يقول الشيخ السبحاني: استدلت الشيعة الإمامية عن بكرة أبيها بهذه الآية على عصمة آل البيت الذين نزلت هذه الآية في حقهم. وأن الإرادة المقصودة من النص إرادة تكوينية لا تشريعية، بمعنى أن إرادته التكوينية التي تعلقت بتكوين الأشياء في عالم الوجود تعلقت أيضا بإذهاب الرجس عن أهل البيت وتطهيرهم من كل رجس وقذر ومن كل عمل يستنفر منه (1).
يقول الشيخ فرج الله الحسني: دلالة الآية على عصمة الخمسة الرسول وعلي وفاطمة والحسن والحسين لأنها صدرت بأداة الحصر وهي كلمة " إنما "، وتعلق إرادته تعالى بالتطهير وبإذهاب الرجس وهو فعله تعالى يدل على أن الإرادة تكوينية على ما ثبت في محله ومتعلق التطهير وهو " الرجس " مطلق محلى بألف ولام الجنس. فالآية الشريفة تعلن نفي مما هو الرجس بنحو العام الاستيعابي المجموعي عن أهل البيت المذكورين فيها.. (2).
ويقول الشيخ الوائلي: معنى ذهاب الرجس نفي كل ذنب وخطأ عنهم، والإرادة هنا تكوينية لا تشريعية لوضوح أن التشريعية مرادة لكل الناس (3).
ويقول الطبرسي: استدلت الشيعة على اختصاص الآية بهؤلاء الخمسة عليهم السلام بأن قالوا أن لفظة " إنما " محققة لما أثبت بعدها نافية لما لم يثبت، فإن قول القائل إنما لك عندي درهم وإنما في الدار زيد يقتضي أنه ليس عنده سوى الدرهم وليس في الدار سوى زيد. وإذا تقرر هذا فلا تخلو الإرادة في الآية من أن تكون في الإرادة المحضة أو الإرادة التي يتبعها التطهير وإذهاب الرجس. ولا يجوز الوجه الأول لأن الله تعالى قد أراد من كل مكلف هذه الإرادة المطلقة، فلا اختصاص لها بأهل البيت دون سائر الخلق، ولأن هذا
____________
(1) معالم النبوة..
(2) المرجع السابق..
(3) هوية التشيع..
ونظرا لدلالة نص التطهير القطعية ومعناه الظاهر المحدد بآل البيت لم يجد أهل السنة في مواجهته سوى التسلح بالتعويم أي إطلاق النص على نساء النبي صلى الله عليه وآله وآل البيت بشكل عام حسب تعريفهم العائم له على ما سوف نبين. إلا أنهم فاتهم عدة نقاط هامة تتعلق بالنص المذكور:
الأولى: لغوية وقد ألقينا الضوء عليها من أقوال فقهاء الشيعة حول الآية.
الثانية: تتعلق بالسياق فهم يعتبرون السياق العام للنص يخاطب نساء النبي إلا أن المعروف أن السياق ليس بحجة لأن ترتيب الآيات ليس توقيفيا على الأرجح، ولا هناك من النصوص القرآنية ما يقتضي سياقه اختلال المعنى على الظاهر مثل قوله تعالى: (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا) فإن الآيات التالية لهذه الآية في سورة المائدة آيات أحكام، وإذا اعتبرنا السياق حجة فيجب أن تكون هذه الآيات سابقة لآية كمال الدين.
الثالثة: إن نساء النبي ذكرن بالذم في نفس السورة وفي سورة التحريم وعلى لسان الرسول في أحاديث كثيرة وهذا يتناقض مع طهارتهن ويدل على أنهن لسن مقصودات بآية التطهير.
____________
(1) مجمع البيان تفسير سورة الأحزاب..
وبالإضافة إلى هذه النصوص القرآنية هناك حديث وارد عن الرسول صلى الله عليه وآله يفيد ثبوت العصمة لآل البيت..
وهذا النص النبوي هو حديث الثقلين الذي ذكرناه سابقا في نصوص الإمامة. فهذا النص قد قرن الكتاب بالعترة الطاهرة (كتاب الله وعترتي) وربط العترة بالكتاب دليل على عصمة العترة أئمة آل البيت.
فما دام الكتاب معصوما فلا بد أن تكون العترة المقرونة به معصومة أيضا، إذ ليس من المقبول عقلا أن يربط الرسول بالقرآن فئة غير جديرة بهذا الارتباط وليست على مستواه. فلا بد أن تكون هذه الفئة تتوافر بها مؤهلات حفظ الكتاب من بعد الرسول وإبلاغه للناس على الوجه الأكمل دون تحريف أو تأويل أو ميل للباطل أو القبلية أو الهوى أو الحكام، وهذا الدور في ذاته يتطلب عصمة.
ومثل هذا النص يشير إلى أن العترة هي وارثة الكتاب من بعد الرسول والمعبر الحقيقي عن الإسلام مما يوجب إمامتهم ويوجب بالتالي عصمتهم.
وهذا ينفي فكرة الإمامة عند أهل السنة ويبطل خلافة الثلاثة من بعد الرسول.
كما ينفي من جانب آخر ما قيل حول جمع القرآن من قبل أبو بكر فالرسول قد أورث الكتاب كاملا لعترته ممثلة في رأس العترة الإمام علي ولا يعقل أن يتركه مبعثرا هنا وهناك مهددا بالفقد والضياع والنسيان، ولو صح ما يعتقده أهل السنة من أفضلية أبو بكر على الأمة وعلى الإمام علي، لترك الرسول القرآن لديه أو لدى عمر أو لدى عثمان وعم جميعهم مقدمون على الإمام عندهم. لكن الثلاثة كما هو معروف لم يكونوا من حفظة القرآن ولا من كتبته مما يدل على أن هناك طرفا آخر ورث الكتاب عن الرسول غير هؤلاء، تتوافر لديه مقومات حمل هذه
____________
(1) أنظر باب الرجال فصل آل البيت..
غيبة الإمام:
يؤمن أهل السنة والشيعة بالمهدي المنتظر. غير أن الفارق كبير بين الاتجاهين حول الموقف من المهدي..
فشخصية المهدي عند أهل السنة تختلف اختلافا كبيرا عن شخصيته عند الشيعة..
المهدي عند السنة رجل في علم الغيب ليس معروفا لأحد. ربما يكون قد ولد وربما لم يولد بعد، يصلحه الله في يوم وليلة.
والمهدي عند الشيعة هو الإمام الثاني عشر الخاتم لسلسلة الأئمة ابن الإمام الحادي عشر وقد ولد عام 255 هـ واختفى من عام 260 هـ إلى عام 329 هـ فيما سمي بالغيبة الصغرى ثم غاب بعد ذلك غيبته الكبرى.
المهدي عند السنة مجهول الشخصية من الممكن أن يتقمص شخصية أي مدع. وآخر صور الادعاء في الوسط السني ظهرت عام 79 م عندما احتل الحرم المكي مجموعة من شباب التيار السلفي معلنين ظهور المهدي وقد باءت حركتهم بالفشل.
أما عند الشيعة فالمهدي شخصية معروفة شاهدها الكثير من المعاصرين قبل الاختفاء كما كان على صلة بشيعته طوال فترة الغيبة الصغرى عن طريق السفراء الأربعة الذين كانوا حلقة الوصل بين الشيعة والإمام (1).
المهدي عند الشيعة هو م ح م د بن الحسن بن علي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام وعقيدة الانتظار عند الشيعة عقيدة إيجابية دافعة نحو التغيير والبناء، فالمؤمن
____________
(1) أنظر أعيان الشيعة وموسوعة الإمام المهدي وتاريخ الغيبة الصغرى ط. بيروت..
ومثل عقيدة الانتظار هذه أن تشكل عامل تعبئة دائمة للمسلم المؤمن بعقيدة الإمامة تجعل منه قوة صدامية في مواجهة الباطل والظلم والعدوان حتى قبل ظهور الإمام. ولولا عقيدة الإمامة ما نجحت الثورة الإسلامية في إيران.
أما أهل السنة فلا عقيدة المهدي أدنى تأثير على سلوكهم ومواقفهم تجاه الواقع والأحداث، وذلك يعود إلى غموض شخصية المهدي وافتقاد فكرة الإمامة بصورتها الشرعية الصحيحة، مما جعل من قضية المهدي قضية هامشية عندهم تظل في طي النسيان حتى يظهر من يفجرها.
ولقد شكلت حادثة الحرم المكي التي تزعمها جهيمان العتيبي والتي أعلنت ظهور المهدي عام 79، شكلت مفاجأة كبيرة للمسلمين السنة في كل مكان، وقد انجذب نحو هذه الحركة الكثير من شباب الحركة الإسلامية في مصر والجزيرة واليمن والكويت وغيرها الذين فوجئوا بظهور المهدي. وبعضهم كان قد رآه في المنام ثم بعد أن فشلت هذه الحركة وقتل المهدي المزعوم اختفت فكرة المهدي من واقع المسلمين وغابت عن الأذهان في انتظار من يحييها بإعلان " مهدي " جديد.
إن فكرة الإمامة المائعة عند أهل السنة والتي دفعت بهم إلى جعل الحكام أئمة، طاعتهم واجبة وإن جاروا وفسقوا، قتلت في نفوس المسلمين روح مقاومة الظلم والفساد والتمرد على الواقع الفاسد. وقتلت بالتالي في نفوسهم عقيدة انتظار المهدي المخلص الذي سوف يقضي على الظلم والفساد ويقيم دولة العدل والأمان والرخاء. وكان لا بد من قتل هذه العقيدة والتعتيم عليها لأن اعتناقها يشكل تهديدا مباشرا للقوى الحاكمة.
والذين يطرحون مثل هذا التصور إنما يغيب عليهم استيعاب قضية الإمامة عند الشيعة. فهم ينظرون إلى قضية المهدي المنتظر نظرة مجردة معزولة عن قضيتها الأم قضية الإمامة. فإن المهدي هو خاتم سلسلة الأئمة التي بدأت بالإمام علي وغيبته هي نتيجة حتمية لحركة هؤلاء الأئمة.
فإذا أهل السنة والشيعة كلاهما يقر بأن الرسول أبلغ الأمة أن هناك اثني عشر إماما يأتون من بعده، فهؤلاء الأئمة لم يظهر منهم سوى أحد عشر إماما عند الشيعة أما الثاني عشر فلم تتح له فرصة الظهور بسب تربص الحكام وبطشهم واضطر إلى الاختفاء إلى أجل يعلمه الله.
وبما أن هذا الإمام من سلسلة آل البيت أبناء فاطمة ووالده الإمام الحادي عشر كان موجودا فلا بد لولده أن يكون موجودا. إذ لا يعقل أن يظهر الإمام الثاني عشر منفصلا عن أبيه بعدة قرون. نحن هنا أمام عدة احتمالات:
الأول: أن الإمام الحادي عشر مات ولم ينجب وبالتالي يكون الإمام الثاني عشر سوف يظهر من سلسلة أخرى غير سلسلة آل البيت.
الثاني: أن يكون الإمام الثاني عشر قد ظهر ومات.
الثالث: أن يكون الإمام الثاني عشر قد ظهر واختفى.
الاحتمال الثالث هو الراجح فلم يثبت تاريخيا أن الإمام الحادي عشر مات ولم يعقب كما يحاول البعض من أهل السنة أن يشكك في ذلك (1).
والثابت تاريخيا أيضا أن الإمام الثاني عشر اختفى بعد ولادته بخمس سنوات فهو ولد دون أن يؤدي دوره ويعلن حجته.
____________
(1) أنظر منهاج السنة لابن تيمية. والمراجع السابقة..
فالقرآن يقص علينا أن عمر نوح بلغ أكثر من ألف عام فهو قد مكث يدعو قومه ألف سنة إلا خمسين عاما سوى عمره (1).
وأطال الله في أعمار أهل الكهف، ولبثوا في كهفهم ثلاث مائة سنين وازدادوا تسعا (2).
ومن عهد ذي القرنين ويأجوج ومأجوج على قيد الحياة في انتظار سقوط السد النحاسي الذي يعزلهم عن العالم.. (3).
وهناك الدابة التي حدثنا عنها القرآن التي تخرج من الأرض تكلم الناس وهي من معجزات آخر الزمان (4).
وكذلك هناك الخضر الذي يعتقد الجمهور ببقائه حيا كما تشهد بذلك الآية وهو معمر على جميع الأقوال (5).
وعيسى نبي الله الذي تم رفعه من الأرض وينتظر نزوله في آخر الزمان حسبما تنص الروايات (6).
وتنص الأحاديث على وجود الدجال من زمن الرسول حيا وأنه سوف يظهر في آخر الزمان ويواجه المهدي (7).
____________
(1) أنظر سورة العنكبوت..
(2) أنظر سورة الكهف..
(3) أنظر السورة السابقة..
(4) أنظر سورة النمل..
(5) أنظر تفسير سورة الكهف في كتب التفاسير وانظر في تمييز الصحابة لابن حجر ج 1، حرف الخاء ترجمة الخضر..
(6) أنظر سورة النساء في كتب التفسير وأحاديث آخر الزمان في كتب السنن..
(7) أنظر أبواب الفتن في كتب السنن وخبر تميم الدارمي في مسلم..
ونحن في واقعنا المعاصر نشاهد أناسا من المعمرين تجاوزت أعمارهم المائة عام بعشرات السنين ولا نجد أي حكمة لإطالة أعمارهم إلى هذا الحد، فليسوا هم بأصحاب علم أو دعوة تنتفع الناس بها وليسوا هم بقادة تحتاجهم شعوبهم.
فلماذا يطيل الله في أعمار هؤلاء؟
إنه ليس هناك من جواب لهذا السؤال سوى أن المعمرين هؤلاء برهان ساطع للناس أن الله سبحانه الذي أطال في أعمار هؤلاء دون فائدة واضحة أو هدف اجتماعي أو سياسي من الأولى أن يطيل في عمر إمام سوف يقود البشرية ويحي الملة وينصر المستضعفين ويقضي عل المستكبرين ويملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا.
وقضية صغر سن الإمام المهدي هي من صور الابتلاء والتمحيص للمؤمنين ومع ذلك فهي قضية لا تصطدم بروح الشرع فقد أوتي يحيى عليه السلام الحكمة صبيا وجعل عيسى في المهد نبيا، فحمل الدعوة والحكمة في مثل هذه السن المبكرة أمر قد تكرر حدوه من قبل.
فالإمام كالرسول هو الحاضر الغائب في واقع المؤمنين. حاضر بعلمه ودعوته غائب بجسده وهيئته.
إن المؤمن بغيبة الإمام ينتفع به على الدوام، ففضلا عن كونه يعيش حالة تعبئة معنوية دائمة متسلحا بالتقوى والوعي والقوة المادية. هو يسير في ظل الإمام فيعصم نفسه عن الانحراف إلى الباطل ويحصنها في مواجهة الظلم والفساد بعكس المسلم الهائم على وجهه تتجاذبه الفرق والاتجاهات المتناحرة فيميل إلى هذه الفرقة تارة وهذا الاتجاه تارة ويعتزل الواقع تارة أخرى.
والمتأمل في واقع الحركة الإسلامية اليوم يكتشف مدى حالة الحيرة والتيه التي يعيشها الشباب المسلم بين التيارات الإسلامية المختلفة، تلك الحيرة التي تؤدي به في أغلب الأحيان إلى الكفر بهذه التيارات جميعها. وما سبب ذلك إلا فقدان فكرة الإمامة من نفوس هؤلاء الشباب الذين لو كان لهم تعلق بإمام وإن كان غائبا عنهم لاستقامت أفكارهم واستقامت حركتهم.
وقول الرسول صلى الله عليه وآله: (من مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية (1).
فكون الإمام يعد فيصلا بين الإسلام والجاهلية فهذا يعني عصمته، فأداة معرفة الحق هي جزء من الحق. فالإمام المعصوم سوف يوصلنا إلى الحق المعصوم. أما أدعياء الإمامة فلا يوصلون إلا إلى الباطل.
ومعرفة الإمام في ذاتها هي وسيلة للنجاة من السقوط في الجاهلية التي هي نقيض الإسلام. وهي لا تعني بالضرورة معايشة الإمام أو رؤيته رأي العين.
إنما تعني معرفة خطه وطريقه. فما دام المسلم قد تعرف على خط الإمام وسار
____________
(1) رواه أبو داوود وانظر مسند أحمد..
ولعل هذا هو المقصود من قول الرسول صلى الله عليه وآله: " من فارق لجماعة قيد شبر فقد خلع ربقة الإسلام من عنقه " (1).
وفي رواية أخرى: " فقد مات ميتة جاهلية " (2).
أو هو المقصود من قوله لحذيفة: " الزم جماعة المسلمين وإمامهم " (3).
فإن الجماعة المقصودة هنا هي جماعة الإمام المعصوم وليس جماعة الحكام الذين يعبرون عن الصورة الزائفة للإسلام.
ولما كانت الأمة قد انحرفت عن الإمامة فقد انحرفت بالتالي الجماعة ولما استبدلت الإمام بالخلفاء والحكام استبدلت بالتالي جماعة المسلمين الحقة بدول ومجتمعات اعتبر الخروج عن دائرتها خروجا عن دائرة الإسلام. مما قاد الأمة إلى مرحلة الانحطاط الخلقي والاجتماعي والعقائدي مما يوجب ظهور مصلح يقود الأمة ويبعثها من جديد تحت راية الإسلام الحقة التي طواها الحكام وأحلوا مكانها رايات الجاهلية الزائفة.
وهذا هو دور الإمام الغائب أن يعمل على سد هذا الفراغ الكبير الذي أحدثه غياب الأمة عن الإسلام وتبدد صورته الحقيقية. فليست مهمة هذا الإمام تنحصر في الدائرة الاجتماعية أو الاقتصادية، إنما مهمته مهمة عقائدية في المقام الأول، ولعل حالة الانحراف التي كانت سائدة في زمن ولادة الإمام المهدي لم تكن تقتضي أن يتحرك لمواجهتها كما هو حال الأئمة الذين سبقوه. واقتضت حكمة الله أن يدخر هذا الإمام لعصر آخر تكون الحاجة ماسة لظهوره فيه. كما أن ظهوره في عصر هو غريب عنه سوف يكون له أثره الفعال في إنجاح مهمته.
____________
(1) أنظر مسلم والترمذي والنسائي..
(2) أنظر المراجع السابقة..
(3) أنظر البخاري ومسلم..
إن ضغوط الواقع الدولي لن يكون لها أدنى تأثير على حركة الإمام المهدي لأنه سوف يكون متحررا من هذه الضغوط بحكم كونه ليس من أهل هذا العصر، وهذا من دلائل عصمته. إذ لو كان من أهل هذا الزمان لتأثر به لكون ضغوطه شديدة ومؤثراته أشد. وهو زمان تختلف مقوماته وأوضاعه عن الأزمان الماضية اختلافا كبيرا. كما أن طبيعة الصراع فيه تحتاج إلى قدرات خاصة تفرض العصمة في الإمام الذي سوف يتصدى للمواجهة وحمل راية التغيير في هذا الزمان.
الفصل الرابع
الرجال
تمهيد
هل الحق يعرف بالرجال أم يعرف الرجال بالحق؟
أو السؤال بصيغة أخرى: هل الرجال فوق النصوص، أم النصوص فوق الرجال؟
إن الإجابة على هذا السؤال تكشف لنا جوهر الخلاف بين السنة والشيعة.
ذلك الخلاف الذي بدأ من بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وآله عندما انحاز قطاع من المؤمنين للإمام علي عليه السلام وانحاز القطاع الأكبر لأبي بكر. فمنذ هذه الفترة ظهر بين المسلمين خطان تفرعت عنهما قضايا ومسائل مواقف واجتهادات (1).
وما نحاول عرضه في هذا الباب هو مدى موقف كل من الخطين من النصوص وموقف النصوص منهما؟
هل كانت النصوص في صف أبي بكر أم في صف علي عليه السلام...؟
هل الذين ساروا على خط أبي بكر اهتدوا إلى ذلك بالنصوص أم حكموا الرجال؟
وهل الذين ساروا على خط علي اهتدوا إلى ذلك بالنصوص أم بشخص علي؟
إن قضية الرجال تعد من أخطر القضايا التي واجهت الملل والنحل على مر الزمان وهي القضية الرئيسية التي تسببت في ضياع بني إسرائيل وأتباع عيسى عليما السلام من بعدهم.
يقول سبحانه: (اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله) التوبة 31.
الأحبار هم علماء اليهود. والرهبان هم عباد النصارى وكلاهما قد جعلا مصدر التحليل والتحريم، أي تم رفعهم فوق النصوص وأصبحوا هم مصدرها.
____________
(1) الخطان هما خط آل البيت. وخط الصحابة أو ما عرف فيما بعد بخط الشيعة وخط السنة. انظر لنا السيف والسياسة.
والسؤال الذي يطرح نفسه هنا: هل وقعت أمة محمد صلى الله عليه وآله في شرك الرجال أم لا؟
يقول الشاطبي: إن تحكيم الرجال من غير التفات إلى كونهم وسائل للحكم الشرعي المطلوب شرعا ضلال. وما توفيقي إلا بالله وإن الحجة القاطعة والحاكم الأعلى هو الشرع لا غيره. وإن مذهب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله ومن رأى سيرهم والنقل عنهم وطالع أحوالهم علم ذلك علما يقينا (1).
إلا أن هذا الموقف النظري لأهل السنة ليس هناك ما يعضده عمليا على ما سوف نبين من خلال استعراضنا لموقف كل من الشيعة والسنة من الرجال ومن النصوص.
وقد حددنا دائرة الرجال في هذا الباب في محيطين اثنين هما:
- محيط الصحابة.
- محيط آل البيت.
وما نهدف إليه هو محاولة إثبات أن خط الصحابة هو خط الرجال.
وخط آل البيت هو خط النصوص.
____________
(1) الاعتصام للشاطبي، ج 2 / 355 ط. القاهرة.
الصحابة عند أهل السنة
يقول البخاري: من صحب النبي أو رآه من المسلمين فهو من أصحابه (1) ويعلق حجر قائلا: يعني أن اسم صحبة النبي صلى الله عليه وآله مستحق لمن صحبه أقل ما يطلق عليه اسم صحبة لغة وإن كان العرف يخص ذلك ببعض الملازمة.
ويطلق أيضا على من رآه رؤية ولو عن بعد. وهذا الذي ذكره البخاري هو الراجح إلا أنه هل يشترط في الرائي أن يكون بحيث يميز ما رآه أم يكتفي بمجرد حصول الرؤية؟
محل نظرهم ومنهم من بالغ فكان لا يعد في الصحابة إلا من صحب الصحبة العرفية وكذلك روي عن سعيد بن المسيب أنه كان لا يعد من أقام مع النبي صلى الله عليه وآله سنة فصاعدا أو غزا معه غزوة فصاعدا. والعمل على خلاف هذا القول لأنهم اتفقوا على عد جمع جم من الصحابة لم يجتمعوا بالنبي صلى الله عليه وآله إلا في حجة الوداع. ومن اشترط الصحبة العرفية أخرج من له رؤية أو من اجتمع به لكن فارقه عن قرب. ومنهم من اشترط في ذلك أن يكون حين اجتماعه به بالغا وهو مردود أيضا لأنه أخرج مثل الحسن بن علي عليه السلام ونحوه من أحداث الصحابة.
والذي جزم به البخاري هو قول أحمد والجمهور من المحدثين ويرد على التعريف من صحبه أو رآه مؤمنا به ثم ارتد بعد ذلك ولم يعد إلى الإسلام فإنه ليس صحابيا اتفاقا فينبغي أن يزاد فيه - أي في قول البخاري - " ومات على ذلك ". فلو ارتد ثم عاد إلى الإسلام لكنه لم يره ثانيا بعد عوده فالصحيح أنه معدود في الصحابة لإطباق المحدثين على عد الأشعث بن قيس ونحوه ممن وقع له ذلك وإخراجهم أحاديثهم في المسانيد. أما الجن فالراجح دخولهم لأن النبي بعث إليهم قطعا وهم مكلفون فيهم العصاة والطائعون فمن عرف اسمه منهم لا ينبغي التردد في ذكره في الصحابة. وأما الملائكة فيتوقف عدهم فيهم على ثبوت بعثته إليهم فإن فيه خلافا بين الأصوليين حتى نقل بعضهم الإجماع
____________
(1) البخاري كتاب فضائل أصحاب النبي.
وقد نقل ابن حجر قول شيخ البخاري علي بن المديني: من صحب النبي صلى الله عليه وسلم أو رآه ساعة من نهار فهو من أصحاب النبي (2).
والقاضي الباقلاني: إن الصحبة لا يوصف بها إلا من كثرت صحبته واتصل لقاؤه ولا يجري هذا لوصف على من لقي النبي ساعة ومشى معه خطأ أو سمع منه حديثا (3).
ويقول الغزالي: اعلم أن للناس في الصحابة والخلفاء إسرافا في أطراف.
فمن مبالغ في الثناء حتى يدعي العصمة للأئمة، ومنهم متهجم على الطعن يطلق اللسان في ذمة الصحابة. فلا تكونن من الفريقين واسلك طريق الاقتصاد في الاعتقاد. واعلم أن كتاب الله تعالى مشتمل على الثناء على المهاجرين والأنصار وتواترت الأخبار بتزكية النبي صلى الله عليه وسلم إياهم. فينبغي أن تستعمل هذا الاعتقاد في حقهم ولا تسئ الظن بهم (4).
ويقول ابن حجر: وأصح ما وقفت عليه من ذلك أن الصحابي من لقي النبي صلى الله عليه وسلم مؤمنا به ومات على الإسلام فيدخل فيمن لقيه من طالت مجالسته له أو قصرت، ومن روى عنه أو لم يرو، من غزا معه أو لم يغز، ومن رآه رؤية ولو لم يجالسه ومن لم يره لعارض كالعمى. ويدخل في قولنا مؤمنا به كل مكلف من الجن والإنس. واتفق أهل السنة على أن الجميع عدول ولم يخالف في ذلك إلا شذوذ من المبتدعة (5).
____________
(1) فتح الباري: ج 7 / 4 وما بعدها.
(2) المرجع السابق.
(3) الكفاية، ص 51.
(4) الاقتصاد في الاعتقاد. ط. القاهرة.
(5) الإصابة في تمييز الصحابة: ج 1 / 7. ويذكر أن ابن حجر يعتبر الأطفال ممن مات النبي وهم دون سن التمييز صحابة. ويقول إن ذكر أولئك في الصحابة إنما هو على سبيل الالحاق لغلبة الظن على أنه رآهم. وقال ابن حزم: الصحابة كلهم من أهل الجنة قطعا.
ويقول ابن عبد البر: فهم خير القرون وخير أمة أخرجت للناس ثبتت عدالة جميعهم بثناء الله عز وجل عليهم وثناء رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا أعدل ممن ارتضاه الله بصحبة نبيه ونصرته ولا تزكية أفضل من ذلك ولا تعديل أكمل منها. قال تعالى: (محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم) الآية (2).
ويقول الطحاوي: ونحب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا نفرط في حب أحد منهم. ولا نتبرأ من أحد منهم ونبغض من يبغضهم وبغير الحق يذكرهم، ولا نذكرهم إلا بخير وحبهم دين وإيمان وإحسان وبغضهم كفر ونفاق وطغيان (3).
ويقول ابن تيمية: ومن أصول أهل السنة والجماعة سلامة قلوبهم وألسنتهم لأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم. ويقبلون ما جاء في الكتاب والسنة والإجماع من فضائلهم ومراتبهم (4).
ويقول السفاريني: والذي أجمع عليه أهل السنة والجماعة أنه يجب على كل واحد تزكية جميع الصحابة بإثبات العدالة لهم والكف عن الطعن فيهم والثناء عليهم. والاعتقاد بنزاهتهم وأنهم أفضل جميع الأمة بعد نبيهم. هذا مذهب كافة الأمة ومن عليه المعول من الأئمة (5).
ويقول ابن الصلاح: للصحابة بأسرهم خصيصة وهي أنه لا يسأل عن
____________
(1) أسد الغابة في معرفة الصحابة، ج 1، ط. القاهرة.
(2) الإستيعاب في معرفة الأصحاب بهامش الإصابة.
(3) شرح الطحاوية في العقيدة السلفية.
(4) العقيدة الواسطية شرح خليل هراس. ط. الجامعة الإسلامية، المدينة المنورة.
(5) الدرة المضيئة وشرحها / عقيدة سفاريني: ج 2 / 338.
ويفسر أهل السنة المقصود بالعدالة بقولهم: تفصيله أن يكون مسلما بالغا عاقلا سالما من أسباب الفسق وخوارم المروءة (2).
ويقول ابن حجر: والمراد بالعدل ملكة تحمله على ملازمة التقوى والمروءة والمراد بالتقوى اجتناب الأعمال السيئة من شركة أو فسق أو بدعة (3).
وقال ابن عابدين: العدل من يجتنب الكبائر كلها حتى لو ارتكب كبيرة تسقط عدالته وفي الصغائر العبرة بغلبه أو الإصرار على الصغيرة فتصير كبيرة.
وتعود إليه عدالته إذا تاب (4).
وروى أبو عروة الزبيري من ولد الزبير: كنا عند مالك بن أنس فذكروا رجلا ينتقص من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقرأ مالك هذه الآية (محمد رسول الله والذين معه) حتى بلغ (يعجب الزراع ليغيظ بهم الكفار) فقال مالك: من أصبح من الناس في قلبه غيظ على أحد من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد أصابته هذه الآية (5).
وقال القرطبي: لقد أحسن مالك في مقالته وأصاب في تأويله فمن نقص واحدا منهم أو طعن عليه في روايته فقد رد على الله رب العالمين وأبطل شرائع المسلمين (6).
ويروى عن الرسول صلى الله عليه وسلم: (إن الله اختار أصحابي على العالمين سوى النبيين والمرسلين واختار لي من أصحابي أربعة - يعني أبا بكر وعمر وعثمان وعليا - فجعلهم أصحابي) (7).
____________
(1) علوم الحديث، ص 264.
(2) المرجع السابق.
(3) شرح نخبة الفكر. وقال مثله النووي في التقريب، والسيوطي في تدريب الراوي.
(4) الدر المختار، كتاب الشهادة.
(5) الجامع لأحكام القرآن، ج 16 / 296. ط. القاهرة.
(6) المرجع السابق.
(7) رواه البزار عن جابر مرفوعا صحيحا.
ويقول القرطبي: فالصحابة كلهم عدول. أولياء الله تعالى وأصفياؤه وخيرته من خلقه بعد أنبيائه ورسله، هذا مذهب أهل السنة والذي عليه الجماعة من أئمة هذه الأمة. وقد ذهبت شرذمة لا مبالاة بهم إلى أن حال الصحابة كحال غيرهم فيلزم البحث عن عدالتهم.
ومنهم من فرق بين حالهم في بداءة الأمر. فقال: إنهم كانوا على العدالة إذ ذاك ثم تغيرت بهم الأحوال فظهرت فيهم الحروب وسفك الدماء فلا بد من البحث. وذا مردود ولا يجوز أن ينسب إلى أحد من الصحابة خطأ مقطوع به وقد تعبدنا بالكف عما شجر بينهم وألا نذكرهم إلا بأحسن الذكر لحرمة الصحبة ولنهي النبي صلى الله عليه وسلم عن سبهم وأن الله غفر لهم وأخبر بالرضا عنهم.
ومن أصحابنا من قال: إن سبيل ما جرت بين الصحابة من المنازعات كسبيل ما جرى بين إخوة يوسف مع يوسف. ثم إنهم لم يخرجوا بذلك عن حد الولاية والنبوة فكذلك الأمر فيما جرى بين الصحابة، وقد سئل الحسن البصري عن قتالهم فقال: قتال شهده أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم وغبنا وعلموا وجهلنا واجتمعوا فاتبعنا. واختلفوا فوفقنا (1).
وقد استند أهل السنة في رؤيتهم هذه إلى عدة نصوص من القرآن والأحاديث منها قوله تعالى: (كنتم خير أمة أخرجت للناس) آل عمران / 110.
وقوله: (وكذلك جعلناكم أمة وسطا) البقرة / 143.
وقوله: (لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة فعلم ما في قلوبهم) الفتح / 18.
____________
(1) الجامع لأحكام القرآن، ج 16 / 299 / 322.
وقوله تعالى: (يا أيها النبي حسبك الله ومن اتبعك من المؤمنين) الأنفال / 64.
وقوله تعالى: (للفقراء المهاجرين الذين أخرجوا من ديارهم وأموالهم يبتغون فضمن الله ورضوانا وينصرون الله ورسوله أولئك هم الصادقون) الحشر / 8.
ومن النصوص النبوية:
قول الرسول صلى الله عليه وسلم: (خير القرون قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم) (1). وقوله: (لا تسبوا أصحابي فإن أحدكم لو أنفق مثل أحد ذهبا ما بلغ مد أحدهم ولا نصفه) (2).
وقوله: (الله الله في أصحابي لا تتخذوهم غرضا بعدي) (3).
وقوله: (عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي عضوا عليها بالنواجذ) (4).
ومثل ما يقال حول الصحابة عند أهل السنة يقال مثله عن أمهات المؤمنين زوجات النبي. ومثلما جعلوا أفضل الصحابة أبو بكر ثم عمر ثم عثمان ثم علي. جعلوا الأضواء مركزة على عائشة من دون بقية أزواج النبي صلى الله عليه وسلم واعتبروها حاملة علم الرسول (5).
____________
(1) البخاري ومسلم.
(2) البخاري ومسلم وأبو داوود والترمذي.
(3) الترمذي.
(4) البخاري.
(5) أنظر لنا السيف والسياسة. وفقه الهزيمة.
ومثال ذلك اجتهادات عمر على النصوص وإخضاعها لفهمه وحصرها في رأيه (1).
ومثال ذلك أيضا النصوص الواردة في ردتهم وفسقهم وبغيهم فهذه النصوص قد تم تأويلها وتطويعها بحيث لا تمس الصحابة ولا تشكك فيهم ولا تهز صورتهم (2).
ومن هنا تحولت أقوال الصحابة وممارساتهم إلى نصوص تتعبد بها الأمة خاصة مواقف ابن عمر وأقواله (3).
____________
(1) أنظر النص والاجتهاد وفقه الهزيمة وسوف نلقي الضوء على هذا الأمر عند الحديث عن موقف الشيعة من الصحابة.
(2) أنظر مفاهيم القرآن، ج 5، الفصل الثالث وشبهات حول الشيعة وفقه الهزيمة.
ويظهر أن القوم تناسوا النصوص الواردة في القرآن والتي تذم الصحابة مثل قوله تعالى: (لا يستأذنك الذين يؤمنون بالله واليوم الآخر أن يجاهدوا بأموالهم وأنفسهم والله عليم بالمتقين * إنما يستأذنك الذين لا يؤمنون بالله واليوم الآخر وارتابت قلوبهم فهم في ريبهم يترددون * ولو أرادوا الخروج لأعدوا له عدة) التوبة / 44 - 46.
وقوله تعالى: (قل أنفقوا طوعا أو كرها فلن يتقبل منكم إنكم كنتم قوما فاسقين) التوبة.
وقوله: (ويحلفون بالله إنهم لمنكم وما هم منكم ولكنهم قوم يفرقون) التوبة.
وقوله: (قالت الأعراب آمنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا ولما يدخل الإيمان في قلوبكم) الحجرات.
وذلك غير الثلاثة الذين خلفوا وأصحاب المسجد الضرار وأصحاب الإفك وغيرهم كثير ذكرهم القرآن وجميعهم من الصحابة شاهدوا الرسول وعاصروه ومع ذلك حكم عليهم القرآن بالفسق والنفاق والجبن والفرار من الحرب.
وفي الأحاديث يروي البخاري قول الرسول صلى الله عليه وآله: إنكم لتحشرون حفاة عراة وإن أناسا من أصحابي يؤخذ بهم ذات الشمال فأقول: أصحابي، أصحابي، فيقول: إنهم لم يزالوا مرتدين على أعقابهم منذ فارقتهم فأقول كما قال العبد الصالح: (وكنت عليهم شهيدا ما دمت فيهم). وهناك عدة روايات رواها البخاري حول ردة الصحابة وهي معروفة بأحاديث الحوض.
(3) يعتبر ابن عمر ركنا من أركان مذهب أهل السنة وقد ركزت الأضواء عليه من دون بقية الصحابة
=>