وللبخيل موقف مهين | تهوى به النار إلى سجين |
شرابه الحميم والغسلين | من يفعل الخير يقم سمين |
أمرك عندي يا ابن عم طاعه | ما بي من لؤم ولا وضاعه |
غديت في الخبز له صناعه | أطعمه ولا أبالي الساعه |
أرجو إذا أشبعت ذا المجاعه | أن ألحق الأخيار والجماعه |
وسلم، ثم أتى المنزل فوضع الطعام بين أيديهم؛ فوقف بالباب يتيم فقال: السلام عليكم أهل بيت محمد، يتيم من أولاد المهاجرين استشهد والدي يوم العقبة. أطعموني أطعمكم الله من موائد الجنة. فسمعه علي فأنشأ يقول:
فاطم بنت السيد الكريم | بنت نبي ليس بالزنيم |
لقد أتى الله بذي اليتيم | من يرحم اليوم يكن رحيم |
ويدخل الجنة أي سليم | قد حرم الخلد على اللئيم |
إلا يجوز الصراط المستقيم | يزل في النار إلى الجحيم |
أطعمه اليوم ولا أبالي | وأوثر الله على عيالي |
أمسوا جياعا وهمُ أشبالي | أصغرهم يقتل في القتال |
بكر بلا يقتل باغتيال | يا ويل للقاتل مع وبال |
تهوي به النار إلى سفال | وفي يديه الغل والأغلال |
فاطم يا بنت النبي أحمد | بنت نبي سيد مسود |
وسماه الله فهو محمد | قد زانه الله بحسن أغيد |
هذا أسير للنبي المهتد | مثقل في غله مقيد |
ينكو إلينا الجوع قد تمدد | من يطعم اليوم يجده في غد |
عند العلي الواحد الموحد | ما يزرع الزارع سوف يحصد |
لم يبق مما جاء غير صاع | قد ذهبت كفي مع الذراع |
ابناي والله هما جياع | يا رب لا تتركهما ضياع |
أبوهما للخير ذو اصطناع | يصطنع المعروف بابتداع |
عبل الذراعين شديد الباع | وما على رأسي من قناع |
وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس في قوله: {ويطعمون الطعام على حبه} الآية، قال: نزلت هذه الآية في علي بن أبي طالب وفاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم. (ويطعمون الطعام....)
وأيضا إليك آية أخرى في حق أمير المؤمنين علي وأهل بيته وذريته وشيعته، فهم خير البرية - قال تعالى(إنّ الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك هم خير البريّة)
روى السّيوطي في الدرّ المنثور، عن ابن عساكر بسنده عن جابر بن عبد الله، قال: كنّا عند النبي صلى الله عليه وآله فأقبل عليّ عليه السلام فقال النبي صلى الله عليه وآله: والذي نفسي بيده إنّ هذا وشيعته لهم الفائزون يوم القيامة، فنزل قوله تعالى: (إنّ الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك هم خير البريّة).
وأخرج ابن عدي عن ابن عبّاس قال: لما نزل قوله تعالى: (إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك هم خير البريّة) قال النبي صلى الله عليه وآله لعلي: هم أنت وشيعتك.
وأخرج ابن مردويه عن علي عليه السلام قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وآله: ألم تسمع قول الله تعالى: (إنّ الذين آمنوا وعملوا الصّالحات أولئك هم خير البريّة) هم أنت وشيعتك، وموعدي وموعدكم الحوض إذا جاءت الأمم للحساب تدعون غرّاً محجّلين 1.
وروى ابن حجر في الصّواعق المحرقة: عن ابن عبّاس، قال: لما أنزل الله تعالى: (إنّ الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك هم خير البريّة) قال رسول الله صلى الله عليه وآله لعلي عليه السلام: هم أنت وشيعتك، تأتي أنت وشيعتك يوم القيامة راضين مرضيين ويأتي عدوّك غضاباً مقمحين.
وروى القندوزي الحنفي في ينابيع المودة: عن أم سلمة (رضي الله عنها) قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: علي وشيعته هم الفائزون يوم القيامة.
وروى الشبلنجي في نور الأبصار عن ابن عبّاس قال: لما نزلت هذه الآية: (إنّ الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك هم خير البريّة) قال النبي صلى الله عليه وآله لعلي: أنت وشيعتك تأتي يوم القيامة أنت وهم راضين مرضيّين ويأتي أعداؤك غضاباً مقمحين. ورواه ابن الصبّاغ المالكي في الفصول المهمّة.
وروى الحمويني الشافعي في فرائد السمطين عن جابر قال: كنّا عند النبي صلى الله عليه وآله فأقبل عليّ عليه السلام فقال صلى الله عليه وآله: قد أتاكم أخي، ثم قال صلى الله عليه وآله: والذي نفسي بيده إن هذا وشيعته لهم الفائزون يوم القيامة.
وأخرج الدار قطني: يا أبا الحسن أما إنّك وشيعتك في الجنّة.
وفي غاية المرام عن المغازلي بسند عن أنس بن مالك، قال رسول الله صلى الله عليه وآله: يدخل من أمّتي الجنّة سبعون ألفاً لا حساب عليهم، ثمّ التفت إلى عليّ عليه السلام فقال: هم شيعتك وأنت إمامهم.
ثم إن أهل البيت أيضا هم ورثة العلم والدين وهم ورثة الكتاب قال تعالى ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا
ثم انظر كيف جعلهم الله عدل القرآن وربطهما معا وأنهما لن يتفرقا في هذه الدنيا واليك فقط روايتان عن رسول الله، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إني لكم فرط وإنكم واردون علي الحوض، فانظروا كيف تخلفوني في الثقلين قيل: وما الثقلان يا رسول الله؟ قال: الأكبر كتاب الله عز وجل. سبب طرفه بيد الله وطرفه بأيديكم، فتمسكوا به لن تزالوا ولا تضلوا، والأصغر عترتي وإنهما لن يتفرقا حتى يردا علي الحوض، وسألت لهما ذاك ربي فلا تقدموهما لتهلكوا، ولا تعلموهما فإنهما أعلم منكم".
قال رسول الله (علي مع القرآن، والقرآن مع علي، لن يتفرقا حتى يردا علي الحوض)
ثم إن الله سبحانه وتعالى جعل لهم سمات وميزات أخرى كثيرة نوه بها, وما كل ذلك إلا تنويها بإسمهم ورفعا لشأنهم وتنبيها للأمة عليهم.فقد حرم الله عليهم الصدقة وفرض لهم الخمس والفيء. وقد روي عن ابن عباس أنه قد نزل أكثر من خمسمائة آية في القرآن تمدحهم وتنوه بهم وبشرفهم وعلو مقامهم وقد ورد عن رسول اللّه صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ومن طرق مختلفة - أنه قال للحسين (ع): (أنت إمام ابن إمام أخو إمام أبو أئمة تسعة تاسعهم قائمهم.
هؤلاء هم أهل البيت عليهم السلام والذين أوجب الله علينا إتباعهم والإقتداء بهم وأن من تبعهم نجا وأمن من الضلال.
ولكن بالرغم من تلك الحقيقة الشرعية ومئات الأحاديث النبوية المتواترة عند السنة والتي توجب إتباعهم والأخذ عنهم. فإنهم قد تركوهم وتركوا وصية رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ولم يتبعوهم بل واعتزلوهم وآذوهم وآذوا رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم فيهم وسجنوهم وقتلوهم.
إرجع عزيزي القارئ إلى تاريخ المسلمين مع أولئك الأئمة عليهم السلام فانك سوف تجد تاريخا مليئا بالمخازي والقتل والدماء ضد أهل البيت عليهم السلام. وكأن رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم لم يأمرهم بمتابعتهم بل كأنه أمرهم بقتلهم وإبعادهم عن الحياة ولو أمرهم الرسول بذالك لما فعلوا أكثر
ومع وضوح هذا الأمر والأدلة على إتباع العترة الطاهرة متضافرة عند السنة ومتواترة في اغلب الأحيان. فانك لا تجدهم يتبعونهم قيد أنمله، ولا تجد غير أتباع المذهب الحق، أتباع مذهب أهل البيت عليهم السلام، والذي تسموا بأسماء الأئمة وعددهم،و لا تجد غيرهم يتبع أمر الله جل وعلا، وأمر الرسول في الإقتداء بأهل البيت عليهم السلام.
ولو اطلع أي باحث منصف على ما عند الشيعة، أتباع أهل البيت. لوجد أنهم هم الذين حافظوا على الدين الإسلامي من الضياع ومن الضلال , ولوجد ميزة لن يجدها عند أحد، وهي الإلتزام الكامل بالنصوص القرآنية والسنة النبوية المحمدية الصافية النقية.
هؤلاء هم أهل البيت عليهم السلام، الذين أوجب الله حقوقهم، وفرض طاعتهم، واذهب عنهم الرجس، وطهرهم من أي نقيصة، دائما مدحهم الله سبحانه وتعالى في آيات الكتاب الحكيم وكذلك في حديث رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم، ولن تجد حتى عند خصومهم ما يطعن في عصمتهم وعدالتهم وتقواهم. بل كانوا دائما المثل الأعلى في العدل والزهد والتقوى والطاعة والعلم، والمحافظة على كليات الإسلام وجزئياته.
فأهل البيت عليهم السلام هم الذين صحبوا رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم حق الصحبة, أخذوا عنه معالم الدين ونقلوا لنا تعاليمه بأمانة وإخلاص ودقة متناهية. هم الذين دونوا ما أملاه عليهم رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم بخط أيديهم ودونك الأحاديث التي تؤكد على وجود الصحيفة العلوية والتي فيها جميع أحكام الإسلام، وحتى لو حاول أهل السنة التنقيص من شأنها، لكنهم اعترفوا بوجودها.
روى البخاري في صحيحه عن أبي جحيفة قال: قلت لعلي: هل عندكم كتاب؟ قال: لا، إلا كتاب الله، أو فهم أعطيه رجل مسلم، أو ما في هذه الصحيفة. قال: قلت: فما في هذه الصحيفة؟ قال: العقل، وفكاك الأسير، ولا يقتل مسلم بكافر.
روى البخاري في صحيحه عن علي رضي الله عنه قال: ما عندنا شيء إلا كتاب الله وهذه الصحيفة، عن النبي صلى الله عليه وسلم: (المدينة حرم، ما بين عائر إلى كذا، من أحدث فيها حدثا، أو آوى محدثا، فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، لا يقبل منه صرف ولا عدل. وقال: ذمة المسلمين واحدة، فمن أخفر مسلما فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، لا يقبل منه صرف ولا عدل. ومن تولى قوما بغير إذن مواليه، فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، لا يقبل منه صرف ولا عدل._ وسنتحدث عن الصحيفة العلوية بشكل مفصل في بحث اغتيال السنة_.
هؤلاء هم أهل البيت الذين هم سفن النجاة، والذين اذهب الله عنهم الرجس وأمر بالإقتداء بهم وبهديهم.
بارك الله لكم وفيكم أيها الأبرار يا أتباع أهل البيت عليهم السلام. فلولاكم اليوم لكنا في ظلمات فوقها ظلمات، وضلال ما بعده ضلال، رحمكم الله يا من أحييتم أمر نبيينا وأئمتنا سلام الله عليهم وعليكم.
النوع الثاني: الصحابة الموفون بعهدهم
هذا الصنف من الصحابة رضوان الله تعالى عليهم. هم الذين أوفوا بعهدهم وبيعتهم مع رسول الله صلى الله عليه واله وسلم. وفيهم نزلت الآية من سورة التوبة. الآية: 100 {والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه وأعد لهم جنات تجري تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا ذلك الفوز العظيم}..
وهؤلاء الصحابة منهم من قتل واستشهد بين يدي رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم وقبل وفاته كشهداء بدر وأحد ومنهم الذين بقوا بعد وفاة رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم على عهدهم وبيعتهم لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب سلام الله تعالى عليه حيث أنهم شهدوا واقعة غدير خم. عندما انزل الله سبحانه للنبي صلَّى الله عليه وآله وسلَّم:يأيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وان لم تفعل فما بلغت رسالته. ثم قام المسلمون جميعاً ببيعة إمامهم أمير المؤمنين. هؤلاء الصحابة رضوان الله عليهم، ثبتوا وصبروا ابتغاء وجه ربهم. وثبتوا على عهدهم لم يغيروا أو يبدلوا بعد رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم: حتى قتلوا في سبيل الله أو توفوا وهم على ذلك.
وحتى تستطيع عزيزي القارئ معرفة هذا النوع من الصحابة الكرام. لابد وأن تجعل لك ميزاناً تستطيع أن ترجع إليه لمعرفة من أوفى بعهده ومن لم يوف بعهده.
فالميزان الحقيقي لأي صحابي هو مواقفه تجاه أهل البيت سلام الله عليهم. لأن التمييز بين المؤمن والمنافق متوقف على حب أهل البيت سلام الله عليهم أو بغضهم فكما مر سابقا الحديث من صحيح مسلم وغيره:والذي فلق الحبة وبرأ النسمة إنه لعهد النبي الأمي أن لا يحبك إلا مؤمن ولا يبغضك إلا منافق.
فمن أوفي من الصحابة بعهده لأمير المؤمنين وأحبه ودافع عنه وكان في صفه فلا شك من هذا الصنف من الصحابة الكرام.
وبالنظر إلى فترة الصحابة وحياتهم بعد رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم من بداية فترة خلافة أبي بكر وحتى عصر الأمويين وخلافتهم وباستقراء سيرهم، فمن كان قد أوذي أو طرد أو نفي أو شرد أو قتل أو حرق من قبل حكام تلك الفترة بسبب موقفه من الحق فإنه قطعاً يكون مشمولاً مع أولئك الصحابة الممدوحون المنتجبون.
وأيضا كان هناك العديد من الصحابة لم يبايعوا أبا بكر بل بقوا على عهدهم وبيعتهم التي عقدوها لخليفة رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم أمير المؤمنين علي بن أبي طالب سلام الله عليه.
اذكر لك بعضا من أسماء أولئك الصحابة الكرام الذين استجابوا لله والرسول وكانوا من رواد التشيع لأمير المؤمنين علي ابن أبي طالب سلام الله عليه وهم: عبد الله بن عباس، الفضل ابن العباس، عبيد الله ابن العباس، قثم ابن العباس، عبد الرحمن بن العباس، تمام بن العباس، عقيل بن أبي طالب، أبو سفيان بن الحرث بن عبد المطلب، نوفل بن الحرث، عبد الله بن جعفر بن أبي طالب، عون بن جعفر، ربيعة بن الحرث بن عبد المطلب، الطفيل بن
ومن ميزات هؤلاء الصحابة قلة رواياتهم عن رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم في كتب أهل السنة وهذا يدلك على عدم موافقة الخط السياسي في ذلك الوقت لخطهم رضي الله عنهم. ولذلك نادراً ما تجد رواية أو أكثر لأحدهم. وهذا مشهور عند أهل السنة في كتبهم وصحاحهم حتى أنك لو ذكرت اسم صحابي من أولئك الموفون بعهدهم مع رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم، وسألت عنه علماء أهل السنة فإنهم لا يعرفون عنه شيئأً ولا عن حياته أو وفاته. خذ مثلا الصحابي حجر بن عدي وأصحابه الذين قتلوا صبراً وحرقاً من قبل معاوية وأعوانه وأذنابه. قتلوهم بسبب ولائهم لأمير المؤمنين سلام الله عليهم ورضي الله عنهم.
وإليك بعضها من أسماء أولئك الذين ثبتوا على عهدهم وأوفوا حتى قتلوا وأحرقوا أو طردوا بسبب وفاءهم وإتباعهم لرسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم. وحيث أنهم لم يغيروا ولم يبدلوا. كما يريد الحكام فإن نهايتهم كانت القتل أو الطرد أو النفي أو الحرق. وغير ذلك من أنواع الانتقام حتى وصلت بهم الأمور أن قتلوا صحابياً ووضعوه في جيفة حمار وحرقوهما معاً وكان ذلك الصحابي هو محمد بن أبي بكر رضي الله عنه.
أعرض لك عزيزي القارئ بعضاً من أسماء أولئك العظام الكرام وليس جميعهم مع ذكر بعض الأحاديث في حقهم وبعض المواقف لهم والتي كانت متعارضة مع سياسة الخلفاء الظالمة وأنهم ثبتوا على ولاية أمير المؤمنين علي بن أبي طالب سلام الله عليه حتى قتلوا في سبيل ذلك.
روي في كنز العمال قال رسول الله اشتاقت الجنة إلى أربعة: علي وسلمان وأبي ذر وعمار بن ياسر. عن حذيفة وهكذا أخرجه أبو نعيم في الحلبة، والحاكم في المستدرك
وروى أيضا في كنز العمال قال رسول الله إن الجنة اشتاقت لأربعة من أصحابي: علي والمقداد وسلمان وأبي ذر. (طب - عن علي).