وأخرج الحاكم في المستدرك بسنده عن مسعود عن الحكم عن مقسم عن ابن عباس: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دفع الراية إلى علي يوم بدر، وهو ابن عشرين سنة (2).
وقال صحيح على شرط الشيخين، وافقه الذهبي في تلخيصه للمستدرك (3).
وروى الهيثمي في مجمعه بسنده عن ابن عباس قال: إن عليا كان صاحب راية رسول الله صلى الله عليه وسلم، يوم بدر، وقيس بن سعد صاحب راية علي، وصاحب راية المهاجرين علي في المواطن كلها.
قال: رواه الطبراني في الأوسط والكبير (4).
وفي كنز العمال عن ابن عبادة قال: كانت راية رسول الله صلى الله عليه وسلم في المواطن كلها، راية المهاجرين مع علي بن أبي طالب - قال: أخرجه ابن عساكر (5).
وفي الرياض النضرة عن جابر بن سمرة أنهم قالوا: يا رسول الله من يحمل رايتك يوم القيامة، قال: من عسى أن يحملها يوم القيامة، إلا من كان يحملها في الدنيا، علي بن أبي طالب.
قال: أخرجه نظام الملك في أماليه (6).
وروى الإمام الطبري في تاريخه بسنده عن عبد الله بن بريدة عن أبيه قال:
____________
(1) ذخائر العقبى ص 75.
(2) المستدرك للحاكم 3 / 111.
(3) فضائل الصحابة 2 / 650.
(4) مجمع الزوائد 5 / 321.
(5) كنز العمال 5 / 295.
(6) الرياض النضرة 2 / 267.
قال علي، عليه السلام:
فاختلفا ضربتين، فبدره علي فضربه، فقد الحجر والمعفر رأسه، حتى وقع في الأضراس، وأخذ المدينة (2).
وفي رواية عن بريدة الأسلمي قال: لما كان حين نزل رسول الله صلى الله عليه وسلم
____________
(1) الشقيقة: نوع من صداع يعرض في مقدم الرأس، أو إلى أحد جانبيه، وفي الحديث: احتجم وهو محرم من شقيقة.
(2) تاريخ الطبري 3 / 12 - 13 (ط دار المعارف - القاهرة 1979.
فاختلف هو وعلي ضربتين، فضربه علي على هامته، حتى عض السيف منها بأضراسه، وسمع أهل العسكر صوت ضربته، فما تتام آخر الناس مع علي، عليه السلام، حتى فتح الله له ولهم (1).
وروى ابن سعد في طبقاته عن مالك بن دينار قال: قلت لسعيد بن جبير:
من كان صاحب راية رسول الله صلى الله عليه وسلم: قال: إنك لرخو اللبب، فقال لي معبد الجهني: أنا أخبرك، كان يحملها في المسير ابن ميسرة العبسي، فإذا كان القتال أخذها علي بن أبي طالب رضي الله عنه (2).
28 - قاتل الإمام علي أشقى الناس:
روى الحافظ ابن كثير في البداية والنهاية بسنده عن سماك عن جابر بن سمرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، لعلي: من أشقى الأولين؟ قال: عاقر الناقة، قال: فمن أشقى الآخرين؟ قال: الله ورسوله أعلم، قال: قاتلك.
____________
(1) تاريخ الطبري 3 / 11 - 12.
(2) ابن سعد: الطبقات الكبرى 3 / 15 (ط دار التحرير - القاهرة 1969).
وروى النسائي الخصائص بسنده عن عمار بن ياسر قال: كنت أنا وعلي بن أبي طالب رفيقين في غزوة العشيرة من بطن ينبع، فلما نزلها رسول الله صلى الله عليه وسلم، أقام بها شهرا فصالح فيها بني مدلج، وحلفاءهم من ضمرة، فوادعهم، فقال لي علي رضي الله عنه: هل لك يا أبا اليقظان أن نأتي هؤلاء، نفر من بني مدلج يعملون في عين لهم، فننظر كيف يعملون، قال: قلت: إن شئت فجئناهم فنظرنا إلى أعمالهم ساعة، ثم غشينا النوم، فانطلقت أنا وعلي حتى اضطجعنا في ظل سور من النخل، وفي دقعاء من التراب، فنمنا فوالله ما أهبنا، إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم، يحركنا برجله، وقد تربنا من تلك الدقعاء التي نمنا فيها، يومئذ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، لعلي رضي الله عنه: ما لك يا أبا تراب - لما يرى عليه من التراب - ثم قال: ألا أحدثكما بأشقى الناس رجلين؟ قلنا: بلى يا رسول الله، قال: أحيمر ثمود الذي عقر الناقة، والذي يضربك على هذه - ووضع يده على قرنه - حتى يبل منها هذه، وأخذ بلحيته (2).
وروى الإمام أحمد في الفضائل بسنده عن الضحاك بن مزاحم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم،: يا علي تدري من شر الأولين؟ - وقال وكيع مرة عن الضحاك عن علي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا علي تدري من أشقى الأولين؟ قلت: الله ورسوله أعلم، قال: عاقر الناقة، قال: تدري من شر - وقال مرة من أشقى
____________
(1) البداية والنهاية 7 / 355.
(2) تهذيب الخصائص 86 - 78.
وأخرجه الإمام أحمد في المسند، والدولابي في الكنى، والهيثمي في مجمعه، والبغوي في معجم الصحابة، وابن سعد في طبقاته، والنسائي في الخصائص (2).
ورواه الحاكم في المستدرك، والطحاوي في مشكل الآثار، والمتقي الهندي في كنز العمال، وقال: أخرجه البغوي والطبراني وابن مردويه وأبو نعيم وابن عساكر وابن النجار (3).
وروى الإمام أحمد في المسند بسنده عن عبد الله بن سبع قال: سمعت عليا عليه السلام يقول: لتخضبن هذه من هذه، فما ينتظر بي الأشقى، قالوا:
يا أمير المؤمنين، فأخبرنا به نبي عترته، قال: إذا تالله تقتلون بي غير قاتلي (4).
ورواه ابن سعد في طبقاته، والخطيب البغدادي في تاريخه (5).
وروى الحاكم في المستدرك بسنده عن أبي سنان الدؤلي: أنه عاد عليا في شكوى له شكاها، قال: فقلت له: لقد تخوفنا عليك يا أمير المؤمنين في شكواك هذه، فقال: لكني والله ما تخوفت على نفسي منه، لأني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، الصادق المصدوق يقول: إنك ستضرب ضربة هنا - وأشار إلى صدغيه - فيسيل دمها حتى تخضب لحيتك، ويكون صاحبها أشقاها، كما كان عاقر الناقة أشقى ثمود (6).
____________
(1) فضائل الصحابة 2 / 566.
(2) مسند الإمام أحمد 4 / 262، 263، والكنى والأسماء 3 / 163 (حيدرآباد 132 هـ)، مجمع الزوائد 9 / 136، معجم الصحابة (ل 301)، طبقات ابن سعد 3 / 22 - 23، تهذيب الخصائص ص 86 - 87.
(3) المستدرك للحاكم 3 / 140، مشكل الآثار 1 / 351، كنز العمال 6 / 399.
(4) مسند الإمام أحمد 1 / 130.
(5) تاريخ بغداد 5712، الطبقات الكبرى 3 / 22.
(6) المستدرك للحاكم 3 / 113.
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال لعلي: من أشقى الأولين؟ قال: الذي عقر الناقة - يعني ناقة صالح - قال: صدقت، فمن أشقى الآخرين؟ قال: لا أدري، قال: الذي يضربك على هذا - يعني يافوخه - ويخضب هذه - يعني لحيته (1) -.
وروى الأعمش عن حبيب بن ثابت عن ثعلبة الحاني: أنه سمع علي بن أبي طالب رضي الله عنه يقول: والذي فلق الحبة، وبرأ النسمة، لتخضبن هذه - يعني لحيته - من دمي هذا - يعني رأسه (2) -.
ويقول ابن عبد البر: وذكر النسائي من حديث عمار بن ياسر عن النبي صلى الله عليه وسلم، أنه قال لعلي رضي الله عنه: أشقى الناس الذي عقر الناقة، والذي يضربك على هذا - وضع يده على رأسه - يعني يخضب هذه - يعني لحيته -.
وذكره الطبري وغيره، كما ذكره ابن إسحاق في السيرة، وهو معروف من رواية محمد بن كعب القرظي عن يزيد بن جشم عن عمار بن ياسر، وذكره ابن أبي خيثمة من طرق - وكان قتادة يقول: قتل علي رضي الله عنه، على غير مال احتجبه، ولا دنيا أصابها (3).
وعن معمر عن أيوب عن ابن سيرين عن عبيدة قال: كان علي رضي الله عنه - إذا رأى ابن ملجم - قال:
وكان علي رضي الله عنه، كثيرا ما يقول: ما يمنع أشقاها، أو ما ينتظر أشقاها، أن يخضب هذه من دم هذا، يقول: والله لتخضبن هذه من دم هذا، ويشير إلى لحيته ورأسه، خضاب دم، لا خضاب عطر ولا عبير.
____________
(1) الإستيعاب 3 / 59 - 60.
(2) الإستيعاب 3 / 60.
(3) الإستيعاب 3 / 60.
أما أن هذا قاتلي، قيل: فما يمنعك منه، قال: إنه لم يقتلني بعد.
وأتى علي رضي الله عنه، فقيل له: أن ابن ملجم يسم سيفه، ويقول: إنه سيفتك بك فتكة يتحدث بها العرب، فبعث إليه فقال له: لم تسم سيفك، قال:
لعدوي وعدوك، فخلى عنه، وقال: ما قتلني بعد (1).
وقال السيوطي في الخصائص الكبرى: أخرج الحاكم وصححه عن علي قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنك ستضرب ضربة ههنا، وضربة ههنا، وأشار إلى صدغيه، فيسيل دمها حتى تخضب لحيتك.
وأخرج الحاكم وصححه وأبو نعيم عن عمار بن ياسر: أن النبي صلى الله عليه وسلم، قال لعلي: أشقى الناس الذي يضربك على هذه - يعني قرنه - حتى تبتل هذه من الدم، يعني لحيته (2).
وفي تاريخ الخلفاء للسيوطي: وأخرج أحمد والحاكم بسند صحيح عن عمار بن ياسر، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لعلي: أشقى الناس رجلان: أحيمر ثمود الذي عقر الناقة، والذي يضربك يا علي على هذه - يعني قرنه - حتى تبتل منه هذه [ من الدم ] - يعني لحيته.
وقد ورد ذلك من حديث علي وصهيب وجابر بن سمرة وغيرهم (3).
____________
(1) الإستيعاب 3 / 60 - 61.
(2) الخصائص الكبرى 2 / 124.
(3) تاريخ الخلفاء ص 173.
وروى ابن الأثير في أسد الغابة بسنده عن عثمان بن صهيب عن أبيه قال:
قال علي: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: من أشقى الأولين؟ قلت: عاقر الناقة، قال:
صدقت، قال: فمن أشقى الآخرين؟ قلت: لا علم لي يا رسول الله، قال: الذي يضربك على هذا - وأشار بيده إلى يافوخه - وكان يقول: وددت أنه قد انبعث أشقاكم، فخضب هذه من هذه - يعني لحيته من دم رأسه (2).
29 - بيت علي أوسط بيوت النبي
روى البخاري في صحيحه بسنده عن أبي حصين عن سعد بن عبيدة قال:
جاء رجل إلى ابن عمر، فسأله عن عثمان، فذكر عن محاسن عمله، قال: لعل ذاك يسوؤك، قال: نعم، قال: فأرغم الله بأنفك، ثم سأل عن علي فذكر محاسن عمله، قال: هو ذاك بيته أوسط بيوت النبي صلى الله عليه وسلم، ثم قال: لعل ذاك يسوؤك، قال أجل، قال: فأرغم الله بأنفك، إنطلق فاجهد على جهدك (4).
وذكره المحب الطبري في الرياض النضرة، وقال: أخرجه البخاري والمخلص (5).
____________
(1) مسند أبي داوود الطيالسي 1 / 23، وانظر عن مقتل الإمام علي (تاريخ الطبري 5 / 123 - 124، الكامل لابن الأثير 3 / 387 - 369، البداية والنهاية 7 / 353 - 361).
(2) أسد الغابة 4 / 117، وانظر: مجمع الزوائد 9 / 136، الرياض النضرة 2 / 331.
(3) صحيح البخاري 5 / 23 - 24 (دار الجيل - بيروت).
(4) صحيح البخاري 5 / 23 - 24 (دار الجيل - بيروت).
(5) الرياض النضرة 2 / 249.
يا رسول الله، هذا البيت منها، بيت علي وفاطمة؟ قال: نعم من أفاضلها (2).
وروى النسائي في الخصائص: أخبرنا أحمد بن شعيب قال: أخبرنا هلال بن العلاء عن عرار، أنه قال: سألت عبد الله بن عمر، قلت: ألا تحدثني عن علي وعثمان، قال: أما علي، فهذا بيته من بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا أحدثك عنه بغيره، وأما عثمان فإنه أذنب يوم أحد ذنبا عظيما، عفى الله عنه، وأذنب فيكم ذنبا صغيرا فقتلتموه (3).
وعن أبي إسحاق عن العلاء بن عرار قال: سألت عن ذلك ابن عمر، وهو في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: ما في المسجد بيت غير بيته (أي غير بيت الإمام علي)، وأما عثمان فإنه أذنب ذنبا دون ذلك فقتلتموه (4).
وعن سعيد بن عبيد قال: جاء رجل إلى ابن عمر، فسأله عن علي رضي الله عنه، قال: لا أحدثك عنه، ولكن أنظر إلى بيته من بيوت رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: فإني أبغضه، قال: به أبغضك الله (5).
وروى الإمام أحمد في الفضائل بسنده عن أبي إسحاق عن العلاء بن عرار قال: سألت ابن عمر عن علي وعثمان، فقال: أما علي فهذا بيته، لا أحدثك عنه بغيره، وأما عثمان فإنه أذنب فيما بينه وبين الله عز وجل، ذنبا
____________
(1) سورة النور: آية 36، وانظر تفسير ابن كثير 3 / 467 - 471.
(2) فضائل الخمسة 2 / 130.
(3) تهذيب الخصائص ص 63.
(4) تهذيب الخصائص 63 - 64.
(5) تهذيب الخصائص ص 64.
وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد، وقال: رواه الطبراني (2).
30 - علي سيد العرب:
روى الحافظ أبو نعيم في حليته بسنده عن ليث بن أبي سليم عن ابن أبي ليلى عن سيدنا الحسن بن علي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ادعوا لي سيد العرب - فقالت عائشة: ألست سيد العرب؟ فقال: أنا سيد ولد آدم، وعلي سيد العرب، فلما جاء أرسل إلى الأنصار فأتوه، فقال لهم: يا معشر الأنصار، ألا أدلكم على ما إن تمسكتم به، لن تضلوا بعده أبدا، قالوا: بلى يا رسول الله، قال: هذا علي فأحبوه بحبي، وأكرموه بكرامتي، فإن جبريل أمرني بالذي قلت لكم، عن الله عز وجل.
وروى أبو بشر عن سعيد بن جبير عن عائشة نحوه في السؤدد مختصرا (3).
وذكره المتقي من كنز العمال، وقال: أخرجه الطبراني عن السيد الحسن عليه السلام (4)، وذكره أيضا الهيثمي في مجمعه، وقال: رواه الطبراني (5).
وروى الحافظ أبو نعيم في الحلية بسنده عن زبيد عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن سيدنا الإمام الحسين بن علي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا أنس، إن عليا سيد العرب، فقالت عائشة، رضي الله عنها: ألست سيد العرب؟ قال: أنا سيد ولد آدم، وعلي سيد العرب (6).
____________
(1) فضائل الصحابة 2 / 595.
(2) مجمع الزوائد 9 / 8115.
(3) حلية الأولياء 1 / 63.
(4) كنز العمال 6 / 157.
(5) مجمع الزوائد 9 / 131.
(6) حلية الأولياء 5 / 38.
وروى الحاكم أيضا بسنده عن عروة عن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
ادعوا لي سيد العرب، فقلت: يا رسول الله، ألست سيد العرب؟ قال: أنا سيد ولد آدم، وعلي سيد العرب.
قال الحاكم: وله شاهد آخر من حديث جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
ادعوا لي سيد العرب، فقالت عائشة: ألست سيد العرب يا رسول الله؟ فقال:
أنا سيد ولد آدم، وعلي سيد العرب (2).
وروى الخطيب البغدادي في تاريخه بسنده عن سلمة بن كهيل قال: مر علي بن أبي طالب على النبي صلى الله عليه وسلم، وعنده عائشة، فقال لها: إذا سرك أن تنظري إلى سيد العرب، فانظري إلى علي بن أبي طالب، فقالت: يا نبي الله، ألست سيد العرب، فقال: أنا إمام المسلمين، وسيد المتقين، إذا سرك أن تنظري إلى سيد العرب، فانظري إلى علي بن أبي طالب (3).
وذكره المتقي في كنز العمال، وقال: أخرجه الخطيب مرسلا عن سلمة بن كهيل، وأورده ابن الجوزي في العلل المتناهية (4).
وفي كنز العمال عن عائشة قالت: قلت يا رسول الله، أنت سيد العرب؟
قال: أنا سيد ولد آدم، وعلي سيد العرب - قال: أخرجه ابن النجار (5).
____________
(1) المستدرك للحاكم 3 / 124.
(2) المستدرك للحاكم 3 / 124.
(3) تاريخ بغداد 11 / 89.
(4) كنز العمال 6 / 157، فضائل الخمسة 2 / 99.
(5) كنز العمال 6 / 400.
قال: رواه الطبراني (1).
وروى الحاكم في المستدرك بسنده عن عبد الله بن أسعد بن زرارة قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أوحي إلي في علي ثلاث: إنه سيد المسلمين، وإمام المتقين، وقائد الغر المحجلين - قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد (2).
وذكره المتقي في كنز العمال بطريقين، قال في أحدهما: لما عرج بي إلى السماء، انتهى إلى قصر من لؤلؤة، فراشه من ذهب يتلألأ، فأوحى إلي ربي في علي ثلاث خصال: إنه سيد المسلمين، وإمام المتقين، وقائد الغر المحجلين.
قال: أخرجه البارودي وابن قانع والبزار والحاكم وأبو نعيم (3).
وقال في الثانية: ليلة أسري بي، أتيت على ربي عز وجل، فأوحى إلى في علي بثلاث: إنه سيد المسلمين، وولي المتقين، وقائد الغر المحجلين (4).
وقال: أخرجه ابن النجار عن عبد الله بن أسعد بن زرارة (5).
وروى ابن الأثير في أسد الغابة بسنده عن جعفر الأحمر عن هلال الصيرفي قال: حدثنا أبو كثير الأنصاري عن عبد الله بن أسعد بن زرارة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لما أسري بي إلى السماء، انتهى بي إلى قصر من لؤلؤ، فراشه
____________
(1) مجمع الزوائد 9 / 116.
(2) المستدرك للحاكم 3 / 137.
(3) كنز العمال 6 / 157.
(4) الغر المحجلون: أي بيض مواضع الوضوء من الأيدي والوجه والأقدام.
(5) كنز العمال 6 / 157.
وروى ابن الأثير أيضا بسنده عن عبد الله بن أسعد بن زرارة الأنصاري عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لما عرج بي إلى السماء، انتهى بي إلى قصر من لؤلؤة، فراشه من ذهب يتلألأ، فأوحى الله إلي، أو قال: فأخبرني في علي بثلاث خلال: أنه سيد المسلمين، وإمام المتقين، وقائد الغر المحجلين (2).
وروى ابن حجر في صواعقه قال: وروى البيهقي: أنه ظهر علي من البعد، فقال صلى الله عليه وسلم: هذا سيد العرب، فقالت عائشة: ألست سيد العرب؟ فقال:
أنا سيد العالمين، وهو سيد العرب، ورواه الحاكم في صحيحه عن ابن عباس بلفظ: أنا سيد ولد آدم، وعلي سيد العرب (3).
وروى أبو نعيم في حليته بسنده عن الشعبي قال: قال علي: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: مرحبا بسيد المسلمين، وإمام المتقين، فقيل لعلي: فأي شئ كان من شكرك؟ قال: حمدت الله تعالى على ما آتاني، وسألته الشكر على ما أولاني، وأن يزيدني مما أعطاني (4).
وروى المحب الطبري في الرياض النضرة عن الحسن بن علي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ادعوا لي سيد العرب - يعني عليا - قالت عائشة: ألست سيد العرب؟ قال: أنا سيد ولد آدم، وعلى سيد العرب، فلما جاء أرسل إلى الأنصار فأتوه فقال لهم: يا معشر الأنصار، ألا أدلكم على ما أن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبدا، قالوا: بلى يا رسول الله، قال: هذا علي فأحبوه بحبي، وأكرموه بكرامتي، فإن جبريل عليه السلام، أخبرني بالذي قلت لكم عن الله عز وجل (5).
____________
(1) أسد الغابة 3 / 147.
(2) أسد الغابة 1 / 84.
(3) الصواعق المحرقة ص 188.
(4) حلية الأولياء 1 / 66، نهج البلاغة 9 / 170.
(5) الرياض النضرة 2 / 233.
إنه سيد المؤمنين، وإمام المتقين، وقائد الغر المحجلين، قال: رواه الطبراني في الصغير (1).
وروى أبو نعيم في الحلية (2) بسنده عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا أنس، أسكب لي وضوءا - ثم قام فصلى ركعتين، ثم قال: يا أنس، أول من يدخل عليك من هذا الباب، أمير المؤمنين، وسيد المسلمين، وقائد الغر المحجلين، وخاتم الوصيين، قال أنس: قلت: اللهم اجعله رجلا من الأنصار وكتمته، إذ جاء علي فقال: من هذا يا أنس، فقلت: علي، فقام مستبشرا فاعتنقه، ثم جعل يمسح عرق وجهه بوجهه، ويمسح عرق علي بوجهه، قال علي: يا رسول الله، لقد رأيتك صنعت شيئا، ما صنعت بي من قبل، قال: وما يمنعني وأنت تؤدي عني، وتسمعهم صوتي، وتبين لهم ما اختلفوا فيه بعدي.
قال: ورواه جابر الجعفي عن أبي الطفيل عن أنس نحوه.
31 - قوله صلى الله عليه وسلم: أنا وعلي حجة الله على عباده:
روى المناوي في كنوز الحقائق قوله صلى الله عليه وسلم: أنا وعلي حجة الله على عباده.
قال أخرجه الديلمي (3).
وروى الخطيب البغدادي بسنده عن أنس بن مالك قال: كنت عند النبي صلى الله عليه وسلم، فرأى عليا، عليه السلام، مقبلا، فقال: أنا وهذا حجة على أمتي يوم القيامة (4).
____________
(1) مجمع الزوائد 9 / 121.
(2) حلية الأولياء 1 / 63 - 64.
(3) كنوز الحقائق ص 43.
(4) تاريخ بغداد 2 / 88.
وروى الواقدي (2) أن عليا - عليه السلام - إنما كان من معجزات النبي صلى الله عليه وسلم، كالعصا لموسى عليه السلام، وإحياء الموتى لعيسى بن مريم عليه السلام.
وروى الخطيب البغدادي في تاريخه (11 / 173) بسنده عن أنس بن مالك قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: لما عرج بي رأيت على ساق العرش مكتوبا: لا إله إلا الله، محمد رسول الله، أيدته بعلي.
وفي تفسير الدر المنثور، قال السيوطي في تفسير قوله تعالى: (سبحان الذي أسرى بعباده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى) - الآية:
وأخرج ابن عدي وابن عساكر عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لما عرج بي رأيت على ساق العرش مكتوبا: لا إله إلا الله، محمد رسول الله، أيدته بعلي.
وفي كنز العمال (6 / 158) قال صلى الله عليه وسلم: رأيت ليلة أسري بي، مثبتا على ساق العرش: إني أنا الله، لا إله غيري، خلقت جنة عدن بيدي، محمد صفوتي من خلقي، أيدته بعلي، ونصرته بعلي - قال: أخرجه ابن عساكر، وابن الجوزي، من طريقين عن أبي الحمراء (وانظر) فضائل الخمسة 1 / 175).
وفي حلية الأولياء (3 / 27) بسنده عن يونس بن عبيد عن سعيد بن جبير عن أبي الحمراء، صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: رأيت ليلة
____________
(1) الرياض النضرة 2 / 254، ذخائر العقبى ص 77.
(2) الواقدي: كتاب المغازي ص 16 (المقدمة)، ابن النديم: الفهرست ص 44، أعيان الشيعة 46 / 171.
وفي ذخائر العقبى (ص 69) عن أبي الخميس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
أسري بي إلى السماء، فنظرت إلى ساق العرش الأيمن، فرأيت كتابا فهمته:
محمد صلى الله عليه وسلم، رسول الله، أيدته بعلي، ونصرته به - قال: خرجه الملا في سيرته.
وفي كنز العمال: قال: مكتوب في باب الجنة - قبل أن يخلق السماوات والأرض بألفي سنة - لا إله إلا الله، محمد رسول الله، أيدته بعلي - قال: أخرجه العقيلي عن جابر.
32 - رد الشمس للإمام علي:
يقول الإمام الرازي في التفسير الكبير (تفسير سورة الكوثر): وأما سليمان عليه السلام، فإن الله تعالى رد له الشمس مرة، وفعل ذلك لسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، حين نام، ورأسه في حجر علي، فانتبه وقد غربت الشمس، فردها سبحانه وتعالى حتى صلى.
وقال: وردها مرة أخرى لعلي عليه السلام، فصلى العصر لوقته (1).
وفي كنز العمال عن علي قال: لما كنا بخيبر، سهر رسول الله صلى الله عليه وسلم في قتال المشركين، فلما كان من الغد، وكان مع صلاة العصر، فوضع رأسه في حجري، فنام فاستثقل فلم يستيقظ مع غروب الشمس، قلت: يا رسول الله، ما صليت صلاة العصر، كراهية أن أوقظك من نومك، فرفع رسول الله صلى الله عليه وسلم، يده، وقال: اللهم إن عبدك تصدق بنفسه على نبيك، فاردد عليه شروقها، فرأيتها في الحال في وقت العصر بيضاء نقية، حتى قمت، ثم توضأت، ثم صليت ثم غابت.
____________
(1) فضائل الخمسة 2 / 119.
وفي الرياض النضرة عن الإمام الحسن بن علي قال: كان رأس رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجر علي، وهو يوحى إليه، فلما أسري عنه قال: يا علي صليت العصر؟ قال: لا، قال: اللهم إنك تعلم أنه كان في حاجتك، وحاجة نبيك، فرد عليه الشمس، فردها عليه، فصلى وغابت الشمس - أخرجه الدولابي (2).
وعن أسماء بنت عميس قالت: كان رأس رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجر علي، فكره أن يتحرك حتى غابت الشمس، فلم يصل العصر، ففزع النبي صلى الله عليه وسلم، وذكر له علي أنه لم يصل العصر، فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم، الله عز وجل، أن يرد الشمس عليه، فأقبلت الشمس لها خوار، حتى ارتفعت قدر ما كانت في وقت العصر، قال: فصلى ثم رجعت (3).
وروى الثعلبي في قصص الأنبياء قال: أخبرنا أحمد بن عبد الله بن حامد الأصفهاني، بإسناده عن عروة بن عبد الله، قال: دخلت على فاطمة بنت علي، فرأيت في عنقها خرزا، ورأيت في يدها مسكتين غليظتين، وهي عجوز كبيرة، فقلت لها: ما هذا، فقالت: إنه يكره للمرأة أن تتشبه بالرجل.
ثم حدثتني: أن أسماء بنت عميس الخثعمية حدثتها: أن علي بن أبي طالب عليه السلام كان مع نبي الله صلى الله عليه وسلم، وقد أوحى الله إليه، فجلله بثوبه، ولم يزل كذلك حتى أدبرت الشمس، تقول غابت أو أرادت أن تغيب، ثم إن نبي الله صلى الله عليه وسلم، سري عنه، فقال: صليت يا علي؟ قال: لا، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:
اللهم اردد عليه الشمس، فرجعت حتى بلغت نصف المسجد (4).
____________
(1) كنز العمال 2 / 236.
(2) الرياض النضرة 2 / 236.
(3) الرياض النضرة 2 / 236 - 237.