من أدعيته في وضوئه وصلاته

- أدعيته في الوضوء وأول مقدمات الصلاة ، وأكثرها أهمية الوضوء ، وفي الحديث الشريف " لا صلاة إلا بطهور " وبالإضافة إلى روحانيته ، فإنه تترتب عليه فوائد صحية هائلة ، يقول الامام الشيخ محمد الحسين آل كاشف الغطاء نضر الله مثواه : " أنظر أولا ، إلى أول مقدمة من مقدمات الصلاة ، وهي النظافة ، والطهارة ، ولما كان الصانع الحكيم قد جعل لهذا البدن غشاء ، يستر لحمه ، وعورته وأعصابه ، وجميع مقوماته وهو الجلد ، الذي هو لهذا الهيكل الجسماني كالدرع الحصين ، يقيه من العوارض الكونية من حر أو برد ، أو غبار ، أو هوام ، ونحو ذلك ، وجعله ذا مسام لتكميل به منفعة الجسد ، فيخرج منه البخار والعرق وسائر الفضلات ، التي يستريح الجسم بخروجها منه ، ويستطيع كل عضو منه ، بل كل ذرة وطاقة على أداء وظيفتها التي كونت من أجلها كانت تلك المسام التي لا يزال يخرج العرق منها والبخار المتكون من الحرارة الغريزية الداخلية ، أو العوامل الخارجية ، معرضة للانسداد ، والالتحام ، بما يتراكم عليها ، من تلك الفضلات فانسدادها ، مما يوجب تخلف القسم الكبير منها داخل البدن ، وكلما تزايدت عليه الأقذار من تراكم الغبار ، والهواء ، والبهاء ، من الخارج ، والعرق والبخار من الداخل ، من الخلايا القرنية ، والمواد الدهنية ، بعد تبخر مائها وزواله ، انسدت تلك المسام الجلدية ، التي ربما تعد بالملايين ، ولم تقدر على أداء وظيفتها من إفراز الضار ، وجذب النافع فيخل ذلك وبسائر الأعضاء ، وتعوقها أجمع عن القيام بوظائفها ، حتى الرئيسيين : القلب والرئة ، وحتى الرئيس الأعظم ، وهو الدماغ ، وتحدث الأمراض العصبية في شتى الجهات من البدن ، وتحدث في طليعتها الحكة ، والالتهاب ، وانتشار الروائح الكريهة ، والأنفاس المتعفنة المخمرة بجراثيم الجلد ، وجذوره الفاسدة ، تلك الروائح التي قد يشمها الجليس ، فيشمئز منها ويتقزز . . وأضاف يقول : أفليس من الحكمة البالغة حينئذ ومن الدليل على سعة علم الشارع الحكيم ، وإحاطة تشريع النظافة والطهارة مقدمة للصلاة ؟ .

إن تشريع الوضوء ، مقدمة للصلاة له أهميته البالغة ، وقد كان الإمام الصادق ، يدعو في جميع بنود الوضوء وهذه بعض أدعيته :

- دعاؤه عند الوضوء وكان الإمام الصادق يدعو عند الوضوء ، بهذا الدعاء :

" بسم الله ، وعلى ملة رسول الله أشهد أن لا إله إلا الله ، وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله . "

- دعاؤه عند غسل يديه وكان ، يدعو بهذا الدعاء ، عند غسل يديه مقدمة للوضوء : "

بسم الله ، والحمد لله الذي جعل الماء طهورا ، ولم يجعله نجسا . "

- دعاؤه عند المضمضة من مقدمات الوضوء ، المضمضة ، وهي عبارة عن تنظيف الفم ، والأسنان ، وكان يقول :

" اللهم ، لقني حجتي يوم ألقاك ، وأطلق لساني بذكرك "

وفي رواية أخرى : كان يقول : " اللهم ، أنطق لساني بذكرك . "

- دعاؤه عند الاستنشاق من مستحبات الوضوء ، استنشاق الماء ، وتترتب عليه أعظم الثمرات الصحية ، وقد كتب بعض الأطباء ، بحوثا ممتعة عن فوائده ، وكان الإمام الصادق ، يقول عند الاستنشاق : "

اللهم ، لا تحرم علي ريح الجنة واجعلني ممن يشم ريحها وروحها وطيبها . "

- دعاؤه عند غسل الوجه وكان الإمام يدعو بهذا الدعاء عند غسل وجهه الشريف في الوضوء .

" اللهم ، بيض وجهي يوم تسود الوجوه ، ولا تسود وجهي يوم تبيض فيه الوجوه . "

- دعاؤه عند غسل يده اليمنى وكان الإمام عند غسل يده اليمنى ، يدعو بهذا الدعاء :

" اللهم ، أعطني كتابي بيميني ، والخلد في الجنان بيساري ، ولا تحاسبني حسابا عسيرا . "

- دعاؤه عند غسل يده اليسرى وكان الإمام يدعو بهذا الدعاء عند غسل يده اليسرى :

" اللهم ، لا تعطني كتابي بشمالي ، ولا تجعلها مغلولة إلى عنقي ، وأعوذ بك من مقطعات النيران . "

- دعاؤه عند مسح الرأس وكان الإمام يدعو بهذا الدعاء عند مسح رأسه الشريف : "

اللهم ، غشني برحمتك وبركاتك . " .

 - دعاؤه عند مسح الرجلين وكان يدعو بهذا الدعاء عند مسح الرجلين : "

اللهم ، ثبت قدمي على الصراط ، يوم تزل فيه الاقدام ، واجعل سعي فيما يرضيك عني . " .

الوضوء نور - كما في الحديث - وكان الإمام يدعو بهذه الأدعية الجليلة في جميع فصوله ، لتستكمل بذلك روحانية الوضوء ب - أدعيته في الصلاة وأثرت عن الإمام الصادق كوكبة من الأدعية الجليلة في الصلاة ، وهذه بعضها :

- دعاؤه قبل الصلاة كان الإمام الصادق ، يستقبل الصلاة بخضوع وخشوع ويتوجه إلى الله تعالى بقلبه وعواطفه ، وكان يدعو بهذا الدعاء قبل أن يشرع في الصلاة قائلا :

" اللهم ، لا تؤيسني من روحك ، ولا تقنطني من رحمتك ، ولا تؤمني مكرك ، فإنه لا يأمن مكر الله إلا القوم الخاسرون . . "

وكان صفوان الجمال حاضرا بخدمة الإمام ، فلما سمع هذا الدعاء أنبرى قائلا : " جعلت فداك ، ما سمعت بهذا من أحد قبلك . "

فالتفت إليه الامام قائلا : " من أكبر الكبائر عند الله ، اليأس من روح الله ، والقنوط من رحمة الله ، والامن من مكر الله . "

ودل هذا الدعاء على مدى رجاء الإمام ، برحمة الله ، تلك الرحمة الواسعة التي تشمل جميع عباده ، والتي يطمع فيها العاصون ، والمنحرفون عن الطريق القويم .

- دعاؤه في السجود وكان الإمام ، يدعو في سجوده في الصلاة بهذا الدعاء الجليل :

" سجد لك وجهي تعبدا ورقا ، لا إله إلا أنت حقا ، حقا ، الأول قبل كل شئ والآخر بعد كل شئ ، هاأنا ذا بين يديك ، ناصيتي بيدك ، فاغفر لي ، إنه لا يغفر الذنوب العظام غيرك ، فاغفر لي ، فإني مقر بذنوبي على نفسي ، ولا يدفع الذنب العظيم غيرك . "

- دعاؤه بعد السجود وكان الامام ، إذا رفع رأسه من السجود ، واستوى جالسا دعا بهذا الدعاء ، "

اللهم ، أنت ثقتي في كل كرب ، ورجائي في كل شدة ، وأنت لي في كل أمر ، نزل بي ثقة وعدة ، كم من كرب يضعف عنه الفؤاد ، وتقل فيه الحيلة ، ويخذل فيه الصديق ، ويشمت به العدو ، وتعييني فيه الأمور ، أنزلته بك ، وشكوته إليك ، فأنت ولي كل نعمة ، وصاحب كل حاجة ، ومنتهى كل رغبة ، لك الحمد كثيرا ، ولك المن فاضلا . "

ومثل هذا الدعاء ، وما قبله ، مدى اعتصام الإمام بالله ، والتجائه إليه ، في جميع شؤونه وأحواله ، وأقواله ، ومن الطبيعي أن ذلك ناشئ ، عن معرفته الكاملة بالله تعالى ، وإيمانه العميق به .

- دعاؤه الأول في القنوت كان الإمام الصادق ، يدعو بهذا الدعاء الجليل في قنوت صلاته ، وهو يمثل الجانب السياسي من أدعيته ، فقد دعا به على عدوه الماكر اللئيم ، وأغلب الظن ، أنه المنصور الدوانيقي ، وهو من الملوك الذين لا يعرفون الرحمة ، ولا يؤمنون بالقيم الكريمة ، وكان من ألد أعداء الأسرة النبوية ، ومن أبغض الناس لآل البيت ، وهذا نص دعاء الامام :

" يا من سبق علمه ، ونفذ حكمه ، وشمل حلمه ، صل على محمد وآله ، وأزل حلمك عن ظالمي ، وبادره بالنقمة ، وعاجله بالاستيصال ، وكبه لمنخره ، واغصصه بريقه ، واردد كيده في نحره ، وحل بينه وبيني ، بشغل شاغل مؤلم ، وسقم دائم ، وامنعه التوبة ، وحل بينه وبين الإنابة ، واسلبه روح الراحة ، واشدد عليه الوطأة ، وخذ منه بالمخنق ، وحشرجة في صدره ، ولا تثبت له قدما ، وأثكله ، واجتثه ، واستأصله ، وجبه ، وجب نعمتك عنه ، وألبسه الصغار ، واجعل عقباه النار ، بعد محو آثاره ، وسلب قراره وإجهار قبيح آصاره ، وأسكنه دار بواره ، ولا تبق له ذكرا ، ولا تعقبه من مستخلف آخر .

وكان يقول ما يلي ثلاثا :

- اللهم بادره

- اللهم عاجله .

- اللهم خذه .

- اللهم أسلبه التوفيق .

اللهم ، لا تمهله ، اللهم ، لا تريثه ، اللهم لا تؤخره اللهم عليك به ، اللهم أشدد قبضتك عليه ، اللهم بك اعتصمت عليه ، وبك استجرت منه ، وبك تواريت عنه ، وبك استكهفت دونه ، وبك استترت من ضرائه ، اللهم احرسني بحراستك منه ومن عذابك ، واكفني بكافيتك ، كده ، وكد بغاتك ، اللهم احفظني بحفظ الايمان ، وأسبل علي سترك الذي سترت به رسلك من الطواغيت ، وحصني بحصنك ، الذي وقيتهم به من الجوابيت ، اللهم أيدني بنصر لا ينفك ، وعزيمة صدق لا تحل ، وجللني بنورك ، واجعلني مدرعا بدرعك الواقية ، واكلأني بكلاءتك الكافية ، إنك واسع لما تشاء ، وولي من لك توالى ، وناصر من إليك أوى ، ومعين من بك استعدى ، وكافي من بك استكفى ، أنت العزيز الذي لا تمانع عما تشاء ، ولا قوة إلا بالله وهو حسبي ، عليه توكلت ، وهو رب العرش العظيم . . "

وكشف هذا الدعاء ، عما كان يعانيه الإمام من المحن والخطوب ، من خصمه الارهابي الظالم ، فقد دعا عليه الامام ، بهذا الدعاء الشديد ، مع العلم أنه ليس من سيرة أئمة أهل البيت الانتقام من الظالمين لهم ، وإنما كانوا يقابلونهم بالصفح والاحسان ، ولكن هذا الظالم قد بالغ في إرهاق الامام ، ولم يترك لونا من ألوان الاعتداء إلا جابهه به ، فلذا دعا الإمام عليه بهذا الدعاء .

- دعاؤه الثاني في القنوت كان الإمام يدعو بدعاء آخر في قنوته ، وقد دعا فيه على ظالم له ، وهذا نصه :

" يا مأمن الخائف ، وكهف اللائف ، وجنة العائذ ، وغوث اللائذ ، خاب من اعتمد على سواك ، وخسر من لجأ إلى دونك ، وذل من اعتز بغيرك ، وافتقر من استغنى عنك ، اللهم ، المهرب منك ، اللهم ، المطلب منك ، اللهم ، وقد تعلم عقد ضميري عند مناجاتك ، وحقيقة سريرتي عند دعائك ، وصدق خالصتي باللجوء إليك ، فأفزعني إذا فزعت إليك ، ولا تخذلني إذا اعتمدت عليك ، وبادرني بكفايتك ، ولا تسلبني رفق عنايتك ، وخذ ضالتي الساعة ، الساعة ، أخذ عزيز مقتدر عليه ، مستأصل شأفته ، مجتث قائمته ، حاط دعامته ، متبر له ، مدمر عليه .

اللهم ، بادره قبل أذيتي ، واسبقه بكفايتي كيده ، وشره ومكره ، وغمزه وسوء عقده وقصده . إليك فوضت أمري ، وبك تحصنت منه ، ومن كل من يتعمدني بمكروهه ، ويترصد لي بأذيته ، ويصلت ضباته ، ويسعى إلي بمكائده ، اللهم ، كد لي ولا تكد علي ، وامكر لي ، ولا تمكر بي ، وأرني الثأر من كل عدو أو مكار ، لا يضرني ضار وأنت وليي ، ولا يغلبني غالب وأنت عضدي ، ولا تجري علي مساءة وأنت كنفي ، اللهم ، بك استدرعت ، واعتصمت ، وعليك توكلت ، ولا قوة لي ولا حول إلا بك . . "

وحكى هذا الدعاء الآلام المريرة التي كان يتجرعها الإمام ، من ظالمه الباغي اللئيم الذي هو - في أكبر الظن - المنصور الدوانيقي ، الذي ضيق الدنيا ، على عترة رسول الله ، وسن ظلمهم لملوك الأسرة العباسية ، فجهدوا في قهرهم والتنكيل بهم ، وفعلوا معهم ما لم يفعله الأمويون معهم .

- دعاؤه بعد الصلاة وكان الإمام الصادق ، إذا فرغ من صلاته ، دعا بهذا الدعاء الجليل :

" اللهم ، إني أدينك بطاعتك ، وولايتك ، وولاية الأئمة من أولهم إلى آخرهم ، أدينك بطاعتهم وولايتهم بما فضلتهم به غير منكر ، ولا مستكبر ، على معنى ما أنزلت في كتابك ، على حدود ما أتانا فيه ، وما لم يأتنا ، مؤمن ، مقر بذلك ، مسلم ، راض بما رضيت به يا رب ، أريد به وجهك ، والدار الآخرة ، مرهوبا ومرغوبا إليك فيه ، فأحيني ما أحييتني عليه ، وابعثني إذا بعثتني عليه ، وإن كان مني تقصير فيما مضى ، فإني أتوب ، إليك منه ، وأرغب إليك فيما عندك ، وأسألك أن تعصمني من معاصيك ، ولا تكلني إلى نفسي ، طرفة عين أبدا ، ما أحييتني لا أقل من ذلك ، ولا أكثر ، إن النفس لامارة بالسوء ، إلا ما رحمت ، يا أرحم الراحمين ، وأسألك أن تعصمني بطاعتك ، حتى تتوفاني عليها ، وأنت عني راض ، وأن تختم لي بالسعادة ، ولا تحولني عنها أبدا ، ولا قوة إلا بك . "

وحمل هذا الدعاء الجليل تعظيم الإمام عليه السلام ، لآبائه أئمة أهل البيت ، هداة هذه الأمة ، وقادتها وسفن نجاتها ، وعدلاء القرآن الكريم كما أعلن النبي ذلك .

- دعاؤه بعد صلاة الظهر روى الفقيه الكبير ، معاوية بن عمار ، أن الإمام الصادق ، كان إذا فرغ من صلاة الظهر دعا بهذا الدعاء :

" يا أسمع السامعين ، ويا أبصر الناظرين ، ويا أسرع الحاسبين ، ويا أجود الأجودين ، ويا أكرم الأكرمين ، صل على محمد وآل محمد ، كأفضل وأجزل وأوفى ، وأحسن ، وأجمل ، وأكمل ، وأطهر ، وأزكى وأنور ، وأعلى ، وأبهى ، وأسنى ، وأنمى ، وأدوم ، وأعم ، وأبقى ما صليت وباركت ومننت ، وسلمت وترحمت على إبراهيم وآل إبراهيم إنك حميد مجيد .

اللهم ، أمنن على محمد وآل محمد كما مننت على موسى وهارون ، وسلم على محمد وآل محمد ، كما سلمت على نوح في العالمين ، اللهم ، وأورد عليه من ذريته ، وأزواجه ، وأهل بيته ، وأصحابه ، وأتباعه ، من تقر بهم عينه ، واجعلنا منهم ، وممن تسقيه بكأسه ، وتورده حوضه ، واحشرنا في زمرته ، واجعلنا تحت لوائه ، وأدخلنا في كل خير ، أدخلت فيه محمدا وآل محمد ، وأخرجنا من كل سوء ، أخرجت منه محمدا وآل محمد ، ولا تفرق بيننا وبين محمد وآل محمد طرفة عين أبدا ، ولا أقل من ذلك ، ولا أكثر . اللهم ، صل على محمد وآل محمد ، واجعلني معهم في كل عافية وبلاء ، واجعلني معهم في كل شدة ورخاء ، واجعلني معهم في كل أمن وخوف ، واجعلني معهم في كل مثوى ومنقلب ، اللهم ، أحيني محياهم ، وأمتني مما يتهم ، واجعلني معهم في المواقف كلها واجعلني بهم ، عندك وجيها في الدنيا والآخرة ومن المقربين . اللهم ، صل على محمد وآله ، واكشف عني بهم كل كرب ، ونفس عني بهم كل هم ، وفرج عني بهم كل غم ، واكفني بهم كل خوف ، واصرف عني بهم مقادير كل بلاء ، وسوء القضاء ، ودرك الشقاء وشماتة الأعداء . اللهم ، صل على محمد وآله ، واغفر لي ذنبي ، وطيب لي كسبي ، وقنعني بما رزقتني ، وبارك لي فيه ، ولا تذهب بنفسي إلى شئ صرفته عني ، اللهم ، إني أعوذ بك من دينا تمنع خير الآخرة ، ومن عاجل يمنع خير الآجل ، وحياة تمنع خير الممات ، وأمل يمنع خير العمل ، اللهم ، إني أسألك الصبر على طاعتك ، والصبر عن معصيتك ، والقيام بحقك ، وأسألك حقائق الايمان ، وصدق اليقين في المواطن كلها ، وأسألك العفو ، والعافية ، والمعافاة في الدنيا والآخرة ، عافية الدنيا من البلاء ، وعافية الآخرة من الشقاء ، اللهم إني أسألك الفوز ، والسلامة ، وحلول دار الكرامة . اللهم ، إني أسألك العافية ، وتمام العافية ، والشكر على العافية يا ولي العافية . اللهم ، إجعل لي في صلاتي ، ودعائي ، رهبة منك ، ورغبة إليك ، وراحة تمن بها علي . اللهم ، لا تحرمني سعة رحمتك ، وسبوغ نعمتك ، وشمول عافيتك ، وجزيل عطاياك ، ومنح مواهبك ، لسوء ما عندي ، ولا تجازني بقبيح عملي ، ولا تصرف بوجهك الكريم عني ، اللهم ، لا تحرمني وأنا أدعوك ، ولا تخيبني وأنا أرجوك ، ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين أبدا ، ولا إلى أحد من خلقك فيحرمني ويستأثر علي ، اللهم ، إنك تمحو ما تشاء ، وتثبت ، وعندك أم الكتاب ، أسألك بآل " يس " خيرتك من خلقك ، وصفوتك من بريتك ، وأقدمهم بين يدي حاجتي ورغبتي إليك . اللهم ، إن كنت كتبتني عندك ، في أم الكتاب شقيا محروما ، مقترا علي في الرزق ، فامح من أم الكتاب شقائي ، وحرماني ، وإقتار رزقي ، وثبتني عندك سعيدا مرزوقا ، فإنك تمحو ما تشاء ، وتثبت ، وعندك أم الكتاب . اللهم ، إني لما أنزلت إلي من خير فقير ، وأنا منك خائف ، وبك مستجير ، وأنا حقير مسكين ، أدعوك كما أمرتني ، فاستجب لي كما وعدتني ، إنك لا تخلف الميعاد . يا من قال :

" أدعوني أستجب لكم " نعم المجيب أنت ، يا سيدي ، ونعم الوكيل ، ونعم الرب ، ونعم المولى ، وبئس العبد أنا ، وهذا مقام العائذ بك من النار ، يا فارج الهم ، يا كاشف الغم ، ويا مجيب دعوة المضطر ، ورحمن الدنيا والآخرة ، ورحيمهما ارحمني رحمة تغنيني عن رحمة من سواك ، وادخلني برحمتك ، في عبادك الصالحين ، الحمد لله الذي قضى عني صلاتي فإن الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا . "

لقد اعتصم الإمام بالله ، وأناب إليه ، فدعاه بإخلاص ، وناجاه بمعرفة وإيمان ، شأنه في ذلك ، شأن آبائه ، الأئمة الطاهرين ، الذين أضاؤا الحياة الاسلامية ، بما نشروه من كنوز التوحيد ، والايمان .

- دعاؤه بعد صلاة المغرب روى سعيد بن يسار ، عن الإمام الصادق ، أنه قال : إذا صليت المغرب فامرر يديك على جبهتك ، وقل :

" بسم الله الذي لا إله إلا هو ، عالم الغيب والشهادة الرحمن الرحيم " وقل ثلاثا : " اللهم ، أذهب عني الهم والحزن . "

وبهذا الدعاء الموجز ، ينتهي بنا الحديث عن بعض أدعيته في الصلاة التي هي من أهم العبادات في الاسلام .

العودة إلى الصفحة الرئيسية

www.mezan.net <‎/TITLE> ‎<META HTTP-EQUIV="Content-Type" CONTENT="text/html; charset=windows-1256">‎ ‎<META NAME="keywords" CONTENT=" السيد محمد حسين فضل الله في الميزان ">‎ ‎<META NAME="description" CONTENT=" مقولات السيد فضل الله في كتبه ">‎ ‎<META NAME="author" CONTENT=" مقولات السيد فضل الله بصوته ">‎ ‎<META NAME="copyright" CONTENT=" رأي المراجع العظام والعلماء ">‎ <‎/HEAD>