مناشدة عليّ (عليه السلام) يوم الشورى
أخرج العقيلي وابن عساكر من طريقه والموفق بن أحمد والجويني من طريق ابن مردويه عن زافر بن سليمان عن أبي الطفيل قال: كنت على الباب يوم الشورى فارتفعت الاصوات بينهم، فسمعت عليّاً يقول: بايع الناس لابي بكر وأنا والله أولى بالامر منه وأحقّ به، فسمعت وأطعت، مخافة أن يرجع الناس كفّاراً يضرب بعضهم رقاب بعض بالسيف، ثم بايع الناس عمر وأنا والله أولى بالامر منه وأحق منه، فسمعت وأطعت، مخافة أن يرجع الناس كفاراً يضرب بعضهم رقاب بعض بالسيف، ثم أنتم تريدون أن تبايعوا عثمان، إذاً أسمع وأطيع، إنّ عمر جعلني في خمسة نفر أنا سادسهم، لا يعرف لي فضلاً عليهم في الصلاح، ولا يعرفونه لي، كلنا فيه شرع سواء، وأيم الله لو شاء أن أتكلم، ثم لا يستطيع عربيهم ولا عجميهم ولا المعاند منهم ولا المشرك ردّ خصلة منها لفعلت، ثم قال:....
وأشار إليه البخاري في التاريخ وابن عدي في الكامل وفي ترجمة الحارث ابن محمّد، وعزاه الذهبي في الميزان والعسقلاني في اللسان إلى العقيلي.
وأخرجه ابن عساكر من طريق الدارقطني عن سفيان الثوري عن أبي
وأشار إليه ابن حجر في الصواعق والسمهودي في الجواهر والعاصمي في سمط النجوم وعزوه للدارقطني:
وأخرجه أبو الحسن الواسطي بلفظ أتم وأكمل عن أبي الجارود وابن طارق وأبي إسحاق السبيعي عن أبي الطفيل ـ واللفظ له ـ قال كنت مع علي في البيت يوم الشورى فسمعت علياً يقول لهم: لاحتجنّ عليكم بما لا يستطيع عربيكم ولا عجميكم يغيّر ذلك.
ثم قال: أنشدكم بالله أيها النفر جميعاً ! أفيكم أحد وحَّد الله قبلي ؟ قالوا: اللهم لا.
قال: فأنشدكم بالله هل فيكم أحدٌ له أخ مثل أخي جعفر الطيّار في الجنّة مع الملائكة، غيري ؟ قالوا: اللهم لا.
قال: فأنشدكم بالله هل فيكم أحد له عم مثل عمي حمزة أسد الله وأسد رسوله سيّد الشهداء، غيري ؟ قالوا: اللهم لا.
قال: فأنشدكم بالله هل فيكم أحدٌ له زوجة مثل زوجتي فاطمة بنت محمّد سيّدة نساء أهل الجنّة، غيري ؟ قالوا: اللهمّ لا.
قال: فأنشدكم بالله هل فيكم أحدٌ له سبطان مثل سبطي الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة، غيري ؟ قالوا: اللهمّ لا.
قال: فأنشدكم بالله هل فيكم أحدٌ قال له رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): «من كنت مولاه فعليّ مولاه، اللهمّ وال من والاه وعاد من عاداه، ليبلغّ الشاهد منكم الغائب»، غيري ؟ قالوا: اللهمّ لا.
قال: فأنشدكم بالله هل فيكم أحدٌ قال له رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): «اللهمّ ائتني بأحبّ الخلق إليك وإليّ وأشدّهم حبّاً لي يأكل معي من هذا الطائر»، فأتاه فأكل معه، غيري ؟ قالوا: اللهمّ لا.
قال: فأنشدكم بالله هل فيكم أحدٌ قال له رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): «لاعطينّ الراية غداً رجلاً يحبّ الله ورسوله ويحبّه الله ورسوله لا يرجع حتّى يفتح الله على يديه»، إذ رجع غيري منهزماً، غيري ؟ قالوا: اللهمّ لا.
قال: فأنشدكم بالله هل فيكم أحدٌ قال فيه رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لبني وليعة: «لتنتهنّ أو لابعث إليكم رجلاً كنفسي، طاعته كطاعتي ومعصيته كمعصيتي يغشاكم بالسيف»، غيري ؟ قالوا: اللهمّ لا.
قال: فأنشدكم بالله هل فيكم أحد قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فيه: «كذب من زعم أنه يحبّني ويبغض هذا»، غيري ؟ قالوا: اللهمّ لا.
قال: فأنشدكم بالله هل فيكم أحد سلّم عليه في ساعة واحدة ثلاثة آلاف من الملائكة فيهم جبرائيل ومكائيل وإسرافيل، حيث جئت بالماء إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) من القليب، غيري ؟ قالوا: اللهمّ لا.
قال: فأنشدكم بالله هل فيكم أحدٌ نودي فيه من السماء: لا سيف إلا ذو الفقار ولا فتى إلاّ عليّ، غيري ؟ قالوا: اللهمّ لا.
قال: فأنشدكم بالله هل فيكم أحد يقاتل الناكثين والقاسطين والمارقين على لسان النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم)، غيري ؟ قالوا: اللهمّ لا.
قال: فأنشدكم بالله هل فيكم أحدٌ قال له رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): «إنّي قاتلت على تنزيل القرآن، وتقاتل أنت على تأويل القرآن»، غيري ؟ قالوا: اللهم لا .
قال: فأنشدكم بالله هل فيكم أحد ردّت عليه الشمس حتى صلّى العصر في وقتها، غيري ؟ قالوا: اللهمّ لا.
قال: فأنشدكم بالله هل فيكم أحد أمره رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بأن يأخذ براءة من أبي بكر، فقال له أبو بكر: يا رسول الله أنزِلَ فيّ شيء ؟ فقال له: «إنّه لايؤدي عنّي إلاّ عليّ»، غيري ؟ قالوا: اللهمّ لا.
قال: فأنشدكم بالله هل فيكم أحدٌ قال له رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): «أنت منّي بمنزلة هارون من موسى إلاّ أنّه لا نبيّ بعدي»، غيري ؟ قالوا: اللهمّ لا.
قال: فأنشدكم بالله هل فيكم أحدٌ قال له رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): «لا يحبك إلاّ مؤمن ولا يبغضك إلاّ كافر»، غيري ؟ قالوا: اللهمّ لا.
قال: فأنشدكم بالله أتعلمون أنّه ناجاني يوم الطائف دون الناس فأطال ذلك، فقلتم: ناجاه دوننا، فقال: «ما أنا انتجيته، بل الله انتجاه»، غيري ؟ قالوا: اللهمّ نعم.
قال: فأنشدكم بالله أتعلمون أنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: «الحقّ مع عليّ وعليّ مع الحق، يزول الحق مع عليّ حيث زال» ؟ قالوا: اللهمّ نعم.
قال: فأنشدكم بالله أتعلمون أنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: «إنّي تاركٌ فيكم الثقلين: كتاب الله وعترتي، لن تضلّوا ما استمسكتم بهما،لن يفترقا، حتى يردا عليَّ الحوض» ؟ قالوا: اللهم نعم.
قال: فأنشدكم بالله أفيكم أحد وقى رسول الله بنفسه من المشركين، فاضطجع مضطجعه، غيري ؟ قالوا: اللهمّ لا.
قال: فأنشدكم بالله هل فيكم أحد بارز عمرو بن عبد ود، حيث دعاكم إلى البراز، غيري ؟ قالوا: اللهم لا.
قال: فأنشدكم بالله هل فيكم أحدٌ أنزل الله فيه آية التطهير، حيث يقول : (إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرَاً ) ، غيري ؟ قالوا: اللهمّ لا.
قال: فأنشدكم بالله هل فيكم أحدٌ قال له رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): «أنت سيّد
قال: فأنشدكم بالله هل فيكم أحدٌ قال له رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): «ما سألت الله شيئاً إلاّ سألت لك مثله»، غيري ؟ قالوا: اللهم لا(1) .
ووردت هذه المناشدة من طرق الشيعة أيضاً، فراجع على المثال: مارواه الشيخ الطوسي من طريق أبي ذر الغفاري في أماليه(2) .
____________
1 ـ تاريخ دمشق: 42 / 431 ـ 435، مناقب علي بن أبي طالب لابن المغازلي / 112 ـ 118 ح: 155، المناقب للخوارزمي / 313 ـ 315 ح: 314، الضعفاء الكبير: 1 / 211 ـ 212 م : 258، جواهر العقدين / 446 عن الدارقطني، لسان الميزان: 2 / 285 ـ 286 م: 2233 وفي طبع: 2 / 156 ـ 157، ميزان الاعتدال: 1 / 441 ـ 442 م: 1643، فرائد السمطين: 1 / 319 ـ 322 ح: 251، كنز العمال: 5 / 724 ـ 727 ح: 14243، مسند فاطمة (عليها السلام)للسيوطي / 21 ـ 24 ح: 32.
2 ـ الامالي / 545 ـ 554 ح: 1168.
ما خلّفه النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) لامّته من بعده
أخرج ابن أبي عاصم وإسحاق بن راهويه والدولابي والبزّار والجعابي والجويني وابن جرير وصحّحه واللفظ له عن عليّ (عليه السلام) أن النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: «إنّي قد تركت فيكم ما إن أخذتم به لن تضلّوا: كتاب الله سبب بيد الله و سبب بأيديكم، وأهل بيتي».
وفي لفظ البزّار: «إنّي مقبوض وإنّي قد تركت فيكم الثّقلين: كتاب الله، وأهل بيتي، وإنكم لن تضلّوا بعدهما».
وفي لفظ الجعابي: «إنّني مخلف فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا: كتاب الله عزّوجلّ طرفه بيد الله وطرفه بأيديكم، وعترتي أهل بيتي، ولن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض»(1) .
وأخرج الطحاوي وابن راهويه وابن جرير وابن أبي عاصم والمحاملي في أماليه وصحّحه عن عليّ (عليه السلام)، أنّ النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) حضر الشجرة بخمّ، ثم خرج
____________
1 ـ كنز العمال عن ابن جرير: 1 / 379 ـ 380 ح: 1650، مجمع الزوائد: 9 / 163، جواهر العقدين عن البزار وابن اسحاق والدولابي والجعابي / 238 ـ 239، السنة لابن أبي عاصم: 2 / 630 ـ 631 ح: 1558، البحر الزخار للبزار: 3 / 89 ح: 864، فرائد السمطين: 2 / 147 ح: 440 ب: 33، وعن كشف الاستار للهيثمي: 3 / 221 ـ 222 ح: 2612، الذرية الطاهرة / 68 ح: 228.
وأورده العسقلاني في المطالب العالية عن إسحاق، ثم قال: هذا إسناد صحيح(1) .
وذكر القندوزي في الينابيع عن عليّ (عليه السلام): أنّ الذي قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يوم عرفة على ناقته القصواء وفي مسجد الخيف ويوم الغدير ويوم قبض في خطبته على المنبر: «أيها الناس ! إنّي تركت فيكم الثقلين لن تضلّوا ما تمسّكتم بهما: الاكبر منهما كتاب الله، والاصغر عترتي أهل بيتي، وإنّ اللطيف الخبير عهد إليّ أنّهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض كهاتين ـ أشار بالسبابتين ـ ولا أنّ أحدهما أقدم من الاخر، فتمسكوا بهما لن تضلّوا، ولا تقدموهم ولا تخلّفوا عنهم ولا تعلّموهم فإنّهم أعلم منكم».
وذكر فيه عن أبي ذر قال: قال عليّ (عليه السلام) لطلحة وعبد الرحمن بن عوف و سعد بن أبي وقّاص: هل تعلمون أنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: «إنّي تارك فيكم الثقلين: كتاب الله، وعترتي أهل بيتي، وإنّهما لن يفترقا حتى يردا عليّ
____________
1 ـ كنز العمال عن المذكورين سوى الاول: 13 / 140 ح: 36441، مشكل الاثار: 2 307 و4 / 368، سلسلة الاحاديث الصحيحة: 4 / 357، المطالب العالية: 4 / 65 ح: 3972.
وقال فيه: وأخرج أبو نعيم في الحلية وغيره عن أبي الطفيل أنّ عليّاً قام فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: أنشد الله من شهد يوم غدير خمّ إلاّ قام، ولا يقوم رجل يقول نُبّئت أو بلغني إلاّ رجل سمعت أُذناه ووعى قلبه، فقام سبعة عشر رجلاً، منهم: خزيمة بن ثابت وسهل بن سعد وعديّ بن حاتم وعقبة بن عامر وأبو أيوب الانصاري وأبو سعيد الخدري وأبو شريح الخزاعي وأبو قدامة الانصاري وأبو يعلى الانصاري و أبو الهيثم بن التيهان ورجال من قريش، فقال عليّ: هاتوا ماسمعتم ؟ فقالوا: نشهد أنّا أقبلنا مع رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) من حجّة الوداع، ونزلنا بغدير خم، ثم نادى بالصلاة فصلّينا معه، ثم قام فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: «أيّها الناس ما أنتم قائلون ؟» قالوا: قد بلّغت، قال: «اللهمّ اشهد» ثلاث مرات، ثم قال: «إنّي أُوشك أن أُدعى فأجيب وإنّي مسؤول وأنتم مسؤولون» ثم قال: «أيّها الناس إنّي تارك فيكم الثقلين: كتاب الله وعتري أهل بيتي، إن تمسّكتم بهما لن تضلّوا، فانظروا كيف تخلفوني فيهما، وإنّهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض، نبأني بذلك اللطيف الخبير» ثم قال: «إنّ الله مولاي وأنا مولى المؤمنين، ألستم تعلمون أنّي أولى بكم من أنفسكم ؟» قالوا: بلى، قال: «اللهمّ اشهد» قال ذلك ثلاثاً، ثم أخذ بيدك ـ يا أمير المؤمنين ـ فرفعها وقال: «من كنت مولاه فهذا علي مولاه، اللهمّ وال من والاه وعاد من عاداه»، فقال علي: صدقتم وأنا على ذلك من الشاهدين.
وعزاه السمهودي في الجواهر لابن عقدة وأبي الجارود عن أبي الطفيل(1) .
____________
1 ـ ينابيع المودة / 34 و 35 و 38، جواهر العقدين / 236.
____________
1 ـ صحيح مسلم كتاب فضائل الصحابة باب فضائل علي بن أبي طالب: 15 / 188 ح: 2408، مسند أحمد: 4 / 366 ـ 367، مشكل الاثار: 4 / 368 ـ 369، مشكاة المصابيح: 3 / 369 ح: 6140، سنن الدارمي: 2 / 431 ـ 432 باختصار، المعجم الكبير: 5 / 182 ـ 183 ح: 5026 و 5028، سنن البيهقي: 2 / 148 و7 / 30 و10 / 114، فتح الرحماني: 1 / 185، جواهر العقدين / 232، كنز العمال: 13 / 641 ح: 37620 و 37621، تفسير القرآن العظيم لابن كثير: 3 / 494 حول آية التطهير و4 / 122 حول آية المودة، السنة لابن أبي عاصم: 2 / 629 ح: 1550 و 1551، سلسلة الاحاديث الصحيحة: 4 / 356، شرح السنة: 8 / 88 ح: 3912، ذخائر العقبى / 47، الصواعق المحرقة / 44، 149 الشبهة (11) الباب (11)، السنن الكبرى للنسائي: 5 / 51 ح: 8175، أنساب الاشراف: 2 / 357، ينابيع المودة / 29 و 36 ـ 37 و 191 و 183، مناقب علي بن أبي طالب لابن المغازلي / 236 ح: 284، كفاية الطالب / 46 ـ 48، ذخائر العقبى / 47، كنز العمال: 1 / 178 ح: 898، المعرفة والتاريخ: 1 / 536 ـ 537، تلخيص المتشابه: 2 / 690 م: 1150، مسند ابن أبي شيبة: 1 / 351 ـ 352 ح: 514، المنتخب من مسند عبد بن حميد / 170 ـ 108 ح: 240، الغيلانيات: 1 / 157 ـ 158 ح: 118.
وأورده التبريزي في المشكاة والالباني في صحيح الجامع الصغير وسلسلة الاحاديث الصحيحة(1) .
وأخرج الطبراني وابن أبي عاصم والنسائي وابن جرير والحاكم في المستدرك وتعقبه الذهبي عن زيد بن أرقم أنّه (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: «كأنّي قد دعيت فأجبت، إني تركت فيكم الثقلين أحدهما أكبر من الاخر: كتاب الله، وعترتي، فانظروا كيف تخلفوني فيهما، فإنّهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض ..».
____________
1 ـ سنن الترمذي باب مناقب أهل البيت: 5 / 434 ح: 3813، كنز العمال: 1 / 173 ح: 873، اسد الغابة في ترجمة الامام حسن (عليه السلام): 2 / 12، مشكاة المصابيح: 3 / 371 ـ 372 ح: 6153، سلسلة الاحاديث الصحيحة: 4 / 355 ح: 1761، صحيح الجامع الصغير : 1 / 482 ح: 2458، الصواعق المحرقة / 149، ينابيع المودة / 30 و 36 ب: 4 و / 191، الدر المنثور، حول آية (23) من سورة الشورى: 7 / 349.
وأخرج الحاكم وابن عساكر عن زيد بن أرقم أنه (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: «أيّها الناس، إنّي تارك فيكم أمرين لن تضلّوا إن اتّبعتموها، وهما: كتاب الله، وأهل بيتي عترتي..».
وقال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين.
وأخرج الحاكم والطبراني وابن أبي عاصم والجويني وابن المغازلي عن زيد بن أرقم أنّه (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: «إنّي تارك فيكم الثقلين: كتاب الله، وأهل بيتي، وإنّهما لم يفترقا حتى يردا عليّ الحوض».
وقال الحاكم: هذا حديث صحيح الاسناد على شرط الشيخين، وأقرّه الذهبي(2) .
وأخرج أحمد والفسوي والطحاوي والطبراني عن عليّ بن ربيعة قال:
____________
1 ـ المستدرك مع تلخيصه: 3 / 109 و 533، المعجم الكبير: 5 / 166 ح: 4969، كنز العمال : 1 / 187 ح:953 و13 / 104 ح: 36340، جواهرالعقدين / 232، الخصائص العلوية للنسائي / 117 ـ 118 ح: 79، تذكرة الخواص / 290، درر السمطين / 231.
2 ـ المستدرك: 3 / 110، 148، جواهر العقدين / 233، مجمع الزوائد: 9 / 163، المعجم الكبير: 5 / 169 ـ 170 و 182 ح: 4980 ـ 4982 و 5025، السنة لابن أبي عاصم: 2 /629 ح: 1552، فرائد السمطين: 2 / 142 ـ 143 ح: 436 ـ 441 ب: 33 و/ 233 ـ 234 ح: 513 ب: 46 و/ 268 ـ 269 ح: 535 و 536 ب: 53، ينابع المودة / 37 ب: 4، المناقب لابن الغازلي / 234 ح: 281، المعجم الصغير: 1 / 131 و 135، تاريخ دمشق: 42 / 216، كنز العمال: 1 / 634 ح: 951 في صفحة ملحقة بالمجلد الاول.
وأخرج الحاكم والطبراني عن زيد بن أرقم أنه (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: «انّي تارك فيكم ما لن تضلّوا بعده: كتاب الله عزوجل» ثم قام فأخذ بيد علي رضي الله عنه فقال: «يا أيّها الناس ! من أولى بكم من أنفسكم ؟» قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: «ألست أولى بكم من أنفسكم ؟» قالوا: بلى، قال: «من كنت مولاه فعليٌّ مولاه».
وقال الحاكم: هذا حديث صحيح الاسناد ولم يخرجاه، وأقرّه الذهبي(2) .
وأخرج ابن المغازلي عن زيد بن أرقم قال: أقبل النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) من مكّة في حجّة الوداع حتى نزل بغدير الجحفة وخطب قال: «أيّها الناس أسألكم عن الثقلين كيف خلفتموني فيهما: الاكبر منهما كتاب الله سببٌ طرفه بيد الله تعالى وطرفه بأيديكم فتمسّكوا به ولا تضلّوا، والاخر منهما عترتي»، ثم أخذ بيد عليّ فرفعها فقال: «من كنت مولاه فعليّ مولاه، اللهمّ وال من والاه وعاد من
____________
1 ـ مسند أحمد: 4 / 371، مشكل الاثار: 4 / 368، المعجم الكبير: 5 / 186 ح: 5040، سلسلة الاحاديث الصحيحة: 4 / 356، ينابيع المودة / 32، فضائل الصحابة لاحمد: 2 / 572 ح: 968، المعرفة والتاريخ: 1 / 537.
2 ـ المستدرك وتلخيصه: 3 / 533، المعجم الكبير: 5 / 171 ـ 172 ح: 4986.
وأخرج الخوارزمي عن أبي الفضيل عن زيد بن أرقم قال: نزل النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بغدير خمّ فقال فيه: «إنّي قد تركت فيكم الثقلين أحدهما أكبر من الاخر: كتاب الله، وعترتي أهل بيتي، فانظروا كيف تخلفوني فيهما، فإنّهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض»، ثم أخذ بيد علي وقال: «من كنت مولاه فعليّ مولاه ومن كنت وليّه فهذا وليّه»، ثم قال: «اللهمّ وال من والاه وعاد من عاداه»، فقلت: أنت سمعت هذا ؟ قال: ما كان هناك أحدٌ إلاّ وقد رآه بعينه وسمعه بأذنه(2) .
وأخرج الطبراني عن زيد بن أرقم قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): «إنّي لكم فرط وإنّكم واردون عليّ الحوض، عرضه مابين صنعاء إلى بصرى، فيه عدد الكواكب من قدحان الذهب والفضّة، فانظروا كيف تخلفوني في الثقلين ؟!» فقام رجل فقال: يا رسول الله وما الثقلان ؟ فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): «الاكبر كتاب الله سبب طرفه بيد الله وطرفه يأيديكم، فتمسّكوا به لن تزالوا ولا تضلّوا، والاصغر عترتي، وإنّهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض، وسألت لهما ذاك ربي، فلا تقدّموهما فتهلكوا ولا تعلّموهما فإنّهما أعلم منكم».
وفي رواية زيد بن ثابت بزيادة: «ولا تقصروا عنهما فتهلكوا»(3) .
____________
1 ـ ينابيع المودة / 32 ب: 4، الفصول المهمة / 40.
2 ـ ينابيع المودة / 32 ب: 4.
3 ـ المعجم الكبير: 3 / 66 ح: 2681 و5 / 166 ـ 167 ح: 4971، مجمع الزوائد: 9 / 163 ـ 164، كنز العمال: 1 / 186 و 188 ح: 946 و 957، جواهر العقدين / 233، الدر المنثور حول آية (103) من سورة آل عمران: 2 / 285، ينابيع المودة / 37 ب: 4، درر السمطين / 233 ـ 234.
وأورد الهيثمي أحد لفظي أحمد في مجمعه ثم قال: رواه أحمد وإسناده جيّد .
وفي لفظ آخر للطبراني: «إني تارك فيكم خليفتن: كتاب الله عزّوجل، وأهل بيتي، وإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض».
قال السمهودي والهيثمي: رجاله ثقات.
وأورده الالباني في سلسلة الاحاديث الصحيحة وفي صحيح الجامع الصغير.
وقال الساعاتي: وأورده السيوطي في الجامع الصغير عن زيد بن ثابت وعزاه أيضا للطبراني في الكبير، وبجانبه علامة الصحة. قال المناوي: ورجاله موثقون.
وفي لفظ الجويني: «إنّي تارك فيكم الثقلين: كتاب الله عزوجل، وعترتي أهل بيتي، ألا وهما الخليفتان من بعدي، ولن يفترقا حتى يردا علي الحوض»
وفي لفظ للطبراني عن زيد بن أرقم وزيد بن ثابت: «كأني قد دُعيتُ فأَجبتُ، إنّي تركت فيكم الثقلين أحدهما أكبر من الاخر كتاب الله، وعترتي، فانظروا كيف تخلفوني فيهما، فإنّهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض..»(1) .
وأخرج الترمذي والنسائي وابن أبي شيبة والخطيب والطبراني في الكبير والاوسط والحكيم في النوادر وابن عدي في الكامل والعقيلي في الضعفاء.
____________
1 ـ كنز العمال: 1 / 172 و 186 ـ 187 و 384 ح: 872 و 945 و 947 و 1667، المصنف لابن أبي شيبة: 6 / 313 ح: 31670، مسند أحمد: 5 / 182 و 189 ـ 190، مجمع الزوائد : 1 / 170 و 9 / 162 ـ 163، جواهر العقدين / 236، المعجم الكبير: 5 / 153 ـ 154 و 166 ح: 4921 و 4923 و 4969 و 4970، بلوغ الاماني: 1 / 186، السنة لابن أبي عاصم: 2 / 337 و 629 ح: 754 و 1548 و 1549، فيض القدير للمناوي: 3 / 19 ـ 20 ح: 2631، سلسلة الاحاديث الصحيحة: 4 / 358، الجامع الصغير: 1 / 305 ح: 2646، صحيح الجامع الصغير: 1 / 482 ح: 2457، المنتخب من مسند عبد بن حميد / 107 ـ 108 ح: 240، فرائد السمطين: 2 / 144 ح: 437 ب: 33، الدر المنثور حول آية (103) من آل عمران: 2 / 285، ينابع المودة / 32 ب: 4، كفاية الطالب / 227، فضائل الصحابة لاحمد: 2 / 603 ح: 1032، المعرفة والتاريخ: 1 / 537، مسند بن أبي شيبة: 1 / 108 ح: 135.
وقال الترمذي: وفي الباب عن أبي ذرّ وأبي سعيد الخدري وزيد بن أرقم وحذيفة بن أسيد.
وذكر اليعقوبي في التاريخ وابن عبد ربه الاندلسي في العقد الفريد خطبة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) في عرفة وجاء فيه: «لا ترجعوا بعدي كفّاراً يضرب بعضكم أعناق بعض ; فإنّي قد تركت فيكم ما إن أخذتم به لن تضلّوا بعده: كتاب الله، وأهل بيتي، ألا هل بلَّغت ؟ اللهمّ اشهد».
وأورد السمهودي في الجواهر والقندوزي في الينابيع: أنّ ابن عقدة أخرج عن جابر بن عبد الله قال: كنّا مع النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) في حجّة الوداع، فلما رجع إلى الجحفة نزل ثم خطب الناس فقال: «أيّها الناس إنّي مسؤول وأنتم مسؤولون فما أنتم قائلون ؟» قالوا: نشهد أنك بلّغت ونصحت وأدَّيت، قال: « إنّي لكم فرط وأنتم واردون عليّ الحوض، وإني مخلّف فيكم الثقلين إن تمسّكتم بهما لن تضلّوا: كتاب الله، وعترتي أهل بيتي، وإنهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض»، ثم قال: «ألستم تعلمون أنّي أولى بكم من أنفسكم ؟» قالوا: بلى، فقال ـ آخذاً بيد عليّ ـ: «من كنت مولاه فعليّ مولاه»، ثم قال: «اللهمّ وال من والاه وعادِ من عاداه».
وحكيا عن السيّد أبي الحسين يحيى بن الحسن في كتابه أخبار المدينة عن
وذكر أبو حيّان الاندلسي في البحر أنّه (صلى الله عليه وآله وسلم) قال في آخر خطبة خطبها وهو مريض: «أيّها الناس إنّي تارك فيكم الثقلين، إنّه لن تعمى أبصاركم ولن تضلّ قلوبكم ولن تزلّ أقدامكم ولن تقصر أيديكم: كتاب الله سبب بينكم وبينه طرفه بيده وطرفه بأيديكم، فاعملوا بمحكمه وآمنوا بمتشابهه وأحلّوا حلاله وحرّموا حرامه، ألا وأهل بيتي وعترتي وهو الثقل الاخر، فلا تسبّوهم فتهلكوا».
وذكر السمهودي والقندوزي: أنّ ابن عقدة أخرج من طريق عروة بن خارجة عن فاطمة الزهراء رضي الله عنها قالت: سمعت أبي (صلى الله عليه وآله وسلم) في مرضه الذي قبض فيه يقول ـ وقد امتلات الحجرة من أصحابه ـ: «أيّها الناس يوشك أن أقبض قبضاً سريعاً وقد قدّمت إليكم القول معذرة إليكم، ألا إنّي مخلّف فيكم كتاب ربّي عزّوجلّ وعترتي أهل بيتي»، ثم أخذ بيد عليّ فقال: «هذا عليّ مع القرآن والقرآن مع عليّ، لا يفترقان حتى يردا عليّ الحوض، فأسالكم ما تخلفوني فيهما»(1) .
____________
1 ـ سنن الترمذي: 5 / 433 ح: 3811، كنز العمال: 1 / 172 و 187 ح: 870 و 871 و 951 عن الاربعة الاول، المعجم الكبير: 3 / 66 ح: 2680، المعجم الاوسط: 5 / 380 ح: 4754، جواهر العقدين / 234 ـ 235، صحيح الجامع الصغير: 1 / 533 ح: 2748، سلسلة الاحاديث الصحيحة: 4 / 355 ح: 1761، مشكاة المصابيح: 3 / 371 ح: 6152، تاريخ اليعقوبي: 2 / 111، ينابيع المودة / 40 ـ 41 و 447، نوادر الاصول: 1 / 163، العقد الفريد: 4 / 53 ـ 55 من كتاب الخطب، الكامل لابن عدي: 7 / 3 م: 1602، درر السمطين / 232، البحر المحيط: 1 / 24، الضعفاء الكبير: 2 / 250 م: 804.
وأخرج أحمد بن حنبل بعدّة طرق وابن أبي شيبة وابن سعد وابن جرير وأبو يعلى والبغوي والدارقطني والثعلبي والباوردي وابن أبي عاصم والعقيلي والفسوي والخطيب وابن عساكر والطبراني والجويني وابن المغازلي عن أبي سعيد الخدري واللفظ لاحمد قال: قال النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم): «إنّي أوشك أن أدعى فأجيب، وإنّي تارك فيكم الثقلين: كتاب الله عزو جل، وعترتي، كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الارض وعترتي أهل بيتي، وأنّ اللطيف الخبير أخبرني أنّهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض، فانظروا كيف تخلفوني فيهما!».
____________
1 ـ مجمع الزوائد: 9 / 163، جواهر العقدين / 238، ينابيع المودة / 41 عن الطبراني في الاوسط.
وفي لفظ للبغوي وابن أبي عاصم أنّه (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: «يا أيّها الناس إنّي تركت فيكم ما إن أخذتم به لن تضلّوا بعدي أحدهما أكبر من الاخر: كتاب الله حبل ممدود بين السماء والارض، وعترتي أهل بيتي، ألا إنّهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض».
وفي لفظ الثعلبي: «أيّها الناس إنّي تركت فيكم الثّقلين إن أخذتم بهما لن تضلّوا أحدهما أكبر من الاخر: كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الارض، وعترتي أهل بيتي، ألا وإنّهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض».
وفي لفظ الباوردي: «إنّي تارك فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا بعده: كتاب الله سبب طرفه بيد الله وطرفه بأيديكم، وعترتي أهل بيتي، وإنّهما لن يفترقا حتى يردا عليَّ الحوض».
وفي لفظ ابن جرير: «أيّها الناس إني تارك فيكم أمرين إن أخذتم بهما لن تضلّوا بعدي أبدا، وأحدهما أفضل من الاخر: كتاب الله هو حبل الله الممدود من السماء إلى الارض، وأهل بيتي عترتي، ألا وإنّهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض».
وفي لفظ لابي يعلى والدّيلمي: «إنّي تارك فيكم الثقلين أحدهما أكبر من الاخر: كتاب الله حبل ممدود بين السماء والارض، وعترتي أهل بيتي، ولن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض».
أخرج الحكيم الترمذي وأبو نعيم والطبراني والخطيب والضياء المقدسي وابن جرير والجويني وابن عقدة عن حذيفة بن أسيد: أنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: «أيّها النّاس إنّي فرطكم وإنّكم واردون عليَّ الحوض، فإنّي سائلكم حين تردون عليَّ عن الثقلين، فانظروا كيف تخلفوني فيهما: الثقل الاكبر كتاب الله سبب طرفه بيد الله وطرفه بأيديكم فاستمسكوا به لا تضلّوا ولا تبدّلوا،
____________
1 ـ مسند أحمد: 3 / 14 و 17 و 26 و 59، فضائل الصحابة لاحمد: 1 / 171 ـ 172 ح: 170 و2 / 779 ح: 1382 و 1383، جامع المسانيد والسنن: 33 / 318، 326 ح: 675 و 696، ذخائر العقبى / 48، كنزالعمال: 1 / 185 و 186 و 187 و 381 ح: 943 و 944 و 952 و 1657، وفي صفحة ملحقة باخر المجلد الاول منه / 634 ح: 950، المؤتلف والمختلف: 4 / 2061، الصواعق المحرقة / 150، مسند أبي يعلى: 2 / 297 و 303 و 376 ح: 1021 و 1027 و 1140، مختصر تاريخ دمشق: / 23 / 8 ـ 9، المعجم الاوسط: 4 / 262 و 328 ح: 3463 و 3566، فردوس الاخبار: 1 / 98 ح: 197، جواهر العقدين 231، المعجم الكبير: 3 / 65 و 66 ح: 2678 و 2679، سلسلة الاحاديث الصحيحة: 4 / 356 ـ 357، فرائد السمطين: 2 / 272 ح: 538 ب: 54 و 144 و 146 ح: 438 و 439 ب : 33، ينابيع المودة / 32، 191، مجمع الزوائد: 9 / 163، شرح السنة: 8 / 89 ح: 3913، السنة لابن أبي عاصم: 2 / 629 ـ 630 ح: 1553، الدر المنثور حول آية (103) من آل عمران: 2 / 285، الطبقات الكبرى لابن سعد: 1 / 483 ـ 484 وفي طبع ليدن 2 / 2 / 2 ـ 3، البحر المحيط: 10 / 64، مفاتيح الغيب: 8 / 173، المناقب لابن المغازلي / 234 ـ 235 ح: 281 و 282، الضعفاء الكبير: 2 / 250 م: 804، المعرفة والتاريخ: 1 / 537، تلخيص المتشابه: 1 / 62 م: 78، تذكرة الخواص / 290، درر السمطين / 232 وعن تفسير البغوي حول الاية.
وأورد المتّقي حديث ابن أسيد بعدّة ألفاظ في الكنز، والسمهودي في الجواهر والهيثمي في الزوائد والقندوزي في الينابيع(1) .
وذكر السمهودي في الجواهر والقندوزي في الينابيع: أن ابن عقدة أخرج في الموالاة عن عامر بن أبي ليلى بن ضمرة وحذيفة بن أسيد قالا: قال النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم): أيّها الناس إنّ الله مولاي وأنا أولى بكم من أنفسكم، ألا ومن كنت مولاه فهذا مولاه»، وأخذ بيد علي فرفعها حتى عرفه القوم أجمعون ثم قال: «اللهمّ وال من والاه وعاد من عاداه»، ثم قال: «وإنّي سائلكم حين تردون عليّ الحوض عن الثقلين، فانظروا كيف تخلفوني فيهما». قالوا: وما الثقلان ؟ قال: «الثقل الاكبر كتاب الله سبب طرفه بيد الله وطرفه بأيديكم، والاصغر عترتي، وقد نبّأني اللطيف الخبير أنهما لا يفترقان حتى يلقياني، سألت ربي لهم ذلك فأعطاني، فلا تسبقوهم فتهلكوا، ولا تعلّموهم فإنّهم أعلم منكم»(2) .
____________
1 ـ حلية الاولياء: 1 / 355، تاريخ بغداد: 8 / 442 م: 4551، المعجم الكبير: 3 / 67 ح: 2683، مجمع الزوائد: 9 / 164 ـ 165 و10 / 363، جواهر العقدين / 235، كنز العمال: 1 / 188 ـ 189 ح: 958 و5 / 289 ـ 290 ح: 12911 و14 / 435 ح: 39192، ينابيع المودة / 30 ـ 31، 37، نوادر الاصول: 1 / 163، فرائد السمطين: 2 / 274 ح: 539 ب: 55.
2 ـ جواهر العقدين / 237، ينابيع المودة / 38 ـ 39.
وعن عطاء بن سائب عن أبي يحيى عن ابن عباس (رضي الله عنه) قال: خطب رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فقال: «يا معشر المؤمنين إنّ الله عزّوجلّ أوحى إليّ أنّي مقبوض، أقول لكم قولاً إن عملتم به نجوتم، وإن تركتموه هلكتم، إن أهل بيتي وعترتي هم خاصتي وحامّتي، وإنّكم مسؤولون عن الثقلين: كتاب الله، وعترتي، إن تمسكتم بهما لن تضلّوا، فانظروا كيف تخلفوني فيهما».
وأخرج ابن أبي عاصم حديث ابن عباس في سنته وأشار إليه الالباني في الاحاديث الصحيحة وقال: صححه الحاكم ووافقه الذهبي، وأشار في نفس الصفحة إلى حديث عمرو بن عوف عند ابن عبد البر(2) ، ولكني لم أقف على حديثيهما بالسياقة المذكورة في النسخ الموجودة عندنا من كتابيهما.
ونقل القندوزي عن المناقب عن عبد الله بن الحسن المثنى بن الحسن
____________
1 ـ ينابيع المودة / 35، 296.
2 ـ ينابيع المودة / 35، السنة لابن أبي عاصم: 2 / 630 ح: 1557، سلسلة الاحاديث الصحيحة: 4 / 357.
وحكى السمهودي والقندوزي عن ابن عقدة: أنّه أخرج عن أمّ سلمة قالت: أخذ رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بيد عليّ بغدير خم فرفعها حتى رأينا بياض إبطه، فقال: «من كنت مولاه فعلي مولاه»، ثم قال: «أيها الناس إنّي مخلّف فيكم الثقلين: كتاب الله، وعترتي، ولن يتفرّقا حتى يردا عليّ الحوض»(2) .
وأخرج الفسوي والدارقطني وابن عقدة والقضّاعي عن أبي ذرّ الغفاري (رضي الله عنه)أنه أخذ بحلقة باب الكعبة فقال: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول:
____________
1 ـ ينابيع المودة / 20 ـ 21 ب: 3.
2 ـ ينابيع المودة / 40، جواهر العقدين / 240.
وأورده السمهودي في جواهره والقندوزي في مودّته عن ابن عقدة، وأشار إليه الترمذي في جامعه(1) .
وحكى السمهودي والقندوزي عن ابن عقدة: أنّه أخرج عن أبي رافع أنّ النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: «أيّها الناس إنّي تركت فيكم الثقلين الثقل الاكبر والثقل الاصغر: فأما الثقل الاكبر فبيد الله طرفه والطرف الاخر بأيديكم وهو كتاب الله إن تمسّكتم به فلن تضلّوا وتذلّوا أبداً، وأما الثقل الاصغر فعترتي أهل بيتي، إن الله هو الخبير أخبرني أنّهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض، وسألته ذلك لهما، والحوض عرضه مابين بصرى وصنعاء فيه من الانية عدد الكواكب، والله سائلكم كيف خلفتموني في كتابه وأهل بيتي..»(2) .
وأخرج البزّار عن أبي هريرة قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): «إنّي خلفت فيكم الثقلين إن تمسّكتم بهما لن تضلّوا: كتاب الله، وعترتي أهل بيتي، ولن
____________
1 ـ المؤتلف والمختلف: 2 / 1046، علل الحديث: 6 / 236 س: 1098، سنن الترمذي: 5 / 433 ح: 3811، جواهر العقدين / 239، ينابيع المودة / 39، المعرفة والتاريخ: 1 / 538، مسند الشهاب: 2 / 273 ـ 275 ح: 1343 ـ 1345.
2 ـ جواهر العقدين / 239، ينابيع المودة / 39.
وفي رواية عنه: «إنّي خلّفت فيكم اثنين لن تضلّوا بعدهما أبدا: كتاب الله، ونسبي، ولن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض»(1) .
وعن ابن عقدة في الموالات: أنه أخرج عن ضمرة الاسلمي قال: لمّا انصرف رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) من حجّة الوداع أمر بشجرات فقُمِمْنَ بواد خمّ وهجر فخطب الناس فقال: «أما بعد أيها الناس، فاني مقبوض أوشك أن أُدعى فأُجيب فما أنتم قائلون ؟» قالوا: نشهد أنّك بلّغت ونصحت وأدّيت، قال: «إنّي تارك فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا: كتاب الله، وعترتي أهل بيتي، ألا وإنّهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض»، وفي الينابيع بزيادة: «فانظروا كيف تخلفوني فيهما»(2) .
أخرج ابن ابي شيبة وابن عساكر وابن جرير وأبو يعلى والديلمي والبزّار والحاكم عن عبد الرحمن بن عوف، قال: لمّا فتح رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) مكة انصرف إلى الطائف، حاصرها سبعة عشر أو تسعة عشر، ثم قام خطيبا فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: «أيّها الناس إنّي فَرَط لكم فأوصيكم بعترتي خيراً، إنّ موعدكم الحوض..» الحديث(3) .
____________
1 ـ مجمع الزوائد: 9 / 163، جواهر العقدين / 239، ينابيع المودة / 39 ـ 40، إحياء الميت / 25 ح: 23.
2 ـ جواهر العقدين / 237، ينابيع المودة / 38.
3 ـ تاريخ دمشق: 42 / 342 ـ 343، تهذيب الاثار الجزء المفقود / 160 ح: 216، مسند أبي يعلى: 2 / 165 ـ 166 ح: 859، مجمع الزوائد: 9 / 163، جواهر العقدين 238 و 240، ينابيع المودة / 40، المستدرك: 2 / 120، كنز العمال: 12 / 101 ح: 34184 و13 / 163 ـ 164 ح: 36497، الدر المنثور: 4 / 133 حول آية (5) من سورة التوبة، المطالب العالية: 4 / 56 ح: 3949، البحر الزخار: 3 / 259 ح: 1050، المصنف لابن أبي شيبة: 6 / 371 ح: 32077.
وجاء في كتاب عمرو بن العاص في جواب دعوة معاوية إيّاه إلى قتال عليّ (عليه السلام): من عمرو بن العاص صاحب رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) إلى معاوية بن أبي سفيان، أمّا بعد فقد وصل كتابك فقرأته وفهمته، فأمّا ما دعوتني إليه من خلع ربقة الاسلام من عنقي والتهوّر في الضلالة معك وإعانتي إيّاك على الباطل واختراط السيف على وجه عليّ وهو أخو رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ووصيّه ووارثه و... فذكر أكثر من عشرين منقبة لامير المؤمنين (عليه السلام).
وجاء فيه: وأَكَّد القول عليَّ وعليك وعلى جميع المسلمين وقال: «إنّي
____________
1 ـ جواهر العقدين / 239 ـ 240، ينابيع المودة / 40.
وعن عبد الله بن حنطب قال: خطبنا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بالجحفة فقال: «ألست أولى بكم من أنفسكم ؟» قالوا: بلى يا رسول الله، قال: «إنّي سائلكم عن اثنين: عن القرآن وعن عترتي»(2) .
وقال ابن حجر ـ حول قوله تعالى: ( وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْئُولُونَ )(3) : أخرج الديلمي عن أبي سعيد الخدري أنّ النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْئُولُونَ عن ولاية علي.
ثم قال: وكأن هذا هو مراد الواحدي بقوله: روي في قوله تعالى: ( وَقِفُوهُمْ اِنَّهُمْ مَسْئُولُونَ ) أي عن ولاية علي وأهل البيت.
وأخرج الجويني حديث أبي سعيد في فرائده(4) .
وأخرج ابن أبي عاصم عن جبير بن مطعم قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): « ألست مولاكم ؟» قالوا: بلى يا رسول الله، قال: فإنّي فرط لكم على الحوض يوم القيامة، والله سائلكم عن اثنين: عن القرآن، وعن عترتي».
وفي رواية أخرى عنه قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): «إنّي أوشك أن أُدعى
____________
1 ـ المناقب للخوارزمي / 199 ـ 200.
2 ـ أسد الغابة: 3 / 147، مجمع الزوائد: 5 / 195.
3 ـ سورة الصافات / 24.
4 ـ الصواعق المحرقة / 149، فرائد السمطين: 1 / 79 ح: 47.
قال الشيخ لطف الله الصافي مد ظله العالي: أخرج الحسن بن محمد الصغاني الحافظ (ت: 650) في الشمس المنيرة: «افترقت أمّة أخي موسى إحدى و سبعين فرقة، وافترقت أمة أخي عيسى على اثنين وسبعين فرقة، كلّهم هالكة إلاّ فرقة واحدة»، فلما سمع ذلك منه ضاق المسلمون ذرعاً وضجّوا بالبكاء وأقبلوا عليه وقالوا: يارسول الله كيف لنا بعدك بطريق النجاة ؟ وكيف لنا بمعرفة الفرقة الناجية حتى نعتمد عليها ؟ فقال (صلى الله عليه وآله وسلم): «إنّي تارك فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا من بعدي أبدا: كتاب الله، وعترتي أهل بيتي، إنّ اللطيف الخبير نبّأني أنّهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض»(2) .
قال القندوزي ـ بعد أن أورد عدّة روايات حول الثقلين ـ: ورَوى حديثَ الثقلين أميرُ المؤمنين عليّ والحسن بن علي (عليهما السلام)وجابر بن عبد الله الانصاري وابن عباس وزيد بن أرقم وأبو سعيد الخدري وأبو ذرّ وزيد بن ثابت وحذيفة بن اليمان وحذيفة بن أسيد وجبير بن مطعم وسلمان الفارسي رضي الله عنهم أيضاً(3) .
____________
1 ـ السنة لابن أبي عاصم: 2 / 613 ح: 1465، ينابيع المودة / 31، 246.
2 ـ أمان الامة من الضلال والاختلاف / 235 ح: 22.
3 ـ ينابيع المودة / 36.
قال ابن حجر: إعلم أنَّ لحديث التمسك بهما طرقاً كثيرة وردت عن نيف وعشرين صحابيّاً، ومرَّ له طرق مبسوطة في حادي عشر الشبه، وفي بعض تلك الطُرُق: أنّه قال ذلك بحجّة الوداع بعرفة، وفي أخرى أنّه قال بالمدينة في مرضه وقد امتلات الحجرة بأصحابه، وفي أخرى أنّه قال ذلك بغدير خمّ، وفي أخرى أنّه قال لمّا قام خطيباً بعد انصرافه من الطائف، ولا تنافي، إذ لا مانع من أنه كرّر عليهم ذلك في تلك المواطن وغيرها اهتماماً بشأن الكتاب العزيز والعترة الطاهرة(2) .
الحاصل: أنّك قد لاحظت تواتر الاثار في أنّ النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) خلّف لامّته كتاب الله وأهلَ بيته، وأمرهم أن يتمسّكوا بهما وأخبر أنّهم لا يضلّون ما داموا متمسّكين بهما، وأنّ الله سائلهم يوم القيامة عن ذلك، وتكرّر منه هذا الكلام قبل وفاته في عدّة مقامات وقال لاصحابه: إنّي قدّمت إليكم القول معذرةً إليكم فانظروا كيف تخلفوني في الثقلين، فمرّةً قاله بعد الانصراف من الطائف، و أخرى قاله في عرفة وهو على ناقته، وثالثةً قاله في مسجد الخيف، ورابعةً قاله في يوم الخميس في غدير خم، وخامسةً أراد أن يسجل أسماءهم لاصحابه في يوم الخميس قبيل وفاته بأربعة أيام ومنعه عمر، وسادسةً قاله
____________
1 ـ فيض القدير: 3 / 20 حول ح: 2631، جواهر العقدين / 234.
2 ـ الصواعق المحرقة / 150 ب: 11.
ولاحظت ورود الحديث عن أكثر من ثلاثين صحابيّاً، وهم:
1 ـ عليّ بن أبي طالب (عليه السلام).
2 ـ وفاطمة الزهراء (عليها السلام).
3 ـ والحسن بن عليّ (عليه السلام).
4 ـ وسلمان الفارسي.
5 ـ وأبو ذرّ الغفاري.
6 ـ وعبد الله بن عباس.
7 ـ وأبو سعيد الخدري.
8 ـ وجابر بن عبد الله الانصاري.
9 ـ وأبو الهيثم بن التيهان.
10 ـ وأبو رافع.
11 ـ وحذيفة بن اليمان.
12 ـ وعبد الله بن عمر.
13 ـ وحذيفة بن أسيد الغفاري.
14 ـ وخزيمة بن ثابت.
15 ـ وزيد بن ثابت.
16 ـ وزيد بن أرقم.
17 ـ و أبو هريرة.
19 ـ وجبير بن مطعم.
20 ـ وطلحة بن عبد الله.
21 ـ وعبد الرحمن بن عوف.
22 ـ وسعد بن أبي وقّاص.
23 ـ وعمرو بن عوف.
24 ـ وسهل بن سعد الانصاري.
25 ـ وعدي بن حاتم.
26 ـ وأبو أيوب الانصاري.
27 ـ وأبو شريح الخزاعي.
28 ـ وعقبة بن عامر.
29 ـ وأبو قدامة الانصاري.
30 ـ وأبو يعلى الانصاري.
31 ـ وضمرة الاسلمي.
32 ـ وعامر بن أبي ليلى.
33 ـ وعمرو بن العاص.
34 ـ وأمّ سلمة زوج رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم).
35 ـ وأمّ هانئ أخت عليّ (عليه السلام).
ولاحظت ورود الحديث عن بعض هؤلاء من طرق متعددة ذكرنا بعضها وأشرنا إلى الاخر في الهوامش، ورأيت اعتراف أعلام أهل السنة بصحّة كثير منها.
فلاحظ صحيحه في باب مناقب فاطمة (عليها السلام) كيف أخرج حديثاً واحداً في فضلها وأرسل آخر، وهي من هي ؟! هي امرأة واحدةٌ لا مثيل لها، وفريدةٌ لا نظير لها منذ خلق آدم إلى يوم القيامة، ولاحظ فضائل غيرها كيف سرد فيه ما وصل بيده من دون توقّف ولا تردد، وسيأتي اليوم الذي يقال فيه: وقفوهم إنهم مسئولون عن ولاية أهل البيت.
وأعجب من ذلك أنّه كيف يعتمد علماء أهل السنّة في دينهم على من له هذا الموقف من أهل بيت النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ؟!.