وقابل الحاضرون كلامه بالتصفيق مؤيدين مقالته وحاولت بدوري إقناعهم بأنّ ما ذكره الدكتور المسيحي غير صحيح وإن أخرجه المسلمون في كتبهم، وارتفعت ضجة من الضّحك في القاعة استهزاء وسخرية منّي.
وتدخّل الدكتور المسيحي من جديد ليقول لي بأنّ ما ذكره ليس من الكتب المطعون فيها وإنّما هو في صحيح البخاري ومسلم.
وقلت بأن هذه الكتب صحيحة عند أهل السنّة أمّا عند الشيعة فلا يقيمون لها وزناً، وأنا مع هؤلاء.
فقال: نحن لا يهمّنا رأي الشيعة الذين يكفّرهم أغلب المسلمين، والمسلمون السنّة وهم أكثر من الشيعة عشر مرّات لا يقيمون لآراء الشيعة وزناً، ثم أضاف قائلاً: إذا تفاهمتم أنتم المسلمون مع بعضكم البعض وأقنعتم أنفسكم بعصمة نبيّكم، عند ذلك يمكن أن تقنعونا نحن (قال ذلك ضاحكاً متهكماً).
ثم التفت إليّ من جديد قائلاً: وأمّا بخصوص الأخلاق الحميدة فأنا أسألك أن تقنع الحاضرين كيف تزوّج محمّد الذي بلغ من العمر أربعاً وخمسين بعائشة وعمرها ستّ سنين؟
وارتفعت من جديد ضجة الضّحك وأشرئبّت الأعناق تنتظر ردّي وحاولت جهدي إقناعهم بأنّ الزواج عند العرب يتمّ على مرحلتين المرحلة الأولى وهو العقد وكتب النّكاح والمرحلة الثانية وهو البناء والدخول، وقد تزوّج النّبي عائشة وعمرها ست سنوات ولكن لم يدخل بها إلا بعد أن بلغت تسع سنوات، واستطردت بأنّ هذا ما يقوله البخاري إن كان مناقشي
وهنا قامت سيدةٌ وتدّخلت لتقول: نعم وعلى فرض أنّ ما أوردته قد يكون صحيحاً وهو صحيح علميّاً، ولكن كيف نقبل بزواج شيخ كبير أوشك عمره على نهايته بفتاة صغيرة ما زالت في العقد الأول من عمرها؟
قلت: إنّ محمداً نبيّ الله ولا يفعل شيئاً إلاّ بوحي منه، ولا شك أنّ لله في كل شيء حكمة، وإن كنت شخصيّا أجهل الحكمة في ذلك.
قال الدكتور المسيحي: لكنّ المسلمين اتّخذوا ذلك سنّة، فكم من فتاة صغيرة زوّجها أبوها غصباً عنها برجل يوازيه في السنّ ومع الأسف فإن هذه الظاهرة بقيت حتّى اليوم موجودة. انتهزت هذه الفرصة لأقول: ولذلك أنا تركت المذهب السنّي واتّبعت المذهب الشيعي، لأنه يعطي حق المرأة في أن تزوج نفسها بمن شاءت هي لا بما يفرضه عليها الولي.
قال: دعنا من السنّة والشيعة ولنعد إلى زواج محمّد بعائشة والتفت إلى الحاضرين ليقول بكل سخرية: إن محمداً النبيّ والبالغ من العمر أكثر من الخمسين يتزوج بنيّةً صغيرة لا تفهم من الزواج قليلاً ولا كثيراً والبخاري
وحاولت من جديد إقناع الحاضرين بأنّ البخاري ليس حجّة على النّبي صلّى الله عليه وآله وسلّم ولكن بدون جدوى، فقد لعب هذا المسيحي اللّبناني بأفكارهم كما أراد، وما كان لي إلاّ أن أوقفت النقاش متذرّعاً بأنّنا لا نتكلّم نفس اللّغة لأنهم يحتجّون عليّ بالبخاري في حين أنّني لا أؤمن بكل ما ورد فيه.
وخرجت ناقماً على المسلمين الذين أعطوا لهؤلاء، ولأعداء الإسلام وأعداء محمد صلّى الله عليه وآله وسلّم السّلاح النافذ الذي يحاربوننا به وعلى رأس هؤلاء البخاري! ورجعت للبيت يومها مهموماً وأخذت أتصفّح صحيح البخاري وما ذكره في فضائل عائشة وأحوالها فإذا بي أقول الحمد لله الذي فتح بصيرتي، وإلاّ لبقيت متحيّراً في شخصية الرّسول صلّى الله عليه وآله وسلّم وربّما داخلني الشكّ فيه والعياذ بالله.
ولابدّ من إظهار بعض الروايات التي أثيرت خلال المناقشة حتى يتبين للقارئ بأنّ هؤلاء المنتقدين لم يفتروا علينا وإنّما وجدوا بغيتهم في صحاحنا فاستعانوا بها علينا.
فقد أخرج البخاري في صحيحه من كتاب بدء الخلق باب تزويج النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم عائشة وقدومه المدينة وبنائه بها.
* عن عائشة رضي الله عنها قالت: تزوجني النّبي صلّى الله عليه وآله وسلّم وأنا بنت ست سنين فقدمنا المدينة فنزلنا في بني الحرث بن خزرج فوعكت فتمرّق شعري فوفى جميمةٌ، فأتتني أمّي أمّ رومان وإنّي لفي أرجوجةٍ ومعي صواحب لي، فصرخت بي فأتيتها لا أدري ما تريد بي، فأخذت بيدي حتى أوقفتني على باب الدّار وإنّي لأنهج حتّى سكن بعض نفسي ثم أخذت شيئاً من ماء فمسحت به وجهي ورأسي ثم أدخلتني الدار فإذا نسوةٌ من الأنصار في البيت فقلن على الخير والبكرة وعلى خير طائرٍ.
وأترك لك أيها القارىء لتعلّق بنفسك على أمثال هذه الروايات.
كما أخرج البخاري في صحيحه من كتاب الأدب باب الانبساط إلى النّاس.
* عن عائشة رضي الله عنها قالت: كنت ألعب بالبنات عند النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم وكان لي صواحب يلعبن معي، فكان رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم إذا دخل يتقمّعن منه فسير بهنّ إليّ فيلعبن معي.
يقول الشارح: ألعب بالبنات، يعني التماثيل المسمّاة بعلبِ البنات ـ ويسربهنّ إليّ: أي يبعثهن ويرسلهن إليّ وأنت تقرأ مثل هذه الروايات في صحيح البخاري أيبقى عندك اعتراض بعدها على نقد بعض المستشرقين إن كنت منصفاً؟
قل لي بربّك! عندما تقرأ قول عائشة لرسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم «ما أرى ربّك إلاّ يسارع في هواك»(1) .
ماذا يبقى في نفسك من احترام وتقدير لامرأة كهذه التي تشكّك في نزاهته صلّى الله عليه وآله وسلّم، وهل لا يبعث ذلك في نفسك أنها تصرّفات مراهقة لم يكتمل عقلها.
وهل يلام بعد ذلك أعداء الإسلام الذين كثيراً ما يثيرون حبّ محمد للنّساء وأنّه كان شهوانيّاً فإذا قرؤوا في البخاري بأنّ الله يسارع في هواه، ويقرؤون في البخاري بأنه كان يجامع إحدى عشرة زوجة في ساعة واحدة وقد أعطي قوة ثلاثين.
____________
(1) صحيح البخاري: 6/24 كتاب تفسير القرآن باب قوله تعالى: (ترجي من تشاء منهنّ وتأوي إليك من تشاء ومن ابتغيت ممّن عزلت فلا جناح عليك) .
فاللّوم على المسلمين الذين أقرّوا مثل هذه الأباطيل واعترفوا بصحّتها بل واعتبروها كالقرآن الذي لا يتطرق إليه الشك ولكن هؤلاء مسيّرون في كل شيء حتّى في عقيدتهم وليس لهم خيارٌ في شيء. لقد فرضت عليهم هذه الكتب من الحكام الأوّلين. وهلّم بنا الآن إلى الرّوايات التي أخرجها البخاري للطّعن على أهل البيت.
فقد أخرج في صحيحه من كتاب المغازي باب شهود الملائكة بدراً 5/16.
* عن علي بن حسين أن حسين بن علي أخبره أنّ عليّاً قال كانت لي شارف من نصيبي من المغنم يوم بدرٍ وكان النّبي صلّى الله عليه وآله وسلّم أعطاني ممّا أفاء الله من الخمس يومئذ قلّما أردت أن أبتني بفاطمة عليها السلام بنت النّبي صلّى الله عليه وآله وسلّم وأعدت رجلاً صوّاغاً في بني قينقاع أن ترتحل معي فنأتي بإذخر فأردت أن أبيعه من الصوّاغين فنستعين به في وليمة عرسي، فبينما أنا أجمع لشارفيّ من الأقتاب والغرائر والحبال وشارفاي مناخان إلى جنب حجرة رجل من الأنصار حتى جمعت ما جمعته فإذا أنا بشارفيَّ قد أجبَّت اسنمتهما وبقرت خواصرهما وأُخذ من أكبادهما فلم أملك عينيُّ حين رأيت المنظر. قلت من فعل هذا؟ قالوا: فعله حمزة بن عبد المطّلب وهو في هذا البيت في شرب من الأنصار عنده قينةٌ وأصحابه فقالت في غنائها (ألا يا حمزُ للشّرف النّواء). فوثب حمزةٌ إلى السّيف فأجبّ أسنمتهما وبقر خواصرهما وأخذ من أكبادهما قال علي: فانطلقت حتى أدخل على النّبي صلّى الله عليه وآله وسلّم وعنده زيد بن حارثة وعرف النّبي صلّى الله عليه وآله وسلّم الذي لقيت فقال: ما لك؟ قلت: يا رسول الله، ما رأيت كاليوم عدا حمزة على ناقتيّ فأجبَّ أسنمتها وبقر خواصرهما وها هو ذا في بيت معه شرب، فدعا النّبي صلّى الله عليه وآله وسلّم بردائه فارتدى ثم انطلق يمشي واتبعته أنا وزيد بن حارثة حتّى جاء البيت الذي فيه حمزة فاستأذن عليه فأذن له فطفق النّبي صلّى الله عليه وآله وسلّم يلوم
تأمّل أيها القارىء في هذه الرّواية التي طفحت بالكذب والزور لشتم سيد الشهداء لأنه مفخرة أهل البيت فكم كان الإمام عليّ سلام الله عليه يفتخر به في أشعاره بقوله: وحمزة سيد الشهداء عمّي، وكم كان رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم يفتخر به حتّى إذا قتل حزن عليه حزناً كبيراً وبكى عليه بكاءاً كثيراً وسمّاه سيد الشهداء.
وحمزة عمّ النّبي صلّى الله عليه وآله وسلّم الذي أعزّ الله به الإسلام عندما كان السمتضعفون من المسلمين يعبدون الله خفيةً، وقف وقفته المشهورة في وجه قريش وانتصر لابن أخيه معلناً إسلامه على الملأ من قريش وما خاف أحداً.
حمزة الذي سبق هجرة النّبي صلّى الله عليه وآله وسلّم ومهّد لدخول ابن أخيه في يوم مشهود.
حمزة الذي كان مع ابن أخيه علي أبطال بدرٍ وأُحد، أخرج البخاري في نفسه في صحيحه كتاب تفسير القرآن باب قوله هذان خصمان اختصموا في ربّهم 5/242.
* عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: أنا أوّل من يجثوا بين يدي الرحمن للخصومة يوم القيامة. قال قيس وفيهم نزلت هذان خصمان اختصموا في ربّهم قال: هم الذين بارزوا يوم بدرٍ، عليّ وحمزة وعبيدة وشيبة بن ربيعة وعتبة بن ربيعة والوليد بن عتبة.
نعم إنّ البخاري يعجبه أن يروي مثل هذه المثالب في مفخرة أهل البيت، وسلسلة الوضّاعين الذين وضعوا مثل هذه الرواية طويلة فقد قال
وهل يليق بسيد الشهداء أن يأكل لحم حرام بدون ذبح ويبقر الخواصر ويأخذ الأكباد؟
وهل يليق برسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم أن يذهب ويستأذن على حمزة في ذلك المجلس الذي فيه الخمر والدّعارة؟ ويدخل في ذلك المكان؟
وهل يليق بسيد الشهداء أن يكون ثملاً محمرةٌ عيناه فيشتم رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم بقوله ما أنتم إلا عبيد لأبي؟
وهل يليق برسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم أن ينكّص على عقبيه القهقرى فيخرج دون تأنيب أو توبيخ فالمعروف عنه أنّه كان يغضب لله.
وأنا متيقنّ أنّ هذه الرواية لو كانت (على سبيل الافتراض طبعاً) تذكر أبا بكر أو عمر أو عثمان أو معاوية مكان حمزة، لما أخرجها البخاري لفظاعتها، ولو أخرجها لهذّبها على طريقته وابترها. ولكن ما الحيلة والبخاري لا يحبّ هؤلاء الذين رفضوا مدرسة الخلفاء، حتى بعد وقعة
____________
(1) صحيح البخاري: 5/16.
ولماذا لم يرو البخاري شيئاً من فقه أهل البيت ولا من علومهم ولا من خصالهم ولا من زهدهم ولا من فضائلهم التي ملأت الكتب وطفحت بها مجاميع أهل السنة قبل مجاميع الشيعة؟
ولنستمع إليه يروي رواية أخرى تطعن في أهل البيت وفي القمّة بالذات إذ أنّ الرّواة بما فيهم البخاري لم يجدوا في علي بن أبي طالب نقيصة واحدة ولا سجّلوا عليه طيلة حياته كذبة واحدة ولا عرفوا له خطيئة واحدة، ولو كانت، لملأوا الدنيا صياحاً وعويلاً، فعمدوا لوضع رواية تتّهمه بأنه كان يستخفّ بالصّلاة.
أخرج البخاري في صحيحه من كتاب الكسوف باب تحريض النّبي صلّى الله عليه وآله وسلّم على صلاة اللّيل وطرق النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم فاطمة وعليّاً عليهما السلام ليلة الصّلاة: 2/43 قال:
* حدّثنا أبو اليمان قال: أخبرنا شعيب عن الزهري قال: أخبرني علي بن حسين أن حسين بن علي أخبره أن علي بن أبي طالب أخبره أن رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم طرقه وفاطمة بنت النّبي صلّى الله عليه وآله وسلّم ليلةً فقال: ألا تصلّيان؟
فقلت: يا رسول الله أنفسنا بيد الله فإذا شاء أن يبعثنا بعثنا فانصرف حين قلنا ذلك ولم يرجع إليّ شيئاً، ثم سمعته وهو مولُ يضرب فخذه وهو يقول: وكان الإنسان أكثر شيء جدلاً.
لاها الله يا بخاري، هذا علي بن أبي طالب الذي يحدّثنا عنه المؤرّخون أنّه كان يقوم بصلاة اللّيل في ليلة الهرير (في حرب صفين) فيفرش نطع ويصلّي بين الصفّين والنّبال والسّهام تساقط على يمينه وشماله فلا يرتاع ولا يقطع صلاة اللّيل.
علي بن أبي طالب الذي أوضح للناس معالم القضاء والقدر وحمّل الإنسان مسؤولية أفعاله، تصوّره أنت في هذه الرواية بأنّه جبريٌّ يقول بالجبر ويجادل بها رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم بقوله: أنفسنا بيد الله إن شاء أن يبعثنا بعثنا يعني ذلك لو شاء الله أن نصلّي لصلّينا. عليّ بن أبي طالب الذي حبّه إيمان وبغضه نفاقٌ توصفه أنت بأنّه أكثر شيء جدلاً. إنّه كذبٌ مفضوح لا يوافقك عليه حتّى ابن ملجم قاتل الإمام ولا معاوية الذي كان يأمر الناس بلعنه، إنه كذبٌ رخيص ولكنّك جنيت من وراءه الكثير إذ أرضيت بذلك حكّام زمانك وأعداء أهل البيت فرفعوا قدرك في هذه الدنيا الدنيئة ولكنّك أسخطت ربّك بهذا الموقف من أمير المؤمنين وسيد الوصيّين وقائد الغر المحجّلين قسيم الجنة والنار الذي يقف يوم القيامة على الأعراف فيعرف كلاًّ بسيماهم(1) فيقول للنّار هذا لي وهذا لك(2) .
ولا أدري إن كان كتابك يوم القيامة شبيه بكتابك اليوم الذي يزوّق ويجلّد وينمّق، ليخرج في أبهى حلّة عرفها الكتاب.
نعم كبرت على البخاري أن يظهر سيده عمر بن الخطاب تاركاً للصّلاة المفروضة عندما فقد الماء وبقي على مذهبه ذلك حتّى في خلافته فقال: أمّا أنا فلا أصلّي متحدّياً بذلك القرآن والسنّة.
ففتّش عند الدجّالين الوضّاعين فوضعوا له هذا الحديث الذي يتّهم أمير المؤمنين علي بن أبي طالب أنّه تثاقل فلم يصلّ صلاة الليل، وعلى فرض واحتمال صحة روايته فلا ضير ولا إثم ولا ذنب على علي لأنها تتعلق
____________
(1) شواهد التنزيل للحسكاني الحنفي: 1/198 في تفسير قوله تعالى: (وعلى الأعراف رجال يعرفون كلاًّ بسيماهم) أخرج الحاكم عن علي قال: نقف يوم القيامة بين الجنّة والنار فمن نصرنا عرفناه بسيماه فأدخلناه الجنّة ومن أبغضنا عرفناه بسيماه.
(2) ابن حجر الشافعي في الصواعق المحرقة: 101 قال روي عن النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم أنه قال: يا علي أنت قسيم الجنة والنار، فيوم القيامة تقول للنار هذا لي وهذا لك، وأضاف ابن حجر أن أبا بكر قال لعلي رضي الله عنهما، سمعت رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم يقول: لا يجوز أحد الصراط إلا من كنت له علي الجواز.
فالبخاري صحيح عند أهل السنّة، وأهل السنّة هم المؤيدون لمدرسة الخلافة التي قامت على سياسة بني أمية وبني العبّاس والمتتبّع يعرف هذه الحقيقة التي أصبحت اليوم غير خافية على أحد وأهل السنّة والجماعة تبعاً لسياسة الحكّام الذي دأبوا على عداء ومحاربة أهل البيت ومن والاهم وتشيّع لهم، أصبحوا من غير علمهم أعداءً لأهل البيت وشيعتهم لأنهم والوا أعداءهم وعادوا أولياءهم. ولذلك رفعوا من شأن البخاري إلى الدرجة الرفيعة التي أصبح عليها، ولا تجد عندهم من تراث أهل البيت ولا من أقوال الأئمة الأثني عشر شيئاً يذكر، ولا حتى عن باب مدينة العلم الذي كان من النّبي بمنزلة هارون من موسى، وبمنزلة النّبي من ربّه.
والسؤال الذي يطرح على أهل السنة هو: ما الذي أحرز عليه البخاري زيادة على بقية المحدّثين لينال عندكم هذا التفضيل؟؟
وأعتقد أن الجواب الوحيد على هذا السؤال هو أنّ البخاري:
1 ـ دلّس الأحاديث التي تمس كرامة الصّحابة خصوصاً منهم أبو بكر وعمر وعثمان ومعاوية. وهذا ما دعا إليه معاوية والحكّام بعده.
2 ـ أبزر الأحاديث التي تطعن في عصمة الرّسول صلّى الله عليه وآله وسلّم وتصوّره بأنّه بشرٌ عاديٌّ يخطىء، وهذا ما أراده الحكام على طول الدهر.
3 ـ أخرج أحاديث موضوعة في مدح الخلفاء الثّلاثة وفضّلهم على علي بن أبي طالب وهو بالضبط ما أراده معاوية للقضاء على ذكر علي حسب زعمه.
4 ـ أخرج أحاديث مكذوبة تمس بكرامة أهل البيت.
5 ـ أخرج أحاديث أخرى تؤيد مذهب الجبر والتجسيم والقضاء والقدر في الخلافة وهو ما أشاعه الأمويون والعباسيون ليتحكّموا بمصير الأمّة.
6 ـ أخرج أحاديث مكذوبة تشبه الأساطير والخرافات لتخدير الأمّة وإشاعة الفوضى وذلك ما يريده الحكّام في عصر البخاري.
وعلى سبيل المثال إليك أيها القارىء العزيز هذه الرواية:
أخرج البخاري في صحيحه من كتاب بدء الخلق باب أيام الجاهلية من جزئه الرابع ص238.
قال البخاري: حدثنا نعيم بن حمّاد حدّثنا هشيم عن حصين عن عمرو بن ميمون قال: رأيت في الجاهلية قردةً اجتمع عليها قردةٌ قد زنت فرجموها فرجمتها معهم.
ونحن نقول للبخاري، لعلّ الله سبحانه ورحمةً بالقردة قد نسخ حكم الرّجم الذي فرضه عليهم بعد طردهم من الجنة وأباح لهم الزنا في عهد الإسلام بعدما كان محرّماً عليهم في الجاهلية. ولذلك لم يدّع أي مسلم أنّه حضر أو شارك في رجم قردةً منذ بعث محمّداً صلّى الله عليه وآله وسلّم وحتى يوم النّاس هذا.
خاتمة البحث
وبعد هذه الخرافات وأمثالها كثير في البخاري فهل يبقى الباحثون والعلماء المتحرّرون ساكتون ولا يتكلّمون؟
وسيقول بعض النّاس لماذا التحامل إلا على البخاري؟ وقد يوجد في غيره من كتب الأحاديث أضعاف ما فيه، وهذا صحيح ولكن تناولنا البخاري بالتّحديد لما ناله هذا الكتاب من شهرة فاقت الخيال حتّى أصبح كالكتاب المقدّس عند علماء السنّة لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه إذ كل ما فيه صحيح لا يتطرّق إله الشك، ومنبع هذه الهالة وهذا التّقديس نشأ من السّلاطين والملوك بالخصوص في العهد العبّاسي الذي وصل فيه الفرس إلى التحكّم في كل جهاز الدّولة وكان منهم الوزراء والمستشارون والأطبّاء والفلكيون يقول أبو فراس ذلك:
وعمل الفرس كل جهودهم واستعملوا كل نفوذهم حتّى أصبح كتاب البخاري في المرتبة الأولى بعد القرآن الكريم، وأصبح أبو حنيفة الإمام الأعظم فوق الأئمة الثّلاثة الآخرين.
ولولا خوف الفرس من إثارة القومية العربية في عهد الدولة العبّاسية لرفعوا البخاري فوق القرآن، ولقدّموا أبا حنيفة على النّبي صلّى الله عليه وآله وسلّم. فمن يدري؟
وقد قرأت لبعضهم محاولات من هذا القبيل، إذ كان البعض منهم يقول صراحة بأنّ الحديث قاض على القرآن، ويقصد بالحديث البخاري طبعاً. كما يقول لو تعارض حديث النّبي صلّى الله عليه وآله وسلّم مع رأي واجتهاد أبي حنيفة لوجب تقديم اجتهاد أبي حنيفة ويعلّل ذلك بأنّ الحديث يحتمل عدّة وجوه، هذا إن كان صحيحاً أمّا إذا كان مشكوكاً في صحّته فلا إشكال.
وأخذت الأمة الإسلامية تنموا وتكبر شيئاً فشيئاً وهي دائماً مغلوبة على أمرها يتحكّم في مصيرها الملوك والسّلاطين من الأعاجم والفرس والمماليك والموالي والمغول والأتراك والمستعمرين من الفرنسيين والإنكليز والإيطاليين والبرتغاليين وحدّث ولا حرج.
ودأب أغلب العلماء على الجري وراء الحكّام واستمالتهم بالفتاوى والتملّق طمعاً في ما عندهم من مال وجاهٍ، وعمل هؤلاء دائماً على سياسة «فرّق تسد» فلم يسمحوا لأحد بالاجتهاد وفتح ذلك الباب الذي أغلقه الحكّام في بداية القرن الثاني، معتمدين على ما يثار هنا وهناك من فتن وحروب بين السنة وهي الأغلبية السّاحقة والتي تمثّل الأنظمة الحاكمة، والشيعة وهي الأقلية المنبوذة والتي تمثل في نظرهم المعارضة الخطيرة التي يجب القضاء عليها وبقي علماء السنّة مشغولون بتلك اللّعبة السّياسية الماكرة في نقد وتكفير الشيعة والردّ على أدلّتهم بكل فنون النّقاش والمجادلة حتّى كتبت في ذلك آلاف الكتب وقتلت آلاف النفوس البريئة وليس لها ذنب غير ولائها لعترة النّبي صلّى الله عليه وآله وسلّم ورفضها للحكّام الذين ركبوا أعناق الأمّة بالقوة والقهر.
وها نحن اليوم في عهد الحرّيات في عهد النور كما يسمّونه في عهد العلم وتسابق الدول لغزو الفضاء والسيطرة على الأرض إذا ما قام عالم وتحرّر من قيود التعصّب والتقليد، وكتب أيّ شيء يشمُّ منه رائحة التشيّع لأهل البيت، فتثور ثائرتهم وتعبّأ طاقاتهم لسبّه وتكفيره والتشنيع عليه لا لشيء سوى أنّه خالف المألوف عندهم، ولو أنّه كتب كتاباً في مدح البخاري وتقديسه لأصبح عالماً علامة ولانهالت عليه التهاني والمدائح من كل حدب وصوب ولتمسّح بأعتابه رجال لا تلهيهم صلاةٌ ولا صوم عن التملّق وقول الزّور.
وأنت تفكّر في كل هذا والدّواعي التي توفّرت لانحراف أكثر العباد، والأسباب التي تجمّعت لسيّاقه أغلب النّاس إلى الضلالة، فإذا القرآن الكريم يوقفك على سرّها المكنون، من خلال الحوار الذي دار بين ربّ العزّة والجلالة واللّعين إبليس.
ـ قال: (ما منعك ألاّ تسجد إذ أمرتك؟)
ـ قال: (أنا خير منه خلقتني من نارٍ وخلقته من طين)
ـ قال: (فاهبط منها فما يكون لك أن تتكبّر فيها فاخرج إنك من الصّاغرين)
ـ قال: (أنظرني إلى يوم يبعثون..)
ـ قال: (إنّك من المنظرين)
ـ قال: (فبما أغويتني لأقعدنَّ لهم صراطك المستقيم، ثلم لآتينّهم من بين أيديهم ومن خلفهم وعن أيمانهم وعن شمائلهم ولا تجد أكثرهم شاكرين)
_ قال: (أخرج منها مذءوماً مدحوراً لمن تبعك منهم لأملئنّ جهنّم منكم أجمعين) [الأعراف: 12 ـ 18].
ـ (يا بني آدم لا يفتننّكم الشيطان كما أخرج أبويكم من الجنّة ينزع عنهما لباسهما ليريهما سوءاتهما إنه يراكم هو وقبيله من حيث لا ترونهم، إنّا جعلنا الشياطين أولياء للّذين لا يؤمنون، وإذا فعلوا فاحشة قالوا وجدنا عليها آباءنا والله أمرنا بها قل إن الله لا يأمر بالفحشاء أتقولون على الله ما لا تعلمون، قل أمر ربّي بالقسط وأقيموا وجوهكم عند كلّ مسجدٍ وادعوه مخلصين له الدّين كما بدأكم تعودون، فريقا هدى وفريقا حقّ عليهم الضّلالة إنّهم اتخذوا الشياطين أولياء من دون الله ويحسبون أنهم مهتدون) [الأعراف: 26 ـ 30].
ولذلك أقول لكل إخواني من المسلمين عامّة إلعنوا الشيطان ولا تتركوا له سبيلاً عليكم، وتعالوا إلى البحث العلمي الذي يقرّه القرآن والسنّة الصحيحة، تعالوا إلى كلمة سواءٍ بيننا وبينكم ألاّ نحتج إلاّ بما هو صحيح ثابتٌ عندنا وعندكم، وندع ما اختلفنا فيه جانباً، ألم يقل رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: «لا تجتمع أمّتي على خطأ» إذاً فالحقّ والصواب في ما اجتمعنا عليه سنّة وشيعة والخطأ والباطل في ما اختلفنا فيه، ولو أقمنا إلا هذا العمود لعمّ الصفاء والوفاق والهناء ولاجتمع الشمل ولجاء نصر الله والفتح ولعمّت البركة من السّماء والأرض، فالوقت قد حان ولم يعد هناك مجالٌ للانتظار قبل أن يأتي يوم لا بيع فيه ولا خلال ـ ونحن كلّنا في انتظار إمامنا المهدي عليه السّلام شيعة وسنّة وقد طفحت ببشارته كتبنا، أليس هذا دليل كاف على وحدة مصيرنا، فلي الشيعة إلاّ إخوانكم وليس أهل البيت حكرة عليهم، فمحمّد وأهل بيته صلّى الله عليه وآله وسلّم هم أئمة المسلمين كافّة فلقد اتفقنا سنّة وشيعة على صحة حديث الثّقلين وقوله صلّى الله عليه وآله وسلّم «تركت فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا أبداً كتاب الله وعترتي»(1) والمهدي
____________
(1) وقد أوضحنا في بحث سابق بأنّ هذا الحديث لا يتعارض مع حديث كتاب الله وسنّتي لأن كتاب الله وسنّة رسوله هو كلام صامت ولابد لهما من ترجمان ومن مبيّن. فالرسول يرشدنا بأن المفسّر والمبيّن للقرآن والسنّة هم عترته من أئمة أهل البيت الذين يشهد المسلمون كافة أنّهم مقدّمون على غيرهم في العلم والعمل.
والآن وقد ولّى عصر الظلمات وعصر الظلم الذي لم يظلم أحداً بقدر ما ظلم أهل البيت عترة الرسول صلّى الله عليه وآله وسلّم حتّى لعنوا على المنابر وقتلوا وسبيت نساؤهم وبناتهم على مرأى ومسمع من كل المسلمين.
فقد حان الوقت لرفع المظلمة عن أهل البيت النبوي ورجوع الأمّة إلى أحضانهم الدّافئة التي ملئت رأفة ورحمة إلى حضيرتهم المترعة التي ملئت علماً وعملاً وإلى ظل شجرتهم الباسقة التي حازت فضلاً وشرفاً، فقد صلّى عليهم الله وملائكته، وأمر المسلمين بذلك في كلّ صلواتهم ـكما أمرهم بمودّتهم وموالاتهم.
وإذا كان فضل أهل البيت لا ينكره مسلم وقد تغنّى به الشعراء على مرّ العصور، قال الفرزدق فيهم.
إن عدّ أهل التقى كانوا أئمتهم | أو قيل من خير أهل الأرض قيل هم |
من معشر حبهم دين وبغضهم | كفرٌ وقربهم ملجى ومعتصم |
مقدّم بعد ذكر الله ذكرهم | في كل برّ ومختوم به الكلم |
يا باعة الخمر كفّوا عن مفاخركم | لمعشر بيعهم يوم الهياج دم |
خلّوا الفخّار لعلاّمين إن سئلوا | يوم السؤال وعمّالين إن عملوا |
لا يغضبون لغير الله إن غضبوا | ولا يضيعون حكم الله إن حكموا |
تنشى التلاوة في أبياتهم سحراً | وفي بيوتكم الأوتار والنّغم |
الركن والبيت والأستار منزلهم | وزمزم والصّفى والحجر والحرم |
وليس من قسم في الذكر نعرفه | إلاّ وهم غير شكٍّ ذلك القسم |
عديّ وتيم لا أحاول ذكرها | بسوء ولكنّي محبّ لهاشم |
وما تعتريني في عليّ ورهطه | إذا ذكروا في الله لومة لائم |
يقولون: ما بال النصارى تحبّهم | وأهل النّهى من أعرب وأعاجم |
فقلت لهم: إني لأحسب حبّهم | سرى في قلوب الخلق حتى البهائم |
وقد كتب بعض النّصارى عدّة كتب في مزايا وفضائل علي بن أبي طالب خاصّة وفي أهل البيت عامّة وهو ما أشار إليه الإمام الشاطبي بقوله: يقولون ما بال النصارى تحبّهم. وهي من العجائب التي بقيت لغزاً وإلاّ كيف يعترف النّصراني بحقيقة أهل البيت ولا يسلم؟ اللهم إلاّ إذا قدّرنا أنهم أسلموا ولم يعلنوا عن ذلك إمّا رهبةً أو رغبةً.
وقد نقل صاحب كتاب كشف الغمة في صفحة 20 قول بعض النّصارى في مدح أمير المؤمنين علي بن أبي طالب:
عليٌ أمير المؤمنين صريمة | وما لسواه في الخلافة مطمع |
له النّسب الأعلى وإسلامه الذي | تقدّم فيه والفضائل أجمعوا |
بأن عليّاً أفضل النّاس كلّهم | وأورعهم بعد النبيّ وأشجع |
فلو كنت أهوى ملّةً غير ملّتي | لما كنت إلاّ مسلماً أتشيّع |
فالمسلمون أولى بحبّ وموالاة أهل بيت النبوّة فأجر الرسالة كلها موقوفاً على مودّتهم.
وعسى أن يلقى ندائي أذاناً صاغية وقلوباً واعية وعيوناً مبصرة، فأكون بذلك سعيداً في الدّنيا والآخرة وأسأله سبحانه وتعالى أن يجعل عملي خالصاّ لوجهه الكريم ويتقبّل منّي ويعفو عنّي ويغفر لي ويجعلني خادماً
____________
(1) البيهقي كتاب المحاسن والمساوئ: 1/50. الزمخشري في كتاب ربيع الأبرار، القسطلاني في كتاب المذاهب اللدنية.
وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين والصلاة والسّلام على محمّد وآله الطيّبين الطاهرين.
محمد التيجاني السماوي
مصادر الكتاب
القرآن الكريم
1 ـ تفسير الطبري.
2 ـ تفسير ابن كثير.
3 ـ تفسير القرطبي.
4 ـ التفسير الكبير للفخر الرّازي.
5 ـ تفسير الكشاف للزمخشري.
6 ـ تفسير الحاكم الحسكاني.
7 ـ الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي.
8 ـ زاد المسير في علم التفسير لابن الجوزي.
9 ـ تفسير الآلوسي (روح المعاني).
10 ـ تفسير الثعلبي (التفسير الكبير).
11 ـ تفسير الحاكم الحسكاني (شواهد التنزيل).
كتب الأحاديث
1 ـ صحيح البخاري.
2 ـ صحيح مسلم.
3 ـ صحيح الترمذي.
4 ـ سنن ابن ماجه.
5 ـ سنن أبو داود.
6 ـ سنن النسائي.
7 ـ سنن الدارمي.
8 ـ سنن الدارقطني.
9 ـ مسند الإمام أحمد.
10 ـ موطأ مالك.
11 ـ مستدرك الحاكم.
12 ـ كنز العمال.
13 سنن البيهقي.
14 اللؤلؤ والمرجان فيما اتفق عليه الشيخان.
15 ـ منهاج السنة لابن تيمية.
16 ـ منتخب كنز العمّال.
كتب التاريخ
1 ـ تاريخ الطبري (الأمم والملوك).
2 ـ تاريخ ابن الأثير (الكامل).
3 ـ تاريخ ابن عساكر (تاريخ دمشق).
4 ـ تاريخ الخلفاء للسيوطي.
5 ـ تاريخ بغداد للخطيب البغدادي.
6 ـ تاريخ البخاري (الكبير).
7 ـ تاريخ الخلفاء لابن قتيبة.
8 ـ تاريخ ابن كثير.
9 ـ العقد الفريد لابن عبد ربه.
10 شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد.
كتب السيرة
1 ـ السيرة الحلبية.
2 ـ السيرة الدحلانية.
3 ـ الملل والنحل.
4 ـ الصواعق المحرقة لابن حجر.
5 ـ خصائص النسائي.
6 ـ الإصابة في تمييز الصحابة.
7 ـ تذكرة الخواص.
8 ـ ينابيع المودة للقندوزي الحنفي.
9 ـ الجامع الصغير والكبير للسيوطي.
10 ـ الطبقات الكبرى لابن سعد.
كتب مختلفة
1 ـ إحقاق الحق للتستري.
2 ـ نهج البلاغة لمحمد عبده.
3 ـ ربيع الأبرار للزمخشري.
4 ـ كتاب الموفقيات.
5 ـ الغدير للعلامة الأميني.
6 ـ كتاب صفين لنصر بن مزاحم.
7 ـ أنساب الأشراف للبلاذري.
8 ـ لسان الميزان للذهبي.
9 ـ تذكرة الحفاظ للذهبي.
10 ـ تقييد العلم للخطيب البغدادي.
11 ـ البداية والنهاية لابن كثير.
12 ـ الجوهرة النيّرة في الفقه الحنفي.
13 ـ حديث الإفك لجعفر بن مرتضى العاملي.
14 ـ الفتنة الكبرى لطه حسين.