الصفحة 265

وكانت حروف هذه اللوحة باللغة السامانية أو السامية، وهي أم اللغات على ما حقق ذلك صاحب كتاب (إيليا) عن كثير من المحققين وهي لغة نوح وأبنائه، ونسبت إلى أبنه (سام).

وقد ترجمها العلماء الروس المختصون باللغات القديمة إلى اللغة الروسية، ثم ترجمها إلى الإنكليزية العالم البريطاني (اين ايف ماكس) أستاذ الألسن القديمة في جامعة (مانجستر). وهذا نصها مع تعريبها:

يا إلهي ويا معيني O my God. My helper

برحمتك وكرمك ساعدني Keep my hands with merey

ولأجل هذه النفوس المقدسة(عليه السلام)nd with your holy bodies

محمد Mohamed

إيليا alia

شبر Shabba

شبير Shabbir

فاطمة fatma

الذين جمعيهم عظماء ومكرمونThey are all biggest and honourales

العالم قائم لأجلهمThe world established for them

ساعدني لأجل أسمائهم Help me by their names

أنت فقط تستطيع أن توجهني نحو الطريق المستقيم You can reform to Right

وأخيراً بقي هؤلاء العلماء في دهشة كبرى أمام عظمة هذه الأسماء الخمسة ومنزلة أصحابها عند الله تعالى حيث توسل بها نوح (عليه السلام). واللغز الأهم الذي لم يستطع تفسيره أي واحد منهم هو عدم تفسخ هذه اللوحة رغم مرور آلاف السنين عليها. وهذه اللوحة موجودة الآن في متحف الآثار القديمة في موسكو. [ترجم عن كتاب إيليا] من منشورات دار المعارف الإسلامية بلاهور باكستان، برقم 42.

محمد حسين النقوي (ترجمة الدعاء من الروسية إلى الإنكليزية ومنها إلى الأوردية) مصادر هذا الاكتشاف لقد راجعت (محمد حسين النقوي) مترجم هذا المقال عن كتاب (إيليا) وطلبت منه رؤية الكتاب، فأبرزه لي، وإذا هو كتاب صغير الحجم، عدد صفحاته 45، وأسمه: إيليا مركز نجاة أديان العالم، واسم مؤلفه حكيم سيد محمود كيلاني، كان سابقاً من أهل الحديث من أهل السنة والجماعة، له تأليف عديدة، وقد عمل لفترة رئيساً لتحرير جريدة (أهل الحديث) ثم تشيع عن علم وبصيرة. أما تاريخ صدور الكتاب فهو 21 رمضان سنة 1381هـ.


الصفحة 266
يستند المؤلف المذكور في نقل هذا الاكتشاف العظيم إلى المصادر التالية:

مجلة روسية شهرية تصدر في موسكو، تجد أسمها في الكليشة الثالثة: ص120 (تفادينزوب) عددها تشرين الثاني سنة 1953.

مجلة (ويكلي ميرر) الأسبوعية Weekly Mirror اللندنية بعددها الصادر في 28 كانون الأول 1953.

مجلة (أستار) اللندنية Britania Star في عددها/ كانون الثاني 1954.

جريدة (سن لايت) Sunlight الصادرة في مانجستر 23 كانون الثاني 1954.

جريدة (ويكلي ميرر) اللندنية Weekly Mirror في 1/ شباط/ 1945.

جريدة (الهدى) القاهرية في 3 مارس 1954.

ملاحظة: المصادر الأربعة الأخيرة نقلت ترجمة العالم البريطاني (إن أف ماكس) أستاذ الألسن القديمة في جامعة مانجستر.

ويصور في كتاب (إيليا) صورة كف كانت موضوعة على وسط اللوحة والكتابة مثبتة على نفس الكف وفوقها وتحتها.

هذا الاكتشاف العظيم جاء مؤيداً لما تقدم من الأخبار والأحاديث عن الصادق الأمين(صلى الله عليه و آله)، والتي كانت صريحة في بشارة الله لأنبيائه بنبيه وأهل بيته(عليهم السلام) وتوسل الأنبياء بهم وأنهم خيرة خلق الله، وأن الله ما خلق الخلق إلا لأجلهم. ذلك أن بقاء هذه اللوحة سالمة من التفسخ رغم مرور آلاف السنين عليها، شيء خارق للعادة قطعاً، فبقاؤها (إذن) آية إلهية كبرى، أبقاها الله الذي هو على كل شيء قدير، وهو بكل شيء محيط، سالمة وأظهرها على أيدي أناسٍ لا يؤمنون إلا بالماديات والطبيعيات، لتكون تلك الآية حجة لله عليهم أولاً، وعلى كل من بلغته ثانياً، ولم يؤمن إيماناً قطعياً بالله ورسوله وأهل بيته وبفضلهم عند الله وتفضيله لهم على سائر خلقه، ورجحان التوسل والتقرب بهم إلى الله تعالى، وما أكثر آياته التي لا تحصى وما أتمها حجة على خلقه.

وتوسل بهم النبي سليمان عليه السلام إلى الله ليحفظ ملكه واليك هذه المعلومات الهامة جدا فلقد عثرت سَريّة عسكرية من الجيش الإنجليزيّ على لوحةٍ فضّيّة في قرية صغيرة تُدعى "أُونتره"، تقع على بُعد بضعة كيلومترات عن مدينة "القدس" في أرض فلسطين، حينما كان أفراد الجيش منهمكين في حفر خنادق لهم، ومستعدّين للهجوم أثناء الحرب العالمية الأُولى سنة 1916م. وكانت حاشية اللّوح مُرَصّعةً بالجواهر النفيسة، وتسطع في وسطها كلمات ذات حروف ذهبيّة.

ولمّا ذهب أفراد الجيش بذلك اللّوح إلى قائدهم الميجر"ا. ن. گريندل" حاول هذا جاهداً أن يفهم شيئاً ممّا كُتب عليه فلم يستطع ذلك، إلا أنّه أدرك أنّ الكلمات المنقوشة على اللّوح قد كُتبت بلغة


الصفحة 267
أجنبيّةٍ قديمة جدّاً. فعرض اللّوح بواسطته على آخرين، حتّى اطّلع عليه بعض قادة الجيش البريطانيّ: ليفتونانت.LiFtonant.D، وگلادستون Glad Stone، فأحالا اللّوح إلى خبراء الآثار البريطانيّين.

وبعد أن وضعت الحرب العالميّة أوزارها عام 1918م. عكف المتخصّصون البريطانيّون على دراسة ذلك اللّوح، فشكّلوا لهذا الأمر لجنة تضمّ أساتذةَ الآثار القديمة من: بريطانيا وأمريكا وفرنسا وألمانيا، وسائر الدول الأُوربيّة.

وبعد أشهر من البحث والتحقيق إتّضح في الثالث من كانون الثاني سنة 1920م. أنّ اللّوح مقدَّس، ويُدعى بـ "لوح سليمان"، وأنّه يحوي حديثاً للنبيّ سليمان عليه السّلام قد كُتب بألفاظ عبريّة قديمة، هذه ترجمتها:



الله
أحمد            إيلي
باهتول
حاسن            حاسين
يا أحمد      أغثني
يا علي      أعنّي
يا بتول      ارحميني
يا حسن      أكرمني
يا حسين      أسعدني
ها هو سليمان يستغيث الساعة بهؤلاء الخمسة الكرام، وعليَّ قدرةُ الله.

ولقد ذكرهم اغلب الأنبياء ففي نسخة خطّيّة قديمة جدّاً للزَّبور كانت عند "اَهزان الله مشقي" من أتباع الدين المسيحيّ نصٌّ مهمّ، قال مفتي مصر في وقتها: لو عرض المسيحيّون هذه النسخةَ في معرض عامّ لتقوّضت أركان المسيحيّة في العالم. فما هو ذلك النصّ يا تُرى؟

هكذا هو النصّ:


الصفحة 268
(إطاعةُ ذلك الرجلِ الشريف الذي يُدعى "إيلي" واجبة، وإنّ في إطاعته صلاحاً لأمور الدين والدنيا. ويُسمّى هذا الرجل العظيم أيضا "حدار" أي حيدر، وإنّه معين المساكين ومُغيثهم، وأسد الأُسود، وقوّته خارقة، وسيُولد في كعابا أي الكعبة. فيجب على جميع الناس أن يتمسّكوا بعروة هذا الرجل الجليل ويُطيعوه كما يُطيع العبد مولاه)

وللاستزادة من التعرّف على هذا الأمر تراجع مجلّة "الحرم" الصادرة في القاهرة، العدد المنشور في شهر ذي القعدة عام 1374هـ.

ولا يفوتنا أن نقول: يظهر من كتب الأسفار والبشارات السابقة أنّ النبيّ داود عليه السّلام كان من أكثر الأنبياء ذكْراً وثناءً على النبيّ محمّدٍ وآله صلوات الله عليهم، وإشادةً بدورهم القادم لهداية البشريّة إلى أهداف الأنبياء عليهم السّلام. وللاستزادة عن هذا الموضوع راجع موقع الأربعة عشر معصوما على شبكة الانترنت

http://www.14masom.com/

وكذلك

http://www.ansarweb.net/wathaeq/index.htm

لقد قتلوا أصحاب الكساء واغتالوهم وكذلك بقية الأئمة الإثنى عشر الذين هم أمان لأهل الأرض والذين لا يكون الإسلام عزيزا إلا بهم، قتلوهم واغتالوهم واحدا بعد واحد

الإمام الرابع:

الإمام السجاد (علي بن الحسين ـ ع ـ) الملقب بزين العابدين والسجاد).

ولـد الإمام الـثالث , من شاه زنان بنت ((يزدجرد ملك إيران)), وهو الولد الوحيد الذي بقي للإمام الثالث بعد واقعة كربلاء, إذ أن إخوته الثلاثة استشهدوا فيها وقد شهد الواقعة , ولكنه لم يشارك فيها لمرضه , ولم يكن قادرا على حمل السلاح , فحمل مع الأسرى (الحرم) إلى الشام.

وبعد أن قضى فترة الأسر, ارجع مع سائر الأسرى إلى المدينة , وما ذلك إلا لجلب رضى عامة الناس.

عـنـدما رجع الإمام الرابع إلى المدينة , اعتزل الناس في بيته , وتفرغ للعبادة , ولم يتصل بأحد سوى الـخـواص مـن الصحابة مثل (أبي حمزة الثمالي) و (أبي خالد الكابلي)وأمثالهم , ولا يخفى أن هؤلاء الـخـاصة كانوا يوصلون ما يصلهم من الإمام من معارف إسلامية إلى الشيعة , واتسع نطاق الشيعة عن هذا الطريق , فنرى ثماره في زمن الإمام الخامس.

ومـما ألفه وصنفه الإمام الرابع كتابا يحتوي على أدعية تعرف ب(الصحيفة السجادية) وتشتمل على سبعة وخمسين دعاء, والتي تتضمن أدق المعارف الإلهية ويقال عنها زبور آل محمد صلَّى الله عليه وآله وسلَّم

كانت مدة إمامته عليه السلام خمسا وثلاثين سنة حسب بعض الروايات الشيعية , ودس إليه السم على يد ((الوليد بن عبد الملك)) وذلك بتحريض من هشام ,الخليفة الأموي , سنة 95 للهجرة.


الصفحة 269

الإمام الخامس:

الإمام محمد بن علي (الباقر ـ ع ـ) ولفظ باقر يدل على تبحره في العلم , وقد منحه اللقب هذا, النبي الأكرم صلَّى الله عليه وآله وسلَّم.

هـو ابن الإمام الرابع , ولد سنة 57 للهجرة , وكان عمره في واقعة كربلاء أربع سنوات , وكان ممن حضرها, نال مقام الإمامة بعد والده , بأمر من اللّه تعالى , ووصية أجداده.

وفـي سنة 114 أو 117 للهجرة قتل مسموما بواسطة إبراهيم بن الوليد بن عبد الملك , ابن أخ هشام الخليفة الأموي , قضت هذه الحادثة على حياته , فمضى شهيدا.

في عهد الإمام الخامس , وعلى اثر ظلم بني أمية , كانت تبرز ثورات متعاقبة في كل قطر من الأقطار الإسلامية , وشنت الحروب , وكان الاختلاف في حكومة بني أمية ظاهرا, هذا ما كان يشغل الحكومة آنذاك , فكانت نتيجتها أن يخفف من التعرض لأهل البيت , هذا من جهة.

ومـن جـهـة أخرى , ما حدث من واقعة كربلاء, وما أحدثت من مظلومية أهل البيت (ع), متمثلة في الإمام الرابع , جعلت المسلمين يتجهون إلى أهل البيت , ويبدون حبهم لهم , وإخلاصهم إليهم.

فإن هـذه العوامل مجتمعة ساعدت على أن ينصرف ذهن العامة إلى أهل البيت ,فصاروا يتجهون إلى الـمدينة حيث الإمام الخامس , وكانت العوامل مساعدة في انتشار الحقائق الإسلامية , علوم أهل البيت عـلى يد الإمام الباقر (ع), إذ لم يتحقق لأحد من أجداده , ومما يؤيد هذا الادعاء هو كثرة الأحاديث الـتي نقلت عن الإمام الخامس , وكذا رجال الشيعة الذين تخصصوا في شتى العلوم الإسلامية على يد إمامهم , ولا تزال أسماؤهم في كتب الرجال مدرجة.

الإمام السادس:

الإمام جعفر بن محمد ((الصادق)) (ع) ابن الإمام الخامس , ولد سنة 83 للهجرة ,واستشهد بعد أن دس إليه السم , سنة 148 للهجرة , وذلك بتحريض من المنصور الخليفة العباسي

وفـي عـهـد الإمام الـسادس , وعلى اثر الانتفاضات التي حدثت في الدول الإسلامية , وخاصة قيام ((مسودة)) ضد دولة بني أمية للإطاحة بها, والحروب المدمرة التي أدت إلى سقوط الدولة الأموية وانـقـراضـها, وعلى اثر كل هذا كانت الظروف مواتية ومساعدة لنشر حقائق الإسلام وعلوم أهل الـبيت التي طالما ساهم في نشرها الإمام الخامس طوال عشرين سنة من زمن إمامته , وقد تابع الإمام السادس عمله في ظروف أكثر ملاءمة وتفهما.

فـاسـتـطاع الإمام السادس حتى أواخر زمن إمامته , والتي كانت معاصرة لآخر زمن خلافة بني أمية وأوائل خـلافـة بـنـي العباس استطاع أن ينتهز هذه الفرصة , لبث التعاليم الدينية وتربية العديد من الشخصيات العلمية الفذة في مختلف العلوم والفنون سواء في العلوم العقلية أو العلوم النقلية..


الصفحة 270
ومـن اشـهر أولئك الذين تتلمذوا عند الإمام هم: زرارة , ومحمد بن مسلم , ومؤمن الطاق , وهشام بن الـحـكم , وأبان بن تغلب , وهشام بن سالم , وحريز, وهشام الكلبي النسابة , وجابر بن حيان الصوفي الـكـوفـي , الكيميائي وغيرهم وقد حضر درسه رجال من علماء أهل السنة , مثل سفيان الثوري وأبو حنيفة , مؤسس المذهب الحنفي ,والقاضي المسكوني والقاضي أبو البختري وغيرهم والمعروف أن عدد الذين حضروا مجلس الإمام وانتفعوا بما كان يمليه عليهم الإمام أربعة آلاف محدث وعالم.

وتـعـتـبر الأحاديث المتواترة عن الإمامين الباقر والصادق عليهما السلام أكثر مما رويت عن النبي الأكرم صلَّى الله عليه وآله وسلَّم والعشرة من الأئمة الهداة.

لـكن الأمر قد تغير في أخريات حياته , حيث الاختناق والتشديد من قبل المنصور الخليفة العباسي , فقام بإيذاء السادة العلويين وعرضهم لأعنف أنواع التعذيب وأقساها وقتل بعضهم , مما لم يشاهد نظيره في زمن الأمويين مع ما كانوا يتصفون به من قساوة وتهور.

مـارس الـعباسيون القتل الجماعي للعلويين وذلك بسجنهم في سجون مظلمة ,وتعذيبهم والقضاء على حياتهم.

كما أنهم قاموا بدفنهم وهم أحيا, في أسس الأبنية والجدران.

أصدر الـمنصور أمرا طلب فيه جلب الإمام السادس من المدينة (وكان الإمام قد أحضر إلى العراق مرة بأمر من السفاح الخليفة العباسي , وقبل ذلك قد احضر إلى دمشق بأمر من هشام الخليفة الأموي , مع الإمام الخامس).

بـقـي الإمام مدة من الزمن تحت المراقبة , وقد عزموا على قتله عدة مرات ,وتعرضوا لأذاه , وفي نـهاية الأمر سمحوا له بالعودة إلى المدينة , فرجع , وقضى بقية عمره هناك , مراعيا التقية , منعزلا في داره , حتى استشهد على يد المنصور بدسه السم إليه.

وبـعـد وصول نبا استشهاد الإمام إلى المنصور, أمر واليه في المدينة أن يذهب إلى دار الإمام بحجة تـفقده لأهل بيته , طالبا وصية الإمام ليطلع على ما وصى الإمام ومن هو خليفته من بعده , ليقضي عليه ويقتله في الحال أيضا.

وكان المنصور يهدف من ورا ذلك القضاء تماما على موضوع ومسالة الإمامة والتشيع معا.

ولـكـن الأمر كـان خلافا لأمر المنصور, وعندما حضر الوالي وفقا للأوامر المرسلة إليه , قرأ الوصية , ووجد أن الإمام قد أوصى لخمس , الخليفة نفسه , والي المدينة وعبد الله الأفطح ابن الإمام الأكبر وموسى ولده الأصغر وحميدة ابنته , وبهذا باءت مؤامرة المنصور بالفشل.


الصفحة 271

الإمام السابع:

الإمام موسى بن جعفر (الكاظم) (ع) ابن الإمام السادس ولد سنة 128 للهجرة ,وتوفي سنة 183 اثر إعطائه السم في السجن , تولى منصب الإمامة بعد أبيه بأمر من اللّه ووصية أجداده.

عـاصـر الإمام السابع من الخلفاء العباسيين المنصور والهادي والمهدي وهارون ,عاش في عهد مظلم مـقرون بالصعوبات , بما كان يبديه من تقية , حتى سافر هارون إلى الحج , وتوجه إلى المدينة , فالقي القبض على الإمام في الوقت الذي كان مشغولا بالصلاة في مسجد جده النبي الأكرم صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ونقل إلى الـسـجـن بـعـد أن قيد بالأغلال , ثم نقل إلى البصرة ومنها إلى بغداد, وظل ينقل به من سجن لآخر سنوات عدة , وفي نهاية الأمر قضي عليه بالسم في سجن السندي بن شاهك , ودفن في مقابر قريش , والتي تسمى اليوم بمدينة الكاظمية.

الإمام الثامن:

الإمام علي بن موسى (الرضا) (ع) ابن الإمام السابع ولد سنة 148 للهجرة (على اشهر التواريخ) وتوفي سنة 203 ه.

نال منصب الإمامة بعد أبيه الإمام السابع بأمر من اللّه ونص أجداده , وقد عاصر زمني هارون الرشيد الخليفة العباسي وبعده ابنه الأمين ثم المأمون.

بـعـد وفاة هارون الرشيد, حدث خلاف بين المأمون والأمين أدى إلى حروب بينهما, وكان نتيجتها مقتل الأمين واستيلاء المأمون على عرش الخلافة.

وحـتـى ذلـك الوقت كانت سياسة بني العباس بالنسبة إلى السادة العلويين سياسة قاسية , تتمثل بالقتل والإبـادة , وكـانت تزداد شدة وعنفا, وبين فترة وأخرى كان يثور ثائر من العلويين , ودارت وحى حروب دامية , وهذا ما كان يحدث اضطرابا ومشاكل للدولة والخلافة آنذاك.

ومـع أن أئمة الشيعة من أهل البيت , لم يكونوا على اتصال بالثائرين , لكن الشيعة مع قلة عددهم في ذلك , اليوم كانوا يعتبرون الأئمة هم الهداة إلى الدين وأنهم مفترضوا الطاعة والخلفاء الحقيقيون للنبي الأكرم (ص), وكـانوا ينظرون إلى الدولة والخلافة العباسية إنها تمتاز بما كان يمتاز به كسرى وقيصر وأنها تساس بيد فئة لا صلة لها بالإسلام وان هذه الأجهزة التي تسوس البلاد بعيدة كل البعد عـمـا يـتـصـف به زعماؤهم الدينيون , هذا مما كان يشكل خطرا على الخلافة , ويهددها بالسقوط والزوال.

فـكـر المأمون في هذه المشاكل والفتن , ورأى أن يبدي سياسة جديدة , بعد أن كانت سياسة أسلافه طـوال سـبعين سنة سياسة عقيمة لا جدوى فيها فاظهر سياسته الخادعة بان يجعل الإمام الثامن ولي عهد له , وبهذه الطريقة سوف يقضي على كل فتنة ومشكلة , والسادة من العلويين إذا وجدوا لهم مقاما فـي الـدولـة فإنهم لم يحاولوا الثورة أو القيام ضدهم , والشيعة أيضا عندما يشاهدون دنو إمامهم من الـخلافة التي طالما كانوا يعتبرونها رجسا والقائمين بأمور الخلافة فاسقين ,


الصفحة 272
عندئذ سيفقدون ذلك الـتقدير والاحترام المعنوي لائمتهم الذين هم من أهل البيت , وسرعان ما يسقط حزبهم الديني ,ولا يواجه الخلفاء خطرا من هذه الجهة.

ومـن الـبـديـهـي بعد أن يحصل المأمون على ما كان يهدف إليه , فإن قتل الإمام لم يكن بالأمر الصعب ولـغـرض تـحـقق هذه المؤامرة احضر الإمام من المدينة إلى مرو, واقترح عليه الخلافة أولا ثم ولايـة العهد ثانيا, فاعتذر الإمام , ولكنه استخدم شتى الوسائل لإقناع الإمام , وافق الإمام بشرط إلا يتدخل في شؤون الدولة وكذا في عزل أو نصب احد من المسئولين.

هـذا مـا حدث سنة 200 للهجرة ولم تمض فترة حتى شاهد المأمون التقدم السريع للشيعة , وتزايد ارتباطهم وعلاقتهم بالنسبة للإمام , وحتى العامة من الناس ,والجيش ومسئولي شؤون الدولة عندئذ التفت المأمون إلى خطورة خطئه , وحاول أن يقف أمام هذا التيار, فقتل الإمام بعد أن دس إليه السم.

دفن الإمام الثامن بعد استشهاده في مدينة (طوس) في إيران , وتعرف اليوم بمدينة مشهد.

كـان المأمون يبدي عنايته ورعايته لترجمة العلوم العقلية إلى اللغة العربية , وكان يقيم المجالس العلمية , التي يحضرها علماء الأديان والمذاهب , وتجري فيها المناظرات العلمية , والمأمون أيضا كان يشارك في هذه المجالس , ويشترك في مناظرات علماء الأديان والمذاهب , وقد دونت العديد منها في كتب أحاديث الشيعة.

الإمام التاسع:

الإمام محمد بن علي ـ ع ـ (التقي , ويلقب بالإمام الجواد أو ابن الرضا أحيانا)ابن الإمام الثامن , ولد فـي الـمـديـنة سنة 195 ه واستشهد (سنة 220) بتحريض من المعتصم الخليفة العباسي على يد زوجته بنت المأمون , ودفن إلى جوار جده الإمام السابع في مدينة الكاظمية.

حاز درجة الإمامة الرفيعة بأمر من اللّه ووصية أجداده , وكان الإمام التاسع في المدينة عندما توفي أبوه الإمام الـثـامن , احضره المأمون إلى بغداد عاصمة خلافته آنذاك ,والظاهر أن المأمون أبدى احترامه وعطفه للجواد, وزوجه ابنته , وأبقاه عنده في بغداد,وفي الحقيقة أراد أن يراقب الإمام من الخارج والداخل مراقبة كاملة.

مكث الإمام التاسع زمنا في بغداد, ثم طلب من المأمون الرحيل إلى المدينة ,وبقي فيها (المدينة) حتى أواخر عـهـد المأمون , وفي زمن المعتصم الذي استخلف المأمون , احضر الإمام الجواد إلى بغداد مرتين , وكان تحت المراقبة الشديدة , وفي النهاية ـ كما ذكر ـ استشهد بدس السم إليه بتحريض من المعتصم على يد زوجة الإمام.


الصفحة 273

الإمام العاشر:

الإمام عـلـي بـن مـحمد ـ ع ـ (النقي ويلقب بالهادي أيضا) ابن الإمام التاسع , ولد سنة 212 ه في المدينة , واستشهد سنة 254 ه(وفقا للروايات الشيعية) بأمر من المعتز الخليفة العباسي.

عـاصر الإمام سبعا من خلفاء بني العباس: المأمون والمعتصم والواثق والمتوكل والمنتصر والمستعين والمعتز.

وفي عهد المعتصم سنة 220 ه عندما استشهد أبوه في بغداد بواسطة السم الذي دس إليه , كان الإمام الـعـاشـر فـي الـمـديـنة , نال منصب الإمامة بأمر من اللّه تعالى ووصية أجداده , فقام بنشر التعاليم الإسلامية حتى زمن المتوكل.

أرسل المتوكل أحد الأمراء إلى المدينة لجلب الإمام من هناك إلى سامراء حاضرة حكومته وذلك سنة 243 إثـر وشـاية بعض الأعداء وكتب إلى الإمام رسالة يظهر فيها احترامه وتقديره له , مطالبا فيها التوجه إلى العاصمة وبعد وصول الإمام إلى سامراء لم يكن هناك ما يجلب النظر من تضييق على الإمام في بداية الأمر إلا أن الخليفة سعى في اتخاذ شتى الطرق والوسائل لإيذاء الإمام , وهتك حرمته , فقام رجال الشرطة بتفتيش دار الإمام بأمر من الخليفة.

كان المتوكل اشد عداء لأهل البيت من سائر خلفاء بني العباس , وخاصة بالنسبة للإمام علي بن أبي طالب عليه السلام , وكان يعلن عداءه وتنفره لعلي , فضلا عن الكلام البذي الذي كان يتفوه به أحيانا وكان قد عـيـن مـهرجا يقلد أعمال الإمام علي عليه السلام في مجالسه ومحافله , ويستهزئ وينال من تلك الشخصية العظيمة.

وأمر بـتخريب قبة الإمام الحسين وضريحه والكثير من الدور المجاورة له , وأمر باغمار الحرم الـطـاهر والقبر الشريف بالمياه , وأبدلت أرضها إلى ارض زراعية كي يقضوا على جميع معالم هذا المرقد الشريف.

وفي زمن المتوكل أصبحت حالة السادة العلويين في الحجاز متدهورة، يرثى لها،كانت نساؤهم تفتقر إلى ما يسترها والأغلبية منها كانت تحتفظ بعباءة بالية , يتبادلنها في أوقات الصلاة لأجل إقامتها وكان الوضع لا يقل عن هذا في مصر بالنسبة إلى السادة العلويين.

كـان الإمام العاشر متحملا، صابرا لكل أنواع هذا الاضطهاد والأذى. وبعد وفاة المتوكل جاء كل من المنتصر والمستعين والمعتز إلى منصة الخلافة , واستشهد الإمام بأمر من المعتز الخليفة العباسي.

الإمام الحادي عشر:

الإمام الحسن بن علي (ع) (العسكري) ابن الإمام العاشر ولد سنة 232 ه وفي سنة 260 ه دس إليه السم بإيعاز من المعتمد الخليفة العباسي , وقضى نحبه مسموما.