فلو أضفت إلى ذلك بعض ما ذكر في كتب أهل السنة، وإقرارهم بحدوثه، تصبح القضية لامجال للطعن أو الشك فيها.
وفي تاريخ الطبري بسند آخر: أتى عمر بن الخطّاب منزل علي، وفيه طلحة ورجال من المهاجرين فقال: والله لأحرقن عليكم أو لتخرجنّ إلى البيعة، فخرج عليه الزبير مصلتاً سيفه، فعثر فسقط السيف من يده، فوثبوا عليه فأخذوه.
وذكر محمد رضا في كتاب علي ابن أبي طالب وقال: كان عليٌّ رضي اللّه عنه يرى نفسه أحق بالخلافة من أبي بكر، فلما بايع الناس أبا بكر استاء ولزم بيته، ولم يبايع، وغضبت فاطمة زوجته بنت رسول اللّه لأن أبا بكر رفض أن يعطيها ميراث رسول اللّه، فبيَّن أبو بكر سبب رفضه، وهو ما سمعه من حديث رسول اللّه. ولم يناقش أبو بكر عليّاً في أمر الخلافة كما هو مذكور هنا لأن هذه مسألة قد فرغ منها، وقد كان غضب عمر شديداً على عليٍّ رضي اللّه عنه. وعن كل من تخلَّف عن بيعة أبي بكر من أعوان عليٍّ. فقد روي أنه أتى منزل عليٍّ وفيه طلحة والزبير ورجال من المهاجرين، فقال: واللّه لأُحْرقن عليكم، أو لتخرُجُنَّ إلى البيعة، فخرج عليه الزبير مُصلتاً بالسيف فعثر فسقط السيف من يده فوثبوا عليه فأخذوه.
كتاب الإستيعاب لابن عبد البر، فإنه يروي هذا الخبر عن طريق أبي بكر البزار بنفس السند الذي عند ابن أبي شيبة، يرويه عن زيد بن أسلم عن أسلم وفيه: إن عمر قال لها: ما أحد أحب إلينا بعده منك، ثم قال: ولقد بلغني أن هؤلاء النفر يدخلون عليك، ولأن يبلغني لأفعل ولأفعلن.
لاحظ عزيزي القارئ إن الرواية بنفس السند لكنهم اخفوا كلمة عمر لأحرقن عليكم البيت.
وفي العقد الفريد لابن عبد ربه المتوفى سنة 328: وأما علي والعباس والزبير، فقعدوا في بيت فاطمة حتى بعث إليهم أبو بكر عمر بن الخطاب ليخرجوا من بيت فاطمة وقال له: إن أبوا فقاتلهم، فأقبل عمر بقبس من نار على أن يضرم عليهم الدار، فلقيته فاطمة فقالت: يا بن الخطاب، أجئت لتحرق دارنا؟ قال: نعم، أو تدخلوا ما دخلت فيه الأمة.
وروى مصنف كتاب المحاسن وأنفاس الجواهر نحو حديث ابن عبد ربه.
وروى أبو الفداء في المختصر في أخبار البشر الخبر إلى: وإن أبوا فقاتلهم، ثم قال: فأقبل عمر بشيئ من نار على أن يضرم الدار.
في تاريخ المسعودي (مروج الذهب) عن عروة بن الزبير، إنّه كان يعذر أخاه عبد الله في حصر بني هاشم في الشِعب، وجمعه الحطب ليحرّقهم، قال عروة في مقام العذر والاعتذار لأخيه عبد الله ابن الزبير: بأنّ عمر أحضر الحطب ليحرّق الدار على من تخلّف عن البيعة لأبي بكر.
وروى ابن أبي الحديد ألمعتزلي في شرح نهج البلاغة: بأنّ عمر بن الخطاب أحضر الحطب ليحرّق دار فاطمة على من تخلّف عن البيعة لأبي بكر فيها.
وروى في روضة المناظر في أخبار الأوائل والأواخر لابن الشحنة يقول: إنّ عمر جاء إلى بيت علي ليحرّقه على من فيه، فلقيته فاطمة فقال: أُدخلوا فيما دخلت فيه الأمة.
والحديث أيضا مذكور في هامش الكامل لابن الأثير: إنّ عمر جاء إلى بيت علي ليحرّقه على من فيه، فلقيته فاطمة فقال: أُدخلوا فيما دخلت فيه الأمة.
وروى صاحب الغارات إبراهيم بن محمّد الثقفي، في أخبار السقيفة، يروي عن أحمد بن عمرو البجلي، عن أحمد ابن حبيب العامري، عن حمران بن أعين، عن أبي عبد الله جعفر بن محمّد (عليهما السلام) قال: "والله ما بايع علي حتّى رأى الدخان قد دخل بيته".
وذكر الواقدي إن عمر بن الخطاب جاء إلى بيت علي وفاطمة عليهما السلام، في عصابة فيهم أسيد ابن الحصين وسلمه ابن اسلم. فقال اخرجوا ليحرقنها عليكم.
وروى ابن خزامة في غرره، قال: قال زيد بن اسلم كنت ممن حمل الحطب مع عمر ابن الخطاب إلى باب فاطمة حين امتنع علي وأصحابه عن البيعة إن يبايعوا فقال عمر ابن الخطاب لفاطمة: اخرجي من البيت وإلا أحرقته ومن فيه. قال وفي البيت علي وفاطمة والحسن والحسين
وروى في كتاب الإمامة والسياسة لابن قتيبة أن أبا بكر تفقد قوما تخلفوا عن بيعته عند علي كرم الله وجهه، فبعث إليهم عمر بن الخطاب فجاء فناداهم وهم في دار علي فأبوا أن يخرجوا، فدعا عمر بالحطب وقال: والذي نفس عمر بيده لتخرجن أو لأحرقنها على من فيها، فقيل له: يا أبا حفص إن فيها فاطمة قال: وإن.
وروي في الرياض النضرة قال ابن شهاب وغضب رجال من المهاجرين في بيعة أبي بكر منهم علي بن أبي طالب والزبير فدخلا بيت فاطمة معهما السلاح فجاءهما عمر بن الخطاب في عصابة من المسلمين منهم أسيد بن حضير وسلمة بن سلامة بن وقش وهما من بني عبد الأشهل ويقال منهم ثابت بن التعليق قيس بن شماس من بني الخزرج فأخذ أحدهم سيف الزبير فضرب به الحجر حتى كسره.
إذن يتبين لك عزيزي القارئ من خلال ما ذكر من الروايات السابقة، والتي هي من مصادر أهل السنة، أنهم بأمر من أبي بكر وتنفيذ من عمر بن الخطاب، ومعهم العديد من المبغضين لأمير المؤمنين، هجموا على بيت السيدة الزهراء، جاءوا بالحطب والفتيلة والنار، وبعد أن هددوا بالإحراق، حرقوا بالفعل، ورأى المسلمون الدخان يتصاعد من بيت الزهراء سلام الله عليها، مع علمهم بوجود أهل بيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم في الداخل، فهل هذا إيذاء وإغضاب لله ولرسوله صلى الله عليه وآله وسلم أيها المسلمون؟ وانظر معي أيها القارئ العزيز بدقة وإنصاف لما سأروي لك ماذا حصل بعد كل ما حصل.
فأنهم لم يكتفوا بذلك فقد قام عمر بن الخطاب ومن معه من الحاقدين والمبغضين لأهل البيت سلام الله عليهم بدفع الباب والسيدة الزهراء عليها السلام واقفة خلفه تستغيث ولا مغيث بأن لا يهتكوا حرمة البيت لأن نساء أهل بيت النبي صلَّى الله عليه وآله وسلَّم بداخله فلم يأبه عمر بن الخطاب ومن معه لتلك الاستغاثات فقام عمر بدفع الباب، وحوصرت السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام بين الباب والجدار، وكانت حاملاً بجنينها محسن الذي سماه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قبل وفاته محسنا، ثم قام عمر برفسها وضربها مما أدى إلى كسر ضلعها، فأسقطت جنينها محسن. والقصة كاملة تجدها في روايات أتباع أهل البيت سلام الله عليهم.
وإليك بعض الروايات المقطعة من عند أهل السنة. وما قطعوها واختصروها إلا للتغطية على تلك الجريمة الفظيعة والتي لايمكن لأحد أن يتصور أو يرضى أن تحدث لإنسان عادي، فما بالك بالسيدة الزهراء وبيت أهل النبوة والعصمة.
محسن بن علي من أولاد فاطمة عليهم السلام
أحب في البداية أن أبين أن هناك ولدا ثالثا للإمام علي والسيدة الزهراء عليهما السلام، وقد سماه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، محسن، وأن هناك العشرات من الروايات الصحيحة عند أهل السنة، تقول أنه كان لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب والسيدة الزهراء عليهما السلام، ثلاثة أولاد من الذكور هم حسن، وحسين، ومحس.وقد سماهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بهذه الأسماء تشبيهاً بأولاد النبي هارون عليه السلام: شبر، وشبير، ومشبر، أي حسن، وحسين، ومحسن، وذلك لأن سيدنا الإمام علي عليه السلام هو وهارون عليهما السلام كالفرقدين، يتشابهان في كل شيء، إلا النبوة.
روى الحاكم في مستدركه أخبرنا أبو العباس محمد بن أحمد المحبوبي بمرو ثنا سعيد بن مسعود ثنا عبيد الله بن موسى أنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن هانئ بن هانئ عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال ثم لما ولدت فاطمة الحسن جاء النبي صلى الله عليه وسلم فقال أروني ابني ما سميتموه قال قلت سميته حربا قال بل هو حسن فلما ولدت الحسين جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أروني ابني ما سميتموه قال قلت سميته حربا فقال بل هو حسين ثم لما ولدت الثالث جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أروني ابني ما سميتموه قلت سميته حربا قال بل هو محسن ثم قال إنما سميتهم باسم ولد هارون شبر وشبير ومشبر هذا حديث صحيح.
وروى أيضا في مستدركه حدثنا أبو الحسن علي بن محمد الشيباني بالكوفة حدثنا إبراهيم بن إسحاق الزهري ثنا جعفر بن عون ثنا يونس بن أبي إسحاق عن أبيه عن هانئ بن هانئ عن علي قال ثم لما أن ولد الحسن سميته حربا فقال لي النبي صلى الله عليه وسلم ما سميت ابني قلت حربا قال هو الحسن فلما ولد الحسين سميته حربا فقال النبي صلى الله عليه وسلم ما سميت ابني قلت حربا قال هو الحسين فلما أن ولد محسن قال ما سميت ابني قلت حربا قال هو محسن ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم إني سميت بني هؤلاء بتسمية هارون بنيه شبرا وشبيرا ومشبرا هذا حديث صحيح.
وروى أيضا في مستدركه أخبرنا عبد الله بن أحمد الحربي بها أن هبة الله أخبرهم أنا الحسن بن علي أنا أحمد ثنا عبد الله بن أحمد حدثني أبي ثنا يحيى بن آدم ثنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن هانئ بن هانئ عن علي قال لما ولد الحسن سميته حربا فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أروني ابني ما سميتموه قلت حربا قال بل هو حسن فلما ولد الحسين سميته حربا فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أروني ابني ما سميتموه قال قلت حربا قال بل حسين فلما ولد الثالث سميته حربا فجاء النبي صلى الله عليه وسلم فقال أروني ابني ما سميتموه قلت حربا قال بل هو محسن ثم قال سميتهم بأسماء ولد هارون شبر وشبير ومشبر
وروى الهيثمي في مجمع الزوائد عن علي قال لما ولد الحسن سماه حمزة فلما ولد الحسين سماه بعمه جعفر قال فدعاني رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال إني أمرت أن أغير اسم ابني هذين قلت الله ورسوله أعلم فسماهما حسنا وحسينا رواه أحمد وأبو يعلى بنحوه والبزار
وروى البيهقي في سننه الكبرى أخبرنا أبو علي الروذباري أنبأ عبد الله بن عمر بن أحمد بن شوذب المقري بواسط أنبأ شعيب بن أيوب ثنا عبيد الله بن موسى عن إسرائيل عن أبي إسحاق عن هانئ بن هانئ عن علي قال لما ولد الحسن سميته حربا فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ثم أروني ابني ما سميتموه فقلت حربا فقال بل هو حسن ثم ولد الحسين فسميته حربا فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أروني ابني ما سميتموه فقلت حربا قال بل هو حسين فلما ولد الثالث سميته حربا فجاء رسول الله فقال أروني ابني ما سميتموه قلت حربا قال بل هو محسن ثم قال سميتهم بأسماء ولد هارون شبر وشبير ومشبر رواه يونس بن أبي إسحاق عن أبيه وقال في الحديث أني سميت بني هؤلاء بتسمية هارون بنيه وروي في هذا المعنى أخبار كثيرة.
وروى أيضا في سننه الكبرى أخبرنا علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد ثنا عثمان بن عمر ثنا بن رجاء ثنا إسرائيل عن أبي إسحاق ح وحدثنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو الحسن علي بن محمد الشيباني بالكوفة ثنا إبراهيم بن إسحاق الزهري ثنا جعفر بن عون ثنا يونس بن أبي إسحاق عن أبيه عن هانئ بن هانئ عن علي رضي الله عنه قال ثم لما أن ولد الحسن سميته حربا فقال لي النبي صلى الله عليه وسلم ما سميت ابني فقلت حربا قال هو الحسن فلما ولد الحسين سميته حربا فقال النبي صلى الله عليه وسلم ما سميت ابني قلت حربا قال هو الحسين فلما ولد محسن قال النبي صلى الله عليه وسلم ما سميت ابني قلت حربا قال هو محسن ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم إني سميت بني هؤلاء بتسمية هارون بنيه شبر وشبير ومشبر.
وروى البزار في مسنده حدثنا يوسف بن موسى قال نا عبيد الله بن موسى عن إسرائيل عن أبي إسحاق عن هاني بن هاني عن علي عن علي قال لما ولد الحسن سميته حربا قال بل هو حسن فلماولد الحسين سمتيه حربا فجاء النبي صلى الله عليه وسلم فقال أروني ابني ما أسميتموه قلنا حربا قال بل هو حسين فلا ولد الثالث سميته حربا فجاء النبي صلى الله عليه وسلم فقال أروني ابني ما أسميتموه قلنا حربا قال بل هو محسن ثم قال سميتهم بأسماء ولد هارون جبر وجبير ومجبر.
وروى أحمد في مسنده حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا يحيى بن آدم ثنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن هانئ بن هانئ عن على رضي الله عنه قال ثم لما ولد الحسن سميته حربا فجاء
وروى أيضا في مسنده حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا حجاج ثنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن هانئ بن هانئ عن على رضي الله عنه قال ثم لما ولد الحسن جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أروني ابني ما سميتموه قلت سميته حربا قال بل هو حسن فلما ولد الحسين قال أروني ابني ما سميتموه قلت سميته حربا قال بل هو حسين فلما ولدت الثالث جاء النبي صلى الله عليه وسلم فقال أروني ابني ما سميتموه قلت حربا قال بل هو محسن ثم قال سميتهم بأسماء ولد هارون شبر وشبير ومشبر.
وروى الطبراني في معجمه الكبير حدثنا عثمان بن عمر الضبي حدثنا عبد الله بن رجاء أنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن هاني بن هاني عن علي رضي الله عنه قال ثم لما ولد الحسن سميته حربا فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أروني ابني ما سميتموه فقلت حربا فقال بل هو حسن فلما ولد الحسين سميناه حربا فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ائتوني ابني ما سميتموه فقلت حربا فقال بل هو حسين فلما ولد الثالث سميته حربا فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أروني ابني ما سميتموه فقلت حربا فقال بل هو محسن ثم قال اني سميتهم بأسماء ولد هارون شبر وشبيرا ومشبر.
وروى أيضا في معجمه الكبير حدثنا محمد بن يحيى بن سهل بن محمد العسكري ثنا سهل بن عثمان ثنا يحيى بن زكريا بن أبي زائدة عن أبيه عن أبي إسحاق عن هاني بن هاني عن علي رضي الله عنه قال ثم لما ولد الحسن بن علي رضي الله عنه جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أروني ابني ما سميتموه قلت سميتموه حربا قال بل هو حسن فلما ولد الحسين بن علي رضي الله عنه جاء فقال مثل قوله فقلت سميته حربا فقال بل هو حسين فلما ولدت الثالث جاء فقال مثل قوله فقلت سميته حربا فقال بل هو محسن ثم قال سميتهم بولد هارون شبر وشبير ومشبر.
وروى أيضا في معجمه الكبير حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي ثنا أبو كريب ثنا إبراهيم بن يوسف عن أبيه عن أبي إسحاق عن هاني بن هاني عن علي رضي الله عنه قال ثم لما ولد الحسن سميته حربا فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم بم سميته فقلت حربا فقال لا ولكن سميه حسنا ثم ولد الحسين فسميته حربا فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم ما سميته فقلت حربا قال بل سمه حسينا ثم ولد آخر فسميته حربا فقال صلى الله عليه وسلم ما سميته قلت حربا قال سمه محسن.
وروى في الاستيعاب أن محسن بن علي عليهما السلام درج سقطا.
وروي في الذرية الطاهرة حدثنا أحمد بن عبد الجبار قال سمعت يونس بن بكير قال سمعت ابن إسحاق يقول ولدت فاطمة بنت رسول الله لعلي بن أبي طالب حسنا وحسينا ومحسنا فذهب محسن صغيرا.
وروي أيضا في الذرية الطاهرة سمعت أحمد بن عبد الجبار قال سمعت يونس بن بكير قال سمعت ابن إسحاق يقول ولدت فاطمة بنت رسول الله لعلي بن أبي طالب حسنا وحسينا ومحسنا فذهب محسن صغيرا.
وروى التقي الهندي في كنز العمال عن علي قال: لما ولد الحسن سميته حربا، فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: أروني ابني، ماسميتموه؟ فقلت: سميته حربا، فقال: بل هو حسن، فلما ولد حسين سميته حربا، فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: أروني ابني، ما سميتموه؟ فقلت: سميته حربا، فقال: بل هو حسين، فلما ولد محسن سميته حربا، فجاء النبي صلى الله عليه وسلم فقال: أروني ابني، ما سميتموه؟ فقلت: سميته حربا، قال: بل هو محسن، ثم قال: إني سميتهم بأسماء ولد هارون: شبر وشبير ومشبر.
عمر يسقط جنين فاطمة عليها السلام
روى السيوطي في كتاب الحاوي مسألة - فاطمة الزهراء رضي الله عنها رزقت من الأولاد خمسة الحسن والحسين ومحسن وأم كلثوم وزينب فأما محسن فدرج سقطا وأما الحسن والحسين فأعقبا الكثير الطيب.
وذكر في تهذيب الكمال عند ذكر أبناء الإمام علي عليه السلام وكان له من الولد الذكور أحد وعشرون الحسن والحسين............. والذين لم يعقبوا محسن درج سقطا.
وروى الذهبي في سير أعلام النبلاء إن أبو بكر بن أبي دارم ذكر أَنَّ عُمر رفَسَ فَاطِمَة حَتَّى أَسقطتْ محسّناً.
وروى في ميزان الاعتدال عن احمد بن محمد بن السري بن يحيى بن أبي دارم المحدث أبو بكر الكوفي أن عمر رفس فاطمة حتى أسقطت بمحسن.
قال الحاكم أبو بكر ابن أبي دارم الكوفي ثقه، وهو من شيوخ الحاكم النيسابوري وكان مستقيم الأمر عامة دهره، وهو من رواة حديث متفق عليه عند الشيخين، روا له الحاكم، وابن مردويه، وأبو الحسن الحمامي، ويحيى بن إبراهيم المزكى، وأبو بكر الحيرى القاضي، وآخرون...
وروى في الملل والنحل للشهرستاني أن عمر ضرب بطن فاطمة يوم البيعة حتى ألقت الجنين من بطنها، وكان يصيح: أحرقوا دارها بمن فيها، وما كان في الدار غير عليّ وفاطمة والحسن والحسين.
وذكر في الوافي للوفيات الصفدي الشافعي إن عمر ضرب بطن فاطمة يوم البيعه حتى ألقت المحسن من بطنها.
وروى ابن قتيبة ونقلها عنه ابن شهر آشوب المتوفى سنة 588هجريه حيث قال: وفي معارف القتيبي: أن محسنا فسد من زخم قنفذ العدوي وهو مولى عمر بن الخطاب.
إلا أن أيدي التحريف حذفت هذه الجملة في كتاب المعارف لابن قتيبة وكتبت بدلا منها: وأما محسن بن علي فهلك وهو صغير.
انظر عزيزي القارئ ودقق فإنهم لا يستطيعون إلا أن يحرفوا الحقيقة لأن آذانهم تأبى سماعها وليس هذا هو الكتاب الأول الذي تمتد إليه الأيادي الحاقدة على أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ومن أحب المزيد فليراجع الكتب المتعلقة بمثل هذه التحريفات.
إذن فمن جملة الروايات السابقة يتبين إن هناك ولدا ثالثا للإمام علي عليه السلام قتل وهو في بطن أمه السيدة الزهراء والذي كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قد سماه محسن، ولا تستغرب ذلك فإذا كان المسلمون لا يعرفون الكثير عن الإمام الحسن والإمام الحسين اللذان كان لهما تاريخ طويل في الأمة الإسلامية فما بالك بمحسن الذي لم يرى نور هذه الحياة الدنيا والذي درج سقطا دون أن يعرفوا أن هناك أصلا ولدا ثالثا للسيدة الزهراء عليها السلام، وأيضا لا تستغرب ولا تستعجب، فإن الأمة التي حاولت تدبير أمر اغتيال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وقتل أمير المؤمنين وكذلك تقتل الحسن والحسين عليهم السلام دون حياء أو خجل، ليس صعبا عليها قتل جنين في بطن أمه، ولا يوجد عندهم أي مانع من ذلك، وكما استطاع رواة الحديث بالتعاون مع السلطات الحاكمة أن يخفوا الكثير من المثالب والمعايب التي حصلت في صدر الإسلام،واستطاعت أيدي التحريف العابثة، أن تحول كل تلك المثالب والمعايب إلى مناقب وفضائل، ولو على حساب منزلة النبوة ومرتبة الرسالة، ولو على حساب النصوص القرآنية والنبوية الشريفة، كذلك فعلوا في هذه القضية، قضية اغتيال السيدة فاطمة الزهراء سلام الله تعالى عليها من كشف حرمتها وحرمة بيتها
فهذا ابن تيميه الذي دائما كان دأبه إنكار ورفض كل النصوص التي جاءت في حق أهل البيت، لم يستطع أن ينكر هذه القضية بل حاول فقط تبريرها، وفي تبريره لها دليل قاطع على عدم استطاعته تكذيب هذه الحادثة والروايات التي تتعلق فيها، وإليك ما جاء عن ابن تيميه في كتابه منهاج السنة حيث قال: ونحن نعلم يقينا أن أبا بكر لم يقدم على علي والزبير بشيء من الأذى بل ولا على سعد بن عبادة المتخلف عن بيعته أولا وآخرا وغاية ما يقال إنه كبس البيت لينظر هل فيه شيء من مال الله الذي يقسمه.
أبو بكر يعترف بفعلته
أما لماذا لم يستطع ابن تيميه إنكار هذه القضية؟، فذلك لأن الخليفة الأول أبا بكر قد اعترف شخصيا بأنه قام بتلك الفاجعة الأليمة من الهجوم على بيت السيدة الزهراء سلام الله عليها واقتحامه والتعدي عليه وكشف ستره وانتهاك حرمته. وهذا الاعتراف موجود بكل صراحة في كتب وصحاح أهل السنة، واليك بعضا من تلك النصوص:
روى الهيثمي في مجمع الزوائد عن عبد الرحمن بن عوف قال: دخلت على أبي بكر أعوده في مرضه الذي توفي فيه فسلمت عليه وسألته: كيف أصبحت؟ فاستوى جالساً فقال...... ثم قال: أما إني لا آسى على شيء إلا على ثلاث فعلتهن وددت أني لم أفعلهن، وثلاث لم أفعلهن وددت أني فعلتهن وثلاث وددت أني سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عنهن. فأما الثلاث التي وددت أني لم أفعلهن وذكر منها: فوددت أني لم أكن كشفت بيت فاطمة وتركته وأن أغلقوه علي الحرب،
وروى الطبراني في معجمه الكبير عبد الرحمن بن عوف عن أبيه قال دخلت على أبي بكر رضي الله تعالى عنه أعوده في مرضه الذي توفي فيه فسلمت عليه وسألته كيف أصبحت فاستوى جالسا فقلت أصبحت بحمد الله بارئا ثم قال أما إني لا آسي على شيء إلا على ثلاث فعلتهن وددت أني لم أفعلهن وثلاث لم أفعلهن وددت أني فعلتهن وثلاث وددت أني سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عنهن. فأما الثلاث اللاتي وددت أني لم أفعلهن وذكر منها: فوددت أني لم أكن كشفت بيت فاطمة وتركته.
وروى المتقي الهندي في كنز العمال عن عبد الرحمن بن عوف أن أبا بكر الصديق قال له في مرض موته: إني لا آسي (آسى: أي لا أحزن، والأسى مفتوح مقصور: المداواة والعلاج، وهو أيضا الحزن. المختار من صحاح اللغة (12). ب) على شيء إلا على ثلاث فعلتهن وددت أني لم أفعلهن وثلاث لم أفعلهن وددت أني فعلتهن وثلاث وددت أني سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم
وروى في كتاب أبي بكر لمحمد رضا قال: قال أبو بكر: إني لا آسي على شيء من الدنيا إلا على ثلاث فعلتهن وَدِدتُ لو أني تركتهن. وثلاث تركتهن وددت لو أني فعلتهن. وثلاث وددت أني سألت عنهن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم.
فأما الثلاث اللاتي وددت أني تركتهن وذكر منها: فوددت أني لم أكشف بيت فاطمة عن شيء وإن كانوا قد غلقوه على الحرب،
وروي في الأحاديث المختارة عن حميد بن عبد الرحمن عن أبيه قال دخلت على أبي بكر رضي الله عنه أعوده في مرضه الذي توفي فيه فسلمت عليه وسألته كيف أصبحت فاستوى جالسا فقلت أصبحت بحمد الله بارئا فقال....... ثم قال أما إني لا آسي على شيء إلا على ثلاث فعلتهن وددت أني لم أفعلهن وثلاث لم أفعلهن وددت أني فعلتهن وثلاث وددت أني سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عنهن فأما الثلاث اللاتي وددت أني لم أفعلهن ذكر منها: فوددت أني لم أكن كشفت بيت فاطمة أو تركته وأن أغلق على الحرب
وروى الطبري في تاريخه عن عمر بن عبد الرحمن بن عوف عن أبيه أنه دخل على أبي بكر الصديق رضي الله تعالى عنه في مرضه الذي توفي فيه فأصابه مهتما فقال له عبد الرحمن أصبحت والحمد لله بارئا فقال أبو بكر رضي الله عنه أتراه قال........ ثم قال أبو بكر رضي الله عنه أجل إني لا آسى على شيء من الدنيا إلا على ثلاث فعلتهن وددت أني تركتهن وثلاث تركتهن وددت أني فعلتهن وثلاث وددت أني سألت عنهن رسول الله صلى الله عليه وسلم فأما الثلاث اللاتي وددت أني تركتهن ذكر منها فوددت أني لم أكشف بيت فاطمة عن شيء وإن كانوا قد على الحرب.
وروي في ميزان الاعتدال عن حميد بن عبد الرحمن بن حميد بن عبد الرحمن بن عوف عن صالح بن كيسان عن حميد بن عبد الرحمن عن أبيه قال دخلت على أبي بكر أعوده فاستوى جالسا فقلت أصبحت بحمد الله بارئا....... فقال أبو بكر إني لا آسي على شيء إلا على ثلاث وددت أني لم أفعلهن وددت أني لم أكشف بيت فاطمة وتركته وأن أغلق على الحرب.
وروي في لسان الميزان قال أبو بكر: إني لا آسى على شيء إلا على ثلاث وددت أني لم أفعلهن وددت أني لم اكشف بيت فاطمة وتركته وإن أغلق على الحرب.
هل ماتت السيدة الزهراء ولم تعرف إمام زمانها؟
من بداية البحث ذكرنا موقعية السيدة الزهراء سلام الله عليها بحسب نصوص وأحاديث أهل السنة وصحابتهم. ثم بينت أن السيدة الزهراء هي الميزان الفصل في هذا القضية يحدد المرء
وأوصت سلام الله عليها أن تدفن ليلاً وأن لا يعلم احد بمكان قبرها. ولازال هذا الأمر حتى هذه اللحظة لا يعرف مكان دفنها، حتى تبقى مظلوميتها حية وموضع تساؤل لكل من أراد الوصول إلى الحقيقة. وبالتالي فإن كل ما حصل معها هو حجة على المسلمين حتى يوم الدين. ومن استوعب قضيتها ومظلوميتها بحق فإنه حتما سوف يصل إلى الحق وتفتح له ليلة القدر ويدخل باب حظه الذي من دخل منه فإنه يغفر له. ومن لم يدخله فقد هلك واستحق سخط الرب لا إله إلا هو.
والآن ننتقل إلى قضية أخرى مهمة يقتضيها البحث وبدونها يعتبر ناقصاً. وإلا فإن المقارنة بين الأمم السابقة حاصلة وبشكل واضح في كل ما ذكرنا. لكن لابد من إكمال الموضوع للإجابة على بعض التساؤلات المهمة حتى نستطيع أن نختم الموضوع.
يجب أن يعرف الجميع أن السيدة الزهراء سلام الله عليها قد توفيت وانتقلت إلى الرفيق الأعلى، ولم تبايع أبا بكر بل بالعكس ماتت وهي غاضبة وواجدة عليه وعلى من تبعه في أفعاله وسلوكه. وقد مر ذلك في الحديث في صحيح مسلم والبخاري
إذن لم تبايع وأوذيت وغضبت ولم ترضى. وهذا يعني أن كل ما حصل لها هو أذى وغضب تنطبق عليه الأحاديث في المجموعة الأولى وعلى رأسها حديث عن علي عليه السلام أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لفاطمة عليها السلام يا فاطمة إن الله عز وجل ليغضب لغضبك ويرضى لرضاك. قال تعالى سورة الأحزاب. الآية: 57 {إن الذين يؤذون الله ورسوله لعنهم الله في الدنيا والآخرة وأعد لهم عذابا مهينا}.
هذه هي الحقيقة الدامغة التي يجب أن لا ننكرها ولا ينكرها أحد.بل نعتقدها إعتقادا جازما.
ثم إنها لم تبايع أبا بكر - مع أنها تعلم علم اليقين بالحديث النبوي الشريف عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم من مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية وهذا حديث صحيح عند جميع فرق المسلمين وطوائفهم.
وروى مسلم في صحيحه عن ابن عمر أنه سمع رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يقول: من مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية".
وروى ابن حبان في صحيحه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من مات وليس له إمام مات ميتة جاهلية.
فهل ماتت السيدة الزهراء سلام الله عليها تلك السيدة المعصومة المطهرة والتي حدد الشارع المقدس موقعيتها للمسلمين من خلال كلام رب العالمين، وأحاديث سيد المرسلين.
هل السيدة الزهراء سلام الله عليها والتي قطعا لها علم بالحديث النبوي الذي يقول فيه الرسول صلى الله عليه وآله وسلم: من مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية. فهي السيدة فاطمة الزهراء المعصومة والتي اذهب الله عنها الرجس وطهرها تطهيرا، سيدة نساء العالمين وسيدة نساء أهل الجنة، التي لا يجوز رد قولها ولا تكذيبها ويحرم إيذاءها. بل انه يكفر من آذاها. هل ماتت السيدة الزهراء سلام الله عليها ولم تعرف إمام زمانها؟. أم انه إمام آخر لم يعترف به أبو بكر وعمر ومن معهم من الصحابة المنافقين.
ثم إن السيدة الزهراء سلام الله عليها أوصت أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام أن لا يخبر أبا بكر بوفاتها وأن لا يشهد جنازتها وأن لا يصلي عليها وأن يكون دفنها ليلاً.
ومن المعروف أن أمر الصلاة على الميت خصوصاً إذا كان ذا شخصية عظيمة، هو من شؤون الخليفة، فهل هذا يعني أنها لم تعترف بخلافة أبي بكر ولا بيعته؟.
أليس في كل ما ذكر دليل على عدم إعتراف السيدة الزهراء بإمامة أبي بكر ورفضها له إذا رجعنا إلى ما قرأناه في البداية أن السيدة فاطمة الزهراء هي نفسها ميزان ومقياس يعرف به المحق من المبطل والمهتدي من الضال. فأنني أقول سلام عليك يا جدتي يا سيدة نساء العالمين. يا سيدتي يا فاطمة الزهراء، أيتها المظلومة الشهيدة.