يقول الإمام الرضا (ع) قال: يا فلان إذا دخل الوقت عليك فصلها فإنك لا تدري ما يكون. (أخرجه صاحب الوسائل: كتاب الصلاة، باب المواقيت).
التفريق في الصلاة:
وأما التفريق في الصلاة أو التأخير فهو مستحب للأحاديث الدالة على أن النبي (ص) صلى الظهر والظل ذراع أو على قدمين من زوال الشمس، وصلى العصر والظل على أربعة أقدام وعلى ذراعين من زوالها (1).
فإنها تدل على أن الذراع آخر وقت فضيلة الظهر والذراعين آخر وقت فضيلة العصر.
وأما تأخير الظهر إلى مثل ظل الشئ والعصر إلى مثليه فلا يدل على أنها آخر وقت الفضيلة لها ولا على ابتداء وقت فضيلة العصر بالمثل وما بعده.
لأن تحديد وقت الفضيلة ابتداء وانتهاء بالمثل والمثلين مع تحديده كذلك بالقدمين والذراع والذراعين والأربعة أقدام غير ممكن، فالتحديدان متعارضان والتحديد الأقل يؤخذ به لأنه القدر المتيقن الذي اتفقت عليه جميع الأدلة.
ويمكن رفع التعارض بحمل أخبار المثل والمثلين على أنها واردة.
لبيان استحباب التأخير إليها لأجل الإبراد بالظهر والعصر في أمكان شدة الحر ويؤيد الحمل على ذلك وعدم ورودها لبيان فضيلة وقت المثل والمثلين حديث الإمام الصادق (ع) قال: العصر على ذراعين فمن تركها حتى تصير ستة أقدام فذلك المضيع (2).
____________
(1) أخرجة البخاري: ج 1، ص 200، ح 516. وما بعده وفي مسلم: رقم الحديث 461.
(2) الوسائل كتاب الصلاة: أبواب المواقيت، الباب التاسع.
ولحديث أمير المؤمنين (ع) إلى محمد ابن أبي بكر: صلي الصلاة لوقتها الموقت لها - ولا تعجل وقتها لفراغ ولا تؤخرها عن وقتها لاشتغال، واعلم أن كل شئ عن عملك تبع لصلاتك (1).
فالتفريق أو التأخير الذي فيه الفضل والاستحباب هو تأخر العصر إلى أن يصير ظل الشئ ذراعا وهو ابتداء فضيلتها وينتهي وقت فضيلتها بصيرورة الظل ذراعين (2) وقد أفرد في هذا المسألة عدة كتب ورسائل منها:
ما ألف في الجمع بين الصلاتين(*)
1 - إباحة الجمع بين الفريضتين سفرا وحضرا والاحتجاج عليها بالأحاديث المروية في الصحاح الستة (صحيح الخبر في الجمع بين الصلاتين في الحضر):
السيد أبو محمد الحسن بن هادي بن محمد علي بن صالح بن شرف الدين الصدر العاملي الكاظمي ت 1354 ه، توجد بخطة في خزانة كتبه الذريعة 1 / 54 رقم 277، بغية الراغبين 1 / 317.
2 - الجمع بين الصلاتين:
الشيخ أبو النضر محمد بن مسعود بن محمد بن عياش السلمي التميمي
____________
(1) نهج البلاغة: الخطبة 266 و 466.
(2) راجع البخاري: ج 1، ص 215، ح 574 و ح 737.
(*) عن كتاب معجم ما ألف في المسائل الخلافية للأستاذ عبد الله عدنان المنتفكي.
3 - رسالة في الجمع بين الصلاتين:
السيد حسين بن محمود بن إبراهيم بن يوسف بن مكي المنتهي نسبة إلى عبيد الله الأعرج بن الحسين الأصغر بن الإمام السجاد الحسني العاملي 1326 - 1397 هـ . قدم له الشيخ سليمان بن مصطفى اليحفوفي. ط 2 بيروت الناشر اليحفوفي ص 63 ق 21 * 14.
4 - رسالة في حواز الجمع في الفرائض بدون سفر ولا مطر:
السيد جواد بن حسين بن حيدر بن مرتضى بن محمد بن حيدر بن محمد بن مرتضى الحسيني العيثاوي العاملي 1850 - 1922 م 1341 هـ . أعيان الشيعة 4 / 266، شعراء الغري 2 / 170، داغر 3 / 2 1180.
5 - الرسالة المفيدة في الجمع بين الصلاتين:
الحسن بن إسحاق بن المهدي أحمد بن الحسن 1093 - 1160 ه نسخة خطية في مكتبة الجامع الكبير بصنعاء برقم 84 مجاميع عدد الأوراق 42 - 56. وأخرى مخطوطة بجامع المكتبة الغربية برقم 294، مجاميع، مصادر يمنية 255.
6 - السجود على التربة والجمع بين الصلاتين:
السيد محمد إبراهيم بن محمد كاظم بن محمد إبراهيم بن هاشم بن محمد علي الموحد القزويني المعاصر. ط 1 بيروت مؤسسة الوفاء، ط 1 بدون مكان 1993 ص 66 ق 17 * 12.
7 - شمس المشرقين والمغربين في دليل الجمع بين الصلاتين:
يحيى بن عبد الله بن زيد بن عثمان الوزير ت 1250 هـ . نسخة خطية في مكتبة الجامع الكبير بصنعاء برقم 661 عدد الأوراق 101 - 113.
8 - النور الساطع في نفي الحرج عن الجامع (في الجمع بين الصلاتين):
يحيى بن أحمد عواض الأسدي الشاطبي. نسخة خطية في مكتبة الجامع الكبير بصنعاء برقم 58 مجاميع، عدد الأوراق 221 - 225.
المسألة السابعة
التكبير على الجنائز
التكبير على الجنائز
الكيفية:
يوضع الميت مستلقيا على ظهره ويقف المصلي وراء الجنازة غير بعيد عنها مستقبل القبلة ورأس الميت إلى يمينه وأن لا يوجد حائل من جدار ونحوه. وأن يكون المصلي واقفا إلا لعذر مشروع، ثم ينوي المصلي ويكبر خمس تكبيرات بعدد الفرائض اليومية.
يأتي المصلي بالشهادتين بعد الأولى والصلاة على النبي (ص) بعد الثانية والدعاء للمؤمنين والمؤمنات بعد الثالثة والدعاء للميت بعد الرابعة ولأبويه إن كان طفلا ولا شئ بعد الخامسة ويرفع يدية استحبابا بعد كل تكبيرة والصورة التالية أقل ما يجب.
وبعدها يوضع الميت في حفرة تحرس جثته من التعدي ورائحته من الظهور، وأن يوضع على جنبه الأيمن مستقبل القبيلة ورأسه إلى الغرب ورجليه إلى الشرق، والمرأة يلحدها زوجها أو أحد محارمها ممن كان يحل النظر إليها حال الحياة أو تلحدها النساء فإن لم يوجد زوج ولا محرم ولا امرأة فالأجانب الصلحاء.
الأحاديث الشريفة في التكبيرات الخمس:
أما الأحاديث التي جاءت بالتكبيرات الخمس فهي كثيرة وموردها كتب السنة:
حديث عبد الرحمن بن أبي ليلى قال: كان زيد بن أرقم يكبر على جنائزنا أربعا وأنه كبر على جنازة خمسا فسألته فقال: كان رسول الله (ص) يكبرها فلا أتركها لأحد بعد أبدا (1).
وحديث عبد خير قال: كان علي بن أبي طالب (ع) يكبر على أهل بدر ستا وعلى أصحاب النبي (ص) (خمسا وعلى سائر الناس أربعا (2)
وحديث ليث عن المرقع قال: صليت خلف زيد بن الأرقم على جنازة فكبر عليها خمسا وقال: صليت خلف رسول الله (ص) على جنازة فكبر خمسا (3).
وحديث عبد الله بن معقل: أن علي (ع) كبر على سهل بن حنيف خمسا ثم التفت فقال (ع): إنه بدري (4).
وقد ذهب بعض أهل العلم إلى هذا من أصحاب النبي (ص) فمن رأى ذلك صحيحا والعمل به سنة: عبد الله بن مسعود وزيد بن الأرقم وحذيفة بن اليماني وعيسى مولى حذيفة وأصحاب معاذ بن جبل.
وأما الست والسبع:
فقد أتى بها كبار الصحابة على مشهد من الصحابة دون أن يتعرض
____________
(1) أخرجه مسلم: ج 3، ص 56. وأبو داود: ج 2، ص 67 و 68. والنسائي: ج 1، ص 281.
(2) أخرجه الطحاوي في شرح معاني الآثار: ج 1، ص 497.
(3) أخرجه الحازمي في كتابه الاعتبار باب عدد التكبيرات على الجنائز: ص 314.
(4) أخرجه عبد الرزاق في المصنف: ص 480. والبيهقي في السنن الكبرى: ج 4، ص 36. وابن حزم في المحلى: ج 5، ص 126.
وقال الشعبي: قدم علقمة من الشام فقال لابن مسعود: إن إخوانك بالشام يكبرون على جنائزهم خمسا فلو وقتم لنا وقتا نتابعكم عليه (أي حددتم لنا عددا مخصوصا) وأطرق عبد الله بن مسعود ساعة ثم قال: انظروا جنائزكم فكبروا عليها ما كبر أئمتكم لا وقت ولا عدد (2).
وحديث موسى بن عبد الله بن يزيد: أن عليا (ع) صلى على أبي قتادة فكبر عليه سبعا وكان بدريا (3).
قلت: فهذه آثار صحيحة عن الصحابة تدل على أن العمل بالخمس والست تكبيرات استمر إلى ما بعد النبي (ص) خلافا لمن ادعى الاجماع على الأربع تكبيرات فقط وقد حقق القول في بطلان الدعوى ابن حزم في المحلى.
التسع تكبيرات:
أما التسع تكبيرات ففيه حديثان:
حديث عبد الله بن الزبير: أن النبي (ص) صلى على حمزة فكبر تسع تكبيرات ثم أتى بالقتلى يصفون ويصلي عليهم وعليه معهم (4)
وحديث عبد الله بن عباس قال: لما وقف رسول الله (ص) على حمزة:
أمر به فهئ إلى القبلة ثم كبر عليه تسعا، ثم جمع إليه الشهداء كلما أتي بشهيد وضع إلى حمزة فصلى عليه وعلى الشهداء معه حتى صلى عليه وعلى
____________
(1) أخرجه الحاكم: ج 3، ص 409. والبيهقي في السنن: ج 4، ص 36.
(2) أنظر شرح معاني الآثار للطحاوي: ج 1، ص 287. والبيهقي في السنن: ج 4، ص 36.
(3) أخرجه البيهقي في السنن الكبرى: ج 4، ص 36.
(4) أخرجه الطحاوي في معاني الآثار: ج 1، ص 290.
وحديث أبي خيثمة عن أبية قال: كان النبي (ص) يكبر على الجنائز أربعا وخمسا وسبعا وثمانيا (2).
هذا العدد هو أكثر ما وقفنا عليه في التكبير على الجنائز من أحاديث العامة فيوقف عنده ولا ينقص منه شئ وهذه آثار صحيحة فلا موجب للمنع منها والنبي (ص) لم يمنع مما زاد على الخمسة بل فعله هو وأصحابه من بعده.
أما أئمة أهل البيت (ع) فقد قالوا قولا واحدا بأن التكبير على الجنائز خمس تكبيرات قد أخذوا ذلك عن النبي (ص) فعن أبي عبد الله (جعفر الصادق) (ع): قال التكبير على الميت خمس تكبيرات (3).
وعن أبي جعفر (محمد الباقر) (ع) قال: كبر رسول الله (ص) خمسا ( أي على الجنازة) (4).
عن أبي عبد الله (جعفر الصادق) (ع) قال: كان الرسول الله (ص) إذا صلى على ميت كبر وتشهد ثم صلى على الأنبياء ودعا، ثم كبر ودعا للمؤمنين، ثم كبر الرابعة ودعا للميت ثم كبر وانصرف فلما نهى الله عز وجل عن الصلاة على المنافقين كبر وتشهد ثم كبر وصلى على النبيين صلى الله عليهم ثم كبر ودعا للمؤمنين، ثم كبر الرابعة وانصرف ولم يدع للميت (5)
وعن أبي بكر الحضرمي قال: قال أبو جعفر (محمد الباقر) (ع): يا أبا
____________
(1) أخرجه الطبراني في المعجم الكبير: ج 3، ص 107 و 108.
(2) أخرجه الغماري الحسيني في تخريج أحاديث البداية: ج 4، ص 332.
(3) تهذيب الأحكام: ج 1، ص 342.
(4) الإستبصار: ج 1، ص 474.
(5) راجع الكافي: ج 3، ص 181، ح 3.
إذا أهل البيت (ع) لا يقولون ولا يعملون خلاف ما قاله وعمله النبي (ص)، لقوله تعالى: (وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا) (2).
لقوله تعالى: (إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله) (3)
وقوله الرسول (ص): كل عمل ليس فيه أمرنا فهو رد.
الاجماع على التكبيرات الأربع:
أما من ادعى الاجماع على التكبيرات الأربع على الجنائز، فإجماع غير صحيح للروايات المتقدمة وكلها صحيحة وقول الصحابة وعملهم بالخمس تكبيرات مع النبي (ص) أكبر دليل على بطلان إجماعهم المزعوم.
في حديث إبراهيم قال: قبض رسول الله (ص) والناس مختلفون في التكبير على الجنائز لا تشاء أن تسمع رجلا يقول: سمعت رسول الله (ص) يكبر سبعا وآخر يقول: سمعت رسول الله (ص) يكبر أ ربعا إلا سمعته، فاختلفوا في فكانوا على ذلك حتى قبض أبو بكر فلما ولي عمر ورأى اختلاف الناس في ذلك شق عليه جدا فأرسل إلى رجال من أصحاب رسول الله (ص)، فقال: إنكم معاشر أصحاب رسول الله (ص) متى تختلفون على الناس يختلفون من بعدكم ومتى تجتمعون على أمر يجتمع الناس عليه فانظروا أمرا تجتمعون عليه فكأنما أيقظهم، فقالوا: نعم ما رأيت يا أمير
____________
(1) راجع الكافي: ج 3، ص 182، ص 182، ح 5.
(2) سورة الحشر: آية 7.
(3) سورة آل عمران: آية 31.
أقول: أن إجماعهم هذا الذي أجمعوا عليه ليس حجة لأنهم فعلوا في عهد رسول الله (ص) فكذلك ما أجمعوا عليه من عدد التكبيرات بعد النبي (ص) في الصلاة على الجنائز فهو أيضا ليس بحجة لأنهم علموا من النبي (ص) خلافه.
وإجماعهم هذا حسب ما ذهبوا إليه ناسخ لما قد كان فعله النبي (ص) وهذا باطل لأن النبي (ص) يقول: (صلوا كما رأيتموني أصلي) (2).
وهناك عدد كبير من الصحابة يخالف هذا الاجماع يكبروا على الجنائز أكثر من أربع تكبيرات أتوا بها على مشهد من الصحابة دون أن يعترض عليهم أحدكما تقدم.
منهم: علي بن أبي طالب، عبد الله بن معقل، وعبد خير، موسى بن عبد الله بن يزيد، وعبد الله بن عباس، وزيد بن أرقم، وابن أبي ليلى، وجابر بن زيد.
كل هؤلاء كانوا يكبرون خمسا وستا وسبعا.
أقول: هذا العدد من الصحابة يدل على أن العمل بالخمس والسبع والثمان والتسع تكبيرات استمر إلى ما بعد النبي (ص) خلافا لمن ادعى الاجماع على الأربع فقط. وفي هذا القدر كفاية لبيان التكبير على الجنائز.
____________
(1) راجع الطحاوي في شرح معاني الآثار: ج 1، ص 496.
(2) أخرجه البخاري في كتاب الأدب وكتاب الأذان: ج 8، 16.
المسألة الثامنة
زيارة القبور
زيارة القبور..
حق أخوة الإسلام:
حقوق المسلم على أخية المسلم حيا وميتا هي: أن يسلم عليه إذا لقيه. وأن يحب له ما يحب لنفسه وأن لا يؤذيه وأن يتواضع له وأن لا يستغيبه وأن يحسن إليه وأن لا يهجره وأن لا يدخل عليه إلا بإذنه وأن يخالقه بالخلق الحسن وأن يوقر الكبير ويرحم الصغير وأن لا يخلف بوعده معه وأن ينصفه من نفسه وأن يصلح ذات البين وأن يتقي مواضع التهم صيانة لقلبه وأن يبدأه بالسلام وأن يصافحه إذا التقيا وأن يصون عرضه وأن يشمته إذا عطس وأن ينصح لقلبه وأن يعوده إذا مرض وأن يشيع جنازته وأن يزور قبره. وهذا الأخير هو موضوع هذه المسألة.
والمقصود من الزيارة هو أن يدعو له عند قبره وأن تكون الزيارة قصد الاعتبار وترقيق القلب، لقول الرسول (ص): ما رأيت منظرا إلا والقبر أفظع منه (1).
وقوله (ص) أن القبر أول منازل الآخرة فإن نجا منه صاحبه فما بعده أيسر وإن لم ينج منه فما بعده أشد (2).
وقال بعض الصالحين: من مر بالمقابر فلم يتفكر لنفسه ولم يدع لهم فقد خان نفسة وخانهم.
لهذا ولغيره، أفتى علماء الإسلام وفقهاء الشريعة بجواز زيارة القبور!
____________
(1) أخرجة ابن ماجة: (رقم 4267.
(2) أخرجه الحاكم في المستدرك: ج 4، ص 331.
أما دعاة السلفية فإنهم كما يبدو لا يحرمون أصل الزيارة بل يحرمون السفر وشد الرحال إلى زيارة قبور الصالحين، لحديث: لا تشد الرحال إلا إلى ثلاث مساجد: مسجد الحرام ومسجدي هذا والمسجد الأقصى (1).
ومما لا شك فيه أن زيارة القبور تنطوي على آثار أخلاقية وتربوية هامة. إن مشاهدة هذه القبور التي تضم في أعماقها مجموعة كبيرة من الذين.
عاشوا في هذه الحياة الدنيا ثم انتقلوا إلى الآخرة وهم سواء الغني والفقير والقوي والضعيف ولم يصحبوا معهم سوى ثلاث قطع من القماش فقط، يهز الإنسان قلبا وروحا ويخفف فيه روح الطمع والحرص على الدنيا وزخارفها وشهواتها.
ونظر الإنسان إليها بعين الاعتبار لغير سلوكه في هذه الحياة واعتبر لآخرته وراح، يخاطب نفسه إن هذه الحياة المؤقتة لا بد أن تزول وإن الأيام التي أعيشها لا بد أن تنتهي ويكون مصيري إلى حفرة عميقة تتراكم علي تلال من التراب وهناك الحساب إما ثواب وإما عذاب فلا تستحق هذه الحياة المؤقتة أن يجهد الإنسان نفسه من أجل المال والجاه والمنصب فيظلم هذا ويؤذي ذاك ويرتكب الجرائم والمنكرات.
إن نظرة تأمل إلى هذه القبور الساكنة ترقق القلب مهما كان قاسيا وتسمع الإنسان مهما كان صما وتبصر العيون مهما كانت غاشية وكثيرا ما تدفع بالإنسان إلى إعادة النظر في سلوكه وحياته والشعور بالمسؤوليات الكبيرة أما الله تعالى والناس لقول الرسول (ص): (زوروا القبور فإنها تذكركم
____________
(1) أخرجه ابن حبان في الصحيح: ج 3، ص 71.
وبالرغم من أن مسألة زيارة القبور ليست بحاجة إلى إقامة الدليل والبرهان على صحتها وضرورتها ولكننا نضطر إلى التحدث عنها لأولئك الذين يحرمونها وبالخصوص على النساء.
الأحاديث النبوية وزيارة القبور:
يستفاد من الأحاديث الشريفة التي رواها أصحاب الصحاح والسنن أن النبي (ص) نهى عن زيارة القبور نهيا مؤقتا لأسباب خاصة ثم رفع النهي وحبذ إلى الزيارة.
ولعل علة النهي المؤقت هي أن الأموات كانوا مشركين وعبدة للأصنام وقد قطع الإسلام كل العلاقات مع الشرك وأهله فنهى النبي (ص) عن زيارة الأموات. ويحتمل أن تكون العلة شيئا آخر وهو أن المسلمين كانوا حديثي عهد بالإسلام وكانوا ينوحون على قبور موتاهم نياحة باطلة تخرجهم عن نطاق الشريعة.
ولما تمركز الإسلام في قلوبهم وأنسوا بالشريعة والأحكام ألغى النبي (ص) بأمر الله تعالى النهي عن زيارة القبور لما فيها من الآثار الحسنة والنتائج الطيبة. ولهذا روى أصحاب الصحاح والسنن أنه (ص) قال: (كنت نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها فإنها تزهد في الدنيا وتذكر الآخرة) (2).
وعلى هذا الأساس كان (ص) يزور قبر أمه السيد آمنة بنت وهب وكان يأمر الناس بزيارة القبور لأن زيارتها تذكر بالآخرة.
قال (ص) استأذنت ربي في أن أزور قبرها فأذن لي فزوروا القبور فإنها
____________
(1) رواه ابن ماجة في باب ما جاء في زيارة القبور: ج 1 ص 262.
(2) رواه ابن ماجة في صحيحه باب ما جاء في زيارة القبور ج 1، ص 262.
أقول: إن السبب الذي يذكرونه لاستئذان النبي (ص) زيارة قبر أمه هو كما يزعمون أن أمه كانت مشركة، ولكن الثابت الذي لا ريب فيه هو أن أم النبي (ص) كانت كآبائه وأجداده من أهل الإيمان والتوحيد. من هنا فإن هذا التوجيه والتفسير مخالف بالكامل لأصول العقيدة الإسلامية ويمكن أن يكون له تفسير آخر.
وحديث عائشة: أن رسول الله (ص) رخص في زيارة القبور (2).
وأيضا قالت: إن النبي (ص) قال: فأمرني ربي أن أتي البقيع فأستغفر لهم قلت كيف أقول: يا رسول الله قال: السلام على أهل الديار من المؤمنين والمسلمين يرحم الله المستقدمين منا والمستأخرين وإنا إن شاء الله بكم لاحقون (3).
وجاء في أحاديث أخرى نص الكلمات التي كان رسول الله (ص).
يقولها عند زيارة القبور وهي: السلام عليكم دار قوم مؤمنين وإنا وإياكم متواعدون غدا ومواكلون وإنا إن شاء الله. بكم لاحقون اللهم اغفر لأهل بقيع الفرقد (4).
وجاء في حديث آخر نص الكلمات بما يلي: السلام عليكم أهل الديار من المؤمنين والمسلمين وإنا إن شاء الله بكم لاحقون أنتم لنا فرط ونحن لكم تبع أسأله الله العافية لنا ولكم (5).
____________
(1) رواه مسلم في صحيحه: باب استئذان النبي ربه في زيارة قبر أمه: ج 3، ص 65.
(2) رواه أبي داود في كتاب الجنائز باب زيارة القبور: ج 2، ص 623
(3) رواه مسلم في صحيحه باب ما يقال عند دخول القبر: ج 3، ص 63.
(4) أخرجه النسائي في: ج 4: ص 76.
(5) أخرجه النسائي في الصحيح: ج 4، ص 76.
ويستفاد من حديث عائشة أن النبي (ص) كان يخرج إلى البقيع في آخر الليل من كل ليلة ويقول: السلام عليكم دار قوم مؤمنين وأتاكم ما توعودون وغدا مؤجلون وإنا إن شاء الله بكم لاحقون اللهم اغفر لأهل بقيع الغرقد (2).
ويستفاد من حديث آخر: أن النبي (ص) كان يزور المقابر مع جماعة من أصحابه ويعلمهم كيفية الزيارة إذا خرجوا إلى المقابر فكان قائلهم يقول:
السلام على أهل اليار، أو السلام عليكم أهل الديار من المؤمنين والمسلمين وإنا إن شاء الله للاحقون أسأل الله لنا ولكم العلفية (3).
وزيارة القبور للاتعاظ وتذكرة الآخرة شريطة أن لا يقول عندها ما يغضب الرب سبحانه وتعالى. وذلك يستفاد من حديث أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله (ص): (إني نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها فإن فيها عبرة ولا تقولوا ما يسخط الرب) (4).
وحديث بريدة بن الحصيب قال: قال رسول الله (ص): (إني كنت نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها فإنها تذكركم الآخرة ولتزدكم زيارتها خيرا فمن أراد أن يزور فليزر ولا تقولوا هجرا) (5).
والهجر الكلام الباطل وكان النهي أولا لقرب عهدهم من الجاهلية فربما
____________
(1) رواه أبو داود: ج 2، ص 196.
(2) أخرجه مسلم في صحيحه باب ما يقال عند دخول القبور: ج 3، ص 63.
(3) رواه مسلم في صحيحه باب ما يقال عند دخول القبور: ج 3، ص 65.
(4) أخرجه أحمد بن حنبل: ج 3، ص 38 و 63 و 66. والحاكم في المستدرك: ج 1، ص 374 و 375.
(5) أخرجه مسلم: ج 6، ص 53 و 82. وأبو داود: ج 2، ص 72 و 131. وأحمد في المسند: ج 5، ص 350 و 355 و 356.
وحديث أنس بن مالك قال: قال رسول الله (ص): (كنت نهيتكم عن زيارة القبور ألا فزوروها فإنها ترق القلب وتدمع العين وتذكر الآخرة ولا تقولوا هجرا) (1).
وكل ذلك دال على مشروعية زيارة القبور وبيان الحكمة فيها وأنها للاعتبار فإذا خلت من هذه لم تكن مرادة شرعا.
النساء وزيارة القبور:
النساء كالرجال في استحباب زيارة القبور وليس هناك فرق بين الرجل والمرأة من هذه الجهة حتى تكون زيارة أحدهما جائزة والأخرى محرمة لولا المحذورات الخاصة، مثل قلة صبر المرأة وجزعها وعدم رعايتها للحجاب، . وإلا فهي داخلة تحت عموم قول النبي (ص) (فزوروا القبور) فيدخل فيه النساء.
وبيانه أن النبي (ص) لما نهى عن زيارة القبور في أول الأمر فلا شك أن النهي كان شاملا للرجال والنساء معا، فلما قال (ص): (كنت نهيتكم عن زيارة القبور)، كان مفهوما أنه يعني الجنسين ضرورة أنه يخبرهم عما كان في أول الأمر من نهي الجنسين فإذا كان الأمر كذلك لزاما أن الخطاب في الجملة الثانية من الحديث وهو قوله (ص) (فزوروها) إنما أراد به الجنسين أيضا.
فالخطاب في جميع هذه الأفعال موجه إلى الجنسين قطعا كما هو الشأن في الخطاب.
____________
(1) أخرجه الحاكم: ج 1، ص 376 و 375. وأحمد بن حنبل في المسند: ج 3، ص 237 و 250.
وثانيا: مشاركة النساء الرجال في العلة التي من أجلها شرعت زيارة القبور وهي قوله (ص): (فإمها ترق القلب وتدمع العين وتذكر الآخرة).
وقد رخص لهن النبي (ص) في زيارة القبور في حديثين ترويهما عائشة.
الأول: حديث عبد الله بن أبي ملكية أن عائشة أقبلت ذات يوم من المقابر فقلت لها: من أين أقبلت: قالت: من قبر عبد الرحمن بن أبي بكر، فقلت لها: أليس كان رسول الله (ص) نهى عن زيارة القبور، قالت: نعم ثم أمر بزيارتها (1).
الثاني: قالت عائشة إن النبي (ص) قال: (فأمرني ربي أن أتي البقيع فأستغفر لهم) قلت كيف أقول يا رسول الله، قال: قولي: (السلام على أهل الديار من المؤمنين والمسلمين يرحم الله المستقدمين منا والمستأخرين وأنا إن شاء الله بكم لاحقون ((2).
ويستفاد من حديث المرأة التي رآها النبي (ص) عند القبر.
يقول أنس بن مالك مر رسول الله (ص) بامرأة عند قبر وهي تبكي فقال لها النبي (ص): (اتقي الله واصبري) فقالت: إليك عني فإنك لم تصب بمصيبتي، قال: ولم تعرفه فقيل لها: هو رسول الله (ص) فأخذها مثل الموت فأتت باب رسول الله (ص) فلم تجد عنده بوابين فقالت: يا رسول الله إني لم
____________
(1) أخرجه الحاكم في المستدرك: ج 12، ص 376. وابن ماجة: ج 1، ص 262، حديث 1276.
(2) أخرجه النسائي: ج 3، ص 76. ومسلم في صحيحه: ج 3، ص 64.
وموضوع الدلالة من هذا الحديث أنه (ص) لم ينكر على المرأة قعودها عند القبر بل أقرها وتقريره حجة وفيه جواز زيارة القبور مطلقا سواء كان الزائر رجال أو مرأة ولو كانت زيارة القبور للنساء حراما لنهاها (ص) عن ذلك في حين أنه أوصاها بالصبر فقط.
وحديث: (لعن الله زوار القبور) (2).
والاستدلال به على التحريم غير صحيح وذلك لعدة أمور.
الأول: إن كثير من أهل العلم يعتبرون هذا النهي كان قبل أن يرخص في زيارة القبور فلما رخص عمت الرخصة للرجال والنساء.
ومنهم من يعتبروا هذا النهي نهيا تنزيهيا وكراهية وقد جاءت الكراهية لأسباب خاصة بذلك الزمان.
الثاني: لقد مر عليك في حديث عائشة أن النبي (ص) رخص في زيارة القبور.
الثالث: وقد مر عليك أيضا أن النبي (ص) علم عائشة ما ينبغي قوله عند زيارة القبور.
الرابع يروي الترمذي أنه لما مات عبد الرحمن بن أبي بكر دفن في مكة ولما جاءت عائشة إلى مكة من المدينة خرجت لزيارة قبر أخيها.
الخامس: إن زيارة القبور تؤدي إلى ترك ملذات الدنيا وتقليل الحرص
____________
(1) أخرجه البخاري: ج 3، ص 155 و 116. مسلم في الصحيح: ج 3، ص 40 و 41.
(2) أخرجه الترمذي في الجنائز عن بت ثابت في باب ما جاء في كراهية القبور للنساء: ج 3، ص 362، ح 1056. وابن ماجة في الجنائز أيضا عن حسان بن ثابت باب ما جاء في النهي عن زيارة النساء للقبور: ج 1، ص 263، ح 1279 و ح 1280.
إذا فما هو الفرق والحال هذه بين الرجل والمرأة كي تحرم زيارة أحدهما وتباح زيارة الآخرة لولا الشروط الخاصة بالنساء من القول بالهجر والويل والثبور والنياحة.
وهذا يكره للنساء لقلة صبرهن وكثر جزعهن وأما اتباع الجنازة فلا رخصة لهن فيه، لحديث أم عطية قالت: نهينا عن اتباع الجنائز ولم يعزم علينا (1).
زيارة القبور على مذهب أهل البيت (ع) في الأحاديث المروية عنهم:
عن هشام بن سالم عن أبي عبد الله (ع) قال: سمعته يقول: عاشت فاطمة (ع) بعد أبيها خمس وسبعون يوما لم تر كاشرة ولا ضاحكة، تأتي قبور الشهداء في كل جمعة مرتين: الاثنين والخميس فتقول: ههنا كان رسول الله (ص) ههنا كان المشركون (2).
عن أبي عبد الله (ع) قال:: قال أمير المؤمنين (ع): زوروا أمواتكم فإنهم يفرحون بزيارتكم وليطلب أحدكم حاجته عند قبر أبيه وعند قبر أمه بما يدعو لهما (3).
____________
(1) في صحيح ابن ماجة: ج 1، ص 263، رقم 1282 - 1577.
(2) الكافي: ج 3، ص 288، ح 3.
(3) الكافي: ج 3، ص 229، ح 10.
وعنه: كانت فاطمة (ع) تأتي قبور الشهداء كل غداة سبت فتأتي قبر حمزة فتترحم عليه وتستغفر له (2).
وعنه قال: قال أمير المؤمنين (ع) لما دخل المقابر: يا أهل التربة ويا أهل الغربة أما الديار فقد سكنت وأما الأزواج فقد نكحت وأما الأموال فقد قسمت فهذا خبر عندنا وليت شعري ما عندكم ثم التفت إلى أصحابه، وقال: لو أذن لهم في الجواب لقالوا إن خير الزاد عند الله التقوى (3).
عن الرضا (ع) قال: ما من عبد زار قبر مؤمن فقرأ عليه (إنا أنزلناه في ليلة القدر) سبع مرات إلا غفر الله له ولصاحب القبر (4).
عن محمد بن مسلم أنه قال: قلت لأبي عبد الله (ع): الموتى نزورهم، قال: نعم، قلت: فيعلمون بنا إذا أتيناهم، فقال: أي والله إنهم ليعلمون بكم ويفرحون بكم ويستأنسون إليكم، قال قلت فأي شئ نقول إذا أتيناهم، قال قل (اللهم جاف الأرض عن جنوبهم وصاعد إليك أرواحهم، لقهم منك رضوانا واسكن إليهم من رحمتك ما تصل به وحدتهم وتؤنس به وحشتهم إنك على كل شئ قدير) (5).
زيارة أهل القبور بشكل عام:
بسم الله الرحمن الرحيم...
____________
(1) أخرجه الفقيه: ج 1، ص 114، ح 534.
(2) أخرجه الفقه: ج 1، ص 114، ح 537.
(3) أخرجه الفقه: ج 1، ص 114، ح 535.
(4) - المحجة البيضاء: ج 3، ص 419.
(5) - المحجة البيضاء: ج 3، ص 419.
هذا آخر ما اتفق عليه السنة والشيعة من زيارة القبور بشكل عام.
وأما الخاص بزيارة النبي (ص).
زيارة قبر النبي (ص):
فضل زيارة قبر النبي (ص):
روي عن الصدوق بسنده عن النبي (ص): من زارني في حياتي وبعد موتي كان في جواري يوم القيامة (2).
وعن الصادق (ع) عن أبيه (ع) عن النبي (ص) قال: من زارني حيا وميتا كنت له شفيعا يوم القيامة (3).
كيفية الزيارة لقبر النبي (ص):
عن أبي عبد الله (جعفر الصادق) (ع) قال: إذا دخلت المدينة فاغتسل قبل أن تدخلها أو حين تدخلها ثم تأتي قبر النبي (ص)، ثم تقوم فتسلم على رسول الله (ص)، ثم يقوم عند الأسطوانة المقدمة من جانب القبر الأيمن عند رأس القبر عند زاوية القبر وأنت مستقبل القبلة ومنكبك الأيسر إلى جانب القبر ومنكبك الأيمن مما يلي المنبر فإنه موضع رأس رسول الله (ص) وتقول:
أشهد أن لا إله إلا الله وحدة لا شريك له وأشهد أن |
____________
(1) أخرجه صاحب الدعاء سلاح المؤمن: ص 60.
(2) أخرجه المجلسي في البحار: ج 100، ص 143.
(3) أخرجه المجلسي: ج 100، ص 139.
محمد عبده ورسوله. وأشهد أنك رسول الله وأشهد أنك محمد بن عبد الله، وأشهد أنك قد بلغت رسالات ربك ونصحت لأمتك، وجاهدت في سبيل الله وعبدت الله مخلصا حتى أتاك اليقين بالحكمة والموعظة الحسنة، وأديت الذي عليك من الحق وأنك قد رؤفت بالمؤمنين، وغلظت على الكافرين، فبلغ الله بك أفضل شرف محل المكرمين. الحمد لله الذي استنقذنا بك من الشرك والضلالة، اللهم فاجعل صلواتك وصلوات ملائكتك المقربين، وأنبيائك المرسلين، وعبادك الصالحين، وأهل السماوات والأرضين ومن سبح لك يا رب العالمين من الأولين والآخرين على محمد عبدك ورسولك ونبيك وأمينك وحبيبك وصفيك وخاصتك وخيرتك من خلقك، اللهم أعطه الدرجة الرفيعة وآته الوسيلة من الجنة وابعثه مقاما محمودا يغبطه به الأولون والآخرون، اللهم إنك قلت: (ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاءوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما). وأني أتيت نبيك مستغفرا تائبا من ذنوبي وإني أتوجه بك إلى الله ربي وربك ليغفر لي ذنوبي. |
____________
(1) أخرجه الكليني في الروضة: ص 550 و 551. والفقيه: ج 2، ص 338 و 339 والتهذيب: ج 6، ص 5 و 6.
زيارة النبي (ص) عن طريق أهل السنة ومروياتهم
في
معاجمهم الفقهية والحديثية
الأول - فضل زيارة النبي (ص):
عن عبد الله بن عمر قال: قال رسول الله (ص) من زار قبري وجبت له شفاعتي (1).
عن عبد الله بن عمر قال: قال رسول الله (ص): من جاءني زائرا لا تحمله إلا زيارتي كان حقا علي أن أكون له شفيعا يوم القيامة (2).
عن حاطب بن أبي بلتعة قال: قال رسول الله (ص): من زارني بعد موتي فكأنما زارني في حياتي، ومن مات في أحد الحرمين بعث يوم القيامة من الآمنين (3).
وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله (ص) من زارني بعد موتي فكأنما زارني وأنا حي ومن زارني كنت له شهيدا وشفيعا يوم القيامة (4)
وعن أنس بن مالك قال: قال رسول الله (ص) من زارني بالمدينة محتسبا كنت له شفيعا (5).
الثاني - كيفية الزيارة عند القبر الشريف عن طريق أهل المذاهب السنية:
السلام عليك يا نبي الله ورحمة الله وبركاته: أشهد أنك رسول الله، قد بلغت الرسالة وأديت الأمانة ونصحت الأمة، وجاهدت في أمر الله حتى قبض الله روحك |
____________
(1) أخرجه الدولابي في كتابه الكنى والأسماء: ج 2، ص 64.
(2) أخرجه البغدادي في كتابه السنن الصحاح باب من زار قبر النبي (ص): ص 353
(3) نيل الأوطار للشوكاني: ج 4، ص 325.
(4) أخرجه السمهودي في كتابه وفاء الوفاء: ج 2، ص 400
(5) أخرجه البيهقي في كتابه شعب الإيمان وابن القيم الجوزية في زاد المعاد: ج 2، ص 47.