أمه

أمه خولة بنت يزدجرد ملك فارس ، وهي التي سماها أمير المؤمنين شاه زنان ، ويقال : بل كان اسمها برة بنت النوشجان ، ويقال : كان اسمها شهر بانو بنت يزدجرد ، وكان يقال له : ابن الخيرتين لقول رسول الله : إن لله من عباده خيرتين فخيرته من العرب قريش ، ومن العجم فارس ، وكانت أمه بنت كسرى .

- عيون أخبار الرضا : الحسين بن محمد البيهقي ، عن محمد بن يحيى الصولي ، عن عون بن محمد ، عن سهل بن القاسم النوشجاني ، قال : قال لي الرضا بخراسان : إن بيننا وبينكم نسب ، قلت : وما هو أيها الأمير ؟ قال : إن عبد الله بن عامر بن كريز لما افتتح خراسان أصاب ابنتين ليزدجرد بن شهريار ملك الأعاجم ، فبعث بهما إلى عثمان بن عفان فوهب إحداهما للحسن والأخرى للحسين فماتتا عندهما نفساوين ، وكانت صاحبة الحسين نفست بعلي بن الحسين فكفل عليا بعض أمهات ولد أبيه فنشأ وهو لا يعرف اما غيرها ثم علم أنها مولاته ، وكان الناس يسمونها أمه ، وزعموا أنه زوج أمه ، ومعاذ الله إنما زوج هذه على ما ذكرناه ، وكان سبب ذلك أنه واقع بعض نسائه ثم خرج يغتسل فلقيته أمه هذه فقال لها : إن كان في نفسك في هذا الامر شئ فاتقي الله وأعلميني ؟ فقالت : نعم فزوجها ، فقال ناس : زوج علي بن الحسين أمه ، قال عون : قال لي سهل ابن القاسم : ما بقي طالبي عندنا إلا كتب عني هذا الحديث عن الرضا عليه السلام .

- بصائر الدرجات : إبراهيم بن إسحاق ، عن عبد الله بن أحمد ، عن عبد الرحمن بن أبي عبد الله الخزاعي ، عن نصر بن مزاحم ، عن عمرو بن شمر ، عن جابر ، عن أبي جعفر قال : لما قدم بابنة يزدجرد على عمر ، وأدخلت المدينة أشرف لها عذارى المدينة وأشرق المسجد بضوء وجهها ، فلما دخلت المسجد ورأت عمر غطت وجهها وقالت : آه بيروج بادا هرمز قال : فغضب عمر وقال : تشتمني هذه وهم بها ، فقال له أمير المؤمنين : ليس لك ذلك أعرض عنها ، إنها تختار رجلا من المسلمين ثم احسبها بفيئه عليه ، فقال عمر : اختاري قال : فجاءت حتى وضعت يدها على رأس الحسين بن علي فقال أمير المؤمنين : ما اسمك ؟ فقالت : جهان شاه فقال : بل شهر بانويه ، ثم نظر إلى الحسين فقال : يا أبا عبد الله ليلدن لك منها غلام خير أهل الأرض تبيين : يزدجرد آخر ملوك الفرس ، وهو ابن شهريار بن أبرويز بن هرمز بن أنوشيروان ، وكأن إشراق المسجد بضوئها كناية عن ابتهاج أهل المسجد برؤيتها وعجبهم من صورتها وصباحتها .

وفي الكافي أف بيروج بادا هرمز ، واف كلمة تضجر ، وبيروج معرب بيروز أي اسود يوم هرمز وأساء الدهر إليه وانقلب الزمان عليه حيث صارت أولاده أسارى تحت حكم مثل هذا أو دعاء على جدها هرمز ، يعني لا كان لهرمز يوم حتى تصير أولاده كذلك . " وهم بها " أي أراد إيذاءها أو أن يأخذها لنفسه قوله : بل شهر بانويه كأنه غير اسمها للسنة ، أو لأنه من أسماء الله تعالى لما ورد في الخبر في النهي عن اللعب بالشطرنج إنه يقول مات شاهه وقتل شاهه والله شاهه ما مات وما قتل ، أو أنه أخبر أنه ليس اسمها جهانشاه بل اسمها شهر بانويه ، وإنما غيرته للمصلحة ، كما يدل عليه رواية صاحب العدد أو المعنى لم ينبغ لك هذا الاسم ، بل كان ينبغي تسميتك بشهر بانويه " ليلدن " كأنه إشارة إلى أن أولاده يحصل من ولد هو خير أهل الأرض ، وفي بعض النسخ بالتاء كأنه تم الكلام عند قوله : لك ، وقوله : منها غلام ، جملة أخرى .

ثم إن هذا الخبر يخالف الخبر السابق ، وذاك أقرب إلى الصواب إذ أسر أولاد يزدجرد الظاهر أنه كان بعد قتله أو استئصاله ، وذلك كان في زمن عثمان وإن أمكن أن يكون بعد فتح القادسية أو نهاوند أخذ بعض أولاده هناك لكنه بعيد وأيضا لا ريب في أن تولد علي بن الحسين منها كان في أيام خلافة أمير المؤمنين ، ولم يولد منها غيره كما نقل ، وكون الزواج في زمن عمر وعدم تولد ولد منها إلا بعد أكثر من عشرين سنة بعيد ، ولا يبعد أن يكون عمر في هذه الرواية تصحيف عثمان والله يعلم .

- الخرائج : روي عن جابر ، عن أبي جعفر قال : لما قدمت ابنة يزدجرد ابن شهريار آخر ملوك الفرس وخاتمتهم على عمر ، وأدخلت المدينة استشرفت لها عذاري المدينة ، وأشرق المجلس بضوء وجها ، ورأت عمر فقالت : آه بيروز باد هرمز ، فغضب عمر وقال : شتمتني هذه العلجة وهم بها فقال له علي : ليس لك إنكار على ما لا تعلمه ، فأمر أن ينادي عليها ، فقال أمير المؤمنين : لا يجوز بيع بنات الملوك وإن كن كافرات ، ولكن أعرض عليها أن تختار رجلا من المسلمين حتى تتزوج منه ، وتحسب صداقها عليه من عطائه من بيت المال يقوم مقام الثمن ، فقال عمر : أفعل ، وعرض عليها أن تختار فجالت فوضعت يدها على منكب الحسين فقال : " چه نام داري أي كنيزك " يعني : ما اسمك يا صبية ؟ قالت جهان شاه ، فقال بل شهر بانويه ، قالت : تلك أختي قال : " راست گفتى " أي صدقت ثم التفت إلى الحسين فقال : احتفظ بها وأحسن إليها ، فستلد لك خير أهل الأرض في زمانه بعدك ، وهي أم الأوصياء الذرية الطيبة ، فولدت علي بن الحسين زين العابدين .

ويروى أنها ماتت في نفاسها به ، وإنما اختارت الحسين عليه السلام لأنها رأت فاطمة وأسلمت قبل أن يأخذها عسكر المسلمين ، ولها قصة وهي أنها قالت : رأيت في النوم قبل ورود عسكر المسلمين كأن محمدا رسول الله دخل دارنا وقعد مع الحسين وخطبني له وزوجني منه ، فلما أصبحت كان ذلك يؤثر في قلبي وما كان لي خاطر غير هذا ، فلما كان في الليلة الثانية رأيت فاطمة بنت محمد قد أتتني وعرضت علي الاسلام فأسلمت ثم قالت : إن الغلبة تكون للمسلمين ، وإنك تصلين عن قريب إلى ابني الحسين سالمة لا يصيبك بسوء أحد قالت : وكان من الحال أني خرجت إلى المدينة ما مس يدي انسان .

- الإرشاد : سأل أمير المؤمنين شاه زنان بنت كسرى حين أسرت : ما حفظت عن أبيك بعد وقعة الفيل ؟ قالت : حفظت عنه إنه كان يقول : إذا غلب الله على أمر ذلت المطامع دونه ، وإذا انقضت المدة كان الحتف في الحيلة ، فقال : ما أحسن ما قال أبوك ، تذل الأمور للمقادير حتى يكون الحتف في التدبير .

- الإرشاد : الامام بعد الحسين بن علي بن أبي طالب ابنه أبو محمد علي بن الحسين زين العابدين وكان يكنى أيضا بأبي الحسن وأمه شاه زنان بنت يزدجرد بن شهريار كسرى ، ويقال : إن اسمها شهر بانو ، وكان أمير المؤمنين ولى حريث بن جابر جانبا من المشرق ، فبعث إليه بنتي يزدجرد بن شهريار ، فنحل ابنه الحسين شاه زنان منهما فأولدها زين العابدين ونحل الأخرى محمد بن أبي بكر فولدت له القاسم بن محمد بن أبي بكر ، فهما ابنا خالة ، وكان مولد علي بن الحسين بالمدينة سنة ثمان وثلاثين من الهجرة ، فبقي مع جده أمير المؤمنين سنتين ومع عمه الحسن اثني عشر سنة ، ومع أبيه الحسين ثلاثا وعشرين سنة ، وبعد أبيه أربعا وثلاثين سنة وتوفي بالمدينة سنة خمس وتسعين من الهجرة وله يومئذ سبع وخمسون سنة ، و كان إمامته أربعا وثلاثين سنة ودفن بالبقيع مع عمه الحسن بن علي بن أبي طالب .

العودة إلى الصفحة الرئيسية

www.mezan.net <‎/TITLE> ‎<META HTTP-EQUIV="Content-Type" CONTENT="text/html; charset=windows-1256">‎ ‎<META NAME="keywords" CONTENT=" &#1575;&#1604;&#1587;&#1610;&#1583; &#1605;&#1581;&#1605;&#1583; &#1581;&#1587;&#1610;&#1606; &#1601;&#1590;&#1604; &#1575;&#1604;&#1604;&#1607; &#1601;&#1610; &#1575;&#1604;&#1605;&#1610;&#1586;&#1575;&#1606; ">‎ ‎<META NAME="description" CONTENT=" &#1605;&#1602;&#1608;&#1604;&#1575;&#1578; &#1575;&#1604;&#1587;&#1610;&#1583; &#1601;&#1590;&#1604; &#1575;&#1604;&#1604;&#1607; &#1601;&#1610; &#1603;&#1578;&#1576;&#1607; ">‎ ‎<META NAME="author" CONTENT=" &#1605;&#1602;&#1608;&#1604;&#1575;&#1578; &#1575;&#1604;&#1587;&#1610;&#1583; &#1601;&#1590;&#1604; &#1575;&#1604;&#1604;&#1607; &#1576;&#1589;&#1608;&#1578;&#1607; ">‎ ‎<META NAME="copyright" CONTENT=" &#1585;&#1571;&#1610; &#1575;&#1604;&#1605;&#1585;&#1575;&#1580;&#1593; &#1575;&#1604;&#1593;&#1592;&#1575;&#1605; &#1608;&#1575;&#1604;&#1593;&#1604;&#1605;&#1575;&#1569; ">‎ <‎/HEAD>