ومن كلام له في إدبار الدنيا ، وإقبال الآخرة

قال : إن الدنيا قد ارتحلت مدبرة ، وإن الآخرة قد ارتحلت مقبلة ، ولكل واحدة منهما بنون ، فكونوا من أبناء الآخرة ، ولا تكونوا من أبناء الدنيا ، ألا وكونوا من الزاهدين في الدنيا ، الراغبين في الآخرة ، ألا إن الزاهدين في الدنيا ، اتخذوا الأرض بساطا ، والتراب فراشا ، والماء طيبا ، وقرضوا من الدنيا تقريضا ألا ومن اشتاق إلى الجنة ، سلا من الشهوات ، ومن أشفق من النار ، رجع من المحرمات ، ومن زهد في الدنيا ، هانت عليه المصائب .

ألا إن لله عبادا كمن رأى أهل الجنة في الجنة مخلدين ، وكمن رأى أهل النار في النار معذبين ، شرورهم مأمونة ، وقلوبهم محزونة ، أنفسهم عفيفة ، وحوائجهم خفيفة ، صبروا أياما قليلة ، فصاروا بعقبى راحة طويلة ، أما الليل فصافون أقدامهم ، تجري دموعهم على خدودهم ، وهم يجأرون إلى ربهم ، يسعون في فكاك رقابهم ، وأما النهار فحلماء علماء ، بررة أتقياء ، كأنهم القداح ، قد براهم الخوف من العبادة ، وينظر إليهم الناظر فيقول : " مرضى " ! وما بالقوم من مرض ! أم خولطوا فقد خالط القوم أمر عظيم من ذكر العذاب وما فيها .

العودة إلى الصفحة الرئيسية

www.mezan.net <‎/TITLE> ‎<META HTTP-EQUIV="Content-Type" CONTENT="text/html; charset=windows-1256">‎ ‎<META NAME="keywords" CONTENT=" السيد محمد حسين فضل الله في الميزان ">‎ ‎<META NAME="description" CONTENT=" مقولات السيد فضل الله في كتبه ">‎ ‎<META NAME="author" CONTENT=" مقولات السيد فضل الله بصوته ">‎ ‎<META NAME="copyright" CONTENT=" رأي المراجع العظام والعلماء ">‎ <‎/HEAD>