في أدعية الحج

- دعاؤه في الخروج إلى السفر كان الإمام الصادق ، إذا أراد الخروج إلى السفر ، لبيت الله الحرام دعا ، بهذا الدعاء ، وقد علمه إلى أبي سعيد المكاري ، وهذا نصه "

اللهم ، إني خرجت في وجهي هذا ، بلا ثقة مني لغيرك ، ولا رجاء آوي إليه إلا إليك ، ولا قوة أتكل عليها ، ولا حيلة ألجأ إليها إلا طلب فضلك ، وابتغاء رزقك ، وتعرضا لرحمتك ، وسكونا إلى حسن عادتك ، وأنت أعلم بما سبق لي ، في علمك في سفري هذا ، مما أحب أو أكره ، فإن ما وقعت عليه ، يا رب ، من قدرك فمحمود فيه بلاؤك ، ومتضح عندي فيه قضاؤك ، وأنت تمحو ما تشاء ، وتثبت ، وعندك أم الكتاب . اللهم ، فاصرف عني مقادير كل بلاء ، ومقضي كل لأواء ، وابسط علي كنفا من رحمتك ، ولطفا من عفوك ، وسعة من رزقك ، وتماما من نعمتك ، وجماعا من معافاتك ، وأوقع علي فيه جميع قضائك ، على موافقة جميع هواي ، في حقيقة أحسن عملي ، ودفع ما أحذر فيه ، وما لا أحذر على نفسي ، وديني ، ومالي ، مما أنت أعلم به مني ، واجعل ذلك خيرا لآخرتي ، ودنياي ، مع ما أسألك ، يا رب أن تحفظني ، فيما خلفت ورائي ، من أهلي ، وولدي ، وما لي ومعيشتي ، وحزانتي ، وقرابتي ، وإخواني ، بأحسن ما خلفت به غائبا من المؤمنين في تحصين كل عورة ، وحفظ من كل مضيعة ، وتمام كل نعمة ، وكفاية كل مكروه ، وستر كل سيئة ، وصرف كل محذور ، وكمال كل ما يجمع لي الرضا والسرور في جميع أموري ، وأفعل ذلك بي ، بحق محمد وآل محمد ، وصل على محمد ، والسلام عليه وعليهم ورحمة الله وبركاته . " .

ويمثل هذا الدعاء الجليل ، صرحا من صروح الايمان ، الذي أقامه سليل النبوة ، للمتقين والمنيبين ، فقد أرشدهم إلى التمسك ، والاعتصام بالله في جميع شؤونهم ، وأمورهم ، وان غير الله وهم وسراب ، ومن الجدير بالذكر أن هذا الدعاء يدعي به في كل سفر سواء ، إلى بيت الله الحرام أو غيره .

- دعاء آخر في السفر لبيت الله وأوصى الإمام الصادق ، تلميذه ، الفقيه معاوية بن عمار ، أن يدعو بهذا الدعاء إذا أراد السفر للحج والعمرة ، وهذا نصه : " لا إله إلا الله ، الحليم الكريم ، لا إله إلا الله العلي العظيم ، سبحان الله رب السماوات السبع ، ورب الأرضين السبع ، ورب العرش العظيم ، والحمد لله رب العالمين .

اللهم ، كن لي جارا ، من كل جبار عنيد ، ومن كل شيطان رجيم مريد .

بسم الله دخلت ، وبسم الله خرجت وفي سبيل الله ، اللهم ، إني أقدم بين يدي ، نسياني وعجلتي ، بسم الله ، ما شاء الله ، في سفري هذا ذكرته ، أو نسيته ، اللهم ، أنت المستعان على الأمور كلها ، وأنت الصاحب في السفر ، والخليفة في الأهل ، اللهم ، هون علينا سفرنا ، واطو لنا الأرض ، وسيرنا فها بطاعتك وطاعة رسولك ، اللهم ، أصلح لنا ظهرنا ، وبارك لنا فيما رزقتنا ، وقنا عذاب النار . اللهم ، إني أعوذ بك ، من وعثاء السفر ، وكآبة المنقلب ، وسوء المنظر في الأهل والمال والولد ، اللهم ، أنت عضدي ، وناصري ، بك أحل وبك أسير ، اللهم ، إني أسألك في سفري هذا : السرور والعمل ، لما يرضيك عني ، اللهم ، إقطع عني بعده ومشقته ، واصحبني فيه ، وأخلفني في أهلي بخير ، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ، اللهم ، إني عبدك ، وهذه جمالاتك ، والوجه وجهك ، والسفر إليك ، وقد اطلعت على ما لم يطلع عليه أحد غيرك ، فاجعل سفري هذا كفارة ، لما قبله ، من ذنوبي ، وكن عونا لي عليه ، واكفني وعثه ومشقته ، ولقني من القول والعمل رضاك فإنما أنا عبدك ، وبك ولك . . وحفل هذا الدعاء بتوحيد الله والثناء عليه ، بما هو أهله ، وبالاستعاذة به تعالى من كل جبار عنيد ، وشيطان رجيم ، كما حفل بالطلب من الله العون والمساعدة على وعثاء السفر ، ومشقة الطريق ، وأن يرزقه رضاه وعفوه ، وغفرانه .

- دعاؤه عند ركوب راحلته كان الإمام الصادق ، إذا اعتلى راحلته للسفر ، إلى بيت الله الحرام ، دعا بهذا الدعاء :

" بسم الله الرحمن الرحيم ، بسم الله ، والله أكبر ، . . وإذا استوى على راحلته .

قال : الحمد لله الذي هدانا للاسلام ، وعلمنا القرآن ، ومن علينا بمحمد ، سبحان الله ، سبحان الذي سخر لنا هذا ، وما كنا له مقرنين ، وإنا إلى ربنا لمنقلبون ، والحمد لله رب العالمين ، اللهم ، أنت الحامل على الظهر ، والمستعان على الامر ، اللهم ، لا طير إلا طيرك ، ولا خير إلا خيرك ، ولا حافظ غيرك . . " .

- دعاؤه في أثناء المسير كان الإمام الصادق ، في أثناء مسيره في السفر ، إلى بيت الله الحرام ، يمجد الله ، ويلهج بذكره ، وكان فيما يدعو به هذا الدعاء : " اللهم ، إني أسألك لنفسي ، اليقين ، والعفو ، والعافية ، في الدنيا والآخرة ، اللهم ، أنت ثقتي ورجائي ، وأنت عضدي ، وأنت ناصري ، بك أحل وبك أسير . " .

حكى هذا الدعاء ، مدى اعتصام الإمام بالله تعالى ، والتجائه إليه في جميع شؤونه .

- دعاؤه عند باب المسجد الحرام وكان الإمام الصادق ، إذا انتهى إلى مكة المكرمة ، قصد البيت الحرام ، ليطوف حول الكعبة ، وكان يقف عند باب البيت المعظم ، ويدعو بهذا الدعاء ، وقد رواه عنه الثقة أبو بصير ، وهذا نصه :

" بسم الله ، وبالله ، ومن الله ، وما شاء الله ، وعلى ملة رسول الله وخير الأسماء لله ، والحمد لله ، والسلام على رسول الله ، السلام على محمد بن عبد الله ، السلام عليك ، أيها النبي ورحمة الله وبركاته ، السلام على أنبياء الله ورسله ، السلام على إبراهيم خليل الرحمن ، السلام على المرسلين ، والحمد لله رب العالمين ، السلام علينا ، وعلى عباد الله الصالحين ، اللهم صل على محمد ، عبدك ورسولك ، وعلى إبراهيم خليلك ، وعلى أنبيائك ورسلك ، وسلم عليهم ، وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين . اللهم ، إفتح لي أبواب رحمتك ، واستعملني في طاعتك ، واحفظني بحفظ الايمان ، أبدا ، ما أبقيتني ، جل ثناء وجهك ، الحمد لله الذي جعلني من وفده وزواره ، وجعلني ممن يعمر مساجده ، وجعلني ممن يناجيه . اللهم ، إني عبدك ، وزائرك في بيتك ، وعلى كل مأتي حق لمن أتاه وزاره ، وأنت خير مأتي ، وأكرم مزور ، فأسألك ، يا الله ، يا رحمن وبأنك أنت الله لا إله إلا أنت ، وحدك لا شريك لك ، وبأنك واحد صمد ، لم تلد ، ولم تولد ، ولم يكن لك كفوا أحد ، وأن محمد صلى الله عليه وآله عبدك ورسولك ، وعلى أهل بيته يا جواد يا كريم ، أسألك أن تجعل تحفتك إياي ، بزيارتي إياك ، أول شئ تعطيني فكاك رقبتي من النار ، اللهم ، فك رقبتي من النار كان يقول ذلك ثلاثا وأوسع علي من رزقك الحلال الطيب ، وادرأ عنى شر شياطين الإنس والجن ، وشر فسقة العرب والعجم . . " .

- دعاؤه عند دخول المسجد الحرام كان الإمام الصادق ، إذا دخل البيت الحرام ، دخله بسكينة ، وخشوع ، ووقار ، وقد أوصى بذلك تلميذه الفقيه معاوية بن عمار ، وقال له : من دخله - البيت الحرام - بخشوع غفر الله له ، فقال له عمار : ما الخشوع ؟ قال : السكينة ، لا تدخل بتكبر ، وأمره بالدعاء التالي عند باب المسجد : " السلام عليك إيها النبي ورحمة الله وبركاته ، بسم الله ، وبالله ، ومن الله ، وما شاء الله ، والسلام على أنبياء الله ورسله ، والسلام على رسول الله والسلام على إبراهيم خليل الله ، والحمد لله رب العالمين " .

وقال له : إذا دخلت المسجد ، فارفع يديك ، واستقبل البيت ، وقل : " اللهم ، إني أسألك في مقامي هذا ، في أول مناسكي ، أن تقبل توبتي ، وأن تتجاوز عن خطيئتي ، وتضع عني وزري ، الحمد لله الذي بلغني بيته الحرام .

اللهم ، إني أشهد ، أن هذا بيتك الحرام ، الذي جعلته مثابة للناس وأمنا ومباركا ، وهدى للعالمين ، اللهم ، إني عبدك ، والبلد بلدك ، والبيت بيتك ، جئت أطلب رحمتك ، وأروم طاعتك ، مطيعا لأمرك ، راضيا بقدرك ، أسألك مسألة المضطر إليك ، الخائف لعقوبتك ، اللهم ، إفتح لي أبواب رحمتك ، واستعملني بطاعتك ومرضاتك . " .

ويمثل هذا الدعاء مدى إنابته إلى الله ، وانقطاعه إليه ، فهو الذي وضع المناهج العليا لمناسك الحج ، وأرشد المسلمين إلى أفضل الطرق في أداء هذه العبادة .

- دعاؤه حول الكعبة كان الإمام الصادق ، يستقبل الكعبة المعظمة بالخشوع ، وذكر الله وقد روى ذريح ، ما شاهده من الامام ، وما سمعه من دعائه قال : رأيت الامام في الكعبة ، وهو ساجد ، يقول : " لا يرد غضبك إلا حلمك ، ولا يجير من عذابك إلا رحمتك ، ولا ينجي منك إلا التضرع إليك ، فهب لي ، يا إلهي ، فرجا بالقدرة التي بها تحيي أموات العباد ، وبها تنشر ميت البلاد ، ولا تهلكني ، يا إلهي حتى تستجيب لي دعائي وتعرفني الإجابة . اللهم ، ارزقني العافية إلى منتهى أجلي ، ولا تشمت بي عدوي ، ولا تمكنه من عنقي ، من ذا الذي يرفعني إن وضعتني ؟ ومن ذا الذي يضعني إن رفعتني ؟ وإن أهلكتني فمن ذا الذي يعرض لك في عبدك ، أو يسألك عن أمره ، فقد علمت يا إلهي ، أنه ليس في حكمك ظلم ، ولا في نقمتك عجلة ، إنما يعجل من يخاف الفوت ، ويحتاج إلى الظلم الضعيف ، وقد تعاليت يا إلهي عن ذلك . إلهي فلا تجعلني للبلاء غرضا ، ولا لنقمتك نصبا ، وأمهلني ونفسي ، وأقلني عثرتي ، ولا ترد يدي في نحري ، ولا تتبعني ببلاء ، فقد ترى ضعفي ، وتضرعي إليك ، ووحشتي من الناس ، وأنسي لك ، أعوذ بك اليوم فأعذني ، وأستجير بك فأجرني ، وأستعين بك على الضراء فأعني ، وأستنصرك فانصرني ، وأتوكل عليك فاكفني ، وأومن بك فآمني ، وأستهدي بك فاهدني ، وأسترحمك فارحمني ، وأستغفرك مما تعلم فاغفر لي ، وأسترزقك من فضلك الواسع ، فارزقني ، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم . . " .

لقد اتجه الإمام ، بمشاعره وعواطفه نحو الله تعالى ، وناجاه بإيمان لا حدود له ، وقد طلب منه أجل وأسمى ما يطلبه المتقون ، والعارفون ، فقد طلب منه خير الدنيا وخير الآخرة .

- دعاؤه عند دخول الكعبة كان الإمام الصادق ، يهتم اهتماما بالغا ، في الدخول إلى الكعبة المعظمة ، وقد عهد إلى تلميذه الفقيه ، معاوية بن عمار ، أن لا يدخلها بحذائه ، ويقول عند الدخول : اللهم : إنك قلت : ( ومن دخله كان آمنا ) فآمني من عذاب النار ، كما أمره بالصلاة ركعتين بين الأسطوانتين على الحمراء ، ويقرأ في الركعة الأولى ( حم السجدة ) وفي الثانية عدد آياتها من القرآن ويصلي في زواياه ويقول : " اللهم ، من تهيأ ، أو تعبأ ، أو أعد ، أو استعد لوفادة إلى مخلوق رجاء رفده وجائزته ، ونوافله وفواضله ، فإليك يا سيدي ، تهيئتي ، وتعبئتي ، واستعدادي ، رجاء رفدك ، ونوافلك ، وجائزتك ، فلا تخيب اليوم رجائي ، يا من لا يخيب سائله ، ولا ينقص نائله ، فإني ، لم آتك اليوم ، بعمل صالح قدمته ، ولا شفاعة مخلوق رجوته ، ولكني أتيتك مقرا بالذنوب والإساءة على نفسي ، فإنه لا حجة لي ، ولا عذر ، فأسألك يا من هو كذلك ، أن تصلي على محمد وآله ، وتعطيني مسألتي ، وتقيلني عثرتي ، وتقبلني برغبتي ، ولا تردني مجبوها ممنوعا ، ولا خائبا ، يا عظيم ، يا عظيم ، يا عظيم ، أرجوك يا عظيم ، أسألك يا عظيم أن تغفر لي الذنب العظيم ، يا عظيم ، لا إله إلا أنت . " .

أرأيتم سيد العارفين والمتقين ، كيف يتذلل أمام الخالق العظيم ؟ لقد علمنا كيف نخاطب الله تعالى ؟ وكيف ندعوه ونتوسل إليه ؟

- دعاؤه عند الحجر الأسود أما بداية الطواف حول البيت المعظم ، فمن الحجر الأسود ، وقد أثرت عن الإمام الصادق ، بعض الأدعية ، التي كان يدعو بها حول هذا الحجر المقدس ، وهي :

- روى الفقيه ، معاوية بن عمار ، عن الإمام الصادق ، أنه قال له : إذا دنوت من الحجر الأسود ، فارفع يديك ، واحمد الله ، وثن عليه ، وصل على النبي واسأل الله أن يتقبل منك ، ثم استلم الحجر وقبله ، فإن لم تستطع تقبله ، فاستلمه بيدك ، فأم لم تستطع إن تستلمه بيدك فأشر إليه ، وقل : " اللهم ، أمانتي أديتها ، وميثاقي تعاهدته لتشهد لي بالموافاة ، اللهم ، تصديقا بكتابك ، وعلى سنة نبيك ، أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأن محمدا عبده ورسوله ، آمنت بالله ، وكفرت بالجبت والطاغوت ، وباللات والعزى ، وعبادة الشيطان ، وعبادة كل ند يدعى من دون الله . . " وأضاف الإمام قائلا : فإن لم تستطع أن تقول هذا كله فبعضه ، وقل : " اللهم ، إليك بسطت يدي ، وفيما عندك عظمت رغبتي ، فاقبل مسحتي ، واغفر لي وارحمني ، اللهم ، إني أعوذ بك من الكفر والفقر ، ومواقف الخزي ، في الدنيا والآخرة . " .

- روى أبو بصير الثقة الجليل عن الإمام الصادق أنه قال : إذا دخلت المسجد الحرام ، فامش حتى تدنوا من الحجر الأسود ، فتستلمه ، وتقول : " الحمد لله الذي هدانا لهذا ، وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله ، سبحان الله ، والحمد لله ، ولا إله إلا الله ، والله أكبر ، أكبر من خلقه ، وأكبر ممن أخشى وأحذر ، ولا إله إلا الله ، وحده لا شريك له ، له الملك ، وله الحمد يحيى ويميت ، ويميت ويحيي بيده الخير ، وهو على كل شئ قدير . " .

ثم امره بالصلاة على النبي وآله ، والسلام على المرسلين ، والقول بعد ذلك : " إني أو من بوعدك ، وأوفي بعهدك . . " .

- دعاؤه عند الطواف وعلم الإمام الصادق ، تلميذه الفقيه معاوية بن عمار ، الدعاء الذي يدعو به في حال طوافه ، قائلا : طف بالبيت سبعة أشواط ، وتقول في الطواف : " اللهم ، إني أسألك باسمك الذي يمشي به على ظلل الماء ، كما يمشي به على جدد الأرض ، وأسألك باسمك ، الذي يهتز له عرشك ، وأسألك باسمك ، الذي تهتز له أقدام ملائكتك ، وأسألك باسمك ، الذي دعاك به موسى من جانب الطور ، فاستجبت له ، وألقيت عليه محبة منك ، وأسألك باسمك ، الذي غفرت به لمحمد ، ما تقدم من ذنبه وما تأخر ، وأتممت عليه نعمتك . . ثم تسأل حاجتك . . وكلما انتهيت إلى باب الكعبة فصل على النبي وتقول فيما بين الركن اليماني والحجر الأسود : " ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة ، وقنا عذاب النار " .

وقل في الطواف :

" اللهم ، إني إليك فقير ، وإني خائف مستجير ، فلا تغير جسمي ، ولا تبدل اسمي . . " .

- دعاؤه عند الصفا روى الفقيه الجليل ، معاوية بن عمار ، عن الإمام الصادق عليه السلام ، الدعاء الذي يدعو به عند الصفا ، فقد قال : فاصعد على الصفا حتى تنظر إلى البيت ، وتستقبل الركن الذي فيه الحجر الأسود ، فاحمد الله عز وجل وأثن عليه ، ثم أذكر من آلائه ، وبلائه وحسن ما صنع إليك ما قدرت على ذكره ، ثم كبر الله سبعا ، واحمده سبعا وقل : " لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك ، وله الحمد يحيي ويميت ، وهو حي لا يموت بيده الخير وهو على كل شئ قدير ، تقول ذلك ثلاث مرات ثم صل على النبي وآله وقل : الله أكبر ، الحمد لله على ما هدانا ، الحمد لله على ما أولانا ، الحمد لله الحي القيوم ، والحمد لله الحي الدائم ، ثلاث مرات - وقل : أشهد أن لا إله إلا الله ، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ، لا نعبد إلا إياه ، مخلصين له الدين ولو كره المشركون - ثلاث مرات - ثم تقول : اللهم ، إني أسألك العفو والعافية ، واليقين في الدنيا والآخرة - ثلاث مرات - اللهم ، آتنا في الدنيا حسنة ، وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار - ثلاث مرات - ثم تكبر الله مائة مرة ، وتهلله مائة مرة ، وتحمده مائة مرة ، وتسبحه مائة مرة ، ثم تقول : لا إله إلا الله وحده وحده ، أنجز وعده ، ونصر عبده ، وغلب الأحزاب وحده ، فله الملك ، وله الحمد وحده ، وحده ، اللهم ، بارك لي في الموت ، وفيما بعد الموت ، اللهم ، إني أعوذ بك من ظلمة القبر ووحشته ، اللهم ، أظلني في طل عرشك ، يوم لا ظل إلا ظلك . . وأمره بالاستكثار من القول في استيداع دينه ، ونفسه وأهله ، عند الله عز وجل ، ثم القول : أستودع الله الرحمن الرحيم ، الذي لا تضيع ودائعه ديني ، ونفسي ، وأهلي ، اللهم ، استعملني على كتابك وسنة نبيك ، وتوفني على ملته ، وأعذني من الفتنة . ثم تكبر ثلاثا ، ثم تكبر واحدة ، ثم تعيدها فإن لم تستطع فبعضه ومثلت هذه الأدعية ، وهذا الذكر روحانية الاسلام ، الذي يسمو بالانسان إلى مستوى رفيع ، يجعله جديرا بأن يكون خليفة لله في أرضه .

- دعاؤه عند الصفا والمروة سأل جميل الإمام الصادق ، أن يعلمه دعاءا مؤقتا يقوله على الصفا والمروة ، فعلمه الإمام عليه السلام هذا الدعاء : " لا إله إلا الله ، وحده لا شريك له ، له الملك ، وله الحمد يحيي ويميت ، ويميت ويحيي ، وهو على كل شئ قدير . " .

- دعاؤه في عشية عرفة كان الإمام الصادق ، يستقبل عشية عرفة ، بالدعاء ، والابتهال إلى الله تعالى ، وكان يحيي تلك الليلة المباركة ، بالعبادة والطاعة ، وكان مما يدعو به هذا الدعاء :

" اللهم ، هذه الأيام التي فضلتها على غيرها من الأيام ، وشرفتها ، وقد بلغتنيها بمنك ، ورحمتك ، فأنزل علينا من بركاتك ، وأسبغ علينا فيها من نعمائك ، اللهم ، إني أسألك أن تصلي على محمد وآل محمد ، وأن تهدينا فيها سبيل الهدى ، وترزقنا فيها التقوى ، والعفاف ، والغنى ، والعمل بما تحب وترضى . اللهم ، إني أسألك ، يا موضع كل شكوى ، ويا سامع كل نجوى ، ويا شاهد كل ملاء ، ويا عالم كل خفية ، أن تصلي على محمد ، وآل محمد ، وأن تكشف عنا فيها البلاء ، وتستجيب لنا فيها الدعاء ، وتقوينا فيها ، وتعيننا ، وتوفقنا فيها ، ربنا ، لما تحب وترضى ، وعلى ما افترضت علينا من طاعتك ، وطاعة رسولك ، وأهل ولايتك ، اللهم ، إني أسألك يا أرحم الراحمين أن تصلي على محمد وآل محمد ، وأن تهب لنا فيها الرضا ، إنك سميع الدعاء ، ولا تحرمنا خير ما نزل فيها من السماء ، وطهرنا من الذنوب يا علام الغيوب ، وأوجب لنا فيها دار الخلود ، اللهم صل على محمد وآل محمد ، ولا تترك لنا فيها ذنبا إلا غفرته ، ولا هما إلا فرجته ، ولا دينا إلا قضيته ، ولا غائبا إلا أدنيته ، ولا حاجة من حوائج الدنيا والآخرة إلا سهلتها ويسرتها إنك على كل شئ قدير .

اللهم ، يا عالم الخفيات ، ويا راحم العبرات ، يا مجيب الدعوات ، يا رب الأرضين والسماوات ، يا من لا تتشابه عليه الأصوات ، صل عليه محمد وآل محمد ، واجعلنا فيها من عتقائك وطلقائك من النار ، والفائزين بجنتك ، الناجين برحمتك يا أرحم الراحمين ، وصلى الله على محمد وآله أجمعين ، وسلم تسليما . " .

وانتهى هذا الدعاء الشريف ، وكان الإمام ، يقرأه أيضا بعد صلاة الصبح ، وقبل المغرب إلى ليلة المزدلفة . .

- دعاؤه الأول في يوم عرفة إن يوم عرفة من الأيام المعظمة في الاسلام ، ففيه ، وقوف حجاج بيت الله الحرام في ذلك المكان المقدس ، من الزوال إلى الغروب ، ويستحب إحياء تلك الفترة بالدعاء والصلاة ، وذكر الله ، وكان الإمام الصادق عليه السلام ، بعد أداء صلاة الظهر ، والعصر يكبر الله مائة مرة ، ويحمده مائة مرة ، ويسبحه مائة مرة ، ويقرأ سورة التوحيد مائة مرة ، ثم يقرأ هذا الدعاء الجليل : " لا إله إلا الله الحليم ، الكريم ، لا إله إلا الله العلي العظيم ، سبحان الله رب السماوات ، ورب الأرضين السبع وما فيهن ، وما بينهن ، ورب العرش العظيم . والحمد لله رب العالمين ، اللهم ، إياك أعبد ، وإياك أستعين ، اللهم ، إني أريد أن أثني عليك ، وما عسى أن أبلغ من مدحك مع قلة عملي ، وقصر رأيي وأنت الخالق ، وأنا المخلوق ، وأنت المالك ، وأنا المملوك ، وأنت الرب ، وأنا العبد ، وأنت العزيز وأنا الذليل ، وأنت القوي ، وأنا الضعيف ، وأنت الغني وأنا الفقر ، وأنت المعطي وأنا السائل ، وأنت الغفور وأنا الخاطئ ، وأنت الحي الذي لا يموت ، وأنا مخلوق أموت .

اللهم ، أنت الله رب العالمين ، وأنت الله لا إله إلا أنت العزيز الحكيم ، وأنت الله لا إله إلا أنت العلي العظيم ، وأنت الله إلا إله إلا أنت الغفور الرحيم ، وأنت الله لا إله إلا أنت ، مالك يوم الدين ، وأنت الله لا إله إلا أنت ، مبدئ كل شئ وإليك يعود ، وأنت الله خالق الخير والشر ، وأنت الله لا إله إلا أنت الواحد ، الأحد ، الصمد ، لم تلد ولم تولد ، ولم يكن لك كفوا أحد ، وأنت الله لا إله إلا أنت عالم الغيب والشهادة ، وأنت الله لا إله إلا أنت الملك القدوس ، السلام ، المؤمن ، المهيمن ، العزيز ، الجبار ، المتكبر ، سبحان الله عما يشركون ، وأنت الله لا إله إلا أنت الخالق ، البارئ المصور ، يسبح لك ما في السماوات والأرض ، وأنت العزيز الحكيم ، وأنت الله لا إله إلا أنت الكبير ، والكبرياء رداؤك .

اللهم ، أنت سابغ النعماء حسن البلاء ، جزيل العطاء ، مسقط القضاء ، باسط اليدين بالرحمة ، نفاع بالخيرات ، كاشف الكربات ، رفيع الدرجات ، منزل الآيات ، من فوق سبع سماوات ، عظيم البركات ، مخرج من النور إلى الظلمات ، مبدل السيئات حسنات ، وجاعل الحسنات درجات . اللهم ، إنك دنوت في علوك ، وعلوت في دنوك ، فدنوت فليس دونك شئ ، وارتفعت فليس فوقك شئ ، ترى ولا ترى ، وأنت بالمنظر الاعلى ، فالق الحب والنوى ، لك ما في السماوات العلى ، ولك الكبرياء في الآخرة والأولى ، اللهم ، إنك غافر الذنب وقابل التوب ، شديد العقاب ، ذو الطول ، لا إله إلا أنت إليك المصير ، وسعت رحمتك كل شئ ، وبلغت حجتك ، ولا معقب لحكمك ، وأنت تيب سائلك ، أنت الذي لا رافع لما وضعت ، ولا واضع لما رفعت ، أنت الذي ثبت كل شئ بحكمك ، ولا يفوتك شئ بعلمك ، ولا يمتنع عنك شئ ، أنت الذي لا يعجزك هاربك ، ولا يرتفع صريعك ولا يحيا قتيلك ، أنت علوت فقهرت ، وملكت فقدرت ، وبطنت فخبرت ، وعلى كل شئ ظهرت ، علمت خائنة الأعين ، وما تخفي الصدور ، وتعلم ما تحمل كل أنثى وما تضع ، وما تغيض الأرحام ، وما تزداد ، وكل شئ عندك بمقدار ، أنت الذي لا تنسى من ذكرك ، ولا تضيع من توكل عليك ، أنت الذي لا يشغلك ما في جو أرضك عما في جو سمائك ، ولا يشغلك ما في جو سماواتك عما في جو أرضك ، أنت الذي تعززت في ملكك ، ولم يشركك أحد في جبروتك ، أنت الذي علا كل شئ ، وملك كل شئ أمرك ، أنت الذي ملكت الملوك بقدرتك ، واستعبدت الأرباب بعزتك ، وأنت الذي قهرت كل شئ بعزتك ، وعلوت كل شئ بفضلك ، أنت الذي لا يستطاع كنه وصفك ، ولا منتهى لما عندك ، أنت الذي لا يصف الواصفون عظمتك ، ولا يستطيع المزائلون تحويلك ، أنت شفاء لما في الصدور ، وهدى ورحمة للمؤمنين ، أنت الذي لا يحيفك سائل ، ولا ينقصك نائل ، ولا يبلغ مدحتك مادح ، ولا قائل ، أنت الكائن قبل كل شئ ، والمكون لكل شئ ، والكائن بعلة كل شئ ، أنت الواحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ، ولم يكن له كفوا أحد ، ولم يتخذ صاحبة ولا ولدا ، السماوات ومن فيهن لك ، والأرضون ومن فيهن لك ، وما بينهن ، وما تحت الثرى ، أحصيت كل شئ ( عددا ) ، وأحطت به علما ، وأنت تزيد في الخلق ما تشاء ، وأنت الذي لا تسأل عما تفعل ، وهم يسألون ، وأنت الفعال لما تريد ، وأنت القريب وأنت البعيد ، وأنت السميع ، وأنت البصير ، وأنت الماجد وأنت الواحد ، وأنت العليم ، وأنت الكريم ، وأنت البار وأنت الرحيم ، وأنت القادر ، وأنت القاهر ، لك الأسماء الحسنى كلها ، وأنت الجواد الذي لا يبخل ، وأنت العزيز الذي لا يذل ، وأنت ممتنع لا يرام ، يسبح لك ما في السماوات والأرض ، وأنت بالخير أجود منك بالشر ، ربي ورب آبائي الأولين ، أنت تجيب المضطر إذا دعاك ، وأنت نجيت نوحا من الغرق ، وأنت الذي غفرت لداوود ذنبه ، وأنت الذي نفست عن ذي النون كربه ، وأنت الذي كشفت عن أيوب ضره ، وأنت الذي رددت موسى على أمه ، وصرفت قلوب السحرة إليك . حتى قالوا : آمنا برب العالمين ، وأنت ولي نعمة الصالحين ، لا يذكر منك إلا الحسن الجميل ، وما لا يذكر أكثره ، لك الآلاء والنعماء ، وأنت الجميل لا تبلغ مدحتك ولا الثناء عليك ، أنت كما أثنيت على نفسك ، سبحانك وبحمدك ، تباركت أسماؤك ، وجل ثناؤك ، ما أعظم شأنك ، وأجل مكانك ، وما أقربك من عبادك ، وألطفك بخلقك ، وأمنعك بقوتك ، أنت أعز وأجل ، وأسمع وأبصر وأعلى وأكبر وأظهر ، وأشكر ، وأقدر ، وأعلم ، وأجبر وأكبر ، وأعظم وأقرب ، وأملك ، وأوسع ، وأصنع ، وأعطى ، وأحكم ، وأفضل ، وأحمد من أن تدرك العينان عظمتك ، أو يصف الواصفون ( جلالك ) أو يبلغوا غايتك . اللهم ، أنت الله ، لا إله إلا أنت أجل من ذكر ، وأشكر من عبد ، وأرأف من ملك ، وأجود من سئل ، وأوسع من أعطى ، تحلم بعد ما تعلم ، وتعفو وتغفر ما تقدر ، لم تطع لا بإذنك ، ولم تعص قط إلا بقدرتك ، تطاع ربنا فتشكر ، وتعصى ربنا فتغفر . اللهم ، أنت أقرب حفيظ ، وأدنى شهيد ، حلت بين القلوب ، وأخذت بالنواصي ، وأحصيت الأعمال ، وعلمت الاخبار ، وبيدك المقادير ، والقلوب إليك مقصدة ، والسر عندك علانية ، والمهتدي من هديت ، والحلال ما حللت ، والحرام ما حرمت ، والدين ما شرعت ، والامر ما قضيت ، تقضي ، ولا يقضى عليك .

اللهم ، أنت الأول فليس قبلك شئ ، وأنت الآخر فليس بعدك شئ ، وأنت الباطن فليس قبلك شئ ، اللهم ، بيدك مقادير النصر والخذلان ، وبيدك مقادير الخير والشر ، صل على محمد وآل محمد ، واغفر لي كل ذنب أذنبته في ظلمة الليل وضوء النهار ، عمدا أو خطأ ، سرا أو علانية ، إنك على كل شئ قدير ، وهو عليك يسير . ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم . اللهم ، إني أثني عليك بأحسن ما أقدر عليه ، وأشكرك بما مننت به علي ، وعلمتني من شكرك ، اللهم ، فلك الحمد بمحامدك كلها ، على نعمائك كلها ، وعلى جميع خلقك حتى ينتهي الحمد ، إلى ما تحب ربنا وترضى ، اللهم لك الحمد عدد ما خلقت ، وعدد ما ذرأت ، ولك الحمد عدد ما برأت ، ولك الحمد عدد ما أحصيت ، ولك الحمد عدد ما في السماوات والأرضين ، ولك الحمد ملء الدنيا والآخرة . وكان يقول : بعد هذا الدعاء عشر مرات : لا إله إلا الله ، وحده لا شريك له ، وله الحمد يحيي ويميت ، وهو حي لا يموت بيده الخير وهو على كل شئ قدير .

ثم يقول عشرا : أستغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم ، وأتوب إليه .

ويقول عشرا ما يلي : أ - يا رحمن ، يا رحمن . ب - يا رحيم ، يا رحيم . ج - يا بديع السماوات والأرض . د - يا ذا الجلال والاكرام . ه‍ - يا حنان ، يا منان . و - يا حي ، يا قيوم .

- بسم الله الرحمن الرحيم .

- اللهم صل على محمد وآل محمد .

اللهم لك الحمد ، يا ولي الحمد ، ومنتهى الحمد ، وفي الحمد ، عزيز الجند ، قديم المجد ، الحمد لله الذي كان عرشه على الماء ، حين لا شمس تضئ ، ولا قمر يسري ، ولا بحر يجري ، ولا رياح تذري ، ولا سماء مبنية ، ولا أرض مدحوة ، ولا ليل يجن ، ولا نهار يكن ، ولا عين تنبع ، ولا صوت يسمع ، ولا جبل مرسو ، ولا سحاب منشأ ، ولا إنس مبرأ ، ولا جن مذرأ ، ولا ملك كريم ، ولا شيطان رجيم ، ولا ظل ممدود ، ولا شئ معدود ، الحمد لله الذي استحمد ، إلى من استحمده من أهل محامده ، ليحمدوه على ما بذل من نوافله ، التي فاق مدح المادحين ، مآثر محامده ، وعدا وصف الواصفين هيبة جلاله ، وهو أهل لكل حمد ، ومنتهى كل رغبة ، الواحد الذي لا بدء له الملك الذي لا زوال له ، الرفيع الذي ليس فوقه ناظر ، ذو المغفرة والرحمة ، المحمود لبذل نوائله ، المعبود بهيبة جلاله ، المذكور بحسن آلائه ، المنان بسعة فواضله ، المرغوب إليه في إتمام المواهب ، من خزائنه ، العظيم الشأن ، الكريم في سلطانه ، العلي في مكانه ، المحسن في امتنانه ، الجواد في فواضله . الحمد لله ، بارئ خلق الخلوقين بعلمه ، ومصور أجساد العباد بقدرته ، ومخالف صور من خلق من خلقه ، ونافخ الأرواح في خلقه بعلمه ، ومعلم من خلق من عباده اسمه ، ومدبر خلق السماوات والأرض بعظمته ، الذي وسع كل شئ خلق كرسيه ، وعلا بعظمته فوق الأعلين ، وقهر الملوك بجبروته ، الجبار الاعلى ، المعبود في سلطانه ، المتسلط بقوته ، المتعالي في دنوه ، المتداني في ارتفاعه ، الذي نفذ بصره في خلقه ، وحارت الابصار بشعاع نوره . الحمد لله الحليم الرشيد ، القوي الشديد ، المبدئ المعيد ، الفعال لما يريد ، الحمد لله منزل الآيات ، وكاشف الكربات ، وباني السماوات . الحمد لله في كل زمان ، وفي كل مكان ، وفي كل أوان ، الحمد لله الذي لا ينسى من ذكره ولا يخيب من دعاه ، ولا يذل من والاه ، الذي يجزي بالاحسان إحسانا ، وبالصبر نجاة ، الحمد لله الذي له ما في السماوات وما في الأرض ، وله الحمد في الآخرة ، وهو الحكيم الخبير ، الحمد لله فاطر السماوات والأرض ، جاعل الملائكة رسلا ، أولى أجنحة مثنى وثلاث ورباع ، يزيد في الخلق ما يشاء ، إن الله على كل شئ قدير ، سبحان الله والحمد لله ، ولا إله إلا الله ، والله أكبر ، ولا حول ولا قوة إلا بالله ، وسبحان الله حين تمسون ، وحين تظهرون ، وسبحان الله آناء الليل ، وأطراف النهار ، وسبحان الله بالغدو ، والآصال ، وسبحان ربك رب العزة عما يصفون ، وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين ، والحمد لله كما يحب ربنا ، وكما يرضى ، حمدا كثيرا ، طيبا ، كلما سبح الله شئ ، وكما يحب الله أن يسبح ، والحمد لله كلما حمد الله شئ ، وكما يحب الله أن يحمد ، ولا إله إلا الله كلما هلل الله شئ وكما يحب الله أن يهلل ، والله أكبر كلما كبر الله شئ وكما يحب الله أن يكبر ، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم . . " .

وقدم الإمام ، في هذا الدعاء الجليل ، جميع ما في قاموس الثناء ، والتمجيد ، من كلمات مشرقة ، إلى الله تعالى ، كما أبدى جميع صنوف التذلل والعبودية . وقد ذكر الإمام ، في هذا الدعاء ، ألطاف الله البالغة على أنبيائه ، ورسله ، والصالحين من عباده ، الذين أنقذهم من ويلات الطغاة وشرورهم

- دعاؤه الثاني في يوم عرفة من ذخائر أدعية الإمام الصادق ، هذا الدعاء الجليل ، فقد حفل بمطالب جليلة ومضامين عالية ، وكان عليه السلام ، يدعو به في يوم عرفة ، قبل الشروع فيه ، كان يكبر الله تعالى مائة مرة ، ويهلله مائة مرة ، ويسبحه مائة مرة ، ويقدسه مائة مرة ، ويقرأ آية الكرسي مائة مرة ، ويصلي على النبي وآله مائة مرة ثم يقرأ هذا الدعاء :

" إلهي ، وسيدي ، وعزتك وجلالك ، ما أردت بمعصيتي لك ، مخالفة أمرك ، بل عصيت إذ عصيتك ، وما أنا بنكالك جاهل ، ولا لعقوبتك متعرض ، ولكن سولت لي نفسي وغلبت علي شقوتي ، وأعانني عليه عدوك ، وعدوي ، وغرني سترك المسبل علي فعصيتك بجهلي ، وخالفتك بجهدي ، فالآن من عذابك من ينقذني ؟ وبحبل من أتصل ، إن قطعت حبلك عني ؟ أنا الغريق المبتلى فمن سمع بمثلي ، أو رأى مثل جهلي ؟ لا رب غيرك ينجيني ، ولا عشيرة تكفيني ، ولا مال يفديني ، فوعزتك يا سيدي لأطلبن إليك ، وعزتك يا مولاي لأتضرعن إليك . . وعزتك يا إلهي لأبتهلن إليك ، وعزتك يا رجائي لأمدن يدي مع جرمهما إليك . إلهي : من لي يا مولاي ؟ بمن ألوذ يا سيدي ؟ فبمن أعوذ يا أملي ؟ فمن أرجو ؟ أنت ، أنت ، انقطع الرجاء إلا منك ، وحدك ، لا شريك لك ، يا أحد من لا أحد له ، يا أكرم من أقر له بالذنب ، يا أعز من أخضع له بذل ، يا أرحم من أعترف له بجرم ، لكرمك أقررت بذنوبي ، ولعزتك خضعت بذلتي ، فما صانع يا مولاي ؟ ولرحمتك اعترفت بجرمي ، فما أنت فاعل سيدي لمقر لك بذنبه ، خاضع لك بذله ، معترف لك بجرمه ؟ اللهم ، صل على محمد وآل محمد ، واسمع - اللهم - دعائي ، إذا دعوتك ، ندائي إذا ناديتك ، وأقبل علي إذا ناجيتك ، فإني أقر لك بذنوبي وأعترف ، وأشكو إليك مسكنتي وفاقتي ، وقساوة قلبي ، وضري ، وحاجتي يا خير من أنست به وحدتي ، وناجيته بسري ، يا أكرم من بسطت إليه يدي ، ويا أرحم من مددت إليه عنقي ، صل على محمد وآله ، واغفر لي ذنوبي ، التي نظرت إليها عيناي ، اللهم صل على محمد وآله ، واغفر لي ذنوبي التي اكتسبتها يداي ، واغفر لي ذنوبي التي باشرها جلدي ، واغفر لي ، اللهم ، الذنوب التي احتطبت بها على بدني ، واغفر اللهم ، الذنوب التي قدمتها يداي ، واغفر اللهم ذنوبي التي أحصاها كتابك ، واغفر اللهم ذنوبي التي سترتها من المخلوقين ، ولم أسترها منك .

اللهم ، صل على محمد وآل محمد ، واغفر لي ذنوبي ، أولها وآخرها ، صغيرها وكبيرها ، دقيقها وجليلها ، ما عرفت منها ، وما لم أعرف ، مولاي عظمت ذنوبي ، وجلت ، وهي صغيرة في جنب عفوك ، فاعف عني ، فقد قيدتني ، واشتهرت عيوبي ، وغرقتني خطاياي ، وأسلمتني نفسي إليك ، بعدما لم أجد ملجأ ، ولا منجى منك إلا إليك ، مولاي ، استوجبت أن أكون لعقوبتك غرضا ، ولنقمتك مستحقا . إلهي : قد غر عقلي فيما وجلت من مباشرة عصيانك ، وبقيت حيران ، متعلقا بعمود عفوك ، فاقبلني يا مولاي وإلهي بالاعتراف ، فها أنا ذا بين يديك عبد ذليل ، خاضع ، داخر راغم ، إن ترحمني فقديما شملني عفوك ، وألبستني عافيتك ، وإن تعذبني فإني لذلك أهل ، وهو منك يا رب عدل . اللهم ، إني أسألك بالمخزون من أسمائك ، وما وارت الحجب من بهائك ، أن تصلي على محمد وآله ، وترحم هذه النفس الجزوعة ، وهذا البدن الهلوع ، والجلد الرقيق ، والعظم الدقيق .

وكان يقول : مائة مرة : " مولاي عفوك " اللهم ، قد غرقتني الذنوب ، وغمرتني النعم ، وقل شكري ، وضعف عملي ، وليس لي ما أرجوه إلا رحمتك فاعف عني ، فإني أمرؤ حقير ، وخطري يسير . اللهم ، إني أسألك أن تصلي على محمد وآله ، وأن تعفو عني ، فإن عفوك عني أرجى من عملي ، وإن ترحمني فإن رحمتك أوسع من ذنوبي ، وأنت الذي لا تخيب السائل ، يا خير مسؤول ، وأكرم مأمول . وكان يقول مائة مرة ما يلي : " هذا مقام العائذ بك من النار .

" هذا مقام العائذ بك من النار . " هذا مقام الذليل ، هذا مقام البائس الفقير ، هذا مقام المستجير ، هذا مقام من لا أمل له سواك ، هذا مقام من لا يفرج كربه سواك . . الحمد لله الذي هدانا ، وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله ، لقد جاءت رسل ربنا بالحق . اللهم ، لك الحمد على ما رزقتني ، ولك الحمد على ما منحتني ، ولك الحمد على ما ألهمتني ولك الحمد على ما وفقتني ، ولك الحمد على على ما شفيتني ، ولك الحمد على ما عافيتني ، ولك الحمد على ما هديتني ، ولك الحمد على السراء والضراء ، ولك الحمد على ذلك كله ، ولك الحمد على كل نعمة أنعمت علي ، ظاهرة وباطنة ، حمدا كثيرا دائما ، سرمدا لا ينقطع ولا يفنى أبدا ، حمدا ترضى بحمدك عنا ، حمدا يصعد أوله ، ولا يفنى آخره حمدا يزيد ولا يبيد . اللهم ، إني أستغفرك ، من كل ذنب قوي عليه بدني بعافيتك ، أو نالته قدرتي بفضل نعمتك ، أو بسطت إليه يدي بسابغ رزقك ، أو نكلت عند خوفي منه على أناتك ، أو وثقت فيه بحولك ، أو عولت فيه على كريم عفوك . اللهم ، إني أستغفرك ، من كل ذنب خنت فيه أمانتي ، أو بخست بفعله نفسي ، أو احتطبت به على بدني ، أو قدمت فيه لذتي ، أو آثرت فيه شهواتي ، أو سعيت فيه لغيري ، أو استغويت فيه من تبعتي ، أو غلبت عليه بفضل حيلتي ، أو احتلت عليك فيه ، مولاي فلم تغلبني على فعلي إذ كنت كارها لمعصيتي ، لكن سبق علمك في فعلي فحلمت عني ، لم تدخلني فيه يا رب جبرا ، ولم تحملني عليه قهرا ، ولم تظلمني فيه شيئا ، أستغفر الله استغفارا من غمرته مساغب الإساءة ، فأيقن من إلهه بالمجازاة ، أستغفر الله استغفار من تهور تهورا في الغياهب ، وتداحض للشقوة في أوداء المذاهب ، أستغفر الله استغفار من أورطه الافراط في مآثمه ، وأوثقه الارتباك في لجج جرائمه ، أستغفر الله استغفار من أناف على المهالك بما اجترم أستغفر الله استغفار من أوحدته المنية في حفرته ، فأوحش بما اقترف من ذنب ، إستكفف ، فاسترحم هنالك ربه ، واستعطف ، أستغفر الله استغفار من لم يتزود لبعد سفره زاد ، ولم يعد لظاعن ترحاله إعدادا أستغفر الله استغفار من شسعت شقته ، وقلت عدته ، فعيشته هنالك كربته ، أستغفر الله استغفار من لم يعلم على أية منزلة هاجم : أفي النار يصلى أم في الجنة ناعما يحيا ؟ أستغفر الله استغفار من غرق في لجج المآثم وتقلب في أضاليل مقت المحارم ، أستغفر الله استغفار من عند عن لوائح حق المنهج ، وسلك سوادف السبل المرتج ، أستغفر الله استغفار من لم ينجه المفر من معاناة ضنك المنقلب ، ولم ينجه المهرب من أهل ويل عبء المكسب ، أستغفر الله استغفار من تمرد في طغيانه عدوا ، وبارزه في الخطيئة عتوا ، أستغفر الله استغفار من أحصى عليه كرور لوافظ ألسنته ، أستغفر الله استغفار من لا يرجو سواه ، أستغفر الله الذي لا إله إلا هو ، الحي القيوم ، مما أحصاه العقول ، والقلب الجهول ، واقترفته الجوارح الخاطئة ، واكتسبته اليد الباغية ، أستغفر الله الذي لا إله إلا هو ( ما لا يحصى ) بمقدار ومقياس ، ومكيال ، ومبلغ ما أحصي ، وعدد ما خلق ، وذرأ ، وبرأ ، وأنشأ ، وصور ، ودون ، أستغفر الله أضعاف ذلك كله ، وأضعافا مضاعفة ، وأمثالا ممثلة حتى أبلغ رضا الله ، وأفوز بعفوه ، والحمد لله الذي هدانا لدينه الذي لا يقبل عملا إلا به ، ولا يغفر ذنبا إلا لأهله ، والحمد لله الذي جعلني مسلما له ولرسوله ، ، فيما أمر به ونهى عنه ، والحمد لله الذي لم يجعلني أعبد شيئا غيره ، ولم يكرم بهواني أحدا من خلقه ، والحمد لله على ما صرف عني أنواع البلاء في نفسي ، وأهلي ، ومالي ، وولدي ، وأهل حزانتي ، وأهل حزانتي ، والحمد لله رب العالمين على كل حال ، ولا إله إلا الله الملك ، الرحمن ، ولا إله إلا الله المتفضل المنان ، ولا إله إلا الله الأول والآخر ، ولا إله إلا الله ذو الطول ، وإليه المصير ، ولا إله إلا الله الظاهر الباطن ، والله أكبر مداد كلماته ، والله أكبر ملء عرشه ، والله أكبر عدد ما أحصى كتابه ، وسبحان الله الحليم الكريم ، وسبحان الله الغفور الرحيم ، وسبحان الله الذي لا ينبغي التسبيح إلا له ، وسبحان ربك رب العزة عما يصفون ، وسلام على المرسلين ، والحمد لله رب العالمين ، وصلى الله على محمد ، وأهل بيته ، الطيبين الطاهرين ، الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا . اللهم ، صل على محمد عبدك ، ورسولك ، ونبيك ، وصفيك ، وحبيبك ، وخيرتك من خلقك ، والمبلغ رسالتك ، فإنه قد أدى الأمانة ، ومنح النصيحة ، وحمل على المحجة ، وكابد العسرة ، اللهم ، إعطه بكل منقبة من مناقبه منزلة من منازله ، وبكل حال من أحواله خصائص من عطائك ، وفضائل من حبائك ، تسر بها نفسه ، وتكرم بها وجهه ، وترفع بها مقامه ، وتعلي بها شرفه ، على القوامين بقسطك والذابين عن حرمك ، اللهم ، واردد عليه ، ذريته ، وأزواجه ، وأهل بيته ، وأصحابه ، وما تقر به عينه ، واجعلنا منهم وممن تسقيه بكأسه ، وتورده حوضه ، وتحشرنا في زمرته وتحت لوائه ، وتدخلنا في كل خير أدخلت فيه محمد وآل محمد صلى الله عليهم أجمعين . اللهم ، اجعلني معهم في كل شدة ورخاء ، وفي كل عافية وبلاء ، وفي كل أمن وخوف ، وفي كل مثوى ومنقلب ، اللهم ، أحيني محياهم ، وأمتني مماتهم ، واجعلني في المواطن كلها ، ولا تفرق بيني وبينهم أبدا ، إنك على كل شئ قدير . اللهم ، أفنني خير الفناء إذا أفنيتني على موالاتك وموالاة أوليائك ، ومعاداة أعدائك ، والرغبة والرهبة إليك ، والوفاء بعهدك ، والتصديق بكتابك ، والاتباع لسنة نبيك صلى الله عليه وآله ، وتدخلني معهم في كل خير ، وتنجيني بهم من كل سوء .

اللهم ، صل على محمد وآله واغفر ذنبي ، ووسع رزقي ، وطيب كسبي ، وقنعني بما رزقتني ، ولا تذهب نفسي إلى شئ صرفته عني ، اللهم ، إني أعوذ بك من النسيان والكسل ، والتواني في طاعتك ، ومن عقابك الأدنى ، وعذابك الأكبر ، وأعوذ بك من دنيا تمنع الآخرة ، ومن حياة تمنع خير الممات ، ومن أمل يمنع خير العمل ، وأعوذ بك من نفس لا تشبع ، ومن قلب لا يخشع ، ومن دعاء لا يرفع ، ومن صلاة لا تقبل ، اللهم ، إفتح مسامع قلبي لذكرك ، حتى أتبع كتابك ، وأصدق رسولك ، وأومن بوعدك ، وأوفى بعهدك لا إله إلا أنت ، اللهم ، صل على محمد وآله ، وأسألك الصبر على طاعتك ، والصبر لحكمك ، وأسألك ، اللهم ، حقائق الايمان ، والصدق في المواطن كلها ، والعفو والمعافاة ، واليقين والكرامة ، في الدنيا والآخرة ، والشكر ، والنظر إلى وجهك الكريم ، فإن بنعمتك تتم الصالحات .

اللهم ، أنت تنزل الغنى والبركة ، من الرفيع الاعلى ، على العباد قاهرا مقتدرا ، أحصيت أعمالهم ، وقسمت أرزاقهم ، وسميت آجالهم ، وكتبت آثارهم ، وجعلتهم مختلفة ألسنتهم ، وألوانهم ، خلقا من بعد خلق ، لا يعلم العباد علمك ، وكلنا فقراء إليك ، فلا تصرف اللهم عني وجهك ، ولا تمنعني فضلك ، ولا تمنعني طولك وعفوك ، واجعلني أوالي أولياءك ، وأعادي أعداءك ، وارزقني الرغبة ، والرهبة ، والخشوع ، والوفاء ، والتسليم ، والتصديق بكتابك ، واتباع سنة نبيك محمد .

اللهم ، صل على محمد وآله ، واكفني ما أهمني ، وغمني ، ولا تكلني إلى نفسي ، وأعذني من شر ما خلقت ، وذرأت وبرأت ، وألبسني درعك الحصينة ، من شر جميع خلقك ، واقض عني ديني ، ووفقني لما يرضيك عني ، واحرسني وذريتي وأهلي ، وقرابتي وجميع إخواني وأهل حزانتي من الشيطان الرجيم ، ومن شر فسقة العرب والعجم ، وشياطين الإنس والجن ، وانصرني على من ظلمني ، وتوفني مسلما وألحقني بالصالحين .

اللهم ، إني أسألك بعظيم ما سألك به أحد من خلقك ، من كريم أسمائك ، وجميل ثنائك ، وخاصة دعائك ، أن تصلي على محمد وآل محمد ، وأن تجعل عشيتي هذه ، أعظم عشية مرت علي ، منذ أن أخرجتني ، إلى الدنيا بركة في عصمة من ديني ، وخلاص نفسي ، وقضاء حاجتي ، وتشفيعي في مسألتي ، وتمام النعمة علي وصرف السوء عني ، ولباس العافية ، وأن تجعلني ممن نظرت إليه في هذه العشية برحمتك ، إنك جواد كريم . اللهم ، إن كنت لم تكتبني في حجاج بيتك الحرام ، أو حرمتني الحضور معهم ، في هذه العشية فلا تحرمني شركتهم في دعائهم ، وانظر إلي بنظراتك الرحيمة لهم ، وأعطني من خير ما تعطي أولياءك ، وأهل طاعتك ، اللهم ، صلى على محمد وآل محمد ، ولا تجعل هذه العشية ، آخر العهد مني حتى تبلغنيها ، من قابل مع حجاج بيتك الحرام ، وزوار قبر نبيك ، في أعفى عافيتك ، وأعم نعمتك ، وأوسع رحمتك ، وأجزل قسمك ، وأسبغ رزقك ، وأفضل رجائك ، وأتم رأفتك إنك سميع الدعاء .

اللهم ، صل على محمد وآله ، واسمع دعائي ، وارحم تضرعي ، وتذللي واستكانتي ، وتوكلي عليك ، فأنا مسلم لأمرك ، لا أرجو نجاحا ولا معافاة ، ولا تشريفا إلا بك ومنك ، فامنن علي بتبليغي هذه العشية من قابل ، وأنا معافى من كل مكروه ومحذور ، ومن جميع البوائق ، ومحذورات الطوارق ، اللهم ، أعني على طاعتك ، وطاعة أوليائك ، الذين اصطفيتهم ، من خلقك لخلقك ، والقيام فيهم بدينك . اللهم ، صلى على محمد وآله ، وسلم لي ديني ، وزد في أجلي ، وأصح لي جسمي ، وأقر بشكر نعمتك عيني ، وآمن روعتي ، وأعطني سؤلي ، إنك على كل شئ قدير . اللهم ، صل على محمد وآله ، وأتمم ولاءك علي فيما بقي من عمري ، وتوفني إذا توفيتني ، وأنت عني راض ، اللهم ، صل على محمد وآله ، وثبتني على ملة الاسلام ، فإني بحبلك اعتصمت فلا تكلني في جميع الأمور إلا إليك ، اللهم ، صلى على محمد وآله ، واملا قلبي رهبة منك ، ورغبة إليك ، وخشية منك ، وغنى بك وعلمني ما ينفعني ، واستعملني ما علمتني . اللهم ، إني أسألك مسألة المضطر إليك ، المشفق من عذابك ، الخائف من عقوبتك ، أن تغنيني بعفوك ، وتجيرني بعزتك ، وتتحنن علي برحمتك وتؤدي عني فرائضك ، وتستجيب لي فيما سألتك ، وتغنيني عن شرار خلقك . . وتقيني من النار ، وما قربت إليها من قول أو عمل ، وتغفر لي ولوالدي وللمؤمنين والمؤمنات يا ذا الجلال والاكرام إنك على كل شئ قدير . . " .

وهذا الدعاء الجليل ، وحيد في مضامينه ، فريد في معطياته ، فقد حوى جميع ألوان التضرع ، والتذلل ، والعبودية المطلقة لله ، الواحد القهار ، مدبر الأكوان ومبدع الأشياء . لقد كشف هذا الدعاء ، عن انقطاع الإمام عليه السلام ، لله تعالى ، واعتصامه به ، وهذا مما يدلل على مدى معرفته به تعالى ، وهذا ليس غريبا ولا بعيدا عن الإمام ، فهو من معادن التوحيد ، ومن مراكز الدعوة إلى الله .

- دعاؤه الثالث في يوم عرفة ومن أدعية الإمام الصادق ، في يوم عرفة ، هذا الدعاء الجليل ، وهو ينم عن أهمية هذا اليوم ، وعظيم مكانته ، عند الإمام وهذا نصه : اللهم ، أنت الله لا إله إلا أنت رب العالمين ، وأنت الله لا إله إلا أنت العزيز الحكيم ، وأنت الله لا إله إلا أنت العلي العظيم ، وأنت الله لا إله إلا أنت الغفور الرحيم ، وأنت الله لا إله إلا أنت الرحمن الرحيم ، وأنت الله لا إله إلا أنت مالك يوم الدين ، بدء كل شئ ، وإليك يعود كل شئ لم تزل ولا تزال . الملك القدوس ، السلام المؤمن ، المهيمن ، العزيز الجبار ، المتكبر ، الكبرياء رداؤك ، سابغ النعماء ، جزيل العطاء ، باسط اليدين بالرحمة ، نفاح الخيرات ، كاشف الكربات ، منزل الآيات ، مبدل السيئات ، جاعل الحسنات درجات ، دنوت في علوك ، وعلوت في دنوك ، دنوت فلا شئ دونك ، وعلوت فلا شئ فوقك ، ترى ، ولا ترى ، وأنت بالمنظر الاعلى ، خالق الحب والنوى ، لك ما في السماوات العلى ، ولك الكبرياء في الآخرة والأولى ، غافر الذنب ، وقابل التوب ، شديد العقاب ، ذو الطول ، لا إله إلا أنت إليك المأوى وإليك المصير ، وسعت رحمتك كل شئ ، وبلغت حجتك ، ولا معقب لحكمك ، ولا يخيب سائلك ، كل شئ بعلمك ، وأحصيت كل شئ عددا ، وجعلت لكل شئ أمدا ، وقدرت كل شئ تقديرا ، بلوت فقهرت ونظرت فخبرت ، وبطنت وعلمت فسترت ، وعلى كل شئ ظهرت ، تعلم خائنة الأعين ، وما تخفي الصدور ، ولا تنسى من ذكرك ، ولا تخيب من سألك ، ولا تضيع من توكل عليك ، أنت الذي لا يشغلك ما في جو سماواتك عما في جو أرضك ، تعززت في ملكك ، وتقويت في سلطانك ، وغلب على كل شئ قضاؤك ، وملك كل شئ أمرك ، وقهرت كل شئ قدرتك ، لا يستطاع وصفك ، ولا يحاط بعلمك ، ولا ينتهي ما عندك ، ولا تصف العقول صفة ذاتك ، عجزت الأوهام عن كيفيتك ، ولا تدرك الابصار موضع أينيتك ، ولا تحد فتكون محدودا ، ولا تمثل فتكون موجودا ، ولا تلد فتكون مولودا ، أنت الذي لا ضد معك ، فيعاندك ، ولا عديل لك فيكاثرك ، ولا ند لك فيعارضك ، أنت ابتدعت واخترعت ، واستحدثت ، فما أحسن ما صنعت ، سبحانك ما أجل ثناءك ، وأسنى في الأماكن مكانك ، وأصدع بالحق فرقانك ، سبحانك من لطيف ما ألطفك ، وحكيم ما أعرفك ، ومليك ما أسمحك ، بسطت بالخيرات يداك ، وعرفت الهداية من عندك ، وخضع لك كل شئ ، وانقاد للتسليم لك كل شئ ، سبيلك جدد ، وأمرك رشد ، وأنت حي صمد ، وأنت الماجد الجواد ، الواحد الأحد ، العليم الكريم ، القديم ، القريب ، المجيب ، تباركت وتعاليت عما يقول الظالمون ، علوا كبيرا ، تقدست أسماؤك وجل ثناؤك ، فصل على محمد عبدك ، ورسولك الذي صدع بأمرك ، وبالغ في إظهار دينك وأكد ميثاقك ، ونصح لعبادك ، وبذل جهده في مرضاتك . اللهم شرف بنيانه ، وعظم برهانه . اللهم ، وصل على ولاة الامر بعد نبيك تراجمة وحيك ، وخزان علمك ، وأمنائك في بلادك ، الذين أمرت بمودتهم ، وفرضت طاعتهم ، على بريتك . اللهم ، صل عليهم صلاة دائمة باقية ، اللهم ، وصل على السياح والعباد ، وأهل الجد والاجتهاد ، واجعلني في هذه العشية ، ممن نظرت إليه فرحمته ، وسمعت دعاءه فأجبته ، وآمن بك فهديته ، وسألك فأعطيته ، ورغب إليك فأرضيته ، وهب لي ، في يومي هذا ، صلاحا لقلبي وديني ودنياي ، ومغفرة لذنوبي يا أرحم الراحمين ، أسألك الرحمة يا سيدي ومولاي ، وثقتي ، يا رجائي ، ومعتمدي ، وملجأي ، وذخري ، وظهري ، وعدتي ، وأملي ، وغايتي ، وأسألك ، بنور وجهك الذي أشرقت له السماوات والأرض ، أن تغفر لي ذنوبي وعيوبي ، وإساءتي وظلمي وجرمي ، وإسرافي على نفسي ، فهذا مقام الهارب إليك من النار . اللهم ، وهذا يوم عرفة ، كرمته وشرفته ، وعظمته ، نشرت فيه رحمتك ، ومننت فيه بعفوك ، وأجزلت فيه عطيتك ، وتفضلت فيه على عبادك ، اللهم ، وهذه العشية من عشايا رحمتك ومنحك ، وإحدى أيام زلفتك ، وليلة عيد من أعيادك ، فيها يفضي إليك ، بالحوائج من قصدك من قصدك ، مؤملا راجيا فضلك ، طالبا معروفك الذي تمن به على من تشاء من خلقك ، وأنت فيها بكل لسان تدعى ، ولكل خير تبتغي وترجى ، ولك فيها جوائز ومواهب ، وعطايا تمن بها على من تشاء من عبادك ، وتشمل بها أهل العناية فيك ، وقد قصدناك مؤملين راجين ، وأتيناك طالبين ، نرجو ما لا خلف له من وعدك ، ولا مترك له من عظيم أجرك ، قد أبرزت ذوو الآمال إليك وجوهها المصونة ، ومدوا إليك أكفهم طلبا لما عندك ، ليدركوا بذلك رضوانك ، يا غفار ، يا مستغاث من فضله ، يا ملك في عظمته ، يا جبار في قوته ، يا لطيف في قدرته ، يا متكفل يا رزاق النعاب في عشه يا أكرم مسؤول ، ويا خير مأمول ، ويا أجود من نزلت بفنائه الركائب ، ويطلب عنده نيل الرغائب ، وأناخت به الوفود يا ذا الجود ، يا عظيم من كل مقصود ، أنا عبدك الذي أمرتني ، فلم أأتمر ، ونهيتني عن معصيتك فلم أنزجر ، فخالفت أمرك ونهيك ، لا معاندة لك ، ولا استكبارا عليك ، بل دعاني هواي ، واستزلني عدوك وعدوي ، فأقدمت على ما فعلت ، عارفا بوعيدك ، راجيا لعفوك ، واثقا بتجاوزك وصفحك ، فيا أكرم من أقر له بالذنوب ، ها أنا ذا بين يديك صاغرا ذليلا خاضعا ، خاشعا ، خائفا معترفا ، بعظيم ذنوبي وخطاياي ، فما أعظم ذنوبي التي تحملتها وأوزاري التي اجترمتها ، مستجيرا فيها بصفحك ، لائذا برحمتك ، موقنا أنه لا يجيرني منك مجير ، ولا يمنعني منك مانع ، فعد علي بما تعود على من اقترف عن تعمد ، وجد علي بما تجود به على من ألقى بيده إليك من عبادك ، وامنن علي بما لا يتعاظمك أن تمن به على من أملك من غفرانك له ، يا كريم ، إرحم صوت حزين يخفي ما سترت عن خلقك من مساوئه ، يسألك في هذه العشية رحمة تنجيه من كرب موقف المسألة ، ومكروه يوم المعاينة ، حين يفرده عمله ، ويشغله عن أهله وولده ، فارحم عبدك الضعيف عملا ، الجسيم أملا ، خرجت من يدي أسباب الوصلات إلا ما وصلته رحمتك ، وتقطعت عني عصم الآمال إلا ما معتصم به من عفوك ، قل عندي ما أعتد به من طاعتك ، وكبر علي ما أبوء به من معصيتك ، ولن يضيق عفوك عن عبدك ، وإن أساء فاعف عني ، فقد أشرف على خفايا الأعمار علمك ، وانكشف كل مستور عند خبرك ، ولا تنطوي عليك دقاق الأمور ، ولا يعرب عنك غيبات السرائر ، وقد استحوذ علي عدوك ، الذي استنظر فأنظرته ، واستمهلك إلى يوم الدين ، لاضلالي فأمهلته وأوقعني بصغائر ذنوب موبقة ، وكبار أعمال مردية ، حتى إذا فارقت معصيتك ، واستوحشت بسوء سعيي سخطك تولى عن عذر غدره ، وتلقاني بكلمة كفره ، وتولى البراءة مني ، وأدبر موليا عني ، فأصحرني لغضبك فريدا ، وأخرجني إلى فناء نعمتك طريدا ، لا شفيع يشفع لي إليك ، ولا خفير يقيني منك ، ولا حصن يحجبني عنك ، ولا ملاذ ألجأ إليه منك ، فهذا مقام العائذ بك من النار ، ومحل المعترف لك ، فلا يضيقن عني فضلك ، ولا يقصرن دوني عفوك ، ولا أكونن أخيب عبادك التائبين ، ولا أقنط وفودك الآملين .

اللهم ، إغفر لي ، إنك أرحم الراحمين ، فطالما أغفلت من وظائف فروضك ، وتعديت عن مقام حدودك ، فهذا مقام من استحيا لنفسه منك وسخط عليها ، ورضي عنك ، فتلقاك بنفس خاشعة ، ورقبة خاضعة ، وظهر مثقل من الذنوب ، واقفا بين الرغبة إليك ، والرهبة منك ، فأنت أولى من وثق به ممن رجاه ، وأمن من خشيته واتقاه ، اللهم ، فصل على محمد وآله ، وأعطني ما رجوت وآمني مما حذرت ، وعد علي بعائدة من رحمتك . اللهم ، وإذ سترتني بفضلك ، وتغمدتني بعفوك ، في دار الحياة ، والفناء ، بحضرة الأكفاء ، فأجرني من فضيحات دار البقاء ، عند مواقف الاشهاد ، من الملائكة المقربين ، والرسل المكرمين ، والشهداء والصالحين ، فحقق رجائي يا أصدق القائلين : " يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله " . اللهم ، إني سائلك القاصد ومسكينك المستجير الوافد ، وضعيفك الفقير ، ناصيتي بيدك ، وأجلي بعلمك ، أسألك أن توفقني ، لما يرضيك عني ، وأن تبارك لي في يومي هذا ، الذي فزعت فيه إليك الأصوات ، وتقرب إليك عبادك بالقربات ، أسألك بعظيم ما سألك به أحد من خلقك من كريم أسمائك ، وجميل ثنائك ، وخاصة دعائك بآلائك ، أن تصلي على محمد وآله ، وأن تجعل يومي هذا ، أعظم يوم مر علي منذ أنزلتني إلى الدنيا ، بركة في عصمة ديني ، وخاصة نفسي ، وقضاء حاجتي ، وتشفيعي في مسألتي ، وإتمام النعمة علي ، وصرف السوء عني . يا أرحم الراحمين ، إفتح علي أبواب رحمتك ، وأرضني بعادل قسمك ، واستعملني بخالص طاعتك ، يا أملي ويا رجائي ، حاجتي التي إن أعطيتنيها لم يضرني ما منعتني ، وإن منعتها لم ينفعني ما أعطيتني فكاك رقبتي من النار . إلهي لا تقطع رجائي ، ولا تخيب دعائي ، يا منان ، من علي بالجنة ، يا عفو ، أعف عني ، يا تواب ، تب علي ، وتجاوز عني ، واصفح عن ذنوبي ، يا من رضي لنفسه العفو ، يا من أمر بالعفو ، يا من يجزي على العفو ، يا من استحسن العفو ، أسألك اليوم " العفو العفو " وكان يقول ذلك : عشرات مرات . أنت ، أنت ، لا ينقطع الرجاء إلا منك ، ولا تخيب الآمال إلا فيك ، فلا تقطع رجائي يا مولاي ، إن لك في هذه الليلة أضيافا فاجعلني من أضيافك ، فقد نزلت بفنائك ، راجيا معروفك ، يا ذا المعرف الدائم الذي لا ينقضي دائما ، يا ذا النعماء التي لا تحصى عددا .

اللهم ، إن لك حقوقا فتصدق بها علي ، وللناس قبلي تبعات ، فتحملها عني ، وقد أوجبت ، يا رب ، لكل ضيف قرى ، وأنا ضيفك فاجعل قراي الجنة ، يا وهاب الجنة ، يا وهاب المغفرة إقبلني مفلحا ، منجحا ، مستجاب لي ، مرحوما صوتي ، مغفورا ذنبي ، بأفضل ما ينقلب به اليوم أحد من وفدك ، وزوارك ، . " .

وانتهى هذا الدعاء الشريف ، وهو يمثل روعة الايمان ، وحقيقة التمسك بالله تعالى ، وكان ذلك هو السمت البارز ، في سيرة الإمام ، الذي آمن بالله بعواطفه ومشاعره . وبهذا الدعاء ينتهي بنا الحديث عن أدعية الإمام في حجه لبيت الله الحرام .

العودة إلى الصفحة الرئيسية

www.mezan.net <‎/TITLE> ‎<META HTTP-EQUIV="Content-Type" CONTENT="text/html; charset=windows-1256">‎ ‎<META NAME="keywords" CONTENT=" السيد محمد حسين فضل الله في الميزان ">‎ ‎<META NAME="description" CONTENT=" مقولات السيد فضل الله في كتبه ">‎ ‎<META NAME="author" CONTENT=" مقولات السيد فضل الله بصوته ">‎ ‎<META NAME="copyright" CONTENT=" رأي المراجع العظام والعلماء ">‎ <‎/HEAD>