عند تلاوته للقرآن

- دعاؤه الأول عند تلاوته للقرآن وقبل أن يقرأ الإمام الصادق ، القرآن الكريم ، يدعو بهذا الدعاء الجليل : الذي ينم عن نظراته العميقة ، وتأملاته الواعية ، لكتاب الله العظيم ، فمعجزة الاسلام الخالدة ، وفي ما يلي دعاؤه :

" اللهم ، ربنا لك الحمد ، أنت المتوحد بالقدرة ، والسلطان المتين ، ولك الحمد أنت المتعالي ، بالعز والكبرياء ، وفوق السماوات والعرش العظيم ، ربنا ولك الحمد ، أنت المكتفي بعلمك ، والمحتاج إليك ، كل ذي علم ، ربنا ولك الحمد يا منزل الآيات ، والذكر العظيم ، ربنا ، فلك الحمد بما علمتنا ، من الحكمة والقرآن العظيم المبين .

اللهم ، أنت علمتنا قبل رغبتنا في تعلمه ، واختصصتنا به قبل رغبتنا بنفعه ، اللهم ، فإذا كان منا منك وفضلا وجودا ، ولطفا بنا ، ورحمة لنا ، وامتنانا علينا ، من غير حولنا ولا حيلتنا ولا قوتنا ، اللهم ، فحبب إلينا حسن تلاوته ، وحفظ آياته ، وإيمانا بمتشابهه ، وعملا بمحكمه ، وسببا في تأويله ، وهدى في تدبره ، وبصيرة بنوره ، اللهم ، وكما أنزلته شفاء لأوليائك ، وشقاء على أعدائك ، وعمى على أهل معصيتك ، ونورا لأهل طاعتك ، فاجعله لنا حصنا من عذابك ، وحرزا من غضبك ، وحاجزا عن معصيتك ، وعصمة من سخطك ، ودليلا على طاعتك ، ونورا يوم نلقاك ، نستضئ به في خلقك ، ونجوز به على صراطك ، ونهتدي به إلى جنتك ، اللهم ، إنا نعوذ بك من الشقوة في حمله ، والعمى عن عمله ، والجور عن حكمه ، والغلو عن قصده ، والتقصير دون حقه ، اللهم ، إحمل عنا ثقله ، وأوجب لنا أجره ، وأوزعنا شكره ، واجعلنا نراعيه ونحفظه .

اللهم إجعلنا نتبع حلاله ، ونجتنب حرامه ، ونقيم حدوده ، ونؤدي فرائضه ، اللهم ارزقنا حلاوة في تلاوته ، ونشاطا في قيامه ووجلا في ترتيله ، وقوة في استعماله ، في آناء الليل وأطراف النهار ، اللهم ، واسقنا من النوم باليسير وأيقظنا في ساعة الليل ، من رقاد الراقدين ، ونبهنا عند الأحائين التي يستجاب فيها الدعاء من سنة الوسنانين اللهم ، اجعل لقلوبنا ذكاءا عند عجائبه ، التي لا تنقضي ، ولذاذة عند ترديده ، وعبرة ترجيعه ، ونفعا بينا عند استفهامه ، اللهم ، إنا نعوذ بك من تخلفه في قلوبنا ، وتوسده عند رقادنا ، ونبذه وراء ظهورنا ، ونعوذ بك من قساوة قلوبنا ، لما به وعظتنا ، اللهم انفعنا بما صرفت فيه من الآيات ، وذكرنا بما ضربت فيه من المثلات ، وكفر عنا بتأويله السيئات ، وضاعف لما به جزاءا في الحسنات ، وارفعنا به ثوابا في الدرجات ، ولقنا به البشرى بعد الممات .

اللهم اجعله لنا زادا ، تقوينا به في الموقف وفي الوقوف بين يديك ، وطريقا واضحا نسلك به إليك ، وعلما نافعا نشكر به نعماءك ، وتخشعا صادقا نسبح به أسماءك ، اللهم ، فإنك اتخذت به علينا حجة قطعت به عذرنا ، واصطنعت به عندنا قصر عنها شكرنا .

اللهم اجعله لنا وليا يثبتنا من الزلل ، ودليلا يهدينا لصالح العمل ، وعونا وهاديا يقومنا من الملل ، حتى يبلغ بنا أفضل الامل .

اللهم اجعله لنا شافعا يوم اللقاء ، وسلاحا يوم الارتقاء ، وحجيجا يوم القضاء ، ونورا يوم الظلماء ، يوم لا أرض ولا سماء ، يوم يجزي كل ساع بما سعى . اللهم اجعله لنا ريا يوم الظمأ ، ونورا يوم الجزاء ، من نار حامية قليلة البقياء على من اصطلى ، وبحرها تلظى .

اللهم اجعله لنا برهانا على رؤوس الملا ، يوم يجمع فيه أهل الأرض ، وأهل السماء ، اللهم ارزقنا منازل الشهداء ، وعيش السعداء ، ومرافقة الأنبياء .

أرأيتم ، هذا التقييم الكامل ، لكتاب الله العزيز ، الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ؟ أرأيتم ، هذا الثناء العاطر ، على القرآن المجيد ، الذي هو أعظم ثروة فكرية في الأرض ؟ إنه لا يعرف قيمته ، ولا يثمن جواهره ، إلا أئمة أهل البيت ، الذين هم تراجمته ، وحملته ودعاته .

- دعاؤه الثاني عند تلاوته للقرآن وأثر عن الإمام الصادق ، هذا الدعاء الثاني عند تلاوته للقرآن الحكيم وهذا نصه :

" اللهم ، إني أشهد أن هذا كتابك ، المنزل من عندك ، على رسولك ، محمد بن عبد الله ، وكتابك الناطق ، على لسان رسولك ، وفيه حكمك ، وشرائع دينك ، أنزلته على نبيك ، وجعلته عهدا منك ، إلى خلقك ، وحبلا متصلا ، فيما بينك وبين عبادك . اللهم إني نشرت عهدك وكتابك ، اللهم فاجعل نظري فيه عبادة ، وقراءتي تفكرا ، وفكرتي اعتبارا ، واجعلني ممن اتعظ ، ببيان مواعظك فيه ، واجتنب معاصيك ، ولا تطبع عند قراءتي كتابك على قلبي ، ولا على سمعي ، ولا تجعل على بصري غشاوة ، ولا تجعل قراءتي ، قراءة لا تدبر فيها ، بل اجعلني أتدبر آياته ، وأحكامه ، آخذا بشرائع دينك ، ولا تجعل نظري فيه غفلة ، ولا قراءتي هذرمة إنك أنت الرؤوف الرحيم . "

لقد كان الإمام الصادق ، يقرأ القرآن الكريم ، بعمق وتأمل ، فيستخرج كنوزه ، وجواهره ، ويفيضها على تلاميذه ، وقد حفلت موسوعات التفسير ، بالشئ الكثير من آرائه القيمة ، في الكشف عن حقائق الكتاب العظيم . والشئ الملفت للنظر ، في هذا الدعاء ، هو قوله :

" اللهم ، إني نشرت عهدك وكتابك " فقد أشار ، إلى ما قام به من دور ايجابي ، في نشر معارف الاسلام ، وإذاعة أحكامه وتعاليمه ، ويعتبر العقل المبدع الصانع للحضارة الاسلامية .

- دعاؤه عند الفراغ من تلاوة القرآن وكان الإمام الصادق ، إذا فرغ ، من تلاوة القرآن الكريم ، دعا بهذا الدعاء :

" اللهم ، إني قرأت ، بعض ما قضيت لي ، من كتابك ، الذي أنزلته على نبيك ، محمد صلواتك عليه ، ورحمتك ، فلك الحمد ربنا ولك الشكر ، والمنة على ما قدرت ووفقت .

اللهم اجعلني ممن يحلل حلالك ، ويحرم حرامك ، ويتجنب معاصيك ، ويؤمن بمحكمه ومتشابهه ، وناسخه ومنسوخه ، واجعله لي شفاء ورحمة ، وحرزا ، وذخرا ، اللهم ، اجعله أنيسا لي في قبري ، وارفع لي ، بكل حرف ، درسته درجة في أعلى عليين آمين يا رب العالمين . اللهم ، صل على محمد نبيك وصفيك ، ونجيك ، ودليلك ، والداعي إلى سبيلك ، وعلى أمير المؤمنين وليك ، وخليفتك ، من بعد رسولك ، وعلى أوصيائهما المستحفظين دينك ، المستوعبين حقك ، المسترعين خلقك ، وعليهم أجمعين السلام ورحمة الله وبركاته . "

ودل هذا الدعاء ، على مدى سروره ، بتلاوته للقرآن الكريم ، فقد حمد الله وشكره ، على ذلك ، وسأله أن يجعله ، شفاء ورحمة وحرزا له في الدنيا ، وأن يجعله أنسا له في قبره يلقى الله .

- دعاؤه لحفظ القرآن من أدعية الإمام الصادق ، هذا الدعاء الجليل ، وهو مما يساعد على حفظ القرآن الكريم ، وقد رواه عنه ، العالم الجليل أبان بن تغلب ، وهذا نصه : " اللهم ، إني أسألك ولم يسأل ، العباد مثلك ، أسألك بحق محمد نبيك ورسولك ، وإبراهيم خليلك ، وصفيك ، وموسى كليمك ، ونجيك ، وعيسى كلمتك ، وروحك ، أسألك بصحف إبراهيم ، وتوراة موسى ، وزبور داوود ، وإنجيل عيسى ، وقرآن محمد ، وبكل وحي أوحيته ، وقضاء أمضيته ، وحق قضيته ، وغني أغنيته ، وضال هديته ، وسائل أعطيته ، وأسألك ، باسمك الذي وضعته على الليل ، فأظلم ، ووضعته على النهار فاستنار ، وباسمك الذي وضعته على الأرض ، فاستقرت ، ودعمت به السماوات فاستعلت ، ووضعته على الجبال فرست ، وباسمك الذي بثثت به الأرزاق ، وأسألك باسمك الذي تحيي به الموتى ، وأسألك بمعاقد العز من عرشك ، ومنتهى الرحمة من كتابك ، أسألك أن تصلي على محمد وآل محمد وأن ترزقني ، حفظ القرآن ، وأصناف العلم ، وأن تثبتها في قلبي ، وسمعي ، وبصري ، وأن تخالط بها لحمي ، ودمي ، وعظامي ، وتستعمل بها ليلي ، ونهاري ، برحمتك وقدرتك ، فإنه لا حول ولا قوة إلا بك يا حي يا قيوم . "

وأضافت بعض الروايات إلى ذلك : وأسألك باسمك ، الذي دعاك به عبادك ، الذين استجبت لهم ، وأنبياؤك فغفرت لهم ورحمتهم ، وأسألك بكل اسم أنزلته في كتبك ، وباسمك الذي استقر له عرشك ، وباسمك الواحد ، الأحد ، الفرد ، الوتر ، الصمد ، الذي يملا الأركان كلها ، الطاهر ، الطهر ، المبارك ، المقدس ، الحي القوم ، نور السماوات والأرض ، الرحمن الرحيم ، الكبير ، المتعال ، وكتابك المنزل بالحق ، وكلماتك التامات ، ونورك التام ، وبعظمتك وأركانك . . "

وهذا الدعاء الشريف ، مما يعين على حفظ القرآن الكريم ، الذي هو رحمة للعالمين ، وذخر للانسان المسلم ، وقد أقسم سليل النبوة على الله بجميع قدراته وأسمائه ، على الإعانة ، لحفظ كتابه ، ومن الطبيعي أن للدعاء أثرا في تحقيق ذلك .

العودة إلى الصفحة الرئيسية

www.mezan.net <‎/TITLE> ‎<META HTTP-EQUIV="Content-Type" CONTENT="text/html; charset=windows-1256">‎ ‎<META NAME="keywords" CONTENT=" السيد محمد حسين فضل الله في الميزان ">‎ ‎<META NAME="description" CONTENT=" مقولات السيد فضل الله في كتبه ">‎ ‎<META NAME="author" CONTENT=" مقولات السيد فضل الله بصوته ">‎ ‎<META NAME="copyright" CONTENT=" رأي المراجع العظام والعلماء ">‎ <‎/HEAD>