الصفحة 12

والرجل هو الأولى بالقيمومة لما له من امتياز فسلجي وسيكولوجي في القوة والصمود في خضم المشاكل، وفي غلبة جانب العقل والحنكة فيه على جانب العاطفة بخلاف المرأة.

وأما نقصان ديتها من دية الرجل، فالجواب على ذلك هو أن الحكم بنقصان ديتها من دية الرجل لا ينشأ من كون حق الحياة والسلامة لها أخف من حق الرجل ودون حق الرجل، بل ينشأ من نظرة اقتصادية للإسلام إلى الرجل والمرأة، حيث إن الرجل كمنتج اقتصادي أقوى من المرأة بلحاظ الفوارق الفسولوجية والسيكولوجية بينهما كما اقره الطب كما قال العالم الشيوعي "بنثملاف": (ان لا مساواة بين الجنسين في علم الاحياء ولم تكلفهماالفطرة بنفس الاعباء).

والإسلام أعطى للمرأة حق القصاص كاملا من الرجل مع دفعها لنصف الدية، ولم يحرمها من القصاص بأن يفرض عليها التنزل منه إلى نصف الدية، وهذا يعني أن النكتة في باب الدية لم تكن تكمن في حق الحياة والسلامة، بل كانت تكمن في الجانب الاقتصادي، فالرجل اقتصاديا يقوم بأكثر مما تقوم المرأة به للفوارق الفسلجية والسيكولوجية بينهما، أما بما هما إنسانان يستحقان الحياة والسلامة فهما سيان , ولذا ترى أن الذمي الذي ديته أقل من المسلم بنكتة اعتباره أقل مستوى في حق الحياة والسلامة من المسلم حينما يقتله المسلم أو يجني عليه لا يسمح له بالقصاص ودفع الفارق من الدية، بل ينتقل رأسا إلى تغريم المسلم بدية الذمي التي هي أقل من دية المسلم.

والخلاصة كما مر: ان التشريع من حكيم عليم فما علينا الا ان نناقش غير المسلمين في الاسلام فاذا ثبت لهم نناقش هل ثبتت هذه المسالة ام لا فاذا ثبتت له وخالفها فليس في الاسلام في شي لان الاسلام هو التسليم لله تعالى في كل ما امر لانه خالق عالم بخلقه متخصص في امرهم , اما غير المسلم فكيف نثبت له ان الله شرع كذا وهو لا يؤمن بالاسلام من اصلة ففي نظري القاصر ان اهم مسالة للنقاش هي اثبات الاصل وهو الاسلام ثم اثبات هذه المسالة او تاك هل فرضها الاسلام ام لا فمن اعترض بعد ثبوتها له فلا نقاش معه لانه غير مسلم لله تعالى فيما امر.

ولكن لا بأس ان نلقي نظرة على واقع المرأة الغربية ومن تشبهت بها كي تزداد المسلمة عزة وفخر وراحة بدينها الحنيف المتكامل عندما ترى الحالة السيئة عند غير المسلمين.


الصفحة 13

المرأة الغربية

ان مفهوم الحرية في الاسلام ليس هو مفهومه في الغرب , اذ الاسلام يعطي حرية ضمن نطاق واطار معين أي لا يضر بنفسه ولا بالدولة ولا باحد بعكس الغربية التي جعلوا حريتها شعارا لتجارتهم ومصالحهم بلا مبداء ولا قيد ولو على حساب شرف المراة وعفتها كما صرح الكثيرون منهم: (بيدو) وزيرخارجية فرنساسابقا في حملته لمقاومة حركة المناداة بالبغاء في خطاب رسمي قائلا: (ان لبغايا باريس فضلا على نساء فرنساء , لانهن يجلبن لها ملايين الدولارات الامريكية في كل عام).

نعم لقد افرطوا في التحرر فاطلقوا العنان في المساواة المطلقة والحرية الحيوانية التي شكى منها الغربيون انفسهم كما في كتاب (تاريخ الفحشاء) للمؤلف الانجليزي "جورج رائيلي اسكات" وكتاب (حضارة الغرب) للمؤلف "غوستاف لوبون" وغيرها كثير من الكتب والاقوال التي تبين لنا اللوعة التي يعاني ويئن منها المجتمع الغربي بسبب الفوظى التي هدمت الاخلاق والقيم الانسانية باسم الحرية حتى كره الغرب هذه الحرية كما في " جمهورية " السبت 9 يونيو 1962 نشر تحت هذا العنوان: " كاتبة أمريكية تقول: امنعوا الاختلاط، وقيدوا حرية المرأة ". نقلت الصحيفة، تحت هذا العنوان كلاما صريحا، فقدمت الكاتبة الامريكية للقراء فقالت: (غادرت القاهرة الصحفية الامريكية " هيلسيان ستانسبري " بعد أن أمضت عدة أسابيع ها هنا، زارت خلالها المدارس، والجامعات، ومعسكرات الشباب والمؤسسات الاجتماعية، ومراكز الاحداث، والمرأة، والاطفال وبعض الاسر في مختلف الاحياء، وذلك في رحلة دراسية لبحث مشاكل الشباب والاسرة في المجتمع العربي. " وهيلسيان " صحفية متجولة، تراسل أكثر من 250 صحيفة أمريكية، ولها مقال يومي، يقرأه الملايين، ويتناول مشاكل الشباب تحت سن العشرين، وعملت في الاذاعة والتيفزيون وفي الصحافة أكثر من عشرين عاما، وزارت جميع بلاد العالم، وهي في الخامسة والخمسين من عمرها ". تقول الصحفية الامريكية: " إن المجتمع العربي [الواقع انه دستور الاسلام بشكل عام ] مجتمع كامل وسليم، ومن الخليق بهذا

الصفحة 14
المجتمع أن يتمسك بتقاليده التي تقيد الفتاة والشاب في حدود المعقول , وهذا المجتمع يختلف عن المجتمع الاوربي والامريكي، فعندكم تقاليد موروثة تحتم تقييد المرأة، وتحتم احترام الاب والام، وتحتم أكثر من ذلك، عدم الاباحية الغربية التي تهدد اليوم المجتمع والاسرة في أوربا وأمريكا , ولذلك فإن القيود التي يفرضها المجتمع العربي على الفتاة الصغيرة - وأقصد ما تحت سن العشرين - هذه القيود صالحة ونافعة، لهذا أنصح بأن تتمسكوا بتقاليدكم وأخلاقكم، وامنعوا الاختلاط وقيدوا حرية الفتاة، بل ارجعوا إلى عصر الحجاب، فهذا خير لكم من إباحة وانطلاق ومجون أوربا وأمريكا , امنعوا الاختلاط قبل سن العشرين، فقد عانينا منه في أمريكا الكثير، لقد أصبح المجتمع الامريكي مجتمعا معقدأ، مليئا بكل صور الاباحية والخلاعة، وإن ضحايا الاختلاط والحرية قبل سن العشرين، يملاون السجون والارضفة والبارات والبيوت السرية , إن الحرية التي أعطيناها لفتياتنا وأبنائنا الصغار قد جعلت منهم عصابات أحداث وعصابات " جيمس دين " وعصابات للمخدرات، والرقيق.....).

ولو استقصيت كل الاقوال لطال المقام ولكن الغرض هو لفت الانتباه فمن ارادت ان تعرف اكثر فما اكثر الكتب والجرائد في الاسواق وفي الانترنت وغيرها من وسائل الاطلاع والمعرفة لمن يسمون الدفاع عن النفس والمال والعرض ارهاب والاعتداء الذي يقومون به على الاخرين تحريرا لهم!!!!!!!!

واخيرا نحن لا نمنع أن يسير التطور في طريقه، وأن يصل إلى مداه , ولكنا نخشى أن يفسر التطور على حساب الدين والاخلاق والاداب، فإن الدين وما يتبعه من تعاليم خلقية وأدبية، إنما هو من وحي الله تعالى، شرعه لكل عصر ولكل زمان ومكان , وإن الدين نفسه هو الذي فتح للعقل الانساني آفاق الكون، لينظر فيه، وينتفع بما فيه من قوى وبركات ويطور حياته لتصل إلى أقصى ما قدر له من تقدم ورقي فثمة فرق كبير بين ما يقبل التطور وبين ما لا يقبله والدين ليس لعبة تخضع للاهواء، وتوجهها الشهوات والرغبات, بل هو دستورخالق البشر لتنظيم الحياة البشرية فمن شاء فاليؤمن ومن شاء فاليكفر وما على الرسول الا البلاغ المبين.


الصفحة 15

مسك الختام

نرى من يدعون حقوق الانسان والحرية كيف يفعلون في فلسطين والعراق من ارهاب وحشي يقتلون ابنائهم ويستحيون نسائهم ويمتصون خيرات بلادهم ويسمون انفسهم محررين لهم!!!!!! ويتدخلون في شئون ايران الداخلية لحماية شباب قاموا بمظاهرة غير قانونية في هذه الايام ونسيوا او تناسوا الشعب الايرانيي المسلم كيف خرج في المظاهرات جوابا على ثرثرة بوش واستجابة لامر وليهم القائد المعظم فلم تتسع الشوارع في كل المحافظات هاتفة بشعارات: (امريكا در جه فكري است خامنئي خميني ديقر است مرق بر ضد ولاية فقيه , مرق بر امريكا مرق بر اسرائيل) وغير ذلك من شعارات الولاء وتجديد بيعتهم للامام الخامنئي -حفظه الله تعالى - والبراء من امريكاء وحلفائها , ونحن نرى المظاهرات كل يوم على امريكا واسرائيل اضعاف مضاعفة من شعوبهم خصوصا بعد الهجوم العدواني على العراق ونرى كم تاذيهم الحكومة ولم يتدخل احد, لكن امريكا تدافع على زمرة منافقة ليست شي في ميزان البسيج المجاهدين , فهل امريكا الا عدو ظاهر بارز للاسلام وخاصة للشيعة وتحاربهم بكل ما اوتيت من قوة لماذا؟ الجواب لان ايران ليس كغيرها من الدول الاسلامية تبني المسجد وإمامة طالباني او وهابي وبجوارة معهد ديني ومدرسة قرآن ومديرة امريكي او اسرائيلي وبجواره المرقص وهكذا كما هو واقع اليوم للاسف الشديد , لا ان ايران رفعت شعار (الله اكبر) فكان حكم الله هو الدستور الاكبر وعدو الله هو الشيطان الاكبر والصاغر الاحقر , ولم تخاف الا الله ولم ترجو النصر الا من الله تعالى , فلم تضرهم مؤآمرات الاعداء بل افشل الله مؤامراتهم على يد حزب الله في لبنان تلك الفتية التي امنت بربها فزادها هدى وهذا السيد المجاهد حسن نصر الله -حفظه الله تعالى - لم يغتر بالنصر بل بصرح باستمرار ان النصر ماهو الا نتيجة القيادة الحكيمة للامام الراحل(قده) و لولي امر المسلمين السيد الخامنئي , فلو ان كل المسلمين صدقوا بالولاية لاهل البيت وللمؤمنين والبراة من اليهود وحلفائهم لفتح الله عليهم انه على ما يشاء قدير: " ولينصرن الله من ينصره ان الله لقوي عزيز".


الصفحة 16
نعم لا تصدقي اختي المؤمنة ادعاءاتهم للسلام وحقوق البشر فانهم لا مبداء لهم ولا قيد فما يعملوا شي ظاهرة مصلحة المراة او الانسانية الا باطنة لصالحهم خاصة فهم يعملون باسم الدين او باي اسم المهم مصلحة فكم بنوا من مساجد في افغانستان باسم حركة الطالبان واهدروا دماء الشيعة وعاثوا في الارض فسادا باسم الاسلام او باسم الحرية والتقدم ولكن مؤامراتهم تفتضح يوما وراء يوم وسلطهم الله على طالبان وانتقم للشيعة وخربوا ما بنوه بايديهم وايدي المؤمنين ولئن صدق المسلمون مع الله لفتح عليهم ونصرهم واعزهم عزا من عزيز مقتدر.

نعم لا تصدقي شعارهم بالسلام لانهم بهذا الشعار يتآمرون على دينك وعزتك و لقد اعترف بمؤآمراتهم ابناء جنسهم , فان من مؤامراتهم ما جرى في مؤتمر سنة 1897(م) بسويسرا اذ تآمرنحو من ثلاث ماة من حكماء صهيون على افساد العالم وتخريب الاخلاق والعقائد وغيرها وذلك كالتالي:

1-القضاء على دعائم الاسرة بالاباحة.

2- الازياء الفاحشة.

3- القصص الغرامية المثيرة.

4- الافلام الخليعة.

5-المجلات والكتب الجنسية.

فما هو موقفنا تجاه ذلك؟؟؟؟

الجواب:

1 - نشر الوعي الديني وتبصير الناس بخطورة الاندفاع في هذا التيار الشديد. 2 - المطالبة بقانون يحمي الاخلاق والاداب، ومعاقبة من يخرج عليه بشدة وحزم. 3 - منع الصحف وجميع أدوات الاعلام من نشر الصور العارية والافلام المغرية ووضع رقابةعلىذلك. 4 - منع مسابقات الجمال والرقص الفاجر، وتحقير كل ما يتصل بهذا الامر. 5 - اختيار ملابس مناسبة دينية، وتكليف كل من يشتغل بعمل رسمي بارتدائها. 6 - يبدأ كل فرد بنفسه، ثم يدعو غيره. 7 - الاشادة بالفضيلة والحشمة والصيانة والتستر ونشر ثقافات الاسلام بدل ثقافات اعدائه ونعلم الكل ان الاسلام هو دين الثقافة والتقدم والرقي. 8 - العمل على شغل أوقات الفراغ باشياء في حدود الشرع حتى لا يبقى متسع من

الصفحة 17
الوقت لمثل هذا العبث. 9- الوحدة بين ابناء الدين الواحد ضد عدو الدين الحنيف.

نعم ان اعداء الاسلام يعلمون ان المسلمن لو اتحدوا لما وقفت امامهم اي قوة , وان القوة لا تنفع مع المسلمين لان المسلم يعتقد بما وراء الحياة الدنياء لهذا لا يخاف الموت فقرروا باستخدام سلاح الغناء والمراقص لاسقاط المسلمين لانهم راوا ذلك سلاح ناجح في فرنسا كما اعترف بذلك المؤرخون الفرنسيون والرئيس المرشال بيتان رئيس فرنساء آنذاك في يونية سنة 1940م ما مضمونه: ان السبب الرئيسي لسقوط باريس في الحرب العالمية الثانية واستسلام الجيش الفرنسي امام الجيش الالماني خلال اسبوعين هو الانغماس في الشهوات والانكباب على اللذات وقالوا انه لا سبيل للنهوض الا باقامة صرح الاسرة وتقوية اواصرها وتقديس تقاليدها وانظمتها(1).

والاعترافات كثيرة والكلام كثير في ذلك الا ان لمجال لا يسمح لعرض اكثر من ذلك وفيه الكفاية لمن القى السمع وهو شهيد.

واخيرا اقول: اعلمي ايتها المؤمنة وليعلم العالم كله انها لم تكن شريعة من الشرائع والقوانين وتواريخ الملل اوأمة من الأمم تنصف المرأة كما أنصفها الإسلام وشريعته السمحاء , فالإسلام قرر حقوق المرأة، وناصر ها، وكرمها، وحررها، وأخذ بيدها مما كانت تتردى فيه , فعلى الذين يهتفون وتعلو صيحاتهم منادين بحقوق المرأة من المتلبسين بالدين، ويظهرون الترحم على النساء إن كانوا صادقين أن يدعوا الجميع الرجال والنساء إلى النظام الإسلامي الذي عالج مشاكل الحياة الإنسانية كلها , وإن لا يتخذوا المرأة مطية لشهواتهم، ويروجوا الدعارة , وفوضى الأخلاق، وخروج النساء كاسيات عاريات يخلعن جلبات الحياء والعفة، ويسلكن مسلك الحيونات في الشهوت والمغريات، التي هي دعوة للاستعمار على المسلمين , واعلمي وليعلم العالم كله ان الثقافة ليس متمثلة بشي براق وعبارات مسجوعة لان الاسلام هو تراث وحضارة علمية في كل المجالات وغني عن تقليد اعدائه في شي بل هو دين البشرية كلها وناسخ الاديان والحضارات كلها فلا تغفلي عن تلك الاصول الراسخة في مبادئك السماوية المقدسة , واعلمي وليعلم العالم كله ان التطور والتقدم ليس هو الغرق في الشهوات والهواء الذاتية بعيدا عن المسؤولية في واقع الحياة من خلال حاجة المجتمع اليه , فالمجتمع افراد

____________

1- راجع: خطر التبرج والاختلاط ص138.

الصفحة 18
وكل فرد عضو من المجتمع والمرأة هي ام واخت وزوجة وزميلة ووو.... فممكن تاثر في اعضاء كثيرين بلسانها وقلمها وما استطاعت و اينما ذهبت ووصلت , فلابد ان تعلم الكل ان الاسلام هو ناسخ الشرائع وفيه مايحتاج اليه الناس في كل زمان ومكان , فمن خلق الكون هو اعلم بتدبيرة واعلم بما يناسبة ويصلح له او يفسده واما العقل البشري فهو محدود لا يرى الا واقعة الذي يعيشة فلا يعلم ماياتي في المستقبل , اما الإسلام فهو دين إلهي عالمي لجميع العصور , دين عالمي لنوع الإنسان كافة، ولجميع الأعصار والأزمان، وأنه أقوم الأديان وأوضحها، وأوسط الطرق وأشملها، وأنه صالح لإدارة المجتمع الإنساني دائما، فكلما يمضي عليه الزمان لا تسبقه الحضارات والمدنيات، ولا يتأخر عن العلم والتكنيك، فهو يقود البشرية ويهديها إلى الرشد والكمال، فلا يوجد باب إلى خير الإنسان وسعادته إلا وقد فتحه عليه، ولا يوجد باب إلى الشقاء والتبار إلا وقد أغلقه عليه , و قد تكفل وشمل بسعة تعاليمه وأحكامه وشرايعه جميع ما يحتاج إليه البشر من النظم المادية والمعنوية، والروحية والجسمية و الفردية والإجتماعية وغيرها مما هو مبين بالكتاب والسنة، فقد أنزله الله تعالى ليكون دين الجميع ودين العالم كله، ودين الأزمنة والأعصار كلها، ورفع به جميع ما يحجز الإنسان عن الرقي والتقدم، وحرر به الإنسان عن رقيته، وأخرجه من ذل عبادة الطواغيت المستكبرين وحكومة الجبارين، وأدخله في عز حكومة خالق الكون ومدبره، وهتف به وناداه أنه لافضل لعربي على عجمي الا بالتقوى، وأن كل الناس عالمهم وجاهلهم، غنيهم وفقيرهم، قويهم وضعيفهم أمام الحق سواء، وأن أكرمهم عند الله أتقاهم، وأن الدار الآخرة للذين لا يريدون علوا في الأرض ولافسادا والعاقبة للمتقين , فكيف يقلد المسلم غيره ودينه الإسلام الذي ختم الله به الأديان, دين العلم والعدل وكرائم الأخلاق، دين نظام العقيدة الصحيحة الخالصة من الخرافات، نظام الآداب الحسنة، نظام العبادة لله تعالى , نظام الحكومة والسياسة، نظام المال والإقتصاد، نظام الزواج والعائلة والأحوال الشخصية، نظام التعليم والتربية الرشيدة، نظام القضاء وفصل الخصومات، نظام الحقوق والمعاملات، نظام الصلح والحرب، ونظام كل الأمور، فهو عقيدة وشريعة، وسياسة وحكومة نظام لا ينسخ ولا يزول ولا يتغير أبدا، لأن الله تعالى ختم به الاديان فلا شريعة بعده ولا

الصفحة 19
كتاب ولا نبوة، ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه، وهو في الآخرة من الخاسرين.

فالمؤمن بالله تعالى لا يعدل عن أحكام الله تعالى، ولايرى لشعبه ولا لقيادته حق التشريع، ولا يتخذ حاكما ووليا من دون الله، بل يقدس الله وينزهه عن أن يكون له شريك في الحاكمية والمشرعية، وذلك بخلاف مبادئ الأنظمة المشركة الملحدة، التي من مبادئها أن الحكومة ووضع القوانين والأنظمة حق للشعب والأكثرية دون الله تعالى، ولافرق بينها وبين حكومات الطواغيت الماضية والأنظمة الملكية المطلقة في الشرك ونفي حاكمية الله تعالى، إلا أن هؤلاء المفتونين بالديمقراطية يرون الحاكمية والإستبداد بالأمر وتشريع البرامج والنظم السياسية والقضائية وغيرها حقا للشعب والناس، والحكومات الديكتاتورية الطاغوتية تراها للديكتاتور الطاغوت، فهذه حكومة طاغوتية جماعية خارجة عن حكومة الله تعالى، وهذه حكومة طاغوتية استبدادية فردية، وكل منهما ليست من الحكومات الشرعية المؤمنة بالله تعالى وحكومته وأحكامه وشرايعه, وان من المحزن والمخزي أن العامة من الناس تستجيب لهذه النداءات المغرية، والدعوات الخلابة، وهي لاتعلم خلفياتها وحقيقتها وماتنطوي عليه، معتقدة أن هؤلاء الجهلة المأجورين يعالجون أدواءهم، فأصبحت لذلك مناهج التربية والتعليم، ووسائل الثقافة والإعلام، متأثرة بهذا الشعار وبذلك تحققت امنية أعداء الدين الإسلامي حيث كتب أحد المبشرين قائلا: (لقد قضينا على برامج التعليم في الأفكار الإسلامية منذ خمسين عاما، فأخرجنا منها القرآن وتاريخ الإسلام، ومن ثم أخرجنا الشبان المسلمين من الوسائط التي تخلق فيهم العقيدة الوطنية والإخلاص والرجولة والدفاع عن الحق , والواقع أن القضاء على الإسلام في مدارس المسلمين، هو أكبر واسطة للتبشير، وقد جئنا بأعظم الثمرات المرجوة منه)(1).

ففي سبيل إجهاض تلك الحملات الإلحادية الهدامة التي تهدد كيان الفرد المسلم، يتحتم على كل مسلم أن يضطلع بالمسؤولية الكبرى الملقاة على عاتقه، والتي لا يرضى الله تعالى بالاستخفاف والاستهانة بها , وإذا لم تجابه أساليب الاستعمار لدفعها عن وطننا الإسلامي وإبعادها عن أراضينا، ومحو آثارها من اقتصادياتنا، وتعطيل انعكاساتها على

____________

1- حضارة الإسلام، ع 14، ص 103، س 15.

الصفحة 20
حكوماتنا ومدارسنا وكلياتنا وجامعاتنا ومعاهدنا العلمية ولن نطرد الغزو ونفشل موآمراته الا بالتمسك بحبل الله، والاعتصام باهل بيت النبوة والعمل لتحكيم النظام الإسلامي في جميع نواحي حياتنا المادية والمعنوية، واجتماع المسلمين على صعيد واحد، تحت لواء واحد، وفي ظل سلطان الله وسلطان حكمه، وتطبيق الكتاب والسنة، على جميع المظاهر والظواهر , وهذا يتطلب تيقظا أكثر، واتحادا أوثق ومجالا أوسع، وأفرادا صلحاء , ووحدة تشمل الجماهير والجماعات المتفرقة في ظل حكومات مسماة بأسماء ليست من الإسلام في شئ، وحدة تعم جميع الفرق والمذاهب، ليعيشوا في ظلها إخوانا يشد بعضهم أزر بعض، ويكونوا كالجسد الواحد، إذا شكا منه عضو، تداعت له سائر الأعضاء بالسهروالحمى , ونفشل خطط الاستعمار ومن ثم حب الدنيا والمال والجاه الذي جعلوه وسيلة لتفريق المسلمين وجعلوهم شيعا , والاستعمار بعد ذلك هو المستفيد الوحيد من هذه التفرقة تمام الفائدة، بل إنه يرى بقاءه في وطننا الإسلامي الكبير، منوطا بهذه التفرقة، مع أن الإسلام يؤكد على ضرورة أن يكون لجميع المسلمين، بل لجميع أبناء البشر سياسة موحدة وحكومة واحدة، تحفظ جميع سكان الأرض، شرقها وغربها , ونفتح باب النقاش العلمي المذهبي كي نفشل خطط الاعداء التي رسموها لتفريق المسلمين حتى وصل بهم الأمر، الى رمي بعضهم البعض بالكفر والشرك، فالباحث في التاريخ الإسلامي، يقرأ عن سبب الخلافات الشديدة بين معتنقي المذاهب الأربعة، والعصبيات التي قضت على حرية التفكير الشيعي، وحالت دون أخذ التفسير والفقه وسائر العلوم الإسلامية، عن أئمة أهل البيت، عليهم الصلاة والسلام ' ففي عصرنا يسهل البحث والمعرفة فالعالم الإسلامي، قد تحرك وانتفض، وانتبه واستيقظ من رقدته، وأخذ يسير في طريق انتشال حقه وانتزاعه واكتشاف خطط اعدائه وافشالها.

اعلمي ايتها المؤمنة وليعلم العالم كله ان الإسلام قرر حقوق المرأة، وناصر ها، وكرمها، وحررها، وأخذ بيدها مما كانت تتردى فيه , وعالج مشاكل الحياة الإنسانية كلها , فلا تغفلي عن تلك الاصول الراسخة في مبادئك السماوية المقدسة , واعلمي وليعلم العالم كله ان التطور والتقدم ليس هو الغرق في الشهوات والهواء الذاتية بعيدا عن المسؤولية في واقع الحياة من خلال حاجة المجتمع اليه , فالمجتمع افراد وكل فرد عضو من

الصفحة 21
المجتمع والمرأة هي ام واخت وزوجة وزميلة ان صلحت صلح المجتمع وان فسدت فسد المجتمع وهي كما قال الشاعر:

الام مدرسةو ان انت اعددتها * * * اعددت شعبا طيب الاعراق



واخر دعوانا ان الحمد لله الذي جعلنا من امة محمد ص ومن الموالين لاهل بيته الطاهرين , ونساله تعالى ان جعل قدوتنا في الحية سيدة نساء العلمين ام ابيها وبضعته الصديقة الطاهرة الزهراء ع وان يرزقنا شفاعتها في الاخرة امين اللهم امين.

تم هذا البحث يوم الاثنين 29 ربيع الثاني 1424 هـ ق
الموافق 9 / 4 / 1382 هـ ش

ام علي / حسينة حسن الدريب
اليمن / الجوف       


الصفحة 22

المراجع والمصادر

1- القرآن الكريم.

2- التاريخ الاسلامي.

3- البرهان من القرآن.

4- خطر التبرج والاختلاط.

5- حضارة الاسلام.