ومن كلام له في تفسير قوله تعالى : ( الذي جعل لكم الأرض فراشا والسماء بناء )

كان يقول : معنى هذه الآية إنه سبحانه جعل الأرض ملائمة لطبائعكم ، موافقة لأجسادكم ، ولم يجعلها شديدة الحماء والحرارة فتحرقكم ، ولا شديدة البرودة فتجمدكم ، ولا شديدة طيب الريح فتصدع هاماتكم ، ولا شديدة النتن فتعطبكم ، ولا شديدة اللين كالماء فتغرقكم ، ولا شديدة الصلابة فتمتنع عليكم في دوركم وأبنيتكم وقبور موتاكم ، ولكنه عز وجل جعل فيها من المتانة ما تنتفعون به وتتماسكون ، وتتماسك عليها أبدانكم وبنيانكم ، وجعل فيها ما تنقاد به لدوركم وقبوركم وكثيرا من منافعكم ، وجعل السماء سقفا محفوظا من فوقكم ، يدير فيها شمسها وقمرها ونجومها لمنافعكم ، وأنزل من السماء ماء من علا ؛ ليبلغ قلل جبالكم ، وتلالكم وهضابكم وأوهادكم ، ثم مزقه رذاذا ووبلا ، لا هطلا ، فيفسد أرضكم وأشجاركم ، وزرعكم وثماركم ، وأخرج من الأرض رزقا لكم ، فلا تجعلوا مع الله أندادا وأشباها ، وأمثالا وأصناما لا تعقل ، ولا تبصر ولا تسمع ، وأنتم تعلمون أنها لا تقدر على شئ من هذه النعم الجليلة ، التي أنعم بها عليكم ربكم تبارك وتعالى .
 

العودة إلى الصفحة الرئيسية

www.mezan.net <‎/TITLE> ‎<META HTTP-EQUIV="Content-Type" CONTENT="text/html; charset=windows-1256">‎ ‎<META NAME="keywords" CONTENT=" السيد محمد حسين فضل الله في الميزان ">‎ ‎<META NAME="description" CONTENT=" مقولات السيد فضل الله في كتبه ">‎ ‎<META NAME="author" CONTENT=" مقولات السيد فضل الله بصوته ">‎ ‎<META NAME="copyright" CONTENT=" رأي المراجع العظام والعلماء ">‎ <‎/HEAD>