أحوال أهل زمانه من الخلفاء وغيرهم ، وما جرى بينه   وبينهم وأحوال أصحابه وخدمه ومواليه

 1- الكافي : العدة ، عن أحمد بن محمد ، عن ابن أبي عمير ، عن أبي علي صاحب الأنماط ، عن أبان بن تغلب قال : لما هدم الحجاج الكعبة فرق الناس ترابها فلما صاروا إلى بنائها فأرادوا أن يبنوها ، خرجت عليهم حية ، فمنعت الناس البناء حتى هربوا فأتوا الحجاج ، فخاف أن يكون قد منع بناها ، فصعد المنبر ثم نشد الناس وقال : رحم الله عبدا عنده مما ابتلينا به علم لما أخبرنا به ، قال : فقام إليه شيخ فقال : إن يكن عند أحد علم فعند رجل رأيته جاء إلى الكعبة فأخذ مقدارها ثم مضى ، فقال الحجاج : من هو ؟ فقال علي بن الحسين فقال : معدن ذلك فبعث إلى علي بن الحسين فأتاه فأخبره بما كان من منع الله إياه البناء ، فقال له علي بن الحسين : يا حجاج عمدت إلى بناء إبراهيم وإسماعيل فألقيته في الطريق وانتهبته كأنك ترى أنه تراث لك ، اصعد المنبر وأنشد الناس أن لا يبقى أحد منهم أخذ منه شيئا إلا رده ، قال : ففعل وأنشد الناس أن لا يبقى منهم أحد عنده شئ إلا رده قال : فردوه .

فلما رأى جمع التراب أتى علي بن الحسين فوضع الأساس وأمرهم أن يحفروا ، قال : فتغيبت عنهم الحية ، فحفروا حتى انتهوا إلى موضع القواعد ، قال لهم علي بن الحسين : تنحوا ، فتنحوا فدنا منها فغطاها بثوبه ثم بكى ثم غطاها بالتراب بيد نفسه ، ثم دعا الفعلة فقال : ضعوا بناءكم قال : فوضعوا البناء ، فلما ارتفعت حيطانها أمر بالتراب فألقي في جوفه فلذلك صار البيت مرتفعا يصعد إليه بالدرج .

2 - الإحتجاج : روي أن زين العابدين مر بالحسن البصري وهو يعظ الناس بمنى ، فوقف عليه ، ثم قال : أمسك أسألك عن الحال التي أنت عليها مقيم أترضاها لنفسك فيما بينك وبين الله للموت إذا نزل بك غدا ؟ قال : لا قال : أفتحدث نفسك بالتحول والانتقال عن الحال التي لا ترضاها لنفسك إلى الحال التي ترضاها ؟ قال : فأطرق مليا ، ثم قال : إني أقول ذلك بلا حقيقة قال : أفترجو نبيا بعد محمد يكون لك معه سابقة ؟ قال : لا ، قال : أفترجو دارا غير الدار التي أنت فيها ترد إليها فتعمل فيها ؟ قال : لا ، قال : أفرأيت أحدا به مسكة عقل رضي لنفسه من نفسه بهذا ، إنك على حال لا ترضاها ولا تحدث نفسك بالانتقال إلى حال ترضاها على حقيقة ولا ترجو نبيا بعد محمد ولا دارا غير الدار التي أنت فيها فترد إليها فتعمل فهيا ، وأنت تعظ الناس ؟ قال : فلما ولى قال الحسن البصري : من هذا ؟ قالوا : علي بن الحسين قال : أهل بيت علم ، فما رؤي الحسن البصري بعد ذلك يعظ الناس .

2 - مناقب ابن شهرآشوب الإحتجاج : لقي عباد البصري علي بن الحسين عليه السلام في طريق مكة فقال له : يا علي بن الحسين تركت الجهاد وصعوبته ، وأقبلت على الحج ولينه ، وإن الله عز وجل يقول : " إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويقتلون - إلى قوله : وبشر المؤمنين " فقال علي ابن الحسين : إذا رأينا هؤلاء الذين هذه صفتهم فالجهاد معهم أفضل من الحج .

4 - الاختصاص : روى محمد بن جعفر المؤدب أن أبا إسحاق عمرو بن عبد الله السبيعي صلى أربعين سنة صلاة الغداة بوضوء العتمة ، وكان يختم القرآن في كل ليلة ، ولم يكن في زمانه أعبد منه ، ولا أوثق في الحديث عند الخاص والعام ، وكان من ثقات علي بن الحسين ، ولد في الليلة التي قتل فيها أمير المؤمنين وقبض وله تسعون سنة ، وهو من همدان ، اسمه عمرو بن عبد الله بن علي بن ذي حمير ابن السبيع بن يبلغ الهمداني ، ونسب إلى السبيع لأنه نزل فيهم .

5 - قرب الإسناد : ابن عيسى ، عن البزنطي قال : ذكر عند الرضا القاسم بن محمد خال أبيه وسعيد بن المسيب فقال : كانا على هذا الامر وقال : خطب أبي إلى القاسم بن محمد يعني أبا جعفر فقال القاسم لأبي جعفر : إنما كان ينبغي لك أن تذهب إلى أبيك حتى يزوجك .

6 - أمالي الطوسي : المفيد عن محمد بن الحسين البصير ، عن العباس بن السري ، عن شداد بن عبد المخزومي ، عن عامر بن حفص قال : قدم عروة بن الزبير على الوليد ابن عبد الملك ومعه محمد بن عروة ، فدخل محمد دار الدواب فضربته دابة فخر ميتا ووقعت في رجل عروة الآكلة ولم تدع وركه تلك الليلة فقال له الوليد : اقطعها فقال : لا , فترقت إلى ساقه فقال له : اقطعها وإلا أفسدت عليك جسدك ، فقطعها بالمنشار وهو شيخ كبير لم يمسكه أحد ، وقال : " لقد لقينا من سفرنا هذا نصبا " .

وقدم على الوليد تلك السنة قوم من بني عبس ، فيهم رجل ضرير ، فسأله عن عينيه وسبب ذهابهما فقال : يا أمير المؤمنين بت ليلة من بطن واد ولا أعلم عبسيا يزيد حاله على حالي ، فطرقنا سيل ، فذهب ما كان لي من أهل وولد ومال ، غير بعير وصبي مولود ، وكان البعير صعبا فند فوضعت الصبي واتبعت البعير ، فلم أجاوز إلا قليلا حتى سمعت صيحة ابني ، فرجعت إليه ورأس الذئب في بطنه يأكله ولحقت البعير لأحتبسه فنفحني برجله في وجهي فحطمه وذهب بعيني ، فأصبحت لا مال ولا أهل ولا ولد ولا بصر ، فقال الوليد : انطلقوا إلى عروة ليعلم أن في الناس من هو أعظم منه بلاءا ، وشخص عروة إلى المدينة فأتته قريش والأنصار فقال له عيسى بن طلحة بن عبيد الله : أبشر يا أبا عبد الله ! فقد صنع الله بك خيرا والله ما بك حاجة إلى المشي فقال : ما أحسن ما صنع الله بي ، وهب لي سبعة بنين فمتعني بهم ما شاء ، ثم أخذ واحدا وترك ستة ، ووهب لي ستة جوارح متعني بهن ما شاء ، ثم أخذ واحدة وترك خمسا : يدين ورجلا وسمعا وبصرا ثم قال : إلهي لئن كنت أخذت لقد أبقيت ، وإن كنت ابتليت لقد عافيت .

7 - تنبيه الخاطر : روي أنه لما نزع معاوية بن يزيد بن معاوية نفسه من الخلافة ، قام خطيبا فقال : أيها الناس ما أنا بالراغب في التأمر عليكم ، ولا بالآمن لكراهتكم بل بلينا بكم وبليتم بنا ، إلا أن جدي معاوية نازع الامر من كان أولى بالأمر منه في قدمه وسابقته علي بن أبي طالب ، فركب جدي منه ما تعلمون ، وركبتم معه ما لا تجهلون ، حتى صار رهين عمله ، وضجيع حفرته ، تجاوز الله عنه ، ثم صار الامر إلى أبي ، ولقد كان خليقا أن لا يركب سننه ، إذ كان غير خليق بالخلافة فركب ردعه واستحسن خطأه فقلت مدته وانقطعت آثاره ، وخمدت ناره ، ولقد أنسانا الحزن به الحزن عليه ، فإنا لله وإنا إليه راجعون ، ثم أخفت يترحم على أبيه .

ثم قال : وصرت أنا الثالث من القوم الزاهد فيما لدي أكثر من الراغب وما كنت لأتحمل آثامكم ، شأنكم وأمركم خذوه ، من شئتم ولايته فولوه قال : فقام إليه مروان بن الحكم فقال : يا أبا ليلى سنة عمرية ، فقال له : يا مروان تخدعني عن ديني ، ائتني برجال كرجال عمر أجعلها بينهم شورى ، ثم قال : والله إن كانت الخلافة مغنما فقد أصبنا منها حظا ، ولئن كانت شرا فحسب آل أبي سفيان ما أصابوا منها ، ثم نزل فقالت له أمه : ليتك كنت حيضة فقال : وأنا وددت ذلك ، ولم أعلم أن لله نارا يعذب بها من عصاه وأخذ غير حقه .

8 - الاختصاص : هلك يزيد لعنه الله وهو ابن ثلاثة وستين سنة ، وولي الامر أربع سنين ، وهلك معاوية بن يزيد وهو ابن إحدى وعشرين سنة ، وولي الامر أربعين ليلة .

9 - الاختصاص * بصائر الدرجات : عمران بن موسى ، عن موسى بن جعفر ، عن علي بن معبد ، عن علي بن الحسين ، عن علي بن عبد العزيز ، عن أبيه ، قال : قال أبو عبد الله : لما ولي عبد الملك بن مروان واستقامت له الأشياء ، كتب إلى الحجاج كتابا وخطه بيده : بسم الله الرحمن الرحيم من عبد الله عبد الملك بن مروان إلى الحجاج بن يوسف أما بعد فجنبني دماء بني عبد المطلب فإني رأيت آل أبي سفيان لما ولغوا فيها لم يلبثوا بعدها إلا قليلا والسلام ، وكتب الكتاب سرا لم يعلم به أحد وبعث به مع البريد إلى الحجاج ، وورد خبر ذلك من ساعته على علي بن الحسين عليه السلام ، وأخبر أن عبد الملك قد زيد في ملكه برهة من دهره لكفه عن بني هاشم وأمر أن يكتب ذلك إلى عبد الملك ويخبره بأن رسول الله صلى الله عليه وآله أتاه في منامه وأخبره بذلك ، فكتب علي بن الحسين عليه السلام بذلك إلى عبد الملك بن مروان .

10 - فرحة الغري : روى هشام [ بن ] الكلبي ، عن أبيه قال : أدركت بني أود وهم يعلمون أبناءهم وحرمهم سب علي بن أبي طالب وفيهم رجل من رهط عبد الله بن إدريس بن هانئ ، فدخل على الحجاج بن يوسف يوما فكلمه بكلام فأغلظ له الحجاج في الجواب ، فقال له : لا تقل هذا أيها الأمير فلا لقريش ولا لثقيف منقبة يعتدون بها إلا ونحن نعتد بمثلها ، قال له : وما مناقبكم ؟ قال : ما ينقص عثمان ولا يذكر بسوء في نادينا قط قال : هذه منقبة قال : وما رؤي منا خارجي قط قال : ومنقبة قال : وما شهد منا مع أبي تراب مشاهده إلا رجل واحد ، فأسقطه ذلك عندنا وأخمله ، فما له عندنا قدر ولا قيمة قال : ومنقبة ، قال : وما أراد منا رجل قط أن يتزوج امرأة إلا سأل عنها هل تحب أبا تراب أو تذكره بخير فإن قيل إنها تفعل ذلك اجتنبها فلم يتزوجها قال : ومنقبة ، قال : وما ولد فينا ذكر فسمي عليا ولا حسنا ولا حسينا ولا ولدت فينا جارية فسميت فاطمة قال : ومنقبة ، قال : ونذرت امرأة منا حين أقبل الحسين إلى العراق إن قتله الله أن تنحر عشر جزر فلما قتل وفت بنذرها قال : ومنقبة ، قال : ودعي رجل منا إلى البراءة من علي ولعنه فقال :نعم وأزيدكم حسنا وحسينا قال : ومنقبة والله ، قال : وقال لنا أمير المؤمنين عبد الملك أنتم الشعار دون الدثار وأنتم الأنصار بعد الأنصار ، قال : ومنقبة ، قال : وما بالكوفة ملاحة إلا ملاحة بني أود ، فضحك الحجاج قال هشام بن الكلبي : قال لي أبي : فسلبهم الله ملاحتهم ، آخر الحكاية .

11 - الخرائج : روى عن الباقر عليه السلام أنه قال : كان عبد الملك يطوف بالبيت وعلي بن الحسين يطوف بين يديه ولا يلتفت إليه ولم يكن عبد الملك يعرفه بوجهه فقال : من هذا الذي يطوف بين أيدينا ولا يلتفت إلينا ؟ فقيل : هذا علي بن الحسين ، فجلس مكانه ، وقال : ردوه إلي فردوه فقال له : يا علي بن الحسين إني لست قاتل أبيك ، فما يمنعك من المصير إلي ؟ فقال علي بن الحسين : إن قاتل أبي أفسد بما فعله دنياه عليه ، وأفسد أبي عليه بذلك آخرته ، فان أحببت أن تكون كهو فكن ، فقال : كلا ، ولكن صر إلينا لتنال من دنيانا ، فجلس زين العابدين وبسط رداه وقال : اللهم أره حرمة أوليائك عندك ، فإذا إزاره مملوة دررا يكاد شعاعها يخطف الابصار ، فقال له : من يكون هذا حرمته عند ربه يحتاج إلى دنياك ؟ ! ثم قال : اللهم خذها فلا حاجة لي فيها .

12 - الإرشاد : هارون بن موسى ، عن عبد الملك بن عبد العزيز قال : لما ولي عبد الملك بن مروان الخلافة رد إلى علي بن الحسين صدقات رسول الله وصدقات أمير المؤمنين علي بن أبي طالب وكانتا مضمومتين ، فخرج عمر بن علي إلى عبد الملك يتظلم إليه من ابن أخيه .

فقال عبد الملك : أقول كما قال ابن أبي الحقيق :

إنا إذا مالت دواعي الهوى * وأنصت السامع للقائل

واصطرع الناس بألبابهم * نقضي بحكم عادل فاصل

لا نجعل الباطل حقا ولا * نلط دون الحق بالباطل

نخاف أن تسفه أحلامنا * فنخمل الدهر مع الخامل.

13 - الإرشاد : أبو محمد الحسن بن محمد ، عن جده ، عن أبي جعفر محمد بن إسماعيل قال : حج علي بن الحسين فاستجهر الناس من جماله ، وتشوقوا له وجعلوا يقولون : من هذا ؟ تعظيما له وإجلالا لمرتبته ، وكان الفرزدق هناك فأنشأ يقول : هذا الذي تعرف البطحاء وطأته والبيت يعرفه والحل والحرم

 هذا ابن خير عباد الله كلهم * هذا التقي النقي الطاهر العلم

يكاد يمسكه عرفان راحته * ركن الحطيم إذا ما جاء يستلم

يغضي حياء ويغضى من * مهابته فما يكلم إلا حين يبتسم

أي القبائل ليست في * رقابهم لأولية هذا أوله نعم

من يعرف الله يعرف أولية * ذا فالدين من بيت هذا ناله الأمم

إذا رأته قريش قال قائلها : * إلى مكارم هذا ينتهي الكرم

14 - الإرشاد : أبو محمد الحسن بن محمد ، عن جده ، عن داود بن القاسم ، عن الحسين بن زيد ، عن عمه عمر بن علي ، عن أبيه علي بن الحسين إنه كان يقول : لم أر مثل التقدم في الدعاء ، فإن العبد ليس تحضره الإجابة في كل وقت وكان مما حفظ عنه من الدعاء حين بلغه توجه مسرف بن عقبة إلى المدينة " رب كم من نعمة أنعمت بها علي قل لك عندها شكري ، وكم من بلية ابتليتني بها قل لك عندها صبري ، فيا من قل عند نعمته شكري فلم يحرمني ، وقل عند بلائه صبري فلم يخذلني ، يا ذا المعروف الذي لا ينقطع أبدا ، ويا ذا النعماء التي لا تحصى عددا ، صل على محمد وآل محمد وادفع عني شره فاني أدرء بك في نحره وأستعيذ بك من شره " فقدم مسرف بن عقبة المدينة وكان يقال لا يريد غير علي بن الحسين فسلم منه وأكرمه وحباه ووصله ، وجاء الحديث من غير وجه أن مسرف بن عقبة لما قدم المدينة أرسل إلى علي بن الحسين فأتاه فلما صار إليه قربه وأكرمه وقال له : أوصاني أمير المؤمنين ببرك وتمييزك من غيرك فجزاه خيرا ثم قال : أسرجوا له بغلتي وقال له : انصرف إلى أهلك فاني أرى أن قد أفزعناهم وأتعبناك بمشيك إلينا ، ولو كان بأيدينا ما نقوى به على صلتك بقدر حقك لوصلناك ، فقال له علي بن الحسين : ما أعذرني للأمير ، وركب ، فقال مسرف بن عقبة لجلسائه : هذا الخير الذي لا شر فيه مع موضعه من رسول الله ومكانه منه .

 بيان : مسرف هو مسلم بن عقبة الذي بعثه يزيد لعنه الله لوقعة الحرة فسمي بعدها مسرفا لإسرافه في إهراق الدماء ، وقوله : ما أعذرني للأمير : الظاهر أن كلمة ما للتعجب أي ما أظهر عذره في ؟ ويحتمل أن تكون نافية من قولهم أعذر إذا قصر أي ما قصر الأمير في حقي ، والأول أظهر .

15 - مناقب ابن شهرآشوب : حلية الأولياء ووسيلة الملا وفضائل أبي السعادات بالاسناد عن ابن شهاب الزهري قال : شهدت علي بن الحسين يوم حمله عبد الملك بن مروان من المدينة إلى الشام ، فأثقله حديدا ووكل به حفاظا في عدة وجمع فاستأذنتهم في التسليم والتوديع له ، فأذنوا فدخلت عليه ، والأقياد في رجليه والغل في يديه ، فبكيت وقلت : وددت أني مكانك وأنت سالم ، فقال : يا زهري أو تظن هذا بما ترى علي وفي عنقي يكربني ؟ أما لو شئت ما كان فإنه وإن بلغ بك ومن أمثالك ليذكرني عذاب الله ، ثم أخرج يديه من الغل ورجليه من القيد ثم قال : يا زهري لا جزت معهم على ذا منزلتين من المدينة ، قال : فما لبثنا إلا أربع ليال حتى قدم الموكلون به يطلبونه بالمدينة فما وجدوه ، فكنت فيمن سألهم عنه ، فقال لي بعضهم : إنا نراه متبوعا ، إنه لنازل ، ونحن حوله لا ننام نرصده إذ أصبحنا فما وجدنا بين محمله إلا حديده ، فقدمت بعد ذاك على عبد الملك فسألني عن علي بن الحسين فأخبرته فقال : إنه قد جاءني في يوم فقده الأعوان ، فدخل علي فقال : ما أنا وأنت ؟ ! فقلت : أقم عندي ، فقال : لا أحب ، ثم خرج فوالله لقد امتلأ ثوبي منه خيفة ، قال الزهري : فقلت : ليس علي بن الحسين حيث تظن إنه مشغول بنفسه فقال : حبذا شغل مثله فنعم ما شغل به .

16 - كشف الغمة : عن الزهري مثله .

بيان : قوله : وإن بلغ بك أي لو شئت أن لا يكون بي ما ترى لم يكن وإنه وإن بلغ وبك وبأمثالك كل مبلغ من الغم والحزن لكنه والله ليذكرني عذاب الله وإني لأحبه لذلك .

وفي كشف الغمة : وإن بلغ بك وبأمثالك غمر أي شدة وقوله : إنا نراه متبوعا أي يتبعه الجن ويخدمه ويطيعه قال الفيروزآبادي : التابعة الجني والجنية يكونان مع الانسان يتبعانه حيث ذهب .

العودة إلى الصفحة الرئيسية

www.mezan.net <‎/TITLE> ‎<META HTTP-EQUIV="Content-Type" CONTENT="text/html; charset=windows-1256">‎ ‎<META NAME="keywords" CONTENT=" السيد محمد حسين فضل الله في الميزان ">‎ ‎<META NAME="description" CONTENT=" مقولات السيد فضل الله في كتبه ">‎ ‎<META NAME="author" CONTENT=" مقولات السيد فضل الله بصوته ">‎ ‎<META NAME="copyright" CONTENT=" رأي المراجع العظام والعلماء ">‎ <‎/HEAD>