(والحمد لله رب العالمين)

(والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين)

(مولانا وسيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين)


(اللهم صل على محمد وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم وآل إبراهيم وبارك على محمد وعلي آل محمد، كما باركت على إبراهيم وآل إبراهيم في العالمين، إنك حميد مجيد).


الصفحة 6

الصفحة 7

تقديم

تحدثنا في الجزء الأول من كتابنا هذا (الإمامة وأهل البيت) عن الإمامة، ثم عن التشيع لآل البيت النبوي الشريف. ونتابع - بمشيئة الله تعالى - في هذا الجزء الثاني مسيرتنا مع آل البيت، فنتحدث عن الإمام علي وأحقيته في الإمامة، وأدلة ذلك من الكتاب والسنة، ثم نتحدث عن الأئمة خلفاء الإمام علي في الجزء الثالث.

والله تعالى أسأل، أن يجنبنا الزلل، وأن يشملنا برحمته وغفرانه، وأن يعفو عنا - عن أخطائنا - وأن يجعل في هذه الدراسة (في رحاب النبي وآل بيته الطاهرين) - بأجزائها التي امتدت حتى أصبح هذا الجزء يمثل فيها (الجزء الحادي عشر) - أسأل الله تعالى أن يجعل فيها بعض النفع، ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين، (وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب).

وصلى الله على سيدنا ومولانا وجدنا، محمد رسول الله وعلى آله الطيبين الطاهرين، وصحابته المكرمين.

والحمد لله حمدا يليق بجلاله، ويقربنا إلى مرضاته سبحان، فيقبلنا - بمنه وكرمه - في أمة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، عبادا لله قانتين، وللنبي الأمي الكريم تابعين، وبهديه مقتدين، إنه سميع قريب، مجيب الدعوات، رب العالمين.

بولكلي - رمل الإسكندرية في أول يناير 1993 م الثامن من رجب عام 1413 هـ:
دكتور محمد بيومي مهران
الأستاذ بكلية الآداب - جامعة الإسكندرية


الصفحة 8

الصفحة 9

الباب الثالث
الإمام علي والإمامة

أولا - من خصائص الإمام علي:

الإمام علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي، سيد القوم، محب المشهود، ومحبوب المعبود، باب مدينة العلم والعلوم ورأس المخاطبات، ومستنبط الإرشادات، راية المهتدين، ونور المطيعين، وولي المتقين، وإمام العادلين، أقدمهم إجابة وإيمانا، وأقومهم قضية وإتقانا، وأعظمهم حلما، وأوفرهم علما، قدوة المهتدين، وزينة العارفين، المنبئ عن حقائق التوحيد، المشير إلى لوامع علم التفريد، صاحب القلب العقول، واللسان السؤول، والأذن الواعي، والعهد الوافي، فقاء عيون الفتن، ووقي من فنون المحن، فدفع الناكثين، ووضع القاسطين، ودفع المارقين، الأخيشن في دين الله، الممسوس في ذات الله (1).

والإمام علي هو أخو رسول الله صلى الله عليه وسلم، وصهره، وابن عمه، وأبو سبطيه - الحسن والحسين - وكاتب وحيه، وحامل رايته، وأحد العشرة المبشرين بالجنة.

وكان الإمام علي يكنى (بأبي الحسن) - نسبة إلى ولده الإمام الحسن -

____________

(1) أبو نعيم الأصفهاني: حلية الأولياء وطبقات الأصفياء (1 / 61 - 62 دار الفكر).

الصفحة 10
و (بأبي السبطين - نسبة إلى ولديه - الحسن والحسين - سبطي رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكناه سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، (بأبي الريحانتين) - الحسن والحسين - لقوله صلى الله عليه وسلم،:

(سلام عليك يا أبا الريحانتين) و (بأبي تراب)، وذلك عندما وجده نائما في المسجد النبوي الشريف، فأيقظه ومسح التراب عنه، وقال له: (قم يا أبا تراب)، وكانت تلك أحب كنى الإمام علي، وأقربها إلى قلبه، لأنها تسمية من حبيبه وكافله، وقدوته ومثله الأعلى، ولأنها اقترنت بمسحه بيده الشريفة، التي أزال التراب بها عن بدنه الطاهر.

وقد فسق ناس من بني أمية عن أمر ربهم، فأذاعوا بين من تبعهم من الناس على غيهم، أن هذه الكنية إنما تدل على الحط من مكانة الإمام علي، عند النبي صلى الله عليه وسلم، فساء قولهم، كما ساء فعلهم.

والإمام علي - رضي الله عنه، وكرم الله وجهه في الجنة - هو رابع الخلفاء الراشدين، وأول الخلفاء الهاشميين، علم العلماء، وفارس الفرسان، وخطيب الخطباء، وأزهد الزهاد، أول الناس إسلاما، وأول من شرى نفسه في الله، ليلة الهجرة المباركة، وأول هاشمي يولد من أبوين هاشميين، هما أبناء عم في نفس الوقت، وقد ولد في الكعبة المشرفة، حوالي عام 600 م (23 قبل الهجرة)، وتوفي في الكوفة شهيدا في 17 رمضان سنة 40 هـ (25 يناير 661 م).

هذا وقد تميز الإمام علي بن أبي طالب - رضي الله عنه، وكرم الله وجهه في الجنة - على غيره من أقرانه - فضلا عن أن يكون ذلك على أمة الإسلام جميعا - بميزات ثلاث هي:

1 - ثناء النبي صلى الله عليه وسلم، على الإمام علي أكثر من غيره من الصحابة:

لقد أثنى سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، على ربيبه، وابن عمه، وزوج ابنته الزهراء، وأبو سبطيه، الإمام علي بن أبي طالب، بما لم يثن به على غيره من الصحابة الكرام، رضوان الله عليهم.


الصفحة 11
روى الإمام أحمد في الفضائل بسنده عن عكرمة عن ابن عباس قال:

(سمعته يقول: ليس من آية في القرآن، يا أيها الذين آمنوا، إلا وعلي رأسها وأميرها وشريفها، ولقد عاتب الله أصحاب محمد في القرآن، وما ذكر عليا إلا بخير) (وذكره المحب الطبري في ذخائر العقبى، وفي الرياض النضرة) (1).

وروى الحافظ أبو نعيم في حليته بسنده عن الأعمش عن مجاهد عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم،: (ما أنزل الله آية فيها (يا أيها الذين آمنوا)، إلا وعلي على رأسها وأميرها) (2).

وفي تاريخ الخلفاء: وأخرج (الطبراني) (3) وابن أبي حاتم عن ابن عباس قال: ما أنزل (يا أيها الذين آمنوا)، إلا وعلي أميرها وشريفها، ولقد عاتب الله أصحاب محمد في غير مكان، وما ذكر عليا إلا بخير (4)، وأخرج (ابن عساكر) (5)، عن ابن عباس قال: ما نزل في أحد من كتاب الله تعالى، ما

____________

(1) الإمام أحمد بن حنبل: كتاب فضائل الصحابة 2 / 654 - حديث رقم 1114 (بيروت 1983).

(2) حلية الأولياء 1 / 64.

(3) الطبراني: هو أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب اللخمي الطبراني، ولد عام 262 هـ (873 م) في عكا، وتوفي في أصبهان عام 360 هـ (971 م)، أصل أبويه من طبريه، تلقى الحديث على ألف شيخ، أو يزيدون، على مدى 30 سنة، وأما أهم آثاره (المعجم الكبير في أسماء الصحابة - المعجم الأوسط - المعجم الصغير - مكارم الأخلاق - فضل الرمي وتعليمه - كتاب الأوائل - كتاب الدعاة - الأحاديث الطوال حديث لأهل البصرة) وأهم مصادر ترجمته (أخبار أصبهان لأبي نعيم 1 / 335 - 336، التهذيب لابن عساكر 6 / 240 - 242، تذكرة الحفاظ للذهبي ص 912 - 917، ميزان الاعتدال للذهبي 1 / 408 - 409، الأعلام 3 / 181، معجم المؤلفين 4 / 253، البداية والنهاية 11 / 270، مرآة الجنان للشافعي 2 / 372، لسان الميزان لابن حجر 3 / 73 - 75، وفيات الأعيان 2 / 407، شذرات الذهب 3 / 30، سزكين: تاريخ التراث العربي 1 / 393 - 396).

(4) السيوطي: تاريخ الخلفاء ص 171، ابن حجر الهيثمي: الصواعق المحرقة ص 196.

(5) ابن عساكر: هو الحافظ أبو القاسم علي بن أبي محمد الحسن بن هبة الله أبي الحسن بن عبد الله بن الحسين المعروف (بابن عساكر) الدمشقي الملقب (ثقة الدين)، كان محدث الشام في وقته، ومن أعيان فقهاء الشافعية، غلب عليه الحديث فاشتهر به، ولد في أول المحرم عام 499 هـ، وتوفي في 11 رجب عام 571 هـ بدمشق، كتب تاريخ دمشق في ثمانين مجلدا، كما كتب الموافقات والأطراف للسنن ومعجم شيوخه ومناقب الشبان وفضل أصحاب الحديث،

=>


الصفحة 12
نزل في علي، وأخرج (ابن عساكر) عن ابن عباس قال: نزلت في علي ثلاثمائة آية (1).

وأخرج الخطيب البغدادي في تاريخه بسنده عن ابن عباس قال: نزلت في علي ثلاثمائة آية (2). وروى الحاكم في المستدرك (3) بسنده عن محمد بن منصور الطوسي يقول: سمعت أحمد بن حنبل يقول: ما جاء لأحد من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، من الفضائل، ما جاء لعلي بن أبي طالب.

وقال إسماعيل القاضي والنسائي وأبو علي النيسابوري: لم يرد في حق أحد من الصحابة، بالأسانيد الحسان، أكثر ما جاء في علي (4)، وقال الذهبي في تلخيص الموضوعات: لم يرد لأحد من الصحابة في الفضائل، أكثر مما روي لعلي، رضي الله عنه، وهي ثلاثة أقسام: صحاح وحسان وضعاف (5).

وقال (ابن عبد ربه) في عقده الفريد: قال بعض العلماء لولده: يا بني، إن الدنيا لم تبن شيئا، إلا هدمه الدين، وإن الدين لم يبن شيئا فهدمته الدنيا: ألا ترى أن قوما (يعني معاوية وبني أمية) لعنوا عليا، ليخفضوا منه، فكأنما أخذوا بناصيته إلى السماء (6).

وروى عبد الله بن عثمان الثقفي قال: حدثنا ابن أبي سيف قال: قال ابن

____________

<=

وتبيين كذب المفتري على الشيخ أبي الحسن الأشعري، وأما أهم مصادر ترجمته (وفيات الأعيان 3 / 309 - 311، شذرات الذهب 4 / 239 - 240، ومعجم الأدباء 13 / 73، وطبقات السبكي 4 / 273، البداية والنهاية 12 / 294 وعبر الذهبي 4 / 212).

(1) السيوطي: تاريخ الخلفاء ص 171، الصواعق المحرقة 196.

(2) تاريخ بغداد 6 / 221.

(3) المستدرك للحاكم 3 / 107.

(4) نور الأبصار ص 81، إسعاف الراغبين ص 150، الإستيعاب لابن عبد البر 3 / 51، ابن قتيبة:

الإمام والسياسة ص 93، النسائي: تهذيب خصائص أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ص 7، الصواعق المحرقة ص 186.

(5) ابن حجر الهيثمي: الصواعق المحرقة ص 186.

(6) ابن عبد ربه: العقد الفريد 5 / 115 (بيروت 1983).

الصفحة 13
لعامر بن عبد الله بن الزبير لولده: لا تذكر يا بني عليا إلا بخير، فإن بني أمية لعنوه على منابرهم ثمانين سنة، فلم يزده الله بذلك إلا رفعة، إن الدنيا لم تبن شيئا قط، إلا رجعت على ما بنت فهدمته، وإن الدين لم يبن شيئا قط، وهدمه (1).

ولعل السبب في ذلك - فيما يرى السيد السمهودي في (جواهر العقدين) - إن الله تعالى أطلع نبيه صلى الله عليه وسلم، على ما يكون بعده، مما أبتلي به الإمام علي، وما وقع من الاختلاف لما آل إليه أمر الخلافة، فاقتضى ذلك نصح الأمة، بإشهاره بتلك الفضائل، لتحصل النجاة لمن تمسك به ممن بلغته، ثم لما وقع ذلك الخلاف، والخروج على الإمام علي، نشر من سمع من الصحابة تلك الفضائل، وبثها نصحا للأمة أيضا.

ثم لما اشتد الخطب، واشتغلت طائفة من بني أمية بتنقيص الإمام علي - رضي الله عنه، وكرم الله وجهه في الجنة - وسبه على المنابر، ووافقهم الخوارج - لعنهم الله - بل قالوا: بكفره، اشتغلت جهابذة الحفاظ من أهل السنة، ببث فضائله: حتى كثرت نصحا للأمة، ونصرة للحق (2).

وأخرج السلفي في (الطيوريات) عن عبد الله بن أحمد بن حنبل، قال:

سألت أبي عن علي ومعاوية، فقال: إعلم أن عليا كان كثير الأعداء، ففتش له أعداؤه عيبا فلم يجدوا، فجاءوا إلى رجل قد حاربه وقاتله، فأطروه كيادا منهم له (3).

وهكذا اهتم العلماء بتعداد مناقب الإمام علي وخصائصه منذ القدم، وقد لخص (الزمخشري) (4) (467 - 538 هـ) - الإمام الكبير في التفسير والحديث

____________

(1) ابن أبي الحديد: شرح نهج البلاغة 13 / 221 (بيروت 1967).

(2) نور الأبصار ص 81، الصواعق المحرقة ص 186.

(3) السيوطي تاريخ الخلفاء ص 199.

(4) الزمخشري (أنظر عن مصادر ترجمته: وفيات الأعيان 5 / 168 - 174، لسان الميزان 6 / 4،

=>


الصفحة 14
والنحو واللغة وعلم البيان - شيئا منها، فيما صنفه عن مناقب العشرة المبشرين بالجنة، وأفرد لها الإمام النسائي (1) (215 - 303) مصنفا خاصا سماه (خصائص أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه) (2)، وكتب (ابن المغازلي) كتابه (مناقب علي بن أبي طالب، رضي الله عنه)، وخصص الإمام أحمد بن حنبل معظم كتابه (فضائل الصحابة)، لمناقب الإمام علي (3)، هذا فضلا عن الكثير والكثير من الكتب التي صدرت في العصر الحديث عن سيدنا ومولانا الإمام علي بن أبي طالب - رضي الله عنه، وكرم الله وجهه في الجنة - ومناقبه التي لا تبارى.

ومن المعروف أن بني أمية - وعلى رأسهم معاوية بن أبي سفيان، مؤسس دولتهم - إنما كانوا يسبون الإمام علي - رضوان الله عليه - وآل بيته، على منابر المسلمين، حتى أن قوما من بني أمية أنفسهم، قالوا لمعاوية: يا أمير المؤمنين،

____________

<=

الجواهر المضيئة 2 / 160، أبناء الرواة 3 / 265، شذرات الذهب 4 / 118 - 121، عبر الذهبي 4 / 106، طبقات المعتزلة ص 20.

(1) النسائي: هو الإمام أبو عبد الرحمن أحمد بن علي بن شعيب بن علي النسائي، ولد عام 215 هـ / 830 م، وتوفي في الرملة عام 303 هـ / 915 م، وسمع الحديث في خراسان والعراق والشام والحجاز ومصر، وأقام بها وقتا طويلا: ثم سكن دمشق، وقد اتهم بالتشيع، لأنه لما سئل عن فضائل معاوية قال: أما يرضى معاوية أن يخرج رأسا برأس حتى يفاضل، وفي رواية: ما أعرف له فضيلة، ألا لا أشبع الله بطنه، فأخرجوه من المسجد، وقد اشتهر بكتاب (السنن)، وكتاب خصائص أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، وكتاب الضعفاء والمتروكين، وكتاب تسمية فقهاء الأمصار من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأهم مصادر ترجمته (وفيات الأعيان 1 / 77 - 79، تذكرة الحفاظ ص 698 - 701، شذرات الذهب 2 / 239، طبقات الشافعية للسبكي 2 / 83 - 84، البداية والنهاية 11 / 123 - 124، مرآة الجنان للشافعي 2 / 240 - 241، الأعلام 1 / 164، معجم المؤلفين 1 / 244، حسن المحاضرة للسيوطي 1 / 197 - 198، التهذيب لابن حجر 1 / 36 - 39.

(2) أنظر: النسائي: تهذيب خصائص أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، رضي الله عنه (دار الباز - بيروت 1983).

(3) الإمام أحمد بن حنبل: فضائل الصحابة (1 / 528 - 551، 2 / 555، 738) - بيروت 1983 - نشر جامعة أم القرى بمكة المكرمة.

الصفحة 15
إنك قد بلغت ما أملت، فلو كففت عن لعن هذا الرجل (أي الإمام علي)، فقال: لا والله، حتى يربو عليها الصغير، ويهرم عليها الكبير، ولا يذكر له ذاكر فضلا (1).

ويحدثنا الإمام الطبري في تاريخه (2): أن معاوية بن أبي سفيان قال للمغيرة بن شعبة - حين ولاه الكوفة - (وقد أردت إيصاءك بأشياء كثيرة، فأنا تاركها، اعتمادا على بصرك، بما يرضيني، ويسعد سلطاني، ويصلح به رعيتي، ولست تاركا إيصاءك بخصلة: لا تتحم (لا تتورع) عن شتم علي وذمه، والترحم على عثمان والاستغفار له، والعيب على أصحاب علي، والإقصاء لهم، وترك الاستماع منهم، وبإطراء شيعة عثمان، رضوان الله عليه، والإدناء لهم، والاستماع منهم، فقال المغيرة: قد جبرت وجربت، وعملت قبلك لغيرك، فلم يذمم بي دفع، ولا رفع ولا وضع، فستبلو، فتحمد أو تذم، قال: بل نحمد، إن شاء الله.

وأقام المغيرة على الكوفة عاملا لمعاوية سبع سنين وأشهرا، وهو من أحسن سيرة: وأشد حبا للعافية: غير أنه لا يدع ذم علي: والوقوع فيه (3).

واستمرت هذه المهزلة الأموية - أو قل الخسيسة المعاوية - دونما وازع من دين أو خلق، فأما الدين فإن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول: - كما في رواية البخاري - (سباب المسلم فسوق، وقتاله كفر) (4)، وأما في الخلق، فإن سب الموتى دناءة، خاصة إذا كان هذا الميت هو الإمام علي بن أبي طالب، أحد العشرة المبشرين بالجنة، ومن المعروف أن معاوية قد فعل الاثنين مع الإمام علي (السب والقتال).

____________

(1) ابن أبي الحديد: شرح نهج البلاغة 4 / 57 (بيروت 1979).

(2) تاريخ الطبري 5 / 253 - 254 (دار المعارف - القاهرة 1979).

(3) أنظر: شرح نهج البلاغة 4 / 69 - 70.

(4) صحيح البخاري 9 / 63.

الصفحة 16
وعلى أية حال، فلقد استمر معاوية وخلفاؤه الأمويون يشتمون ويلعنون أفضل أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم، على منابر المساجد في كل جمعة، وفي كافة أنحاء العالم الإسلامي - وفي مكة والمدينة بوجه خاص - حتى كان عهد الخليفة الراشد (عمر بن عبد العزيز) (99 - 101 هـ / 717 - 720) - رضوان الله عليه -

ورغم أن الرجل أموي، فقد كان على غير سنة قومه، ولم يقترف بدعتهم هذه، فترك لعن الإمام علي على المنابر، وجعل مكانه قوله تعالى: (ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان * ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا إنك رؤوف رحيم) (1)، وقيل قول الله تعالى: (إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى * وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون) (2) وقيل: بل جعلهما معا، فاستعمل الناس ذلك في الخطبة إلى يوم الناس هذا.

ومن عجب أن الإمام علي إنما كان يعلم أن معاوية سيجبر الناس على سبه، فقال: (أما إنه سيظهر بعدي رجل، رحب البلعوم، مندحق البطن، يأكل ما يجد، ويطلب ما لا يجد، فاقتلوه، ولن تقتلوه، ألا وإنه سيأمركم بسبي والبراءة مني، فأما السب فسبوني، فإنه لي زكاة، ولكم نجاة، وأما البراءة فلا تتبرأوا مني، فإني ولدت على الفطرة، وسبقت إلى الإيمان والهجرة) (3).

ولم يكتف معاوية بذلك، وإنما طلب من عبد الله بن عباس أن لا يتحدث عن فضائل الإمام علي وآل البيت، فقال: (قد كتبنا في الآفاق ننهى عن ذكر مناقب علي، فكف لسانك، قال ابن عباس: أتنهانا يا معاوية عن قراءة القرآن، قال معاوية: لا، قال ابن عباس: أتنهانا عن تأويله - أي تفسيره - قال معاوية:

نعم، قال ابن عباس: أنقرأه ولا نسأل عما أراد الله بكلامه، وأيهما واجب علينا

____________

(1) سورة الحشر: آية 1.

(2) سورة النحل: آية 9.

(3) ابن أبي الحديد: شرح نهج البلاغة 4 / 54، الإمام محمد عبده: نهج البلاغة ص 72 (كتاب الشعب).

الصفحة 17
قراءة القرآن أو العمل به؟ فقال معاوية: العمل به، قال ابن عباس: كيف نعمل به، ونحن لا نعلم ما عنى الله، قال معاوية: سل عن تفسيره غيرك، وغير آل بيتك، قال ابن عباس: نزل القرآن على أهل بيتي، فنسأل عنه آل أبي سفيان، أتنهانا يا معاوية، أن نعبد الله بالقرآن، بما فيه من حلال وحرام، إن الأمة، إذا لم تسأل عن القرآن، بما فيه من حلال وحرام، وتعمل به هلكت.

قال معاوية: إقرأوا القرآن وفسروه، ولكن لا ترووا شيئا مما أنزل الله فيكم، وارووا ما سوى ذلك، قال ابن عباس: إن الله يقول: (يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم * ويأبى الله إلا أن يتم نوره * ولو كره الكافرون) (1).

قال معاوية يا ابن عباس، إربع على نفسك، وكف لسانك، وإن كنت لا بد فاعلا، فليكن ذلك سرا، لا يسمعه أحد علانية، ثم رجع معاوية إلى بيته، وبعث إلى ابن عباس بمائة ألف درهم، ونادى مناديه: (أن برئت الذمة ممن روى حديثا في مناقب علي وأهل بيته) (2).

وروى أبو الحسن علي بن محمد بن أبي سيف المدائني في كتاب (الأحداث) قال: كتب معاوية نسخة واحدة إلى عماله، بعد عام الجماعة: (أن برئت الذمة ممن روى شيئا من فضل أبي تراب (أي الإمام علي) وأهل بيته، فقامت الخطباء في كل كورة، وعلى كل منبر، يلعنون عليا، ويبرأون منه، ويقعون فيه وفي أهل بيته، وكان أشد الناس بلاء أهل الكوفة، لكثرة من بها من شيعة علي عليه السلام، فاستعمل عليهم زياد بن سمية، وضم إليه البصرة، فكان يتتبع الشيعة، وهو بهم عارف، لأنه كان منهم على أيام علي عليه السلام، فقتلهم تحت كل حجر ومدر، وأخافهم، وقطع الأيدي والأرجل، وسمل

____________

(1) سورة التوبة: آية 32.

(2) محمد جواد مغنية: أهل البيت: منزلتهم ومبادئهم عند المسلمين ص 136 - 137 (بيروت 1984).

الصفحة 18
العيون، وصلبهم على جذوع النخل، وطردهم وشردهم عن العراق، فلم يبق بها معروف منهم.

وكتب معاوية إلى جميع عماله في الآفاق: (أن لا يجيزوا لأحد من شيعة علي وأهل بيته شهادة). وكتب إليهم: (أن انظروا من قبلكم من شيعة عثمان ومحبيه وأهل ولايته، الذين يروون فضائله ومناقبه، فأدنوا مجالسهم وقربوهم وأكرموهم، واكتبوهم إلي بكل ما يروي كل رجل منهم، واسمه واسم أبيه وعشيرته) (1).

ثم كتب إليهم (لا تتركوا خبرا يرويه أحد من المسلمين في أبي تراب (أي الإمام علي)، إلا وتأتوني بمناقض له في الصحابة، فإن هذا أحب إلي، وأقر لعيني، وأدحض لحجة أبي تراب وشيعته، وأشد إليهم من مناقب عثمان وفضائله) (2).

وهكذا أصبح الرواة يتحرجون من الرواية عن أهل البيت - وعلى رأسهم الإمام علي - وكان الإمام علي، كما هو معروف، أقضى الصحابة وأعلمهم، وهو باب مدينة العلم، وكانت له روايات كثيرة عن النبي صلى الله عليه وسلم، لأنه لازمه أطول مدة متصورة، بل إن الإمام - وقد قدر له أن يربى في حجر النبوة، وأن يشهد مطلع الرسالة الإسلامية من يومها الأول، وأن يتلقى من فم النبي صلى الله عليه وسلم، مفتتح الرسالة ومختتمها، وما بين مفتتحها ومختتمها، مما نزل به الوحي من آيات الله - كان من ثم أوفر الناس - من زوج وولد وصاحب - حظا، وأطولهم صحبة لسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فمنذ ولد الإمام علي، وهو بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم، - قبل النبوة وبعدها - لم يفترق عنه في سلم أو حرب (ما عدا تبوك)، وفي حل أو سفر، وتحت سمعه وبصره، إلى أن لحق رسول الله صلى الله عليه وسلم، بالرفيق الأعلى،

____________

(1) ابن أبي الحديد: نهج البلاغة 11 / 44 (بيروت 1967).

(2) شرح نهج البلاغة 11 / 45.

الصفحة 19
وهو على صدر علي، حيث سكب آخر أنفاسه الشريفة في الحياة (1).

ولا ريب في أن رجلا كالإمام علي، لا بد أن نفترض أن عنده علم كثير أخذه عن النبي صلى الله عليه وسلم، وأن الحكم الأموي ما كان أبدا حريصا، على أن ينقل علم الإمام وأقضيته وأحكامه إلى الناس - كما نقل قضاء عمر، وأحكام أبي بكر مثلا - ومن ثم يسوغ لنا أن نقول إن علم الإمام علي لم ينقل كله على ألسنة رواة السنة، وإذا كان ما نقلوه عنه ليس بالقليل، فإنه ليس كله، وآراؤه في الحكم لا بد أنها كانت تحارب من الأمويين في الشام (2).

ورغم ذلك كله، فإن النور يلوح للناظر حجة قائمة، وبيانا واضحا، ينادي (علي مع الحق، والحق مع علي، يدور معه حيثما دار)، ومن ثم فقد قيل:

(ماذا أقول في رجل، كتم أعداؤه فضائله حسدا له، وكتم أحباؤه فضائله خوفا على أنفسهم، وظهر ما بين ذين وذين ما ملأ الخافقين) (3).

وقال أبو أحمد العسكري: يقال إن الأوزاعي لم يرو في الفضائل غير حديث واحد، وكذلك الزهري لم يرو فيها إلا حديثا واحدا، كانا يخافان بني أمية (4)، وروى ابن سعد في طبقاته عن مالك بن دينار (ت 131 هـ) قال: قلت لسعيد بن جبير: من كان صاحب راية رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: إنك لرخو اللبب، فقال له معبد الجهني: أنا أخبرك، كان يحملها في المسير ابن ميسرة العبسي، فإذا كان القتال أخذها علي بن أبي طالب رضي الله عنه (5).

وروى الإمام أحمد في الفضائل بسنده عن مالك بن دينار قال: سألت سعيد بن جبير، قلت: يا أبا عبد الله من كان يحمل راية رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال:

____________

(1) عبد الكريم الخطيب: علي بن أبي طالب - بقية النبوة وخاتم الخلافة - بيروت 1975.

(2) محمد أبو زهرة: الإمام الصادق ص 90.

(3) مهدي السماوي: الإمامة في ضوء الكتاب والسنة ص 129 (بيروت 1977).

(4) أسد الغابة 2 / 21.

(5) طبقات ابن سعد 3 / 15.

الصفحة 20
فنظر إلي وقال: كأنك رضي البال، فغضبت وشكوته إلى إخوانه من القراء، قلت: ألا تعجبون من سعيد أني سألته: من كان يحمل راية رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فنظر إلي وقال: إنك لرضي البال، قالوا: رأيت حين تسأله، وهو خائف من الحجاج قد لاذ بالبيت، كان حاملها علي (1).

وقد أدى ذلك كله إلى أن يهمل العلماء والذين رووا الحديث، الرواية عن أهل البيت إلى حد كبير، فضاع علم كثير، وليس هناك إلى سبيل من ريب في أن خسارة الإسلام والمسلمين أكثر، بضياع علم بيت النبوة، الذي أخذه الإمام علي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو - كما سنرى - أعلم الصحابة وأقضاهم.

على أن بعض أصحاب كتب الحديث، إنما كان لهم موقف خاص من الرواية عن آل البيت، فالإمام البخاري (194 - 256 / 810 - 780 م) مثلا يرى الإمامية (2) أنه - مع تعصبه على آل البيت، خصوصا الإمام جعفر الصادق - لم يرو عنه رواية واحدة، مع كثرة الروايات التي تحملها عنه آلاف الرواة الثقاة، ومع إهمال الكثير مما جاء في حق أهل البيت - وعلى رأسهم الإمام علي بن أبي طالب - من الفضائل، فإنه قد أهمل ما هو صحيح على شرطه وأهمل خصوصا حديث الثقلين، الذي رواه العامة والخاصة، من أكثر من ثلاثين صحابيا، فلم يروه في كتابه -.

ومع ذلك، فإن الإمام البخاري، إنما يروي في كتابه الصحيح عن الضعفاء والمتروكين، وعن جماعة طعن عليهم غيره، بل قد روى عن الخوارج والقدرية، وقي مقدمة فتح الباري تكلم في أحوال الرجال الذين روى عنهم البخاري، وطعن عليهم، ورماهم بالضعف وغيره جماعة، كما بحث في

____________

(1) الإمام أحمد بن حنبل: فضائل الصحابة 2 / 680 - 681، وانظر: المستدرك للحاكم 3 / 137، والمحب الطبري في ذخائر العقبى ص 75.

(2) أنظر: السيد حسين يوسف مكي العاملي: عقيدة الشيعة في الإمام الصادق وسائر الأئمة ص 190 - 202 (بيروت 1987).

الصفحة 21
المقدمة في الأحاديث التي رواها غيره من النقاد كالحافظ الدارقطني وغيره (1).

وهكذا منذ أن استولى بنو أمية على سلطان الإسلام في شرق الأرض وغربها، اجتهدوا بكل حيلة - أيا كانت - في إطفاء نوره، والتحريض عليه، ووضع المعايب والمثالب له، ولعنوه على جميع منابر المسلمين، وتوعدوا مادحيه، بل حبسوهم وقتلوهم، ومنعوا من رواية حديث يتضمن له فضيلة، أو يرفع له ذكرا، حتى حظروا أن يسمي أحد باسمه، فما زاده ذلك، إلا رفعة وسموا، وكان كالمسك، كلما استر، انتشر عرفه، وكلما كتم تضوع نشره، وكالشمس لا تستر بالراح، وكضوء النهار، إن حجبت عنه عين واحدة، أدركته عيون كثيرة.

والحق: ما أقول في رجل تعزى إليه كل فضيلة، وتنتهي إليه كل فرقة، وتتجاذبه كل طائفة، فهو أصل الفضائل وينبوعها، وأبو عذرها، وسابق مضمارها، ومجلى حلبتها، كل من بزغ فيها من بعده فمنه أخذ، وله اقتفى، وعلى مثاله احتذى.

2 - لقب عليه السلام للإمام علي وبعض أهل البيت:

من المعروف أن لقب (عليه السلام) إنما يطلق في الغالب الأعم، على الأنبياء عليهم السلام، ولكن كثيرا من كتب الحديث والسير والمغازي تطلق لقب (عليه السلام) على الإمام علي بن أبي طالب، - رضي الله عنه، وكرم الله وجهه في الجنة - وبعض أهل البيت ولعل السبب في ذلك ربما لأنهم أهل بيت لا يقاس بهم، كما قال عبد الله بن عمر بن الخطاب، فهم أهل بيت النبوة، ومهبط الوحي.

____________

(1) أنظر: مقدمة فتح الباري ص 381 - 460، مقدمة ابن الصلاح ص 91، السيد حسن الصدر، نهاية الدرر ص 203 - 204، ضحى الإسلام 2 / 117 - 118، أضواء على السنة المحمدية ص 252 - 253، 275، 283.

الصفحة 22
ولنأخذ على ذلك بعض الأمثلة من كتب الحديث والمغازي والأنساب والدلائل والتاريخ والسير.

ففي كتب الحديث:

نرى الإمام البخاري يروي أحاديث في فضائل أهل البيت، يطلق فيها على الإمام لقب (عليه السلام) من ذلك مثلا ما رواه في صحيحه في (باب بعث علي بن أبي طالب عليه السلام وخالد بن الوليد رضي الله عنه إلى اليمن قبل حجة الوداع) (1).

بل إن الإمام البخاري إنما يطلق هذا اللقب الجليل كذلك على سيدة نساء العالمين، السيدة فاطمة الزهراء، عليها السلام (2).

وفي كتب المغازي: نرى الواقدي (3)، يطلق لقب (عليه السلام) على سيدنا الإمام علي بن أبي طالب - رضي الله عنه وكرم الله وجهه في الجنة - في كتابه (المغازي) بأجزائه الثلاثة في حوالي سبعين موضعا في صفحات متفرقة.

وفي كتب الأنساب:

نرى البلاذري (ت 279 هـ / 892 م) يطلق لقب (عليه السلام) على سيدنا

____________

(1) صحيح البخاري 5 / 206.

(2) صحيح البخاري 5 / 24، 25، 36، 177، 180، 6 / 12، 18.

(3) الواقدي: كتاب المغازي - تحقيق مارسدن جونس (ط عالم الكتب - بيروت 1984) الجزء الأول ص 24، 57، 76، 86، 92، 100، 107، 148، 149، 150، 152، 215، 226، 228، 249، 250، 255، 256، 259، 283، 307، 330، 336، 372.

الجزء الثاني ص 431، 470، 471، 496، 497، 498، 499، 562، 563، 564، 655، 656، 657، 693، 694، 718، 738، 739، 794، 800، 822، 830، 873.

الجزء الثالث ص 875، 882، 895، 930، 943، 984، 985، 987، 988، 1077، 1079، 1080، 1082، 1083، 1085، 1086، 1087، 1088، 1108.

الصفحة 23
الإمام علي بن أبي طالب، في الجزء الأول من كتابه (أنساب الأشراف) حوالي 15 مرة (1)، وكذا على السيدة فاطمة الزهراء (2).

وفي كتب الدلائل:

نرى الحافظ أبو نعيم الأصبهاني (ت 430 هـ) يطلق لقب (عليه السلام) على سيدنا الإمام علي في كتابه (دلائل النبوة) حوالي خمس مرات (3)، وكذا على السيدة فاطمة الزهراء (4).

وفي كتب التاريخ:

نرى الإمام الطبري (224 هـ / 839 - 310 / 923 م) يطلق لقب (عليه السلام) على سيدنا الإمام علي بن أبي طالب مرات كثيرة في كتابه التاريخ بأجزائه المختلفة (5)، والأمر كذلك بالنسبة لابن الأثير (6)، كما أطلق الإمام الطبري لقب (صلوات الله عليها) على السيدة فاطمة الزهراء (7)، وأما لقب (عليه السلام) على الإمام الحسن بن علي، بل علي السيدة فاطمة والحسن

____________

(1) البلاذري: أنساب الأشراف - تحقيق محمد حميد الله (دار المعارف - القاهرة 1959) - الجزء الأول ص 113، 260، 261، 265، 301، 324، 349، 378، 393، 402، 403، 441، 569، 576، 588.

(2) كما يطلق البلاذري على السيدة فاطمة الزهراء لقب (عليها السلام)، في ص 324، 390، 402، 404، 405 من نفس الجزء الأول).

(3) الحافظ أبو نعيم الأصبهاني: دلائل النبوة - دار الباز - مكة المكرمة 1977 ص 7، 8، 11، 509، 510.

(4) دلائل النبوة ص 9 (من الفهرس).

(5) تاريخ الطبري 2 / 321، 391، 407، 410، 431، 485، 533، 582، 4 / 544، 582، 583، 5 / 143، 151، 152، 153، 154، 156، 157، 160، 161، 171، 175، 194، 324 (ط دار المعارف - القاهرة 1979).

(6) ابن الأثير: الكامل في التاريخ 2 / 57، 326، 3 / 387، 404 (دار صادر - بيروت 1965) 8 (7) تاريخ الطبري 2 / 486، 533، 537.