ترجمة إسماعيل الأمين الأعرج بن الإمام الصادق

- مناقب ابن شهرآشوب : أولاده عشرة : إسماعيل الأمين

هو المقلب بالأمين والأعرج وكان أكبر ولد أبيه ، وكان أبوه شديد المحبة له والبر به والاشفاق عليه ، وكان قوم من الشيعة يظنون أنه القائم بعد أبيه ، لأنه كان أكبر أخوته سنا ، ولميل أبيه إليه واكرامه له فمات في حياة أبيه عليه السلام بالعريض ، وحمل على رقاب الرجال إلى أبيه بالمدينة حتى دفن بالبقيع وذلك في سنة ( 133 ) قبل وفاة الصادق بعشرين سنة تقريبا ، وللإمام الصادق " ع " عند موته حال يجل وصفها فقد جزع عليه جزعا شديدا وتقدم سريره بغير حذاء ولا رداء ، وكان يأمر بوضع سريره على الأرض قبل دفنه ، صنع ذلك مرارا ، في كلها يكشف عن وجهه وينظر إليه ، يريد بذلك تحقيق أمر وفاته عند الظانين خلافته من بعده وإزالة الشبهة عنهم في حياته ، ورغم تلك الحيطة فقد أصر فريق على القول بإمامته وهم الذين يدعون ( بالإسماعيلية ) ومما يحز في النفس أن يكتب مستشرق كبير يعتبر من محققي علماء الاستشراق ذلك هو الأستاذ فيليب أستاذ التاريخ في الجامعة الأميركية ببيروت وأستاذ جامعة كولومبيا في نيويورك و و . . أقول مما يحز في النفس ان يكتب أستاذ كبير كهذا ويتجنى في كتابته فيبهت أعلام الدين وأئمة المسلمين بما هم منه براء ، براءة الذئب من دم ابن يعقوب ، والمضحك - وشر البلية ما يضحك - أن يطبع كتابه في بلد اسلامي كمصر ولم يتناوله أحد - فيما أعلم - بنقد أو برد فيبطل مزاعمه ، ويوضح بهتانه لقرائه ، وخاصة طلاب الجامعات المذكورة التي ود المستشرق المذكور أن يكون كتاب " مختصر كتاب الفرق بين الفرق " الذين اختصره الرسعني وحرره المستشرق المذكور - : ككتاب مدرسي في صفوف التاريخ في الجامعة الأميركية ولهذه الغاية أضاف عليه شروحا بصورة حواشي مما يسهل على الطالب فهم المقصود ، فيما يزعم قال : كان الامام السادس جعفر قد عين - كذا ؟ ! - ابنه إسماعيل خلفا له ، ولكنه عاد فعين - كذا ؟ ! - ابنه موسى الكاظم ( المتوفى 183 ر 799 ) لأنه وجد إسماعيل مرة في حالة السكر - كذا ؟ ! - ولكن بعض أتباعه لم يسلموا له بحق نزع الإمامة عن إسماعيل فحافظوا على ولائه ، وساقوها بعده في ابنه محمد . . . ) ليت الأستاذ المستشرق - المحرر - لاحظ أصل كتاب الفرق بين الفرق ص 39 وان بعد عنه فكان عليه ان يلاحظ نفس المختصر ص 58 ملاحظة جيدة ليقرأ ما يقوله البغدادي مولف الأصل وتبعه الرسعني في مختصر الأصل حيث قالا : " وافترق هؤلاء [ الإسماعيلية ] فرقتين فرقة منتظرة لإسماعيل بن جعفر - مع اجماع أصحاب التواريخ على موت إسماعيل في حياة أبيه - وفرقة منهم قالت كان الامام بعد جعفر سبطه محمد بن إسماعيل وقالوا : ان جعفرا نصب ابنه إسماعيل للإمامة بعده فلما مات إسماعيل في حياة أبيه علمنا أنه إنما نصب إسماعيل للدلالة على امامة ابنه محمد بن إسماعيل والى هذا القول قالت الإسماعيلية من الباطنية .

" فمن أين له اثبات دعواه من نصب إسماعيل والعدول عنه لسكره ونصب موسى ، وليته دلنا على مصدر هذا الادعاء الكاذب ، وكيف له باثبات زعمه من تعيين إسماعيل للإمامة ؟ ومتى كان ذلك ؟ وأين ذكر ؟ لما ذا يذكر لنا مصدرا تاريخيا - وهو أستاذ التاريخ - وكان عليه ان يقرأ تاريخ الفرق الاسلامية قراءة تفهم وبعدها يصدر أحكامه .

وذي كتب الفرق من الملل والنحل ، والتبصير ، والفصل ، واعتقادات فرق المسلمين للفخر الرازي ، وفرق الشيعة ، والفرق الاسلامية ، والفرق بين الفرق ، ومختصره كلها خالية عن مثل هذه الدعوى ، ولو صحت لأشار إليها بعض أصحاب هذه الكتب ممن لم ينزه كتابه وقلمه من الطعن في أئمة المسلمين ، ولكنها فرية وبهتان ، والبلية كل البلية ان يحررها مستشرق يحمل من الألقاب العلمية اللامعة في دنيا الثقافة اليوم ، وتعتز به المجامع العلمية في البلاد الاسلامية . وإذا كان هذا تحقيقه وهذا تحريره فأي قيمة لألقابه - الفارغة - في ميران التقييم الفكري ؟ ! .

العودة إلى الصفحة الرئيسية

www.mezan.net <‎/TITLE> ‎<META HTTP-EQUIV="Content-Type" CONTENT="text/html; charset=windows-1256">‎ ‎<META NAME="keywords" CONTENT=" السيد محمد حسين فضل الله في الميزان ">‎ ‎<META NAME="description" CONTENT=" مقولات السيد فضل الله في كتبه ">‎ ‎<META NAME="author" CONTENT=" مقولات السيد فضل الله بصوته ">‎ ‎<META NAME="copyright" CONTENT=" رأي المراجع العظام والعلماء ">‎ <‎/HEAD>