علة غسل الجنابة

- مناقب ابن شهرآشوب : سأل زنديق الصادق فقال : ما علة الغسل من الجنابة وإنما أتى حلالا ، وليس في الحلال تدنيس ؟ فقال : لان الجنابة بمنزلة الحيض وذلك أن النطفة دم لم يستحكم ، ولا يكون الجماع إلا بحركة غالبة فإذا فرغ تنفس البدن ، ووجد الرجل من نفسه رائحة كريهة ، فوجب الغسل لذلك : غسل الجنابة أمانة ائتمن الله عليها عبيده ليختبرهم بها وسأله أبو حنيفة عن قوله : " والله ربنا ما كنا مشركين " فقال : ما تقول فيها يا أبا حنيفة فقال : أقول إنهم لم يكونوا مشركين ، فقال أبو عبد الله : قال الله تعالى " انظر كيف كذبوا على أنفسهم " فقال : ما تقول فيها يا ابن رسول الله ؟ فقال : هؤلاء قوم من أهل القبلة أشركوا من حيث لا يعلمون .

وسأله عباد المكي عن رجل زنى وهو مريض ، فإن أقيم عليه الحد خافوا أن يموت ، ما تقول فيه ؟ فقال : هذه المسألة من تلقاء نفسك ؟ أو أمرك بها انسان ؟ فقال : إن سفيان الثوري أمرني بها فقال : إن رسول الله أتي برجل أحبن قد استسقى بطنه وبدت عروق فخذيه ، وقد زنا بامرأة مريضة فأمر رسول الله فأتي بعرجون فيه مائة شمراخ فضربه به ضربة ، وضربها ضربة وخلى سبيلهما ، وذلك قوله " وخذ بيدك ضغثا فاضرب به " .

بيان : الحبن محركة داء في البطن يعظم منه ويرم فهو أحبن .

- كشف الغمة : روى محمد بن طلحة عن سفيان الثوري قال : دخلت على جعفر بن محمد وعليه جبة خز دكناء وكساء خز فجعلت أنظر إليه تعجبا فقال لي : يا ثوري مالك تنظر إلينا ؟ لعلك تعجب مما ترى ؟ فقلت : يا ابن رسول الله ليس هذا من لباسك ولا لباس آبائك ! ! .

قال : يا ثوري كان ذلك زمان اقتار وافتقار ، وكانوا يعملون على قدر اقتاره وافتقاره ، وهذا زمان قد أسبل كل شئ عزاليه ، ثم حسر ردن جبته فإذا تحتها جبة صوف بيضاء ، يقصر الذيل عن الذيل ، والردن عن الردن ، وقال : يا ثوري لبسنا هذا لله تعالى وهذا لكم ، وما كان لله أخفيناه وما كان لكم أبديناه .

- الكافي : علي ، عن أبيه ، عن إبراهيم بن محمد ، عن السلمي ، عن داود الرقي قال : سألني بعض الخوارج عن هذه الآية : " من الضان اثنين ومن المعز اثنين قل آالذكرين حرم أم الأنثيين - ومن الإبل اثنين ومن البقر اثنين " ما الذي أحل الله من ذلك ؟ وما الذي حرم ؟ فلم يكن عندي فيه شئ ، فدخلت على أبي عبد الله وأنا حاج فأخبرته بما كان فقال : إن الله عز وجل أحل في الأضحية بمنى الضان والمعز الأهلية ، وحرم أن يضحى بالجبلية ، وأما قوله " ومن الإبل اثنين ومن البقر اثنين " فان الله تبارك وتعالى أحل في الأضحية الإبل العراب وحرم فيها البخاتي وأحل البقر الأهلية أن يضحى بها ، وحرم الجبلية ، فانصرفت إلى الرجل فأخبرته بهذا الجواب ، فقال : هذا شئ حملته الإبل من الحجاز .

- الكافي : العدة ، عن سهل ، عن ابن أسباط ، عن علي بن عبد الله ، عن الحسين ابن يزيد قال : سمعت أبا عبد الله يقول وقد قال أبو حنيفة : عجب الناس منك أمس ، وأنت بعرفة تماكس ببدنك أشد مكاسا يكون ، قال : فقال له أبو عبد الله : وما لله من الرضا أن أغبن في مالي قال : فقال أبو حنيفة : لا والله ما لله في هذا من الرضا قليل ولا كثير وما نجيئك بشئ إلا جئتنا بما لا مخرج لنا منه .

- الكافي : العدة ، عن البرقي ، عن أبيه ، عن خلف بن حماد ، عن عبد الله بن سنان قال : لما قدم أبو عبد الله على أبي العباس وهو بالحيرة خرج يوما يريد عيسى بن موسى فاستقبله بين الحيرة والكوفة ومعه ابن شبرمة القاضي فقال له : إلى أين يا أبا عبد الله ؟ فقال : أردتك فقال : قد قصر الله خطوك قال : فمضى معه فقال له ابن شبرمة : ما تقول يا أبا عبد الله في شئ سألني عنه الأمير فلم يكن عندي فيه شئ ؟ فقال : وما هو ؟ قال : سألني عن أول كتاب كتب في الأرض قال : نعم إن الله عز وجل عرض على آدم ذريته عرض العين في صور الذر نبيا فنبيا ، وملكا فملكا ، ومؤمنا فمؤمنا ، وكافرا فكافرا ، فلما انتهى إلى داود قال : من هذا الذي نبأته وكرمته وقصرت عمره ؟ قال : فأوحى الله عز وجل إليه هذا ابنك داود ، عمره أربعون سنة ، وإني قد كتبت الآجال ، وقسمت الأرزاق ، وأنا أمحوا ما أشاء وأثبت وعندي أم الكتاب ، فان جعلت له شيئا من عمرك ألحقته له قال : يا رب قد جعلت له من عمري ستين سنة تمام المائة قال : فقال الله عز وجل لجبرئيل وميكائيل وملك الموت : اكتبوا عليه كتابا ، فإنه سينسى قال : فكتبوا عليه كتابا وختموه بأجنحتهم ، من طينة عليين قال : فلما حضرت آدم الوفاة ، أتاه ملك الموت فقال آدم : يا ملك الموت ما جاء بك ؟ قال : جئت لأقبض روحك قال : قد بقي من عمري ستون سنة فقال : إنك جعلتها لابنك داود ، قال : ونزل عليه جبرئيل وأخرج له الكتاب ، فقال أبو عبد الله عليه السلام : فمن أجل ذلك إذا خرج الصك على المديون ذل المديون ، فقبض روحه .

- الكافي : علي ، عن أبيه عن الحسن بن علي ، عن أبي جعفر الصائغ ، عن محمد بن مسلم قال : دخلت على أبي عبد الله وعنده أبو حنيفة فقلت له : جعلت فداك رأيت رؤيا عجيبة فقال : يا ابن مسلم هاتها فان العالم بها جالس وأومأ بيده إلى أبي حنيفة قال : فقلت : رأيت كأني دخلت داري وإذا أهلي قد خرجت علي فكسرت جوزا كثيرا ، ونثرته علي فتعجبت من هذه الرؤيا ، فقال أبو حنيفة : أنت رجل تخاصم وتجادل لئاما في مواريث أهلك فبعد نصب شديد تنال حاجتك منها إن شاء الله فقال أبو عبد الله : أصبت والله يا أبا حنيفة . قال : ثم خرج أبو حنيفة من عنده فقلت : جعلت فداك إني كرهت تعبير هذا الناصب فقال : يا ابن مسلم لا يسؤك الله ، فما يواطئ تعبيرهم تعبيرنا ، ولا تعبيرنا تعبيرهم ، وليس التعبير كما عبره ، قال : فقلت له : جعلت فداك فقولك أصبت وتحلف عليه وهو مخطئ ! ؟ قال : نعم ، حلفت عليه أنه أصاب الخطاء قال : فقلت له : فما تأولها قال : يا ابن مسلم إنك تتمتع بامرأة فتعلم بها أهلك فتخرق عليك ثيابا جددا ، فان القشر كسوة اللب قال ابن مسلم : فوالله ما كان بين تعبيره وتصحيح الرؤيا ، إلا صبيحة الجمعة ، فلما كان غداة الجمعة ، أنا جالس بالباب إذ مرت بي جارية فأعجبتني فأمرت غلامي فردها ثم أدخلها داري فتمتعت بها فأحست بي وبها أهلي فدخلت علينا البيت ، فبادرت الجارية نحو الباب فبقيت أنا فمزقت علي ثيابا جددا كنت ألبسها في الأعياد .

- الكافي : أحمد بن محمد ، وعلي بن محمد جميعا ، عن علي بن الحسن التيمي عن محمد بن الخطاب الواسطي ، عن يونس بن عبد الرحمان ، عن أحمد بن عمر الحلبي عن حماد الأزدي ، عن هشام الخفاف قال : قال لي أبو عبد الله : كيف بصرك بالنجوم ؟ قال : قلت : ما خلفت بالعراق أبصر بالنجوم مني ، فقال : كيف دوران الفلك عندكم ؟ قال : فأخذت قلنسوتي عن رأسي فأدرتها قال : فقال : فإن كان الامر على ما تقول فما بال بنات نعش والجدي والفرقدين لا يرون يدورون يوما من الدهر في القبلة ؟ قال : قلت : والله هذا شئ لا أعرفه ، ولا سمعت أحدا من أهل الحساب يذكره ، فقال لي : كم السكينة من الزهرة جزءا في ضوئها ؟ قال : قلت : هذا والله نجم ما سمعت به ولا سمعت أحدا من الناس يذكره فقال : سبحان الله فأسقطتم نجما بأسره فعلى ما تحسبون ! ؟ ثم قال : فكم الزهرة من القمر جزءا في ضوئه ؟ قال : فقلت : هذا شئ لا يعلمه إلا الله عز وجل قال : فكم القمر جزءا من الشمس في ضوئها ؟ قال : فقلت : ما أعرف هذا قال : صدقت .

ثم قال : ما بال العسكرين يلتقيان في هذا حاسب وفي هذا حاسب فيحسب هذا لصاحبه بالظفر ، ويحسب هذا لصاحبه بالظفر ، ثم يلتقيان فيهزم أحدهما الاخر ، فأين كانت النجوم ؟ قال : فقلت : لا والله ما أعلم ذلك ، قال : فقال : صدقت إن أصل الحساب حق ، ولكن لا يعلم ذلك إلا من علم مواليد الخلق كلهم .

العودة إلى الصفحة الرئيسية

www.mezan.net <‎/TITLE> ‎<META HTTP-EQUIV="Content-Type" CONTENT="text/html; charset=windows-1256">‎ ‎<META NAME="keywords" CONTENT=" السيد محمد حسين فضل الله في الميزان ">‎ ‎<META NAME="description" CONTENT=" مقولات السيد فضل الله في كتبه ">‎ ‎<META NAME="author" CONTENT=" مقولات السيد فضل الله بصوته ">‎ ‎<META NAME="copyright" CONTENT=" رأي المراجع العظام والعلماء ">‎ <‎/HEAD>