العودة لصفحة البداية

العودة لفهرس المواضيع

 

الإسلام وجواز اللعن

>/

حوار هادئ بين موالي ومخالف

 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين سيدنا محمد و إله الطيبين الطاهرين وأصحابه المنتجبين وبعد سلام عليكم ورحمة الله وبركاته أساتذتي إخواني وأخوتي الكرام ، اسمحولي بان أقول لكم بان هذا الموضوع الذي سوف أتعرض إليه الأن ما كان بنيتي أن أقوم بالكتابة فيه إبدأً ، وإنما قد طرحته في محاضرة في أحد الأماكن وتعرضت حينها إلى آيتين وبعض الروايات لا أكثر ، ولكن الذي حركني لكي أقدم في هذا الموضوع بحثا أكثر إيضاحا وبيانا هو الهجوم العنيف الذي شن على أحد الأعضاء المستبصرين.

 

وهي الأستاذة الفاضلة شموخ الزهراء التي إختارت أهل البيت على غيرهم متحملة في ذلك الأذى والمحنة فأجرها على الله والنبي وأهل البيت وأن شاء الله سوف تكون معهم يوم القيامة حين لا ينفع مال ولا بنون ، وفقها الله وسدد للخير خطاها وحشرها مع من تتولاه ، وكان الهجوم بدرجة كبيرة ومن ضمن الهجوم  أن صرح أحدهم وقال : لماذا أخذتي بمذهب اللعن ، وقال بعضهم لماذا نترك الإستغفار ونعمل باللعن بدلاً منه ، وعلى هذا سوف أقوم بمعالجة القضية وأشوف ما هي نظرة الإسلام إلى اللعن وهل هو مطروح من قبل الإسلام المتمثل بالكتاب والسنة وعمل الصحابة أم لا.

 

وهل اللعن فكرة إسلامية أم هو فكرة وأطروحة شيعية ، وأسميت البحث الأسلام وجواز واللعن ، وسوف تكون الأنطلاقة بأذنه تعالى من القرآن الكريم الذي هو دستور الأمة الإسلامية ، ولم أتعرض للتعريف لأن التعريف من اللعن لغة واضح وهو الطرد والاخزاء والإبعاد والمراد هنا الطرد من رحمة الله تعالى.

 


 

المخالف : وكيف ذلك أخي العزيز ومن أين سوف يكون كلامك في القرآن الكريم ؟.

 

الموالي : سوف ابحث في الآيات المتكلمة ، عن اللعن ماهي ولسان حال تلك الآيات إن شاء الله وسوف أترك التعليق للقارئ الكريم وأصحاب العقول ليروا بأنفسهم الموقف القرآني من اللعن ولن أتدخل أنا في بيان أي آية من الآيات :

 

القسم الأول : اللعن قبل الإسلام وهو صادر من الأنبياء وليس من الله وأجازه الله تعالى :

 

الآية الأولى : قوله تعالى : ( لعن الذين كفروا من بني إسرائيل على لسان داوود وعيسى إبن مريم ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون ) -

( المائدة / 78 ).

  ***

القسم الثاني : اللعن للكفار من الله تعالى :

 

الآية الثانية : قال تعالى : ( إن الله لعن الكافرين واعد لهم سعيراً ) - ( الأحزاب : 64 ).

الآية الثالثة : قوله تعالى : ( وقالوا : قلوبنا غلف بل لعنهم الله بكفرهم فقليلا ما يؤمنون ) - ( البقرة / 88 ).

الآية الرابعة : قوله تعالى : ( ولكن لعنهم الله بكفرهم فلا يؤمنون إلاّ قليلاً ) - ( النساء / 46 ).

 

***

القسم الثالث : لعن أهل الكتاب من الله تعالى :

 

الآية الخامسة : قال تعالى  ( فبما نقضهم ميثاقهم لعناهم وجعلنا قلوبهم قاسية يحرفون الكلم ، عن مواضعه...) - ( المائدة / 13 ).

الآية السادسة : قوله تعالى ( قل هل أنبئكم بشر من ذلك مثوبة عند الله من لعنه الله وغضب عليه وجعل منهم القردة والخنازير وعبد الطاغوت..) - ( المائدة / 60 ).

الآية السابعة : قوله تعالى ( أولئك الذين لعنهم الله ومن يلعن الله فلن تجد له نصيرا ) - ( النساء / 52 ).

الآية الثامنة : قوله تعالى ( يا أيها الذين أوتوا الكتاب آمنوا بما نزلنا مصدقاًلما معكم من قبل أن نطمس وجوها فنردها على أدبارها أو نلعنهم كما لعنا أصحاب السبت وكان أمر اللهمفعولا ) - ( النساء / 47 ).

 

  ***

القسم الرابع : لعن المنافقين من قبل الله تعالى :

 

الآية التاسعة : قوله تعالى : ( وعد الله المنافقين والمنافقات والكفار نار جهنم خالدين فيها هي حسبهأولعنهم الله  ولهم عذاب مقيم ) - ( التوبة /  68 التوبة ).

 

  ***

القسم الخامس : لعن الذين في قلوبهم مرض :

 

الآيةالعاشرة : قوله تعالى : ( أولئك الذين لعنهم الله فأصمهم وأعمى أبصارهم ) - ( محمد / 23 ).

 

***

القسم السادس : لعن الذين إرتدوا :

 

الآية الحادية عشر : قوله تعالى : ( أولئك جزاؤهم أن عليهم لعنة الله والملائكة والناس أجمعين ) - ( آل عمران / 87 ).

 

***

القسم السابع : اللعن مطلق لمن يرتكب هذه الأعمال بغض النظر ، عن معتقده :

 

الآية الثانية عشر : قوله تعالى : ( إن الذين يؤذون الله ورسوله لعنهم الله في الدنيا والآخرة واعد لهم عذابا مهينا ) - ( الأحزاب : 57 ).

الآية الثالثة عشر : قوله تعالى : ( إن الذين يرمون المحصنات الغافلات المؤمنات لعنوا في الدنيا والآخرة ولهم عذاب عظيم ) - ( النور / 23 ).

الآية الرابعة عشر : قوله تعالى : ( فمن حاجك فيه من بعد ما جاءك من العلم فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم ثم نبتهل فنجعل الله على الكاذبين ) - ( آل عمران / 61 ).

الآية الخامسة عشر : قوله تعالى : ( ومن أظلم ممن أفترى على الله كذباً أولئك يعرضون على ربهم ويقول الأشهاد هؤلاء الذين كذبوا على ربهم إلاّ لعنة الله على الظالمين ) - ( هود / 18 ).

الآية السادسة عشر : قوله تعالى : ( والذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه ويقطعون ما إمرأ لله به أن يوصل ويفسدون في الأرض أولئك لهم أللعنة ولهم سوء الدار ) - ( الرعد / 25 ).

الآية السابعة عشر : قاله تعالى : ( ومن يقتل مؤمناً متعمداً فجزاؤه جهنم خالداًًً فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذابا عظيماً ) -

( النساء / 93 ).

الآية الثامنة عشر : قوله تعالى : ( إن الذين يكتمون ما إنزلنا من البينات والهدى من بعد ما بيناه للناس في الكتاب أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون ) - ( البقرة / 159 ).

 


 

المخالف : أليس هذا اللعن من الله وبما إنه يجوز لله ما لا يجوز إلى خلقه فكيف تجوزون أنتم لأنفسكم باللعن ؟.

 

الموالي : إعتقد بان الأشكال في اتجاهين الأول أصل جواز اللعن والثاني لماذا لا نبدله بالاستغفار ، فنجد بإن الله لم يبدل اللعن بالاستغفار فلو كان الموقع هنا أفضلية للاستغفار لعمله الله لأنه أحكم الحكماء وأخبرنا : بذلك ولكنه جل وعلا بين لنا أفضلية اللعن لهؤلاء ، وأجاز لأنبيائه اللعن كما مر في الآية الأولى وبين في آيات آخر ، بقوله ويلعنهم اللاعنون فلو كان اللعن مخصوص به تعالى لما أجاز للاعنين باللعن ، بل أننا نجد تصريحا وأمرا منه تعالى للناس باللعن في بعض الآيات مثل هذه الآية :

 

- قوله تعالى : ( أولئك جزاؤهم أن عليهم لعنة الله والملائكة والناس أجمعين ) - ( آل عمران /  87 ).

 

بعد أن نقلت لكم في ما مضى الموقف القرآني من اللعن وأن القرآن الكريم لعن مجموعة من الإفراد ومنهم المسلمين الذين يحملون صفات معينة كالظلم وما شاكلة ، فسوف انتقل الأن إلى أقوال النبي (ص) ومواقفه من اللعن وسوف إختار مجموعة من الأقوال عنه (ص) وأبين كيف إنه تبنى اللعن ضد مجموعة من القبائل والأمم والأفراد ؟ واترك الحكم للقاري الكريم هو الذي يصدر الحكم على ذلك وهو الذي يقول لنا ، عن الموقف الإسلامي اتجاه اللعن :

 

- ففي المستدرك : قوله (ص) ستة لعنتهم لعنهم الله وكل نبي مجاب...إلى أن يقول (ص) والمستحل من عترتي ما حرم الله ، المصدر ( المستدرك على الصحيحين للحاكم ج1 ص36وقال : عنه حديث صحيح الأسناد وكذلك تلخيص المستدرك للذهبي بذيل المستدرك ج1 ص36 ).

 

- وقال في الترغيب والترهيب : 80 - وعن عائشة (ر) : أن رسول الله (ص) قال : ستة لعنتهأولعنهم الله وكل نبي مجاب الزائد في كتاب الله عز وجل والمكذب بقدر الله والمتسلط على أمتي بالجبروت ليذل من أعز الله ويعز من أذل الله والمستحل حرمة الله والمستحل من عترتي ما حرم الله والتارك السنة ، رواه الطبراني في الكبير وأبن حبان في صحيحه والحاكم وقال : صحيح الإسناد ولا اعرف له علة ، المصدر (

الترغيب والترهيب ج:1 ص:44 ).

 

- وقال في مجمع الزوائد : ، عن عائشة : أن رسول الله (ص) قال : ستة لعنتهأولعنهم الله وكل نبي مجاب الزائد في كتاب الله عز وجل والمكذب بقدر الله عز وجل والمستحل حرمة الله والمستحل من عترتي ما حرم الله والتارك السنة رواه الطبراني في الكبير وفيه عبيد الله بن عبد الرحمن بن موهب قال يعقوب بن شيبة فيه ضعف وضعفه يحيى بن معين في رواية ووثقه في أخرى وقال أبو حاتم صالح الحديث ووثقه إبن حبان وبقية رجاله رجال الصحيح ، المصدر ( مجمع الزوائد ج:1 ص:176 ).

 

- وفي مجمع الزوائد أيضاً : وعن عائشة : أن رسول الله (ص) قال : ستة لعنتهم وكل نبي مجاب الزائد في كتاب الله والمكذب بقدر الله والمستحل لمحارم الله والمستحل من عترتي ما حرم الله وتارك السنة رواه الطبراني في الأوسط ورجاله ثقات وقد صححه إبن حبان ، المصدر ( مجمع الزوائد ج:7 ص:205 ).

 

- وقال في أخبار مكة : 1484 - حدثنا : إسماعيل بن إسحاق بن إسماعيل بن حماد بن زيد قال : ، ثنا : إسحاق الفروي قال : ، ثنا : عبد الرحمن بن أبي الموالي ، عن عبيد الله بن عبد الرحمن بن موهب ، عن أبي بكر بن محمد ، عن عمرة ، عن عائشة (ر) قالت : قال رسول الله (ص) ستة لعنتهأولعنهم الله عز وجل وكل نبي مجاب المكذب بقدر الله والزائد بكتاب الله والمتسلط بالجبروت ليذل من أعزه الله ويعز من أذل الله والمستحل لحرم الله والتارك لسنتي والمستحل من عثرتي ما حرم الله ، المصدر ( أخبار مكة ج:2 ص:264 ).

 

- وقال في البخاري : اللهم العن شيبة بن ربيعة وعتبة بن ربيعة وأمية بن خلف كما أخرجونا من أرضنا إلى أرض الوباء ثم قال رسول الله (ص) اللهم حبب إلينا المدينة كحبنا مكة أو أشد اللهم بارك لنا في صاعنا وفي مدنا وصححها لنا وانقل حماها إلى الجحفة قالت : وقدمنا المدينة وهي أوبأ أرض الله ، قالت : فكان بطحان يجري نجلا تعني ماء آجنا ، المصدر ( صحيح البخاري ج:2 ص:667 ).

 

- وفي البخاري أيضاً : 3842 - حدثنا : يحيى بن عبد الله السلمي أخبرنا : عبد الله أخبرنا : معمر ، عن الزهري ، حدثني : سالم ، عن أبيه : أنه سمع رسول الله (ص) إذا رفع رأسه من الركوع من الركعة الآخرة من الفجر ، يقول اللهم العن فلاناً وفلاناً وفلاناً بعد ما يقول سمع الله لمن حمده ربنا ولك الحمد فأنزل الله ليس لك من الأمر شيء إلى قوله فإنهم ظالمون ، وعن حنظلة بن أبي سفيان سمعت سالم بن عبد الله يقول : كان رسول الله (ص) يدعو على صفوان بن أمية وسهيل بن عمرو والحارث بن هشام ، المصدر ( صحيح البخاري ج:4 ص:1493 ).

 

4283 - حدثنا : حبان بن موسى أخبرنا : عبد الله أخبرنا : معمر ، عن الزهري قال : ، حدثني : سالم ، عن أبيه : أنه سمع رسول الله (ص) إذا رفع رأسه من الركوع في الركعة الآخرة من الفجر ، يقول اللهم العن فلاناً وفلاناً وفلاناً بعد ما يقول سمع الله لمن حمده رواه إسحاق بن راشد ، عن الزهري ، المصدر ( صحيح البخاري ج:4 ص:1661 ).

 

4284 - حدثنا : موسى بن إسماعيل ، حدثنا : إبراهيم بن سعد ، حدثنا : بن شهاب ، عن سعيد بن المسيب وأبي سلمة بن عبد الرحمن ، عن

أبي هريرة (ر) : أن رسول الله (ص) كان إذا أراد أن يدعو على أحد أو يدعو لأحد قنت بعد الركوع فربما قال : إذا قال : سمع الله لمن

حمده اللهم ربنا لك الحمد اللهم إنج الوليد بن الوليد وسلمة بن هشام وعياش بن أبي ربيعة اللهم أشدد وطأتك على مضر واجعلها سنين كسني يوسف يجهر بذلك وكان يقول في بعض صلاته في صلاة الفجر اللهم العن فلاناً وفلاناً لأحياء من العرب ، المصدر ( صحيح البخاري ج:4 ص:1661 ).

 

- وقال مسلم : 675 - حدثني : أبو الطاهر وحرملة بن يحيى قالا : ، أخبرنا : بن وهب أخبرني : يونس بن يزيد ، عن بن شهاب قال : أخبرني : سعيد بن المسيب وأبوسلمة بن عبد الرحمن بن عوف أنهما سمعا أبا هريرة يقول : كان رسول الله (ص) : يقول حين يفرغ من صلاة الفجر من القراءة ويكبر ويرفع رأسه سمع الله لمن حمده ربنا ولك الحمد ثم يقول وهو قائم اللهم إنج الوليد بن الوليد وسلمة بن هشام وعياش بن أبي ربيعة والمستضعفين من المؤمنين اللهم اشدد وطأتك على مضر واجعلها عليهم كسني يوسف اللهم العن لحيان ورعلا وذكوان وعصية عصت الله ورسوله ، المصدر ( صحيح مسلم ج:1 ص:466 ).

 

- وقال أيضاً : 679 - حدثني : أبو الطاهر أحمد بن عمرو بن سرح المصري قال : ، حدثنا : بن وهب ، عن الليث ، عن عمران بن أبي أنس ، عن حنظلة بن علي ، عن خفاف بن إيماء الغفاري قال : قال رسول الله (ص) في صلاة اللهم العن بني لحيان ورعلا وذكوان وعصية عصوا الله ورسوله غفار غفر الله لها وأسلم سالمها الله ، المصدر ( صحيح مسلم ج:1  ص:470 ).

 

679 - وحدثنا : يحيى بن أيوب وقتيبة وبن حجر قال بن أيوب ، حدثنا : إسماعيل قال : أخبرني : محمد وهو بن عمرو عن خالد بن عبد الله بن حرملة ، عن الحارث بن خفاف أنه قال : قال : خفاف بن إيماء ركع رسول الله (ص) ثم رفع رأسه فقال : غفار غفر الله لها وأسلم سالمها الله وعصية عصت الله ورسوله اللهم العن بني لحيان والعن رعلا وذكوان ثم وقع ساجداً قال : خفاف فجعلت لعنة الكفرة من أجل ذلك ، المصدر ( صحيح مسلم ج:1  ص:470 ).

 

- وقال في البداية والنهاية : وفي رواية البخاري له ، عن أبي أسامة ، عن هشام بن عروة ، عن أبيه ، عن عائشة فذكره وزاد بعد شعر بلال ثم يقول اللهم العن عتبة بن ربيعة وشيبة بن ربيعة وأمية بن خلف كما أخرجونا إلى أرض الوباء ، المصدر ( البداية والنهاية ج:3 ص:222 ).

 

- وقال في سمط النجوم : ثم يقول اللهم العن عتبة بن ربيعة وأمية بن خلف كما أخرجونا إلى أرض الوباء ، المصدر ( سمط النجوم العوالي ج:2 ص:29 وراجع هذه الأخبار وما في مثلها في المصادر التالية : الفردوس بمأثور الخطاب ج:1 ص:503 ورياض الصالحين ج:1 ص:356 ومجمع الزوائد ج:2 ص:138 والآحاد والمثاني ج:5 ص:300 والإصابة في تمييز الصحابة ج:4 ص:126 ).

 

- الصنف الأول : الذين لعنهم النبي (ص) :

 

- قال : في نيل الاوطار : وفي الباب ، عن بن عباس نحوه رواه أحمد وفيه ضعف لأجل بن لهيعة والراوي ، عن بن عباس مبهم وعن سعد بن أبي وقاص في علل الدار قطني ، وعن أبي هريرة رواه مسلم في صحيحه بلفظ إتقوا اللاعنين قالوا : وما اللاعناًن يا رسول الله ، قال : الذي يتخلى في طريق الناس أو ظلهم وفي رواية لإبن حبان وأفنيتهم وفي رواية بن الجارود أو مجالسهم وفي لفظ للحاكم من سل سخيمته أي غائطه على طريق عامرة من طرق المسلمين فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين وإسناده ضعيف قال الحافظ بن حجر وفي بن ماجه ، عن جابر بإسناد حسن مرفوعاً إياكم والتعريس على جواد الطريق فإنها مأوى الحيات والسباع وقضاء الحاجة عليها فإنها الملاعن ، المصدر ( نيل الأوطار ج:1 ص:104 ).

 

- وقال في مشارق الأنوار : وإتقوا الملاعن هي جمع ملعنة وهي المواضع التي يرتفق بها الناس فيلعنون من يحدث بها ويمنع من الرفق بها كمواضع الظل وضفة الماء وقارعة الطريق وشبه ذلك ومنه في الحديث الآخر إتقوا اللاعنين ويروى اللعانين على التثنية فيهما سميا بذلك لأنهما سبب لعن الناس لمن فعل ذلك فيهما قوله في اللعان فذهبت لتلتعن وعند الطبري والأسدي في حديث إبن أبي شيبة ليلعن بضم الياء وفتح السلام وكسر العين مشددة وفيه ، ثم لعن في الخامسة وكلها صحيحات المعاني أي كرر اللعنة كما جاءت به الشريعة ، المصدر ( مشارق الأنوار ج:1 ص:360 ).

 

- وقال في النهاية في غريب الأثر : لعن ( ه ) فيه إتقوا الملاعن الثلاث هي جمع ملعنة وهي الفعلة التي يلعن بها فاعلها كأنها مظنة للعن ومحل له وهي أن يتغوط الإنسان على قارعة الطريق أو ظل الشجرة أو جانب النهر فإذا مر بها الناس لعنوا فاعلها ، ومنه الحديث إتقوا اللاعنين أي الأمرين الجالبين للعن الباعثين للناس عليه فإنه سبب للعن من فعله في هذه المواضع وليس ذا في كل ظل وإنما هو الظل الذي يستظل به الناس ويتخذونه مقيلا ومناخا ، المصدر ( النهاية في غريب الأثر ج:4 ص:255 ).

 

- وقال في مجمع الزوائد : وعن حذيفة بن أسيد أن النبي (ص) قال : من آذى المسلمين في طرقهم وجبت عليه لعنتهم رواه الطبراني في الكبير وإسناده حسن وعن محمد بن سيرين قال : قال رجل لأبي هريرة أفتيتنا في كل شيء يوشك أن تفتينا في الخراء فقال : سمعت رسول الله (ص) : يقول : من سل سخيمته على طريق من طرق المسلمين فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين قلت رواه الطبراني في الأوسط وله في الصحيح إتقوا اللعانين وفيه محمد بن عمرو الأنصاري ضعفه يحيى بن معين ووثقه إبن حبان وبقية رجاله ثقات ، المصدر ( مجمع الزوائد ج:1 ص:204 ).

 

- وقال في سبل السلام : وعن أبي هريرة (ر) قال : قال رسول الله (ص) إتقوا اللعانين الذي يتخلى في طريق الناس أو ظلهم رواه مسلم ، المصدر ( سبل السلام ج:1 ص:75 ).

 

- وعن أبي هريرة (ر) قال : قال رسول الله (ص) إتقوا اللاعنين بصيغة التثنية وفي رواية مسلم قالوا : وما اللاعناًن يا رسول الله ، قال : ( الذي يتخلى في طريق الناس أوفي ظلهم رواه مسلم ، المصدر ( سبل السلام ج:1 ص:75 ).

 

- قال : الخطابي يريد باللاعنين الأمرين الجالبين للعن الحاملين للناس عليه والداعيين إليه وذلك أن من فعلهما لعن وشتم يعني أن عادة الناس لعنة فهو سبب فانتساب اللعن إليهما من المجاز العقلي قالوا : وقد يكون اللاعن بمعنى الملعون فاعل بمعنى مفعول فهو كذلك من المجاز العقلي والمراد بالذي يتخلى في طريق الناس أي يتغوط فيما يمر به الناس فإنه يؤذيهم بنتنه واستقذاره ويؤدي إلى لعنه فإن كان لعنه جائزا فقد تسبب إلى الدعاء عليه بإبعاده ، عن الرحمة وإن كان غير جائز فقد تسبب إلى تأثيم غيره بلعنه ، فإن قلت فأي الأمرين أريد هنا قلت أخرج الطبراني في الكبير بإسناد حسنه الحافظ المنذري ، عن حذيفة بن أسيد أن النبي (ص) قال : من آذى المسلمين في طرقهم وجبت عليه لعنتهم ، المصدر ( سبل السلام ج:1 ص:75 ).

 

- وأخرج في الأوسط والبيهقي وغيرهما برجال ثقات إلاّ محمد بن عمرو الأنصاري وقد وثقه بن معين من حديث أبي هريرة سمعت رسول الله (ص) : يقول : من سل سخيمته على طريق من طرق الناس المسلمين فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين ، والسخيمة بالسين المفتوحة المهملة والخاء المعجمة فمثناة تحتية العذرة ، فهذه الأحاديث دالة على استحقاقه اللعن ، المصدر ( سبل السلام ج:1 ص:75 ).

 

- وقال أيضاً : وأخرج في الأوسط والبيهقي وغيرهما برجال ثقات إلاّ محمد بن عمرو الأنصاري وقد وثقه بن معين من حديث أبي هريرة سمعت رسول الله (ص) : يقول : من سل سخيمته على طريق من طرق الناس المسلمين فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين والسخيمة بالسين المفتوحة المهملة والخاء المعجمة فمثناة تحتية العذرة ، فهذه الأحاديث دالة على استحقاقه اللعنة ، المصدر ( سبل السلام ج:1 ص:75 )، وراجعوا مثل هذه الروايات في المصادر التالية : ( لسان العرب ج:13 ص:389 والترغيب والترهيب ج:1 ص:80 ورياض الصالحين ج:1 ص:399 والمغني ج:1 ص:108 والترغيب والترهيب ج:1 ص:81 ).

 

- الصنف الثاني : من اللذين لعنهم النبي (ص) هو أكل الربا واليكم الروايات :

 

- ففي صحيح البخاري : 5617 - حدثنا : محمد بن المثنى قال : ، حدثني : محمد بن جعفر ، حدثنا : شعبة ، عن عون بن أبي جحيفة ، عن أبيه : أنه إشترى غلاماً حجاما فقال : إن النبي (ص) نهى ، عن ثمن الدم وثمن الكلب وكسب البغي ولعن أكل الربا وموكله والواشمة والمستوشمة والمصور ، المصدر ( صحيح البخاري ج:5 ص:2223 ).

 

- وفي صحيح مسلم : ، حدثنا : عثمان بن أبي شيبة وإسحاق بن إبراهيم واللفظ لعثمان قال إسحاق أخبرنا : وقال عثمان ، حدثنا : جرير ، عن مغيرة قال : سأل شباك إبراهيم فحدثنا ، عن علقمة ، عن عبد الله ، قال : لعن رسول الله (ص) أكل الربا ومؤكله ، قال : قلت وكاتبه وشاهديه قال : إنما نحدث بما سمعنا ، المصدر ( صحيح مسلم ج:3 ص:1218 ).

 

- وفيه أيضاً : 1598 - حدثنا : محمد بن الصباح وزهير بن حرب وعثمان بن أبي شيبة قالوا : ، حدثنا : هشيم أخبرنا : أبو الزبير ، عن جابر قال : لعن رسول الله (ص) أكل الربا وموكله وكاتبه وشاهديه وقال : هم سواء ، المصدر ( صحيح مسلم ج:3 ص:1219، وراجع هذه المصادر : الترغيب والترهيب ج:1 ص:306 والفردوس بمأثور الخطاب ج:1 ص:418 ورياض الصالحين ج:1 ص:355 ورياض الصالحين ج:1 ص:369  وشعب الإيمان ج:4 ص:391 وسبل السلام ج:ص6و3 ص:37 ونيل الأوطار ج:5 ص:296 ).

 

- الصنف الثالث : من الذين لعنهم الله والرسول (ص) النائحة و المستمعة :

 

- قال : في سبل السلام : وعن أبي سعيد الخدري (ر) قال : لعن رسول الله (ص) النائحة والمستمعة أخرجه أبو داود النوح هو رفع الصوت بتعديد شمائل الميت ومحاسن أفعاله والحديث دليل على تحريم ذلك وهو مجمع عليه ، المصدر ( سبل السلام ج:2 ص:115 ).

 

- وقال في الكبائر : وعن أبي هريرة (ر) قال : قال رسول الله (ص) اثنتان في الناس هما بهم كفر الطعن في الأنساب والنياحة على الميت رواه مسلم وعن أبي سعيد الخدري (ر) قال : لعن رسول الله (ص) النائحة والمستمعة رواه أبو داود وعن 1 أبي بردة قال : وجع أبو موسى الأشعري فغشي عليه ورأسه في حجر إمرأة من أهله فأقبلت تصيح برنة فلم يستطع أن يرد عليها فلما أفاق قال : أنا :بريء مما برئ منه رسول الله (ص) ، المصدر ( الكبائر ج:1 ص:183 )، وراجعوا المصادر التالية : ( شعب الإيمان ج:7 ص:240 والمغني ج:2 ص:213 والذخيرة في محاسن أهل الجزيرة ج:2 ص:446 وتفسير إبن كثير ج:4 ص:357 والروض المربع ج:1 ص:358 وكتب ورسائل وفتاوى إبن تيمية في الفقه ج:24 ص:382 وسنن أبي داود ج:3 ص:193 وسنن البيهقي الكبرى ج:4 ص:63 ومجمع الزوائد ج:3 ص:13 ).

 

- الصنف الرابع : من الذين لعنهم الله والرسول (ص) الراشي والمرتشي :

 

- قال : في الترغيب والترهيب : 3347 - عن عبد الله بن عمرو (ر) قال : لعن رسول الله (ص) الراشي والمرتشي رواه أبو داود والترمذي وقال : حديث حسن صحيح وأبن ماجه ولفظه قال رسول الله (ص) لعنة الله على الراشي والمرتشي وأبن حبان في صحيحه والحاكم وقال : صحيح الإسناد ، المصدر ( الترغيب والترهيب ج:3 ص:125 ).

 

- وقال في الفردوس : 5437 - عبد الرحمن بن عوف لعن الله الآكل والمطعم الرشوة 5438 ثوبان لعن الله الراشي والمرتشي والرائش يعني الذي يمشي بينهما ، المصدر ( الفردوس بمأثور الخطاب ج:3 ص:463 ).

 

- وقال في المطالب العالية : 2186 - قال : ، وحدثنا : مروان بن معاوية ، عن إسحاق بن يحيى ، عن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم ، عن عمرة ، عن عائشة (ر) قالت : لعن رسول الله الراشي والمرتشي رواه أبو يعلى ، عن أحمد بن منيع وقال البزار لا نعلمه ، عن عائشة (ر) إلاّ بهذا الإسناد تفرد به إسحاق بن يحيى وهو لين ، المصدر ( المطالب العالية ج:10 ص:194 ).

 

- وقال في مجمع الزوائد : ، عن ثوبان قال : لعن رسول الله (ص) الراشي والمرتشي والرائش يعني الذي يمشي بينهما رواه أحمد والبزار والطبراني في الكبير وفيه أبو الخطاب وهو   مجهول وعن عائشة قالت : لعن رسول الله (ص) الراشي والمرتشي رواه البزار وأبو يعلي وفيه إسحاق بن يحيى بن طنحة وهو متروك وعن عبد الرحمن إبن عوف قال : قال رسول الله (ص) الراشي والمرتشي في النار رواه البزار وفيه من لم أعرفه وعن عبدالله بن عمرو قال : قال رسول الله (ص) الراشي والمرتشي في النار قلت له في السنن لعن الله الراشي والمرتشي رواه الطبراني في الصغير ورجاله ثقات ، وعن أم سلمة : أن رسول الله (ص) قال : لعن الله الراشي والمرتشي في الحكم ( رواه الطبراني في الكبير ورجاله ثقات مجمع الزوائد ج:4 ص198 ص:199 وراجع المصادر التالية : الكبائر ج:1 ص:131 وص132 وشعب الإيمان ج:4 ص:390  والمغني ج:10 ص:118 ونيل الأوطار ج:9 ص:170والنهاية في غريب الأثر ج:2 ص:226 وأحكام القرآن للجصاص ج:4 ص:85 والمبسوط ج:14 ص:8 والسيل الجرار ج:4 ص:300 والمستدرك على الصحيحين ج:4 ص:115 وصحيح إبن حبان ج:11 ص:467 وسبل السلام ج:3 ص:43 والترغيب والترهيب ج:3 ص:125 ).

 

- وأما الأن فسوف أنقل هذا النقل الجامع لمن لعنهم النبي (ص) من كتاب الكبائر : وثبت ، عن رسول الله (ص) : إنه قال : لعن الله أكل الربا وموكله وشاهده وكاتبه وإنه قال : لعن الله المحلل والمحلل له وأنه قال : لعن الله الواصلة والمستوصلة والواشمة والمستوشمة والنامصة والمتنمصة فالواصلة هي التي تصل شعرها والمستوصلة هي التي يوصل لها والنامصة هي التي تنتف الشعر من الحاجبين والمتنمصة التي يفعل بها ذلك وأنه (ص) لعن الصالقة والحالقة والشاقة فالصالقة هي التي ترفع صوتها عند المصيبة والحالقة هي التي تحلق شعرها عند المصيبة والشاقة هي التي تشق ثيابها عند المصيبة وأنه (ص) لعن المصورين وأنه لعن من غير منار الأرض أي حدودها وأنه قال : لعن الله من لعن والديه ولعن من سب أمه وفي السنن أنه قال : لعن الله من أضل أعمى ، عن الطريق ولعن الله من أتى بهيمة ولعن الله من عمل عمل قوم لوط وأنه لعن من أتى كاهنا أو أتى إمرأة في دبرها ولعن النائحة ومن حولها ولعن من أم قوماً وهم له كارهون ولعن الله إمرأة باتت وزوجها عليها ساخط ولعن رجلاً سمع حي على الصلاة حي على الفلاح ثم لم يجب ولعن من ذبح لغير الله ولعن السارق ولعن من سب الصحابة ولعن المخنثين من الرجال والمترجلات من النساء ولعن المتشبهين من الرجال بالنساء والمتشبهات من النساء بالرجال ولعن المرأة تلبس لبسة الرجل والرجل يلبس لبسة المرأة ولعن من سل سخيمته على الطريق يعني تغوط على طريق الناس ولعن السلتاء والمرأة السلتاء التي لا تخضب يديها والمرأة التي لا تكتحل ولعن من خبب إمرأة على زوجها أو مملوكاً على سيده يعني أفسدها أو أفسده ولعن من أتى حائضاً أو إمرأة في دبرها ولعن من أشار إلى أخيه بحديدة ولعن مانع الصدقة يعني الزكاة ولعن من انتسب إلى غير أبيه أو تولى غير مواليه ولعن من كوى دابة في وجهها ولعن الشافع والمشفع في حد من حدود الله إذا بلغ الحاكأولعن المرأة إذا خرجت من دارها بغير إذن زوجها ولعنها إذا باتت هاجرة فراش زوجها حتى ترجع ولعن تارك الأمر بالمعروف والنهي ، عن المنكر إذا أمكنه ولعن الفاعل والمفعول به يعني اللواط ولعن الخمرة وشاربها وساقيها ومستقيها وبائعها ومبتاعها عاصرها ومعتصرها وحاملها والمحمولة إليه وآكل ثمنها والدال عليها وقال (ص) : ستة لعنتهم لعنهم الله وكل نبي مجاب الدعوة المكذب بقدر الله والزائد في كتاب الله والمتسلط بالجبروت ليعز من أذل الله ويذل من أعزه الله والمستحل لحرم الله والمستحل من عترتي ما حرم الله والتارك لسنتي ولعن الزاني بإمرأة جاره ولعن ناكح يده ولعن ناكح الأم وبنتها ولعن الراشي والمرتشي في الحكم والرائش يعني الساعي بينهما ولعن من كتم العلأولعن المحتكر ولعن من أخفر مسلماً يعني خذله ولم ينصره ولعن الوالي إذا لم يكن فيه رحمة ولعن المتبتلين من الرجال الذين يقولون لا نتزوج والمتبتلات من النساء ولعن راكب الفلاة وحده ولعن من أتى بهيمة نعوذ بالله من لعنته ولعنة رسوله ، المصدر ( الكبائر ج:1ص165و ص:166 ).

 

والأن وبعد نقل كل هذا الكم الهائل من الروايات والآيات التي تصرح بلعن أصحاب هذه الصفات ماذا يبقى عند القوم من الرد يا ترى ؟

 

قد يقول قائلهم بأن اللعن هنا غير معين وبما إنه غير معين فلا مانع منه عندنا وإنما الممنوع هو اللعن للشخص المعين بعينه أو بإسمه فهذا نمنعه ، أقول إذا صرفنا هذه الأحكام ، عن المصاديق وأبقيناها فقط في المفاهيم ، فعند ذلك يلزمنا أن نقول بأن كل الاحكاأوليس اللعن فقط  المتوجهة بالعناوين لا يجوز لنا أن نطبقها على المصاديق (الإفراد) ، مثال حكم الزنا فأنه لم يرد بخصوص شخص معين وإنما ورد بإسم الزاني والزانية ، وكذلك السارق والسارقة وبقية الأحكام الأخرى وبهذا نكون قد حكمنا بتعطيل كل الأحكام الشرعية لأنها لم تكن خاصة بالأفراد وإنما هي متعلقة بالعنوان والمفهوم ، ويضاف إلى ذلك بأن المفهوم لا وجود له أصلاً في الخارج  فيكون الحكم باللعن والجلد والرجم وقطع اليد وغيرها باطلة ، لأنها تعلقت بأمر عقلي لا وجود له في الخارج وإنما وجوده بوجود أفراده  ومصاديقه  فقط.

 

- فإن كان  الحكم خاص بالمفهوم فلا وجود له  وأن قلنا بأنه ينحل وينتقل للمصاديق وهو الصحيح فعند ذلك يصبح لدينا جواز اللعن  وإلافتكون كل أقوال النبي لغو لعدم الفائدة ولعدم وجود متعلق للحكم في الخارج ، ومع ذلك فلا مانع لدينا من إغلاق الطريق على القوم ونقل مجموعة من الروايات الصادرة من النبي (ص) في مجاميع معينة وفي أفراد معينين ، حتى لا يكون هناك أي عذر لأي شخص على الإطلاق وسوف ابتدي الأن بنقل هذه الروايات ، ولكن قد يرد سؤال من الطرف الآخر مفاده بان هناك رواية واردة في مجموعة من المصادر وهي صحيحة عند القوم تقول مايلي :

 

- قال : في البخاري : 6398 - حدثنا : يحيى بن بكير ، حدثني : الليث قال : ، حدثني : خالد بن يزيد ، عن سعيد بن أبي هلال ، عن زيد بن أسلم ، عن أبيه ، عن عمر بن الخطاب أن رجلاً على عهد النبي (ص) كان إسمه عبد الله وكان يلقب حماراً وكان يضحك رسول الله (ص) وكان النبي (ص) قد جلده في الشراب فأتى به يوماً فأمر به فجلد فقال رجل من القوم اللهم العنه ما أكثر ما يؤتى به فقال النبي (ص) : لا تلعنوه فوالله ما علمت ألا إنه يحب الله ورسوله ، المصدر ( صحيح البخاري ج:6 ص:2489 ).

 

- وقال في شعب الإيمان : 499 - أخبرنا : أبو عبد الله الحافظ ، ثنا : أبو العباس بن يعقوب هو الأصم ، ثنا : محمد بن إسحاق الصاغاني ، ثنا : عبد الله بن صالح ، حدثنا : الليث ، ثنا : خالد بن يزيد ، عن سعيد بن أبي هلال ، عن زيد بن أسلم ، عن أبيه ، عن عمر بن الخطاب (ر) : أن رجلاً على عهد رسول الله (ص) كان إسمه عبد الله وكان يلقب خماراً وكان يضحك رسول الله (ص) وكان رسول الله (ص) قد جلده في الشراب فأتي به يوماً فأمر به فجلد فقال رجل من القوم اللهم العنه ما أكثر ما يؤتى به فقال رسول الله لا تلعنه فوالله ما علمت إنه ليحب الله ورسوله رواه البخاري في الصحيح ، عن يحيى بن بكير ، عن الليث وهذا تصحيح قوله أبي عثمان صادق في حبه مقصر في حقه فإنه مع شربه سماه محبا والله أعلم ، المصدر ( شعب الإيمان ج:1 ص:388 ).

 

الجواب أقول ومن الله التوفيق والتسديد ولن أناقش السند لأن الرواية عند القوم تجاوزت القنطرة لأن الراوي البخاري وكل ما يرويه فهو صحيح

ولكن أقول إن في هذه الرواية أكثر من موقف  يحتاج إلى التأمل :

 

أولاًً : فإن هذه الرواية تعارض الروايات والآيات المتقدمة والتي فهم منها الفقهاء جواز لعن المعين وسوف يأتينا موقف بعضهم

 

ثانيا : الرواية لا يوجد فيها نهي مطلق وإنما نهي خاص لذلك الشخص لأن النبي (ص) لم يقول : لا تلعنو ، وإنما علل عدم جواز لعنه لأنه يحب الله والرسول فكل من يحب الله والرسول يمكن أن نخرجه من جواز اللعن ، وعلى هذا فإنه يجوز لعن الذين لا يحبهم الله وهم طوائف منهم :

 

- قال تعالى  : ( إن الله لا يحب من كان مختالا فخورا ) - ( النساء / 36 ).

- وقال تعالى : ( إن الله لا يحب من كان خوانا اثيما ) - ( النساء / 107 ).

- وقال تعالى : ( والله لا يحب المفسدين ) - ( المائدة / 64 ).

- وقال تعالى : ( والله لايحب المعتدين ) - ( المائدة / 87 ).

- وقال تعالى : ( والله لا يحب المسرفين ) - ( الأعراف / 31 ).

- وقال تعالى : ( إن الله لا يحب الخائنين ) - ( الأنفال / 58 ).

- وقال تعالى : ( إنه لا يحب المستكبرين ) - ( النحل / 23 ).

- وقال تعالى : ( إنه لا يحب الظالمين ) - ( الشورى / 40 ).

 

فهذه الطوائف كلها خارجة ، عن الرواية لأن الحب أمر تبادلي بين المحب والمحبوب فكل شخص لا يحبه الله قطعاً لا يحبه الرسول وعليه نستكشف من ذلك عدم محبته هو لله وللرسول فيبقى تحت العموم لأن التعليل غير متوفر بحقه.

 

ثالثا : ما يرد على الرواية  أن الصحابة بادروا إلى اللعن  لذلك الشخص فلو كان لعن المعين غير جائز لما لعنوا ، وسوف يأتي رد آخر للعلماء على هذه الرواية وقالوا : بأن اللعن كان بعد القصاص فنهاهم النبي (ص) ، عن ذلك لأنه قد إقتص منه ثم اننا وجدنا النبي (ص) لم ينهي ، عن ذلك مطلقاًً وإنما نهى بالتعليل فهذه الرواية دالة على جواز لعن المعين  لعدم النهي المطلق فيها

 

رابعاً : فإن الرواية تعارض الروايات الخاصة وليست العامه فقط فهناك مجموعة من الروايات الخاصة بلعن المعين  وهي صحيحة السند لأنها مروية في الصحاح أوعن الثقاة ، فلا يمكن لرواية واحدة بان تعارض الآيات والروايات العامة  وتعارض الروايات الخاصة باللعن المعين  وتخالف عمل الصحابة وفتوى الفقهاء فنعمل بها ونترك غيرها فأما إن نسقطها ، عن الإعتبار أو أن نقول بأنها خاصة بذلك الرجل أو بمن يتمتع بتلك الصفاة فقط  وأما الأن فسوف نبتدي في الأدلة الخاصة منها :

 

- ففي البخاري :4283 - حدثنا : حبان بن موسى أخبرنا : عبد الله أخبرنا : معمر ، عن الزهري قال : ، حدثني : سالم ، عن أبيه : أنه سمع رسول الله (ص) إذا رفع رأسه من الركوع في الركعة الآخرة من الفجر ، يقول اللهم العن فلاناً وفلاناً وفلاناً بعد ما يقول سمع الله لمن حمده رواه إسحاق بن راشد ، عن الزهري ، المصدر ( صحيح البخاري ج:4 ص:1661 ).

 

4284 - حدثنا : موسى بن إسماعيل ، حدثنا : إبراهيم بن سعد ، حدثنا : بن شهاب ، عن سعيد بن المسيب وأبي سلمة بن عبد الرحمن ، عن أبي هريرة (ر) : أن رسول الله (ص) كان إذا أراد أن يدعو على أحد أو يدعو لأحد قنت بعد الركوع فربما قال : إذا قال : سمع الله لمن حمده اللهم ربنا لك الحمد اللهم إنج الوليد بن الوليد وسلمة بن هشام وعياش بن أبي ربيعة اللهم أشدد وطأتك على مضر واجعلها سنين كسني يوسف يجهر بذلك وكان يقول في بعض صلاته في صلاة الفجر اللهم العن فلاناً وفلاناً لأحياء من العرب ، المصدر ( صحيح البخاري ج:4 ص:1661 ).

 


 

المخالف : سؤالي هنا بان هذا اللعن من النبي (ص) لمن أليس هذا اللعن لعن معين أم لا ؟.

 

الموالي : صحيح بان الملعون هنا من الشخصيات الكبيرة المرموقة ولذلك قيل عنهم فلان وفلان وفلان ، ونحن لا يهمنا منهم الذين لعنهم النبي (ص) الذي يهمنا إنه لعن لمعين وليس لعنوان فهل كلامي صحيح أم لا ، وهذا مورد آخر من اللعن من الرسول (ص) وهو موجه للمسلمين بلا أشكال بخلاف المورد الأول فيحتمل إن يقول البعض بأنه موجه للمشركين ولكن هنا لا مجاللهذا الإحتمال على الإطلاق

واليكم ذلك الأن :

 

- ففي صحيح مسلم : 2779 - حدثنا : زهير بن حرب ، حدثنا : أبو أحمد الكوفي ، حدثنا : الوليد بن جميع ، حدثنا : أبو الطفيل ، قال : كان بين رجل من أهل العقبة وبين حذيفة بعض ما يكون بين الناس فقال : أنشدك بالله كم كان أصحاب العقبة قال : فقال له القوم أخبره إذ سألك قال : كنا نخبر أنهم أربعة عشر فإن كنت منهم فقد كان القوم خمسة عشر وإشهد بالله أن أثنى عشر منهم حرب لله ولرسوله في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد وعذر ثلاثة قالوا : ما سمعنا منادي رسول الله (ص) ولا علمنا بما أراد القوم وقد كان في حرة فمشى فقال : إن الماء قليل فلا يسبقني إليه أحد فوجد قوماً قد سبقوه فلعنهم يومئذ ، المصدر ( صحيح مسلم ج:4 ص:2144 ).

 

- فتلاحضوا بان الرسول (ص) قد لعن الأشخاص الذين سبقوه إلى الماء وهم معينين معروفين وهم من المسلمين بلا أشكال والرواية صحيحة السند لأنها في مسلم وأضيف إليها مصادر أخرى :

 

- ففي مجمع الزوائد : وعن أبي الطفيل ، قال : لما كان غزوة تبوك نادى منادي النبي (ص) : إن الماء قليل فلا يسبقني إليه أحد فأتى الماء وقد سبقه أقوام فلعنهم رواه الطبراني في الكبير وفيه يحيى بن محمد بن السكن ، عن بكر بن بكار ولم أر من ترجمهما وعن عبدالله بن عثمان بن خثيم قال : دخلت على أبي الطفيل فوجدته طيب النفس فقلت : لاغتنمن ذلك منه فقلت : يا أبا الطفيل النفر الذين لعنهم رسول الله (ص) من هم سمهم من هم ، قال : فهم أن يخبرني بهم فقالت له إمرأته سودة مه يا أبا الطفيل أما بلغك أن رسول الله (ص) قال : اللهم إنما أنا بشر فأيما عبد من المؤمنين دعوت عليه بدعوة فإجعلها له زكاة ورحمة رواه أحمد ورجاله ثقات ، المصدر ( مجمع الزوائد ج:1 ص:111و112 ).

 

فهنا الصورة واضحة أيها المستشكل فإن الرواية تقول بأن أبا الطفيل كان عارفاً بأسمائهم ، والرواية موثقه وهذا دليل صريح صحيح يدل على أن النبي (ص) قد لعن مجموعه من المسلمين وهم معروفين لدى مجموعه من الصحابة منهم أبو الطفيل ، فأين القول بأنه لا يجوز لعن المعين يا ترى أليس الذي يمنع يكون قد رد على الرسول (ص)  والراد على الرسول راد على الله والله يقول وما أتاكم الرسول فخذوه ، وأما الأن فسوف أنقل أسماء من لعنهم النبي (ص) بالأسم وهذه الروايات هي :

 

- ففي الفردوس بمأثور الخطاب : 2060 - إبن عمر اللهم العن أبا سفيإن اللهم العن الحارث إبن هشام اللهم العن صفوان بن أمية ، المصدر ( الفردوس بمأثور الخطاب ج:1 ص:503 ).

 

- وقال في نيل الاوطار : وفي رواية للترمذي قال : قال رسول الله (ص) يوم أحد اللهم العن أبا سفيإن اللهم العن الحرث بن هشام اللهم العن صفوان بن أمية ، المصدر ( نيل الأوطار ج:2 ص:398 ).

 

- وفي كتاب نظرية عدالة الصحابة لأحمد حسين يعقوب : قال : قال : الحلبي في رواية : صار (ص) : يقول : اللهم العن فلاناً وفلاناً ، المصدر ( السيرة الحلبية ج2ص234 ).

 

- واضاف أيضاً : حيث قال : وقال السيوطي وأخرج أحمد والخاري والترمذي والنسائي وأبن جرير والبيهقي في الدلائل ، عن إبن عمر قال : قال رسول الله (ص) يوم أحد : اللهم العن أبا سفيان ، اللهم العن الحرث بن هشام ، اللهم العن سهيل بن عمرو واللهم العن صفوان بن أمية ، قال السيوطي وأخرج الترمذي وصححه وأبن جرير وأبن أبي حاتم ، عن إبن عمر قال : كان النبي (ص) يدعوا على أربعة نفر وكان يقول في صلاة الفجر اللهم العن فلاناً وفلاناً ، المصدر ( الدر المنثور في التفسير الماثور ج5ص71 ).

 

- وأخرج نصر بن مزاحم المنقري ، عن عبد الغفار بن القاسم ، عن عدي بن ثابت ، عن البراء بن عازب قال : أقبل أبو سفيان ومعه معاوية ، فقال رسول الله (ص) : اللهم العن التابع والمتبوع ، اللهم عليك بالأقيص فقال إبن براء للأبيه : من الاقيص قال : معاوية ، المصدر ( وقعة صفين ص217 تحقيق وشرح الأستاذ عبد السلام محمد هرون ).

 

- وأخرج نصر ، عن علي بن الأقمر في آخر حديثه قال : فنظر رسول الله إلى أبي سفيان وهو راكب ومعاوية وأخوه أحدهما قائد والآخر سائق ، فلما نظر اليهم رسول الله (ص) قال : اللهم العن القائد والسائق والراكب ، قلنا أنت سمعت رسول الله ؟  قال : نعم وإلاقصمت أذناي ، المصدر ( وقعة صفين ص220 ، نظرية عدالة الصحابة ص45و46 ).

 

- وفي تاريخ مدينة دمشق : ، أخبرنا : أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو القاسم بن معاوية أنا :حمزة بن يوسف أنا أبو أحمد بن عدي نا : أحمد بن الحسين الصوفي نا : محمد بن علي بن خلف العطار نا : حسين الأشقر ، عن قيس ، عن عمران بن ظبيان ، عن أبي تحيى حكيم قال : كنت جالساًً مع عمار فجاء أبو موسى فقال : ما لي ولك قال : الست أخاك قال : ما ادري ألا إني سمعت رسول الله (ص) يلعنك ليلة الجمل قال : إنه قد إستغفر لي قال عمار قد شهدت اللعن ولم أشهد الإستغفار ، المصدر ( تاريخ مدينة دمشق ج:32 ص:93 ).

 

- وقال في بغية الطلب في تاريخ حلب : ، أخبرنا : أبو حفص عمر بن محمد بن معمر بن طبرزد فيما إذن لنا أن نرويه عنه قال : ، أخبرنا : أبو القاسم إسماعيل بن أحمد بن عمر السمرقندي إجازة إن لم يكن سماعاً قال : ، أخبرنا : أحمد بن محمد بن أحمد قال : ، أخبرنا : محمد بن عبد الله بن الحسين قال : ، حدثنا : أبو حامد محمد بن هارون قال : ، حدثنا : إسحق بن أبي إسرائيل قال : ، حدثنا : الحكم بن ظهير ، عن السري ، عن أبي صالح ، عن إبن عباس قال : بعث رسول الله (ص) خالد بن الوليد بن المغيرة المخزومي على سرية ومعه في السرية عمار بن ياسر قال : فخرجوا حتى إذا أتوا قريباً من القوم الذين أرادوا أن يصبحوهم نزلوا في بعض الليل قال : وجاء القوم النذير فهربوا حيث بلغهم ، قال : فأقام رجل منهم كان قد أسلم هو وأهل بيته فأمر أهله فتحملوا ثم قال : قفوا حتى أسلم ثم جاء حتى دخل على عمار فقال : يا أبا اليقظان إني قد أسلمت وأهل بيتي فهل ذلك نافعي إن أنا :أقمت فإن قومي قد هربوا حيث سمعوا بكم قال : فقال له عمار فأقم فأنت آمن فإنصرف الرجل هو أهله ، قال : وصبح خالد القوم فوجدهم قد ذهبوا فأخذ الرجل هو وأهله ، فقال له عمار لا سبيل لك على الرجل قد أسلم قال : وما أنت وذاك أتجير علي وأنا الأمير قال : نعم أجير عليك وأنت الأمير إن الرجل قد آمن ولو شاء أن يذهب كما ذهب أصحابه فأمره بالمقام لإسلامه فتنازعا في ذلك حتى تشاتما فلما قدما المدينة إجتمعا عند رسول الله (ص) فذكر عمار الرجل وما صنع فأجاز رسول الله (ص) أمان عمار ونهى يومئذ أن يجير أحد على أمير فتشاتما عند رسول الله (ص)  فقال خالد يا رسول الله أيشتمني هذا العبد عندك أما والله لولاك ما شتمني ، فقال رسول الله (ص) كف يا خالد ، عن عمار فإنه من يبغض عماراً يبغضه الله عز وجل ومن يشتم عماراً يشتمه الله عز وجل ومن يلعن عماراً يلعنه الله عز وجل ، ثم قام عمار فولى وأتبعه خالد بن الوليد حتى أخذ بثوبه فلم يزل يترضاه حتى رضي ونزلت هذه الآية ( أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم ) ، المصدر ( بغية الطلب في تاريخ حلب ج:7 ص:3147 ).

 

- وفي تاريخ دمشق : ، أخبرنا : أبو غالب أحمد بن الحسن أنا محمد بن أحمد بن الأبنوسي أنا علي بن عمر الحافظ نا : أبو محمد عبدالله بن الهيثم بن خالد الخياط الطيبي ومحمد بن مخلد قالا : نا : أبو محمد عبدالله بن الهيثم بن خالد الخياط الطيبي ومحمد بن مخلد قالا : نا : الحسن بن عرفة نا : الحكم بن ظهير ، عن السدي ، عن أبي صالح ، عن إبن عباس قال : بعث رسول الله (ص) خالد بن الوليد بن المغيرة في سرية قال : ومعه في السرية عمار بن ياسر إلى حي من قريش أو قيس حتى إذا دنوا من القوم جاءهم النذير فهربوا وثبت رجل منهم كان قد أسلم هو وأهل بيته ، فقال لأهله كونوا على رجل حتى آتيكم قال : فإنطلق حتى دخل في العسكر فدخل على عمار بن ياسر فقال : يا أبا اليقظان إني قد أسلمت وأهل بيتي فهل ذلك نافعي أم أذهب كما ذهب قومي قال : فقال له عماراً قم فأنت آمن قال : فرجع الرجل فأقام وصبحهم خالد بن الوليد فوجد القوم قد نذروا وذهبوا فأخذ الرجل فقال له عمار إنه ليس لك على الرجل سبيل إني قد أمنته وقد أسلم قال : وما أنت وذاك أتجير علي وأنا الأمير قال : نعم أجير عليك وأنت الأمير إن الرجل قد أسلأولو شاء لذهب كما ذهب قومه قال : فتنازعا في ذلك حتى قدما المدينة فإجتمعا عند رسول الله (ص) فذكر عمار للنبي (ص) الذي كان من أمر الرجل فأجاز أمان عمار ونهى يومئذ أن يجير رجل على أمير فتنازع عمار وخالد عند رسول الله (ص) حتى تشاتما فقال خالد بن الوليد أيشتمني هذا العبد عندك أما والله لا ولاك ما شتمني قال : فقال نبي الله (ص) كف يا خالد ، عن عمار فإنه من يبغض عماراً يبغضه الله ومن يلعن عماراً يلعنه الله ، قال : وقام عمار فإنطلق فأتبعه خالد فأخذ بثوبه فلم يزل يترضاه حتى رضي عنه قال : وفيه نزلت ( يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم )، المصدر ( تاريخ مدينة دمشق ج:43 ص:401 ) ، فتلاحظ بان الكلام موجه لخالد لما لعن عماراً وسبه اليس كذلك.

 

- وفي سبل السلام : وعن أبي هريرة (ر) ، عن النبي (ص) قال : إذا دعا الرجل إمرأته إلى فراشه فأبت أن تجيء فبات غضباًن لعنتها الملائكة حتى تصبح ، المصدر ( سبل السلام ج:3 ص:143 ) ، فاللعن هنا واضح على تلك الزوجه بذاتها وهو من باب اللعن المعين.

 

- وفي تاريخ دمشق : ، أخبرنا : أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو القاسم بن مسعدة أنا :حمزة بن يوسف أنا عبد الله بن عدي نا : أحمد بن الحسين الصوفي نا : محمد بن منصور الطوسي نا : أبو الجواب نا : سليمان بن قرم ، عن الأعمش ، عن عمرو بن مرة ، عن عبد الله بن الحارث ، عن زهير بن الأقمر قال : كان الحكم بن أبي العاص يجلس إلى رسول الله (ص) وينقل حديثه إلى قريش فلعنه رسول الله (ص) وما يخرج من صلبه إلى يوم القيامة ح ، المصدر ( تاريخ مدينة دمشق ج:57  ص269وص270 ).

 

- أخبرنا : أبو القاسم بن الحصين أنا أبو علي بن المذهب لفظاً أنا أبوبكر بن مالك نا : عبد الله بن أحمد ، حدثني : أبي نا : إبن نمير نا : عثمان بن حكيم ، عن أبي إمامة إبن سهل بن حنيف ، عن عبد الله بن عمرو قال : كنا جلوساً عند النبي (ص) وقد ذهب عمرو بن العاص يلبس ثيابه ليحلقني فقال : ونحن عنده ليدخلن عليكم رجل لعين فوالله ما زلت وجلاً أتشوف داخلاً وخارجاً حتى دخل فلان يعني الحكم ح ، المصدر ( تاريخ مدينة دمشق ج:57  ص269وص270 ).

 

- وقال أيضاً : وأخبرنا : أبوبكر وجيه بن طاهر أنا :أحمد بن الحسن بن محمد أنا :الحسن بن أحمد بن محمد أنا أبوبكر بن حمدون نا : أبو عثمان سعيد بن عبد الرحمن بن صفوان المصري نا : شعيب ، عن الليث زاد وجيه بن سعد ، حدثني : أبي ، عن يعقوب بن إبراهيم ، عن محمد بن سوقة ، عن الشعبي ، عن إبن الزبير قال : قال رسول الله (ص) ولد الحكم ملعونون ح ، هذا غريب والمحفوظ ما أخبرنا : أبو القاسم الحسين بن الحسن بن محمد أنا علي بن محمد بن علي قال : قال : قرىء على أبي نصر أحمد بن المظفر بن الطوسي الموصلي حدثكم عبد الله بن حيان إبن عبد العزيز الأزدي الموصلي نا : عبد الله بن محمد بن ناجية نا : علي بن المنذر نا : إبن فضيل نا : إسماعيل بن أبي خالد ، عن عامر يعني الشعبي ، عن عبد الله بن الزبير أنه قال : وهو على المنبر ورب هذا البيت الحرام والبلد الحرام إن الحكم بن أبي العاص وولده ملعونون على لسان محمد (ص)

قرأنا على أبي عبد الله بن البنا ، عن أبي الحسن علي بن محمد بن خزفة ، ح وعن أبي الحسين بن الأبنوسي أنا أبوبكر بن بيري قراءة قالا أنا : محمد بن الحسين أنا إبن أبي خيثمة نا : عبد الرحمن بن صالح الأزدي نا : عمرو بن هاشم الحسني ، عن إسماعيل بن أبي خالد ، عن عامر قال : سمعت عبد الله بن الزبير وهو مسند ظهره إلى الكعبة وهو يقول : ورب هذا البيت الحرام إن الحكم بن أبي العاص وولده ملعونون على لسان رسول الله (ص) ، المصدر ( مدينة دمشق ج:57 ص:271 ).

 

- أنبئنا : أبو علي الحسن بن أحمد أنا محمد بن عبد الله بن ريذة أناسليمان الطبراني نا : أحمد بن يحيى بن خالد بن حيان الرقي نا : يحيى بن خالد بن حيان الرقي نا : يحيى بن سليمان الجعفي نا : محمد بن فضيل وأحمد بن بشر ، عن إسماعيل بن أبي خالد ، عن عامر الشعبي ، قال : سمعت عبد الله بن الزبير وهو يطوف بالكعبة وهو يقول : ورب هذه البينة للعن رسول الله (ص) الحكم وما ولد تاريخ ، المصدر ( مدينة دمشق ج:57 ص:271 ).

 

- قال : وأناسليمان نا : أحمد بن رشدين المصري نا : يحيى بن سليمان الجعفي نا : إبن فضيل ، عن إبن شبرمة ، عن الشعبي ، عن عبد الله بن الزبير قال : أشهد لسمعت رسول الله (ص) يلعن الحكم وما ولد ، أخبرنا : أبو الحسن علي بن المسلم الفقيه أنا علي بن محمد بن أبي العلاء قال : قرىء على محمد بن عمر بن سليمان النصيبي قيل له حدثكم أحمد بن يوسف بن خالد نا : محمد بن عثمان بن أبي شيبة نا : عبادة بن زياد نا : مدرك بن سليمان الطائي ، عن إسحاق بن يحيى ، عن عمته عائشة بنت طلحة ، عن عائشة أم المؤمنين قالت : كان النبي (ص) في حجرته فسمع حسا فإستنكره فذهبوا فنظروا فإذا الحكم كان يطلع على النبي (ص) فلعنه النبي (ص) وما في صلبه ونفاه ح ، المصدر ( تاريخ مدينة دمشق ج:57 ص:272 ).

 

- وروى الفاكهي من طريق حماد بن سلمة ، حدثنا : أبو سنان ، عن الزهري وعطاء الخراساني أن أصحاب النبي (ص) دخلوا عليه وهو يلعن الحكم بن أبي العاص فقالوا : يا رسول اللهماله ، قال : دخل على شق الجدار وأنا مع زوجتي فلأنة فكلح في وجهي فقالوا أفلا نلعنه نحن قال : كأني أنظر إلى بنيه يصعدون منبري وينزلونه فقالوا : يا رسول الله إلاّ نأخذهم ، قال : لا ونفاه رسول الله (ص) ، المصدر ( الإصابة في تمييز الصحابة ج:2 ص:104 ).

 

- وعن عبدالله بن عمرو قال : كنا جلوساً عند النبي (ص) وقد ذهب عمرو بن العاصي يلبس ثيابه ليلحقني فقال : ونحن عنده ليدخلن عليكم رجل لعين فوالله ما زلت وجلاً أتشوف خارجاً وداخلاً حتى دخل فلان يعني الحكم رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح ، المصدر ( مجمع الزوائد ج:1 ص111ص:112 ).

 

- وبعد أن تبين لنا بأن النبي (ص) قد لعن مجموعة من الصحابة معروفين بأسمائهم وهم من المسلمين فلم يبقى للمدافع أي وسيلة وأي حيلة إمام هذا الكم الكبير من الأدلة على اللعن العام والخاص.

 


 

المخالف : وبعد هذا إلى أين سوف تتوجه وما هو الدليل الآخر الذي لديك على جواز اللعن الخاص  أو المعين ؟.

 

الموالي :  سو ف يكون توجهي إلى الصحابة فهم قريبين من مصدر التشريع ولديهم إطلاع أكثر من غيرهم على مقاصد الشريعة ، وسوف اتناول مجموعة من المصادر الدالة على لعن الصحابة لبعهم البعض منها :

 

- قال إبن الأثير : وكان علي إذا صلي الغداة يقنت فيقول اللهم العن معاوية وعمراً وأبا الأعور وحبيبا وعبد الرحمن بن خالد والضحاك بن قيس والوليد فبلغ ذلك معاوية فكان إذا قنت سب علياً وأبن عباس والحسن والحسين والأشتر وقد قيل إن معاوية حضر الحكمين وإنه قام عشية في الناس فقال : أما بعد من كان متكلما في هذا الأمر فليطلع لنا قرنه ، المصدر ( الكامل في التاريخ ج:3 ص:210 ).

 

- وقال : الطبري : وكان إذا صلى الغداة يقنت فيقول اللهم إلعن معاوية وعمراً وأبا الأعور السلمي وحبيبا وعبد الرحمن بن خالد والضحاك بن قيس والوليد فبلغ ذلك معاوية فكان إذا قنت لعن علياً وأبن عباس والأشتر وحسناً وحسيناًً  ، المصدر ( تاريخ الطبري ج:3 ص:113 ) ، ولك أن تراجع المصادر التالية  أبو يوسف في ، المصدر ( الآثار ص71ونصر بن مزاحم  في كتاب صفين ص302وص636 ط مصر وأبن حزم في المحلى ج4ص 145 ) وغيرها من المصادر.

 

- وقال في وفيات الأعيان : فقال معاوية يا أحنف لقد أغضيت العين ، عن القذى وقلت : فيما ترى وأيم الله لتصعدن المنبر ولتلعنته طوعا أوكرهاً

فقال له الأحنف يا أمير المؤمنين إن تعفني فهو خير لك وإن تجبرني فوالله لا تجري به شفتاي إبدأً قال : قم فإصعد قال : الأحنف أما واللهمع ذلك لأنصفنك في القول والفعل قال : وما أنت قائل يا أحنف أن أنصفتني قال : أصعد المنبر فأحمد لله تعالى بما هو أهله وأصلي على نبيه (ص) ثم أقول أيها الناس أن أمير المؤمنين معاوية أمرني أن ألعن علياً ألا وإن علياً ومعاوية اقتتلا واختلفا فادعى كل منهما إنه مبغي عليه وعلى فئته فإذا دعوت فأمنوا رحمكم الله ، ثم أقول اللهم العن أنت وملائكتك وأنبياؤك وجميع خلقك الباغي منهما على صاحبه والعن الفئة الباغية لعنا كثيراً آمنوا رحمكم الله : يا معاوية لا ازيد على هذا حرفاً ولا انقص منه حرفاً ولو كان فيه ذهاب نفسي فقال معاوية إذن نعفيك أبا بحر

ومثل هذا ما قاله معاوية أيضاً لعقيل بن أبي طالب (ر) : أن علياً قد قطعك ووصلتك ولا يرضيني منك ألا إن تلعنه على المنبر قال : أفعل قال : فإصعد المنبر فصعد ثم قال : بعد أن حمد الله وأثنى عليه أيها الناس أمرني أن ألعن علي بن أبي طالب أمير المؤمنين معاوية بن أبي سفيان فالعنوه فعليه لعنة الله والملائكة والناس اجمعين ثم نزل فقال له معاوية إنك لم تبين قال : والله لا زدت حرفاً ولا نقصت آخر والكلام على نية المتكلم ، المصدر ( وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان ج:2 ص:505 ).

 

- وقال في فضائل الصحابة : 1136 - حدثنا : عبد الله بن الحسن الحراني قثنا : أبو جعفر النفيلي قثنا : بن زياد الثقفي ، عن السدي قال : قال علي اللهم العن كل مبغض لنا قال : وكل محب لنا غال ، المصدر ( فضائل الصحابة ج:2 ص:666 ).

 

- وقال في البدء والتاريخ : وروي أن علياً (ع) كان يقنت على معاوية إلى أن مات ومعاوية يلعن علياً وولده ، المصدر ( البدء والتاريخ ج:5 ص:234 ).

 

- وقال أيضاً : وأما عبد الله بن الزبير فإمتنع بمكة ولاذ بالكعبة ودعا الناس إلى الشورى وجعل يلعن يزيد وسماه الفاسق المتكبر وقال : لا يرضى الله بعهد معاوية إلى يزيد وإنما ذاك إلى عامة المسلمين فأجابه الناس إلى ذلك ورأوا الحق فيه ، المصدر ( البدء والتاريخ ج:6 ص:13 ).

 

- وقال في البديه والنهايه : فذكر أبو مخنف ، عن أبي حباب الكلبي أن علياً لما بلغه ما فعل عمرو كان يلعن في قنوته معاوية وعمرو بن العاص وأبا الأعور السلمي وحبيب إبن مسلمة والضحاك بن قيس وعبد الرحمن بن خالد بن الوليد والوليد بن عتبة فلما بلغ ذلك معاوية كان يلعن في قنوته علياً وحسناً وحسيناًً وأبن عباس والأشتر النخعي ، المصدر ( البداية والنهاية ج:7 ص:284 ).

 

- وقال أيضاً : وتوفي في هذه السنة محمد بن يوسف الثقفي أخو الحجاج وكان أميراً على اليمن وكان يلعن علياً على المنابر قيل إنه أمر حجر المنذري أن يلعن علياً فقال : بل لعن الله من يلعن علياً ولعنة الله على من لعنه الله وقيل إنه ورى في لعنه فالله أعلم ، المصدر ( البداية والنهاية ج:9 ص:80 ).

 

- وقال في تاريخ إبن خلدون : ورجع إبن عباس وشريح إلى علي بالخبر فكان يقنت إذا صلى الغداة ويقول اللهم إلعن معاوية وعمراً وحبيبا وعبد الرحمن بن مخلد والضحاك بن قيس والوليد وأبا الأعور وبلغ ذلك معاوية فكان إذا أقنت يلعن علياً وأبن عباس والحسن والحسين والأشتر

، المصدر ( تاريخ إبن خلدون ج:2 ص:637 ).

 

- وقال في الداية والنهاية : ووصلت النبال إلى هودج أم المؤمنين عائشة (ر) فجعلت تنادى الله الله : يا بني اذكروا يوم الحساب ورفعت يديها تدعو على أولئك النفر من قتلة عثمان فضج الناس معها بالدعاء حتى بلغت الضجة إلى علي ، فقال : ما هذا فقالوا أم المؤمنين تدعو على قتلة عثمان وأشياعهم فقال : اللهم العن قتلة عثمان ، المصدر ( البداية والنهاية ج:7 ص:243 ).

 

- وقال في الكامل في التاريخ : فقتل عثمان في الثالثة ولقيهم مقتل عثمان فقال حذيفة بن اليمإن اللهم العن قتلته وشتامه اللهم إنا كنا نعاتبه ويعاتبنا فاتخذوا ذلك سلماً إلي الفتنة اللهم لا تمتهم إلاّ بالسيوف ، المصدر ( الكامل في التاريخ ج:3 ص:27 ).

 

- وقال أيضاً : وكان علي إذا صلي الغداة يقنت فيقول اللهم العن معاوية وعمراً وأبا الأعور وحبيبا وعبد الرحمن بن خالد والضحاك بن قيس والوليد فبلغ ذلك معاوية فكان إذا قنت سب علياً وأبن عباس والحسن والحسين والأشتر ، المصدر ( الكامل في التاريخ ج:3 ص:27 ).

 

- وقال في المنتظم : فقالت عائشة خل يا كعب ، عن البعير وتقدم بكتاب الله عز وجل فإدعهم إليه ودفعت إليه مصحفا وأقبل القوم وأمامهم السبئية يخافون أن يجري الصلح فإستقبلهم كعب بالمصحف فرشقوه رشقا واحداً فقتلوه ثم راموا أم المؤمنين في هودجها فجعلت تنادي يا بني البقية البقية ويعلو صوتها اذكروا الله والحساب ويأبون إلاّ إقداما فقالت : أيها الناس العنوا قتلة عثمان وأشياعهم فضجوا بالدعاء فسمع علي ، فقال : ما هذه الضجة قالوا : عائشة تدعو ويدعون معها على قتلة عثمان وأشياعهم فأقبل يدعو ويقول اللهم العن قتلة عثمان وأشياعهم ، المصدر ( المنتظم ج:5 ص:89 ).

 

- وقال : الطبري في تاريخه : وقالت عائشة خل يا كعب ، عن البعير وتقدم بكتاب الله عز وجل فإدعهم إليه ودفعت إليه مصحفا وأقبل القوم وأمامهم السبئية يخافون أن يجري الصلح فإستقبلهم كعب بالمصحف وعلى من خلفهم يزعهم ويأبون إلاّ إقداما فلما دعاهم كعب رشقوه رشقا واحداً فقتلوه ورموا عائشة في هودجها فجعلت تنادي يا بني البقية البقية ويعلو صوتها كثرة الله الله اذكروا الله عز وجل والحساب فيأبون إلاّ إقداما فكان أول شيء أحدثته حين أبوا أن قالت : أيها الناس العنوا قتلة عثمان وأشياعهم وأقبلت تدعو وضج أهل البصرة بالدعاء وسمع علي بن أبي طالب الدعاء فقال : ما هذه الضجة فقالوا عائشة تدعو ويدعون معها على قتلة عثمان وأشياعهم فأقبل يدعو ويقول اللهم العن قتلة عثمان وأشياعهم ، المصدر ( تاريخ الطبري ج:3 ص:43 ).

 

- وقال أيضاً : والعنوا من لعنه الله ورسوله وفارقوا من لا تنالون القربة من الله إلاّ بمفارقته اللهم العن أبا سفيان بن حرب ومعاوية إبنه ويزيد بن معاوية ومروان بن الحكم وولده اللهم العن أئمة الكفر وقادة الضلالة وأعداء الدين ومجاهدي الرسول ومغيري الأحكام ومبدلي الكتاب وسفاكي الدم الحرام ، المصدر ( تاريخ الطبري ج:5 ص:624 ).

 

- وقال في أخبار المدينة : 2248 - حدثنا : هارون بن عمر قال : ، حدثنا : أسد بن موسى قال : ، حدثنا : عبد الرحمن بن محمد المحاربي ، عن معتمر بن أبي هند ، عن سالم بن أبي الجعد قال : كنا مع محمد بن علي في الشعب فسمع رجلاً ينتقص عثمان (ر) وعنده إبن عباس (ر) فقال : محمد يا إبن عباس هل شهدت أمير المؤمنين حين سمع الصيحة من قبل المربد فقال إبن عباس (ر) نعم عشية بعث فلان بن فلان فقال : أذهب فأنظر ما هذا فجاء فقال : هذه عائشة (ر) تعلن قتلة عثمان (ر) قال : وأنا :ألعن قتلة عثمإن اللهم العن قتلة عثمان في السهل والجبل قال : ثم أقبل علينا محمد ، فقال : أما في وفي إبن عباس لكم شاهداً عدل قلنا بلى ، قال : فإنتهوا ، المصدر ( أخبار المدينة ج:2 ص:275 ).

 

- وقال في أخبار المدينة : 2250 - حدثنا : خلاد بن يزيد قال : ، حدثنا : هشام بن الغازي ، عن مكحول قال : كان علي (ر) يلعن قتلة عثمان (ر) ، المصدر ( أخبار المدينة ج:2 ص:276 ).

 

- وقال في أخبار المدينة : 2268 - حدثنا : محمد بن حاتم قال : ، حدثنا : مروان بن معاوية قال : ، حدثنا : الربيع بن النعمان البصري ، عن نعيم بن أبي هند ، عن سالم بن أبي الجعد أنه سمع محمد بن الحنفية يقول : سمعت أبي ورفع يديه حتى يرى بياض إبطيه وقال : اللهم العن قتلة عثمان في البر والبحر والسهل والجبل ثلاثاًً يرددها ، المصدر ( أخبار المدينة ج:2 ص:279 ).

 

- وقال في الأنساب : قال إبن الكلبي كل ما في بني أسد من الأسماء نكرة بالنون منهم نكرة بن جذيمة بن الصيدا ومن ولد شيخ بن عميرة الأسدي كان مع الحسين بن علي (ر) فأرسله إلى أهل الكوفة فأخذه إبن زياد فأمره أن يلعن الحسين فلعن إبن زياد فألقاه من فوق القصر فقتله هكذا ذكره الدار قطني ، المصدر ( الأنساب ج:5 ص:522 ).

 

هذه النقولات التاريخية الواضحة بينت لنا مواقف الصحابة من اللعن للمعين بما لا يد مجال لأي إنسان في ذلك ، وعندي سؤال هنا للمانعين فأقول عمل الصحابة هذا أما إنه صحيح أو خطاً ، فإن كان صحيح فهو المراد والدليل على ما نفعلة ، وأن كان غير صحيح فلماذا ؟

هل لأن من لعنوه لا يستحق اللعن أم لأن لعن المعين غير جائز ؟ ، فأن كان الأول فدل على جواز لعن المعين ولكن لا نلعن كل شخص وإنما فقط من يستحق اللعن ، وأن كان عمل الصحابة خطاً لأنهم لعنوا المعين ولعن المعين غير جائز ، فأقول هل أنتم أعلم من الصحابة في هذه المسألة أم أن الصحابة أعلم منكم جاوبوني ولكم مني الشكر والتقدير على الجواب بقي الكلام في النقطة الأخيرة من البحث.

 


 

المخالف : وماهي تلك النقطة ياترى ؟.

 

الموالي : النقطة الأخيره هي موقف الفقهاء من المسألة هل يجوز اللعن للمعين أم لا مع اجماعهم على جواز لعن العنوان والمفهوم

 

- قال : في كتاب الكبائر : أعلم أن لعن المسلم المصون حرام بإجماع المسلمين ويجوز لعن أصحاب الأوصاف المذمومة كقولك لعن الله

الظالمين لعن الله الكافرين لعن الله اليهود والنصارى لعن الله الفاسقين لعن الله المصورين ونحو ذلك كما تقدم وأما لعن إنسان بعينه ممن إتصف بشيء من المعاصي كيهودي أو نصراني أو ظالم أو زان أو سارق أو أكل ربا فظواهر الأحاديث إنه ليس بحرام وأشار الغزالي رحمه الله إلى تحريمه إلاّ في حق من علمنا أنه مات على الكفر كأبي لهب وأبي جهل وفرعون وهامان وأشباههم ، قال : لأن اللعن هو الإبعاد ، عن رحمة الله وما ندري ما يختم به لهذا الفاسق والكافر قال : وأما الذين لعنهم رسول الله (ص) بأعيانهم كما قال : اللهم العن رعلا وذكوان وعصية عصوا الله ورسوا وهذه ثلاث قبائل من العرب فيجوز أنه (ص) علم موتهم على الكفر قال : ويقرب من اللعن الدعاء على الإنسان بالشر ، المصدر ( الكبائر ج:1 ص:166 ).

 

- وقال في سبل السلام : وله أي الترمذي من حديث بن مسعود رفعه ليس المؤمن بالطعان ولا اللعان ولا الفاحش ولا البذيء وحسنه وصححه الحاكم ورجح الدار قطني وقفه الطعن السب يقال : طعن في عرضه أي سبه واللعان إسم فاعل للمبالغة بزنة فعال أي كثير اللعن ومفهوم الزيادة غير مراد فإن اللعن محرم قليلة وكثيرة والحديث إخبار بأنه ليس من صفات المؤمن الكامل الإيمان السب واللعن ألا إنه يستثني من ذلك لعن الكافر وشارب الخمر ومن لعنه الله ورسوله ، المصدر ( سبل السلام ج:4 ص:198 ).

 

- وقال أيضاً : وعن عبد الله بن عمرو بن العاص (ر) قال : لعن رسول الله (ص) الراشي والمرتشي رواه أبو داود والترمذي وصححه

( وعن عبد الله بن عمرو (ر) قال : لعن رسول الله (ص) الراشي والمرتشي رواه أبو داود والترمذي وصححه ) ، ورواه أحمد في القضاء وبن ماجه في الأحكام والطبراني في الصغير وقال الهيثمي رجاله ثقات ، وذكر المصنف هذا الحديث في أبواب الربا لأنه أفاد لعن من ذكر لأجل أخذ المال الذي يشبه الربا كذلك أخذ الربا وقد تقدم لعن آخذه أول الباب ، وحقيقة اللعن البعد ، عن مظان الرحمة ومواطنها وقد ثبت اللعن عنه (ص) : لاصناف كثيرة تزيد على العشرين وفيه دلالة على جواز لعن العصاة من أهل القبلة ، وأما حديث المؤمن ليس باللعان فالمراد به لعن من لا يستحق ممن لم يلعنه الله ولا رسوله أو ليس بالكثير اللعن كما تفيده صيغة فعال ، المصدر ( سبل السلام ج:3 ص:43 ).

 

- وقال أيضاً : وأخرج في الأوسط والبيهقي وغيرهما برجال ثقات إلاّ محمد بن عمرو الأنصاري وقد وثقه بن معين من حديث أبي هريرة سمعت رسول الله (ص) : يقول : من سل سخيمته على طريق من طرق الناس المسلمين فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين والسخيمة بالسين المفتوحة المهملة والخاء المعجمة فمثناة تحتية العذرة ، فهذه الأحاديث دالة على استحقاقه اللعنة ، المصدر ( سبل السلام ج:1 ص:75 ).

 

- وقال في الإمتاع بالاربعين المتبيانة السماع : سئل شيخنا رحمه الله ، عن لعن يزيد بن معاوية وماذا يترتب على من يحبه ويرفع من شأنه فأجاب أما اللعن فنقل فيه الطبري المعروف بالكيا الهراسي الخلاف في المذاهب الأربعة في الجواز وعدمه فإختار الجواز ونقل الغزالي الخلاف واختار المنع وأما المحبة فيه والرفع من شأنه فلا تقع إلاّ من مبتدع فاسد الإعتقاد فإنه كان فيه من الصفات ما يقتضي سلب الإيمان عمن يحبه لأن الحب في الله والبغض في الله من الإيمان والله المستعان ، المصدر ( الإمتاع بالأربعين المتباينة السماع ج:1 ص:96 ).

 

- وفي نيل الاوطار : وقد عملت عائشة راوية هذا الحديث بذلك في حق من إستحق عندها اللعن فكانت تلعنه وهو حي فلما مات تركت

ذلك ونهت ، عن لعنه كما روى ذلك عنها عمر بن شبة في كتاب أخبار البصرة ورواه بن حبان من وجه آخر وصححه ، المصدر ( نيل الأوطار ج:4 ص:163 ).

 

- وهذا دليل واضح على جواز لعن المعين نعم فيه اشارة لعدم جواز لعن الميت وهذا ليس محل بحثنا الأن  وإنما محل البحث هل يجوز لعن المعين ولا لا.

 

- وفي تفسير القرطبي : وذكر بن العربي أن لعن العاصي المعين لا يجوز إتفاقالما روي ، عن النبي (ص) : إنه أتى بشارب خمر مراراًً فقال بعض من حضره لعنه الله ما أكثر ما يؤتي به فقال النبي (ص) ( لا تكونوا عون الشيطان على أخيكم ( فجعل له حرمة الأخوة وهذا يوجب الشفقة وهذا حديث صحيح قلت خرجه البخاري ومسلم وقد ذكر بعض العلماء خلافاًً في لعن العاصي المعين قال : وإنما وقال (ع) ( لا تكونوا عون الشيطان على أخيكم ( في حق نعيمان بعد إقامة الحد عليه ومن أقيم عليه حد الله تعالى فلا ينبغي لعنه ومن لم يقم عليه الحد فلعنته جائزة سواء سمي أو عين أم لا لأن النبي (ص) : لا يلعن إلاّ من تجب عليه اللعنة ما دام على تلك الحالة الموجبة للعن فإذا تاب منها وأقلع وطهره الحد فلا لعنة تتوجه عليه وبين هذا قوله (ص) ، إذا زنت أمة أحدكم فليجلدها الحد ولا يثرب ، المصدر ( تفسير القرطبي ج:2 ص:189 ).

 

- وقال أيضاً : فدل هذا الحديث مع صحته على أن التثريب واللعن إنما يكون قبل أخذ الحد وقبل التوبة والله تعالى أعلم ، قال بن العربي وأما لعن العاصي مطلقاًً فيجوز إجماعاً لما روي ، عن النبي (ص) : إنه قال : ( لعن الله السارق يسرق البيضة فتقطع يده ( الثالثة قوله تعالى ( أولئك عليهم لعنة الله والملائكة والناس أجمعين ) أي أبعادهم من رحمته وأصل اللعن الطرد والإبعاد وقد تقدم فاللعنة من العباد الطرد ومن الله العذاب وقرأ الحسن البصري والملائكة والناس أجمعون بالرفع وتأويلها أولئك جزاؤهم أن يلعنهم الله ويلعنهم الملائكة ويلعنهم الناس أجمعون ، المصدر ( تفسير القرطبي ج:2 ص:190 ).

 

- وقال في سبل السلام : قيل ويدل على أنه يجوز لعن العاصي المسلم إذا كان علي وجه الإرهاب عليه قبل أن يواقع المعصية فإذا واقعها دعي له بالتوبة والمغفرة ، قال : المصنف في الفتح بعد نقله لهذا ، عن المهلب ليس هذا التقييد مستفادا من الحديث بل من أدلة أخرى

والحق أن من منع اللعن أراد به معناه اللغوي وهو الإبعاد من الرحمة ، وهذا لا يليق أن يدعى ، المصدر ( سبل السلام ج:3 ص:143 ).

 

- وقال في الآداب الشرعية : وهل يجوز لعن كافر معين على روايتين قال الشيخ تقي الدين ولعن تارك الصلاة علي وجه العموم جائز وأما لعنة المعين فالأولى تركها لأنه يمكن أن يتوب ، وقال في موضع آخر قيل لأحمد بن حنبل أيؤخذ الحديث ، عن يزيد فقال : لا ولا كرامة أو ليس هو فعل بأهل المدينة ما فعل وقيل له إن أقواماً يقولون : إنا نحب يزيد فقال : وهل يحب يزيد من يؤمن بالله واليوم الآخر فقيل له أولاًً تلعنه فقال : متى رأيت أباك يلعن أحداًً ، وقال الشيخ تقي الدين أيضاً في موضع آخر في لعن المعين من الكفار ومن أهل القبلة وغيرهم ومن الفساق بالإعتقاد أو بالعمل لأصحابنا فيها أقوال :

 

أحدها : أنه لا يجوز بحال وهو قول أبي بكر عبد العزيز.

والثاني : يجوز في الكافر دون الفاسق.

والثالث : يجوز مطلقاًً.

 

- قال إبن الجوزي في لعنة يزيد أجازها العلماء الورعون منهم أحمد بن حنبل وأنكر ذلك عليه الشيخ عبد المغيث الحربي وأكثر أصحابنا لكن منهم من بنى الأمر على أنه لم يثبت فسقه ، وكلام عبد المغيث يقتضي ذلك وفيه نوع انتصار ضعيف ومنهم من بنى الأمر على أن لا يلعن الفاسق المعين وشنع إبن الجوزي على من أنكر استجازة ذم المذموأولعن الملعون كيزيد قال : وقد ذكر أحمد في حق يزيد ما يزيد على اللعنة وذكر رواية مهناسألت أحمد ، عن يزيد فقال : هو الذي فعل بأهل المدينة ما فعل قلت : فيذكر عنه الحديث قال : لا يذكر عنه الحديث ولا ينبغي لأحد أن يكتب عنه حديثاًًً قلت ومن كان معه حين فعل فقال : أهل الشام قال الشيخ تقي الدين هذا أكثر ما يدل على الفسق لا على لعنة المعين

، المصدر ( الآداب الشرعية ج:1 ص:285 ).

 

- وقال أيضاً : وذكر إبن الجوزي ما ذكره القاضي في المعتمد من رواية صالح وما لي لا ألعن من لعنه الله عز وجل في كتابه إن صحت الرواية قال : وقد صنف القاضي أبو الحسين كتاباً في بيان من يستحق اللعن وذكر فيهم يزيد قال : وقد جاء في الحديث لعن من فعل ما لا يقارب معشار عشر ما فعل يزيد وذكر الفعل العام كلعن الواصلة والنامصة وأمثاله وذكر رواية أبي طالب سألت أحمد بن حنبل عمن قال : لعن الله يزيد بن معاوية فقال : لا تكلم في هذا الإمساك أحب إلي ، قال إبن الجوزي هذه الرواية تدل على اشتغال الإنسان بنفسه على لعن غيره والأولى على جواز اللعنة كما قلنا في تقديم التسبيح على لعنة إبليس وسلم إبن الجوزي أن ترك اللعن أولى وقد روى مسلم ، عن أبي هريرة (ر) قال : قيل يا رسول الله أدع الله على المشركين قال : إني لم إبعث لعانا وإنما بعثت رحمة أخرجه مسلم من حديث أبي هريرة ، المصدر ( الآداب الشرعية ج:1 ص:286 ).

 

- قال إبن الجوزي وقد لعن أحمد بن حنبل من يستحق اللعن فقال في رواية مسدد قالت : الواقفية الملعونة والمعتزلة المعلونة وقال عبيد الله بن أحمد الحلبي سمعت أحمد بن حنبل يقول على الجهمية لعنة الله وكان الحسن يلعن الحجاج وأحمد يقول الحجاج رجل سوء قال الشيخ تقي الدين ليس في هذا ، عن أحمد لعنة معين لكن قول الحسن نعم المصدر ( الآداب الشرعية ج:1 ص:286 ).

 

- وقال في فتح الباري : ( قوله باب ما يكره من لعن شارب الخمر ) وأنه ليس بخارج من الملة يشير إلى طريق الجمع بين ما تضمنه حديث الباب من النهي ، عن لعنه وما تضمنه حديث الباب الأول لا يشرب الخمر وهو مؤمن وأن المراد به نفي كمال الإيمان لا أنه يخرج ، عن الإيمان جملة وعبر بالكراهه هنا إشارة إلى أن النهي للتنزيه في حق من يستحق اللعن إذا قصد به اللاعن محض السب لا إذا قصد معناه الأصلي وهو الابعاد ، عن رحمة الله فأما إذا قصده فيحرأولا سيما في حق من لا يستحق اللعن كهذا الذي يحب الله ورسوله ولا سيما مع إقامة الحد عليه بل يندب الدعاء له بالتوبة والمغفرة كما تقدم تقريره في الباب الذي قبله في الكلام على حديث أبي هريرة ثاني حديثي الباب

 وبسبب هذا التفصيل عدل عن قوله في الترجمة كراهية لعن شارب الخمر إلى قوله : ما يكره من فأشار بذلك إلى التفصيل وعلى هذا التقرير فلا حجة فيه لمنع لعن الفاسق المعين مطلقاًً وقيل أن المنع خاص بما يقع في حضرة النبي (ص) لئلا يتوهم الشارب عند عدم الأنكار أنه مستحق لذلك فربما أوقع الشيطان في قلبه ما يتمكن به من فتنه وإلى ذلك الإشارة بقوله في حديث أبي هريرة لا تكونوا عون الشيطان على أخيكم ، وقيل المنع مطلقاًً في حق من أقيم عليه الحد لأن الحد قد كفر عنه الذنب المذكور وقيل المنع مطلقاًً في حق ذي الزلة والجواز مطلقاًً في حق المجاهرين ، وصوب بن المنير أن المنع مطلقاًً في حق المعين والجواز في حق غير المعين لأنه في حق غير المعين زجر ، عن تعاطي ذلك الفعل وفي حق المعين آذى له وسب وقد ثبت النهي ، عن آذى المسلم ، المصدر ( فتح الباري ج:12 ص75ص:76 ).

 

- وإحتج من أجاز لعن المعين بأن النبي (ص) : إنما لعن من يستحق اللعن فيستوي المعين وغيره وتعقب بأنه إنما يستحق اللعن بوصف

الإبهاأولوكان لعنه قبل الحد جائزا لإستمر بعد الحد كما لا يسقط التغريب بالجلد وأيضا فنصيب غير المعين من ذلك يسير جداً والله أعلم ، قال : النووي في الأذكار وأما الدعاء على إنسان بعينه ممن اتصف بشيء من المعاصي فظاهر الحديث أنه لا يحرم ، المصدر ( فتح الباري ج:12 ص75ص:76 ).

 

- وأشار الغزالي إلى تحريمه وقال في باب الدعاء على الظلمة بعد أن أورد أحاديث صحيحة في الجواز قال : الغزالي وفي معنى اللعن الدعاء على الإنسان بالسوء حتى على الظالم مثل لا أصح الله جسمه وكل ذلك مذموم إنتهى والأولى حمل كلام الغزالي على الأول وأما الأحاديث فتدل على الجواز كما ذكره النووي في قوله (ص) للذي قال : كل بيمينك فقال : لا أستطيع فقال : لا إستطعت فيه دليل على جواز الدعاء على من خالف الحكم الشرعي ومال هنا إلى الجواز قبل إقامة الحد والمنع بعد إقامته وصنيع البخاري يقتضي لعن المتصف بذلك من غير أن يعين بإسمه فيجمع بين المصلحتين لأن لعن المعين والدعاء عليه قد يحمله على التمادي أو يقنطه من قبول التوبة بخلاف ما إذا صرف ذلك إلى المتصف فإن فيه زجرا وردعا ، عن ارتكاب ذلك وباعثا لفاعله على الإقلاع عنه ويقويه النهي ، عن التئزيب على الأمة إذا جلدت على الزنا كما سيأتي قريباً ، المصدر ( فتح الباري ج:12 ص75ص:76 ).

 

- وإحتج شيخنا الإمام البلقيني على جواز لعن المعين بالحديث الوارد في المرأة إذا دعاها زوجها إلى فراشه فأبت لعنتها الملائكة حتى تصبح وهو في الصحيح وقد توقف فيه بعض من لقيناه بأن اللاعن لها الملائكة فيتوقف الاستدلال به على جواز التأسي بهم وعلى التسليم فليس في الخبر تسميتها والذي قاله شيخنا أقوى فأن الملك معصوم والتأسي بالمعصوم مشروع والبحث في جواز لعن المعين وهو الموجود ، المصدر ( فتح الباري ج:12 ص75ص:76 ).

 

وبهذا نصل لنهاية البحث  في هذا الموضوع أسأل الله أن يتقبله مني  وأن يرزقني شفاعة النبي وآله الأطهار

 

إكتمل البحث في ليلة القدر الثالث والعشرين من شهر رمضان 1425هجري الموافق 6-11-2004م

أبو حسام خليفة الكلباني العماني

 

العودة لصفحة البداية

العودة لفهرس المواضيع