ومن كلام له في التوحيد

وذلك لما دخل علي بن الحسين مسجد المدينة ، فرأى قوما يختصمون ، قال لهم : فيما تختصمون ؟ قالوا : في التوحيد . قال : اعرضوا علي مقالتكم .

قال بعض القوم : إن الله يعرف بخلق سماواته وأرضه ، وهو في كل مكان .

قال علي بن الحسين : قولوا : نور لا ظلام فيه ، وحياة لا موت فيه ، وصمد لا مدخل فيه ، ثم قال : من كان ليس كمثله شئ ، وهو السميع البصير ، وكان نعته لا يشبه نعت شئ فهو ذاك .

وفي رواية أخرى ، لما كان في مسجد رسول الله ذات يوم إذ سمع قوما يشبهون الله بخلقه ، ففزع لذلك وارتاع له ، ونهض حتى أتى قبر رسول الله فوقف عنده ، ورفع صوته يناجي ربه ، فقال في مناجاته : إلهي بدت قدرتك ، ولم تبد هيبة ، فجهلوك وقدروك بالتقدير على غير ما أنت به ، شبهوك وأنا بريء يا إلهي من الذين بالتشبيه طلبوك ! ليس كمثلك شئ ، إلهي ولن يدركوك ، وظاهر ما بهم من نعمة دليلهم عليك لو عرفوك ! وفي خلقك يا إلهي مندوحة أن يتأولوك ! بل ساووك بخلقك ! فمن ثم لم يعرفوك ! واتخذوا بعض آياتك ربا ! فبذلك وصفوك ! فتعاليت يا إلهي عما به المشبهون نعتوك .

العودة إلى الصفحة الرئيسية

www.mezan.net <‎/TITLE> ‎<META HTTP-EQUIV="Content-Type" CONTENT="text/html; charset=windows-1256">‎ ‎<META NAME="keywords" CONTENT=" السيد محمد حسين فضل الله في الميزان ">‎ ‎<META NAME="description" CONTENT=" مقولات السيد فضل الله في كتبه ">‎ ‎<META NAME="author" CONTENT=" مقولات السيد فضل الله بصوته ">‎ ‎<META NAME="copyright" CONTENT=" رأي المراجع العظام والعلماء ">‎ <‎/HEAD>