الكميت وأشعاره

- رجال الكشي : نصر بن صباح ، عن إسحاق بن محمد البصري ، عن محمد بن جمهور العمي ، عن موسى بن بشار الوشاء ، عن داود بن النعمان قال : دخلت الكميت فأنشده وذكر نحوه ثم قال في آخره : إن الله عز وجل يحب معالي الأمور ، ويكره سفسافها ، فقال الكميت ، يا سيدي أسألك عن مسألة ، وكان متكئا فاستوى جالسا وكسر في صدره وسادة ، ثم قال : سل فقال : أسألك عن الرجلين ؟ فقال : يا كميت ابن زيد ما أهريق في الاسلام محجمة من دم ولا اكتسب مال من غير حله ، ولا نكح فرج حرام إلا وذلك في أعناقهما إلى يوم القيامة ، حتى يقوم قائمنا ، ونحن معاشر بني هاشم نأمر كبارنا وصغارنا بسبهما والبراءة منهما .

بيان : قال الجوهري السفساف الردئ من كل شئ ، والامر الحقير وفي الحديث إن الله يحب معالي الأمور ويكره سفسافها .

- رجال الكشي : نصر بن صباح ، عن إسحاق بن محمد البصري ، عن جعفر بن محمد الفضيل ، عن محمد بن علي الهمداني ، عن درست بن أبي منصور قال : كنت عند أبي الحسن موسى وعنده الكميت بن زيد فقال للكميت : أنت الذي تقول : فالآن صرت إلى أمية والأمور إلى مصائر قال : قد قلت ذلك ، فوالله ما رجعت عن إيماني ، وإني لكم لموال ، و لعدوكم لقال ، ولكني قلته على التقية ، قال : أما لان قلت ذلك إن التقية تجوز في شرب الخمر .

- رجال الكشي : محمد بن مسعود ، عن علي بن الحسن ، عن العباس بن عامر القصباني وجعفر بن محمد بن حكيم ، عن أبان بن عثمان ، عن عقبة بن بشير الأسدي ، عن كميت ابن زيد الأسدي قال : دخلت على أبي جعفر فقال : والله يا كميت لو أن عندنا مالا لأعطيناك منه ، ولكن لك ما قال رسول الله لحسان : لا يزال معك روح القدس ما ذببت عنا .

- رجال الكشي : حمدويه بن نصير ، عن محمد بن عيسى ، عن حنان ، عن عبيد بن زرارة ، عن أبيه قال : دخل الكميت بن زيد على أبي جعفر وأنا عنده فأنشده : " من لقلب متيم مستهام " فلما فرغ منها ، قال للكميت : لا تزال مؤيدا بروح القدس ما دمت تقول فينا .

- رجال الكشي : علي بن محمد بن قتيبة ، عن أبي محمد الفضل بن شاذان ، عن أبي المسيح عبد الله بن مروان الجواني قال : كان عندنا رجل من عباد الله الصالحين ، و كان راوية لشعر الكميت - يعني الهاشميات - وكان سمع ذلك منه ، وكان عالما بها ، فتركه خمسا وعشرين سنة لا يستحل روايته وإنشاده ، ثم عاد فيه فقيل له : ألم تكن زهدت فيها وتركتها ؟ ! فقال : نعم ولكني رأيت رؤيا دعتني إلى العود فيه فقيل له : وما رأيت ؟ قال : رأيت كأن القيامة قد قامت ، وكأنما أنا في المحشر فدفعت إلي مجلة ، قال أبو محمد : فقلت لأبي المسيح وما المجلة ؟ قال : الصحيفة قال : نشرتها فإذا فيها بسم الله الرحمن الرحيم أسماء من يدخل الجنة من محبي علي بن أبي طالب قال : فنظرت في السطر الأول ، فإذا أسماء قوم لم أعرفهم ، ونظرت في السطر الثاني فإذا هو كذلك ، ونظرت في السطر الثالث والرابع فإذا فيه " والكميت بن زيد الأسدي " قال : فذلك دعاني إلى العود فيه .

- رجال الكشي : نصر بن الصباح ، عن إسحاق بن محمد البصري ، عن علي بن إسماعيل ، عن فضيل الرسان قال : دخلت على أبي عبد الله بعد ما قتل زيد بن علي فأدخلت بيتا جوف بيت فقال لي : يا فضيل قتل عمي زيد ؟ قلت : جعلت فداك قال : رحمه الله أما إنه كان مؤمنا ، وكان عارفا ، وكان عالما ، وكان صدوقا أما إنه لو ظفر لوفى أما إنه لو ملك لعرف كيف يضعها ، قلت : يا سيدي ألا أنشدك شعرا ؟ قال : أمهل ، ثم أمر بستور فسدلت ، وبأبواب ففتحت ، ثم قال : أنشد فأنشدته :

لام عمرو باللوى مربع   طامسة أعلامه بلقع
 لما وقفت العيس في رسمه   والعين من عرفانه تدمع
ذكرت من قد كنت أهوى به   فبت والقلب شجى موجع
عجبت من قوم أتوا أحمدا   بخطة ليس لها مدفع
قالوا له لو شئت أخبرتنا   إلى من الغاية والمفزع
إذا توليت وفارقتنا   ومنهم في الملك من يطمع

فقال :

لو أخبرتكم مفزعا   ما ذا عسيتم فيه أن تصنعوا
صنيع أهل العجل إذ فارقوا   هارون فالترك له أودع
فالناس يوم البعث راياتهم   خمس فمنها هالك أربع
قائدها العجل وفرعونها   وسامري الأمة المفظع
ومجدع من دينه مارق   أجدع عبد لكع أو كع
وراية قائدها وجهه   كأنه الشمس إذا تطلع

قال : سمعت نحيبا من وراء الستر ، وقال : من قال هذا الشعر ؟ قلت : السيد بن محمد الحميري فقال : رحمه الله ، فقلت : إني رأيته يشرب النبيذ فقال : رحمه الله قلت : إني رأيته يشرب النبيذ الرستاق قال : تعني الخمر ؟ قلت : نعم قال : رحمه الله ، وما ذلك على الله أن يغفر لمحب علي .

توضيح : أم عمرو يعبر به عن مطلق الحبيبة ، واللوى كإلى ما التوى من الرمل أو مسترقه ، والمربع منزل القوم في الربيع ، والطموس الدروس والانمحاء والبلقع الأرض القفر الذي لا شئ بها ، والعيس مفعول لقوله وقفت وهو بالكسر الإبل البيض يخالط بياضها شئ من الشقرة ، والشجو الهم والحزن ، قوله : فالترك له أودع أي إن كنتم تصنعون مثل صنيعهم فالترك لهذا السؤال أودع لكم ، من الدعة بمعنى الراحة والخفض .

وقوله وسامري الأمة إشارة إلى عثمان أو إلى عمر ، إما بأن يكون عطف تفسير لقوله فرعونها ، أو بأن يكون فرعونها إشارة إلى عثمان وعلى الأول يكون المجدع عبارة عن عثمان ، والأجدع إلى معاوية ، لكن الأظهر أن تمام البيت وصف لمعاوية .

وقال الفيروزآبادي الجدع قطع الأنف أو الاذن أو اليد أو الشفة ، فهو أجدع ، والأجدع الشيطان ، وحمار مجدع كمعظم مقطوع الاذنين ، وجادع مجادعة وجداعا شاتم وخاصم كتجادع ، وقال : اللكع كصرد اللئيم والعبد والأحمق ، وقال : وكع ككرم لؤم ، وصلب واشتد ، وفلان وكيع لكيع ووكوع لكوع لئيم .

- رجال الكشي : نصر بن الصباح ، عن ابن عيسى ، عن ابن أبي نجران ، عن ابن بكير ، عن محمد بن النعمان ، قال : دخلت على السيد بن محمد وهو لما به قد اسود وجهه وزرق عيناه ، وعطش كبده ، وهو يومئذ يقول بمحمد ابن الحنفية ، وهو من حشمه وكان ممن يشرب المسكر ، فجئت ، وكان قد قدم أبو عبد الله الكوفة ، لأنه كان انصرف من عند أبي جعفر المنصور ، فدخلت على أبي عبد الله فقلت : جعلت فداك إني فارقت السيد بن محمد الحميري لما به قد اسود وجهه ، وازرقت عيناه ، و عطش كبده ، وسلب الكلام ، فإنه كان يشرب المسكر ، فقال أبو عبد الله : أسرجوا حماري ، فأسرج له ، وركب ومضى ، ومضيت معه ، حتى دخلنا على السيد ، وإن جماعة محدقون به ، فقعد أبو عبد الله عند رأسه وقال : يا سيد ففتح عينه ينظر إلى أبي عبد الله ، ولا يمكنه الكلام وقد اسود ، فجعل يبكى وعينه إلى أبي عبد الله ولا يمكنه الكلام ، وإنا لنتبين منه أنه يريد الكلام ولا يمكنه . فرأينا أبا عبد الله عليه السلام حرك شفتيه ، فنطق السيد فقال : جعلني الله فداك أبأوليائك يفعل هذا ؟ ! فقال أبو عبد الله : يا سيد قل بالحق يكشف الله ما بك ويرحمك ، ويدخلك جنته التي وعد أولياءه .

فقال في ذلك " تجعفرت بسم الله والله أكبر " ، فلم يبرح أبو عبد الله حتى قعد السيد على استه .

وروي أن أبا عبد الله لقي السيد بن محمد الحميري قال : سمتك أمك سيدا ، ووفقت في ذلك ، وأنت سيد الشعراء ، ثم أنشد السيد في ذلك :

ولقد عجبت لقائل لي مرة   علامة فهم من الفقهاء
سماك قومك سيدا صدقوا به   أنت الموفق سيد الشعراء
ما أنت حين تخص آل محمد   بالمدح منك وشاعر بسواء
مدح الملوك ذوي الغنى لعطائهم   والمدح منك لهم بغير عطاء
فأبشر فإنك فائز في حبهم   لو قد وردت عليهم بجزاء
ما يعدل الدنيا جميعا كلها   من حوض أحمد شربة من ماء

العودة إلى الصفحة الرئيسية

www.mezan.net <‎/TITLE> ‎<META HTTP-EQUIV="Content-Type" CONTENT="text/html; charset=windows-1256">‎ ‎<META NAME="keywords" CONTENT=" السيد محمد حسين فضل الله في الميزان ">‎ ‎<META NAME="description" CONTENT=" مقولات السيد فضل الله في كتبه ">‎ ‎<META NAME="author" CONTENT=" مقولات السيد فضل الله بصوته ">‎ ‎<META NAME="copyright" CONTENT=" رأي المراجع العظام والعلماء ">‎ <‎/HEAD>