منزلة علي (عليه السلام) من النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) كمنزلة هارون من موسى
وقد تواترت الاثار عن النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه قال لعلي بن أبي طالب (عليه السلام): «أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلاّ أنّه لا نبي بعدي»، فاثبت جميع ما كان لهارون من المنازل لعلي (عليه السلام) غير النبوّة، ولا بأس بالاشارة إلى شيء من ذلك:
أخرج عبد الرزاق وابن أبي شيبة وأحمد بن حنبل والبخاري ومسلم وابن سعد وابن عساكر وابن عدي وأبو يعلى والبزّار وأبو نعيم والطحاوي وابن حبان والطبراني والنسائي وابن أبي عاصم والبغوي والتبريزي والخطيب والدارقطني وابن مردويه والجويني وابن المغازلي والحسكاني وغيرهم عن سعد بن أبي وقّاص قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لعليّ: «أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى غير أنّه لا نبيّ بعدي».
وأخرج أحمد ومسلم والنسائي وابن ماجه والحاكم وابن عساكر والبزّار والخوارزمي وابن المغازلي والترمذي وعن ابن جرير وابن النجّار والحسن بن عرفة والدروقي، واللفظ لمسلم أنه أمر معاوية بن أبي سفيان سعداً، فقال:
____________
1 ـ صحيح البخاري كتاب فضائل الصحابة باب مناقب علي: 3 / 23 ح: 3706 و كتاب المغازي باب غزوة تبوك: 3 / 176 ح: 4416، صحيح مسلم باب فضائل علي بن أبي طالب: 15 / 183 ـ 185 ح: 30 و 31 من ب: 4 م: 2404، مسند أحمد: 1 / 170 و 173 و 175 و 179 و 182 و 184، فضائل الصحابة لاحمد: 2 / 610 و 633 ح: 956 و 957 و 960 و 1041 و 1079، البحر الزخار: 3 / 276 ـ 279 و 283 و 284 و 368 ـ 369 ح: 1065 و 1066 و 1068 و 1074 و 1075 و 1076 و 1170 و 4 / 32 ـ 33 ح: 1194، علل الحديث للدارقطني: 4 / 313، 373، 381 س: 588، 638، 644، المصنف لابن أبي شيبة: 6 / 369 ح: 32065، 32066، مختصر تاريخ دمشق: 6 / 353 و8 / 323 و17 / 344 ـ 345، سنن الترمذي: 5 / 410 ح: 3752، مسند الحميدي: 1 / 38 ح: 71، مسند الطيالسي / 29 ح: 209 و 213، المعجم الكبير: 1 / 146 ـ 148 ح: 328 و 333 و 334، الطبقات الكبرى لابن سعد: 2 / 57 ـ 58 وفي طبع: 3 / 15 وفي ثالث: 3 / 24، تاريخ بغداد: 1 / 325 م: 227 و 4 / 204 م 1890 و 8 / 53 و 268 م: 4115 و 4365 و 9 / 365 م: 4932، سنن ابن ماجة: 1 / 42 ـ 43 ح: 115، حلية الاولياء: 7 / 194 ـ 195، مسند أبي يعلى: 1 / 285 ـ 286 ح: 344 و 2 / 57 و 66 و 73 و 86 ـ 89 و 99، 132 ح: 698 و 709 و 718 و 738 و 739 و 755 و 809، صحيح ابن حبان: 15 / 15 ـ 16 و 369 ـ 371 ح: 6643 و 6926 و 6927، مشكل الاثار: 2 / 309، المصنف لعبد الرزاق: 5 / 405 ـ 406 ح: 9745 و11 / 226 ح: 20390، الكامل لابن عدي: 6 / 340 م: 1351، شواهد التنزيل: 1 / 150 ـ 152 ح: 204 و 205، سبل الهدى والرشاد: 11 / 292، الدر المنثور حول آية (87) من سورة التوبة: 4 / 260، كنز العمال: 11 / 599 ح: 32886 و13 / 159 ح: 36489، صفة الصفوة: 1 / 132، المناقب لابن أخي تبوك / 442 ـ 443 ح: 29 ـ 30، السنن الكبرى للبيهقي: 9 / 40، دلائل النبوة له: 5 / 220، تاريخ دمشق: 42 / 117 ـ 118 و 120 و 142 ـ 166، المعجم الاوسط: 3 / 211 ح: 2749 و 6 / 161 و 265 و 394 ـ 395 و 404 ـ 405 ح: 5331 و 5565 و 5841 و 5863، كفاية الطالب / 248 ـ 250، شرح السنة: 8 / 85 ح: 3906، مشكاة المصابيح: 3 / 355 ح: 6087، السنة لابن أبي عاصم: 2 / 586 ـ 588 و 610 ح: 1331 ـ 1345 و 1454، معرفة الصحابة لابي نعيم: 1 / 138 ح: 539، السنن الكبرى للنسائي: 5 / 119 ـ 124 ح: 8429 ـ 8446، ذخائر العقبى / 119، مناقب الاسد الغالب / 15 ـ 16، تذكرة الخواص / 27، أنساب الاشراف: 2 / 346 و 348 ـ 349، سير أعلام النبلاء / 229، العقد الفريد: 4 / 291، ينابيع المودة / 49 ـ 51 و 104، الفصول المهمة / 39، مناقب علي (عليه السلام) لابن المغازلي / 27 ـ 29 و 30 و 32 ـ 36 ح: 40 ـ 42 و 45 و 49 ـ 55، الخصائص العلوية للنسائي / 80 و 82 ـ 96 ح: 44 ـ 61، جامع المسانيد والسنن: 19 / 31 ـ 32، تهذيب الكمال: 10 / 660 م: 3663 و13 / 301 م: 4673، وعن الدروقي في مسند سعد: 2 / 126 و 568 و / 1 ـ 2 و3 / 135 / 1، وعن الهيثم بن الكليب في مسنده من طريق حماد: 21 / 2.
سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وقد خلَّفه في بعض مغازيه، فقال له عليّ: يا رسول الله خلّفتني مع النساء والصبيان ؟ فقال له رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): «أما ترضى أن تكون منّي بمنزلة هارون من موسى إلاّ أنّه لا نبيّ بعدي».
وسمعته يقول يوم خيبر: «لاعطينّ الراية رجلاً يحبّ الله ورسوله ويحبّه الله ورسوله»، فتطاولنا لها، فقال: «ادعوا لي عليّاً»، فأتي به أرمد العين،
ولمّا نزلت هذه الاية: (فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنا وَأَبْنَاءَكُمْ ) دعا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) عليّاً وفاطمة والحسن والحسين وقال: «اللهمّ هؤلاء أهل بيتي »(1) .
وأخرج البزّار والطبراني والحاكم وابن النجار وابن عساكر والخطيب عن عليّ (عليه السلام) أنّ النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) قال له: «أما ترضى أن تكون منّي بمنزلة هارون من موسى إلاّ أنّه لا نبيّ بعدي».
قال الهيثمي: رواه الطبراني في الاوسط ورجاله رجال الصحيح(2) .
____________
1 ـ صحيح مسلم: 15 / 184 ح: 32 من ب: 4 م: 2404، مسند أحمد بن حنبل: 1 / 185، سنن الترمذي: 5 / 407 ح: 3745، فضائل الصحابة لاحمد: 2 / 643 ح: 1093، البحر الزخار للبزار: 3 / 324 ح 1120، فرائد السمطين: 1 / 124 ح: 87، سنن ابن ماجة: 1 / 45 ح: 121، البداية والنهاية: 7 / 376، تاريخ دمشق: 42 / 112 ـ 117، المستدرك: 3 / 108 ـ 109، كنز العمال: 13 / 162 ـ 163 ح: 36495 و 36496، السنن الكبرى للنسائي: 5 / 122 ـ 123 ح: 8439، ذخائر العقبى / 61، تذكرة الخواص / 27، مقتل الحسين / 14، المناقب للمغازلي / 32 ح: 48، كفاية الطالب / 75، المناقب للخوارزمي / 108 ح: 115، الخصائص العلوية / 33 ـ 35 و 179 ح: 11 و 12 و 126، درر السمطين / 107، المصنف لابن أبي شيبة: 6 / 369 ح: 32069، وعن الدروقي في مسند سعد: 1 / 185 والحسن بن عرفة في جزئه.
2 ـ البحر الزخار: 3 / 59 ـ 60 ح: 817، تاريخ بغداد: 4 / 71 م: 1693، مجمع الزوائد: 9 / 110، كنز العمال: 11 / 606 ـ 607 ح: 32933، وعن كشف الاستار مناقب علي: 3 / 185 ح: 2527.
وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه، وفي الباب عن سعد وزيد بن أرقم وأبي هريرة وأم سلمة(1) .
وأخرج ابن أبي شيبة وابن عساكر والطبراني وابن أبي عاصم عن زيد بن أرقم أنّ النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) قال لعلي: «أنت منّي بمنزلة هارون من موسى إلاّ أنه لا نبيّ بعدي».
قال الهيثمي: رواه الطبراني بإسنادين، في أحدهما ميمون ـ أبو عبد الله البصري ـ وثّقه ابن حبان وضعّفه جماعة، وبقية رجاله رجال الصحيح(2) .
وأخرج ابن عساكر والطبراني وابن أبي عاصم عن جابر بن سمرة قال:
____________
1 ـ مختصر تاريخ دمشق: 17 / 347، سنن الترمذي: 5 / 410 ح: 3751، تاريخ بغداد: 3 / 289 م: 1376، تاريخ دمشق: 42 / 154 و 168 و 176 ـ 177، المعجم الاوسط: 5 / 136 ح: 4260، كنز العمال: 11 / 599 ح: 32881،13 / 150 ـ 151 و 158: 36470 و 36488، البداية والنهاية: 7 / 378، السنة لابن أبي عاصم: 2 / 588 ح: 1349، المناقب لابن المغازلي / 29 ح: 43.
2 ـ المصنف لابن أبي شيبة: 6 / 369 ح: 32068، مختصر تاريخ دمشق: 17 / 347، مجمع الزوائد: 9 / 111، تاريخ دمشق: 42 / 186، السنة لابن أبي عاصم: 2 / 588، 1347.
وأخرج أبو نعيم وابن عساكر وابن سعد وأحمد والبزّار والبلاذري والجويني وابن المغازلي وعن أبي بكر والمطيري في جزئه عن أبي سعيد الخدري أنّ النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) قال لعليّ: «أنت منّي بمنزلة هارون من موسى إلاّ أنّه لا نبيّ بعدي»(2) .
وأخرج أبو نعيم وابن عساكر والطبراني عن حبشي بن جنادة قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لعليّ: «أنت منّي بمنزلة هارون من موسى إلاّ أنّه لا نبيّ بعدي»(3) .
____________
1 ـ مجمع الزوائد: 9 / 110، تاريخ دمشق: 42 / 178، السنة لابن ابي عاصم: 2 / 588 ح 1348.
2 ـ حلية الاولياء: 8 / 307، تاريخ بغداد: 4 / 383 م: 2261، الطبقات الكبرى لابن سعد: 2 / 57 م: 3 وفي طبع: 3 / 14 ـ 15 وفي ثالث: 3 / 24، مختصر تاريخ دمشق: 17 / 347، تاريخ دمشق: 42 / 172 ـ 176، مجمع الزوائد: 9 / 109، كنز العمال: 11 / 603 ح: 32915، أنساب الاشراف: 2 / 348، البداية والنهاية: 7 / 378، سبل الهدى والرشاد: 11 / 291، المناقب لابن المغازلي / 31 ح: 47، فرائد السمطين: 1 / 127 ح: 89.
3 ـ حلية الاولياء: 4 / 345، المعجم الكبير: 4 / 17 ح: 3515، المعجم الاوسط: 8 / 289 ح : 7588، المعجم الصغير: 2 / 53 ـ 54، مجمع الزوائد: 9 / 109 ـ 110، تاريخ دمشق: 42 / 179 ـ 180، كنز العمال: 13 / 192 ح: 36572.
وأخرج ابن سعد وابن عساكر وابن عدي والبلاذري والطبراني عن البراء بن عازب وزيد بن أرقم قالا: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): «يا عليّ أما ترضى أن تكون منّي بمنزلة هارون من موسى غير أنّك لست بنبيّ»(2) .
وأخرج أحمد بن حنبل وابن أبي شيبة والنسائي والدارقطني وابن عساكر والطحاوي وابن عدي والطبراني وابن أبي عاصم والخطيب والبلاذري والجويني عن أسماء بنت عميس أن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال لعليّ: «أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلاّ أنّه ليس بعدي نبيّ».
أخرجه النسائي بثلاثة طرق، وقال المصحّح لكبراه في موضع: إسناده ثقات، و قال في موضع آخر: إسناده صحيح، وقال في الموضع الثالث: إسناده صحيح ورجاله ثقات.
وقال المحشّي على فضائل أحمد: إسناده صحيح.
____________
1 ـ تاريخ دمشق: 42 / 166 ـ 167، كنز العمال: 11 / 607 ح: 32934، مختصر تاريخ دمشق: 17 / 345، تاريخ بغداد: 7 / 453 م: 4023، الكامل لابن عدي: 1 / 496 م: 129.
2 ـ الطبقات الكبرى لابن سعد: 2 / 58 وفي طبع: 3 / 15 وفي ثالث: 3 / 25، تاريخ دمشق: 42 / 177 ـ 178، أنساب الاشراف: 2 / 349، الكامل لابن عدي: 8 / 159 م: 1895، المعجم الكبير: 5 / 203 ح: 5094 و 5095.
وروى ابن عساكر وابن عدي: أن سفيان الثوري وعمر بن القيس الملائي قالا لموسى الجهني: إنّ الناس قد أفسدوا، فاكتم هذا الحديث ـ حديث فاطمة بنت علي ـ أن النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) قال لعلي: «أنت منّي بمنزلة هارون من موسى»، فقال : لا أكتمه ولا يسألن أحد عنه إلاّ حدّثته به(1) .
أنظر إلى الثوري وأمثاله كيف يكتمون الحقّ ويأمرون الناس بكتمانه في وقت كان واجبا على العالم إظهار العلم، وفي زمن كان المسلمون بأمس حاجة إلى كشف تلك الحقائق ؟!
وأخرج ابن حبّان وابن عساكر وابن عدي وأبو يعلى والطبراني عن أمّ سلمة أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قال لعلي: «أما ترضى أن تكون مني كما كان هارون من موسى غير أنه ليس بعدي نبيّ».
قال الهيثمي: رواه أبو يعلى والطبراني وفي إسناد أبي يعلى محمد بن سلمة
____________
1 ـ مسند أحمد: 6 / 369 و 438، فضائل الصحابة لاحمد: 2 / 598 و 642 ح: 1020 و 1091، المصنف لابن أبي شيبة: 6 / 369 ح: 32067، تاريخ بغداد: 10 / 43 م: 5171 و12 / 323 م: 6767، المعجم الكبير: 24 / 146 ـ 147 ح: 384 ـ 390، مجمع الزوائد: 9 / 109 و 112، تاريخ دمشق: 42 / 182 ـ 185، كنز العمال: 11 / 607 ح: 32937، الكامل لابن عدي: 2 / 375 م: 340 و3 / 153 م: 448، السنة لابن أبي عاصم: 2 / 588 ح: 1346، المؤتلف والمختلف: 4 / 2030، السنن الكبرى للنسائي: 5 / 124 ـ 125 ح: 8447 ـ 8449، فرائد السمطين: 1 / 122 ح: 85 ب: 21، الخصائص العلوية للنسائي / 96 ـ 97 ح: 62 ـ 64.
وأخرج البزّار والطبراني وابن المغازلي عن ابن عبّاس: أنّ النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) قال لعليّ: «أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلاّ أنّه لا نبيّ بعدي».
أورده الهيثمي في الزوائد وقال: رواه البزّار والطبراني، ورجال البزار رجال الصحيح، غير أبي البلج الكبير وهو ثقة(2) .
وأخرج أحمد والنسائي والحاكم وابن عساكر والطبراني وابن أبي عاصم عن ابن عباس، في حديث طويل ذكر فيه ابن عباس عشر فضائل لامير المؤمنين (عليه السلام)، وجاء فيه: أنّ النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) قال له: «أما ترضى أن تكون منّي بمنزلة هارون من موسى إلاّ أنّك لست بنبيّ ؟» قال: نعم. قال: «وإنّك خليفتي في كل مؤمن»، وفي بعض الروايات: «إنّه لا ينبغي أن أذهب إلاّ وأنت خليفتي من بعدي»، وفي رواية: «وأنت خليفتي في كل مؤمن من بعدي».
وقال الحاكم: هذا حديث صحيح الاسناد ولم يخرجاه بهذه السياقة، وأقرّه الذهبي.
____________
1 ـ تاريخ دمشق: 42 / 156 و 181، صحيح ابن حبان: 15 / 15 ـ 16 ح: 6643، المطالب العالية: 4 / 57 ح: 3950، مسند أبي يعلى: 12 / 310 ح: 6883، البداية والنهاية: 7 / 378، المعجم الكبير: 23 / 377 ح: 892، مجمع الزوائد: 9 / 109.
2 ـ مجمع الزوائد: 9 / 109، المناقب لابن المغازلي / 30 ح: 46.
وأخرج ابن عساكر وابن المغازلي عن أنس بن مالك: أن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: «يا عليّ أنت منّي وأنا منك، أنت منّي بمنزلة هارون من موسى إلاّ أنّه لا يوحى إليك»(2) .
وأخرج القطيعي وابن عساكر وابن المغازلي عن معاوية قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لعليّ: «أنت منّي بمنزلة هارون من موسى غير أنّه لانبيّ بعدي»(3) .
وأخرج ابن عساكر عن زيد بن أبي أوفى قال: دخل رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)
____________
1 ـ المستدرك: 3 / 132 ـ 134، السنة لابن أبي عاصم: 2 / 589 ح: 1351، السنن الكبرى للنسائي: 5 / 112 ـ 113 ح: 8409، مسند أحمد: 1 / 330 ـ 331، فضائل الصحابة له: 2 / 683 ـ 684 ح: 1168، مجمع الزوائد: 9 / 119، ذخائر العقبى / 156 ـ 157، تاريخ دمشق: 42 / 98 ـ 102 من طرق، كنز العمال: 11 / 606 ح: 32931.
2 ـ تاريخ دمشق: 42 / 178 ـ 179 و 186 ـ 187، مختصره: 17 / 347، المناقب لابن المغازلي / 30 ح: 44.
3 ـ فضائل الصحابة لاحمد: 2 / 675 ح: 1153، تاريخ دمشق: 42 / 170 ـ 171، مختصر تاريخ دمشق: 17 / 347، ذخائر العقبى عن أبي حازم / 145، المناقب لابن المغازلي / 34 ـ 35 ح: 52.
وأخرجه ابن عدي وابن عساكر عن أبي هريرة، والطبراني عن أبي أيّوب الانصاري، والقطيعي وابن أبي عاصم عن سعيد بن زيد، وابن عساكر عن عقيل بن أبي طالب وأبي الطفيل ونبيط بن شريط وفاطمة بنت حمزة، والموفق بن أحمد الخوارزمي عن أبي ليلى، وابن عساكر والطبراني عن مالك بن الحويرث، وابن المغازلي عن عبد الله بن مسعود، والطبراني عن عبد الله بن عمر(2) .
وأخرج شمس الدين الجزري عن فاطمة وسكينة ابنتي الحسين (عليه السلام) عن أم كلثوم بنت فاطمة (عليها السلام) قالت: أنسيتم قول رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): «من كنت مولاه فعليّ مولاه»، وقوله: «أنت منّي بمنزلة هارون من موسى»(3) .
____________
1 ـ تاريخ دمشق: 42 / 179.
2 ـ تاريخ دمشق: 42 / 171 ـ 172 و 179 و 180 و 181 و 186، كنز العمال: 11 / 606 ح: 32932، مناقب علي بن أبي طالب لابن المغازلي: 36 ـ 37 ح: 56، المعجم الاوسط: 2 / 277 ح: 1488، مجمع الزوائد عنه والكبير: 9 / 110 ـ 111، الكامل لابن عدي: 3 / 328 م: 531 و7 / 205 م: 1603، المعجم الكبير: 4 / 184 ح: 4087، فضائل الصحابة لاحمد: 2 / 670 ح: 1143، السنة لابن أبي عاصم: 2 / 588 ح: 1350، مختصر تاريخ دمشق: 15 / 332 و17 / 348 و23 / 59، المناقب للخوارزمي / 61 ح: 31، ينابيع المودة / 134.
3 ـ مناقب الاسد الغالب / 14.
وذكر ابن الجوزي في التذكرة: أنّ أحمد أخرج في الفضائل عن أبي بردة: أنّ النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) قال لعليّ: «ألا ترضى أن تكون منّي بمنزلة هارون من موسى إلاّ النبوّة وأنت خليفتي»(2) .
وذكر ابن عبد ربه الاندلسي في العقد الفريد: أن أروى بنت الحارث بن عبد المطّلب دخلت على معاوية ـ فذكر كلاماً جرى بينهما وجاء فيه ـ أنّها قالت له: فكنّا فيكم بمنزلة بني إسرائيل في آل فرعون، وكان عليّ بن أبي طالب (رحمه الله)بمنزلة هارون من موسى، فغايتنا الجنة وغايتكم النار(3) .
وعن عمرو بن العاص أنّه قال في جواب كتاب معاوية إليه ـ وهو يتثاقل في قبول دعوته ويغالي في سعره بسرد فضائل عليّ (عليه السلام) ـ: وقد قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): «هو منّي وأنا منه وهو منّي بمنزلة هارون من موسى إلاّ أنّه لا نبيّ بعدي»(4) .
____________
1 ـ كنز العمال: 16 / 186 ح: 44216.
2 ـ تذكرة الخواص / 28.
3 ـ العقد الفريد كتاب الوفود وفود أروى بنت عبد المطلب: 1 / 346 ـ 347.
4 ـ المناقب للخوارزمي / 199.
إنّي عندما وقفت على محكيّ كلام أبي حازم في أوّل الامر تعجّبت منه كثيراً ورأيته بعيداً، فلمّا عثرت على ذلك الحشد الهائل من طرق الحديث وأسانيده مع أنّي لم أكن بصدد الاستيعاب وجمع كلّ ما ورد في الباب، زال عنّي ذلك الاستغراب، وأوردت شيئاً يسيراً منه في هذه العجالة مشيراً إلى أكثر من ذلك.
وقال الصالحي الشامي: تنبيه: هو حديث متواتر عن نيف وعشرين صحابيّا، واستوعبها الحافظ ابن عساكر عن نحو عشرين ورقة.
وحكى الكنجي عن الحاكم أنه قال: هذا حديث دخل في حدّ التواتر(2) .
وقال ابن كثير الشامى وابن الجزري والكنجي: أنَّ الحافظ ابن عساكر قال: وقد روى هذا الحديث عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) جماعةٌ من الصحابة، منهم ... ثم ذكر أسماء تسعة عشر منهم(3) .
وقال الموفّق بن أحمد: روى حديث: «أنت منّي بمنزلة هارون من موسى
____________
1 ـ شواهد التنزيل: 1 / 152 ذيل ح: 205.
2 ـ سبل الهدى والرشاد: 11 / 292، كفاية الطالب / 337.
3 ـ البدايد والنهاية: 7 / 377، مناقب الاسد الغالب / 16، كفاية الطالب / 251.
1 ـ علي.
2 ـ وعمر.
3 ـ وعامر بن سعد.
4 ـ وسعد بن أبي وقاص.
5 ـ وأم سلمة.
6 ـ وأبو سعيد.
7 ـ وابن عباس.
8 ـ وجابر بن عبد الله.
9 ـ وأبو هريرة.
10 ـ وجابر بن سمرة.
11 ـ وحبشي بن جنادة.
12 ـ وأنس.
13 ـ ومالك بن الحويرث.
14 ـ وأبو أيوب.
15 ـ وزيد بن أبي أوفى.
16 ـ وأبو رافع.
17 ـ وزيد بن أرقم.
18 ـ و البراء.
19 ـ وعبد الله بن أبي أوفى.
20 ـ ومعاوية بن أبي سفيان.
22 ـ وبريدة بن الحصيب.
23 ـ وخالد بن عرفطة.
24 ـ وحذيفة بن أسيد.
25 ـ وأبو طفيل.
26 ـ وأسماء بنت عميس.
27 ـ وفاطمة بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم).
28 ـ وفاطمة بنت حمزة بن عبد المطلب(1) .
وقد لا حظت روايته من قبل جماعة آخرين غير هؤلاء وهم:
29 ـ سعيد بن زيد.
30 ـ وعقيل بن أبي طالب.
31 ـ وعمّار بن ياسر.
32 ـ وأبو ليلى.
33 ـ وأبو بردة.
34 ـ وعمرو بن العاص.
35 ـ وأروى بنت الحارث.
36 ـ وسكينة بنت علي.
مضافاً إلى إرسالات غيرهم من التابعين، قد أعرضنا عن ذكرها.
____________
1 ـ مقتل الحسين / 82.
ذكر المنزلة في مقامات أخرى
إنّ تواتر حديث المنزلة أمر معلوم من طرق الشيعة كما أنه مسلّم من طرق السنة، لا ينكره إلاّ مكابر أو معاند، إلاّ أن بعض أعلام أهل السنّة حاولوا أن ينقذوا مذهبهم من هجوم هذا الحديث بحمل خلافة عليّ ووزارته على عدد مخصوصين وهم أهل النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، وفي مدّة خاصة وهي مدّة المسير إلى غزوة تبوك، غافلين عن أنّ النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) لم يخرج من عموم المنزلة إلاّ النبوّة، فأخرجوا أكثر مما استثناه، بل صرّح النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) ـ كما لاحظته في بعض الصحاح ـ أنه خليفته من بعده على كلّ مؤمن، مع أنه لو كانت خلافته وولايته على أهل النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) لكانت على غيرهم بطريق أولى. ومنهم ابن الصبّاغ المالكي ; فإنّه بعد أن أوضح كيفيّة منزلة هارون من موسى بسرد ما ورد من الايات في ذلك قال: فتلخّص أنّ منزلة هارون من موسى صلوات الله عليهما: أنّه كان أخاه ووزيره وعضده في النبوّة وخليفته على قومه عند سفره، وقد جعل رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) عليّاً منه بهذه المنزلة إلاّ النبوّة، فانه (صلى الله عليه وآله وسلم) استثناها بقوله: «غير أنّه لا نبيّ بعدي»، فعليّ أخوه ووزيره وعضده وخليفته على أهله عند سفره إلى تبوك(1) .
والظاهر أنّ كثرة الاخبار وتراكمها وتصريح بعضها في غزوة تبوك أذهلت هؤلاء الاعلام عن أن هذه المنزلة كانت بصورة عامّة وأنّ النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) بَيَّنها في عدّة مقامات لا في غزوة تبوك فقط، فإليك ذكر بعضها:
1 ـ عندما قاله النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) لامّ سلمة:
أخرج ابن عساكر والجويني والكنجي والموفق بن أحمد والطبراني وعن
____________
1 ـ الفصول المهمة / 44.
2 ـ عندما اختصم عليّ وجعفر وزيد في بنت حمزة:
أخرج ابن عساكر عن عبد الله بن جعفر أنّه لمّا قدمت ابنة حمزة المدينة اختصم فيها عليّ وجعفر وزيد.. فذكر القصّة إلى أن قال: فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): «يا عليّ أنت منّي بمنزلة هارون من موسى الاّ النبوة»(2) .
3 ـ عندما قال له عند جماعة من أصحابه:
أخرج ابن عساكر وابن النجّار والموفّق بن أحمد عن ابن عباس، سمعت عمر بن الخطاب وعنده جماعة فتذاكروا السابقين إلى الاسلام، فقال عمر: أمّا عليّ فسمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول فيه ثلاث خصال، لوددت أنّ لي واحدة منهنّ فكان أحبّ إليّ مما طلعت عليه الشمس، كنت أنا وأبو عبيدة وأبو بكر
____________
1 ـ كنز العمال: 11 / 607 ح: 32936، سبل الهدى والرشاد: 11 / 291، تاريخ دمشق: 42 / 42 و 169، مختصر تارخ دمشق: 17 / 346، مجمع الزوائد: 9 / 111، جامع المسانيد والسنن: 30 / 220 ح: 424، فرائد السمطين: 1 / 149 ـ 150 ح: 113 ب: 29، كفاية الطالب / 145، المناقب للخوارزمي / 142 ح: 163، ينابيع المودة / 50 ب: 6، 55 ب: 7، المعجم الكبير: 12 / 14 ـ 15 ح: 12341، منتخب الكنز: 5 / 31 ـ 32.
2 ـ تاريخ دمشق: 42 / 170، مختصره: 17 / 346.
وفي لفظ نقله الصالحي الشامي عن الحاكم والمتّقي الهندي عن الحسن ابن بدر والحاكم في الكنى والشيرازي في الالقاب وابن النجّار أنَّ عمر قال: كفّوا عن عليّ فإنّي سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول: في عليّ ثلاث خصال لئن يكون لي واحدة منهنّ أحبّ إليّ مما طلعت عليه الشمس ; كنت أنا وأبو بكر وأبو عبيدة بن الجراح ونفر من أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، والنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) متّكئ على عليّ حتى ضرب بيده على منكبيه، ثم قال: «يا عليّ أنت أوّل المؤمنين إيماناً وأوّلهم إسلاماً، أنت مني بمنزلة هارون من موسى، وكذب ـ يا علي ـ من زعم أنّه يحبني ويبغضك»(1) .
4 ـ عند تسمية الاصحاب وضرب الامثال لهم:
أخرج ابن عساكر عن ابن عبّاس قال: رأيت عليّاً أتى النبيَّ (صلى الله عليه وآله وسلم) فاحتضنه من خلفه فقال: بلغني أنك سمّيت أبابكر وعمر وضربت أمثالهما، ولم تذكرني ! فقال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): «أنت منّي بمنزلة هارون من موسى»(2) .
____________
1 ـ تاريخ دمشق: 42 / 167، مختصر تاريخ دمشق: 17 / 345 ـ 346، سبل الهدى والرشاد : 11 / 291 ـ 292، ينابيع المودة / 202، ذخائر العقبى / 111، كنز العمال: 13 / 122 ـ 123 و 124 ح: 36392 و 36395، المناقب للخوارزمي / 54 ـ 55 ح: 19.
2 ـ تاريخ دمشق: 42 / 169، مختصر تاريخ دمشق: 17 / 346.
5 ـ يوم اضطجاع الصحابة في المسجد:
أخرج ابن عساكر والكنجي والموفّق بن أحمد عن جابر بن عبد الله الانصاري قال: جاءنا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ونحن مضطجعون في المسجد وفي يده عسيب رطب فضربنا وقال: «أترقدون في المسجد، إنّه لا يرقد فيه أحد»، فأجفلنا وأجفل معنا عليّ بن أبي طالب، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): «تعال يا عليّ، إنّه يحلّ لك ما يحلّ لي، يا علي ألا ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلاّ النبوّة»(1) .
6 ـ يومي تسمية الحسنين (عليهما السلام):
أخرج الموفّق بن أحمد والجويني عن أسماء بنت عميس قالت: لمّا ولد الحسن جاءني النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، فقال: «يا أسماء هاتي ابني»، فدفعته إليه في خرقة صفراء، فرمى بها النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم)، فقال: يا أسماء ألم أعهد إليكم أن لا تلفّوا المولود في خرقة صفراء ؟! قالت: فأخذته منه فلففته في خرقة بيضاء ودفعته إلى النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) فأذّن في أذنه اليمنى وأقام في اليسرى، فقال لعلي: «أي شيء سميت ابني ؟» قال: ما كنت لاسبقك باسمه يا رسول الله ! وقد كنت أحبّ أن أسميه حرباً، فقال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): «ولا أنا أيضاً أسبق باسمه ربّي عزّوجلّ»، فهبط جبريل فقال: السلام عليك يا محمّد، العليّ الاعلى يقرئك السلام ويقول : عليّ منك بمنزلة هارون من موسى ولا نبيّ بعدك، سمّ ابنك هذا باسم ابن هارون، قال: «وما اسم ابن هارون ؟» قال: شبّر، قال: «لساني عربي»
____________
1 ـ تاريخ دمشق: 42 / 139 و 140، المناقب للخوارزمي / 109 ح: 116، كفاية الطالب / 250 ـ 251، ينابيع المودة / 51، 88.
قالت أسماء: فسماه الحسن، فلمّا كان يوم سابعه عقّ عنه النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) بكبشين أملحين وأعطى القابلة فخذاً، وحلق رأسه وتصدّق بوزن الشعر وَرِقاً، وطلا رأسه بالخلوق ثم قال: «يا أسماء الدم فعل الجاهلية».
قالت أسماء: فلمّا كان بعد حول من مولد الحسن ولد الحسين، فجاءني النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) فقال: «يا أسماء هلمّي بابني»، فدفعته إليه في خرقة بيضاء، فأذّن في أذنه اليمنى وأقام في اليسرى، ووضعه في حجره فبكى !!
قالت أسماء: قلت: فداك أبي وأمي، ممّ بكاؤك ؟ قال: «على ابني هذا»، قلت: ولد الساعة وتبكيه !؟ قال: «يا أسماء تقتله الفئة الباغية من بعدي لا أنالهم الله شفاعتي»، ثم قال: «يا أسماء لا تخبري فاطمة بهذا، فإنها قريبة عهد بولادته» ثم قال لعلي: «أي شيء سمّيت ابني ؟» قال: ما كنت لاسبقك باسمه يا رسول الله ! وقد كنت أحبّ أن أسمّيه حرباً، فقال النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم): «ولا أنا أسبق باسمه ربّي عزّوجلّ»، فهبط جبريل فقال: السّلام عليك يا محمّد، العليّ الاعلى يقرئك السلام ويقول: عليّ منك بمنزلة هارون من موسى ولا نبيّ بعدك، سمِّ ابنك باسم ابن هارون، قال: «وما اسم ابن هارون ؟»، قال: شبير، قال: «لساني عربيّ يا جبرائيل !»، قال: سمِّه حسيناً...(1) .
____________
1 ـ مقتل الحسين / 136 ـ 137، فرائد السمطين: 2 / 103 ـ 105 ح: 412 ب: 23، ينابيع المودة / 220 ـ 221 و 432 عن جواهر العقدين، درر السمطين / 194، الرياض النضرة: 3 / 119.
أن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال لعليّ: «أغضبتَ عليّ حين آخيتُ بين المهاجرين والانصار و لم أؤاخ بينك وبين أحد منهم، أما ترضى أن تكون منّي بمنزلة هارون من موسى إلاّ أنّه ليس بعدي نبيّ، أَلاَ من أحبّك فقد حُفّ بالامن والايمان ومن أبغضك أماته الله ميتة جاهلية»(1) .
أخرج عبد الله بن أحمد والقطيعي وابن عساكر والخوارزمي والجويني والبغوي والطبراني والباوردي وابن عدي وابن أبي عاصم والاجري وغيرهم في حديث طويل حول كيفية المواخاة عن زيد بن أبي أوفى، قال: دخلت على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في مسجده ـ فذكر قصة مواخاة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بين أصحابه ـ فقال علي: يا رسول الله، لقد ذهبت روحي وانقطع ظهري حين رأيتك فعلت بأصحابك ما فعلت غيري، فان كان هذا من سخط عليّ فلك العتبى والكرامة، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): «والذي بعثني بالحقّ ما أخّرتك إلاّ لنفسي وأنت منّي بمنزلة هارون من موسى غير أنه لا نبيّ بعدي وأنت أخي ووارثي»، فقال: وما أرث منك ؟ قال: «ما ورث الانبياء من قبلي»، قال: وما ورث الانبياء من قبلك ؟ قال: «كتاب الله وسنّة نبيّهم وأنت معي في قصري في الجنّة مع فاطمة ابنتي وأنت أخي رفيقي»، ثم تلى: ( إخْوَاناً عَلَى سُرُر مُتَقَابِلِينَ ) المتحابّين في الله ينظر بعضهم إلى بعض».
____________
1 ـ الفصول المهمة / 38 ـ 39، كنز العمال: 11 / 607 ح: 32935، منتخب الكنز: 5 / 31، المعجم الاوسط: 8 / 435 ح: 7890، مجمع الزوائد: 9 / 111، ينابيع المودة / 56 ـ 57.
وذكره ابن عدي في كامله بصورة كاملة ثم قال: وزيد بن أبي أوفى يعرف بهذا الحديث ـ حديث المؤاخاة ـ بهذا الاسناد وكلّ من له صحبة ممن ذكرناه في هذا الكتاب، فانما تكلّم البخاري في ذلك الاسناد الذي انتهى فيه إلى الصحابي ; إنّ ذلك الاسناد ليس بمحفوظ، وفيه نظر(1) .
فطريق البخاري يغاير طريق ابن عدي ; فإنه روى عن زيد بن أبي أوفى من طريق سعد بن شرحبيل، وابن عدي روى عنه بسنده إلى عبد الله بن شرحبيل عن زيد.
والعجب من السيوطي كيف اكتفى بكلام البخاري ـ حول طريقه الذي هو: حسّان عن إبراهيم بن بشر عن يحيى بن معين عن إبراهيم عن سعد عن زيد ـ بقوله: لا يتابع، وغفل عن أسانيد الاخرين ؟!
____________
1 ـ فضائل الصحابة لاحمد: 1 / 525 ح: 871 و2 / 638 ـ 639 و 666 ـ 667 ح: 1085 و 1137، فرائد السمطين: 1 / 112 ـ 121 ح: 80 و 83 ب: 20 و 21، مختصر تاريخ دمشق : 17 / 312، المناقب للخوارزمي / 150 ـ 151 ح: 178، ينابيع المودة / 50 و 56، كنز العمال: 9 / 167 ـ 170 ح: 25554 و 25555، 13 / 105 ـ 106 ح: 36345، منتخب الكنز: 5 / 31 ـ 32، الكامل لابن عدي: 4 / 161 ـ 163 م: 703، التاريخ الكبير للبخاري: 3 / 386 م: 1285، المعجم الكبير: 5 / 220 ـ 221 ح: 5146، درر السمطين / 94 ـ 95، الدر المنثور: 6 / 76 ـ 77 حول آية: 75 من سورة الحج وفي طبع: 4 / 177، تاريخ دمشق: 42 / 52 ـ 53، الاحاد والمثاني: 5 / 170 ـ 172 ح: 2707، الشريعة للاجري: 3 / 210 ـ 212 ح: 1570.
ثم قال ابن الجوزي: فإن قيل: ففي إسناده عبد المؤمن بن عباد وكان ضعيفاً، والجواب: الحديث الذي يرويه عبد المؤمن حديث طويل، أخرجه أبو محمد بن عدي الحافظ من حديث زيد بن أبي أوفى، وقد أخرجه جدي أبو الفرج في الاحاديث الواهية، أما هذا الحديث فأخرجه أحمد في الفضائل من غير رواية عبد المؤمن ورجاله ثقات، وهو من حديث عبد الله بن أبي أوفى، فهذا حديث وذاك آخر، والدليل على صحّته أنّه أخرجه الترمذي بمعناه في جامعه(1) .
أخرج القطيعي والخطيب وابن عساكر وابن المغازلي والموفّق بن أحمد
____________
1 ـ تذكرة الخواص / 31.
وفي بعض نسخ المناقب للموفّق بن أحمد: أنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) آخى بين المسلمين يوم بدر، ثم قال: يا علي...(1)
8 ـ يوم سد الابواب غير باب علي:
أخرج الكنجي وابن المغازلي عن حذيفة بن أسيد الغفاري: فذكر قصّة سدّ الابواب إلاّ باب علي، إلى أن قال: ونَفَسَ ذلك رجال على عليّ (عليه السلام)فوجدوا في أنفسهم وتبيّن فضله عليهم وعلى غيرهم من أصحاب النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، فبلغ ذلك النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فقام خطيباً، فقال: «إنّ رجالاً يجدون في أنفسهم في أن أُسكن عليّاً في المسجد، والله ما أخرجتهم وأسكنته، إنّ الله عزوجل أوحى إلى موسى وأخيه: ( أنْ تَبَوَّآ لِقَوْمِكُمَا بِمِصر بُيُوتَاً وَاْجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً وَاَقِيمُوا الصَّلاَةَ ) ، وأمر موسى أن لا يسكن مسجده ولا ينكح فيه ولا يدخله إلاّ هارون وذرّيّته، وأنَّ عليّاً منّي بمنزلة هارون من موسى، وهو أخي دون أهلي، ولا يحلُّ مسجدي لاحد ينكح فيه النساء إلاّ عليّ وذرّيّته، فمن ساءه فهاهنا»، وأومأ بيده إلى نحو الشام(2) .
____________
1 ـ المناقب للخوارزمي / 140 ح: 159، مقتل الحسين له / 82 ح: 36، تذكرة الخواص / 29، فضائل الصحابة لاحمد: 2 / 663 ح: 1131، ينابيع المودة / 57 ب: 9، مختصر تاريخ دمشق: 17 / 313، المناقب لابن المغازلي / 42 ـ 43 ح: 65، تاريخ دمشق: 42 / 53 ـ 54، الجمع والتفريق للخطيب: 2 / 72 م: 177.
2 ـ المناقب لابن المغازلي / 253 ـ 255 ح: 303، كفاية الطالب / 251، ينابيع المودة / 88 ب: 17.
9 ـ يوم قدومه بفتح خيبر:
أخرج الموفّق بن أحمد وابن المغازلي والكنجي والطبراني بإختصار عن جابر بن عبد الله، قال: لما قدم عليّ بن أبي طالب بفتح خيبر قال له النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم): «يا علي لولا أن تقول طائفة من أمّتي فيك ما قالت النصارى في عيسى بن مريم لقلت فيك مقالاً لا تمرّ بملا من المسلمين إلاّ أخذوا التراب من تحت رجليك و فضل طهورك يستشفون بهما، ولكن حسبك أن تكون مني وأنا منك، ترثني وأرثك، وأنت مني بمنزلة هارون من موسى غير أنّه لا نبيّ بعدي»(1) .
ونقل البلخي عن المناقب عن عليّ (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): يا عليّ أنت منّي بمنزلة شيث من آدم وبمنزلة سام من نوح وبمنزلة إسحاق من إبراهيم، كما قال تعالى: ( وَصَّى إبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبَ... ) ، الاية وبمنزلة هارون من موسى وبمنزلة شمعون من عيسى وأنت وصيي ووارثي وأنت أقدمهم سلماً وأكثرهم علماً وأوفرهم حلماً وأشجعهم قلباً وأسخاهم كفّاً وأنت إمام أمّتي وقسيم الجنّة والنار، بمحبّتك يعرف الابرار من الفجّار ويميَّز بين المؤمنين والمنافقين والكفّار»(2) .
____________
1 ـ المناقب لابن المغازلي / 237 ـ 238 ح: 285، ينابيع المودة / 63، 130 ـ 131، المعجم الكبير: 1 / 320 ح: 951، كفاية الطالب / 232 عن علي، المناقب للموفق بن أحمد / 128 ـ 129 و 158 ح: 143 و 188.
2 ـ ينابيع المودة / 86 ب: 16.
علي وزير النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)
ففي النصوص الاتية ـ مضافاً إلى ما تقدّم ـ يصرّح النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) بمنزلة عليّ منه ووزارته له.
أخرج القطيعي وابن عساكر والحسكاني وابن المغازلي عن أسماء بنت عميس، قالت: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول: «اللهمّ إنّي أقول ـ كما قال أخي موسى ـ: اللهمّ اجعل لي وزيراً من أهلي عليّاً أخي، اشدد به أزري وأشركه في أمري كي نسبّحك كثيراً ونذكرك كثيراً إنّك كنت بنا بصيراً»(2) .
____________
1 ـ بحار الانوار: 37 / 254 ـ 289 ب: 53 باب أخبار المنزلة والاستدلال بها على إمامته (عليه السلام) و 38 / 330 ـ 347 ب: 68 باب الاخوة و 18 / 212.
2 ـ فضائل الصحابة لاحمد: 2 / 678 ح: 1158، مختصر تاريخ دمشق: 17 / 312، شواهد التنزيل: 1 / 369 ـ 371 ح: 511 ـ 513، تذكرة الخواص / 30، تاريخ دمشق: 42 /52، ينابيع المودة / 204.
وأخرج ابن المغازلي عن ابن عباس، قال: أخذ رسول الله بيدي وأخذ بيد عليّ، فصلّى أربع ركعات ثم رفع يده إلى السماء فقال: «اللهمّ سألك موسى بن عمران، و أنا محمّد أسألك أن تشرح لي صدري وتيسّر لي أمري وتحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي واجعل لي وزيراً من أهلي عليّاً اشدد به أزري وأشركه في أمري»(2) .
ونقل القندوزي عن مسند أحمد بن حنبل بسنده عن نسيم قال: سمعت رجلا من خثعم يقول: إنّي سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول: «اللهم إنّي أقول كما قال أخي موسى ; اللهم اجعل لي وزيراً من أهلي عليّاً أخي اشدد به أزري وأشركه في أمري، كي نسبّحك كثيراً ونذكرك كثيراً إنّك كنت بنا بصيراً»(3) .
____________
1 ـ شواهد التنزيل: 1 / 368 ح: 510.
2 ـ مناقب علي بن أبي طالب / 328 ح: 375، شواهد التنزيل: 1 / 369 هامشه.
3 ـ ينابيع المودة / 87 ب: 17
وقال الحسكاني: رواه جماعة عن عبيد الله بن موسى، وهو ثقة، وتابعه جماعة(1) .
وأخرج الطبراني عن عبد الله بن عمر قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لعليّ:
«ألا أرضيك يا عليّ ! أنت أخي ووزيري تقضي ديني وتنجز موعدي وتبرئ ذمّتي ; فمن أحبّك في حياة منّي فقد قضى نحبه، ومن أحبّك في حياة منك بعدي ختم الله بالامن والايمان، ومن أحبّك بعدي ولم يرك ختم الله له بالامن والايمان و آمنه يوم الفزع، ومن مات وهو يبغضك يا عليّ مات ميتة جاهلية، يحاسبه الله بما عمل في الاسلام»(2) .
وأخرج ابن عساكر وعن الخطيب عن أنس بن مالك قال: كنا إذا أردنا أن نسأل رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أمرنا عليّ بن أبي طالب أو سلمان الفارسي أو ثابت ابن معاذ الانصاري، لانّهم كانوا أجرأ أصحابه على سؤاله، فلمّا نزلت: ( إذَا جَاءَ نَصْرُ اللهِ وَالْفَتْح ) وعلمنا أنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) نعيت إليه نفسه، قلنا
____________
1 ـ ميزان الاعتدال: 4 / 127 م: 8590، شواهد التنزيل: 1 / 373 ـ 374 ح: 515 ـ 516، الكامل لابن عدي: 8 / 136 م: 1883 وليس فيه لفظة: (وزيري)، تاريخ دمشق: 42 / 57 من طرق، ينابيع المودة / 253.
2 ـ كنز العمال: 11 / 610 ـ 611 ح: 32955، مجمع الزوائد: 9 / 121.
وروى محمد بن سليمان قريباً من ذلك عن سلمان الفارسي وأنس بن مالك(1) .
وأورد ابن أبي الحديد في شرحه عن أبي رافع: أنّ أباذر قال له ولاناس معه: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول لعليّ: «أنت أوّل من آمن بي وأول من يصافحني يوم القيامة وأنت الصدّيق الاكبر وأنت الفاروق الذي يفرق بين الحق والباطل وأنت يعسوب المؤمنين والمال يعسوب الكافرين، وأنت أخي ووزيري و خير من أترك بعدي، تقضي ديني وتنجز موعدي»(2) .
____________
1 ـ مختصر تاريخ دمشق: 17 / 314، تاريخ دمشق: 42 / 56، المناقب لمحمد بن سليمان: 1 / 387 و 445 ح: 306 و 345.
2 ـ شرح نهج البلاغة: 13 / 228.
عليّ وصيّ النبيّ على أمته
أخرج ابن عساكر والكنجي وابن المغازلي والموفّق بن أحمد وعن البغوي في معجمه عن بريدة الاسلمي قال: قال النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم): «لكلّ نبيّ وصيّ ووارث وإنّ عليّاً وصيّي ووارثي»(1) .
وأخرج أبو نعيم وعن ابن المغازلي والجويني عن أبي برزة الاسلمي قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): «إنّ الله عزوجل عهد إليَّ في عليّ عهداً: إنّ عليّاً راية الهدى وإمام أوليائي ونور من أطاعني، وهو الكلمة التي ألزمها المتّقين، من أحبّه أحبّني ومن أبغضه أبغضني، فبشّره»، فجاء علي فبشّرته بذلك، فقال: يا رسول الله، أنا عبد الله وفي قبضته فإن يعذّبني فبذنبي وإن يتمّ الذي بشّرني به فاللهُ أولى به، قال (صلى الله عليه وآله وسلم): «قلت اللهمّ أجل قلبه واجعله ربيعه الايمان، فقال ربّي عزّوجل: قد فعلت به ذلك، ثم قال تعالى: إنّي مستخصّه بالبلاء، فقلت: يا رب، إنّه أخي ووصيّي، فقال تعالى: إنّه شيء قد سبق ; إنه مبتلى ومبتلى به».
____________
1 ـ تاريخ دمشق: 42 / 392، ينابيع المودة / 79 و 207 و 232، كفاية الطالب / 228، المناقب للخوارزمي / 85 ح: 74، المناقب لابن المغازلي / 200 ـ 201 ح: 238، الرياض النضرة: 3 / 138 عن البغوي، ميزان الاعتدال: 2 / 273 م: 3697، العقد الثمين في إثبات وصاية أمير المؤمنين للشوكاني / 49.
وأخرج الطبراني والدارقطني ومحمد بن سليمان والحسكاني والموفّق بن أحمد والكنجي والجويني عن سلمان قال: قلت: يا رسول الله إنّ لكلّ نبيّ وصيّاً فمن وصيّك ؟ فسكت عني، فلما كان بعد رآني فقال: «يا سلمان !» فأسرعت إليه، قلت: لبّيك، قال: «تعلم من وصيّ موسى ؟» قلت: نعم، يوشع بن نون، قال: «لم ؟» قلت: لانّه كان أعلمهم يومئذ، قال: «فإن وصيّي وموضع سرّي وخير من أترك بعدي وينجز عدتي ويقضي ديني علي بن أبي طالب».
عزاه كل من الهندي والشامي للطبراني عن أبي سعيد وسلمان.
وأخرج محمد بن سليمان بطريق آخر عن أشياخ من كندة، قالوا: أتينا سلمان وهو نازل في كندة... فذكر القصّة إلى أن قال: ثم قال: ألكم حاجة ؟ فقلنا: نعم، جئنا نسألك عن وصي النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) من هو ؟ قال: سألت النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فقلت: من وصيك ؟ فقال: «إنّ وصيّي وموضع سرّي وخليفتي في أهلي وخير من أترك بعدي عليّ بن أبي طالب»(2) .
____________
1 ـ مناقب الامام لابن سليمان: 1 / 410 ـ 411 ح: 326 ب: 36، ينابيع المودة / 78 و 79 ـ 80 و 134.
2 ـ المعجم الكبير: 6 / 221 ح: 6063، شواهد التنزيل: 1 / 76 ـ 77 ح: 115، مجمع الزوائد: 9 / 113 ـ 114، كفاية الطالب / 259، كنز العمال: 11 / 610 ح: 32952، المناقب للخوارزمي / 112 ح 121، سبل الهدى والرشاد: 11 / 291، منتخب الكنز: 5 / 32، المؤتلف والمختلف للدارقطني: 3 / 1611، المناقب لمحمد بن سليمان: 1 / 384 ـ 385 و 387 ح: 302 و 304 و 307.
وفي رواية عن ابن مردويه: «يا سلمان، إنّ وصيّي وخليفتي وخير من أخلّفه بعدي عليّ بن أبي طالب، يؤدّي عنّي وينجز موعدي».
وأخرج محمد بن سليمان عن سلمان أنّه قال في خطبته يوم بويع لابي بكر: ألا وإن علياً عنده علم المنايا وعلم الوصايا وفصل الخطاب على منهاج هارون بن عمران، إذ يقول محمد (صلى الله عليه وآله وسلم): «يا علي أنت وليي ووصيي وخليفتي في أهلي بمنزلة هارون من موسى»(1) .
وأخرج الطبراني وأبو نعيم الاصفهاني وأبو العلاء الهمداني وأبو موسى والكنجي والجويني عن علي الهلالي أنه قال: دخلت على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في شكاته التي قبض فيها، فإذا فاطمة عند رأسه، قال: فبكت حتى ارتفع صوتها، فرفع رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) طرفه إليها فقال: «حبيبتي فاطمة، ما الذي يبكيك ؟» قالت: أخشى الضيعة من بعدك، قال: «يا حبيبتي، أما علمت أن
____________
1 ـ فضائل الصحابة لاحمد: 2 / 615 ح: 1052، الرياض النضرة: 3 / 138، تذكرة الخواص / 48، مختصر تاريخ دمشق: 17 / 314، مناقب الامام لابن سليمان: 1 / 313 ـ 314 و 388 ح: 307 و 327، ينابيع المودة / 78 و 208 و 231.
أورده الهيثمي في موضعين من مجمعه وقال: رواه الطبراني في الاوسط والكبير، وفيه الهيثم بن حبيب وقد اتّهم بهذا الحديث.
وقال العسقلاني في ترجمة الهيثم: روى عن ابن عيينة بإسناد صحيح خبراً طويلاً ظاهر البطلان في ذكر المهدي وغير ذلك، أورده الطبراني في الاوسط عن محمد بن رزيق بن جامع عنه. فالهيثم هو المتّهم به، قاله صاحب الميزان(1) .
فالذهبي لا يخاف من الله ولا يستحي من النبيّ وأهل بيته صلوات الله عليه و عليهم، فيفعل ما يشاء ويقول ما يريد، فما لهؤلاء الاعلام أمثال العسقلاني والهيثمي يخبطون خبط عشواء في الاقتداء به، ولم يتأمّلوا في أنّه
____________
1 ـ مجمع الزوائد: 8 / 253 و9 / 165، المعجم الكبير: 3 / 57 ـ 58 ح: 2675، معرفة الصحابة: 4 / 1976 ح: 4962 م: 2034، أسد الغابة: 4 / 42، الحاوي للفتاوى: 2 / 66 ـ 67، ذخائر العقبى / 235، المعجم الاوسط: 7 / 276 ـ 277 ح: 6536، تهذيب التهذيب: 11 / 80 ـ 81 م: 7678، ميزان الاعتدال: 4 / 320 م: 9294، عقد الدرر / 203 ـ 204 ب: 7، ينابيع المودة / 223 ـ 224، فرائد السمطين: 2 / 84 ـ 85 ح: 403 ب: 18، البيان للكنجي / 55 ـ 56 ب: 1، كشف الغمة للاربيلي: 3 / 258.
ألم يعلموا أنّ نفس الميزان فاسد، وشخص الذهبي متّهم ؟ ألم يلاحظوا في مواقفه حول ما يتعلّق بفضائل أهل البيت (عليهم السلام) كيف يطعن فيها ولو كان رجال السند من الثقات، حتّى عنده ؟ ألم يروا أنّ الذّهبي وإمامه كانا يسمّيان ما روي في فضائلهم بالمناكير، ويقولان في حقّ راويه: منكر الحديث، أو عنده مناكير !! وكيف لم يقفوا على أعماله بالنسبة إلى تلك الفضائل كلما رويت إعترته حدّة تزيل عقله، ويبادر بالقول: بل والله موضوع ـ رجماً بالغيب ـ ويعلّله بأنّ فيه الفلاني وقد ضعف، أو متروك.
فهل يكون وهن السند مستلزماً للوضع ؟ أو هل يكون ضعف راو في نظر الذهبي ملازماً لكذبه ؟ أم أن الذهبي لا يؤمن بأن هناك يوماً للحساب ؟!
وقد غاب عنهم أن نقل هذا الحديث غير مختص برواية الهيثم بن حبيب عن الصحابيّ المذكور، بل مروي بطرق مختلفة وألفاظ متقاربة عن جماعة آخرين من أكابر الصحابة، وهم:
[ أ ] ـ أبو أيوب الانصاري.
[ ب ] ـ وأبو سعيد الخدري.
[ ج ] ـ وسلمان الفارسي.
[ د ] ـ وجابر بن عبد الله الانصاري.
وجاء في رواياتهم بعد قول النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): «فأوحى إليّ أن أنكحك إيّاه» جملة: «واتخذته وصياً».
[ هـ ] ـ ورواه ابن المغازلي من طرق والموفق بن أحمد ـ وأشار إليه ابن
فكان على الذهبي أن يختار من بين كل سند شخصاً ليوجّه إليه إتّهاماته !
وقد يظهر من الحافظ العسقلاني في اللّسان أنه تنبّه لصنيع الذهبي ; حيث قال في ترجمة علي بن صالح الانماطي ـ وقد اتهمه الذهبي أيضاً ـ: فينبغي التثبيت في الذين يضعّفهم المؤلف من قِبَله.
____________
1 ـ [ أ ] المناقب للخوارزمي / 112 ح: 122، ينابيع المودة / 81 ب: 15 و 434 و 436 ب: 73، المعجم الكبير: 4 / 171 ح: 4046، منتخب الكنز: 5 / 31، مناقب علي بن أبي طالب لابن المغازلي / 101 و 151 ح: 144 و 188، كنزالعمال: 11 / 604 ح: 32923، المعجم الصغير: 1 / 37، ذخائر العقبى / 89، البيان للكنجي / 63 ب: 2، مسند فاطمة للسيوطي / 41 ـ 42 ح: 64.
[ ب ] الفصول المهمة / 295 ـ 296 عن الدارقطني، ينابيع المودة / 490 ب: 94، البيان للكنجي / 81 ـ 82 ب: 9.
[ ج ] كمال الدين وتمام النعمة / 262 ـ 264 ح: 10 ب: 24، الامالي للطوسي / 606 ـ 608 ح : 1254، بحار الانوار: 28 / 76 ح: 21 ب: 2 و40 / 66 ـ 67 ح: 100 ب: 91، منتخب الاثر / 76 ح: 31 ف: 1 ب: 6، وعن غاية المرام / 185 ـ 186 و 389 و 451 و 709 ح: 91 من ب: 23 وح: 1 من ب: 100 وح: 2 من ب: 2 وح: 14 من ب: 142.
[ د ] كفاية الاثر / 62 ـ 64، منتخب الاثر / 84 ـ 85 ح: 13 ف: 1 ب: 7، وعن غاية المرام / 449 ح: 9 ب: 1.
[ هـ ] المناقب للخوارزمي / 290 تحت رقم: 279، المناقب لابن المغازلي / 151 ح: 188، الكامل لابن عديّ: 4 / 473 ح: 840.
وحكى القندوزي عن المناقب عن عامر بن واثلة عن عليّ رضي الله عنهما قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): «يا عليّ أنت وصيّي، حربك حربي وسلمك سلمي، وأنت الامام وأبو الائمة الاحد عشر الذين هم المطهّرون المعصومون، ومنهم المهدي الذي يملا الارض قسطاً وعدلاً، فويل لمبغضيهم.
يا علي، لو أنّ رجلاً أحبّك وأولادك في الله لحشره الله معك ومع أولادك، وأنتم معي في الدرجات العُلى، وأنت قسيم الجنّة والنار، تدخل محبّيك الجنّة ومبغضيك النار».
وعن أبي ذر الغفاري قال: رأيت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) آخذاً بيد عليّ وهو يقول: «يا عليّ أنت أخي وصفيّي ووصيّي ووزيري وأميني، مكانك منّي مكان هارون من موسى إلاّ أنّه لا نبيّ بعدي، من مات وهو يحبّك ختم الله عزّوجلّ له بالامن والايمان، ومن مات وهو يبغضك لم يكن له نصيب من الاسلام»(2) .
وحكى عن مودّة القربى عن عتبة بن عامر الجهني قال: بايعنا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) على قول أن لا إله إلاّ الله وحده لا شريك له، وأنّ محمداً نبيّه وعليّاً
____________
1 ـ لسان الميزان: 5 / 42 م: 5889 وفي طبع: 4 / 235 م: 633 و 7 / 289 م: 9044.
2 ـ ينابيع المودة / 85 ب: 16 و/ 125 ب: 42.
ونقل القندوزي عن المناقب عن علي (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): «إنّ الله قد فرض عليكم طاعتي ونهاكم عن معصيتي، وفرض عليكم طاعة عليّ بعدي ونهاكم عن معصيته، وهو وصيّي ووارثي وهو منّي وأنا منه، حبّه إيمان وبغضه كفر، محبه محبي ومبغضه مبغضي، وهو مولى من أنا مولاه، وأنا مولى كل مسلم ومسلمة، وأنا وهو أبوا هذه الامّة».
وعنه أيضا قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): «يا عليّ أنت أخي ووارثي ووصيّي، محبّك محبّي ومبغضك مبغضي، يا عليّ أنا وأنت أبوا هذه الامّة، يا علي أنا وأنت والائمة من ولدك سادات في الدنيا وملوك في الاخرة، من عرفنا فقد عرف الله عزّوجلّ، ومن أنكرنا فقد أنكر الله عزّوجلّ».
وعنه أيضا قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): «يا عليّ أنت أخي وأنا أخوك، أنا المصطفى للنبوّة وأنت المجتبى للامامة، أنا وأنت أبوا هذه الامّة، وأنت وصيّي ووارثي وأبو ولدي...»(2) .
ونقل عن المناقب أيضا عن جابر بن عبد الله الانصاري في حديث، جاء فيه أنه (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: «فهو سيّد الاوصياء، اللُّحوق به سعادة والموت في طاعته شهادة، واسمه في التوراة مقرون إلى إسمي، وزوجته الصدّيقة الكبرى ابنتي، وابناه سيّدا شباب أهل الجنّة ابناي، وهو وهما والائمة من بعدهم حجج الله
____________
1 ـ ينابيع المودة / 248 المودة: 4.
2 ـ ينابيع المودة / 123 ب: 41.
وعن الحموئي عن أبي ذرّ الغفاري قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): «أنا خاتم النبيين وأنت يا علي خاتم الوصيّين إلى يوم الدين»(2) .
وأخرج الجويني والموفّق بن أحمد عن أم سلمة في حديث طويل، جاء فيه: ثم قال (صلى الله عليه وآله وسلم) لي: «يا أمّ سلمة لا تلوميني، فانّ جبريل أتاني من الله تعالى يأمر أن أوصي به عليّاً من بعدي، وكنت بين جبرئيل وعليّ، وجبرئيل عن يميني وعليّ عن شمالي، فأمرني جبرئيل أن آمر عليّاً بما هو كائن إلى يوم القيامة، فاعذريني ولا تلوميني، إنّ الله عزّوجلّ اختار من كل أمّة نبيّاً واختار لكل نبيّ وصيّاً، فأنا نبيّ هذه الامّة، وعليّ وصيّي في عترتي وأهل بيتي وأمّتي من بعدي..»(3) .
وعن المناقب عن ابن عبّاس قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): «يا عليّ، أنت صاحب حوضي وصاحب لوائي وحبيب قلبي ووصيّي ووارث علمي، وأنت مستودع مواريث الانبياء من قبلي، وأنت أمين الله في أرضه وحجّة الله على
____________
1 ـ نفس المصدر / 62 ـ 63 آخر باب: 12.
2 ـ المصدر / 79 ب: 15.
3 ـ المناقب للخوارزمي / 146 ـ 147 ح: 171، فرائد السمطين: 1 / 270 ـ 271 ح: 211، ينابيع المودة / 79 ب: 15.
وقد روي عن ابن عبّاس في ذلك روايات عديدة(1) .
ونقل القندوزي عن مودّة القربى عن عمر بن الخطّاب أنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لمّا عقد المؤاخاة بين أصحابه قال: «هذا عليّ أخي في الدنيا والاخرة، وخليفتي في أهلي ووصيّي في أمّتي ووارث علمي وقاضي ديني... » .
وعنها أيضاً عن ابن عمر قال: مَرَّ سلمان الفارسي وهو يريد أن يعود رجلاً، ونحن جلوس في حلقة، وفينا رجل يقول: لو شئت لانبئتكم بأفضل هذه الامّة بعد نبيّها وأفضل من هذين الرجلين أبي بكر وعمر، ثم مضى سلمان فقيل له: يا أبا عبد الله، ما قلت ؟ قال: دخلت على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في غمرات الموت، فقلت: يا رسول الله، هل أوصيت ؟ قال: «يا سلمان أتدري من الاوصياء ؟» قلت: الله ورسوله أعلم، قال: «آدم كان وصيّه شيث وكان أفضل من تركه بعده من ولده، وكان وصيّ نوح سام وكان أفضل من تركه
____________
1 ـ ينابيع المودة / 133 ب: 44 و 177 و 248 و 263، مروج الذهب: 2 / 430.
وعن المناقب عن الاصبغ بن نباتة قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام) في بعض خطبه: أيّها الناس ! أنا إمام البريّة ووصيّ خير الخليقة وأبو العترة الطاهرة الهادية، أنا أخو رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ووصيّه ووليّه وصفيّه وحبيبه، أنا أمير المؤمنين وقائد الغرّ المحجّلين وسيّد الوصيّين، حربي حرب الله وسلمي سلم الله وطاعتي طاعة الله وولايتي ولاية الله وأتباعي أولياء الله وأنصاري أنصار الله.(2)
وأورد الهيثمي في مجمع الزوائد عن أبي الطفيل قال خطبنا الحسن بن علي بن أبي طالب ; فحمد الله وأثنى عليه وذكر أمير المؤمنين علياً (رضي الله عنه) خاتم الاوصياء ووصيّ الانبياء وأمين الصديقين والشهداء...، ثم عزاه الهيثمي لجمع من المحدثين.
وجاء في ضمن خطبته ـ كما أخرجه الدولابي والطبراني والحاكم ـ: أنا الحسن بن علي، وأنا ابن النبي، وأنا ابن الوصي... إلى آخر كلامه سلام الله عليه(3) .
____________
1 ـ ينابيع المودة / 251 و 253 عن مودة القربى للهمداني.
2 ـ ينابيع المودة / 81 ب: 15.
3 ـ المستدرك: 3 / 172، المعجم الاوسط: 3 / 87 ح: 2176، الذرية الطاهرة / 109 ـ 111 ح: 114 و 115، مجمع الزوائد: 9 / 146.
وأخرج أحمد وأبو عوانة والبخاري ومسلم عن الاسود بن يزيد قال: ذكروا عند عائشة أنّ عليّا كان وصيّاً، فقالت: متى أوصى إليه فقد كنت مسندته إلى صدري ـ أو قالت حجري ـ فدعا بالطست، فلقد انخنث في حجري وما شعرت أنّه قد مات، فمتى أوصى إليه ؟!(2) .
إن البخاري قد غفل عن مرمى خبر عائشة، فعندما رأى أنّ عائشة تنكر الوصية ظنّ أنّه وجد ضالّته، فأورد خبرها في موضعين من صحيحه، وذهل عن أنّ عدم علم عائشة بالوصية لا يستلزم عدمها، وبعد اعترافه بأنّ بعضهم ذكروا أنّ عليّاً كان وصيّاً، يكفي لقبول قول هؤلاء وإثبات الوصيّة، وطرح قول عائشة لعدم علمها بذلك.
هذا مع وجود روايات كثيرة مخالفة لخبرها، ولسنا الان بصدد سردها.
____________
1 ـ تاريخ الطبري: 3 / 319.
2 ـ صحيح البخاري: 2 / 287 ح: 2741 و3 / 186 ح: 4459، صحيح مسلم: 11 / 98 م: 1636، مسند أحمد: 6 / 32، مسند أبي عوانة: 3 / 474 ح: 5750.
قال: قال هزيل: أبو بكر كان يتأمّر على وصيّ رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، لودَّ أبو بكر أن وجد عهداً من رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فخزم أنفه بخزام.
وأخرجه البخاري ومسلم أيضا إلاّ أنّهما ما أحبّا أن يذكرا ذيل الخبر فسكتا على قوله: أوصى بكتاب الله(1) .
هذا قليل من كثير ذكرناه في أنّ النّبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) لم يترك أمَّته سدى بل عيّن لهم وصيّاً، وهو أفضل من تركه بعده وهو الامام عليّ (عليه السلام)، وهذا كان مشهوراً في الصدر الاوّل، وقد ورد عن جماعة من الصحابة، منهم:
1 ـ الامام عليّ (عليه السلام).
2 ـ والامام الحسن (عليه السلام).
3 ـ والامام الحسين (عليه السلام).
4 ـ وعبد الله بن عبّاس.
5 ـ وجابر بن عبد الله.
____________
1 ـ مسند أبي عوانة 3 / 475 ـ 476 ح: 5753 و 5756، صحيح البخاري: 2 / 286 ح: 2740 و3 / 186 و 345 ح: 4460 و 5022، صحيح مسلم: 11 / 96 م: 1634، البحر الزخار: 8 / 297 ـ 98 ح 3370، مسند أحمد: 4 / 381 ـ 382، سنن ابن ماجة: 2 / 900 ح 696، سنن الدارمي: 2 / 403.
7 ـ وأبو ذرّ الغفاري.
8 ـ وأنس بن مالك.
9 ـ وأبو برزة الاسلمي.
10 ـ وعمار بن ياسر.
11 ـ وأبو سعيد الخدري.
12 والبراء بن عازب.
13 ـ وأبو أيوب الانصاري.
14 ـ وعمر بن الخطّاب.
15 ـ وعبد الله بن عمر.
16 ـ وبريدة الاسلمي.
17 ـ وعلي الهلالي.
18 ـ والاصبغ بن نباتة.
19 ـ وعامر بن واثلة.
20 ـ ومالك الاشتر.
21 ـ وأبي بن كعب.
22 ـ وأبو هريرة.
23 ـ وعمرو بن العاص.
24 ـ وعتبة بن عامر.
25 ـ وأمّ سلمة وغيرهم.
حتى أنّ واحداً من اعتراضات الخوارج على الامام (عليه السلام): أنّه ضيّع
فقد روى ابن المغازلي في مناقبه وذكره اليعقوبي في تاريخه أنه سلام الله عليه قال في جوابهم: أمّا قولكم إنّي كنت وصيّاً فضيّعت الوصيّة، فإنّ الله عزّوجلّ يقول: ( وَلله عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إلَيْهِ سَبِيلاً وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ ) ، أفرأيتم هذا البيت لو لم يحجّ إليه أحد كان البيت يكفر ؟ إنّ هذا البيت لو تركه من استطاع إليه سبيلاً كفر، وأنتم كفرتم بترككم إيّاي، لا أنا بتركي لكم»(1) .
وقد ألف محمّد بن علي الشوكاني رسالة حول مسألة الوصية أسماها العقد الثمين في إثبات وصاية أمير المؤمنين.
____________
1 ـ مناقب علي بن أبي طالب لابن المغازلي / 413 ح: 460، تاريخ اليعقوبي: 2 / 192 ـ 193.