ومن خطبة له في التحذير عن الدنيا

حمد الله ، وأثنى عليه ، وذكر جده فصلى عليه ثم قال : أيها الناس أحذركم من الدنيا وما فيها ، فإنها دار زوال وانتقال ، تنتقل بأهلها من حال إلى حال ، وهي قد أفنت القرون الماضية والأمم الماضية ، وهم الذين كانوا أكثر منكم مالا ، وأطول أعمارا ، وأكثر آثارا ، أفنتهم أيدي الزمان ، وأحتوت عليهم الأفاعي والديدان ، أفنتهم الدنيا فكأنهم لا كانوا لها أهلا ولا سكانا ، وقد أكل التراب لحومهم ، وأزال محاسنهم ، وبدد أوصالهم وشمائلهم ، وغير ألوانهم ، وطحنتهم أيدي الزمان ، أفتطمعون بعدهم بالبقاء ، هيهات هيهات ، فلابد من اللحوق والملتقى ، فتدركوا ما مضى من عمركم وما بقي ، وافعلوا فيه ما سوف يعد لكم من الأعمال الصالحة قبل انقضاء الأجل ، وفروغ الأمل ، فعن قريب تؤخذون من القصور إلى القبور ، حزينين غير مسرورين ، فكم والله من فاجر قد استكملت عليه الحسرات ، وكم من عزيز وقع في مسالك الهلكات ، حيث لا ينفعه الندم ولا يغاث من ظلم ، وقد وجدوا ما أسلفوا ، واحذروا ما تزودوا ، ووجدوا ما عملوا حاضرا ، ولا يظلم ربك أحدا ، فهم في منازل البلوى همود ، وفي عسكر الموتى خمود ، ينتظرون صيحة القيامة ، وحلول يوم الطامة ( ليجزى الذين آمنوا ) ( ويجزى الذين أحسنوا بالحسنى ) .

 

العودة إلى الصفحة الرئيسية

www.mezan.net <‎/TITLE> ‎<META HTTP-EQUIV="Content-Type" CONTENT="text/html; charset=windows-1256">‎ ‎<META NAME="keywords" CONTENT=" السيد محمد حسين فضل الله في الميزان ">‎ ‎<META NAME="description" CONTENT=" مقولات السيد فضل الله في كتبه ">‎ ‎<META NAME="author" CONTENT=" مقولات السيد فضل الله بصوته ">‎ ‎<META NAME="copyright" CONTENT=" رأي المراجع العظام والعلماء ">‎ <‎/HEAD>