فيما قاله في جواب من سأل عنه : كيف أصبحت

1 - أمالي الطوسي : جماعة ، عن أبي المفضل ، باسناده إلى شقيق البلخي عمن أخبره من أهل العلم قال : قيل لعلي بن الحسين : كيف أصحبت يا ابن رسول الله ؟ قال : أصبحت مطلوبا بثمان : الله تعالى يطلبني بالفرائض ، والنبي بالسنة والعيال بالقوت ، والنفس بالشهوة ، والشيطان باتباعه ، والحافظان بصدق العمل وملك الموت بالروح ، والقبر بالجسد ، فأنا بين هذه الخصال مطلوب .

2 - الإحتجاج : روي أن موسى بن جعفر كان حسن الصوت ، حسن القراءة ، وقال يوما من الأيام : إن علي بن الحسين كان يقرأ القرآن فربما مر به المار فصعق من حسن صوته ، وإن الامام لو أظهر من ذلك شيئا لما احتمله الناس ، قيل له : ألم يكن رسول الله يصلي بالناس ويرفع صوته بالقرآن ؟ فقال : إن رسول الله كان يحمل من خلفه ما يطيقون .

3 - الكافي : العدة ، عن سهل ، عن ابن شمون ، عن علي بن محمد النوفلي مثله .

4 - الكافي : العدة ، عن سهل ، عن الحجال ، عن علي بن عقبة ، عن رجل ، عن أبي عبد الله قال : كان علي بن الحسين أحسن الناس صوتا بالقرآن ، وكان السقاؤون يمرون فيقفون ببابه ، يستمعون قراءته ، وكان أبو جعفر أحسن الناس صوتا .

5 - ثواب الأعمال : ابن الوليد ، عن الصفار ، عن البرقي ، عن يونس بن يعقوب عن الصادق قال : قال علي بن الحسين لابنه محمد حين حضرته الوفاة : إنني قد حججت على ناقتي هذه عشرين حجة ، فلم أقرعها بسوط قرعة فإذا نفقت فادفنها لا تأكل لحمها السباع ، فان رسول الله قال : ما من بعير يوقف عليه موقف عرفة سبع حجج إلا جعله الله من نعم الجنة ، وبارك في نسله فلما نفقت حفر لها أبو جعفر ودفنها .

6 - بصائر الدرجات : أحمد بن محمد ، عن الأهوازي ، والبرقي ، عن النضر ، عن يحيى الحلبي ، عن عمران الحلبي ، عن محمد الحلبي قال : سمعت أبا عبد الله يقول : لما اتي بعلي بن الحسين يزيد بن معاوية - عليهما لعائن الله - ومن معه جعلوه في بيت فقال بعضهم : إنما جعلنا في هذا البيت ليقع علينا فيقتلنا ، فراطن الحرس ، فقالوا : انظروا إلى هؤلاء يخافون أن يقع عليهم البيت وإنما يخرجون غدا فيقتلون ، قال علي بن الحسين : لم يكن فينا أحد يحسن الرطانة غيري ، والرطانة عند أهل المدينة الرومية .

7 - مناقب ابن شهرآشوب ، المحاسن : قال أبو عبد الله : كان علي بن الحسين يمشي مشية كأن على رأسه الطير لا يسبق يمينه شماله  .

8 - بصائر الدرجات : ابن معروف ، عن حماد بن عيسى ، عن حريز ، عن فضيل ، عن أبي عبد الله قال : إن علي بن الحسين اتي بعسل فشربه فقال : والله إني لأعلم من أين هذا العسل ؟ وأين أرضه ؟ وإنه ليمتار من قرية كذا وكذا .

9 - إكمال الدين : ابن الوليد ، عن ابن أبان ، عن الأهوازي ، عن النضر ، عن يحيى الحلبي ، عن معمر بن يحيى ، عن أبي خالد الكابلي ، عن علي بن الحسين قال : إذا بنى بنو العباس مدينة على شاطئ الفرات كان بقاؤهم بعدها سنة .

10 - المحاسن : ابن يزيد ، عن ابن أبي عمير ، عن ابن سنان ، عن أبي عبد الله قال : حج علي بن الحسين على راحلة عشر حجج ما قرعها بسوط ولقد بركت به سنة من سنواته فما قرعها بسوط .

11 - المحاسن : بعض أصحابنا رفعه ، قال : قال أبو عبد الله : كان علي بن الحسين إذا سافر إلى مكة للحج والعمرة ، تزود من أطيب الزاد من اللوز والسكر والسويق المحمض والمحلى .

قال : وحدثني به ابن يزيد ، عن محمد بن سنان ، وابن أبي عمير ، عن عبد الله ابن سنان ، عن أبي عبد الله .

12 - المحاسن : محمد بن علي ، عن علي بن أسباط ، عن سيابة بن ضريس ، عن حمزة بن حمران ، عن أبي عبد الله قال : كان علي بن الحسين إذا كان اليوم الذي يصوم فيه ، يأمر بشاة فتذبح وتقطع أعضاؤها وتطبخ ، وإذا كان عند المساء أكب على القدور حتى يجد ريح المرق وهو صائم ، ثم يقول : هاتوا القصاع اغرفوا لآل فلان ، واغرفوا لآل فلان ، حتى يأتي على آخر القدور ، ثم يؤتى بخبز وتمر فيكون ذلك عشاءه .

13 - مناقب ابن شهرآشوب : عنه مثله .

14 - المحاسن : أبي ، عن أبن أبي عمير ، عن هشام بن سالم ، قال : كان علي ابن الحسين يعجبه العنب ، فكان ذات يوم صائما ، فلما أفطر كان أول ما جاءت العنب ، أتته أم ولد له بعنقود فوضعته بين يديه ، فجاء السائل فدفع إليه فدست إليه - أعني إلى السائل - فاشترته منه ، ثم أتته فوضعته بين يديه ، فجاء سائل آخر فأعطاه ففعلت أم الولد مثل ذلك ، حتى فعل ثلاث مرات ، فلما كان في الرابع أكله .

15 - المحاسن : ابن يزيد وابن أبي عمير ، عن ابن سنان ، عن أبي عبد الله قال : كان علي بن الحسين ليبتاع الراحلة بمائة دينار يكرم بها نفسه .

16 - الخرائج : روي عن داود بن فرقد قال : ذكر عند أبي عبد الله قتل الحسين وأمر ابنه في حمله إلى الشام ، فقال : إنه لما ورد إلى السجن قال بعض من فيه لبعض : ما أحسن بنيان هذا الجدار ، وكان عليه كتابة بالرومية فقرأها علي بن الحسين فتراطن الروم بينهم وقالوا : ما في هؤلاء من هو أولى بدم المقتول من هذا ؟ يعنون علي بن الحسين .

17 - الإرشاد : أبو محمد الحسن بن محمد العلوي ، عن جده ، عن محمد بن ميمون البزاز ، عن سفيان بن عيينة ، عن ابن شهاب الزهري قال : حدثنا علي بن الحسين وكان أفضل هاشمي أدركناه قال : أحبونا حب الاسلام ، فما زال حبكم لنا حتى صار شينا علينا .

18 - الإرشاد : الحسن بن محمد بن يحيى [ عن جده ، عن إدريس بن محمد بن يحيى ] بن عبد الله بن الحسن ، وأحمد بن عبد الله بن موسى ، وإسماعيل ابن يعقوب جميعا ، عن عبد الله بن موسى ، عن أبيه ، عن جده قال : كانت أمي فاطمة بنت الحسين تأمرني أن أجلس إلى خالي علي بن الحسين ، فما جلست إليه قط إلا قمت بخير قد أفدته ، إما خشية لله تحدث لله في قلبي لما أرى من خشيته لله ، أو علم استفدته منه .

19 - الإرشاد : روى أبو معمر ، عن عبد العزيز بن أبي حازم ، قال : سمعت أبي يقول : ما رأيت قط هاشميا أفضل من علي بن الحسين .

20 - إعلام الورى الإرشاد : محمد بن الحسين ، عن عبد الله بن محمد القرشي ، قال : كان علي بن الحسين إذا توضأ اصفر لونه ، فيقول له أهله : ما الذي يغشاك ؟ فيقول : أتدرون لمن أتأهب للقيام بين يديه ؟ .

21 - إعلام الورى الإرشاد : روى عمرو بن شمر ، عن جابر الجعفي ، عن أبي جعفر قال : كان علي بن الحسين يصلي في اليوم والليلة ألف ركعة ، وكانت الريح تميله بمنزلة السنبلة .

22 - الإرشاد : روى سفيان الثوري ، عن عبيد الله بن عبد الرحمان بن وهب قال : ذكر لعلي بن الحسين فضله فقال : حسبنا أن نكون من صالحي قومنا .

23 - أمالي الطوسي : ابن عبدون ، عن علي عن محمد بن الزبير ، عن علي بن فضال ، عن العباس بن عامر ، عن أحمد بن زرق ، عن أبي أسامة ، عن أبي عبد الله قال : كان علي بن الحسين يقول : ما تجرعت جرعة غيظ أحب إلي من جرعة غيظ أعقبها صبرا ، وما أحب أن لي بذلك حمر النعم قال : وكان يقول : الصدقة تطفئ غضب الرب قال : وكان لا تسبق يمينه شماله ، وكان يقبل الصدقة قبل ! أن يعطيها السائل ، قيل له : ما يحملك على هذا ؟ قال : فقال : لست اقبل يد السائل إنما اقبل يد ربي ، إنها تقع في يد ربي قبل أن تقع في يد السائل ، قال : ولقد كان يمر على المدرة في وسط الطريق فينزل عن دابته حتى ينحيها بيده عن الطريق ، قال : ولقد مر بمجذومين فسلم عليهم وهم يأكلون ، فمضى ثم قال : إن الله لا يحب المتكبرين ، فرجع إليهم فقال : إني صائم وقال : ائتوني بهم في المنزل ، قال : فأتوه فأطعمهم ثم أعطاهم .

24 - الإرشاد : أبو محمد الحسن بن محمد بن يحيى ، عن جده ، عن أبي محمد الأنصاري عن محمد بن ميمون البزاز ، عن الحسين بن علوان ، عن أبي علي بن زياد بن رستم عن سعيد بن كلثوم ، قال : كنت عند الصادق جعفر بن محمد ، فذكر أمير المؤمنين علي بن أبي طالب فأطراه ومدحه بما هو أهله ، ثم قال : والله ما أكل علي ابن أبي طالب من الدنيا حراما قط حتى مضى لسبيله ، وما عرض له أمران قط هما لله رضا إلا أخذ بأشدهما عليه في دينه ، وما نزلت برسول الله نازلة قط إلا دعاه ثقة به ، وما أطاق عمل رسول الله من هذه الأمة غيره ، وإن كان ليعمل عمل رجل كأن وجهه بين الجنة والنار ، يرجو ثواب هذه ويخاف عقاب هذه ولقد أعتق من ماله ألف مملوك في طلب وجه الله والنجاة من النار ، مما كد بيديه ورشح منه جبينه ، وإن كان ليقوت أهله بالزيت والخل والعجوة ، وما كان لباسه إلا الكرابيس إذا فضل شئ عن يده من كمه دعا بالجلم فقصه ، وما أشبهه من ولده ولا أهل بيته أحد أقرب شبها به في لباسه وفقهه من علي بن الحسين ، ولقد دخل أبو جعفر ابنه عليه فإذا هو قد بلغ من العبادة ما لم يبلغه أحد ، فرآه ، وقد اصفر لونه من السهر ، ورمضت عيناه من البكاء ، ودبرت جبهته ، وانخرم أنفه من السجود ، وقد ورمت ساقاه وقدماه من القيام في الصلاة ، فقال أبو جعفر : فلم أملك حين رأيته بتلك الحال البكاء ، فبكيت رحمة له ، فإذا هو يفكر ، فالتفت إلي بعد هنيئة من دخولي فقال : يا بني أعطني بعض تلك الصحف التي فيها عبادة علي ابن أبي طالب فأعطيته فقرأ فيها شيئا يسيرا ، ثم تركها من يده تضجرا وقال : من يقوى على عبادة علي بن أبي طالب .

25 - الإرشاد : أبو محمد الحسن بن محمد ، عن جده ، عن سلمة بن شبيب ، عن عبيد الله بن محمد التيمي ، قال : سمعت شيخا من عبد القيس يقول : قال طاوس : دخلت الحجر في الليل فإذا علي بن الحسين قد دخل فقام يصلي ، فصلى ما شاء الله ثم سجد قال : فقلت : رجل صالح من أهل بيت الخير لأستمعن إلى دعائه ، فسمعته يقول في سجوده : " عبيدك بفنائك ، مسكينك بفنائك ، فقيرك بفنائك ، سائلك بفنائك قال طاووس : فما دعوت بهن في كرب إلا فرج عني .

26 - الإرشاد : أبو محمد الحسن بن محمد ، عن جده ، عن عمار ، عن عبد الله بن بكير عن زرارة ، قال : سمع سائل في جوف الليل وهو يقول : أين الزاهدون في الدنيا ، أين الراغبون في الآخرة ، فهتف به هاتف من ناحية البقيع نسمع صوته ولا نرى شخصه : ذاك علي بن الحسين .

27 - مناقب ابن شهرآشوب : عن زرارة مثله .

28 - الإرشاد : أبو محمد الحسن بن محمد ، عن جده ، عن أحمد بن محمد بن الرافعي عن إبراهيم بن علي ، عن أبيه ، قال : حججت مع علي بن الحسين فالتاثت الناقة عليه في سيرها ، فأشار إليها بالقضيب ، ثم قال : آه لولا القصاص ورد يده عنها .

29 - الإرشاد : بهذا الاسناد ، قال : حج علي بن الحسين ماشيا ، فسار عشرين يوما من المدينة إلى مكة .

30 - الإرشاد : روى عبد الرزاق ، عن معمر ، عن الزهري قال : لم أدرك أحدا من أهل هذا البيت - يعني بيت النبي - أفضل من علي بن الحسين .

31 - الإرشاد : أبو محمد الحسن بن محمد ، عن جده ، عن أبي يونس محمد بن أحمد ، عن أبيه وغير واحد من أصحابنا أن فتى من قريش جلس إلى سعيد بن المسيب فطلع علي بن الحسين : فقال القرشي لابن المسيب : من هذا يا أبا محمد ؟ فقال : هذا سيد العابدين علي الحسين بن علي بن أبي طالب .

32 - فتح الأبواب : ذكر محمد بن أبي عبد الله - من رواة أصحابنا في أماليه - عن عيسى بن جعفر ، عن العباس بن أيوب ، عن أبي بكر الكوفي ، عن حماد بن حبيب العطار الكوفي ، قال : خرجنا حجاجا فرحلنا من زبالة ليلا ، فاستقبلتنا ريح سوداء مظلمة ، فتقطعت القافلة فتهت في تلك الصحاري والبراري فانتهيت إلى واد قفر ، فلما أن جن الليل أويت إلى شجرة عادية ، فلما أن اختلط الظلام إذا أنا بشاب قد أقبل عليه أطمار بيض ، تفوح منه رائحة المسك ، فقلت في نفسي : هذا ولي من أولياء الله متى ما أحس بحركتي خشيت نفاره وأن أمنعه عن كثير مما يريد فعاله ، فأخفيت نفسي ما استطعت ، فدنا إلى الموضع فتهيأ للصلاة ، ثم وثب قائما وهو يقول : يا من أحاز كل شئ ملكوتا ، وقهر كل شئ جبروتا ، أولج قلبي فرح الاقبال عليك ، وألحقني بميدان المطيعين لك ، قال : ثم دخل في الصلاة ، فلما أن رأيته قد هدأت أعضاؤه ، وسكنت حركاته ، قمت إلى الموضع الذي تهيأ للصلاة فإذا بعين تفيض بماء أبيض فتهيأت للصلاة ، ثم قمت خلفه ، فإذا أنا بمحراب كأنه مثل في ذلك الوقت ، فرأيته كلما مر بآية فيها ذكر الوعد والوعيد يرددها بأشجان الحنين ، فلما أن تقشع الظلام وثب قائما وهو يقول : يا من قصده الطالبون فأصابوه مرشدا ، وأمه الخائفون فوجدوه متفضلا ، ولجأ إليه العابدون فوجدوه نوالا ، متى راحة من نصب لغيرك بدنه ، ومتى فرح من قصد سواك بنيته ، إلهي قد تقشع الظلام ولم أقض من خدمتك وطرا ، ولا من حاض مناجاتك مدرا ، صل محمد على محمد وآله ، وافعل بي أولى الامرين بك يا أرحم الراحمين ، فخفت أن يفوتني شخصه ، وأن يخفى علي أثره فتعلقت به ، فقلت له : بالذي أسقط عنك ملال التعب ، ومنحك شدة شوق لذيذ الرعب إلا ألحقتني منك جناح رحمة ، وكنف رقة ؟ فاني ضال ، وبغيتي كلما صنعت ، ومناي كلما نطقت ، فقال : لو صدق توكلك ما كنت ضالا ، ولكن اتبعني واقف أثري ، فلما أن صار بجنب الشجرة أخذ بيدي فخيل إلي أن الأرض تمد من تحت قدمي ، فلما انفجر عمود الصبح قال لي : أبشر فهذه مكة ، قال : فسمعت الضجة ورأيت المحجة ، فقلت : بالذي ترجوه يوم الآزفة ويوم الفاقة ، من أنت ؟ فقال لي : أما إذا أقسمت فأنا علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب صلوات الله عليهم أجمعين .

33 - مناقب ابن شهرآشوب : عن حماد بن حبيب مثله .

34 - مناقب ابن شهرآشوب : في زهده حلية الأولياء وفضائل الصحابة : كان علي ابن الحسين إذا فرغ من وضوء الصلاة وصار بين وضوئه وصلاته أخذته رعدة ونفضة فقيل له في ذلك فقال : ويحكم أتدرون إلى من أقوم ؟ ! ومن أريد أناجي ؟ . وفي كتبنا : أنه كان إذا توضأ اصفر لونه ، فقيل له في ذلك فقال : أتدرون من أتأهب للقيام بين يديه . طاوس الفقيه : رأيت في الحجر زين العابدين يصلي ويدعو " عبيدك ببابك ، أسيرك بفنائك ، مسكينك بفنائك ، سائلك بفنائك ، يشكو إليك ما لا يخفى عليك " . وفي خبر : لا تردني عن بابك .

وأتت فاطمة بنت علي بن أبي طالب إلى جابر بن عبد الله ، فقالت له : يا صاحب رسول الله إن لنا عليكم حقوقا ومن حقنا عليكم أن إذا رأيتم أحدنا يهلك نفسه اجتهادا أن تذكروه الله ، وتدعوه إلى البقيا على نفسه ، وهذا علي بن الحسين بقية أبيه الحسين قد انخرم أنفه ونقبت جبهته وركبتاه وراحتاه أذاب نفسه في العبادة ، فأتى جابر إلى بابه واستأذن ، فلما دخل عليه وجده في محرابه قد أنضته العبادة ، فنهض علي فسأله عن حاله سؤالا حفيا ، ثم أجلسه بجنبه ، ثم أقبل جابر يقول : يا ابن رسول الله أما علمت أن الله إنما خلق الجنة لكم ولمن أحبكم ، وخلق النار لمن أبغضكم وعاداكم ، فما هذا الجهد الذي كلفته نفسك ؟ ! فقال له علي بن الحسين : يا صاحب رسول الله أما علمت أن جدي رسول الله قد غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر ، فلم يدع الاجتهاد له ، وتعبد - بأبي هو وأمي - حتى انتفخ الساق وورم القدم ، وقيل له : أتفعل هذا وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر ؟ قال : أفلا أكون عبدا شكورا ، فلما نظر إليه جابر وليس يغني فيه قول ، قال : يا ابن رسول الله البقيا على نفسك فإنك من أسرة بهم يستدفع البلاء ، وبهم تستكشف اللاواء ، وبهم تستمسك السماء فقال : يا جابر لا أزال على منهاج أبوي مؤتسيا بهما حتى ألقاهما ، فأقبل جابر على من حضر فقال لهم : ما رؤي من أولاد الأنبياء مثل علي بن الحسين ، إلا يوسف بن يعقوب والله لذرية علي بن الحسين أفضل من ذرية يوسف .

مصباح المتهجد : كان له خريطة فيها تربة الحسين ، وكان لا يسجد إلا على التراب .

تهذيب الأحكام : الصادق عليه السلام ، كان علي بن الحسين إذا قام إلى الصلاة تغير لونه ؟ فإذا سجد لم يرفع رأسه حتى يرفع عرقا .

الباقر كان علي بن الحسين يصلي في اليوم والليلة ألف ركعة وكانت الريح تميله بمنزلة السنبلة ، وكانت له خمسمائة نخلة ، فكان يصلي عند كل نخلة ركعتين ، وكان إذا قام في صلاته غشي لونه لون آخر ، وكان قيامه في صلاته قيام العبد الذليل بين يدي الملك الجليل ، كان أعضاؤه ترتعد من خشية الله وكان يصلي صلاة مودع يرى أنه لا يصلي بعدها أبدا .

وروي أنه كان إذا قام إلى الصلاة تغير لونه ، وأصابته رعدة ، وحال أمره ، فربما سأله عن حاله من لا يعرف أمره في ذلك ، فيقول : إني أريد الوقوف بين يدي ملك عظيم ، وكان إذا وقف في الصلاة لم يشتغل بغيرها ، ولم يسمع شيئا لشغله بالصلاة . وسقط بعض ولده في بعض الليالي فانكسرت يده ، فصاح أهل الدار ، وأتاهم الجيران ، وجيئ بالمجبر فجبر الصبي وهو يصيح من الألم ، وكل ذلك لا يسمعه فلما أصبح رأى الصبي يده مربوطة إلى عنقه ، فقال : ما هذا ؟ فأخبروه . ووقع حريق في بيت هو فيه ساجد ، فجعلوا يقولون : يا ابن رسول الله النار النار ، فما رفع رأسه حتى أطفئت ، فقيل له بعد قعوده : ما الذي ألهاك عنها ؟ قال : ألهتني عنها النار الكبرى .

العودة إلى الصفحة الرئيسية

www.mezan.net <‎/TITLE> ‎<META HTTP-EQUIV="Content-Type" CONTENT="text/html; charset=windows-1256">‎ ‎<META NAME="keywords" CONTENT=" السيد محمد حسين فضل الله في الميزان ">‎ ‎<META NAME="description" CONTENT=" مقولات السيد فضل الله في كتبه ">‎ ‎<META NAME="author" CONTENT=" مقولات السيد فضل الله بصوته ">‎ ‎<META NAME="copyright" CONTENT=" رأي المراجع العظام والعلماء ">‎ <‎/HEAD>