الصفحة 223
فما جادل النبي ولا عانده إنما كان الصديق لكل أقوال النبي وطوال حياته مع النبي.

كان فارسه الأول في كل حروبه، ومن هنا سمي الصديق الأكبر بالنص الشرعي والفارق الأعظم بالنص الشرعي (1).

وقال علي فيما بعد يصف علاقته بالنبي في تلك الفترة: " وضعني في حجره وأنا وليد، يضمني إلى صدره، ويكتنفني فراشه، ويمسني جسده، ويشمني عرقه، وكان يمضغ الشئ ثم يلقمنيه.... وما وجد لي كذبة في قول أو خطلة بفعل، وكنت أتبعه اتباع الفصيل إثر أمه يرفع لي كل يوم من أخلاقه، ويأمرني بالاقتداء به، وكنت في حراء فأراه ولا يراه غيري، ولم يجمع بيت واحد يومئذ في الإسلام غير رسول الله وخديجة وأنا ثالثهما، أرى نور الوحي والرسالة وأشم ريح النبوة " (2).

وسئل قثم بن العباس: كيف ورث علي رسول الله دونكم ؟

فقال: كان أولنا لحوقا به وأشدنا به لصوقا (3).

____________

المغازلي الشافعي ص 369 ح 317 وراجع كفاية الطالب للكنجي الشافعي ص 233 وراجع الدر المنثور للسيوطي ج 5 ص 328 وراجع تفسير القرطبي ج 15 ص 256 وراجع ترجمة علي بن أبي طالب من تاريخ دمشق لابن عساكر ج 2 ص 418 وإحقاق الحق للتستري ج 3 ص 177.

(1) ترجمة الإمام علي بن أبي طالب من تاريخ دمشق لابن عساكر ج 1 ص 76 ومجمع الزوائد ج 9 ص 102 وكفاية الطالب للكنجي الشافعي ص 187 والإصابة لابن حجر ج 4 ص 171 والاستيعاب لابن عبد البر هامش الإصابة ج 4 ص 170 والغاية ج 5 ص 287 وميزان الاعتدال ج 2 ص 417 وفرائد السمطين ج 1 ص 39 و 140 وذخائر العقبى للطبري ص 56 والغدير للأميني ج 2 ص 313 ومنتخب الكنز بهامش مسند الإمام أحمد ج 5 ص 33 والسيرة الحلبية ج 1 ص 380 وشرح النهج لابن أبي الحديد ج 3 ص 261.

(2) راجع التصوف والتشيع لهاشم معروف الحسني وراجع كتابنا النظام السياسي في الإسلام، ص 75 - 76.

(3) أخرجه الضياء المقدسي في المختارة وابن جرير في تهذيب الآثار وهو الحديث 6155 من أحاديث الكنز ج 6 ص 408 وأخرجه النسائي في ص 18 من الخصائص العلوية ونقله ابن أبي الحديد في ص 255، مجلد 3 من شرح النهج وراجع ج 1 ص 159 من مسند الإمام أحمد.


الصفحة 224

إعلان الخلافة بعد النبوة

لما نزلت آية * (وأنذر عشيرتك الأقربين.....) * قال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) في اجتماعه ببني عبد المطلب: " يا بني عبد المطلب إني والله ما أعلم شابا في العرب قد جاء قومه بأفضل مما جئتكم به. إني قد جئتكم بخير الدنيا والآخرة وقد أمرني ربي أن أدعوكم، فأيكم يؤازرني على هذا الامر على أن يكون أخي ووصيي خليفتي فيكم بعدي ؟ " قال علي: فأحجم القوم منها جميعا وقلت وإني " أي عليا " لأحدثهم سنا: أنا يا نبي الله أكون وزيرك عليه، فأخذ برقبتي ثم قال (أي الرسول صلى الله عليه وآله): إن هذا أخي ووصيي وخليفتي فيكم فاسمعوا له وأطيعوا.... الخ (1).

____________

(1) تاريخ الأمم والملوك لأبي جعفر محمد بن جرير الطبري، ج 2 ص 217 دار إحياء التراث، بيروت.

- جامع البيان في تفسير القرآن لأبي جعفر الطبري مجلد 19 ص 75 في معرض تفسيره لآية * (وأنذر عشيرتك الأقربين) *.

- لباب التأويل في معاني التنزيل لعلاء الدين علي بن محمد بن إبراهيم البغدادي الشهير بالخازن، ج 5 ص 127 في معرض تفسير الآية.

- معالم التنزيل تفسير البغوي الفرا ج 5 ص 127 على هامش تفسير الخازن.

- تفسير القرآن العظيم لابن كثير، ج 3 ص 774.

- السيرة النبوية لأبي الفداء إسماعيل بن كثير الدمشقي، ج 1 ص 458 وما فوق نقله عن البيهقي في الدلائل.

- الكامل في التاريخ لابن الأثير ج 2 ص 62 و 63.

- شرح النهج لابن أبي الحديد، ج 13 ص 210 و 244 تحقيق محمد أبو الفضل.

- السيرة الحلبية، ج 1 ص 311 منتخب الكنز بها مثل مسند الإمام أحمد، ج 5 ص 41 و 42.

- كنز العمال، ج 15 ص 115 ح 334، ترجمة علي بن أبي طالب من تاريخ دمشق لابن عساكر ج 1 ص 125. وأخرجه بهذا المعنى الطحاوي والضياء المقدسي في المختارة وسعيد بن منصور في السنن وأحمد بن حنبل في مسنده والحاكم في مستدركه و ص 6 من الخصائص العلوية للنسائي وأخرجه الذهبي في تلخيصه معترفا.

وراجع ص 392 ج 6 من كنز العمال الحديث 6008 والحديث 6045 ص 396 ج 6

الصفحة 225
هذا نص شرعي بأن عليا بن أبي طالب قد عينه الرسول وصيا وخليفة من بعده. والسنة النبوية القول والفعل والتقرير جزء من العقيدة الإلهية، ولم يرد ما يشير إلى نسخ هذا النص. وهو حديث صحيح وقد صححه ابن جرير وأبو جعفر الإسكافي إذ أرسلا صحته إرسال المسلمات كما يقول الإمام العاملي في مراجعاته، وهو واضح المعاني ولا يمكن تأويله. فكيف تؤول الواضحات.

ومن الطبيعي أن النبي لم يقل ما قاله في اجتماع بني عبد المطلب " الأقربين " من تلقاء نفسه إنما كان بأمر من ربه، لأن النبي يتبع ما يوحى إليه ومن غير المعقول أن يعين النبي ولي عهده والخليفة من بعده دون الرجوع إلى ربه.

الاعلان عن ولاية العهد والتوطيد للولي

1 - المنزلة

قال النبي لعلي على مسمع من المسلمين: " أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي " (1).

ففي هذا النص أعطى النبي لعلي كافة المنازل التي كان لهارون ولم يستثن إلا النبوة، واستثناء النبوة دليل على العموم كما يقول الإمام العاملي، ومن أبرز المنازل التي كانت لهارون من موسى وزارته وشد أزره وإشراكه في أمره وخلافته عنه وفرض طاعته على أمته بدليل قوله تعالى: * (واجعل لي وزيرا من أهلي هارون أخي أشدد به أزري وأشركه في أمري) *. وقوله تعالى: * (اخلفني في قومي وأصلح) * وقوله تعالى مخاطبا موسى: * (قد أوتيت سؤلك يا موسى) * فعلي بحكم هذا النص خليفة

____________

والحديث 6056 ص 397 ج 6 والحديث 6104 ص 404 والحديث 6155 ص 408، وراجع ص 255 مجلد 3 شرح النهج لعلامة المعتزلة.

(1) راجع على سبيل المثال صحيح البخاري، ج 5 ص 129 وصحيح مسلم ك الفضائل ب على، ج 2 ص 360 وصحيح الترمذي ج 5 ص 304 وصححه ومسند الإمام أحمد ج 3 ص 50 والمستدرك للحاكم ج 3 ص 109 وتاريخ الطبري ج 3 ص 104 وتاريخ دمشق لابن عساكر ج 1 ص 30.


الصفحة 226
النبي وولي عهده. وحديث المنزلة من أصح الآثار وقد بلغ من التواتر والشيوع أن رواه حتى معاوية إمام الفئة الباغية، وقد كرر النبي الاعلان عن هذه المنزلة عشرات المرات.

2 - الأخوة

وحتى يحكم الشرع الحلقة آخى الله بين النبي وبين علي وهذا شرف لم ينله غير علي ومرتبة لم يحصل عليها سواه، وأعلن النبي هذه المؤاخاة (1) قبل الهجرة وبعد الهجرة وقد أكد النبي هذه الأخوة عشرات المرات في عشرات المناسبات حتى لا ينساها المسلمون (2)، مثل قوله (صلى الله عليه وآله): " بشارة أتتني من ربي في أخي وابن عمي وابنتي بأن الله زوج عليا فاطمة " (3)، ولما زفت فاطمة إلى علي قال الرسول: " يا أم أيمن ادعي لي أخي، فقالت: هو أخوك وتنكحه ؟ قال:

نعم.... " (4).

وانظر إلى قوله (صلى الله عليه وآله) لعلي: أنت أخي وصاحبي ورفيقي في الجنة (5).

____________

(1) تذكرة الخواص للسبط ابن الجوزي ص 23 وترجمة علي بن أبي طالب من تاريخ دمشق لابن عساكر ج 1 ص 107 و 150 وكنز العمال ج 6 ص 290 ح 597 والمناقب للخوارزمي ص 7 والفصول المهمة لابن الصباغ المالكي ص 21 والمستدرك للحاكم ج 3 ص 109 وصحيح الترمذي ج 5 ص 30 وأسد الغابة لابن الأثير ج 2 ص 221 و ج 3 ص 137 والاستيعاب بهامش الإجابة ج 3 ص 35 والطبقات لابن سعد ج 3 ص 220.... الخ فالذي يعرفه الجميع أن الرسول وعلي أخوة، وأن أبا بكر وعمر أخوة.

(2) ذكره أصحاب السنن في مسانيدهم وذكره فخر الدين الرازي في تفسير ج 2 ص 189، إذ جاء بالحديث القدسي: " إني آخيت بينه وبين محمد... " حديث المبيت على الفراش.

(3) المناقب للخوارزمي ص 246 ومقتل الحسين للخوارزمي ج 1 ص 60 وأسد الغابة لابن الأثير ج 1 ص 206 والصواعق المحرقة لابن حجر ص 171 (4) راجع خصائص أمير المؤمنين للنسائي ص 115 وذخائر العقبى للطبري...

(5) ذكره ابن عساكر في تاريخه ج 1 ص 122 ومنتخب الكنز بهامش مسند الإمام أحمد ج 5 ص 46.


الصفحة 227
ومثل قوله لعلي: " وأما أنت يا علي فأخي وأبو ولدي ومني وإلي... " (1) وظل النبي يردد ويعلن هذه الأخوة طوال حياته، ولما حضرته الوفاة قال: " ادعو لي أخي " (2).

فدعا عليا فقال له: ادن مني فدنا منه وأسنده إليه فلم يزل يكلمه حتى فاضت نفسه الزكية.

من هنا فقد كان يقول: " أنا عبد الله وأخو رسوله وأنا الصديق الأكبر لا يقولها بعدي إلا كاذب " (3).

ومن الأمور التي كان يعرفها العامة والخاصة أن عليا كان أخ النبي قبل الهجرة وبعدها، وأن المؤاخاة بين أبي بكر وعمر تمت قبل الهجرة وبعدها وقد أوصى أبو بكر بالخلافة لأخيه عمر من بعد ونفذت وصيته.

3 - الولاية

أعلن النبي للمسلمين أن الولي من بعده هو علي حيث قال له: " أنت ولي في الدنيا وفي الآخرة " (4) وقال لعلي: " أنت ولي كل مؤمن بعدي " (5). وقد سمع

____________

(1) ذكره الخوارزمي ص 27.

(2) الطبقات لابن سعد ج 2 ص 263 وقريب منه ما ذكره الخوارزمي في المناقب ص 29.

(3) راجع سنن ابن ماجة ج 1 ص 44 وتاريخ الطبري ج 2 ص 310 والاستيعاب بهامش الإصابة ج 3 ص 39 والكامل لابن الأثير ج 2 ص 57 وتاريخ ابن عساكر ج 1 ص 120.... الخ.

(4) وقد صرح الذهبي بصحته في تلخيص المستدرك وذكره ابن حجر في صواعقه باب 12 ص 16 وأخرجه مسلم في فضائل علي في صحيحه ج 2 ص 24 وأخرجه الحاكم في مستدركه ص 109 وذكر ابن حجر في صواعقه باب 11 ص 107 وقال إن الإمام أحمد أخرجه وصححه وراجع صحيح بخاري ج 2 ص 58 وصحيح مسلم ج 2 ص 323 و ج 2 ص 109 من مسند الإمام أحمد وذكره الطبراني وأخرجه البزار في مسنده والترمذي كما يدل الحديث 2504 ج 6 من كنز العمال وأورده ابن عبد البر في أحوال علي من الاستيعاب.

(5) راجع مسند الإمام أحمد ج 5 ص 25 بسند صحيح وراجع الاستيعاب لابن عبد البر بهامش الإصابة ج 3 ص 28 وراجع الإصابة لابن حجر العسقلاني ج 2 ص 509 وراجع ينابيع المودة للقندوزي الحنفي ص 55 و 182 وراجع خصائص أمير المؤمنين للنسائي الشافعي ص 64

الصفحة 228
المسلمون بذلك وفي إحدى المرات بعث رسول الله (صلى الله عليه وآله) سرية واستعمل على هذه السرية عليا بن أبي طالب فاصطفى علي لنفسه من الخمس جارية فأنكروا عليه وشكوه للرسول، فقال النبي (صلى الله عليه وآله): " إن لعلي أكثر من الجارية التي أخذ إنه وليكم بعدي " (1). وطالما أعلن النبي وكرر " من كنت وليه فهو وليه، ومن كنت مولاه فهذا علي مولاه " وتلك النصوص من الذيوع والانتشار بحيث أنها لا تخفى على أحد. فقول النبي (ص): من كنت مولاه فهذا علي مولاه، قالها أمام أكثر من مائة ألف مسلم كما سنرى ولم يكتف النبي (ص) بذلك بل كانت أوامره واضحة بضرورة موالاة علي وأهمية هذه الموالاة وأثرها في الدنيا والآخرة وأن من يتولى عليا هو تماما كمن يتولى النبي ومن يحب عليا هو تماما كمن يحب النبي، ومن يبغض عليا هو تماما كمن يبغض النبي ومن يتولى النبي فكأنما تولى الله.

ومن أحكامه (صلى الله عليه وآله) النصوص الشرعية التالية: " من يريد أن يحيا حياتي ويموت مماتي ويسكن جنة الخلد التي وعدني ربي فليتول عليا بن أبي طالب، فإنه لن يخرجكم من هدى ولن يدخلكم في ضلالة " (2).

____________

وراجع المستدرك للحاكم ج 3 ص 34 وراجع تلخيص المستدرك مطبوع بذيل المستدرك للذهبي وراجع ترجمة علي من تاريخ دمشق لابن عساكر ج 1 ص 384 ح 490.... الخ.

(1) راجع صحيح الترمذي ج 5 ص 296 ح 3796 وراجع خصائص أمير المؤمنين للنسائي ص 97 والمناقب للخوارزمي المنفي ص 92 والإصابة لابن حجر ج 2 ص 509 ونور الأبصار للشبلنجي ص 158 وحلية الأولياء ج 6 ص 294 وأسد الغابة ج 4 ص 27 وترجمة علي بن أبي طالب من تاريخ دمشق لابن عساكر ج 1 ص 381 ومصابيح السنة للبغوي ج 2 ص 275 وجامع الأصول ج 2 ص 470 وكنز العمال ج 15 ص 124 وينابيع المودة للقندوزي ص 53 وتذكرة الخواص للسبط ابن الجوزي ص 36 والغدير ج 3 ص 216 ومطالب السؤول لابن طلحة الشافعي ج 1 ص 48، وراجع ص 134 من ملحق المراجعات تحقيق السيد حسين راضي.

(2) راجع حلية الأولياء لأبي نعيم ج 4 ص 349 - 350، وراجع مجمع الزوائد ج 9 ص 108 وراجع ترجمة علي بن أبي طالب من تاريخ دمشق لابن عساكر الشافعي ج 2 ص 93 ح 602 وراجع فضائل الخمسة ج 2 ص 213، وراجع إحقاق الحق ج 5 ص 108 وراجع فرائد (*)=

الصفحة 229
قال وهب بن حمزة: سافرت مع علي فرأيت منه جفاء فقال (صلى الله عليه وآله وسلم): " لا تقولن هذا لعلي فإنه وليكم بعدي " (1).

ولاية علي وحبه ولاية لله وحب له

وخاطب النبي (ص) أصحابه قائلا: " أوصي من آمن بي وصدقني بولاية علي بن أبي طالب فمن تولاه فقد تولاني، ومن تولاني فقد تولى الله ومن أحبه فقد أحبني ومن أحبني فقد أحب الله ومن أبغضه فقد أبغضني ومن أبغضني فقد أبغض الله عز وجل " (2).

وقال لهم يوما: " اللهم من آمن بي وصدقني فليتول علي بن أبي طالب فإن ولايته ولايتي وولايتي ولاية الله تعالى " (3).

تتابع الاعلان عن الولاية والتوطيد كان يجري بأمر الله

ولتوطيد ولاية علي نزلت آية الولاية * (إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون ومن يتول الله ورسوله والذين آمنوا فإن حزب الله هم الغالبون) * (4).

____________

= السمطين للحمويني ج 1 ص 55.

(1) الإصابة لابن حجر ج 3 ص 641 وترجمة علي من تاريخ دمشق لابن عساكر ج 1 ص 385 ح 491 وينابيع المودة للقندوزي ص 55 والغدير للأميني ج 3 ص 216 وقريب منه في أسد الغابة ج 5 ص 94 ومجمع الزوائد ج 9 ص 109.

(2) راجع ترجمة علي بن أبي طالب من تاريخ دمشق لابن عساكر ج 2 ص 93 ح 594 و 595 وراجع مناقب علي لابن المغازلي الشافعي ص 230 ح 277 و 279 وراجع مجمع الزوائد ج 9 ص 108 وراجع ينابيع المودة للقندوزي الحنفي ص 282 ومنتخب كنز العمال بهامش مسند الإمام أحمد ج 5 ص 32 وإحقاق الحق ج 6 ص 434 - 437، وفضائل الخمسة ج 1 ص 202 وفرائد السمطين ج 1 ص 291 وملحق المراجعات ص 29.

(3) راجع ترجمة الإمام علي بن أبي طالب من تاريخ دمشق لابن عساكر الشافعي ج 2 ص 91 ح 591.

(4) سورة المائدة آية 55 - 56.


الصفحة 230
وقد نزلت هذه الآية في أمير المؤمنين وهو راكع واستجابة لدعوة الرسول (ص): " واجعل لي وزيرا من أهلي علي أخي..... " (1).

____________

راجع تفسير الطبري ج 6 ص 288 و 289 وراجع الكشاف للزمخشري ج 1 ص 649 وراجع زاد المسير في علم التفسير لابن الجوزي الحنبلي ج 2 ص 383 وراجع تفسير القرطبي ج 6 ص 219 وراجع التفسير المنير للجادي ج 1 ص 210، وراجع فتح البيان في مقاصد القرآن ج 3 ص 51 وراجع أسباب النزول للواحدي ص 148 وراجع معالم التنزيل بهامش تفسير الخازن ج 2 ص 55 وراجع شواهد التنزيل للحسكاني الحنفي ج 1 ص 161 ح 216 وما فوق، وراجع مناقب علي لابن المغازلي الشافعي ص 311 ح 354 وما فوق وراجع كفاية الطالب للكنجي الشافعي ص 228 و 250 وراجع ذخائر العقبى لمحب الدين الطبري الشافعي ص 88 وراجع المناقب للخوارزمي الحنفي ص 187 وراجع ترجمة علي من تاريخ دمشق لابن عساكر ج 2 ص 409 وراجع الفصول المهمة لابن الصباغ المالكي ص 108 و 123 والدر المنثور للسيوطي ج 2 ص 293 وفتح القدير للشوكاني ج 2 ص 53.

وراجع لباب النقول للسيوطي بهامش تفسير الجلالين ص 213 وتذكرة الخواص للسبط ابن الجوزي الحنفي ص 18 و 208 ونور الأبصار للشبلنجي ص 71 وينابيع المودة للقندوزي الحنفي ص 115 وتفسير الفخر الرازي ج 12 ص 26 وتفسير ابن كثير ج 2 ص 71 وأحكام القرآن للجصاص ج 4 ص 102 وشرح النهج لابن أبي الحديد ج 13 ص 277 تحقيق محمد أبو الفضل والصواعق المحرقة لابن حجر ص 24 وأنساب الأشراف للبلاذري ج 2 ص 150 وتفسير النسفي ج 1 ص 289 والحاوي للفتاوي للسيوطي ج 1 ص 139 وكنز العمال ج 15 ص 146 ومنتخب الكنز بهامش مسند الإمام أحمد ج 5 ص 38 وجامع الأصول ج 9 ص 478 والرياض النضرة ج 2 ص 173 وراجع ملحق المراجعات ص 137 - 137 تحقيق حسين راضي.


الصفحة 231

الفصل الثالث
الولي هو السيد والإمام والقائد

قال النبي (ص) لأصحابه: أوحى الله إلي في علي ثلاثا: " أنه سيد المسلمين، وإمام المتقين، وقائد الغر المحجلين " (1). وقال لهم مرة: " أوحى الله إلي في علي أنه سيد المسلمين وولي المتقين وقائد الغر المحجلين " (2). وقال له يوما أمام أصحابه: " مرحبا بسيد المسلمين وإمام المتقين " (3). وفي جلسة من جلساته مع أصحابه قال لهم: " أول من يدخل من هذا الباب إمام المتقين وسيد المسلمين ويعسوب الدين وخاتم الوصيين وقائد الغر المحجلين " فدخل علي فنهض

____________

(1) راجع المعجم الصغير للطبراني ج 2 ص 88 ومناقب علي بن أبي طالب لابن المغازلي الشافعي ص 65 ج 93 و ص 104 ح 146 و 147 وراجع المناقب للخوارزمي الحنفي ص 235 وراجع درر السمطين للزرندي الحنفي ص 114 والفصول المهمة لابن الصباغ المالكي ص 107 ومجمع الزوائد ج 9 ص 121 وأسد الغابة ج 1 ص 69 و ج 3 ص 116 وترجمة علي من تاريخ دمشق لابن عساكر ج 2 ص 257 وفضائل الخمسة ج 2 ص 100 وينابيع المودة للقندوزي الحنفي ص 81 وإحقاق الحق ج 4 ص 11 وفرائد السمطين ج 1 ص 143 وملحق المراجعات ص 141 - 142.

(2) راجع ترجمة علي من تاريخ دمشق لابن عساكر ج 2 ص 257 ح 772 والرياض النضرة ج 2 ص 234 وذخائر العقبى ص 70 ومنتخب الكنز بهامش مسند أحمد ج 5 ص 34.

(3) راجع حلية الأولياء لأبي نعيم ج 1 ص 66 وترجمة الإمام علي من تاريخ دمشق لابن عساكر ج 2 ص 440 ح 949 وكنز العمال ج 15 ص 157 ح 443 وشرح النهج لابن أبي الحديد ج 9 ص 170 تحقيق محمد أبو الفضل ونظم درر السمطين للزرندي الحنفي ص 115 ومطالب السؤول لابن طلحة الشافعي ج 1 ص 46 وينابيع المودة للقندوزي الحنفي ص 181 و 313 ومنتخب كنز العمال بهامش مسند أحمد ج 5 ص 55 وفرائد السمطين ج 1 ص 141.


الصفحة 232
النبي وعانقه.... (1).

وبين يوما لأصحابه قائلا: " إن الله عهد إلي في علي عهدا فقلت: يا رب بينه لي، قال: اسمع: إن عليا راية الهدى وإمام أوليائي ونور من أطاعني " (2).

وخاطب النبي الأنصار في يوم من الأيام قائلا:

" يا معشر الأنصار ألا أدلكم على ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبدا، قالوا: بلى يا رسول الله، قال: هذا علي فأحبوه بحبي، وأكرموه بكرامتي، فإن جبريل أمرني بالذي قلت لكم عن الله عز وجل " (3).

وفي يوم من الأيام قال النبي لمن حوله: " ادعو لي سيد العرب عليا، فقالت عائشة: ألست سيد العرب ؟ فقال (صلى الله عليه وآله وسلم): أنا سيد ولد آدم وعلي سيد العرب، فلما جاء علي أرسل إلى الأنصار وقال لهم: يا معشر الأنصار ألا

____________

(1) شرح النهج لابن أبي الحديد ج 9 ص 169 تحقيق أبي الفضل وحلية الأولياء ج 1 ص 63 والمناقب للخوارزمي الحنفي ص 42 وترجمة علي من تاريخ دمشق لابن عساكر ج 2 ص 487 ح 1005 ومطالب السؤول لابن طلحة الشافعي ج 1 ص 60 والميزان الذهبي ج 1 ص 64 وكفاية الطالب للكنجي الشافعي ص 212 وينابيع المودة للقندوزي الحنفي ص 313 وفضائل الخمسة ج 2 ص 253 وفرائد السمطين ج 1 ص 145.

(2) حلية الأولياء ج 1 ص 67 وشرح النهج تحقيق أبي الفضل ج 9 ص 67 والمناقب للخوارزمي ص 215 و 220 ونظم درر السمطين للزرندي الحنفي ص 114 ترجمة علي من تاريخ دمشق لابن عساكر ج 2 ص 189 ح 672 ومناقب علي لابن المغازلي الشافعي ص 46 وكفاية الطالب للكنجي الشافعي ص 73 وينابيع المودة للقندوزي الحنفي ص 312 ومطالب السؤول لابن طلحة الشافعي ج 1 ص 46 وإحقاق الحق ج 4 ص 168 وفرائد السمطين ج 1 ص 144 و 151.

(3) راجع شرح النهج لابن أبي الحديد ج 9 ص 170 تحقيق أبي الفضل وحلية الأولياء لأبي نعيم ج 1 ص 63 ومجمع الزوائد ج 9 ص 132 وكفاية الطالب للكنجي الشافعي ص 210 وينابيع المودة للقندوزي الحنفي ص 313 وكنز العمال ج 15 ص 126 والرياض النضرة ج 2 ص 233 وفضائل الخمسة ج 2 ص 98 ومطالب السؤول لابن طلحة ج 1 ص 60، وفرائد السمطين ج 1 ص 197 ح 154.


الصفحة 233
أدلكم... الحديث السابق (1).

وقال النبي لعلي في جمع من أصحابه: " النظر إلى وجهك يا علي عبادة.

أنت سيد في الدنيا وسيد في الآخرة. من أحبك أحبني، وحبيبي حبيب الله، وعدوك عدوي، وعدوي عدو الله، الويل لمن أبغضك " (2).

أبرز المؤهلات العلمية للولي من بعد النبي

قال النبي (ص) لأصحابه موضحا علم علي: " أنا مدينة العلم وعلي بابها، ومن أراد العلم فليأت الباب " (3)، وقال لهم مرة: " أنا دار الحكمة وعلي بابها " (4)، وقال لهم ثالثة: " أنا مدينة الحكمة وعلي بابها " (5)، وقال لهم مرة رابعة: " علي باب علمي ومبين من بعدي لأمتي ما أرسلت به، حبه إيمان

____________

(1) ذكره أبو نعيم في حلية الأولياء ونقله ابن أبي الحديد في شرح النهج ج 2 ص 251.

(2) رواه أحمد في مسنده وكان ابن عباس يفسر هذا الحديث ويقول: إن من ينظر إليه يقول:

سبحان الله ما أعلم هذا الفتى، سبحان الله ما أشجع هذا الفتى، سبحان الله ما أفصح هذا الفتى، ونقله ابن أبي الحديد في شرح النهج ج 3 ص 253.

(3) مصادر هذا النص الشرعي لا تحصى نذكر منها على سبيل المثال: ترجمة علي من تاريخ دمشق لابن عساكر ج 2 ص 464 ح 984 - 997 وتاريخ الخلفاء للسيوطي ص 170 ومقتل الحسين للخوارزمي ج 1 ص 43 والاستيعاب بهامش الإصابة ج 3 ص 38 والميزان للذهبي ج 1 ص 415 والفتح الكبير للنبهاني ج 1 ص 176 والجامع الصغير للسيوطي ج 1 ص 93 ومنتخب الكنز بهامش مسند أحمد ج 5 ص 30 وشرح النهج لابن أبي الحديد ج 7 ص 219 تحقيق أبي الفضل......... الخ.

(4) كذلك فقد ورد هذا النص بعشرات المراجع منها: صحيح الترمذي ج 1 ص 301 ح 3807 وحلية الأولياء ج 1 ص 63 ومناقب علي لابن المغازلي ص 87 ح 129 وإسعاف الراغبين بهامش نور الأبصار ص 140 وذخائر العقبى للطبري ص 77 والصواعق المحرقة لابن حجر ص 120 وترجمة علي من تاريخ دمشق لابن عساكر ج 2 ص 459 وفضائل الخمسة ج 2 ص 248 ومصابيح السنة للبغوي ج 2 ص 275 والجامع الصغير للسيوطي ج 1 ص 93 ومنتخب الكنز ج 5 ص 30...... الخ.

(5) مناقب علي لابن المغازلي ص 86 وفتح الملك لعلي بصحة حديث باب مدينة العلم علي ص 26.


الصفحة 234
وبغضه نفاق " (1).

وقال لعلي أمام أصحابه: " أنت تبين لأمتي ما اختلفوا فيه بعدي " (2). وقال لأصحابه يوما عن علي: " علي مني بمنزلتي من ربي " (3).

وكان النبي (ص) يقول: " كفي وكف علي في العدل سواء " (4). وكان علي يقول: " والله ما نزلت آية إلا وقد علمت فيمن نزلت، وأين نزلت، وعلى من نزلت. إن ربي وهب لي قلبا عقولا ولسانا صادقا ناطقا " (5). وكان يقول:

" سلوني عن كتاب الله فإنه ليس من آية إلا وقد عرفت بليل نزلت أم بنهار، وفي سهل أم جبل " (6)، وقال الإمام أحمد: " ما جاء لأحد من أصحاب رسول الله من الفضائل ما جاء لعلي " (7). وقال ابن عباس: " ما نزل في أحد من كتاب الله ما نزل في علي ". وقال مرة أخرى: " نزل في علي 300 آية "، وقال مرة ثالثة: " ما أنزل الله * (يا أيها الذين آمنوا) * إلا وعلي أميرها وشريفها "، " كان أبو بكر يقول الشعر وكان عمر يقول الشعر وكان علي أشعر الثلاثة " (8). وننهي هذا المقطع بقوله (صلى الله عليه وآله): " علي مع القرآن والقرآن مع علي لا يفترقان حتى يردا علي الحوض " (9).

____________

(1) فتح الملك العلي بصحة حديث باب مدينة العلم علي ص 18 والغدير للأميني ج 3 ص 96.

(2) ترجمة علي من تاريخ دمشق لابن عساكر ج 2 ص 488 ح 1008 و 1009 ومقتل الحسين للخوارزمي ج 1 ص 86 والمناقب للخوارزمي ص 236 وينابيع المودة للقندوزي ص 182 ومنتخب الكنز ج 5 ص 33 وملحق المراجعات ص 146.

(3) ذخائر العقبى للطبري ص 64 والرياض النضرة ج 2 ص 215 والصواعق المحرقة ص 106 وإحقاق الحق ج 7 ص 217.

(4) راجع الحديث 2539 ص 153 ج 6 من أحاديث الكنز.

(5) راجع تاريخ الخلفاء للسيوطي ص 185.

(6) أخرجه ابن سعد راجع تاريخ الخلفاء ص 185.

(7) أخرجه الحاكم ص 107 من صحيحه ولم يتعقبه الذهبي.

(8) أخرجه ابن عساكر راجع ص 76 من الصواعق المحرقة لابن حجر وراجع تاريخ الخلفاء وكتابنا النظام السياسي في الإسلام الباب الأول.

(9) أخرجه الطبراني في الأوسط والصغير راجع تاريخ الخلفاء ص 173 للسيوطي.


الصفحة 235
ولاية علي وخلافته للنبي قضية دينية وإيمانية من كل الوجوه ها هو النبي (ص) يقول لأصحابه: " علي بن أبي طالب باب حطة، من دخل منه كان مؤمنا ومن خرج منه كان كافرا " (1)، وانظروا إلى النص الشرعي القاطع:

" علي مني وأنا من علي، ولا يؤدي عني إلا أنا أو علي " (2)، وقوله (صلى الله عليه وآله وسلم) لعلي أمام الصحابة: " يا علي من فارقني فقد فارق الله، ومن فارقك يا علي فارقني " (3)، وقوله (صلى الله عليه وآله): " أنا المنذر وعلي الهادي، وبك يا علي يهتدي المهتدون من بعدي " (4) وقول النبي لأصحابه: " أنا وهذا - يعني عليا - حجة على أمتي يوم القيامة " (5)، وقوله (صلى الله عليه وآله وسلم): " مكتوب على باب الجنة لا إله إلا الله محمد رسول الله علي أخو

____________

(1) راجع ينابيع المودة للقندوزي الحنفي ص 185 و 247 و 284 والجامع الصغير للسيوطي ج 2 ص 56 ومنتخب كنز العمال بهامش مسند الإمام أحمد ج 5 ص 30 والصواعق المحرقة لابن حجر ص 75.

(2) راجع سنن ابن ماجة ج 1 ص 44 ح 119 وصحيح الترمذي ج 5 ص 300 ح 3803 وخصائص أمير المؤمنين للنسائي ص 20 وترجمة علي من تاريخ دمشق لابن عساكر ج 2 ص 378 ح 875 - 880 والمناقب للخوارزمي الحنفي والصواعق المحرقة لابن حجر ص 120 والجامع الصغير للسيوطي ج 2 ص 56 ومصابيح السنة للبغوي ج 2 ص 275 والأصول لابن الأثير ج 9 ص 471 والمشكاة للعمري ج 3 ص 243...... الخ.

(3) المستدرك للحاكم ج 3 ص 146 وذخائر العقبى للطبري ص 66 ومجمع الزوائد ج 9 ص 135 وتاريخ دمشق لابن عساكر ج 2 ص 268 والميزان للذهبي ج 2 ص 18... الخ.

(4) ترجمة علي من تاريخ دمشق لابن عساكر ج 2 ص 417 والفصول المهمة لابن الصباغ المالكي ص 107 ومنتخب الكنز بهامش مسند أحمد ج 5 ص 34 وتفسير الطبري ج 13 ص 108 وتفسير ابن كثير ج 2 ص 502 وتفسير الشوكاني ج 3 ص 70 وتفسير الفخر الرازي ج 5 ص 271 والمستدرك للحاكم ج 3 ص 129 - 130 والدر المنثور للسيوطي ج 4 ص 45 وزاد المسير لابن الجوزي ج 4 ص 307 وروح المعاني للآلوسي ج 13 ص 97 الخ وراجع ص 51 من ملحق المراجعات.

(5) ترجمة علي من تاريخ دمشق لابن عساكر ج 2 ص 273 ح 793 - 795 ومنتخب الكنز بهامش مسند الإمام أحمد ج 5 ص 94 ومناقب علي لابن المغازلي والميزان للذهبي ج 4 ص 128.


الصفحة 236
رسوله " (1)، وقوله: " مكتوب على ساق العرش: لا إله إلا الله محمد رسول الله أيدته بعلي ونصرته بعلي " (2)، ثم انظر إلى قوله (صلى الله عليه وآله) وهو يخاطب الأنصار: "... فإن جبريل أمرني بالذي قلت لكم عن الله عز وجل " (3).

ولي الله وخليفة رسوله هو فارس الإسلام

أثناء حروب الكفر مع الإيمان تألق نجم علي وأصبح فارس الإسلام الأوحد، فلا مثيل له بالأولين والآخرين. كلم علي طلحة والزبير قبل وقفة الجمل ليقيم الحجة البالغة عليهما فقال لهما: أستحلف عائشة بحق الله وبحق رسوله على أربع خصال أن تصدق فيها.

هل تعلم من قريش أولى مني برسول الله وإسلامي قبل كافة الناس أجمعين وكفايتي رسول الله كفار العرب بسيفي ورمحي..... (4).

وأول لواء عقد في الإسلام كان لحمزة بن عبد المطلب وفي كل معارك الإسلام في زمن النبي كان اللواء إما بيد علي أو بيد حمزة (5) وأول من برز للقتال في معركة بدر هو حمزة وعلي وعبيد الله، وفي كل المعارك كان علي هو الفارس الأول بعد رسول الله، قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " غدا سأعطي الراية لرجل

____________

(1) حلية الأولياء ج 7 ص 256 ومناقب علي لابن المغازلي ص 91 ح 134 والمناقب للخوارزمي ص 88 ومقتل الحسين للخوارزمي ج 1 ص 38 وتذكرة الخواص للسبط الجوزي ص 22، وذخائر العقبى للطبري ص 66 والميزان للذهبي ج 2 ص 76 و ج 3 ص 399 وترجمة علي من تاريخ دمشق لابن عساكر ج 1 ص 119 ومنتخب الكنز ج 5 ص 35 من مسند الإمام أحمد الهامش وكنز العمال 15 ص 121..... الخ.

(2) تاريخ دمشق لابن عساكر ج 2 ص 353 ومجمع الزوائد ج 9 ص 121 وحلية الأولياء ج 3 ص 36 ومسند الإمام أحمد ج 5 ص 35 الهامش والرياض النضرة للطبري ج 2 ص 227 فرائد السمطين ج 1 ص 236.

(3) حلية الأولياء ج 1 ص 63 وشرح النهج ج 9 ص 170 وكفاية الطالب ص 210 وكنز العمال ج 15 ص 26.... الخ.

(4) الإمامة والسياسة ص 70 - 72 لابن قتيبة.

(5) الطبقات لابن سعد ج 2 ص 8 و 9 و 29 و 31 و 49 و 58 و 59 و 74 و 106 و 15.


الصفحة 237
يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله، يفتح الله على يديه " فلما أصبح الناس غدوا كلهم على رسول الله، كل يرجو أن يعطاها، فقال الرسول: أين علي بن أبي طالب ؟ فقيل له: هو يشتكي من عينيه، ودعا له رسول الله فبرئ حتى كأن لم يكن به وجع، فأعطاه الراية وفتح الله على يديه خيبرا " (1).

وتناول علي بابا عند حصن خيبر فتترس به عن نفسه، فلم يزل في يديه وهو يقاتل حتى فتح الله خيبرا ثم ألقاه وعجز ثمانية نفر عن قلب ذلك الباب (2).

وفي غزوة الخندق، من أجاب عمرو بن ود وهو يقول: ولقد بححت من النداء لجمعهم هل من مبارز ؟ لم يجبه غير علي ولم يذقه الردى غير علي (3).

سل بدرا، وأحدا، وخيبرا. وحنينا، سل كل المواقع متى هرب علي أو تقاعس رجل من العترة الطاهرة عن نصرة الإسلام، من يدعي بأنه بز عليا أو ضحى أكثر منه أو قاتل بصورة أفضل من قتاله فهو كاذب.

فبطولاته خلال الإسلام جعلته نجما متألقا وفارس الإسلام الأوحد يشار إليه بالبنان.

من قتل العاص بن سعد بن العاص، وحنظلة بن أبي سفيان والعاص بن هشام بن مغيرة وخال أمير المؤمنين عمر بن الخطاب!! من قتلهم غير علي (4) ؟.

من الذي تصدى لعتبة وشيبة والوليد بن عتبه سادات بني أمية وقتلهم، هنالك إجماع على أنهم علي وحمزة وعبيد الله وكلهم من العترة الطاهرة ومقتل هؤلاء الثلاثة أجج نار الحقد والكراهية على علي وأهل البيت.

وكمثال على تقييم الله لعمل هذا الفارس الفريد من نوعه، قال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم):

____________

(1) رواه مسلم والبخاري والطبراني وأكثر المؤرخين وأصحاب السنن.

(2) رواه مسلم والبخاري، وراجع ص 167 من تاريخ الخلفاء للسيوطي.

(3) راجع الطبقات لابن سعد ج 2 ص 68.

(4) راجع الطبقات لابن سعد ج 2 ص 17 - 18.


الصفحة 238
" لمبارزة علي بن أبي طالب لعمرو بن ود يوم الخندق أفضل من عمل أمتي إلى يوم القيامة " (1).

____________

(1) فرائد السمطين للحمويني ج 1 ص 259 ح 198 وراجع مقتل الحسين للخوارزمي ج 1 ص 45 والمناقب للخوارزمي ص 58 وشواهد التنزيل للحسكاني ج 2 ص 8 والمستدرك للحاكم ج 3 ص 27.


الصفحة 239

الفصل الرابع
تزويج الله لوليه وخليفة نبيه

فاطمة بنت محمد سيدة نساء العالمين (1) وأحب عقب النبي إليه، رضاه من رضاها وسخطه من سخطها، كما يجمع على ذلك أهل الملة (2)، يتمناها كل وجيه، جمعت كل ما يحتاجه الرجل من المرأة المثلى. تقدم إليها الخطاب، ورفض النبي تزويجها، خطبها أبو بكر الصديق فرفض النبي تزويجها له وخطبها عمر فرفض النبي تزويجها له (3)، وقال إنه ينتظر أمر ربه.

____________

(1) الإستيعاب لابن عبد البر المالكي بهامش الإصابة ج 4 ص 377 و 284 و 285 والإصابة لابن حجر ج 4 ص 378 فأسد الغابة في معرفة الصحابة لابن الأثير ج 5 ص 437 وذخائر العقبى لمحب الدين الطبري ص 44 وينابيع المودة للقندوزي..... الخ.

(2) الإمامة والسياسة لابن قتيبة ص 5 وما فوق نجد محاورتها مع أبي بكر وعمر واستشهادها بذلك.

(3) كفاية الطالب للكنجي الشافعي ص 302 و 304 ومجمع الزوائد للهيثمي الشافعي ج 9 ص 205 و 206 زي وخصائص أمير المؤمنين للنسائي ص 114 والصواعق المحرقة لابن حجر الهيثمي ص 139 ونظم درر السمطين للزرندي الحنفي ص 148 وذخائر العقبى لمحب الذين الطبري ص 27 ومناقب علي لابن المغازلي ص 346 وتذكرة الخواص للسبط بن الجوزي ص 306 وأسد الغابة لابن الأثير ج 1 ص 38 والإصابة لابن حجر العسقلاني ج 1 ص 347 وجامع الأصول لابن الأثير ج 9 ص 474، وشرح النهج لابن أبي الحديد ج 3 ص 261 والسيرة النبوية لزين دحلان بهامش السيرة الحلبية ج 2 ص 7 وتاريخ بغداد للخطيب البغدادي ج 1 ص 363 والطبقات لابن سعد ج 2 ص 240... الخ.


الصفحة 240

البشارة

وفي يوم من الأيام جاءت البشارة وزفها النبي لأصحابه فقال لهم: " بشارة أتتني من ربي في أخي وابن عمي وابنتي بأن الله زوج عليا من فاطمة.... " (1).

ولطالما ذكر النبي فاطمة بهذه النعمة الإلهية، ولطالما حدث أصحابه بنعمة ربه هذه كقوله (صلى الله عليه وآله) لفاطمة: " أما ترضين أن الله اختار من أهل الأرض رجلين أحدهما أبوك والآخر بعلك " (2)، وقالت له مرة: يا رسول الله زوجتني من علي وهو فقير ولا مال له. فيجيبها النبي: " يا فاطمة أما ترضين أن الله عز وجل اطلع إلى أهل الأرض فاختار رجلين أحدهما أبوك والآخر بعلك " (3).

وعاد النبي (ص) فاطمة في مرض أصابها على عهده فقال لها: كيف تجدينك ؟ قالت: والله لقد اشتد حزني واشتدت فاقتي وطال سقمي. فقال لها: أما ترضين أني زوجتك أقدم أمتي سلما وأكثرهم علما، وأعظمهم حلما (4).

الذرية المباركة

أعلن النبي (ص) للمسلمين: " إن الله جعل ذرية كل نبي في صلبه وجعل

____________

(1) المناقب للخوارزمي ص 246 ومقتل الحسين للخوارزمي ج 1 ص 60 وينابيع المودة للقندوزي ص 304 وأسد الغابة لابن الأثير ج 1 ص 206 والصواعق المحرقة لابن حجر ص 171.

(2) راجع ترجمة علي من تاريخ دمشق لابن عساكر ج 1 ص 249 وتذكرة الخواص للسبط بن الجوزي ص 308 وكنز العمال ج 15 ص 95 والرياض النضرة للطبري ج 2 ص 240... الخ.

(3) راجع المستدرك للحاكم ج 3 ص 129 وتاريخ دمشق لابن عساكر ترجمة علي ج 1 ص 249 وتذكرة الخواص للسبط بن الجوزي ص 309 وينابيع المودة للقندوزي ص 421 وكفاية الطالب للكنجي ص 297 وكنز العمال ج 6 ص 391 و ج 5 ص 95 وإحقاق الحق ج 5 ص 266 وتاريخ بغداد للخطيب البغدادي ج 4 ص 195 و 196.

(4) راجع نظم السمطين ص 188 وشرح النهج لابن أبي الحديد ج 3 ص 261 ومنتخب الكنز بهامش مسند الإمام أحمد ج 5 ص 31 والرياض النضرة للطبري ج 2 ص 55.


الصفحة 241
ذريتي في صلب علي " (1). وهذا معنى قوله (صلى الله عليه وآله): " كل بني أنثى ينتمون إلى عصبتهم إلا ولد فاطمة فأنا وليهم وأنا عصبتهم وأنا أبوهم " (2)، وهذا معنى قوله (صلى الله عليه وآله) أيضا: " وأما أنت يا علي فأخي وأبو ولدي... " (3) وقوله مشيرا لعلي: " هذا أخي وابن أخي وابن عمي وصهري وأبو ولدي.... (4)، وليس صدفة أن تنحصر ذرية النبي بولد فاطمة، وقد أحيطت الأمة علما بذلك وعلمت علم اليقين أنه ليس للنبي ولد إلا ولد فاطمة، وطالما ردد بنشوة عارمة أمام جموع الصحابة: " هذا ابني الحسن، وهذا ابني الحسين، وإن الله سماهما باسميهما فهما سيدا شباب أهل الجنة في الجنة وريحانتاي من هذه الأمة ".

وبالرغم من المحاولات المستميتة لإبادة نسل النبي (ص) في ما بعد وبالرغم من سم الحسن وقتل الحسين، إلا أنه قد تحدر من هذه السلالة المباركة اثنا عشر إماما وآخرهم المهدي المنتظر عجل الله فرجه.

سكن النبي وخليفته من بعده

نظمت العناية الإلهية حتى سكن النبي وخليفته من بعده واستقطبت حوله الأسماع والأذهان ليبقى هذا التمييز واضحا.

وقف الرسول خطيبا فقال: " إن رجالا يجدون في أنفسهم شيئا أن أسكنت عليا في المسجد وأخرجتهم، والله ما أخرجتهم وأسكنته بل الله أخرجهم وأسكنه. إن الله عز وجل قد أوحى إلى موسى أن تبوءا لقومكما بمصر بيوتا واجعلوا بيوتكم قبلة وأقيموا الصلاة وإن عليا مني بمنزلة هارون من موسى وهو أخي ولا يحل لأحد منكم أن ينكح فيه النساء إلا هو " (5).

____________

(1) راجع كنز العمال ج 6 ص 152 الحديث 5210.

(2) أخرجه الطبراني وهو الحديث 22 من الأحاديث التي أوردها ابن حجر في الفصل 2 من الصواعق المحرقة ص 112 وراجع ج 3 ص 164 من المستدرك للحاكم وقال إنه صحيح.

(3) راجع المناقب للخوارزمي ص 27.

(4) راجع الغدير للأميني ج 3 ص 119.

(5) راجع المراجعات ص 161 - 175 وينابيع المودة للقندوزي من كتاب فضائل أهل البيت باب 18

الصفحة 242
وأخرج رسول الله عمه العباس وغيره من المسجد فقال العباس: تخرجنا وتسكن عليا ؟ فقال (صلى الله عليه وآله): " ما أخرجتكم وأسكنته ولكن الله أخرجكم وأسكنه " (1).

وكان لنفر من أصحاب الرسول أبواب شارعة على المسجد، فقال (صلى لله عليه وآله وسلم وسلم): سدوا هذه الأبواب إلا باب علي، فتكلم الناس في ذلك، فقام (صلى الله عليه وآله) فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: " أما بعد فإني أمرت بسد هذه الأبواب إلا باب علي، فقال فيه قائلكم. وإني ما سددت شيئا ولا فتحته ولكن أمرت بشئ فاتبعته " (2)، وقال: " ما أخرجتكم من قبل نفسي ولا أنا تركته إنما أنا عبد مأمور ما أمرت به فعلت، إن أتبع إلا ما يوحى إلي " (3).

وقال أيضا: " إن الله أوحى إلى نبيه موسى أن ابن لي مسجدا طاهرا لا يسكنه إلا أنت وهارون وإن الله أوحى إلي أن ابن لي مسجدا طاهرا لا يسكنه إلا أنا وأخي علي " (4).

علي وصي النبي

فقد أكد النبي (ص) أن الوصي من بعده هو علي، فقال: " هذا أخي ووصيي وخليفتي " وحديث الدار من أصح الآثار (5). ولقد كرر النبي (ص) النص بالوصاية

____________

(1) أخرجه ابن ماجة ج 1 ص 92 من سننه وأخرجه الترمذي والنسائي في صحيحيهما وهو الحديث 2531 من الكنز ج 6 ص 153 وأخرجه أحمد في مسنده ج 4 ص 164 و ج 1 ص 151.

(2) راجع مسند الإمام أحمد ج 4 ص 369 وأخرجه الضياء المقدسي والطبراني وراجع منتخب الكنز ج 5 ص 39 من مسند الإمام أحمد على الهامش.

(3) أخرجه الطبراني كما ذكره صاحب منتخب الكنز ج 5 ص 29 من مسند الإمام أحمد.

(4) راجع الصواعق المحرقة ص 106 لابن حجر المقصد الخامس من مقاصد الآية 4.

(5) راجع على سبيل المثال: تاريخ الطبري ج 2 ص 319 - 321 والكامل في التاريخ لابن الأثير ج 2 ص 62 و 63 والسيرة الحلبية ج 1 ص 311 ومسند الإمام أحمد ج 5 ص 41 و 42 الهامش وتاريخ دمشق لابن عساكر ج 1 ص 85.... الخ.


الصفحة 243
حيث قال: " لكل نبي وصي ووارث وإن عليا وصيي ووارثي " (1) وكقوله (صلى الله عليه وآله): " لكل نبي وصي ووارث وإن وصيي ووارثي علي بن أبي طالب " (2) وكقوله (صلى الله عليه وآله): " إن وصيي وموضع سري وخير من أترك بعدي ينجز عدتي ويقضي ديني علي بن أبي طالب " (3). وكقوله لأنس بن مالك: " يا أنس أول ما يدخل عليك من هذا الباب أمير المؤمنين، وسيد المسلمين وقائد الغر المحجلين وخاتم الوصيين فدخل علي.... " راجع تتمة الحديث (4)، وكقوله لفاطمة: " يا فاطمة أما علمت أن الله عز وجل اطلع على أهل الأرض فاختار منهم أباك فبعثه نبيا ثم اطلع ثانية فاختار بعلك فأوحي إلي فأنكحته واتخذته وصيا " (5). وبعد وفاة النبي (ص) احتج الحسن بن علي بالوصية، فقال في خطبته: "... أنا ابن النبي وأنا ابن الوصي " (6). وقد شاعت الوصية في الأدب شعره ونثره (7). وانظر إلى قول جابر: " حدثني وصي

____________

(1) راجع ترجمة علي من تاريخ دمشق لابن عساكر ج 3 ص 5 ومناقب علي لابن المغازلي ص 200 والمناقب للخوارزمي ص 42 وذخائر العقبى للطبري والميزان للذهبي ج 2 ص 273 وينابيع المودة للقندوزي الحنفي ص 232 و 248.

(2) تاريخ ابن عساكر ج 3 ص 5 والمناقب للخوارزمي ص 42 والمناقب لابن المغازلي ص 200 والميزان للذهبي ج 2 ص 273..... الخ.

(3) مجمع الزوائد ج 9 ص 113 وكنز العمال ج 6 ص 154 ومسند الإمام أحمد ج 5 ص 32 الهامش.

(4) راجع حلية الأولياء لأبي نعيم ج 1 ص 63 وشرح النهج ج 9 ص 169 تحقيق أبي الفضل، والمناقب للخوارزمي ص 42 وكفاية الطالب للكنجي ص 212 وميزان الاعتدال للذهبي ج 1 ص 64 وفضائل الخمسة ج 2 ص 254 ومطالب السؤول لابن طلحة ص 21.

(5) كفاية الطالب ص 296 ومجمع الزوائد ج 8 ص 253 والفصول المهمة لابن الصباغ المالكي ص 281 ومناقب علي لابن المغازلي ص 101 وينابيع المودة ص 92 والغدير ج 3 ص 23 وملحق المراجعات ص 244.

(6) ذخائر العقبى ص 138.

(7) راجع وقعة صفين نصر بن مزاحم ص 227 و 382 و 436 والمناقب للخوارزمي ص 38 و 65 و 134 و 288 ومروج الذهب للمسعودي ج 2 ص 238 والعقد الفريد لابن عبد ربه ج 4 ص 411 والفصول لابن الصباغ المالكي ص 8. وملحق المراجعات يوضح ذلك.