عن هشام بن أحمر قال : دخلت على أبي عبد الله وأنا أريد أن أسأله عن المفضل بن عمر ، وهو في ضيعة له في يوم شديد الحر والعرق يسيل على صدره فابتدأني فقال : نعم والله الذي لا إله إلا هو الرجل المفضل بن عمر ، نعم والله الذي لا إله إلا هو الرجل المفضل بن عمر الجعفي ، حتى أحصيت بضعا و ثلاثين مرة ، يقولها ويكررها ، وقال : إنما هو والد بعد والد .

- بصائر الدرجات : محمد بن الحسين ، عن موسى بن سعدان ، عن عبد الله بن القاسم ، عن خالد بن نجيح الجواز قال : دخلت على أبي عبد الله وعنده خلق فقنعت رأسي وجلست في ناحية وقلت في نفسي : ويحكم ما أغفلكم ؟ ! عند من تكلمون ، عند رب العالمين ؟ قال : فناداني ويحك يا خالد إني والله عبد مخلوق ، لي رب أعبده إن لم أعبده والله عذبني بالنار ، فقلت : لا والله لا أقول فيك أبدا إلا قولك في نفسك .

- المحاسن : الحسن بن علي بن يقطين ، عن أبيه ، عن جميل ، عن أبي عبد الله قال : من مات بين الحرمين بعثه الله في الآمنين يوم القيامة ، أما إن عبد الرحمن بن حجاج وأبا عبيدة منهم .

- بصائر الدرجات : علي بن حسان ، عن موسى بن بكر ، عن حمران ، عن أبي جعفر قال : قال رسول الله : من أهل بيتي اثنا عشر محدثا ، فقال له عبد الله بن زيد - كان أخو علي لامه - سبحان الله كان محدثا ؟ - كالمنكر لذلك - فأقبل عليه أبو جعفر فقال : أما والله إن ابن أمك بعد ، فد كان يعرف ذلك قال : فلما قال ذلك سكت الرجل فقال أبو جعفر : هي التي هلك فيها أبو الخطاب لم يدر تأويل المحدث والنبي .

بيان : لا يخفى غرابة هذا الخبر إذ لم ينقل أن أبا الخطاب أدرك الباقر ولو كان أدركه فلا شك أن هذا المذهب الفاسد إنما ظهر منه في أواسط زمن الصادق ، إلا أن يقال : إن أبا جعفر الذي ذكر ثانيا هو الثاني فيكون من كلام علي بن حسان أو يكون غير المعصوم والله يعلم .

- المحاسن : أبي ، عن النضر ، عن يحيى الحلبي ، عن عبد الله بن مسكان ، عن بدر بن الوليد الخثعمي قال : دخل يحيى بن سابور على أبي عبد الله عليه السلام ليودعه فقال أبو عبد الله : أما والله إنكم لعلى الحق ، وإن من خالفكم لعلى غير الحق والله ما أشك أنكم في الجنة ، فاني لأرجو أن يقر الله أعينكم إلى قريب .

- غيبة الشيخ الطوسي : روي عن هشام بن أحمر قال : حملت إلى أبي إبراهيم عليه السلام إلى المدينة أموالا فقال : ردها فادفعها إلى المفضل بن عمر ، فرددتها إلى جعفي فحططتها على باب المفضل

- غيبة الشيخ الطوسي : روي عن موسى بن بكر قال : كنت في خدمة أبي الحسن فلم أكن أرى شيئا يصل إليه إلا من ناحية المفضل ، ولربما رأيت الرجل يجئ بالشئ فلا يقبله منه ، ويقول : أوصله إلى المفضل .

- غيبة الشيخ الطوسي : الغضايري ، عن البزوفري ، عن أحمد بن إدريس ، عن ابن عيسى عن ابن فضل ، عن ابن بكير ، عن زرارة قال : قال أبو جعفر : وذكرنا حمران ابن أعين فقال : لا يرتد والله أبدا ، ثم أطرق هنيهة ثم قال : أجل لا يرتد والله أبدا .

- غيبة الشيخ الطوسي : ومن المحمودين المعلى بن خنيس وكان من قوام أبي عبد الله وإنما قتله داود بن علي بسببه وكان محمودا عنده ومضى على منهاجه وأمره مشهور ، فروي عن أبي بصير قال : لما قتل داود بن علي المعلى بن خنيس وصلبه عظم ذلك على أبي - عبد الله واشتد عليه وقال له : يا داود على ما قتلت مولاي ، وقيمي في مالي و على عيالي ؟ والله إنه لأوجه عند الله منك في حديث طويل .

وفي خبر آخر أنه قال : أما والله لقد دخل الجنة . ومنهم نصر بن قابوس اللخمي فروي أنه كان وكيلا لأبي عبد الله عشرين سنة ولم يعلم أنه وكيل وكان خيرا فاضلا ، وكان عبد الرحمن بن الحجاج وكيلا لأبي عبد الله ومات في عصر الرضا على ولايته .

- الخرائج : روي عن زيد الشحام أنه قال له أبو عبد الله : كم أتى عليك من سنة ؟ قال : قلت : كذا وكذا قال : جدد عبادة ربك وأحدث توبة فبكيت ، فقال : ما يبكيك ؟ فقلت : نعيت إلي نفسي قال : أبشر فإنك من شيعتنا ومعنا في الجنة إلينا الصراط والميزان وحساب شيعتنا ، والله إنا أرحم بكم منكم بأنفسكم وإني أنذر إليك وإلى رفيقك الحارث بن المغيرة النضري في درجتك في الجنة .

- الإرشاد : ممن روى صريح النص بالإمامة من أبي عبد الله الصادق على ابنه أبي الحسن موسى ثم من شيوخ أصحاب أبي عبد الله وخاصته وبطانته وثقاته الفقهاء الصالحين رحمة الله عليهم أجمعين ، المفضل بن عمر الجعفي ، ومعاذ ابن كثير وعبد الرحمن بن الحجاج ، والفيض بن المختار ، ويعقوب السراج ، و سليمان بن خالد ، وصفوان الجمال وغيرهم ممن يطول بذكرهم الكتاب .

- الإرشاد : ابن قولويه ، عن الكليني ، عن محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن أبي يحيى الواسطي ، عن هشام بن سالم قال : كنا بالمدينة بعد وفاة أبي عبد الله أنا ومحمد بن النعمان صاحب الطاق ، والناس مجتمعون عند عبد الله بن جعفر أنه صاحب الامر بعد أبيه ، فدخلنا عليه والناس عنده فسألناه عن الزكاة في كم تجب ؟ قال : في مائتين درهم خمسة دراهم ، فقلنا ففي مائة درهم ؟ قال : درهمان ونصف ، قلنا : والله ما تقول المرجئة هذا فقال : والله ما أدري ما تقول المرجئة ، قال : فخرجنا ضلالا ما ندري إلى أين نتوجه أنا وأبو جعفر الأحول ، فقعدنا في بعض أزقة المدينة ناكسين لا ندري أين نتوجه وإلى من نقصد ، نقول : إلى المرجئة أم إلى القدرية أم إلى المعتزلة أم إلى الزيدية . فنحن كذلك إذ رأيت رجلا شيخا لا أعرفه يومئ إلي بيده ، فخفت أن يكون عينا من عيون أبي جعفر المنصور ، وذلك أنه كان له بالمدينة جواسيس على من تجتمع بعد جعفر الناس إليه ، فيؤخذ ويضرب عنقه ، فخفت أن يكون ذلك منهم فقلت للأحول : تنح فاني خائف على نفسي وعليك ، وإنما يريدني ليس يريدك فتنح عني لا تهلك فتعين على نفسك ، فتنحى بعيدا ، وتبعت الشيخ وذلك أني ظننت أني لا أقدر على التخلص منه فما زلت أتبعه وقد عزمت على الموت ، حتى ورد بي على باب أبي الحسن موسى ثم خلاني ومضى ، فإذا خادم بالباب قال لي : ادخل رحمك الله ، فدخلت فإذا أبو الحسن موسى فقال لي ابتدءا منه : إلي إلي لا إلى المرجئة ولا إلى القدرية ولا إلى المعتزلة ولا إلى الزيدية ولا إلى الخوارج .

قلت : جعلت فداك مضى أبوك ؟ قال : نعم ، قلت : مضى موتا قال : نعم ، قلت : فمن لنا من بعده ؟ قال : إن شاء الله تعالى أن يهديك هداك ، قلت : جعلت فداك إن عبد الله أخاك يزعم أنه الامام بعد أبيه فقال : عبد الله يريد أن لا يعبد الله ، قلت : جعلت فداك فمن لنا بعده ؟ قال : إن شاء الله أن يهديك هداك ، قلت : جعلت فداك أنت هو ؟ قال : لا أقول ذلك ، قال : فقلت في نفسي : لم أصب طريق المسألة ، ثم قلت له : جعلت فداك عليك إمام ؟ قال : لا فدخلني شئ لا يعلمه إلا الله إعظاما له وهيبة ثم قلت له : جعلت فداك أسألك كما كنت أسأل أباك ؟ قال : اسأل تخبر ولا تذع فان أذعت فهو الذبح فسألته ، فإذا هو بحر لا ينزف .

فقلت : جعلت فداك شيعة أبيك ضلال فألقي إليهم هذا الامر وأدعوهم إليك فقد أخذت علي الكتمان ؟ قال : من آنست منهم رشدا فألق إليه وخذ عليه الكتمان فإن أذاع فهو الذبح ، وأشار بيده إلى حلقه قال : فخرجت من عنده ولقيت أبا جعفر الأحول فقال لي : ما وراك ؟ قلت : الهدى وحدثته بالقصة ، ثم لقينا زرارة وأبا بصير فدخلا عليه وسمعا كلامه وسألاه وقطعا عليه ، ثم لقينا الناس أفواجا و كل من دخل إليه قطع عليه الا طائفة عمار الساباطي ، وبقي عبد الله لا يدخل إليه من الناس إلا قليل .

- الإرشاد : ابن قولويه ، عن الكليني ، عن علي بن محمد ، عن سهل بن زياد عن محمد بن الوليد ، عن يحيى بن حبيب الزيات ، قال : أخبرني من كان عند أبي الحسن الرضا فلما نهض القوم قال لهم أبو الحسن الرضا : ألقوا أبا جعفر فسلموا عليه وأحدثوا به عهدا ، فلما نهض القوم التفت إلي وقال : يرحم الله المفضل إنه كان ليقنع بدون ذلك .

- السرائر : أبان بن تغلب ، عن ابن أسباط ، عن الحجال ، عن حماد أو داود قال أبو الحسن : جاءت امرأة أبي عبيدة إلى أبي عبد الله بعد موته قالت : إنما أبكى أنه مات وهو غريب فقال : ليس هو بغريب إن أبا عبيدة منا أهل البيت .

- السرائر : أبان بن تغلب ، عن محمد بن علي ، عن حنان بن سدير قال : كنت عند أبي عبد الله وأنا وجماعة من أصحابنا فذكر كثير النوا قال : وبلغه عنه أنه ذكره بشئ فقال لنا أبو عبد الله : أما إنكم إن سألتم عنه وجدتموه إنه لغية ، فلما قدمنا الكوفة سألت عن منزله فدللت عليه ، فأتينا منزله فإذا دار كبيرة فسألنا عنه فقالوا : في ذلك البيت عجوزة كبيرة قد أتى عليها سنون كثيرة فسلمنا عليها وقلنا لها : نسألك عن كثير النوا ؟ قالت : وما حاجتكم إلى أن تسألوا عنه ؟ قلت : لحاجة إليه ، قالت لنا : ولد في ذلك البيت ولدته أمه سادس ستة من الزناء . قال محمد بن إدريس رحمه الله : هذا كثير النوا الذي ينسب البترية من الزيدية إليه لأنه كان أبتر اليد . قال محمد بن إدريس - ره - يحسن أن يقال ههنا كان مقطوع اليد .

- السرائر : من جامع البزنطي عن هشام بن سالم قال : سألت أبا عبد الله عن يونس بن ظبيان فقال : رحمه الله وبنى له بيتا في الجنة ، كان والله مأمونا على الحديث .

- الكافي : محمد بن يحيى ، عن ابن عيسى ، عن ابن الحكم ، عن علي بن عقبة قال : كان أبو الخطاب قبل أن يفسد هو يحمل المسائل لأصحابنا ويجئ بجواباتها .

- تفسير العياشي : عن أبي بصير قال : أبو جعفر يقول : إن الحكم بن عتيبة وسلمة وكثير النوا وأبا المقدام والتمار - يعني سالما - أضلوا كثيرا ممن ضل من هؤلاء الناس ، وإنهم ممن قال الله " ومن الناس من يقول آمنا بالله وباليوم الاخر وما هم بمؤمنين " وإنهم ممن قال الله " وأقسموا بالله جهد أيمانهم يحلفون بالله إنهم لمعكم حبطت أعمالهم فأصبحوا خاسرين " .

- تفسير العياشي : عن داود بن فرقد قال : قلت لأبي عبد الله : جعلت فداك كنت أصلي عند القبر وإذا رجل خلفي يقول : " أتريدون أن تهدوا من أضل الله والله أركسهم بما كسبوا " قال : فالتفت إليه وقد تأول على هذه الآية وما أدري من هو وأنا أقول " وإن الشياطين ليوحون إلى أوليائهم ليجادلوكم وإن أطعتموهم إنكم لمشركون " فإذا هو هارون بن سعيد قال : فضحك أبو عبد الله ثم قال : إذا أصبت الجواب قل الكلام بإذن الله .

- تفسير العياشي : عن داود بن فرقد قال : قال أبو عبد الله : عرضت لي إلى ربي حاجة فهجرت فيها إلى المسجد وكذلك أفعل إذا عرضت الحاجة فبينا أنا أصلي في الروضة إذا رجل على رأسي ، قال : فقلت : ممن الرجل ؟ فقال : من أهل الكوفة قال : قلت : ممن الرجل ؟ قال : من أسلم قال : فقلت : ممن الرجل ؟ قال : من الزيدية قال : قلت : يا أخا أسلم من تعرف منهم ؟ قال : أعرف خيرهم و سيدهم وأفضلهم هارون بن سعيد ، قلت : يا أخا أسلم ذاك رأس العجلية كما سمعت الله يقول " إن الذين اتخذوا العجل سينالهم غضب من ربهم وذلة في الحياة الدنيا " وإنما الزيدي حقا محمد بن سالم بياع القصب .

- تفسير العياشي : عن الحارث بن المغيرة ، عن أبي عبد الله قال : قلت له : إن عبد الله بن عجلان قال في مرضه الذي مات فيه : إنه لا يموت فمات فقال : لا أعرفه الله شيئا من ذنوبه أين ذهب إن موسى اختار سبعين من قومه فلما أخذتهم الرجفة قال : رب أصحابي أصحابي قال : إني أبدلك بهم من هو خير لك منهم فقال : إني عرفتهم ووجدت ريحهم [ قال : ] فبعثهم الله له أنبياء .

بيان : لعله إنما قال ذلك لما سمع منه عليه السلام أنه يكون من أنصار القائم فبين أنه إنما يكون ذلك في الرجعة لما ذكر من القصة فتفهم .

- مجالس المفيد : أبو غالب الزراري ، عن حميد بن زياد ، عن الحسن بن محمد ، عن محمد بن الحسن بن زياد العطار ، عن أبيه قال : لما قدم زيد الكوفة دخل قلبي من ذلك بعض ما يدخل قال : فخرجت إلى مكة ومررت بالمدينة فدخلت على أبي عبد الله وهو مريض فوجدته على سرير مستلقيا عليه وما بين جلده وعظمه شئ فقلت إني أحب أن أعرض عليك ديني فانقلب على جنبه ثم نظر إلي فقال : يا حسن ما كنت أحسبك إلا وقد استغنيت عن هذا ، ثم قال : هات ، فقلت أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله فقال معي مثلها ، فقلت وأنا مقر بجميع ما جاء به محمد بن عبد الله .

قال : فسكت ، قلت : وأشهد أن عليا إمام بعد رسول الله فرض طاعته من شك فيه كان ضالا ، ومن جحده كان كافرا ، قال : فسكت ، قلت : وأشهد أن الحسن والحسين بمنزلته ، حتى انتهيت إليه فقلت : وأشهد أنك بمنزلة الحسن والحسين ومن تقدم من الأئمة قال : كف قد عرفت الذي تريد ، ما تريد إلا أن أتولاك على هذا ؟ قال : قلت : فإذا توليتني على هذا فقد بلغت الذي أردت قال : قد توليتك عليه ، فقلت : جعلت فداك إني قد هممت بالمقام قال ولم ؟ قال : قلت : إن ظفر زيد وأصحابه فليس أحد أسوء حالا عندهم منا ، وإن ظفر بنو أمية فنحن عندهم بتلك المنزلة ، قال : فقال لي : انصرف ليس عليك بأس من إلى ولا من إلى .

- مجالس المفيد : ابن قولويه ، عن أبيه ، عن سعد ، عن ابن عيسى ، عن موسى بن طلحة ، عن أبي محمد أخي يونس بن يعقوب ، عن أخيه يونس قال : كنت بالمدينة فاستقبلني جعفر بن محمد في بعض أزقتها فقال : اذهب يا يونس فان بالباب رجلا منا أهل البيت قال : فجئت إلى الباب فإذا عيسى بن عبد الله جالس فقلت له : من أنت ؟ قال : رجل من أهل قم قال : فلم يكن بأسرع أن أقبل أبو عبد الله على حمار فدخل على الحمار الدار ، ثم التفت إلينا فقال : ادخلا ثم قال : يا يونس أحسب أنك أنكرت قولي لك ، إن عيسى بن عبد الله منا أهل البيت ، قال : إي والله جعلت فداك لان عيسى بن عبد الله رجل من أهل قم فكيف يكون منكم أهل البيت ؟ قال : يا يونس عيسى بن عبد الله رجل منا حي وهو منا ميت .

- الاختصاص : أحمد بن محمد بن يحيى ، عن عبد الله الحميري ، عن محمد بن الوليد الخزاز ، عن يونس بن يعقوب ، قال : دخل عيسى بن عبد الله القمي على أبي عبد الله فلما انصرف قال لخادمه : أدعه فانصرف إليه فأوصاه بأشياء .

ثم قال : يا عيسى بن عبد الله إن الله يقول " وأمر أهلك بالصلاة " وإنك منا أهل البيت فإذا كانت الشمس من ههنا مقدارها من ههنا من العصر فصل ست ركعات ، قال : ثم ودعه وقبل ما بين عيني عيسى وانصرف .

- إعلام الورى ، مناقب ابن شهرآشوب : الشقراني مولى رسول الله : خرج العطاء أيام أبي جعفر وما لي شفيع ، فبقيت على الباب متحيرا ، وإذا أنا بجعفر الصادق فقمت إليه فقلت له : جعلني الله فداك أنا مولاك الشقراني فرحب بي وذكرت له حاجتي فنزل ودخل وخرج وأعطاني من كمه فصبه في كمي ثم قال : يا شقراني إن الحسن من كل أحد حسن وإنه منك أحسن لمكانك منا ، وإن القبيح من كل أحد قبيح وإنه منك أقبح وعظه على جهة التعريض لأنه كان يشرب .

- مناقب ابن شهرآشوب : بابه محمد بن سنان ، واجتمعت العصابة على تصديق ستة من فقهائه وهم : جميل بن دراج ، وعبد الله بن مسكان ، وعبد الله بن بكير ، وحماد ابن عيسى ، وحماد بن عثمان ، وأبان بن عثمان ، وأصحابه من التابعين نحو إسماعيل بن عبد الرحمن الكوفي ، وعبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي .

ومن خواص أصحابه معاوية بن عمار مولى بني دهن - وهو حي من بجيلة وزيد الشحام ، وعبد الله بن أبي يعفور ، وأبي جعفر محمد بن علي بن النعمان الأحول وأبي الفضل سدير بن حكيم ، وعبد السلام بن عبد الرحمن ، وجابر بن يزيد الجعفي وأبي حمزة الثمالي ، وثابت بن دينار ، والمفضل بن قيس بن رمانه ، والمفضل بن عمر الجعفي ، ونوفل بن الحارث بن عبد المطلب ، وميسرة بن عبد العزيز ، وعبد الله بن عجلان وجابر المكفوف ، وأبو داود المسترق ، وإبراهيم بن مهزم الأسدي ، وبسام الصيرفي وسليمان بن مهران أبو محمد الأسدي مولاهم الأعمش ، وأبو خالد القماط واسمه يزيد ، ثعلبة بن ميمون ، وأبو بكر الحضرمي ، والحسن بن زياد ، وعبد الرحمن ابن عبد العزيز الأنصاري من ولد أبي أمامة ، وسفيان بن عيينة بن أبي عمران الهلالي وعبد العزيز بن أبي حازم ، وسلمة بن دينار المدني ، ومن مواليه معتب ، ومسلم ، و مصادف .

- الاختصاص : المجهولون من أصحاب أبي عبد الله وأبي جعفر محمد بن مسكان ، يوسف الطاطري ، عمر الكردي ، روى عنه المفضل ، هشام بن المثنى الرازي .

- رجال الكشي : جعفر بن محمد ، عن علي بن الحسن بن فضال عن أخويه محمد وأحمد ، عن أبيهم ، عن ابن بكير ، عن ميسر بن عبد العزيز قال : قال لي أبو عبد الله رأيت كأني على جبل فيجئ الناس فيركبونه فإذا كثروا عليه تصاعد بهم الجبل فينتشرون عنه ويسقطون فلم يبق معي إلا عصابة يسيرة أنت منهم وصاحبك الأحمر - يعني عبد الله بن عجلان .

- رجال الكشي : حمدويه ، عن ابن يزيد ، عن ابن أبي عمير ، ومحمد بن مسعود عن أحمد بن المنصور ، عن أحمد بن الفضل ، عن ابن أبي عمير ، عن حماد بن عيسى عن عبد الحميد بن أبي الديلم قال : كنت عند أبي عبد الله فأتاه كتاب عبد السلام ابن عبد الرحمن بن نعيم ، وكتاب الفيض بن المختار ، وسليمان بن خالد يخبرونه أن الكوفة شاغرة برجلها وأنه إن أمرهم أن يأخذوها أخذوها ، فلما قرأ كتابهم رمى به ، ثم قال : ما أنا لهؤلاء بامام أما علموا أن صاحبهم السفياني .

بيان : قال الفيروزآبادي : شغر الرجل المرأة رفع رجلها للنكاح كأشغرها فشغرت ، والأرض لم يبق بها أحد يحميها ويضبطها ، وبلدة شاغرة برجلها لم تمتنع من غارة أحد لخلوها .

- رجال الكشي : محمد بن مسعود ، عن علي بن الحسن ، عن محمد بن الوليد ، عن العباس بن هلال ، عن أبي الحسن الرضا ذكر : أن سعيدة مولاة جعفر كانت من أهل الفضل ، كانت تعلم كلمات سمعت من أبي عبد الله فإنه كان عندها وصية رسول الله ، وأن جعفرا قال لها : اسألي الله الذي عرفنيك في الدنيا أن يزوجنيك في الجنة ، وأنها كانت في قرب دار جعفر لم تكن ترى في المسجد إلا مسلمة على النبي ، خارجة إلى مكة أو قادمة من مكة ، وذكر أنه كان آخر قولها : وقد رضينا الثواب وأمنا العقاب .

- الاختصاص : أحمد بن محمد ، عن سعد ، عن ابن يزيد ، عن مروك ، عن هشام ابن الحكم ، عن أبي عبد الله قال : سمعته يقول : نعم الشفيع أنا وأبي لحمران ابن أعين يوم القيامة ، نأخذ بيده ولا نزايله حتى ندخل الجنة جميعا .

- الاختصاص : روي محمد بن عيسى بن عبيد ، عن زياد القندي ، عن أبي عبد الله أنه قال في حمران : إنه رجل من أهل الجنة .

- رجال الكشي : عن ابن أبي نجران ، عن حماد الناب عن المسمعي قال : لما أخذ داود بن علي المعلى بن خنيس حبسه فأراد قتله ، فقال له المعلى : أخرجني إلى الناس فان لي دينا كثيرا ومالا حتى اشهد بذلك ، فأخرجه إلى السوق ، فلما اجتمع الناس قال : أيها الناس أنا معلى بن خنيس فمن عرفني فقد عرفني اشهدوا أني ما تركت من مال عين أو دين أو أمة أو عبد أو دار أو قليل أو كثير فهو لجعفر بن محمد قال : فشد عليه صاحب شرطة داود فقتله .

قال : فلما بلغ ذلك أبا عبد الله خرج يجر ذيله حتى دخل على داود بن علي وإسماعيل ابنه خلفه فقال : يا داود قتلت مولاي وأخذت مالي فقال : ما أنا قتلته ولا أخذت مالك فقال : والله لأدعون على من قتل مولاي وأخذ مالي ، قال : ما قتلته ولكن قتله صاحب شرطتي فقال : بإذنك أو بغير إذنك ؟ فقال : بغير إذني فقال : يا إسماعيل شأنك به ، فخرج إسماعيل والسيف معه حتى قتله في مجلسه .

قال حماد : فأخبرني المسمعي عن معتب قال : فلم يزل أبو عبد الله ليلته ساجدا وقائما فسمعته في آخر الليل وهو ساجد يقول " اللهم إني أسألك بقوتك القوية ومحالك الشديدة وبعزتك التي خلقك لها ذليل أن تصلي على محمد وآل محمد وأن تأخذه الساعة الساعة " قال : فوالله ما رفع رأسه من سجوده حتى سمعنا الصائحة فقالوا : مات داود بن علي ، فقال أبو عبد الله : إني دعوت الله عليه بدعوة بعث الله إليه ملكا فضرب رأسه بمرزبه انشقت مثانته .

- رجال الكشي : حمدويه ، عن محمد بن عيسى ، ومحمد بن مسعود ، عن جبرئيل بن أحمد ، عن محمد بن عيسى ، عن إبراهيم بن عبد الحميد ، عن الوليد بن صبيح قال : قال داود بن علي لأبي عبد الله : ما أنا قتلته - يعني معلى بن خنيس - قال : فمن قتله ؟ قال : السيرافي ، وكان صاحب شرطته ، قال : أقدنا منه قال : قد أقدتك قال : فلما اخذ السيرافي وقدم ليقتل جعل يقول : يا معشر المسلمين ، يأمروني بقتل الناس فأقتلهم لهم ، ثم يقتلوني فقتل السيرافي .

بيان : أقدنا منه أي مكنا نقتله قودا وقصاصا .

- رجال الكشي : حمدويه بن نصير ، عن محمد بن عيسى ، عن علي بن أسباط قال : قال سفيان بن عيينة لأبي عبد الله إنه يروي أن علي بن أبي طالب كان يلبس الخشن من الثياب ، وأنت تلبس القوهي المروي ؟ قال : ويحك إن عليا كان في زمان ضيق فإذا اتسع الزمان ، فأبرار الزمان أولى به .

- رجال الكشي : محمد بن مسعود ، عن الحسين بن أشكيب ، عن الحسن بن الحسين المروري ، عن يونس بن بن عبد الرحمان ، عن أحمد بن عمر قال : سمعت بعض أصحاب أبي عبد الله يحدث أن سفيان الثوري دخل على أبي عبد الله وعليه ثياب جياد فقال : يا أبا عبد الله إن آباءك لم يكونوا يلبسون مثل هذه الثياب ؟ ! فقال له : إن آبائي كانوا يلبسون ذاك في زمان مقفر مقصر [ مقتر ] وهذه زمان قد أرخت الدنيا عزاليها فأحق أهلها بها أبرارهم .

بيان : العزالي بكسر اللام وفتحها جمع العزلاء وهي فم المزادة الأسفل وارخاؤها كناية عن كثرة النعم واتساعها ، كما يقال لبيان كثرة المطر : أرخت السماء عزاليها .

- رجال الكشي : وجدت في كتاب أبي محمد جبرئيل بن أحمد الفاريابي بخطه حدثني محمد بن عيسى ، عن محمد بن الفضيل الكوفي ، عن عبد الله بن عبد الرحمان عن الهيثم بن واقد ، عن ميمون بن عبد الله قال : أتى قوم أبا عبد الله يسألونه الحديث من الأمصار ، وأنا عنده ، فقال لي : أتعرف أحدا من القوم ؟ قلت : لا فقال : كيف دخلوا علي ؟ قلت : هؤلاء قوم يطلبون الحديث من كل وجه ، لا يبالون ممن أخذوا ، فقال لرجل منهم : هل سمعت من غيري من الحديث ؟ قال : نعم قال : فحدثني ببعض ما سمعت . قال : إنما جئت لأسمع منك ، لم أجئ أحدثك ، وقال للاخر : ذلك ما يمنعه أن يحدثني ما سمع ؟ قال : تتفضل أن تحدثني بما سمعت ، أجعل الذي حدثك حديثه أمانة لا أتحدث به أبدا ؟ قال : لا قال : فسمعنا بعض ما اقتبست من العلم حتى نعتد بك إن شاء الله قال : حدثني سفيان الثوري ، عن جعفر بن محمد قال : النبيذ كله حلال إلا الخمر ، ثم سكت فقال أبو عبد الله : زدنا قال : حدثني سفيان عمن حدثه عن محمد بن علي أنه قال : من لم يمسح على خفيه فهو صاحب بدعة ، ومن لم يشرب النبيذ فهو مبتدع ، ومن لم يأكل الجريث وطعام أهل الذمة وذبايحهم فهو ضال أما النبيذ فقد شربه عمر نبيذ زبيب فرشحه بالماء ، وأما المسح على الخفين فقد مسح عمر على الخفين ثلاثا في السفر ، ويوما وليلة في الحضر ، وأما الذبائح فقد أكلها علي وقال : كلوها ، فان الله تعالى يقول : " اليوم أحل لكم الطيبات وطعام الذين أوتوا الكتاب حل لكم وطعامكم حل لهم " ثم سكت .

فقال أبو عبد الله : زدنا فقال : فقد حدثتك بما سمعت فقال : أكل الذي سمعت هذا ؟ قال : لا ، قال : زدنا قال : حدثنا عمرو بن عبيد ، عن الحسن قال : أشياء صدق الناس بها ، وأخذوا بما ليس في كتاب الله لها أصل ، منها : عذاب القبر ومنها الميزان ، ومنها الحوض ، ومنها الشفاعة ، ومنها النية ، ينوي الرجل من الخير والشر فلا يعمله فيثاب عليه ولا يثاب الرجل إلا بما عمل إن خيرا فخيرا وإن شرا فشرا قال : فضحكت من حديثه ، فغمزني أبو عبد الله عليه السلام أن كف حتى نسمع .

قال : فرفع رأسه إلي فقال : وما يضحكك ؟ من الحق أم من الباطل ؟ قلت له : أصلحك الله وأبكي ؟ ! وإنما يضحكني منك تعجبا كيف حفظت هذه الأحاديث ؟ فسكت ، فقال أبو عبد الله : زدنا قال : حدثني سفيان الثوري ، عن محمد بن المنكدر أنه رأى عليا على منبر بالكوفة وهو يقول : لئن أتيت برجل يفضلني على أبي بكر وعمر لأجلدنه حد المفتري ، فقال له أبو عبد الله : زدنا فقال : حدثني سفيان عن جعفر أنه قال : حب أبي بكر وعمر إيمان ، وبغضهما كفر . قال أبو عبد الله : زدنا قال : حدثني يونس بن عبيد ، عن الحسن أن عليا أبطأ على بيعة أبي بكر ، فقال له عتيق : ما خلفك عن البيعة ؟ والله لقد هممت أن أضرب عنقك ، فقال علي خليفة رسول الله لا تثريب ، فقال له أبو عبد الله : زدنا .

قال : حدثني سفيان الثوري ، عن الحسن أن أبا بكر أمر خالد بن الوليد أن يضرب عنق علي إذا سلم من صلاة الصبح ، وان أبا بكر سلم بينه وبين نفسه ، ثم قال : يا خالد ! لا تفعل ما أمرتك ، فقال له أبو عبد الله عليه السلام : زدنا قال : حدثني نعيم بن عبيد الله ، عن جعفر بن محمد عليه السلام أنه قال : ود علي بن أبي طالب أنه بنخيلات ينبع ، يستظل بظلهن ، ويأكل من حشفهن ولم يشهد يوم الجمل ولا النهروان ، وحدثني به سفيان ، عن الحسن ، قال أبو عبد الله : زدنا قال : حدثنا عباد ، عن جعفر بن محمد أنه قال : لما رأى علي بن أبي طالب يوم الجمل كثرة الدماء ، قال لابنه الحسن : يا بني هلكت قال له الحسن : يا أبت أليس قد نهيتك عن هذا الخروج ؟ فقال علي : يا بني لم أدر أن الامر يبلغ هذا المبلغ ، فقال له أبو عبد الله : زدنا .

قال : حدثنا سفيان الثوري ، عن جعفر بن محمد أن عليا لما قتل أهل صفين بكى عليهم ، ثم قال : جمع الله بيني وبينهم في الجنة قال : فضاق بي البيت وعرقت ، وكدت أن أخرج من مسكي فأردت أن أقوم إليه فأتوطأه ثم ذكرت غمز أبي عبد الله فكففت فقال له أبو عبد الله : من أي البلاد أنت ؟ قال : من أهل البصرة قال : هذا الذي تحدث عنه وتذكر اسمه جعفر بن محمد تعرفه ؟ قال : لا قال : فهل سمعت منه شيئا قط ؟ قال : لا ، قال : فهده الأحاديث عندك حق ؟ قال : نعم ، قال : فمتى سمعتها ؟ قال : لا أحفظ قال : إلا أنها أحاديث أهل مصرنا ، منذ دهرنا لا يمترون فيها . قال له أبو عبد الله : لو رأيت هذا الرجل الذي تحدث عنه فقال لك هذه التي ترويها عني كذب ، وقال : لا أعرفها ولم أحدث بها ، هل كنت تصدقه ؟ قال : لا قال : لم ؟ قال : لأنه شهد على قوله رجال لو شهد أحدهم على عتق رجل لجاز قوله ، فقال : اكتب بسم الله الرحمان الرحيم حدثني أبي ، عن جدي ، قال : ما اسمك ؟ قال : ما تسأل عن اسمي إن رسول الله قال : خلق الله الأرواح قبل الأجساد بألفي عام ، ثم أسكنها الهواء ، فما تعارف منها ثم ائتلف ههنا ، وما تناكر ثم اختلف ههنا ، ومن كذب علينا أهل البيت حشره الله يوم القيامة أعمى يهوديا وإن أدرك الدجال آمن به ، وإن لم يدركه آمن به في قبره ، يا غلام ضع لي ماءا وغمزني وقال : لا تبرح ، وقام القوم فانصرفوا ، وقد كتبوا الحديث الذي سمعوا منه .

ثم إنه خرج ووجهه منقبض فقال : أما سمعت ما يحدث به هؤلاء ؟ قلت : أصلحك الله ما هؤلاء ، وما حديثهم ؟ [ قال أعجب حديثهم ] كان عندي الكذب علي والحكاية عني ، ما لم أقل ولم يسمعه عني أحد ، وقولهم : لو أنكر الأحاديث ما صدقناه ما لهؤلاء لا أمهل الله لهم ، ولا أملى لهم ثم قال لنا : إن عليا لما أراد الخروج من البصرة قال على أطرافها ثم قال : لعنك الله يا أنتن الأرض ترابا ، وأسرعها خرابا ، وأشدها عذابا ، فيك الداء الدوي ، قيل : ما هو يا أمير المؤمنين ؟ قال : كلام القدر الذي فيه الفرية على الله ، وبغضنا أهل البيت ، وفيه سخط الله ، وسخط نبيه وكذبهم علينا أهل البيت ، واستحلالهم الكذب علينا .

- رجال الكشي : محمد بن مسعود ، عن علي بن الحسن ، عن محمد بن الوليد عن العباس بن هلال قال : ذكر أبو الحسن الرضا أن سفيان بن عيينة لقي أبا عبد الله فقال له : يا أبا عبد الله إلى متى هذه التقية ، وقد بلغت هذا السن ؟ فقال : والذي بعث محمدا بالحق ، لو أن رجلا صلى ما بين الركن والمقام عمره ، ثم لقي الله بغير ولايتنا أهل البيت ، للقي الله بميتة جاهلية .

- بشارة المصطفى : محمد بن عبد الوهاب الرازي ، عن محمد بن أحمد النيسابوري عن محمد بن أحمد بن الحسن البزاز ، عن أحمد بن عبد الله الهاشمي ، عن علي بن عاذل القطان ، عن محمد تميم الواسطي ، عن الحماني ، عن شريك قال : كنت عند سليمان الأعمش في مرضته التي قبض فيها إذ دخل علينا ابن أبي ليلى وابن شبرمة وأبو حنيفة فأقبل أبو حنيفة على سليمان الأعمش فقال : يا سليمان الأعمش اتق الله وحده لا شريك له ، واعلم أنك في أول يوم من أيام الآخرة ، وآخر يوم من أيام الدنيا ، وقد كنت تروي في علي بن أبي طالب أحاديث لو أمسكت عنها لكان أفضل فقال سليمان الأعمش : لمثلي يقال هذا ؟ ! أقعدوني أسندوني ، ثم أقبل على أبي حنيفة فقال : يا أبا حنيفة حدثني أبو المتوكل الناجي ، عن أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله : إذا كان يوم القيامة يقول الله عز وجل لي ولعلي بن أبي طالب أدخلا الجنة من أحبكما والنار من أبغضكما ، وهو قول الله عز وجل " ألقيا في جنهم كل كفار عنيد " قال أبو حنيفة : قوموا بنا لا يأتي بشئ هو أعظم من هذا ، قال الفضل : سألت الحسن فقلت : من الكفار ؟ قال : الكافر بجدي رسول الله قلت : ومن العنيد ؟ قال : الجاحد حق علي بن أبي طالب .

- تنبيه الخاطر : دخل طاووس اليماني على جعفر بن محمد الصادق فقال له : أنت طاووس ؟ فقال : نعم ، فقال : طاووس طير مشؤوم ما نزل بساحة قوم إلا آذانهم بالرحيل ، نشدتك الله هل تعلم أن أحدا أقبل للعذر من الله ؟ قال : اللهم لا قال : فنشدتك الله هل تعلم أصدق ممن قال : لا أقدر ، ولا قدرة له ؟ قال : اللهم لا قال : فلم لا يقبل من لا أقبل للعذر منه ممن لا أصدق في القول منه ؟ ! قال : فنفض أثوابه وقال : ما بيني وبين الحق عداوة .

بيان : كأنه رد عليه في القول بالجبر ونفي الاستطاعة .

- الكافي : علي بن إبراهيم ، عن محمد بن عيسى ، عن يونس قال : قال أبو - عبد الله لعباد بن كثير البصري الصوفي : ويحك يا عباد غرك أن عف بطنك وفرجك إن الله عز وجل يقول في كتابه " يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم أعمالكم " اعلم أنه لا يتقبل الله عز وجل منك شيئا حتى تقول قولا عدلا .

- الكافي : العدة ، عن ابن عيسى ، عن علي بن الحكم ، عن زرعة قال : كان رجل بالمدينة ، وكان له جارية نفيسة ، فوقعت في قلب رجل ، وأعجب بها ، فشكى ذلك إلى أبي عبد الله قال : تعرض لرؤيتها ، وكلما رأيتها فقل : أسأل الله من فضله ، ففعل ، فما لبث إلا يسيرا حتى عرض لوليها سفر ، فجاء إلى الرجل فقال : يا فلان أنت جاري ، وأوثق الناس عندي ، وقد عرض لي سفر ، وأنا أحب أن أودعك فلانة جاريتي تكون عندك ، فقال الرجل : ليس لي امرأة ، ولا معي في منزلي امرأة فكيف تكون جارتك عندي ؟ فقال : أقومها عليك بالثمن ، وتضمنه لي تكون عندك ، فإذا أنا قدمت فبعنيها أشتريها منك ، وإن نلت منها نلت ما يحل لك ، ففعل وغلظ عليه في الثمن ، وخرج الرجل فمكثت عنده ما شاء الله حتى قضى وطره منها .

ثم قدم رسول لبعض خلفاء بني أمية يشتري له جواري ، فكانت هي فيمن سمي أن يشتري ، فبعث الوالي إليه فقال له : جارية فلان قال : فلان غائب ، فقهره على بيعها ، فأعطاه من الثمن ما كان فيه ربح ، فلما اخذت الجارية ، واخرج بها من المدينة ، قدم مولاها ، فأول شئ سأله سأله عن الجارية كيف هي ؟ فأخبره بخبرها ، وأخرج إليه المال كله ، الذي قومه عليه والذي ربح ، فقال : هذا ثمنها فخذه ، فأبى الرجل فقال : لا آخذ إلا ما قومت عليك ، وما كان من فضل فخذه لك هنيئا فصنع الله له بحسن نيته .

- الكافي : علي ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن أبي إسماعيل البصري ، عن الفضيل بن يسار قال : كان عباد البصري عند أبي عبد الله يأكل ، فوضع أبو عبد الله يده على الأرض فقال له عباد : أصلحك الله أما تعلم أن رسول الله نهى عن ذا ، فرفع يده فأكل ، ثم أعادها أيضا ، فقال له أيضا ، فرفعها ، ثم أكل فأعادها فقال له عباد أيضا ، فقال له أبو عبد الله : لا والله ما نهى رسول الله عن هذا قط .

- الكافي : علي بن محمد بن بندار ، عن أحمد بن أبي عبد الله ، عن محمد بن علي رفعه قال : مر سفيان الثوري في المسجد الحرام فرأى أبا عبد الله ، وعليه ثياب كثيرة القيمة حسان فقال : والله لآتينه ولأوبخنه ، فدنا منه فقال : يا ابن رسول الله ، والله ما لبس رسول الله مثل هذا اللباس ، ولا علي ولا أحد من آبائك ؟ ! .

فقال له أبو عبد الله : كان رسول الله في زمن قتر مقتر ، وكان يأخذ لقتره وإقتاره ، وإن الدنيا بعد ذلك أرخت عزاليها ، فأحق أهلها بها أبرارها ثم تلا " قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق " فنحن أحق من أخذ منها ما أعطاه الله ، غير أني يا ثوري ما ترى علي من ثوب إنما لبسته للناس ، ثم اجتذب بيد سفيان فجرها إليه ، ثم رفع الثوب الأعلى وأخرج ثوبا تحت ذلك على جلده غليظا فقال : هذا لبسته لنفسي غليظا ، وما رأيته للناس ، ثم جذب ثوبا على سفيان أعلاه غليظ خشن ، وداخل ذلك ثوب لين فقال : لبست هذا الأعلى للناس ولبست هذا لنفسك تسرها .

- الكافي : الحسين بن محمد ، عن المعلى ، عن الوشاء ، عن عبد الله بن سنان قال : سمعت أبا عبد الله يقول : بينا أنا في الطواف ، فإذا رجل يجذب ثوبي ، وإذا عباد بن كثير البصري فقال : يا جعفر تلبس مثل هذه الثياب وأنت في هذا الموضع مع المكان الذي أنت فيه من علي ؟ ! فقلت : ثوب فرقبي اشتريته بدينار ، و كان علي في زمان يستقيم له ما لبس فيه ، ولو لبست مثل هذا اللباس في زماننا لقال الناس : هذا مراء مثل عباد .

بيان : قال الفيروزآبادي : فرقب كقنفذ موضع ومنه الثياب الفرقبية أو هي ثياب بيض من كتان .

- الكافي : العدة ، عن سهل ، عن جعفر بن محمد الأشعري ، عن ابن القداح قال : كان أبو عبد الله متكئا علي أو قال على أبي ، فلقيه عباد بن كثير ، وعليه ثياب مروية حسان فقال : يا أبا عبد الله إنك من أهل بيت نبوة ، وكان أبوك وكان فما هذه المزينة عليك ؟ فلو لبست دون هذه الثياب ؟ فقال له أبو عبد الله ويلك يا عباد " من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق " إن الله عز وجل إذا أنعم على عبد نعمة ، أحب أن يراها عليه ، ليس به بأس ، ويلك يا عباد إنما أنا بضعة من رسول الله فلا تؤذني ، وكان عباد يلبس ثوبين قطويين .

- الكافي : محمد بن يحيى ، عن ابن عيسى ، عن علي بن الحكم ، عن مالك بن عطية يونس بن عمار قال : قلت لأبي عبد الله : إن لي جارا من قريش من آل محرز ، قد نوه باسمي وشهرني في كل ما مررت به قال : هذا الرافضي يحمل الأموال إلى جعفر بن محمد ، قال : فقال لي : ادع الله عليه إذا كنت في صلاة الليل و أنت ساجد في السجدة الأخيرة من الركعتين الأولتين ، فاحمد الله عز وجل و مجده وقل : اللهم إن فلان بن فلان قد شهرني ونوه بي ، وغاظني ، وعرضني للمكاره ، اللهم اضربه بسهم عاجلا تشغله به عني ، اللهم وقرب أجله ، واقطع أثره وعجل ذلك يا رب الساعة الساعة .

قال : فلما قدمنا إلى الكوفة قدمنا ليلا فسألت أهلنا عنه قلت : ما فعل فلان ؟ فقالوا : هو مريض ، فما انقضى آخر كلامي حتى سمعت الصياح من منزله وقالوا : قد مات .

- الكافي : محمد بن يحيى ، عن ابن عيسى ، عن ابن فضال ، عن يونس بن يعقوب عن سعيد بن يسار ، أنه حضر أحد ابني سابور وكان لهما فضل وورع وإخبات ، ثم مرض أحدهما ولا أحسبه إلا زكريا بن سابور قال : فحضرت عند موته فبسط يده ثم قال : ابيضت يدي يا علي قال : فدخلت على أبي عبد الله وعنده محمد بن مسلم قال : فلما قمت من عنده ظننت أن محمدا يخبره بخبر الرجل فأتبعني برسول فرجعت إليه فقال : أخبرني عن هذا الرجل الذي حضرته عند الموت ، أي شئ سمعته يقول ؟ قال : قلت : بسط يده وقال : ابيضت يدي يا علي فقال أبو عبد الله : رآه والله ، رآه والله ، رآه والله .

- الكافي : العدة ، عن سهل ، ابن محبوب ، عن عبد العزيز العبدي ، عن ابن أبي يعفور ، قال : كان خطاب الجهني خليطا لنا ، وكان شديد النصب لآل محمد وكان يصحب نجدة الحروري قال : فدخلت عليه أعوده للخلطة والتقية ، فإذا هو مغمى عليه في حد الموت ، فسمعته يقول : مالي ولك يا علي ، فأخبرت بذلك أبا عبد الله فقال أبو عبد الله : رآه ورب الكعبة ، رآه ورب الكعبة ، رآه ورب الكعبة .

- تفسير فرات بن إبراهيم : الحسين بن سعيد ، معنعنا عن سفيان قال : قال لي أبو عبد الله جعفر ابن محمد : يا سفيان لا تذهبن بك المذاهب ، عليك بالقصد ، وعليك أن تتبع الهدى ، قلت : يا ابن رسول الله ، وما اتباع الهدى ؟ قال : كتاب الله ، ولزوم هذا الرجل ، فقال لي : يا سفيان أنت لا تدري من هو ؟ قلت : لا والله ما أدري من هو ؟ قال : فقال لي : والله لكنك آثرت الدنيا على الآخرة ، ومن آثر الدنيا على الآخرة حشره الله يوم القيامة أعمى ، قال : قلت يا ابن رسول الله أخبرني عن هذا الرجل ، لعل الله ينفعني به قال : يا سفيان هو والله أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ، من اتبعه فقد أعطي ما لم يعط أحد ومن لم يتبعه فقد خسر خسرانا مبينا ، هو ، والله جدنا علي بن أبي طالب ، يا سفيان إن أردت العروة الوثقى فعليك بعلي فإنه والله ينجيك من العذاب ، يا سفيان لا تتبع هواك فتضل عن سواء السبيل .

- رجال الكشي : أبو جعفر أحمد بن إبراهيم القرشي قال : أخبرني بعض أصحابنا قال : كان المعلى بن خنيس رحمه الله إذا كان يوم العيد خرج إلى الصحراء شعثا مغبرا في زي ملهوف ، فإذا صعد الخطيب المنبر مد يده نحو السماء ثم قال : اللهم هذا مقام خلفائك وأصفيائك ، ومواضع امنائك الذين خصصتهم ، ابتزوها و أنت المقدر للأشياء ، لا يغالب قضاؤك ، ولا يجاوز المحتوم من تدبيرك ، كيف شئت وأنى شئت ، علمك في إرادتك كعلمك في خلقك ، حتى عاد صفوتك وخلفاؤك مغلوبين مقهورين مبتزين ، يرون حكمك مبدلا وكتابك منبوذا ، وفرائضك محرفة عن جهات شرائعك ، وسنين نبيك صلواتك عليه وآله متروكة ، اللهم العن أعداءهم من الأولين والآخرين ، والغادين والرائحين ، والماضين والغابرين ، اللهم والعن جبابرة زماننا ، وأشياعهم وأتباعهم ، وأحزابهم ، وأعوانهم ، إنك على كل شئ قدير ،

- الكافي : علي ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن جميل بن دراج ، عن الوليد ابن صبيح قال : قال لي شهاب بن عبد ربه اقرأ أبا عبد الله عني السلام وأعلمه أنه يصيبني فزع في منامي قال : فقلت له : إن شهابا يقرئك السلام ويقول لك : إنه يصيبني فزع في منامي قال : قل له فليزك ماله قال : فأبلغت شهابا ذلك فقال لي : فتبلغه عني ؟ فقلت : نعم فقال : قل له : إن الصبيان فضلا عن الرجال ليعلمون أني أزكي مالي ، قال : قال : فأبلغته فقال أبو عبد الله : قل له : إنك تخرجها ولا تضعها في مواضعها .

- الكافي : علي بن محمد بن عبد الله ، عن أحمد بن محمد بن خالد ، عمن ذكره ، عن الوليد بن أبي العلا عن معتب قال : دخل محمد بن بشر الوشاء على أبي عبد الله يسائله أن يكلم شهابا أن يخفف عنه ، حتى ينقضي الموسم ، وكان له عليه ألف دينار ، فأرسل إليه فأتاه فقال له : قد عرفت حال محمد وانقطاعه إلينا ، وقد ذكر أن لك عليه ألف دينار ، ولم يذهب في بطن ولا فرج ، وإنما ذهبت دينا على الرجال ، ووضايع وضعها ، وأنا أحب أن تجعله في حل فقال : لعلك ممن يزعم أنه يقتص من حسناته فيعطاها ؟ فقال : كذلك في أيدينا ، فقال أبو عبد الله : الله أكرم وأعدل من أن يتقرب إليه عبده ، فيقوم في الليلة القرة أو يصوم في اليوم الحار أو يطوف بهذا البيت ، ثم يسلبه ذلك فيعطاه ، ولكن لله فضل كثير يكافي المؤمن فقال : فهو في حل .

- الكافي : علي بن إبراهيم ، عن صالح بن السندي ، عن جعفر بن بشير ، ومحمد ابن يحيى ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن ابن فضال جميعا ، عن أبي جميلة عن خالد بن عمار ، عن سدير قال : سمعت أبا جعفر وهو داخل وأنا خارج ، وأخذ بيدي ثم استقبل البيت ، فقال : يا سدير إنما امر الناس أن يأتوا هذه الأحجار فيطوفوا بها ، ثم يأتونا فيعلمونا ولا يتهم لنا ، وهو قول الله " وإني لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحا ثم اهتدى " - ثم أومأ بيده إلى صدره - إلى ولايتنا ، ثم قال : يا سدير أفأريك الصادين عن دين الله ؟ ثم نظر إلى أبي حنيفة وسفيان الثوري في ذلك الزمان ، وهم حلق في المسجد فقال : هؤلاء الصادون عن دين الله ، بلا هدى من الله ، ولا كتاب مبين ، إن هؤلاء الأخابث لو جلسوا في بيوتهم فجال الناس فلم يجدوا أحدا يخبرهم عن الله تبارك وتعالى ، و عن رسوله ، حتى يأتونا ، فنخبرهم عن الله تبارك وتعالى وعن رسوله .

- الكافي : محمد بن الحسن ، عن بعض أصحابنا ، عن علي بن الحكم ، عن الحكم ابن مسكين ، عن رجل من قريش من أهل مكة قال : قال سفيان الثوري : اذهب بنا إلى جعفر بن محمد قال : فذهبت معه إليه ، فوجدناه قد ركب دابته ، فقال له سفيان : يا أبا عبد الله حدثنا بحديث خطبة رسول الله في مسجد الخيف ، قال : دعني حتى أذهب في حاجتي ، فإني قد ركبت ، فإذا جئت حدثتك فقال : أسألك بقرابتك من رسول الله لما حدثتني قال : فنزل ، فقال له سفيان : مر لي بدواة وقرطاس حتى أثبته ، فدعا به . ثم قال : اكتب بسم الله الرحمان الرحيم خطبة رسول الله في مسجد الخيف : نصر الله عبدا سمع مقالتي فوعاها ، وبلغها من لم تبلغه ، يا أيها الناس ليبلغ الشاهد الغائب فرب حامل فقه ليس بفقيه ، ورب حالم فقه إلى من هو أفقه منه ، ثلاث لا يغل عليهن قلب امرئ مسلم : إخلاص العمل لله ، والنصيحة لائمة المسلمين ، واللزوم لجماعتهم ، فان دعوتهم محيطة من ورائهم ، المؤمنون إخوة تتكافى دماؤهم ، وهم يد على من سواهم يسعى بذمتهم أدناهم ، فكتبه ثم عرضه عليه ، وركب أبو عبد الله وجئت أنا وسفيان فلما كنا في بعض الطريق فقال لي : كما أنت حتى أنظر في هذا الحديث فقلت له : قد والله ألزم أبو عبد الله رقبتك شيئا لا يذهب من رقبتك أبدا فقال : وأي شئ ذلك ؟ فقلت له : ثلاث لا يغل عليهن قلب امرئ مسلم إخلاص العمل لله ، قد عرفناه ، والنصيحة لائمة المسلمين من هؤلاء الأئمة الذين تجب علينا نصيحتهم ؟ معاوية بن أبي سفيان ، ويزيد بن معاوية ، ومروان بن الحكم ؟ ! ! وكل من لا تجوز شهادته عندنا ولا تجوز الصلاة خلفهم ! ! ؟ .

وقوله : واللزوم لجماعتهم ، فأي الجماعة ؟ مرجئ يقول : من لم يصل ، و لم يصم ولم يغتسل من جنابة ، وهدم الكعبة ، ونكح أمه فهو على إيمان جبرئيل وميكائيل ! ! ؟ أو قدري يقول : لا يكون ما شاء الله عز وجل ، ويكون ما شاءه إبليس ؟ أو حروري يبرأ من علي بن أبي طالب ، وشهد عليه بالكفر ؟ أو جهمي يقول : إنما هي معرفة الله وحده ليس الايمان شئ غيرها ! ! ؟ قال : ويحك وأي شئ يقولون ؟ فقلت : يقولون : إن علي بن أبي طالب والله الامام الذي يجب علينا نصيحته ، ولزوم جماعة أهل بيته ، قال : فأخذ الكتاب فخرقه ثم قال : لا تخبر بها أحدا .

- الكافي : العدة ، عن أحمد بن محمد ، عن محمد بن سنان ، عن يونس بن يعقوب عن عبد العزيز بن نافع قال طلبنا الاذن على أبي عبد الله ، وأرسلنا إليه فأرسل إلينا ادخلوا اثنين اثنين ، فدخلت أنا ورجل معي فقلت للرجل : أحب أن تسأل المسألة فقال : نعم فقال له : جعلت فداك إن أبي كان ممن سباه بنو أمية ، وقد علمت أن بني أمية لم يكن لهم أن يحرموا ، ولا يحللوا ، ولم يكن لهم مما في أيديهم قليل ولا كثير ، وإنما ذلك لكم ، فإذا ذكرت الذي كنت فيه ، دخلني من ذلك ما يكاد يفسد علي عقلي ما أنا فيه ، فقال له : أنت في حل مما كان من ذلك ، وكل من كان في مثل حالك من ورائي فهو في حل من ذلك ، قال فقمنا ، وخرجنا ، فسبقنا معتب إلى النفر القعود الذين ينتظرون إذن أبي عبد الله فقال لهم : قد ظفر عبد العزيز بن نافع بشئ ما ظفر بمثله أحد قط ، قيل له : وما ذاك ؟ ففسره لهم فقام اثنان فدخلا على أبي عبد الله فقال أحدهما : جعلت فداك إن أبي كان من سبايا بني أمية ، وقد علمت أن بني أمية لم يكن لهم من ذلك قليل ولا كثير وأنا أحب أن تجعلني من ذلك في حل فقال : ما ذلك إلينا ، ما لنا أن نحل ولا أن نحرم فخرج الرجلان وغضب أبو عبد الله ، فلم يدخل عليه أحد في تلك الليلة إلا بدأه أبو عبد الله ، فقال : ألا تعجبون من فلان يجيئني فيستحلني مما صنعت بنو أمية كأنه يرى أن ذلك لنا ، ولم ينتفع أحد في تلك الليلة بقليل ولا كثير إلا الأولين ، فإنهما غنيا بحاجتهما .

- التهذيب : أحمد بن محمد ، عن ابن أبي نجران ، عن صباح الحذاء عن أبي الطيار قال : قلت لأبي عبد الله ، إنه كان في يدي شئ فتفرق وضقت به ضيقا شديدا فقال لي : ألك حانوت في السوق ؟ فقلت : نعم ، وقد تركته فقال : إذا رجعت إلى الكوفة فاقعد في حانوتك ، واكنسه ، وإذا أردت أن تخرج إلى سوقك فصل ركعتين أو أربع ركعات ، ثم قل في دبر صلاتك " توجهت بلا حول مني ولا قوة ولكن بحولك يا رب وقوتك ، وأبرء من الحول والقوة إلا بك ، فأنت حولي ومنك قوتي اللهم فارزقني من فضلك الواسع رزقا كثيرا طيبا وأنا خافض في عافيتك فإنه لا يملكها أحد غيرك " قال : ففعلت ذلك ، وكنت أخرج إلى دكاني حتى خفت أن يأخذني الجابي بأجرة دكاني وما عندي شئ قال : فجاء جالب بمتاع فقال لي : تكريني نصف بيتك فأكريته نصف بيتي بكرى البيت كله قال : وعرض متاعه فأعطي به شيئا لم يبعه فقلت له : هل لك إلى خير تبيعني عدلا من متاعك هذا أبيعه ، وآخذ فضله ، وأدفع إليك ثمنه قال : فكيف لي بذلك ؟ قال : قلت له : لك الله علي بذلك قال : فخذ عدلا منها قال : فأخذته ورقمته ، وجاء برد شديد ، فبعت من يومي ، ودفعت إليه الثمن .

فأخذت الفضل ، فما زلت آخذ عدلا وأبيعه وآخذ فضله ، وأرد عليه رأس المال ، حتى ركبت الدواب ، واشتريت الرقيق ، وبنيت الدور .

- الكافي : علي ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن رجل ، عن إسحاق بن عمار قال : قلت لأبي عبد الله : إن رجلا استشارني في الحج ، وكان ضعيف الحال فأشرت عليه أن لا يحج فقال : ما أخلقك أن تمرض سنة فمرضت سنة .

- الكافي : عدة من أصحابنا ، عن الحسين بن الحسن بن يزيد ، عن بدر عن أبيه قال : حدثني سلام أبو علي الخراساني ، عن سلام بن سعيد المخزومي قال : بينا أنا جالس عند أبي عبد الله إذ دخل عليه عباد بن كثير عابد أهل البصرة ، و ابن شريح فقيه أهل مكة ، وعند أبي عبد الله ميمون القداح مولى أبي جعفر فسأله عباد بن كثير فقال : يا أبا عبد الله في كم ثوب كفن رسول الله ؟ فقال : في ثلاثة أثواب ، ثوبين صحاريين وثوب حبرة وكان في البرد قلة فكأنما أزور عباد بن كثير من ذلك فقال أبو عبد الله : إن نخلة مريم عليها السلام إنما كانت عجوة ونزلت من السماء ، فما نبت من أصلها كان عجوة ، وما كان من لقاط فهو لون فلما خرجوا من عنده قال عباد بن كثير لابن شريح : والله ما أدري ما هذا المثل الذي ضربه لي أبو عبد الله ؟ فقال ابن شريح : هذا الغلام يخبرك فإنه منهم - يعني ميمون - فسأله فقال ميمون : أما تعلم ما قال لك ؟ قال : لا والله قال : إنه ضرب لك مثل نفسه فأخبرك أنه ولد من ولد رسول الله ، وعلم رسول الله عندهم ، فما جاء من عندهم فهو صواب ، وما جاء من عند غيرهم فهو لقاط .

- الكافي : علي ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، ومحمد بن إسماعيل ، عن الفضل بن شاذان ، عن صفوان بن يحيى ، وابن أبي عمير ، عن عبد الرحمان بن الحجاج ، عن أبي عبد الله قال : كنت أطوف ، وسفيان الثوري قريب مني فقال : يا أبا عبد الله كيف كان يصنع رسول الله بالحجر ، إذا انتهى إليه ؟ فقلت : كان رسول الله يستلمه في كل طواف ، فريضة ونافلة قال : فتخلف عني قليلا فلما انتهيت إلى الحجر ، جزت ومشيت فلم أستلمه ، فلحقني فقال : يا أبا عبد الله ألم تخبرني أن رسول الله كان يستلم الحجر في كل طواف ، فريضة و نافلة ؟ قلت : بلى قال : فقد مررت به فلم تستلم ! ؟ فقلت : إن الناس كانوا يرون لرسول الله ما لا يرون لي ، وكان إذا انتهى إلى الحجر أفرجوا له حتى يستلمه ، وإني أكره الزحام .

- الكافي : محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عمن ذكره ، عن ابن بكير عن عمر بن يزيد قال : حاضت صاحبتي وأنا بالمدينة ، وكان ميعاد جمالنا ، وإبان مقامنا وخروجنا قبل أن تطهر ، ولم تقرب المسجد ، ولا القبر ، ولا المنبر ، فذكرت ذلك لأبي عبد الله فقال : مرها فلتغتسل ، ولتأت مقام جبرئيل ، فان جبرئيل كان يجئ فيستأذن على رسول الله ، وإن كان على حال لا ينبغي أن يأذن له ، قام في مكانه حتى يخرج إليه ، وإن أذن له دخل عليه فقلت : وأين المكان ؟ قال حيال الميزاب ، الذي إذا خرجت من الباب يقال له باب فاطمة بحذاء القبر ، إذا رفعت رأسك بحذاء الميزاب ، والميزاب فوق رأسك ، والباب من وراء ظهرك ، وتجلس في ذلك الموضع ، وتجلس معها نساء ، ولتدع ربها ولتؤمن على دعائها قال : فقلت : وأي شئ تقول ؟ قال : تقول : اللهم إني أسألك بأنك أنت الله الذي ليس كمثلك شئ ، أن تفعل بي كذا وكذا ، قال : فصنعت صاحبتي الذي أمرني ، فطهرت ودخلت المسجد ، قال : وكانت لنا خادم أيضا فحاضت ، فقالت : يا سيدي ألا أذهب أنا زاده ، فأصنع كما صنعت سيدتي ؟ فقلت : بلى ، فذهبت فصنعت مثل ما صنعت مولاتها ، فطهرت ودخلت المسجد .

بيان : قيل زادة اسم الجارية ، فيكون بدلا أو عطف بيان لضمير المتكلم ويحتمل أن يكون مهموزا بكسر الهمزة يقال : زاده كمنعه أفرغه ، وفي التهذيب زيادة أي زيادة على ما فعلت سيدتي والأظهر أن زاده بمعنى أيضا وهو وإن لم يكن مذكورا في كتب اللغة ، لكنه شايع متداول بين العرب الآن حتى أنه قل ما يخلو كلام منهم عنه ، يقولون أنا زاد أفعل ، أو أنا عاد أفعل أي أنا أيضا أفعل ، فالتاء إما للتأنيث ، أو زيدت من النساخ ، وأما اليوم فلا يلحقون التاء .

- الكافي : محمد بن يحيى ، عن محمد بن أحمد ، عن السياري ، عن محمد بن جمهور قال : كان النجاشي وهو رجل من الدهاقين عاملا على الأهواز وفارس فقال بعض أهل عمله لأبي عبد الله : إن في ديوان النجاشي علي خراجا ، وهو مؤمن يدين بطاعتك ، فإن رأيت أن تكتب إليه كتابا ؟ قال : فكتب إليه أبو عبد الله : بسم الله الرحمان الرحيم سر أخاك ، يسرك الله ، قال : فلما ورد الكتاب عليه ، دخل عليه وهو في مجلسه ، فلما خلا ناوله الكتاب وقال : هذا كتاب أبي عبد الله ، فقبله ووضعه على عينيه ، وقال له : ما حاجتك ؟ قال : خراج علي في ديوانك فقال له : وكم هو ؟ قال : عشرة آلاف درهم فدعا كاتبه وأمره بأدائها عنه ، ثم أخرجه منها ، وأمر أن يثبتها له لقابل ، ثم قال له : سررتك ؟ فقال : نعم جعلت فداك ، ثم أمر بركب وجارية وغلام ، وأمر له بتخت ثياب في كل ذلك يقول : هل سررتك ؟ فيقول : نعم جعلت فداك ، فكلما قال : نعم زاده حتى فرغ ، ثم قال له : احمل فرش هذا البيت الذي كنت جالسا فيه حين دفعت إلي كتاب مولاي الذي ناولتني فيه ، وارفع إلي حوائجك قال : ففعل ، وخرج الرجل فصار إلى أبي عبد الله بعد ذلك ، فحدثه بالحديث على جهته ، فجعل يسر بما فعل ، فقال الرجل : يا ابن رسول الله كأنه قد سرك ما فعل بي ؟ فقال : إي والله ، لقد سر الله ورسوله .

العودة إلى الصفحة الرئيسية

www.mezan.net <‎/TITLE> ‎<META HTTP-EQUIV="Content-Type" CONTENT="text/html; charset=windows-1256">‎ ‎<META NAME="keywords" CONTENT=" السيد محمد حسين فضل الله في الميزان ">‎ ‎<META NAME="description" CONTENT=" مقولات السيد فضل الله في كتبه ">‎ ‎<META NAME="author" CONTENT=" مقولات السيد فضل الله بصوته ">‎ ‎<META NAME="copyright" CONTENT=" رأي المراجع العظام والعلماء ">‎ <‎/HEAD>