ومن كلام له في القدر

لما قال رجل له : جعلني الله فداك ! أبقدر يصيب الناس ما أصابهم ، أم بعمل ؟ فقال : إن القدر والعمل بمنزلة الروح والجسد ، فالروح بغير جسد لا يحس ، والجسد بغير روح صورة لا حراك بها ، فإذا اجتمعا قويا وصلحا ، كذلك العمل والقدر ، فلو لم يكن القدر واقعا على العمل ، لم يعرف الخالق من المخلوق ، وكان القدر شيئا لا يحس ، ولو لم يكن العمل بموافقة من القدر ، لم يمض ولم يتم ، ولكنهما باجتماعهما قويا ، ولله فيه العون لعباده الصالحين .

ثم قال : ألا من أجور الناس من رأى جوره عدلا ، وعدل المهتدي جورا ، ألا إن للعبد أربعة عيون ، عينان يبصر بهما أمر آخرته ، وعينان يبصر بهما أمر دنياه ، فإذا أراد الله عز وجل بعبد خيرا فتح له العينين اللتين في قلبه ، فأبصر بهما العيب ، وإذا أراد غير ذلك ، ترك القلب بما فيه .

ثم التفت إلى السائل من القدر فقال : هذا منه ، هذا منه .

العودة إلى الصفحة الرئيسية

www.mezan.net <‎/TITLE> ‎<META HTTP-EQUIV="Content-Type" CONTENT="text/html; charset=windows-1256">‎ ‎<META NAME="keywords" CONTENT=" السيد محمد حسين فضل الله في الميزان ">‎ ‎<META NAME="description" CONTENT=" مقولات السيد فضل الله في كتبه ">‎ ‎<META NAME="author" CONTENT=" مقولات السيد فضل الله بصوته ">‎ ‎<META NAME="copyright" CONTENT=" رأي المراجع العظام والعلماء ">‎ <‎/HEAD>