في استجابة دعائه في داود بن علي

- الخرائج : روي أن داود بن علي قتل المعلى بن خنيس فقال له أبو عبد الله : قتلت قيمي في مالي وعيالي ثم قال : لأدعون الله عليك ، قال داود : اصنع ما شئت فلما جن الليل قال اللهم ارمه بسهم من سهامك تنفلق به قلبه ، فأصبح وقد مات داود ، فقال لقد مات على دين أبي لهب ، وقد دعوت الله فأجاب فيه الدعوة وبعث إليه ملكا معه مرزبة من حديد فضربه ضربة فما كانت إلا صيحة قال : فسألنا الخدم قالوا : صاح في فراشه ، فدنونا منه فإذا هو ميت .

- الخرائج : روي أن داود الرقي قال : حججت بأبي عبد الله سنة ست وأربعين ومائة ، فمررنا بواد من أودية تهامة ، فلما أنخنا صاح : يا داود ارحل ارحل ، فما انتقلنا إلا وقد جاء سيل ، فذهب بكل شئ فيه ، وقال له : تؤتى بين الصلاتين حتى تؤخذ من منزلك ، وقال : يا داود إن أعمالكم عرضت علي يوم الخميس فرأيت فيها صلتك لابن عمك ، قال داود : وكان لي ابن عم ناصبي كثير العيال محتاج فلما خرجت إلى مكة أمرت له بصلة فأخبرني بها أبو عبد الله .

- الخرائج : قال الميثمي : إن رجلا حدثه قال : كنا نتغدى مع أبي عبد الله فقال لغلامه : انطلق وائتنا بماء زمزم فانطلق الغلام ، فما لبث أن جاء وليس معه ماء فقال : إن غلاما من غلمان زمزم ، منعني الماء ، وقال : تريد لإله العراق ، فتغير لون أبي عبد الله ورفع يده عن الطعام ، وتحركت شفتاه ، ثم قال للغلام : ارجع فجئنا بالماء ، ثم أكل فلم يلبث أن جاء الغلام بالماء ، وهو متغير اللون ، فقال : ما وراك ؟ قال : سقط ذلك الغلام في بئر زمزم ، فتقطع ، وهم يخرجونه ، فحمد الله عليه .

- مناقب ابن شهرآشوب ، الخرائج : روي عن صفوان قال : كنت عند أبي عبد الله فأتاه غلام ، فقال : أمي ماتت فقال له لم تمت ، قال : تركتها مسجى فقام أبو عبد الله ودخل عليها ، فإذا هي قاعدة فقال لابنها : ادخل إلى أمك فشهها من الطعام ما شاءت فأطعمها ، فقال الغلام : يا أماه ما تشتهين ؟ قالت : أشتهي زبيبا مطبوخا فقال له : ائتها بغضارة مملوة زبيبا فأكلت منها حاجتها وقال لها : إن ابن رسول الله بالباب يأمرك أن توصي ، فأوصت ، ثم توفيت ، فما خرجنا حتى صلى عليها أبو عبد الله ودفنت .

- الخرائج : روي أن أبان بن تغلب قال : غدوت من منزلي بالمدينة وأنا أريد أبا عبد الله فلما صرت بالباب ، خرج علي قوم من عنده لم أعرفهم ، ولم أر قوما أحسن زيا منهم ، ولا أحسن سيماء منهم ، كأن الطير على رؤوسهم ، ثم دخلنا على أبي عبد الله ، فجعل يحدثنا بحديث ، فخرجنا من عنده ، وقد فهم خمسة عشر نفرا منا متفرقوا الألسن : منها اللسان العربي ، والفارسي ، والنبطي ، والحبشي والسقلبي ، قال بعض : ما هذا الحديث الذي حدثنا به ؟ قال له آخر من لسانه عربي : حدثني بكذا بالعربية وقال له الفارسي : ما فهمت إنما حدثني كذا وكذا بالفارسية ، وقال الحبشي : ما حدثني إلا بالحبشية ، وقال السقلبي : ما حدثني إلا بالسقلبية ، فرجعوا إليه فأخبروه ، فقال الحديث واحد ، ولكنه فسر لكم بألسنتكم . بيان : قال الجزري في صفة الصحابة : كأنما على رؤوسهم الطير ، وصفهم بالسكون والوقار ، وأنهم لم يكن فيهم طيش ولا خفة ، لان الطير لا تكاد تقع إلا على شئ ساكن .

- الخرائج : روي عن صفوان بن يحيى ، عن جابر قال : كنت عند أبي عبد الله فإذا نحن برجل قد أضجع جديا ليذبحه فصاح الجدي فقال أبو عبد الله : كم ثمن هذا الجدي ؟ فقال : أربعة دراهم ، فحلها من كمه ، ودفعها إليه وقال : خل سبيله قال : فسرنا فإذا الصقر قد انقض على دراجة فصاحت الدراجة ، فأومأ أبو عبد الله إلى الصقر بكمه ، فرجع عن الدراجة .

فقلت : لقد رأينا عجيبا من أمرك قال : نعم إن الجدي لما أضجعه الرجل وبصر بي قال : أستجير بالله وبكم أهل البيت مما يراد مني ، وكذلك قالت الدراجة ، ولو أن شيعتنا استقامت لأسمعتكم منطق الطير .

- مناقب ابن شهرآشوب ، الخرائج : روي أن داود بن كثير الرقي قال : دخلت على أبي عبد الله فدخل عليه موسى ابنه وهو ينتفض ، فقال له أبو عبد الله : كيف أصبحت ؟ قال : أصبحت في كنف الله ، متقلبا في نعم الله ، أشتهي عنقود عنب حرشي ورمانة ، قلت : سبحان الله هذا الشتاء ! ! فقال : يا داود إن الله قادر على كل شئ ادخل البستان فإذا شجرة عليها عنقود من عنب حرشي ورمانة ، فقلت آمنت بسركم وعلانيتكم فقطعتها وأخرجتها إلى موسى ، فقعد يأكل فقال : يا داود والله لهذا فضل من رزق قديم ، خص الله به مريم بنت عمران من الأفق الأعلى .

- الخرائج : روي أن داود الرقي قال : كنت عند أبي عبد الله فقال لي : ما لي أرى لونك متغيرا ؟ قلت : غيره دين فاضح عظيم ، وقد هممت بركوب البحر إلى السند لاتيان أخي فلان ، قال : إذا شئت ، قلت : يروعني عنه أهوال البحر وزلازله ، قال : إن الذي يحفظ في البر هو حافظ لك في البحر ، يا داود لولا اسمي وروحي لما اطردت الأنهار ، ولا أينعت الثمار ، ولا اخضرت الأشجار ، قال داود : فركبت البحر حتى إذا كنت بحيث ما شاء الله من ساحل البحر بعد مسيرة مائة وعشرين يوما خرجت قبل الزوال يوم الجمعة فإذا السماء متغيمة وإذا نور ساطع من قرن السماء إلى جدد الأرض ، وإذا صوت خفي : يا داود هذا أوان قضاء دينك ، فارفع رأسك قد سلمت ، قال : فرفعت رأسي ، ونوديت : عليك بما وراء الأكمة الحمراء فأتيتها ، فإذا صفائح من ذهب أحمر ، ممسوح أحد جانبيه ، وفي الجانب الآخر مكتوب " هذا عطاؤنا فامنن أو أمسك بغير حساب " فقبضتها ولها قيمة لا تحصى فقلت : لا أحدث فيها ، حتى آتي المدينة ، فقدمتها فدخلت عليه فقال لي : يا داود إنما عطاؤنا لك النور الذي سطع لك ، لا ما ذهبت إليه من الذهب والفضة ، ولكن هو لك هنيئا مريئا عطاء من رب كريم ، فاحمد الله ، قال داود : فسألت معتبا خادمه فقال : كان في ذلك الوقت يحدث أصحابه منهم خيثمة ، وحمران ، وعبد الأعلى مقبلا عليهم بوجهه : يحدثهم بمثل ما ذكرت ، فلما حضرت الصلاة قام فصلى بهم ، فسألت هؤلاء جميعا فحكوا لي الحكاية .

- الخرائج : روي أن لأبي عبد الله كان مولى يقال له مسلم وكان لا يحسن القرآن ، فعلمه في ليلة فأصبح وقد أحكم القرآن .

- الخرائج : روي عن بعض أصحابنا قال : حملت مالا لأبي عبد الله فاستكثرته في نفسي ، فلما دخلت عليه دعا بغلام ، وإذا طشت في آخر الدار ، فأمره أن يأتي به ، ثم تكلم بكلام لما أتى بالطشت فانحدر الدنانير من الطشت ، حتى حالت بيني وبين الغلام ، ثم التفت إلي وقال : أترى نحتاج إلى ما في أيديكم ؟ ، إنما نأخذ منكم ما نأخذ لنطهركم .

- الخرائج : روي أن عبد الرحمن بن الحجاج قال : كنت مع أبي عبد الله بين مكة والمدينة ، وهو على بغلة وأنا على حمار ، وليس معنا أحد فقلت : يا سيدي ما علامة الامام ؟ قال : يا عبد الرحمن لو قال لهذا الجبل سر لسار ، فنظرت والله إلى الجبل يسير ، فنظر إليه فقال : إني لم أعنك .

- الخرائج : روي أن إبراهيم بن مهزم الأسدي قال : قدمت المدينة ، فأتيت باب أبي عبد الله أستفتحه فدنت جارية لفتح الباب ، فقرصت ثديها ، ودخلت فقال : يا ابن مهزم أما علمت أن ولايتنا لا تنال إلا بالورع ، فأعطيت الله عهدا أني لا أعود إلى مثلها أبدا .

- الخرائج : روي أن محمد بن مسلم قال : كنت عند أبي عبد الله إذ دخل عليه المعلى بن خنيس باكيا قال : وما يبكيك ؟ قال : بالباب قوم يزعمون أن ليس لكم علينا فضل ، وأنكم وهم شئ واحد ، فسكت ثم دعا بطبق من تمر فحمل منه تمرة فشقها نصفين وأكل التمر وغرس النوى في الأرض فنبتت فحملت بسرا ، وأخذ منها واحدة فشقها وأخرج منه ورقا ودفعه إلى المعلى وقال : إقرأه ! فإذا فيه : بسم الله الرحمن الرحيم لا إله إلا الله ، محمد رسول الله ، علي المرتضى ، الحسن والحسين علي بن الحسين ، واحدا واحدا إلى الحسن بن علي وابنه .

- الخرائج : روي أن أبا مريم المدني قال : خرجت إلى الحج فلما صرت قريبا من الشجرة ، خرجت على حمار لي قلت : أدرك الجماعة ، واصلي معهم فنظرت إلى الجماعة يصلون ، فأتيتهم فإذا أبو عبد الله محتب بردائه يسبح فقال : صليت يا أبا مريم ؟ قلت : لا قال : صل فصليت ، ثم ارتحلنا ، فسرت تحت محمله فقلت في نفسي : قد خلوت به اليوم فأسأله عما بدا لي ، فقال : يا أبا مريم تسير تحت محملي ؟ قلت : نعم ، وكان زميله غلاما له يقال له سالم ، فرآني كثير الاختلاف قال : أراك كثير الاختلاف أبك بطن ؟ قلت : نعم قال : أكلت البارحة حيتانا ؟ قلت : نعم قال : فأتبعتها بتمرات ؟ قلت : لا قال : أما إنك لو أتبعتها بتمرات ما ضرك فسرنا حتى إذا كان وقت الزوال نزل فقال : يا غلام هات ماءا أتوضأ به ، فناوله فدخل إلى موضع يتوضأ ، فلما خرج إذا هو بجذع فدنا منه فقال : يا جذع أطعمنا مما خلق الله فيك قال : رأيت الجذع يهتز ، ثم اخضر ، ثم أطلع ، ثم اصفر ، ثم ذهب فأكل منه وأطعمني ، كل ذلك أسرع من طرفة عين .

- الخرائج : روي أن أبا خديجة روى عن رجل من كندة وكان سياف بني العباس قال : لما جاء أبو الدوانيق بأبي عبد الله وإسماعيل ، أمر بقتلهما وهما محبوسان في بيت فأتى - عليه اللعنة - أبا عبد الله ليلا فأخرجه وضربه بسيفه حتى قتله ثم أخذ إسماعيل ليقتله فقاتله ساعة ثم قتله ، ثم جاء إليه فقال : ما صنعت ؟ قال : لقد قتلتهما وأرحتك منهما، فلما أصبح إذا أبو عبد الله وإسماعيل جالسان فاستأذنا فقال أبو الدوانيق للرجل : ألست زعمت أنك قتلتهما ؟ قال : بلى ، لقد أعرفهما كما أعرفك قال : فاذهب إلى الموضع الذي قتلتهما فيه ، فجاء ، فإذا بجزورين منحورين قال : فبهت ورجع ، فنكس رأسه وقال : لا يسمعن منك هذا أحد ، فكان كقوله تعالى في عيسى " وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم " .

العودة إلى الصفحة الرئيسية

www.mezan.net <‎/TITLE> ‎<META HTTP-EQUIV="Content-Type" CONTENT="text/html; charset=windows-1256">‎ ‎<META NAME="keywords" CONTENT=" السيد محمد حسين فضل الله في الميزان ">‎ ‎<META NAME="description" CONTENT=" مقولات السيد فضل الله في كتبه ">‎ ‎<META NAME="author" CONTENT=" مقولات السيد فضل الله بصوته ">‎ ‎<META NAME="copyright" CONTENT=" رأي المراجع العظام والعلماء ">‎ <‎/HEAD>